تعود تسميته نسبة الى التسمية الشاملة للمنطقة ايا ماريا (القديسة ماريا) نسبة الى كنيسة مريم اي الكاتدرائية المريمية هذه التسمية التي انتشرت منذ السنة 314 م عندما اعلن قسطنطين الكبير براءة ميلان سمح بموجبها للمسيحيين باظهار دينهم حيث اوقف الاضطهادات الدموية بحقهم فاظهر المسيحيون الدمشقيون كنائسهم من تحت الارض ومنها كنيستهم المريمية (رقاد السيدة) وكانت على اسم كنيسة مريم اي “ايا ماريا” باليونانية

بالعربية ” القديسة مريم” واطلقوا الاسم على كل المنطقة تيمنا بالسيدة العذراء اي القديسة مريم منذ بداية العصر الرومي اضافة الى وجود دير للراهبات ملحقا به ميتماً لليتيمات فيه يصرن راهبات… وكان الدير والميتم على اسم القديسة مريم ايضاً اي “ايا ماريا” والدرب الواصل مابين المريمية الكنيسة المحورية اسمه “درب مريم” يمر امام دير الراهبات وفي مكانه الآن ميتم القديس بندلايمون للبنات وكان بداخله المستشفى

الارثوذكسي الدمشقي الى حي القديسة مريم اي الموصوف اليوم ب”القيمرية” اي ايا ماريا، مع تمادي الزمان تحرف الاسم من ايا ماريا الى القيمريه وماينسبه البعض إلى شيخ عاصر زمن الفتوحات الإسلامية يدعى ” قيمر” واطلق اسم القيمرية نسبة له في ذلك الزمان على مدرسة باسمه وبداخلها جامع هو محض افتراء على التاريخ الدمشقي المسيحي…!!! اضافة الى القول انه في زمن دخول المسلمين الى دمشق عاصرها شيخ مسلم اسمه قيمر مقيم في دمشق، هذا محل نقض شامل لأن الحملة التي دخلت دمشق هي اسلامية ولم يكن ثمة مسلم واحد ليس في دمشق بل في كل بلاد الشام، فمن اين اذن اتى هذا الشيخ المسلم الدمشقي في وسط رومي مسيحي شامل!!!!؟؟؟، وفي هذا تسخيف للعقول ويقبل به السذج فقط… ثم مالرابط بينه وبين هذا الحي او مالذي قدمه؟ او مجرد نحل الموضوع اليه… يقصد به منتحلوه تغيير التاريخ لتغيير الصفة المسيحية عن دمشق وهي منطلق البشرى المسيحية الى العالم…! والبعض يقول انه نسبة للمدرسة التي سماها مزيفو التاريخ على اسمه المدرسة القيمرية وهي موجودة في الجامع في خلف الجادة الرئيسة في وسط حارة ضيقة هي جامع القطاط بسبب الاعداد الوفيرة فيه من القطط وكان يدرس فيه الشريعة بعض المقيمين من الدول الاسلامية…
التسمية المتجذرة فيه اذن بلا منازع هي آيا ماريا وقد تغيرت الى القيمرية عندما تغير النسيج السكاني…وعلى وعي ومشاهداتي في السبعينيات كان 60% من السكان من المسيحيين ومثلهم اصحاب خانات النول والنجارين وحرفيو الصدف والموزاييك…وكانت عائلتنا المتجذرة في فن حفر الخشب ونقشه تعمل فيها
وتم حرق وتدمير كل البيوت والكنائس على الاطلاق…

ولم ينجو منهم الا عدد قليل لجؤوا الى منزل الأمير العظيم عبد القادر الجزائري في العمارة الجوانية بالقرب من مقام السيدة رقية ونقلهم جنوده الى قلعة دمشق حيث تابع المعتدون وتحت نظر وسمع القوات الانكشارية الاغتصاب بحق النساء والتجويع والضرب حتى الموت… وفق اوامر احمد باشا والي دمشق… (وفق الوثائق البطريركية وشهادات الناس) الذي لم يستجب لرجاء الامير عبد القادر وكبار مشايخ المسلمين لؤاد الفتنة قبل وصولها الى دمشق…
ويقدر عدد المذبوحين وقتها باكثر من 40 الف مسيحي اي اكثر من نصف سكان دمشق وقتها…والبعض يقدرها ومنهم اللجنة الدولية للتحقيق في المجازر ب30الف مسيحي…
ولم تنتهي هذه المذبحة الا بعد ما تم الضغط على الحكومة التركية من قبل روسيا القيصرية لوقف هذه المذابح لانها امتدت لباقي المدن السورية…
وهددت روسيا وقتها بحرب جارفة على تركيا وجيشت الجيوش على حدود ارمينيا… وضرب الاسطول الروسي القطع البحرية العثمانية في ميناء بيروت ونزلت القوات الفرنسية في ميناء بيروت وزحفت باتجاه دمشق وعسكرت في البقاع
وطلبت روسيا باعادة التواجد المسيحي في دمشق والا الحرب…
فتم استقطاب بعض العائلات المسيحية من ضياع حوران والقلمون للسكن في الاحياء المدمرة مقابل اعطائهم بعض الاراضي والبيوت وترميم بعض الكنائس…

وبهذا الشكل عاد التواجد المسيحي لدمشق ولكن بنسبة اقل من 10 ٪ من تعداد سكانها
وتم القضاء على حرفة النول والبروكار الدمشقي الاصيل للابد… بعد ان قتلو كل الحرفيين واحرقوا كل معامل الحرير الدمشقي الذي غزا العالم في وقتها في آيا ماريا وغيرها…. وعندما بدىء باعادة بناء هذه المناطق تغير النسيج السكاني من مسيحي الى اسلامي بعد استشهاد نصف السكان المسيحيين وهجرة الربع الى بيروت وهناك عمروا وتحديدا المسيحيين الارثوذكس تلة الاشرفية وكانت دغلية واقاموا بيوتهم فيها وسكنوها ولاتزال بعض بقاياها تحكي فقر ذاك الزمان واقاموا كنائس ومدارس، ومنها انتقلت عائلات دمشقية الى الاسكندرية وبور سعيد والسودان والاميركيتين…وحتى خمسينيات القرن العشرين كانت نسبة المسيحيين في القيمرية والجورة حوالي 70% مع خانات نسيج الحرير وسدي الحرير ومصنوعات الصدف والخشبيات لأصحابها المسيحيين، وانا اشهد لأني عشت طفولتي في القيمرية في دكان المرحوم والدي جورج الفنان في حفر الخشب ومعه ابوه فارس ولاحقا شقيقه المرحوم نقولا في وسط حارة القيمرية… وشقيقي الاصغر مروان حتى استشهاده مجنداً في سبيل الوطن وكان آخر العائلة الزيتونية الماهرة في حفر الخشب وهو الحرفي الماهر في هذه الحرفة الدمشقية البديعة.