مقال غاية في الاهمية منشور في موقع
حرفيا
أسطورة الإسراء والمعراج (1)
- مقدمة الموضوع
هذه المقالة هي مقالة خاصة ومهمة جدًا عن قصة الإسراء والمعراج. هل قصة الإسراء والمعراج هي حقيقة أم هي كذبة كبيرة وأسطورة خيالية لا تمت للواقع بأي صلة؟ سوف نرى الجواب لاحقًا من خلال آيات القرءان الكريم.
أجمع علماء وفقهاء الأمة الإسلامية والّذين يُسمونهم بالسلف الصالح على أن الصلواة قائمة على خمس، وأن الصلوات الخمس هي أهم ركن من أركان الدين الإسلامي، وأنها فُرِضت من الله عز وجل، وأنها هي عماد الدين الإسلامي، وتاركها يدخل جهنم. لقد افتروا على الله عز وجل وعلى رسوله الأمين محمد عليه السلام الكذب من خلال كتب وأحاديث كاذبة ليس فيها أي شيء من الصحة. وقالوا أن الله أمر محمدًا بتلك الصلوات الخمس من خلال قصة أو بالأحرى أسطورة الإسراء والمعراج. إنَّ جميع كتب الأحاديث والسِّيرَة تقول بأنَّ الصلوات الخمس فُرِضت في رحلة الإسراء والمعراج، ونحن جميعًا قد سمعنا بِتِلك القصة الخَيالِيَّة، والّتي فيها أسوأ أنواع الكُفر، مِمّا يجعلني أشعر باستياء واشمئزاز وغَضب شديد، أوَّلاً بسبب احتِقار واستِهزاء الّذين يسمون أنفسهم بفقهاء وعلماء الأمة الإسلامية على الله جل في عُلاه وعدم إعطائِهِ حَقَّ قَدْرِهِ. وثانِيًا بسبب استِهزائهم بِالملائِكَة، وخاصَّة بِروح القُدُسِ جِبريل (عليهم السلام أجمعين). وثالِثًا بسبب اسْتِهْزاءهم بِالأنبِياء والرسل، وخاصَّةً بمُحَمَّدْ (سلام على جميع الأنبِياءِ والمُرْسَلين).
سوف أخبركم الآن عن أسطورة الإسراء والمعراج المفتراة على الله ورسوله. هذه الأسطورة تجدونها في عدة مصادر ومراجع إسلامية وسوف أخبركم عنها باختصار. وهِي واحِدة من القِصَص المختلِفة حول الإسراء والمعراج، وتفاصيلها مُختَصَرَة جِدًّا. وأنا لن آخذها وأناقشها بجميع جوانبها وبجميع ما جآء فيها في كتب السيرة والأحاديث الكاذبة، فهي لها تفاصيل كثيرة لا أرغب في تضييع وقتكم بمناقشتها. لذلك أخذت بعض جوانبها لمناقشته لأنه أكثر من كافٍ لإظهار الحق لكم، وهو أنَّ قصة الإسراء والمعراج الّتي يؤمن بها أكثر المسلمين هي أكبر كذبة في هذا العالم، وهي ليست إلاّ أسطورة وخرافة.
المصادر الّتي وردت فيها قصة الإسراء والمعراج هي
كتاب صحيح بخاري، كتاب صحيح مسلم، كتاب الرَّحيق المختوم لِلشيخ صَّفِي الرحمن المبّار كفوري، كتاب حياة محمد لمحمد حسين هيكل وفيه سرد المستشرق دَرْمَنْجِمْ في كتاب حياة محمد هذه القصة مستخلصة من مختلف كتب السيرة، وكتب أحاديث وسيرة أخرى كثيرة.
- الأحاديث الكاذبة المنقولة حول قصة الإسراء والمعراج
والآن أريد أن أخبركم باختصار عن هذه الأسطورة:
إنَّ أُسطورة الكُفْرِ تقول بِأنَّ الرسول محمد عليه السلام قد ذهب في رحلة الإسراء بِجسدِهِ من المسجد الحرام (الّذي يقولون أنَّه في السعودِيَّة بِزعمِهِمْ) إلى المسجد الأقصا (الّذي يَقولون أنَّهُ بيت المقدس في فلسطين أيضًا بِزَعْمِهِم)، راكِبًا على البُراق (عربة مثل عربة بابا نُويل تجرها دابة ما بين الحمار والبغل) بِصحبة جبريل عليه السلام.
فنزل هناك وصَلَّى في باحة المسجد بالأنبِياءِ إمامًا (هذه أول كذبة: كيف صلى بالأنبياء وهو لم يتعلم الصلواة بعد. وثاني كذبة وضحك على الناس هي: يا لِلعَجَب كيف قابل الأنبياء وهم أموات؟ هل بُعِث الأنبياء من قُبورِهِم؟).
وبعد أن صلّى بالأنبياء ربط البُراق بِحلقة باب المسجِد (مع العلم أن المسجد الأقصى لم يكن موجودًا في زمن الرسول، لأنه بُنِيَ بعد وفاة الرسول بحوالي 150 سنة أو أكثر، كما يقولون في كتبهم، كتب الأحاديث والسيرة).
ثُمَّ عرج بالبراق تلك الليلة بجسده مع جبريل عليه السلام إلى السَّماوات السبع (نستطيع أن نتوقف هنا لنتسائل: هل محمد عليه السلام هو ملك يستطيع أن يعرج أي يرقى ويتنقل في السماوات السبع؟ ما هذا الاستهزآء الوقِح بالله والملائكة وجبريل ومحمد؟).
وفي طريق صعوده في السماء التقى في كل سماء بِنَبِيّْ أو أكثر وسلم عليهم وتحدث معهم (هل الأنبياء والرسل الّذين هم في عداد الأموات يعيشون بجسدهم في السماوات السبع؟ ما هذا الاستهزآء بالله وبأنبيائِه ورُسُلِهِ؟).
ثُمَّ رُفِعَ إلى سدرة المنتهى فقال له جبريل عليه السلام “إذا أنت أكملت خرقت وإذا أنا أكملت احترقت”. (وهذا يعني أن محمدًا عليه السلام استطاع أن يَخرُق بِجسدِهِ ويقابل الله تعالى، أمّا جبريل عليه السلام بِكامِل قُوَّتِهِ فلم يستطِع أن يخرق ويقابل الله لِأنَّه إذا أكمل احترق. لقد جعلوا محمدًا الّذي هو مخلوق بشري مخلوق خارق وأقوى من جبريل الّذي هو روح القدس؟).
وعِندما عُرِجَ بِهِ إلى الجَّبّار جلَّ جَلالُهُ أي قابل الله تعالى، كان في حضرة العرش، ودنا مِنه الله حتى كان قاب قوسَيْنِ أو أدنى، ورأى محمد الله بِعين بَصيرتِهِ، ومدَّ العلِيُّ العظيم يَدًا على صدر محمد والأُخرى على كَتِفِهِ (ما هذا الكفر؟ لقد صوروا الله الكامل القوة والذي ليس كمثله شيء ولا تدركه الأبصار، على شكل إنسان مخلوق له يدين، “سبحان رَبِّ العِّزَّةِ عَمَّا يَصِفون”)، فَأوحى إليهِ ما أوحى وفرض عليهِ خمسين صلاة.
وبعد المشاورة مع موسى والصُّعود والنُّزول من سماءِ موسى (السماء السادسة) إلى الله جَلَّ وعلا لِكي يَطلُب من الله تخفيف عدد الصلوات لأن قومه “كما أخبره موسى” لن يطيقوا هذا العدد الكبير من الصلاة، استجاب له الله وخَفّض له عدد الصلوات من 50 إلى 40 إلى 30 إلى… حتى وصلت إلى 5 بأجر خمسين، وأصبحت الخمس صلوات فرض المعترف بها في الدين الإسلامي.
- قبل الدخول في الموضوع
ما هذا الهراء والهرطقة والكفر والتطاول على الله، هل الله العلي الحكيم يأمر فقط أمة محمد دونًا عن سائر الأمم السابقة بأن يصلوا 50 صلواة في اليوم؟ وإذا أراد الله عز وجل أن يأمر قوم محمد ب50 صلواة، فهل يغير الله حكمه وأمره وإرادته من أجل محمد؟ وهو الّذي أخبرنا في سورة الكهف وغافر:
سُوۡرَةُ الکهف
قُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ لَهُ غَيۡبُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَبۡصِرۡ بِهِۦ وَأَسۡمِعۡۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِىٍّ وَلَا يُشۡرِكُ فِى حُكۡمِهِۦۤ أَحَدًا (٢٦) وَٱتۡلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيۡكَ مِن ڪِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا (٢٧)
سُوۡرَةُ غَافر
هُوَ ٱلَّذِى يُحۡىِۦ وَيُمِيتُۖ فَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٦٨).
بمعنى أصح، هل محمد عليه السلام هو الّذي بيده القرار؟ أو هل محمد هو أعلم من الله بما يطيقه أو لا يطيقه قومه؟ أو هل محمد هو الّذي يأمر الله بما يراه مناسبًا أو غير مناسب والله (حاشآه) يطيعه في ما يأمره به؟ هل محمد هو الحكيم والعليم والخبير والسميع والبصير والمجيب والغفور والرحيم والعلي والعظيم؟ هل محمد هو الخالق، يعني هل محمد هو الله؟ وإذا كان باعتقاد علماء وفقهاء الأمة الإسلامية الكاذب أن الله قد خفض عدد الصلوات من 50 إلى 5 صلوات فرض من أجل محمد، لأن محمدًا علم من موسى بأن قومه لن يطيقوا ال50 صلاة، فلماذا يتطاولون إذًا على الله وعلى محمد ويُزايدون عليهم بصلواة السنة وصلواة النوافل وصلواة التهجد وصلواة التراويح وصلواة تحية المسجد وصلواة الميِّت وغيرها من الصلوات الشعائرية الّتي يقومون بها؟ أليس أولى بهم أن يطيعوا الله ورسوله ويكتفوا بالخمس صلوات فرض؟ وهل يُعقل أن يُزايِد محمد على الله ويأمر قومه بهذه الصلوات بحجة أنها سُنَّة بعد أن تشاور مع الله وبعد أن علم من موسى أن قومه لن يَطيقوا ولا حتى الخمس صلوات فرض؟
- لماذا ابتدعوا أسطورة الإسراء والمعراج الكاذبة، وكيف؟
لقد ابتدعوا هذه القصة لكي يثبتوا أن القرءان ناقص، لأن الله عز وجل لم يذكر لنا أي شيء عن الخمس صلوات أو عن قصة الإسراء والمعراج المفتراة عليه في القرءان الكريم. بمعنى أصح، ابتدعوا هذه القصة لكي يثبتوا بذلك وحي السنة الكاذبة، فيُثبتوا بالتالي أن القرءان ناقص. ودليلهم على ذلك هو أن الصلواة الخمس مع عدد ركعاتها لم تُذكر في القرءان بل أتت من وحي السنة بزعمهم، “إذًا فالسنة هي وحي من الله وهي الّتي تُبيِّن وتكَمِّل القرءان”.
كل ذلك فعلوه تكبرًا على الله تعالى بهدف تغيير قانونه، لكي يبعدوا الناس عن المعنى الحقيقي للصلواة ويضلونهم عن سبيل الله فيُردونهم ويلبسوا عليهم دينهم ويلهونهم بصلاتهم الزائفة ويعدونهم ويُمنّونهم ويُأمِّلونهم بالحسنات الّتي سوف يأخذونها في كل صلواة يُقيمونها، فيصبح الإنسان يكرر الخمس صلوات كل يوم كالببغاء فلا يستطيع أن يفقه أي شيء في حياته سوى تعداد حسناته في كل صلاة يصليها وجمع أكبر عدد ممكن من الحسنات كي يخفف الله عنه العذاب ويفوز بالجنة في الآخرة. هدف الأئمة وفقهاء الدين من كل هذا، هو أن يقل عدد المسلمين الحقيقيين في الأرض فيخلوا بذلك لهم الجو كي يسيطروا في الأرض ويطغوا ويعثوا فيها الفساد ويفعلوا ما يشاؤون فيها. من أجل ذلك احتكروا القرءان ومنعوا الناس عن سبق إصرار وترصد عن فهمه إلاَّ بإذنهم، وفقط من خلال كتبهم وأحاديثهم وتفاسيرهم وشريعتهم الباطلة، وابتدعوا قصة أنه ممنوع أن نقرأ القرءان إلاّ بتجويده أو ترتيله، علمًا بأنَّ كلمة تجويد لم تذكر في القرءان، وعلمًا بأنَّ كلمة ترتيل الّتي ذكرت في القرءان أتت من فعل رَتّلَ، ورتِلَ الشيء تعني تناسق وانتظم انتظامًا حسنًا، ورَتِلَ ورتّلَ الكلام أو القول تعني أَحسَنَ تأليفَهُ وتنظيمَهُ، والكلام الرَتِل يعني الكلام الحَسَن.
ونحن إذا نظرنا في مفهوم كلمة ترتيل في لغة القرءان نجد هذا المفهوم من خلال ما ورد في سورة الفرقان
سُوۡرَةُ الفُرقان
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةً وَاحِدَةً ڪَذَالِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَـٰهُ تَرۡتِيلاً (٣٢) وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا (٣٣).
إذا تدبرنا تلك الآيتين، نجد فيها تفسيرًا لمعنى قول الله عز وجل في آية (32) “ورتلناه ترتيلا”، ونجد كيفية هذا الترتيل ومعناه واضح جلِيّ في قوله تعالى في الآية التالية “وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا”. إذًا “رَتَّلۡنَـٰهُ تَرۡتِيلاً” تعني “جاءه بالحقِّ وأحسن تفسيرًا”، أي جاءه بأحسن القول وأحسن الحديث.
وإذا نظرنا في قول الله عز وجل في آية (32): “ورتلناه ترتيلا”، وأردنا أن نأخذ مفهوم الترتيل بالمفهوم المُتعارف عليه بين الناس في الدين الإسلامي، فهل يُعقل أن نقول على الله سُبحانه وتعالى أنَّه قد رَتَّل القرءان لمحمد حين أنزله عليه كما يُرتِّلُهُ الّذين يقرؤون القرءان؟ وهل سمِع الرسول محمد صوت الله تبارك وتعالى وهو يُرتِّل له القرءان عندما أنزله وحيًا عليه؟ (سُبحانه وتعالى عمّا يصِفون).
لقد قالوا أيضًا أنه ممنوع أن نقرأ القرءان إلاّ بطريقة خاصة، أي ممنوع أن نقف على آيات القرءان، بل علينا أن نكمل قراءتها بالتشكيل الصحيح الّذي هم ابتدعوه، ومن لا يقرأه بتشكيله الصحيح يكون آثمًا. وقالوا أن كل حرف من أحرف القرءان نقرأه نأخذ به حسنات، وخاصة في شهر رمضان إذا ختمنا القرءان نأخذ حسنات كثيرة.
كل هذه الطرق والأكاذيب والألاعيب صنعوها لكي يخفوا حقائق كثيرة في القرءان فيبعدوا بذلك الناس عن معرفة حقيقة القرءان والدين الإسلامي. من أجل ذلك استغلوا القرءان بوضعه كواجهة لكي يثبتوا تقواهم لله أمام الناس من دون أن تنكشف نواياهم الباطلة، بحجة أنهم علماء وفقهاء الأمة الإسلامية وورثة الأنبياء، وواجب على كل إنسان مسلم اتباعهم بأحاديثهم وتفاسيرهم الكاذبة للقرءان على أنها من عند محمد وأنها تُبيِّن وتكمِّل القرءان، وإلاّ فإنه يكون كافرًا وخارجًا عن الدين الإسلامي والملة الإسلامية والجماعة.
كيف ابتدعوا هذه الأسطورة؟
لقد استخدموا آيات من سورة الإسراء ومن سورة النجم الّتي قالوا أنها المعراج، وحرفوا بمعانيها وزادوا عليها من الأحداث الخرافية بما لا يتقبله أي عقل سليم. إن القرءان الكريم لم يذكر لنا أي شيئ قطعيًا عن المعراج، فنحن لا نجد في أية آية من آيات سورة النجم كلمة معراج بتاتًا ولا حتى في كل آيات القرءان الكريم، ولكننا نجد فقط سورة المعارج وهي تختص فقط بالملائكة:
سُوۡرَةُ المعَارج
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
سَأَلَ سَآٮِٕلُۢ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِّلۡڪَـٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُ دَافِعٌ (٢) مِّنَ ٱللَّهِ ذِى ٱلۡمَعَارِجِ (٣) تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕڪَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ فِى يَوۡمٍ كَانَ مِقۡدَارُهُ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٍ (٤).
- لماذا أسرى الله عز وجل برسوله الأمين محمد عليه السلام؟ (نفي للأحاديث المنقولة الكاذبة الّتي تقول بأنَّ المعراج هو سورة النجم).
لقد ذكر لنا القرءان الكريم الإسراء في سورة الإسراء. وهناك بعض الآيات في سورة الإسراء والنجم تبين لنا المعنى الحقيقي للإسراء وتنفي نفيًا قاطعًا المعراج.
تعالوا معًا نتدبر آيات سورة الإسراء وسورة النجم
سُوۡرَةُ الإسرَاء
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ لِنُرِيَهُ مِنۡ ءَايَـٰتِنَآۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١) وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلۡنَـٰهُ هُدًى لِّبَنِىٓ إِسۡرَآءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِى وَڪِيلاً (٢).
سُوۡرَةُ النّجْم
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (٣) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡىٌ يُوحَىٰ (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ (٥) ذُو مِرَّةٍ فَٱسۡتَوَىٰ (٦) وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ (٧) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (٨) فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ (٩) فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ (١٠) مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ (١١) أَفَتُمَـٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (١٢) وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ (١٥) إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ (١٦) مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (١٧) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ (١٨)
آية (1) من سورة الإسراء:
سُوۡرَةُ الإسرَاء
سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ لِنُرِيَهُ مِنۡ ءَايَـٰتِنَآۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١).
نجد في هذه الآية الكريمة أنَّ الله عز وجل قد “أسرى بِمحمد لَيْلاً”. لماذا أسرى به “ليلاً”؟ الجواب هو، لكي يعطيه السكينة في الّيل، لأن الله تعالى جعل الّيل سكنًا، نجد ذلك في سورة الأنعام:
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنًا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانًا ذَالِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ (٩٦).
بمعنىً أصح، لقد أسرى الله عز وجل بمحمد عليه السلام ليلاً لكي يُرِيَهُ النور في ظلمات الّيل، أي لكي يخرجه من الظلمات إلى النور. كيف يخرجه من الظلمات إلى النور؟ يهديه بواسطة النجوم، لأن النجوم هي الّتي تُضيء لنا وتهدينا في ظلمات الّيل. والمعنى الباطن للنجوم هو وحي آيات القرءان، لأنَّ القرءان هو الّذي يهدينا بآياتِهِ ويخرجنا من الظلمات إلى النور. إذًا فالقرءان هو النجم، والدليل على ذلك نجده في سورة الأنعام وسورة النحل:
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنًا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانًا ذَالِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ (٩٦) وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَہۡتَدُواْ بِہَا فِى ظُلُمَـٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأَيَـٰتِ لِقَوۡمٍ يَعۡلَمُونَ (٩٧).
سُوۡرَةُ النّحل
وَأَلۡقَىٰ فِى ٱلۡأَرۡضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِڪُمۡ وَأَنۡہَـٰرًا وَسُبُلاً لَّعَلَّڪُمۡ تَہۡتَدُونَ (١٥) وَعَلَـٰمَـٰتٍ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَہۡتَدُونَ (١٦).
إذا قرأنا سورة النجم من آية (1) إلى آية (4)، نجد رابطًا قويًا بين إسراء الرسول محمد عليه السلام في الّيل في سورة الإسراء وبين النجم الّذي هوى.
سُوۡرَةُ النّجْم
وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (٣) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡىٌ يُوحَىٰ (٤).
كما نرى في هذه الآيات البينات أنَّ “النجم الّذي هَوى” هو “الوحي الّذي يوحى”. ما هو هذا “الوحي الّذي يوحى”؟ هو بالتأكيد القرءان الكريم وليس السُنةْ الباطلةْ. وكما ذكرت لكم في حلقة رقم 5 من فيديوهات حقيقة الإسلام من القرءان بعنوان “وحي السنة أم وحي القرءان”، فإنَّ النجم هو كناية عن جبريل لأن جبريل هو روح الله أي هو كتاب الله أي هو القرءان، إذًا فالنجم هو وحي القرءان.
- لماذا أراد الله عز وجل أن يخرج رسوله محمد عليه السلام من الظلمات إلى النور؟
لأن الرسول محمد عليه السلام كان ضالاً وغافلاً عن عبادة الله الواحد الأحد ولا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، لأنه كان مشركًا بالله، فهو كان يعبد ما يعبد قومه من الملائكة من اللات والعُزّى ومنواة على أساس أنها بنات الله بزعمهم وأنها سوف تشفع لهم يوم القيامة، لذلك بعث الله عز وجل بنبيه ورسوله الكريم محمد لكي ينهاه وقومه عن هذه العبادة ولكي يُطهِّره ويُخرجه من الظلمات إلى النور.
الدليل نجده في الآيات التالية:
سُوۡرَةُ الِضُّحىٰ
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَٱلضُّحَىٰ (١) وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ (٣) وَلَلۡأَخِرَةُ خَيۡرٌ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ (٤) وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ (٥) أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمًا فَـَٔاوَىٰ (٦) وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ (٧).
سُوۡرَةُ یُوسُف
نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن ڪُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَـٰفِلِينَ (٣).
سُوۡرَةُ الشّوریٰ
وَكَذَالِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحًا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِى مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورًا نَّہۡدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَہۡدِىٓ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٥٢).
سُوۡرَةُ یُونس
وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَـٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَـٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُ مِن تِلۡقَآىِٕ نَفۡسِىٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّۖ إِنِّىٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّى عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ (١٥) قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُ عَلَيۡڪُمۡ وَلَآ أَدۡرَٮٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيڪُمۡ عُمُرًا مِّن قَبۡلِهِۦۤۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (١٦).
سُوۡرَةُ غَافر
قُلۡ إِنِّى نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِىَ ٱلۡبَيِّنَـٰتُ مِن رَّبِّى وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٦٦).
سُوۡرَةُ المدَّثِّر
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلۡمُدَّثِّرُ (١) قُمۡ فَأَنذِرۡ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ (٤) وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ (٥).
هذه الآيات هي أكبر دليل على أن الرسول محمد عليه السلام لم يكن مؤمنًا منذ ولادَتِهِ كما يقولون في أحاديثهم الكاذبة والباطلة، وهي تنفي نفيًا قاطعًا الأكذوبة الخرافية على أن جبريل شق صدر الرسول وهو طفل وغسَّلَهُ وطهَّرَهُ بماء زمزم.
- كيف أسرى الله عز وجل بعبدِهِ محمد ليلاً، ولماذا؟
إذا عدنا لآية (1) من سورة الإسراء
سُوۡرَةُ الإسرَاء
سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ لِنُرِيَهُ مِنۡ ءَايَـٰتِنَآۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١).
نجد فيها قول الله تعالى: “من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى”:
“من المسجد الحرام” تعني من الأرضِ، أي من الحياة الدنيا، أي من بدء خلق السماوات والأرض وما بينهما، أي من بداية خلق الإنسان (آدم).
“إلى المسجد الأقصا” تعني إلى الآخرة، أي إلى إعادة خلق السماوات والأرض وما بينهما، أي إلى إعادة خلق الإنسان (آدم) وبعثِهِ.
وإذا عدنا إلى سورة النجم وتدبرنا آياتها من آية (13) إلى (16)
سُوۡرَةُ النّجْم
وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ (١٥) إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ (١٦).
نجد رابطًا قويًا بين “المسجد الأقصا” في سورة الإسراء وبين “سدرة المنتهى” في سورة النجم. إن “المسجد الأقصا” الّذي ذكره الله تعالى في آية (1) من سورة الإسراء هو سدرة المنتهى الّتي عندها جنة المأوى.
كلمة أقصا في اللغة العربية تعني أبعد. وكلمة الأقصا تعني الأبعد أو الغاية البعيدة. وأقصا الشيء تعني أبعده أو نهايته. لذلك، فإن “المسجد الأقصا” هو “سدرة المنتهى” الّتي هي النهاية أو الآخرة، لأن كل شيء ينتهي إلى الخالق عز وجل. وتوجد عند سدرة المنتهى جنة المأوى، أي الجنة الّتي تأوي الأنفس المطمئنة أي المؤمنين والصالحين، كما أخبرنا الله تعالى في الآيات التالية
سُوۡرَةُ الفَجر
يَـٰٓأَيَّتُہَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَٮِٕنَّةُ (٢٧) ٱرۡجِعِىٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرۡضِيَّةً (٢٨) فَٱدۡخُلِى فِى عِبَـٰدِى (٢٩) وَٱدۡخُلِى جَنَّتِى (٣٠).
سُوۡرَةُ النَّازعَات
وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ (٤٠) فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِىَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (٤١).
سُوۡرَةُ السَّجدَة
أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلاَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (١٩).
والدليل على أن سدرة المنتهى هي الآخرة نجده في سورة النجم، آية (42):
سُوۡرَةُ النّجْم
وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَہَىٰ (٤٢).
أما آية (17) و(18) في سورة النجم: “مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ، لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ” فهي تدلنا على أن ما يغشى سدرة المنتهى هو العذاب أي جهنم.
والدليل على ذلك نجده أيضًا في الآيات التالية:
سُوۡرَةُ النّجْم
وَأَنَّهُ أَهۡلَكَ عَادًا ٱلۡأُولَىٰ (٥٠) وَثَمُودَاْ فَمَآ أَبۡقَىٰ (٥١) وَقَوۡمَ نُوحٍ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّہُمۡ كَانُواْ هُمۡ أَظۡلَمَ وَأَطۡغَىٰ (٥٢) وَٱلۡمُؤۡتَفِكَةَ أَهۡوَىٰ (٥٣) فَغَشَّٮٰهَا مَا غَشَّىٰ (٥٤).
سُوۡرَةُ الدّخان
فَٱرۡتَقِبۡ يَوۡمَ تَأۡتِى ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (١٠) يَغۡشَى ٱلنَّاسَۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١).
سُوۡرَةُ طٰه
فَأَتۡبَعَہُمۡ فِرۡعَوۡنُ بِجُنُودِهِۦ فَغَشِيَہُم مِّنَ ٱلۡيَمِّ مَا غَشِيَہُمۡ (٧٨).
إنَّ الخلاف بين جهلاء الّدين ما يزال قائِمًا عن كيفية إسراء محمد “مِن المسجد الحرام” “إلى المسجد الأقصا”، ثمَّ العُروج بِهِ “من المسجد الأقصا” “إلى سدرة المنتهى”، على الرغم من أنَّ الله عز وجل قال في سورة الإسراء “مِن” “إلى”، ولم يَقُل “مِن” “إلى” ثُمَّ عُرِج بِهِ “إلى”، وللتذكير فإن “مِنْ” هِيَ نقطة بداية وإنطلاق و”إلى” هِيَ نقطة وُصول وإنتهاء.
إذا تابعنا آية 1 في سورة الإسراء
سُوۡرَةُ الإسرَاء
سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ لِنُرِيَهُ مِنۡ ءَايَـٰتِنَآۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١).
“الّذي باركنا حوله لنريه من آياتنا”: هذه الآية تدلنا على أنَّ الله عز وجل بارك حول رسوله الأمين محمد عليه السلام بالملائكة وروحه جبريل لكي يوحي إليه القرءان العظيم في الّيل عند الطور أي عند الجبل كما أخبرنا تعالى في آية (46) من سورة القصص. وتمامًا كما بارك حول موسى بالملائكة وجبريل عندما أوحى إلى موسى آيات التوراة في الّيل بالغربي أي عند الجبل لكي يرسله إلى فرعون كما أخبرنا تعالى في آية (7) و(8) من سورة النمل:
سُوۡرَةُ القَصَص
وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَـٰكِن رَّحۡمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمًا مَّآ أَتَٮٰهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَڪَّرُونَ (٤٦).
سُوۡرَةُ النَّمل
إِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهۡلِهِۦۤ إِنِّىٓ ءَانَسۡتُ نَارًا سَـَٔاتِيكُم مِّنۡہَا بِخَبَرٍ أَوۡ ءَاتِيكُم بِشِہَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ (٧) فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِىَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَسُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٨).
إذا قارنا آية (17) و(18) في سورة النجم بآية (1) في سورة الإسراء
سُوۡرَةُ النّجْم
مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (١٧) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ (١٨).
سُوۡرَةُ الإسرَاء
سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ لِنُرِيَهُ مِنۡ ءَايَـٰتِنَآۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١).
نجد أيضًا رابطًا قويًا بين “لنريه من آياتنا” في سورة الإسراء وبين “لقد رأى من آيات ربه الكبرى”.
ما هي آيات الله الكبرى؟ بالتأكيد هي آيات الآخرة وهي آيات الجنة وآيات جهنم. الدليل على ذلك نجده في سورة النازعات وهو دليلٌ واضح على أن الله عز وجل أرى أيضًا رسوله الأمين موسى عليه السلام إحدى آياته الكبرى الّتي هي آية العذاب أي جهنم، وذلك عندما “ناداه بالواد المقدّس طُوىً”، أي عندما ناداهُ “طُوىً” أي من دون إرادتِهِ، لكي يبارك حوله بجبريل والملائكة عندما أوحى إليه آياته عند الغربي (عند الجبل) لكي يرسله إلى فرعون.
سُوۡرَةُ النَّازعَات
هَلۡ أَتَٮٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ (١٥) إِذۡ نَادَٮٰهُ رَبُّهُ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوًى (١٦) ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (١٧) فَقُلۡ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ (١٨) وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ (١٩) فَأَرَٮٰهُ ٱلۡأَيَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰ (٢٠) فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ (٢١) ثُمَّ أَدۡبَرَ يَسۡعَىٰ (٢٢) فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (٢٣) فَقَالَ أَنَا۟ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ (٢٤) فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأَخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ (٢٥) إِنَّ فِى ذَالِكَ لَعِبۡرَةً لِّمَن يَخۡشَىٰٓ (٢٦) ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَٮٰهَا (٢٧) رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّٮٰهَا (٢٨) وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَٮٰهَا (٢٩) وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَالِكَ دَحَٮٰهَآ (٣٠) أَخۡرَجَ مِنۡہَا مَآءَهَا وَمَرۡعَٮٰهَا (٣١) وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَٮٰهَا (٣٢) مَتَـٰعًا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَـٰمِكُمۡ (٣٣) فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ (٣٤) يَوۡمَ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا سَعَىٰ (٣٥) وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ (٣٦) فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (٣٧) وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا (٣٨) فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِىَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (٣٩) وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ (٤٠) فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِىَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (٤١) يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَٮٰهَا (٤٢) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَٮٰهَآ (٤٣) إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَہَٮٰهَآ (٤٤) إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَٮٰهَا (٤٥) كَأَنَّہُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَہَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَٮٰهَا (٤٦).
إذا تابعنا تلك الآيات البينات في سورة النازعات، نجد فيها عبرة لجنة المأوى وعبرة لجنهم المأوى أي الساعة. إنَّ هذه الآيات هي أكبر دليل على أن “الآية الكبرى” هي آية الساعة أو العذاب.
ما معنى كلمة لِنُرِيَه في آية (1) في سورة الإسراء وكلمة رأى ويرى في آية (11) و(12) و(13) و(18) في سورة النجم؟
سُوۡرَةُ الإسرَاء
سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ لِنُرِيَهُ مِنۡ ءَايَـٰتِنَآۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١).
سُوۡرَةُ النّجْم
وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (٣) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡىٌ يُوحَىٰ (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ (٥) ذُو مِرَّةٍ فَٱسۡتَوَىٰ (٦) وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ (٧) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (٨) فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ (٩) فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ (١٠) مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ (١١) أَفَتُمَـٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (١٢) وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ (١٥) إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ (١٦) مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (١٧) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ (١٨).
كلمة “رأى” في اللغة العربية تعني نظر بالعين أو بالعقل. وكلمة “رأى” في القرءان الكريم تعني عَلِمَ، أي نظر بالعين أو بالعقل. النظر بالعين هو البصر، والبصر في اللغة العربية وفي لغة القرءان هو العلم والعقل. والسمع في اللغة العربية وفي لغة القرءان هو أيضًا العلم. إذًا آية “لنريه من آياتنا” في سورة الإسراء تعني لنُعلِمه من آياتنا، أي لِيعطيه الله عز وجل علم الآيات. لذلك أكمل تعالى هذه الآية بقوله “إنه هو السميع البصير”، إي إن الله هو الّذي يعطي السمع والبصر، أي العلم. وما هو علم الله الّذي أعطاه لرسوله الكريم محمد عليه السلام؟ بالتأكيد هو وحي القرءان الكريم.
إذًا فإن آية (11) في سورة النجم: “مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ” تعني “ما كذب الفؤاد ما عَلِمَ” أي ما كذب الفؤاد عندما رأى النجم، أي عندما تعلم علم القرءان بوحي من الله. وهذه الآيةً لا تعني أن محمدًا رأى الله أو رأى جبريل على هيأته الحقيقية، ولكنه رأى “النجم” الّذي هو “الوحي” الّذي أوحاه الله عز وجل إليه بواسطة جبريل، أي تعلم علم القرءان بواسطة جبريل، ولذلك قال تعالى في آية (5) و(6) و(7) و(8) و(9) و(10): “عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ (جبريل) ذُو مِرَّةٍ فَٱسۡتَوَىٰ وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ. فَأَوۡحَىٰٓ (الله بواسطة جبريل) إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ (محمد) مَآ أَوۡحَىٰ (من القرءان)”.
(سوف أستطرد لكي أعطي ملآحظة في غاية الأهمية، تبرأةً لمحمد رسول الله من قول حقير وزور قيل في حقِّهِ: إنَّ آية “ما كذب الفؤاد ما رأى” هي أكبر دليل على تصديق الرسول محمد عليه السلام الفوري بوحي القرءان أنه موحى من عند الله. مِمّا ينفي الأكذوبة الحقيرة والوسخة الّتي افتروها على محمد الصادق الأمين رسول الله، والّتي تقول بأنَّ محمدًا ارتعش وخاف حين رأى جبريل بهيأته الحقيقية لدرجة أنَّهُ ركض إلى خديجة من شِدَّة خوفِهِ من الوحي وقال لها: “زمليني، زمِّليني”، فنزلت عليه سورة المُزَّمِّل. “ألا لعنة الله على الكاذبين”).
وإنَّ آية (12) في سورة النجم: “أَفَتُمَـٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ” تعني “أفتكذبونه على ما عَلِمَ” أي أفتكذبونه على علم القرءان أنه موحى من الله.
أما آية (13) في سورة النجم: “وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ” فهي تعني وتدل بل تؤكد على أن الله عز وجل لم يكتفِ وحسب بإعطاء رسوله محمد علم الوجودية وعلم السماوات والأرض وما بينهما (أي علم الحياة الدنيا)، بل أعطاه أيضًا علم الجنة وجهنم (أي علم الآخرة). أي أعطاه علم النجم أي علم القرءان كاملاً، من علم المسجد الحرام إلى علم المسجد الأقصا، لذلك قال تعالى في الآية 13: “وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ”، لكي يعلمنا أنَّ الوحي كان ينزل ولأكثر من مرَّة على رسوله الأمين محمد صلوات الله عليه لكي يتعلمه بأكمله. فالله عز وجل لم يوحي لمحمد آيات الوجودية وعلم الحيواة الدنيا فقط، ولكنه أوحى إليه أيضًا الآيات الّتي تتحدّث وتُخْبِرْ عن الآخرة أي عن الجنة وجهنم، ولذلك أكمل الله تعالى تلك الآية بالآيات الّتي تليها: “عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ (١٥) إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ (١٦)”.
أما آية (18) في سورة النجم: “لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ”، فهي تعني “لقد علم من آيات ربه الكبرى”، أي لقد صَدّقَ بوحي علم الآخرة، أي صَدّقَ بعلم الجنة وجهنم. وإذا قرأنا الآية السابقة آية (17): “مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ”، فهي تعطينا الدليل لآية (18): “لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ”، لأن وحي القرءان هو العلم الّذي جعل الله عز وجل رسوله الأمين محمد صلوات الله عليه يُبصر بواسطته، تمامًا كما قال الله تعالى في آية (1) من سورة الإسراء: “إنه هو السميع البصير”.
وإنَّ هذه الآية آية (17) من سورة النجم: “مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ” هي أكبر دليل على أن الرسول محمد عليه السلام آمن بوحي علم الآخرة تمامًا كما أوحاه الله عز وجل إليه ومن دون أن يزيد أو ينقص على هواه أي شيء أو أمر من هذا العلم.
هناك أدلة كثيرة في آيات القرءان تثبت لنا أن معنى رأى هو علم، سأذكر بعضًا منها
سُوۡرَةُ النّجْم
مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ (١١).
كيف يرى الفؤاد؟ وهل يستطيع الفؤاد أن يرى رؤيا العين؟ بالطبع لا. إذًا “رأى” تعني علِمَ.
سُوۡرَةُ النّجْم
أَفَرَءَيۡتَ ٱلَّذِى تَوَلَّىٰ (٣٣) وَأَعۡطَىٰ قَلِيلاً وَأَكۡدَىٰٓ (٣٤) أَعِندَهُ عِلۡمُ ٱلۡغَيۡبِ فَهُوَ يَرَىٰٓ (٣٥) أَمۡ لَمۡ يُنَبَّأۡ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ (٣٦) وَإِبۡرَاهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰٓ (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ (٣٨) وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (٣٩).
“أَعِندَهُ عِلۡمُ ٱلۡغَيۡبِ فَهُوَ يَرَىٰٓ”: أعنده علم الغيب فهو يعلم.
سُوۡرَةُ البَقَرَة
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِى حَآجَّ إِبۡرَاهِـۧمَ فِى رَبِّهِۦۤ أَنۡ ءَاتَٮٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَاهِـۧمُ رَبِّىَ ٱلَّذِى يُحۡىِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۟ أُحۡىِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَاهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِى بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِہَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِى كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٢٥٨).
“أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِى حَآجَّ إِبۡرَاهِـۧمَ فِى رَبِّهِۦۤ”: ألم أُعلمك يا محمد عن نبأ الكافر كيف حاجَّ إبراهيم في ربِّهِ لأنّ ربَّهُ آتى إبراهيم المُلك أي الكتاب؟ هنا يُريد الله عز وجل أن يُعلم ويُخبر محمد من خلال آية (258) في سورة البقرة عمّا حدث بين الكافر وإبراهيم في زمن إبراهيم.
سُوۡرَةُ إبراهیم
أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَأۡتِ بِخَلۡقٍ جَدِيدٍ (١٩).
“أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ”: هل رأى الإنسان أن الله خلق السماوات والأرض بالحق؟ أجل، ولكن كيف؟ لقد رأى من خلال علم الله عز وجل عن هذا الأمر في القرءان.
سُوۡرَةُ الإسرَاء
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلاً لَّا رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (٩٩).
“أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ…”: كيف “رأوا” أو علِموا بهذا الأمر؟ بالتأكيد من علم ما أخبرهم الله عز وجل به عن هذا الأمر في هذه الآية الكريمة وفي آيات أخرى في القرءان.
سُوۡرَةُ الاٴنبیَاء
أَوَلَمۡ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ ڪَانَتَا رَتۡقًا فَفَتَقۡنَـٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَىۡءٍ حَىٍّۖ أَفَلَا يُؤۡمِنُونَ (٣٠).
هل رأى “الّذين كفروا” كيف بدأ الله عز وجل الخلق (The Big Bang) رؤيا العين؟ بالتأكيد لا. إذًا أين رأوا كيف بدأ الله الخلق؟ لقد جعل الله عز وجل الكُفّار يروا كيفية بدأ الله الخلق من خلال علم هذه الآية وآيات أخرى. إذًا لقد عرف الله عز وجل “الّذين كفروا” على وجوديته أنَّهُ هو الخالق الّذي بدأ الخلق من خلال آيات القرءان الكريم.
سُوۡرَةُ الحَجّ
أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُ لَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَن فِى ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَڪَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن يُہِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ (١٨).
“أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُ لَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَن فِى ٱلۡأَرۡضِ…”: لقد أعلم الله عز وجل وأنبأ رسوله محمد عليه السلام من خلال هذه الآية وآيات أخرى في القرءان عن سجود جميع المخلوقات له.
سُوۡرَةُ العَلق
أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِى يَنۡهَىٰ (٩) عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ (١٠) أَرَءَيۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰٓ (١١) أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰٓ (١٢) أَرَءَيۡتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ (١٣) أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ (١٤).
“أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ”: ألم يعلم هذا الكافر بأنَّ الله “يرى” أعماله أي يعلم ما يفعل من أعمال سيّئة؟
- ما هي ليلة الإسراء؟
بعد قراءتنا وتدبرنا لآية (1) من سورة الإسراء ولآية (1) إلى (18) من سورة النجم، نجد الدليل القاطع على أن هذه الآيات من سورة النجم تدلنا على ليلة الإسراء. بمعنى أصح هي آيات الإسراء. أما ليلة الإسراء فهي ليلة القدر الّتي فيها أُنْزِلَ القرءان الكريم بوحي من الله عز وجل لأول مرة على الرسول محمد عليه السلام بواسطة الملائكة والروح الّذي هو جبريل حامل القرءان لكي يخرج رسوله الأمين ويخرج جميع الناس من الظلمات إلى النور، وينذرهم بيوم الحساب (يوم الفصل الّذي فيه يفرق الله بين الحق والباطل). وفي هذه الليلة أعطى الله عز وجل عبده ورسوله محمد علم القرءان من الألف إلى الياء، أي أعطاه علم سبب خلق السماوات والأرض وما بينهما إلى يوم القيامة.
نجد ما ذكرت في الآيات التالية
سُوۡرَةُ النّجْم
وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (٣) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡىٌ يُوحَىٰ (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ (٥) ذُو مِرَّةٍ فَٱسۡتَوَىٰ (٦) وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ (٧) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (٨) فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ (٩) فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ (١٠) مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ (١١) أَفَتُمَـٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (١٢) وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ (١٥) إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ (١٦) مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (١٧) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ (١٨).
سُوۡرَةُ الإسرَاء
سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ لِنُرِيَهُ مِنۡ ءَايَـٰتِنَآۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١).
سُوۡرَةُ القَدر
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
إِنَّآ أَنزَلۡنَـٰهُ فِى لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (١) وَمَآ أَدۡرَٮٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (٢) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٌ مِّنۡ أَلۡفِ شَہۡرٍ (٣) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيہَا بِإِذۡنِ رَبِّہِم مِّن كُلِّ أَمۡرٍ (٤) سَلَـٰمٌ هِىَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (٥).
سُوۡرَةُ الدّخان
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
حمٓ (١) وَٱلۡڪِتَـٰبِ ٱلۡمُبِينِ (٢) إِنَّآ أَنزَلۡنَـٰهُ فِى لَيۡلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (٣) فِيہَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمۡرًا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ (٥).
سُوۡرَةُ النّحل
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۤ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّآ أَنَا۟ فَٱتَّقُونِ (٢).
هناك دليل آخر ذو أهمية كبيرة يُثبِت لنا أنَّ ليلة الإسراء هي ليلة القدر، نجده في آية (2) من سورة الإسراء
سُوۡرَةُ الإسرَاء
سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ لِنُرِيَهُ مِنۡ ءَايَـٰتِنَآۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١).
وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلۡنَـٰهُ هُدًى لِّبَنِىٓ إِسۡرَآءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِى وَڪِيلاً (٢).
إذا ربطنا آية (1) بآية (2)، نرى بأن الله عز وجل شبه لنا إعطاء الكتاب لموسى بإسراء محمد، ولذلك أكمل تعالى آية (1) بآية (2)، كي يعلمنا بأن ليلة الإسراء هي الليلة الّتي ءاتى الله عز وجل الكتاب لمحمد عليه السلام تمامًا كما ءاتاه في السابق لموسى عليه السلام. نجد ما ذكرت في الآيات التالية
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّڪُمۡ عَلَيۡڪُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـًٔا وَبِٱلۡوَالِدَيۡنِ إِحۡسَـٰنًا وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَـٰدَڪُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقٍ نَّحۡنُ نَرۡزُقُڪُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (١٥١) وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوۡفُواْ ٱلۡڪَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ ڪَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْۚ ذَالِڪُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ (١٥٢) وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِى مُسۡتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّڪُمۡ تَتَّقُونَ (١٥٣)
ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِىٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ (١٥٤)
وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (١٥٥).
سُوۡرَةُ إبراهیم
الٓرۚ ڪِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ (١) …
وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِى مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (٤)
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَـٰتِنَآ أَنۡ أَخۡرِجۡ قَوۡمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَڪِّرۡهُم بِأَيَّٮٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٥).
سُوۡرَةُ القَصَص
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡڪِتَـٰبَ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ ٱلۡأُولَىٰ بَصَآٮِٕرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحۡمَةً لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣)
وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِىِّ إِذۡ قَضَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ (٤٤) …
وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَـٰكِن رَّحۡمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمًا مَّآ أَتَٮٰهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَڪَّرُونَ (٤٦)
وَلَوۡلَآ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوۡلَآ أَرۡسَلۡتَ إِلَيۡنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءَايَـٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (٤٧) فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَآ أُوتِىَ مِثۡلَ مَآ أُوتِىَ مُوسَىٰٓۚ أَوَلَمۡ يَڪۡفُرُواْ بِمَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَـٰهَرَا وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلٍّ۬ كَـٰفِرُونَ (٤٨) قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَـٰبٍ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡہُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن ڪُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٤٩).
- ماذا كان يعبد محمد قبل نزول الوحي؟ ما هو دينه قبل نزول الوحي؟
الدليل القاطع على أنَّ النجم هو وحي القرءان، وسبب نزوله على محمد وقومه:
سُوۡرَةُ النّجْم
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (٣) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡىٌ يُوحَىٰ (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ (٥) ذُو مِرَّةٍ فَٱسۡتَوَىٰ (٦) وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ (٧) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (٨) فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ (٩) فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ (١٠) مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ (١١) أَفَتُمَـٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (١٢) وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ (١٥) إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ (١٦) مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (١٧) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ (١٨) أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّـٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ (١٩) وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ (٢٠) أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ (٢١) تِلۡكَ إِذًا قِسۡمَةٌ ضِيزَىٰٓ (٢٢) إِنۡ هِىَ إِلَّآ أَسۡمَآءٌ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِہَا مِن سُلۡطَـٰنٍۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّہِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ (٢٣) أَمۡ لِلۡإِنسَـٰنِ مَا تَمَنَّىٰ (٢٤) فَلِلَّهِ ٱلۡأَخِرَةُ وَٱلۡأُولَىٰ (٢٥) وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ لَا تُغۡنِى شَفَـٰعَتُہُمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ (٢٦) إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةَ تَسۡمِيَةَ ٱلۡأُنثَىٰ (٢٧) وَمَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّۖ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِى مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔا (٢٨) فَأَعۡرِضۡ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكۡرِنَا وَلَمۡ يُرِدۡ إِلَّا ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا (٢٩) ذَالِكَ مَبۡلَغُهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱهۡتَدَىٰ (٣٠) وَلِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ لِيَجۡزِىَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِىَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ بِٱلۡحُسۡنَى (٣١).
إذا تابعنا هذه الآيات بشكل مترابط، نجد وبكل بوضوح السبب لتكملة وربط الله تعالى آيات (1) إلى (18) بالآيات الّتي تليها، (19) إلى (31)، أي بآيات اللات والعزّى ومنواة إلى آخر الآيات. وإذا قرأنا تلك الآيات نرى من خلالها دليلاً آخرًا قويًّا على أن النجم هو وحي القرءان الّذي أوحاه الله تعالى لمحمد عليه السلام في ليلة الإسراء أي ليلة القدر بهدف أن يخرجه وجميع الناس من الظلمات إلى النور، وينهاه وقومه عن عبادة الملائكة، ويعلمه وقومه بأن الملائكة ليسوا إناثًا وهم ليسوا بنات الله، ولن يشفعوا لهم عند الله في الآخرة. فكما ذكرت لكم في أعلاه، فإنَّ محمدًا عليه السلام كان ضالاً وغافلاً عن عبادة الله الواحد الأحد، لأنه لم يكن يعبد الله مخلصًا له الدين، بل كان يُشرك بعبادة ربه الملائكة تمامًا كما كان يفعل قومه.
أسطورة الإسراء والمعراج (2)
- مقدمة الجزء الثاني
لقد ذكرت في الجزء الأوَّل من هذه المقالة من خلال آيات الذِّكْر الحكيم أنَّ ليلة الإسراء هي ليلة القدر. وذكرت أيضًا أنَّ آيات سورة النجم من (1) إلى (18) تدلنا على أنَّ النجم هو وحي القرءان الّذي أوحِيَ إلى الرسول محمد صلوات الله عليه ليلة الإسراء. وفي تلك الّيلَة أعطاه الله عز وجل علم القرءان من بَدْءْ خلقِ السماواتِ والأرض إلى الآخرة أي إلى الجنة وجهنم. ولقد بَيَّنْتُ لكم ذلك من خلال آية (13) إلى (16) من سورة النجم:
سُوۡرَةُ النّجْم
وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ (١٥) إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ (١٦).
ولقد أخبرتكم من خلال تلك الآيات البينات أنَّ سدرة المنتهى هي الآخرة، ونجد عندها جنة المأوى لقولِهِ تعالى في آية (15): “عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ”. ونجد عندها أيضًا جهنم المأوى لقوله تعالى في آية (16): “إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ”.
يحضرني سؤال أود طرحه، هل صحيح أنَّ محمدًا عليه السلام رأى الجنة وجهنم رؤيا العين عندما عرج بجسده في السماء، أم أنه رآهُما بواسطة الوحي، كما ذكرتُ لكم في الجزء الأوّل من أسطورة الإسراء والمعراج؟
- الأحاديث الكاذبة المنقولة حول قصة الإسراء والمعراج
توجد أحاديث كثيرة كاذبة تقول أن الرسول محمد (صلوات الله عليه) رأى الجنة وجهنم في رحلة المعراج الكاذبة. هذه الأحاديث لا تُعَدّْ ولا تُحْصَى، سأذكر لكم منها القليل كي أُعْطيكُمْ فكرة عنها، لأنها لا تستحق أن أضيع حتى ثانية واحدة من وقتكم بقراءتها، من شدة سخافتها وبذائتها وانحلالها.
يقولون في كتب السنة والأحاديث أن الرسول محمد عليه السلام رأى ضمن رحلة المعراج أمورًا عديدة
يقولون أنّه عندما ذهب الرسول مع جبريل في رحلة المعراج، زار الجنة الّتي أُعِدَّت للمتّقين ورأى فيها جارية أعجَبَتْهُ فسألها “لمن أنتِ”، فقالت “لِزيد بن حارثة”. وكذلك زار جهنم الّتي أُعِدَّت لِلكافرين ورأى فيها رجال لهم مشافر كمشافر الإبل ونساء معلّقات بِثَديِهِنَّ.
ولقد عُرِضَ عليه اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقيل: هُديتَ الفِطْرَة أو أصَبْتَ الفِطْرَة. أمّا إنّكَ لو أخذتَ الخمر، غَوَتْ أُمّتُك.
ورأى أربعة أنهار في الجنة: نهران ظاهران، ونهران باطنان. والظاهران هما النيل والفرات، ومعنى ذلك أن رسالتَه سَتَتَوَطَّنْ الأودية الخَصًبَة في النيل والفرات، وسيكون أهلُها حَمَلَة الإسلام جيلاً بعد جيل، وليس معناه أن مياه النهرين تنبع من الجنة.
ورأى مالِكْ خازِن النار وهو لا يضحك، وليس على وجْهِهِ بشاشة. وكذلك رأى الجنة والنار.
ورأى أَكَلَة أموال اليتامى ظُلمًا لهم مشافر كمشافر الإبل، يُقذَفونَ في أفواههم قِطَعًا من نارٍ كالأفهار، فتَخْرُجْ من أدْبارِهِمْ.
ورأى أَكَلَةِ الرِّبا لهم بُطونٌ كبيرة، لا يقدرون لِأجلِها أن يَتَحَوَّلوا عَنْ مكانهم، ويَمُرٌ بِهِمْ آل فرعون حين يُعْرَضونَ على النارِ فَيَطَئونَهُمْ.
ورأى الزُّناة بين أيديهم لحمٌ سمين طَيِّبْ إلى جَنْبِهِ لحمٌ مُنْتِنْ، يأكلون من المُنْتِنْ ويتركون الطَّيِّبْ السَّمين (عجبًا! هل في جهنم لحم سمين طيِّب للأكل؟).
ورأى النساء اللآّتي يَدْخُلْنَ على الرجال مَنْ ليس مِنْ أولادِهِمْ، رآهُنَّ مُعَلّقات بأثدائِهِنَّ.
ما هذه القصص البذيئة الحقيرة السافلة المُنحطة؟ ألا لعنة الله على هؤلآء المُشركين الأنجاس الفاسقين الّذين يقولون قول الزور وهم يعلمون.
- هل الجنة وجهنم موجودتان الآن في زمننا الحالي، زمن الحياة الدنيا؟
الجواب هو
لا توجد لا جنَّة ولا جهنَّم في زمننا أي زمن الحياة الدُّنيا، لأن الله عز وجل أخبرنا ومن خلال آيات القرءان الكريم أن الجنة وجهنم لم يخلقا بعد، لأنه تعالى سوف يخلقهما أي سوف يخلق كون جديد عندما يطوي السماء ويُعيد خلقَها من جديد بطريقة أخرى. فالله سُبحانه وتعالى كما بدأ أول مرة خَلْق سماوات وأرض مؤقتة، فهو يستطيع سبحانه أن يعيدَهُ ثاني مَرَّةْ في سماوات وأرض جديدة.
الدليل على ما ذكرت نجده في الآيات التالية
سُوۡرَةُ یُونس
إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ ذَالِڪُمُ ٱللَّهُ رَبُّڪُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٣) إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعًا وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجۡزِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٌ مِّنۡ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ (٤).
سُوۡرَةُ یُونس
قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآٮِٕكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۥۚ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ (٣٤).
سُوۡرَةُ إبراهیم
أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَأۡتِ بِخَلۡقٍ جَدِيدٍ (١٩) وَمَا ذَالِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ (٢٠).
سُوۡرَةُ إبراهیم
فَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ (٤٧) يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَـٰوَاتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَاحِدِ ٱلۡقَهَّارِ (٤٨).
سُوۡرَةُ الاٴنبیَاء
يَوۡمَ نَطۡوِى ٱلسَّمَآءَ ڪَطَىِّ ٱلسِّجِلِّ لِلۡڪُتُبِۚ كَمَا بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٍ نُّعِيدُهُ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا فَـٰعِلِينَ (١٠٤).
سُوۡرَةُ الزُّمَر
وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعًا قَبۡضَتُهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَاتُ مَطۡوِيَّـٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ (٦٧).
سُوۡرَةُ العَنکبوت
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ ڪَيۡفَ يُبۡدِئُ ٱللَّهُ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَالِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ (١٩) قُلۡ سِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ ڪَيۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأَخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ ڪُلِّ شَىۡءٍ قَدِيرٌ (٢٠).
سُوۡرَةُ الرُّوم
ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (١١) وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (١٢).
سُوۡرَةُ الرُّوم
وَهُوَ ٱلَّذِى يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (٢٧).
سُوۡرَةُ فَاطِر
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِىُّ ٱلۡحَمِيدُ (١٥) إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡڪُمۡ وَيَأۡتِ بِخَلۡقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَالِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ (١٧).
سُوۡرَةُ یسٓ
أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَآ أَمۡرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيۡـًٔا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ( ٨٢ ) فَسُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِى بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىۡءٍ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (٨٣).
- إنَّ خلق السماوات والأرض آية أي عبرة أو دليل على قدرة الله الخالق في خلقه سماوات وأرض جديدة في الآخرة
إن الله سبحانه وتعالى كما خلق هذه السماوات والأرض (الحياة الدنيا) وجهز لنا فيها كل شيء قبل أن يخلقَنا من عدم الوجودية أي من موتتنا الأولى، وخلقنا بعد ذلك وأعطانا الحياة المؤقَّتَة في هذه الأرض، فإنّه سبحانه سوف يخلق سماوات وأرض جديدة (حياة الآخرة) ويجهز لنا فيها كل شيء قبل أن يخلقَنا ويبعثنا من بعد موتتنا الثانية في هذه الأرض، وبعد ذلك سوف يخلقنا من جديد ويُعطينا الحياة الخالدة في أرض الآخرة. إذًا فإن خلق السماوات والأرض وما بينهما هو آية لنا أي دليل وعبرة على قدرة الله الخالق على خلقنا في الآخرة بنفس المبدأ الّذي خلقنا بِهِ في هذه الدنيا، مع فارق مهم، وهو أن أرض الآخرة سوف تكون أرضان عوضًا عن أن تكون أرض واحدة، أرض للجنة وأرض لجهنم.
الآيات الّتي تدل على أنَّ الله تعالى كما استطاع أن يخلقنا ويعطينا حياةً أولى من العدم من موتتنا الأوَّلى، يستطيع أن يخلقنا ويعطينا حياةً ثانية من العدم من بعد موتتنا الثانية، نجدها في السُور التالية
سُوۡرَةُ البَقَرَة
كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَڪُنتُمۡ أَمۡوَاتًا فَأَحۡيَـٰڪُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (٢٨).
سُوۡرَةُ مَریَم
وَيَقُولُ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوۡفَ أُخۡرَجُ حَيًّا (٦٦) أَوَلَا يَذۡڪُرُ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَنَّا خَلَقۡنَـٰهُ مِن قَبۡلُ وَلَمۡ يَكُ شَيۡـًٔا (٦٧).
سُوۡرَةُ غَافر
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَڪُمۡ إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَـٰنِ فَتَكۡفُرُونَ (١٠) قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثۡنَتَيۡنِ وَأَحۡيَيۡتَنَا ٱثۡنَتَيۡنِ فَٱعۡتَرَفۡنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلۡ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (١١).
سُوۡرَةُ القِیَامَة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
لَآ أُقۡسِمُ بِيَوۡمِ ٱلۡقِيَـٰمَةِ (١) وَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ (٢) أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُ (٣) بَلَىٰ قَـٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ (٤).
الآيات الّتي تدُلّ على أن الله تعالى جهّز لنا كل شيء في هذه الأرض قبل أن يخلقنا نجدها في السُور التالية
سُوۡرَةُ البَقَرَة
هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعًا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّٮٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (٢٩).
سُوۡرَةُ طٰه
ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (٤٣) … (٤٨) قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَـٰمُوسَىٰ (٤٩) قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِىٓ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَىۡءٍ خَلۡقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (٥٠).
سُوۡرَةُ الرّعد
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓمٓرۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِۗ وَٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ (١) ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ بِغَيۡرِ عَمَدٍ تَرَوۡنَہَاۖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلٌّ يَجۡرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ يُفَصِّلُ ٱلۡأَيَـٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمۡ تُوقِنُونَ (٢) وَهُوَ ٱلَّذِى مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيہَا رَوَاسِىَ وَأَنۡہَـٰرًاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيہَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ يُغۡشِى ٱلَّيۡلَ ٱلنَّہَارَۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِى ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٌ مُّتَجَـٰوِرَاتٌ وَجَنَّـٰتٌ مِّنۡ أَعۡنَـٰبٍ وَزَرۡعٌ وَنَخِيلٌ صِنۡوَانٌ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٍ يُسۡقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَہَا عَلَىٰ بَعۡضٍ فِى ٱلۡأُڪُلِۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٤) وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٌ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا أَءِنَّا لَفِى خَلۡقٍ جَدِيدٍۗ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّہِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلۡأَغۡلَـٰلُ فِىٓ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيہَا خَـٰلِدُونَ (٥).
سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَلَٮِٕن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ (٩) ٱلَّذِى جَعَلَ لَڪُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدًا وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيہَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ (١٠) وَٱلَّذِى نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٍ فَأَنشَرۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةً مَّيۡتًا كَذَالِكَ تُخۡرَجُونَ (١١).
سُوۡرَةُ فُصّلَت
قُلۡ أَٮِٕنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِى خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِى يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُ أَندَادًاۚ ذَالِكَ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيہَا رَوَاسِىَ مِن فَوۡقِهَا وَبَـٰرَكَ فِيہَا وَقَدَّرَ فِيہَآ أَقۡوَاتَہَا فِىٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآٮِٕلِينَ (١٠) ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِىَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهًا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآٮِٕعِينَ (١١) فَقَضَٮٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتٍ فِى يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَـٰبِيحَ وَحِفۡظًا ذَالِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ (١٢).
الآيات الّتي تدل على أن الله تعالى كما خلق السماوات والأرض وما بينهما في حياة الدنيا يستطيع أن يخلق سماوات وأرض (منفصلتين) في حياة الآخرة نجدها في السُور التالية
سُوۡرَةُ قٓ
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ (١) بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا شَىۡءٌ عَجِيبٌ (٢) أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَالِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٌ (٣) قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡہُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَـٰبٌ حَفِيظُۢ (٤) بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِىٓ أَمۡرٍ مَّرِيجٍ (٥) أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَـٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (٦) وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيہَا رَوَاسِىَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيہَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٍ (٧) تَبۡصِرَةً وَذِكۡرَىٰ لِكُلِّ عَبۡدٍ مُّنِيبٍ (٨) وَنَزَّلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَـٰرَكًا فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ جَنَّـٰتٍ وَحَبَّ ٱلۡحَصِيدِ (٩) وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَـٰتٍ لَّهَا طَلۡعٌ نَّضِيدٌ (١٠) رِّزۡقًا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةً مَّيۡتًا كَذَالِكَ ٱلۡخُرُوجُ (١١) كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٍ وَأَصۡحَـٰبُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢) وَعَادٌ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَانُ لُوطٍ (١٣) وَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ وَقَوۡمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤) أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِى لَبۡسٍ مِّنۡ خَلۡقٍ جَدِيدٍ (١٥).
سُوۡرَةُ الاٴحقاف
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡىَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧىَ ٱلۡمَوۡتَىٰۚ بَلَىٰٓ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ قَدِيرٌ (٣٣) وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَلَيۡسَ هَـٰذَا بِٱلۡحَقِّۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ (٣٤) فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّہُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّہَارِۭۚ بَلَـٰغٌ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ (٣٥).
سُوۡرَةُ الإسرَاء
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلاً لَّا رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (٩٩).
الآيات الّتي تدل على أن الله تعالى خلق السماوات والأرض كآية لنا أي كدليل لخلق الآخرة، نجدها في السُور التالية
سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ ڪُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡہَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزۡقًا قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِى رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَـٰبِهًا وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمۡ فِيهَا خَـٰلِدُونَ (٢٥).
سُوۡرَةُ محَمَّد
مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيہَآ أَنۡہَـٰرٌ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٍ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّنۡ خَمۡرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّـٰرِبِينَ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّنۡ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمۡ فِيہَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغۡفِرَةٌ مِّن رَّبِّہِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَـٰلِدٌ فِى ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ (١٥).
مقارنة بين آية (15) في سورة محمد وآية (67) إلى (69) في سورة النحل:
سُوۡرَةُ النّحل
وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِہَآۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّقَوۡمٍ يَسۡمَعُونَ (٦٥) وَإِنَّ لَكُمۡ فِى ٱلۡأَنۡعَـٰمِ لَعِبۡرَةً نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهِۦ مِنۢ بَيۡنِ فَرۡثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآٮِٕغًا لِّلشَّـٰرِبِينَ (٦٦) وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَـٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَڪَرًا وَرِزۡقًا حَسَنًاۗ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٦٧) وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِى مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ فَٱسۡلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِۗ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً۬ لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩).
سُوۡرَةُ الزُّمَر
وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّہُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَابُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُہَا سَلَـٰمٌ عَلَيۡڪُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِينَ (٧٣) وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعۡدَهُ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِينَ (٧٤).
سُوۡرَةُ الرُّوم
وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفُ أَلۡسِنَتِڪُمۡ وَأَلۡوَانِكُمۡۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّلۡعَـٰلِمِينَ (٢٢).
سُوۡرَةُ الشّوریٰ
وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ (٢٩).
سُوۡرَةُ الجَاثیَة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
حمٓ (١) تَنزِيلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأَيَـٰتٍ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ (٣) وَفِى خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَـٰتٌ لِّقَوۡمٍ يُوقِنُونَ (٤) وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّہَارِ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن رِّزۡقٍ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِہَا وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَـٰحِ ءَايَـٰتٌ لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٥).
سُوۡرَةُ الاٴحقاف
مَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعۡرِضُونَ (٣).
- الفصل بين سماوات وأرض الجنة وسماوات وأرض جهنم (الفصل بين الحق والباطل)
إنَّ الإنسان الخَيِّرْ يعيش الآن مع الإنسان الشِّرّيرْ حياة مؤقتة في سماوات وأرض واحدة، أما في الآخرة فسوف يعيش الإنسان الخَيِّرْ والشِّرِّيرْ حياة خلود في كونَيْن منفصلَيْن لهما سماوات وأرض إثنَين مختلفتَيْن ومنفصلتَيْن عن بعضهما. إذًا سوف يعيش الإنسان الخيِّرْ والشرير في أرضَيْن منفصِلتَيْن، أرض الجنة وأرض جهنم، ولذلك سمَى الله تعالى يوم القيامة بيوم الفصل، الفصل بين الحق والباطل، أي الفصل بين الجنة وجهنم.
نجد الدليل في الآيات التالية
سُوۡرَةُ هُود
وَكَذَالِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢) إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّمَنۡ خَافَ عَذَابَ ٱلۡأَخِرَةِۚ ذَالِكَ يَوۡمٌ مَّجۡمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَالِكَ يَوۡمٌ مَّشۡهُودٌ (١٠٣) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعۡدُودٍ (١٠٤) يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَڪَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِىٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥) فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِى ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيہَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَـٰلِدِينَ فِيہَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوَاتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى ٱلۡجَنَّةِ خَـٰلِدِينَ فِيہَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوَاتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٍ (١٠٨).
سُوۡرَةُ الدّخان
إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَـٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ (٤٠) يَوۡمَ لَا يُغۡنِى مَوۡلًى عَن مَّوۡلًى شَيۡـًٔا وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ (٤١) إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (٤٢).
سُوۡرَةُ الشّوریٰ
وَكَذَالِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ فَرِيقٌ فِى ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى ٱلسَّعِيرِ (٧).
سُوۡرَةُ الرُّوم
ثُمَّ كَانَ عَـٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن ڪَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِہَا يَسۡتَهۡزِءُونَ (١٠) ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (١١) وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (١٢) وَلَمۡ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَآٮِٕهِمۡ شُفَعَـٰٓؤُاْ وَڪَانُواْ بِشُرَكَآٮِٕهِمۡ ڪَـٰفِرِينَ (١٣) وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَٮِٕذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَهُمۡ فِى رَوۡضَةٍ يُحۡبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا وَلِقَآىِٕ ٱلۡأَخِرَةِ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ (١٦).
- أدلة كثيرة تنفي رؤية محمد للجنة وجهنم وبالتالي تنفي أسطورة عروجه في السماوات السبع
أمّا بالنسبة للجنة فكما أخبرنا الله تعالى، سيكون عرضها كعرض السماوات والأرض الموجودة حاليًا في زمننا. فأين رأى محمد الجنة في رحلة المعراج الكاذبة؟ وأين رآها في السماوات السبع وفي أي مكان فيها إذا ما سوف يكون عرضها كعرض السماوات السبع والأرض؟ فهل هناك جنة موجودة الآن فوق سماواتنا السبع هذه؟ وهل هناك سماوات أعلى من السماوات السّبع لم يذكرها الله تعالى لنا؟
أنظروا لقول الله العلي العظيم في الآيات التالية
سُوۡرَةُ آل عِمرَان
وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٍ مِّن رَّبِّڪُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَـٰوَاتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ (١٣٣).
سُوۡرَةُ الحَدید
سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُہَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَالِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ (٢١).
للأسف إنَّ جميع الناس ومن سائر الأديان يعتقدون بِوجود الجنة وجهنم قبل يوم القيامة في هذه السماوات في زمن الحياة الدنيا. إنَّ الدليل على أن الجنة وجهنم ليس لهما أي وجود الآن وأنهما سوف يُخلقا بعد أن يُبدِّل الله السماوات والأرض يكمن في أنَّ الحساب سوف يكون في الآخرة أي يوم القيامة. ولقد سماه الله عز وجل بيوم الدين، وبيوم الفصل، وبيوم القيامة، وبالصّاخة، وبالطّامة الكبرى، وبالواقعة، وبالحاقة، وبالسّاعة. ويوم الحساب سوف يكون يوم البعث يوم ينفخ في الصور أي بعد أن يبعثنا الله من القبور، وعندما يأتي الله بالكتاب والنبِيِّينَ والشهداء، وعندها سوف يأتي تعالى بالجنة وجهنم، ويومئذٍ سوف تُحْشَرْ جميع الأُمم من دون استثناء وتُحاسب على أعمالها، من أوّل الخلق إلى آخِرِهِ.
الأدلة على أنَّ الحساب سوف يكون في الآخرة يوم القيامة وبعد أن يُنفخ في الصّور وبعد أن يبعث الله من في القبور مِمّا ينفي وجود جنة أو جهنم في سماواتنا وأرضنا هذه فينفي بالتالي أسطورة معراج محمد ورؤيته للجنة وجهنم نجدها في السُور التالية
سُوۡرَةُ الصَّافات
فَٱسۡتَفۡتِہِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَـٰهُم مِّن طِينٍ لَّازِبِۭ (١١) بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ (١٢) وَإِذَا ذُكِّرُواْ لَا يَذۡكُرُونَ (١٣) وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةً يَسۡتَسۡخِرُونَ (١٤) وَقَالُوٓاْ إِنۡ هَـٰذَآ إِلَّا سِحۡرٌ مُّبِينٌ (١٥) أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ (١٦) أَوَءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ (١٧) قُلۡ نَعَمۡ وَأَنتُمۡ دَاخِرُونَ (١٨) فَإِنَّمَا هِىَ زَجۡرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ (١٩) وَقَالُواْ يَـٰوَيۡلَنَا هَـٰذَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ (٢٠) هَـٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ ٱلَّذِى كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ (٢١) ٱحۡشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَاجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعۡبُدُونَ (٢٢) مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلۡجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّہُم مَّسۡـُٔولُونَ (٢٤).
سُوۡرَةُ النَّمل
وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن ڪُلِّ أُمَّةٍ فَوۡجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَـٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ (٨٣) حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُو قَالَ أَڪَذَّبۡتُم بِـَٔايَـٰتِى وَلَمۡ تُحِيطُواْ بِہَا عِلۡمًا أَمَّاذَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡہِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمۡ لَا يَنطِقُونَ (٨٥) أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِيَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يُؤۡمِنُونَ (٨٦) وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَن فِى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ وَكُلٌّ أَتَوۡهُ دَاخِرِينَ (٨٧) وَتَرَى ٱلۡجِبَالَ تَحۡسَبُہَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ صُنۡعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ أَتۡقَنَ كُلَّ شَىۡءٍۚ إِنَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ (٨٨) مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُ خَيۡرٌ مِّنۡہَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوۡمَٮِٕذٍ ءَامِنُونَ (٨٩) وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِى ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٩٠).
سُوۡرَةُ المؤمنون
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍ مِّن طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلۡنَـٰهُ نُطۡفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةً فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَـٰمًا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـٰمَ لَحۡمًا ثُمَّ أَنشَأۡنَـٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِينَ (١٤) ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَالِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ تُبۡعَثُونَ (١٦).
سُوۡرَةُ المؤمنون
حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّىٓ أَعۡمَلُ صَـٰلِحًا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآٮِٕلُهَاۖ وَمِن وَرَآٮِٕهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (١٠٠) فَإِذَا نُفِخَ فِى ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَٮِٕذٍ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ (١٠١) فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (١٠٢) وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِى جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ (١٠٣).
سُوۡرَةُ یسٓ
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٤٨) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيۡحَةً وَاحِدَةً تَأۡخُذُهُمۡ وَهُمۡ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةً وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ (٥٠) وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ (٥١) قَالُواْ يَـٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ هَـٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَصَدَقَ ٱلۡمُرۡسَلُونَ (٥٢) إِن ڪَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمۡ جَمِيعٌ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ (٥٣) فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٌ شَيۡـًٔا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا ڪُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٥٤) إِنَّ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ ٱلۡيَوۡمَ فِى شُغُلٍ فَـٰكِهُونَ (٥٥) هُمۡ وَأَزۡوَاجُهُمۡ فِى ظِلَـٰلٍ عَلَى ٱلۡأَرَآٮِٕكِ مُتَّكِـُٔونَ (٥٦) لَهُمۡ فِيہَا فَـٰكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (٥٧) سَلَـٰمٌ قَوۡلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (٥٨) وَٱمۡتَـٰزُواْ ٱلۡيَوۡمَ أَيُّہَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ (٥٩) أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَـٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَـٰنَۖ إِنَّهُ لَكُمۡ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (٦٠) وَأَنِ ٱعۡبُدُونِىۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسۡتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلاًّ كَثِيرًاۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ (٦٢) هَـٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِى كُنتُمۡ تُوعَدُونَ (٦٣) ٱصۡلَوۡهَا ٱلۡيَوۡمَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ (٦٤).
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَيَوۡمَ يَقُولُ ڪُن فَيَڪُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِۚ عَـٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَڪِيمُ ٱلۡخَبِيرُ (٧٣).
سُوۡرَةُ الکهف
قَالَ هَـٰذَا رَحۡمَةٌ مِّن رَّبِّىۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّى جَعَلَهُ ۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّى حَقًّا (٩٨) وَتَرَكۡنَا بَعۡضَہُمۡ يَوۡمَٮِٕذٍ يَمُوجُ فِى بَعۡضٍ وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَـٰهُمۡ جَمۡعًا (٩٩) وَعَرَضۡنَا جَهَنَّمَ يَوۡمَٮِٕذٍ لِّلۡكَـٰفِرِينَ عَرۡضًا (١٠٠).
سُوۡرَةُ الإنفِطار
إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِى نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ (١٤) يَصۡلَوۡنَہَا يَوۡمَ ٱلدِّينِ (١٥) وَمَا هُمۡ عَنۡہَا بِغَآٮِٕبِينَ (١٦) وَمَآ أَدۡرَٮٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَآ أَدۡرَٮٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ (١٨) يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٌ لِّنَفۡسٍ شَيۡـًٔا وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَٮِٕذٍ لِّلَّهِ (١٩).
سُوۡرَةُ المطفّفِین
وَيۡلٌ يَوۡمَٮِٕذٍ لِّلۡمُكَذِّبِينَ (١٠) ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ (١١) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦۤ إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَـٰتُنَا قَالَ أَسَـٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ (١٣) كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِہِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ (١٤) كَلَّآ إِنَّہُمۡ عَن رَّبِّہِمۡ يَوۡمَٮِٕذٍ لَّمَحۡجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّہُمۡ لَصَالُواْ ٱلۡجَحِيمِ (١٦).
سُوۡرَةُ النّبَأ
إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَـٰتًا (١٧) يَوۡمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجًا (١٨) وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَابًا (١٩) وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا (٢٠) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادًا (٢١) لِّلطَّـٰغِينَ مَـَٔابًا (٢٢) لَّـٰبِثِينَ فِيہَآ أَحۡقَابًا (٢٣) لَّا يَذُوقُونَ فِيہَا بَرۡدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥) جَزَآءً وِفَاقًا (٢٦).
سُوۡرَةُ النَّازعَات
فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ (٣٤) يَوۡمَ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا سَعَىٰ (٣٥) وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ (٣٦) فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (٣٧) وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا (٣٨) فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِىَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (٣٩) وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ (٤٠) فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِىَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (٤١) يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَٮٰهَا (٤٢) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَٮٰهَآ (٤٣) إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَہَٮٰهَآ (٤٤) إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَٮٰهَا (٤٥) كَأَنَّہُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَہَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَٮٰهَا (٤٦).
سُوۡرَةُ غَافر
لَخَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَڪۡبَرُ مِنۡ خَلۡقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٥٧) وَمَا يَسۡتَوِى ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِىٓءُۚ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأَتِيَةٌ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ (٥٩).
سُوۡرَةُ قٓ
وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَالِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِۚ ذَالِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ (٢٠) وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٍ مَّعَهَا سَآٮِٕقٌ وَشَہِيدٌ (٢١) لَّقَدۡ كُنتَ فِى غَفۡلَةٍ مِّنۡ هَـٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٌ (٢٢) وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلۡقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ ڪَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَّنَّاعٍ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ مُّرِيبٍ (٢٥) ٱلَّذِى جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ فَأَلۡقِيَاهُ فِى ٱلۡعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ (٢٦) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطۡغَيۡتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِى ضَلَـٰلِۭ بَعِيدٍ (٢٧) قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَىَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ (٢٨) مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَىَّ وَمَآ أَنَا۟ بِظَلَّـٰمٍ لِّلۡعَبِيدِ (٢٩) يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِيدٍ (٣٠) وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ غَيۡرَ بَعِيدٍ (٣١) هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَّنۡ خَشِىَ ٱلرَّحۡمَـٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٍ مُّنِيبٍ (٣٣) ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَـٰمٍ ذَالِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ (٣٤) لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيہَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٌ (٣٥).
سُوۡرَةُ الشُّعَرَاء
وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ إِبۡرَاهِيمَ (٦٩) إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا تَعۡبُدُونَ (٧٠) قَالُواْ نَعۡبُدُ أَصۡنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَـٰكِفِينَ (٧١) قَالَ هَلۡ يَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ (٧٢) أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ يَضُرُّونَ (٧٣) قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَالِكَ يَفۡعَلُونَ (٧٤) قَالَ أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ (٧٥) أَنتُمۡ وَءَابَآؤُڪُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّہُمۡ عَدُوٌّ لِّىٓ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٧٧) ٱلَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَہۡدِينِ (٧٨) وَٱلَّذِى هُوَ يُطۡعِمُنِى وَيَسۡقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ (٨٠) وَٱلَّذِى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحۡيِينِ (٨١) وَٱلَّذِىٓ أَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لِى خَطِيٓـَٔتِى يَوۡمَ ٱلدِّينِ (٨٢) رَبِّ هَبۡ لِى حُڪۡمًا وَأَلۡحِقۡنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ (٨٣) وَٱجۡعَل لِّى لِسَانَ صِدۡقٍ فِى ٱلۡأَخِرِينَ (٨٤) وَٱجۡعَلۡنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ (٨٥) وَٱغۡفِرۡ لِأَبِىٓ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ (٨٦) وَلَا تُخۡزِنِى يَوۡمَ يُبۡعَثُونَ (٨٧) يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٍ سَلِيمٍ (٨٩) وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ (٩٠) وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِلۡغَاوِينَ (٩١) وَقِيلَ لَهُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ (٩٢) مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلۡ يَنصُرُونَكُمۡ أَوۡ يَنتَصِرُونَ (٩٣) فَكُبۡكِبُواْ فِيہَا هُمۡ وَٱلۡغَاوُ ۥنَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبۡلِيسَ أَجۡمَعُونَ (٩٥).
سُوۡرَةُ الحَجّ
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِى رَيۡبٍ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٍ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِى ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلاً ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّڪُمۡۖ وَمِنڪُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنڪُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِڪَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٍ شَيۡـًٔا وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن ڪُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٍ (٥) ذَالِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّهُ يُحۡىِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لَّا رَيۡبَ فِيہَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِى ٱلۡقُبُورِ (٧).
سُوۡرَةُ الکهف
وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةً وَحَشَرۡنَـٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡہُمۡ أَحَدًا (٤٧) وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدًا (٤٨) وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَـٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡڪِتَـٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَٮٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩).
سُوۡرَةُ الزُّمَر
وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَن فِى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٌ يَنظُرُونَ (٦٨) وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّہَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ وَجِاْىٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّہَدَآءِ وَقُضِىَ بَيۡنَہُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٍ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَابُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُہَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٌ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَـٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَـٰذَاۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِينَ (٧١) قِيلَ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَابَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَڪَبِّرِينَ (٧٢) وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّہُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَابُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُہَا سَلَـٰمٌ عَلَيۡڪُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِينَ (٧٣) وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعۡدَهُ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِينَ (٧٤).
سُوۡرَةُ الجَاثیَة
وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَٮِٕذٍ يَخۡسَرُ ٱلۡمُبۡطِلُونَ (٢٧) وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَـٰبِہَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٢٨) هَـٰذَا كِتَـٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٢٩) فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّہُمۡ فِى رَحۡمَتِهِۦۚ ذَالِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ (٣٠) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَـٰتِى تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمًا مُّجۡرِمِينَ (٣١) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيہَا قُلۡتُم مَّا نَدۡرِى مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ (٣٢) وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِہِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَہۡزِءُونَ (٣٣) وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَٮٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَـٰذَا وَمَأۡوَٮٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ (٣٤).
يقولون أيضًا في أحاديثهم الكاذبة بأن جهنم موجودة الآن وفي باطن الأرض، وأن هناك أناس يتعذبون وأن أصواتهم تُسمع. وأنا لدي سؤال أريد أن أطرَحَهُ وهو في غاية الأهمية: كيف يمكن أن تكون جهنم والجنة موجودتان الآن والله تعالى لم يبعث بعد من في القبور؟ علمًا بأن الله تعالى أخبرنا بأن الحساب سوف يكون بعد البعث وليس قبله وبعد أن تُفْنى هذه السماوات والأرض، كما برهنت لكم ذلك من خلال جميع الآيات الّتي ذكرتها لكم سابقًا.
أين العقل البشري من كل ما يُقال لنا من أكاذيب وأوهام خرافية؟ والأهم من ذلك، أين تقدير المخلوق لخالقه وإعطائِهِ حق قدرِهِ؟ وصدق الله عز وجل في قوله في سورة الزمر
سُوۡرَةُ الزُّمَر
وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعًا قَبۡضَتُهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَاتُ مَطۡوِيَّـٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ (٦٧).
- أدلة تنفي نفيًا قاطعًا رؤية الرسول محمد للجنة وجهنم رؤيا العين وبالتالي تنفي المعراج
لقد أعطانا الله عز وجل الدليل القاطع على أن الرسول محمد لم يرَ لا الجنة ولا جهنم، وأنه لا يستطيع أن يراهما ولا أن يعلم من سوف يدخل فيهما ولا حتى كيف سيكون العذاب. فمحمد باختصار شديد لا يستطيع أن يعلم علم الغيب من نفسه ولكن فقط من كتاب الله عز وجل، فهو لا يعلم عمّا سوف يحدث في الآخرة إلاّ من خلال الغيب الّذي أخبره الله عز وجل عنه في القرءان الكريم.
أدلة في السُور التالية تثبت لنا أنَّ الرسول محمد لا يستطيع ان يعلم علم الغيب أي الآخرة (الجنة وجهنم) والساعة إلاَّ من القرءان، أي من خلال الغيب الّذي أخبره الله عز وجل عنه في القرءان والّذي هو آيات الآخرة والعذاب والساعة والجنة وجهنم
سُوۡرَةُ البَقَرَة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓمٓ (١) ذَالِكَ ٱلۡڪِتَـٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدًى لِّلۡمُتَّقِينَ (٢) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ (٣) وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأَخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (٤).
سُوۡرَةُ مَریَم
إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحًا فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡـًٔا (٦٠) جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِى وَعَدَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّهُ كَانَ وَعۡدُهُ مَأۡتِيًّا (٦١).
سُوۡرَةُ الاٴنبیَاء
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ ٱلۡفُرۡقَانَ وَضِيَآءً وَذِكۡرًا لِّلۡمُتَّقِينَ (٤٨) ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّہُم بِٱلۡغَيۡبِ وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشۡفِقُونَ (٤٩).
سُوۡرَةُ النَّمل
قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ (٦٥) بَلِ ٱدَّارَكَ عِلۡمُهُمۡ فِى ٱلۡأَخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِى شَكٍّ۬ مِّنۡہَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ (٦٦).
سُوۡرَةُ فَاطِر
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَىۡءٌ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّہُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۚۦ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ (١٨).
سُوۡرَةُ یسٓ
وَسَوَآءٌ عَلَيۡہِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (١٠) إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّڪۡرَ وَخَشِىَ ٱلرَّحۡمَـٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٍ وَأَجۡرٍ ڪَرِيمٍ (١١).
سُوۡرَةُ قٓ
هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَّنۡ خَشِىَ ٱلرَّحۡمَـٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٍ مُّنِيبٍ (٣٣).
سُوۡرَةُ النّجْم
أَفَرَءَيۡتَ ٱلَّذِى تَوَلَّىٰ (٣٣) وَأَعۡطَىٰ قَلِيلاً وَأَكۡدَىٰٓ (٣٤) أَعِندَهُ عِلۡمُ ٱلۡغَيۡبِ فَهُوَ يَرَىٰٓ (٣٥) أَمۡ لَمۡ يُنَبَّأۡ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ (٣٦) وَإِبۡرَاهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰٓ (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ (٣٨) وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (٣٩) وَأَنَّ سَعۡيَهُ سَوۡفَ يُرَىٰ (٤٠) ثُمَّ يُجۡزَٮٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ (٤١) وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَہَىٰ (٤٢).
سُوۡرَةُ الجنّ
عَـٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦۤ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدًا (٢٧) لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّہِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡہِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَىۡءٍ عَدَدَۢا ( ٢٨ ).
سُوۡرَةُ سَبَأ
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّى لَتَأۡتِيَنَّڪُمۡ عَـٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَلَا فِى ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَالِكَ وَلَآ أَڪۡبَرُ إِلَّا فِى ڪِتَـٰبٍ مُّبِينٍ (٣)
آيات أخرى تثبت لنا أنَّ الرسول محمد لا يستطيع أن يعلم عن غيب الساعة من نفسه ولكن فقط من كتاب الله، نجدها في ثلاث سُور تحدثنا عن الساعة وفي سورة ص
سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَٮٰهَاۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّىۖ لَا يُجَلِّيہَا لِوَقۡتِہَآ إِلَّا هُوَۚ ثَقُلَتۡ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا تَأۡتِيكُمۡ إِلَّا بَغۡتَةً يَسۡـَٔلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنۡہَاۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (١٨٧) قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِى نَفۡعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَڪۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِىَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۟ إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوۡمٍ يُؤۡمِنُونَ (١٨٨).
سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (٦٣).
سُوۡرَةُ النَّازعَات
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَٮٰهَا (٤٢) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَٮٰهَآ (٤٣) إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَہَٮٰهَآ (٤٤) إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَٮٰهَا (٤٥) كَأَنَّہُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَہَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَٮٰهَا (٤٦).
سُوۡرَةُ صٓ
هَـٰذَا ذِكۡرٌ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٍ (٤٩) جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَابُ (٥٠) مُتَّكِـِٔينَ فِيہَا يَدۡعُونَ فِيہَا بِفَـٰكِهَةٍ ڪَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١) وَعِندَهُمۡ قَـٰصِرَاتُ ٱلطَّرۡفِ أَتۡرَابٌ (٥٢) هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ (٥٣) إِنَّ هَـٰذَا لَرِزۡقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (٥٤) هَـٰذَاۚ وَإِنَّ لِلطَّـٰغِينَ لَشَرَّ مَـَٔابٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَہَا فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (٥٦) هَـٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَءَاخَرُ مِن شَكۡلِهِۦۤ أَزۡوَاجٌ (٥٨) هَـٰذَا فَوۡجٌ مُّقۡتَحِمٌ مَّعَكُمۡۖ لَا مَرۡحَبَۢا بِہِمۡۚ إِنَّہُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ (٥٩) قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ (٦٠) قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابًا ضِعۡفًا فِى ٱلنَّارِ (٦١) وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ (٦٢) أَتَّخَذۡنَـٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡہُمُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ (٦٣) إِنَّ ذَالِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ (٦٤) قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۟ مُنذِرٌ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَاحِدُ ٱلۡقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَہُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ (٦٦) قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ (٦٧) أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ (٦٨) مَا كَانَ لِىَ مِنۡ عِلۡمِۭ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰٓ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ (٦٩) إِن يُوحَىٰٓ إِلَىَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۟ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (٧٠).
هذه الأيات وجميع الآيات السابقة الّتي ذكرتها لكم تنفي لنا نفيًا قاطعًا جميع الأحاديث الكاذبة الّتي وردت عن أن محمدًا صلوات الله عليه رأى الجنة وجهنم رؤيا العين وشَهِدَ ما سوف يحدث فيهما.
- كيف رأى الرسول محمد آيات ربِّهِ الكبرى (الجنة وجهنم)، وأين؟ (آيات في سورة الإسراء تنفي وتُدمِّر رؤية الرسول محمد للجنة وجهنم في رحلة المعراج الكاذبة).
لقد رأى الرسول محمد عليه السلام الجنة وجهنم في القرءان من خلال الآيات الّتي وردت فيه عن الجنة وجهنم. والآن سوف أثبت لكم بالدليل القاطع ومن سورة الإسراء نفسها أن الرسول محمد عليه السلام لم يرَ الجنة وجهنم في السماء كما يزعُمون، وأنه رأى الجنة وجهنم في القرءان، أي تعلم علم الآخرة من خلال آيات القرءان.
سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَإِن مِّن قَرۡيَةٍ إِلَّا نَحۡنُ مُهۡلِڪُوهَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡقِيَـٰمَةِ أَوۡ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًاۚ كَانَ ذَالِكَ فِى ٱلۡكِتَـٰبِ مَسۡطُورًا (٥٨) وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأَيَـٰتِ إِلَّآ أَن ڪَذَّبَ بِہَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةً فَظَلَمُواْ بِہَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأَيَـٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفًا (٥٩) وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِى ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَـٰنًا كَبِيرًا (٦٠).
في آية (60)، أخبر الله عز وجل محمدًا بِأنَّه “أحاط بِالناس”. هذا يعني أنَّه سوف يُعذِّبَ الظّالمين في الدنيا والآخرة. لكنه لم يُرِيَهُ جهنَّم في ليلة الإسراء رؤيا العين. وإذا أكملنا قراءة هذه الآية نتساءل: لِماذا “أحاط الله بِالناس”؟ ولماذا جعل الله “الرُءيا فتنة للناس”؟ ولِماذا جعل “الشَّجرة الملعونة في القرءان” أيضًا “فتنة للناس”؟
في آية (58)، أخبرنا الله تعالى بِأنَّه سوف يُهلِك أو يُعَذِّب جميع القرى قبل يوم القيامة عذابًا شديدًا. وإذا أكملنا الآية الّتي تليها آية (59) نجد فيها أنَّ الله تعالى أراد أن يُعطينا سببًا لتعذيب القُرى ومثلاً من الأوَّلين من الّذين خُلَوا من قبلنا لَعَلّنا نأخذ بذلك عبرة وعِظة، فالله عز وجل لا يُهْلِك القُرى “إلاَّ وأهلها ظالمون”، وبعد أن يبعث إليهم برسولٍ كي ينذرَهُم عذابَه، كما أخبرنا في آية 59 من سورة القصص وفي سُور أخرى:
سُوۡرَةُ القَصَص
وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبۡعَثَ فِىٓ أُمِّهَا رَسُولاً يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَـٰتِنَاۚ وَمَا ڪُنَّا مُهۡلِكِى ٱلۡقُرَىٰٓ إِلَّا وَأَهۡلُهَا ظَـٰلِمُونَ (٥٩).
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
ذَالِكَ أَن لَّمۡ يَكُن رَّبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٍ وَأَهۡلُهَا غَـٰفِلُونَ (١٣١).
سُوۡرَةُ هُود
وَمَا ڪَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٍ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ (١١٧).
سُوۡرَةُ الإسرَاء
مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَہۡتَدِى لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡہَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولاً (١٥) وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّہۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيہَا فَفَسَقُواْ فِيہَا فَحَقَّ عَلَيۡہَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَـٰهَا تَدۡمِيرًا (١٦).
ولذلك أخبرنا الله تعالى في هذه الآية (آية 59) من سورة الإسراء أنه لم يُرْسِلْ بآيات العذاب إلاّ بعد أن كذب بها الآولون. إنَّ كل أمة كان يأتيها رسول بكتاب من عند الله، كانت وبعد فترة من الزمن تُحرِّف الكتاب وتُكذّبْ بعذاب الآخرة، لذلك كان الله يبعث برسول آخر أي بنذير آخر كي يُنذرهم بعذابِهِ من خلال آياتِهِ تخويفًا لهم بهدف أن يبتعدوا عن طريق جهنم، لذلك أكمل تعالى بقوله في هذه الآية: “وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفًا”، وذلك من بعد أن أعطانا مثلاً لقوم ثمود كيف أرسل إليهم وأنبأهم بآيات العذاب بواسطة الناقة المبصرة الّتي هي مجاز لرسالة الله الّتي أرسلها لرسوله الأمين صالح عليه السلام، ومن بعد أن أعطانا سببًا لتَعذيبِهِم في الأرض في الحيواة الدنيا وفي الآخرة بِسبب ظلمهم بالناقة المبصرة أي بسبب ظلمهم وكفرهم بكتاب الله ورفضهم اتباعه.
أما آية (60) في سورة الإسراء فهي أكبر دليل على ما ذكرته لكم عن أمر تعذيب الله عز وجل لقوم ثمود في الآية (59). لقد أرسل الله تعالى أيضًا محمدًا عليه السلام بآيات العذاب بواسطة وحي القرءان الكريم لأن الأمم السابقة كذبت بها، تمامًا كما أرسلها في السابق بواسطة الرُّسُلْ إلى الأولين لأنهم كذبوا بها. لذلك بدأ الله عز وجل هذه الآية بقوله فيها: “وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بِالناس”. وهنا نرى أن الله تعالى أراد أن يُخبر ويُعلِم رسوله محمد أنه سوف يُهلك ويُعذِّبَ الظّالمين في الدنيا والآخرة كما بيَّن له هذا الأمر في القرءان في الآيات السابقة من سورة الإسراء (آية 58 و59) وأيضًا في كثيرٌ من الآيات الأخرى الّتي تُحَدِّثُنا عن العذاب والآخرة.
وكما بيَّنتُ لكم في الجزء الأول السابق أنَّ كلمة “رأى” تعني “علم”، فإن “الرؤيا” في آية (60) من سورة الإسراء تعني”البصيرة والعلم”. وهذا يعني أن محمدًا عليه السلام رأى آيات العذاب في الدنيا والآخرة بواسطة “الرؤيا الّتي أراها الله له” أي بواسطة العلم الّذي علمه الله عز وجل إيّاهُ وحيًا. إذًا “الرؤيا” الّتي رآها محمد عليه السلام هي عذاب الدنيا وعذاب الآخرة. وهذه “الرؤيا” رآها “في وحي القرءان”. وكذلك الأمر بالنسبة “للشجرة الملعونة” فقد رآها أيضًا “في القرءان”، وهي “شجرة الزقوم” الّتي ذكرها الله تعالى لنا في آياتِهِ. لقد أراد الله عز وجل أن يؤكد لنا من خلال آية (60) في سورة الإسراء أنَّ الرسول محمد لم يعرُج في السماء ولم يرَ جهنم ولا الجنة رؤيا العين، ولكنَّهُ رآهما وأخذ علمهما في القرءان من خلال آياته الّتي ذُكِرَت الجنة وجهنم فيها. لقد أنذر الله عز وجل الناس بِجهنَّم في كثير من الآيات القرءانية لِكي يَتوقَّفوا عن كُفرهم وإشراكهم بِهِ، من أجل ذلك كان قوله تعالى لمحمد في هذه الآية (آية 60): “وما جعلنا الرؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرءان”. في هذه الآية نرى أنّ الله أراهُ آيات عذاب جهنم وآيات “الشجرة الملعونة” الّتي هي شجرة الزَّقوم “في القرءان”، ولم يُرِه إيّاها رؤيا العين، ولم يقل له مثلاً: “والشجرة الملعونة الّتي رأيتها في جهنَّم عندما عرجت في السماء مع جبريل. بل قال له وبكل وضوح: “والشجرة الملعونة في القرءان”. هذه الآية تُعطينا دليلاً قاطعًا على أنَّ الرسول محمد عليه السلام رأى الجنة وجهنم (آيات ربِّهِ الكُبرى) من خلال وحي آيات القرءان الّتي أوحاها الله عز وجل إليه ليلة الإسراء في ليلة القدر.
إن عذاب الأرض (عذاب الدنيا) وعذاب جهنم (عذاب الآخرة) الّذي ذكره الله تعالى لنا في آية (58) و(59) و(60) من سورة الإسراء وفي آيات أخرى كثيرة في القرءان هو في الحقيقة آية ودليل وعبرة لعذاب جهنم (عذاب الآخرة) كفتنة لنا، لكي نخاف منه فنبتعد عنه.
هذا ما أخبرنا الله تعالى به في الآيات التالية:
سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَإِن مِّن قَرۡيَةٍ إِلَّا نَحۡنُ مُهۡلِڪُوهَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡقِيَـٰمَةِ أَوۡ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًاۚ كَانَ ذَالِكَ فِى ٱلۡكِتَـٰبِ مَسۡطُورًا (٥٨) وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأَيَـٰتِ إِلَّآ أَن ڪَذَّبَ بِہَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةً فَظَلَمُواْ بِہَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأَيَـٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفًا (٥٩) وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِى ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَـٰنًا كَبِيرًا (٦٠).
سُوۡرَةُ الزُّمَر
… قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَـٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَہُمۡ وَأَهۡلِيہِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِۗ أَلَا ذَالِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ (١٥) لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِہِمۡ ظُلَلٌ ذَالِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُ ۥۚ يَـٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ (١٦).
سُوۡرَةُ السَّجدَة
وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَدۡنَىٰ دُونَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَكۡبَرِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ (٢١).
سُوۡرَةُ النَّمل
قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ (٦٥) بَلِ ٱدَّارَكَ عِلۡمُهُمۡ فِى ٱلۡأَخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِى شَكٍّ مِّنۡہَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ (٦٦) وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا وَءَابَآؤُنَآ أَٮِٕنَّا لَمُخۡرَجُونَ (٦٧) لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَـٰذَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَـٰذَآ إِلَّآ أَسَـٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ (٦٨) قُلۡ سِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ ڪَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ (٦٩).
إن فِتْنَة “الشَّجرة الملعونة” ما هي إلاَّ إنذار وتخويف وتذكرةً للناس بوجود عذاب جهنَّم. لكن للأسف “لا حياة لمن تُنادي”، فكلما أنذرهم الله بعذابِهِ في الآخرة كلمّا ازدادوا طُغيانًا وكفرًا كبيرًا. هذا ما بيَّنه تعالى لنا في قوله في آخر الآية (آية 60): “ونخوفهم فما يزيدهم إلاّ طغيانًا كبيرًا”.
إنَّ آية (60) من سورة الإسراء تنفي نفيًا قاطعًا أن الرسول محمد (صلوات الله عليه) رأى جهنم أو شَهِدَ كيفية عذاب الناس فيها، أي تنفي أسطورة الإسراء والمعراج الكاذبة. وإنَّ الرؤيا الّتي رآها الرسول هي رؤيا الإسراء، رؤيا ليلة القدر، رؤيا القرءان، رؤيا علم آيات القرءان.
- دليل على معنى الرؤيا، والمسجد الحرام
نجد دليلاً آخر لمفهوم “الرؤيا” في سورة الفتح
سُوۡرَةُ الفَتْح
لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَالِكَ فَتۡحًا قَرِيبًا (٢٧) هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا (٢٨).
آية (27): “لقد صدق الله رسوله الرُّءيا بالحق” أي “لقد صدق الله رسوله العلم بالحق”، هذا العلم هو علم الغيب لما أراد الله تعالى أن يُخبر رسوله من خلال آياته عَمّا سوف يحدُث من قبل أن يحدُث. وإذا أكملنا الآية: “لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَالِكَ فَتۡحًا قَرِيبًا”، نجد كيف أعطى الله تعالى لرسوله محمد علم الغيب الّذي هو الرُّءيا من خلال هذه الآية، وكيف أخبره عما سوف يحدث من خلال وحي هذه الآية (الرُءيا).
وإذا تدبرنا قول الله عز وجل في هذه الآية (آية 27): “لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ”، نجد أنَّ “المسجد الحرام” هو الأرض الّتي يُسجد فيها فقط لله بنشر الإصلاح والعدل، ونجد أنَّ الله عز وجل قد حرَّم الفساد فيها، لذلك سًمِّيَت الأرض بالمسجد الحرام. ونجد أنَّ: “محلقين رءوسكم مقصرين” لا تعني ما تقول كتب الأحاديث الباطلة أنه حلق شعر الرأس وتقصيره. “محلقين رءوسكم” تعني بثقة وثبات من دون خوف، “ومُقصِّرين” تعني بتواضع وسلام، لذلك أكمل تعالى بقولِهِ: “لَا تَخَافُونَ”.
والدليل على أن المسجد الحرام هو الأرض الّتي يُسجد فيها لله والّتي مُحرم فيها الفساد نجده في قوله تعالى في الآية الّتي تليها آية (28): “هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ”. في هذه الآية نرى بوضوح تام أن الله تعالى أرسل رسوله محمد عليه السلام بالقرءان كي يُظهره لجميع الناس في الأرض بهدف أن يكون الدين دينًا واحدًا للجميع. هذه الآية هي أكبر دليل على أن المسجد الحرام في آية 27 هو الأرض وليس الّذي في مكة.
إذا تدبرنا آية (27)، نجد كيفية إعطاء الله عز وجل لرسوله الأمين محمد علم الغيب من خلال وحي هذه الآية. ففي هذه الآية يُنبّئ الله تعالى رسوله محمد أن الفتح، أي نشر رسالة القرءان في الأرض سوف يكون قريبًا، لذلك قال الله تعالى في آخر هذه الآية “فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا”. وهذا أكبر دليل على أن غيب الله وعلمه بما سوف يحدث عن أمر الفتح هو في الحقيقة حاضر بالنسبة للإله ولكنه غيبي بالنسبة للرسول والمؤمنين لأنه لم يحدث بعد. لذلك أعطى الله رسوله الأمين الرُّءيا (علم الغيب) الّتي هي وحي هذه الآية وأعلمه والمؤمنين من خلالها أن الفتح سوف يحصل وسوف يكون قريبًا.
- ما هي الرؤيا وفتنة الشجرة الملعونة في القرءان؟
سوف أتلوا عليكم مجموعة من الآيات عن رؤيا الشجرة الملعونة الّتي في القرءان وعن عذاب الآخرة، من القرءان:
سُوۡرَةُ الإسرَاء
… وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأَيَـٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفًا (٥٩) وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِى ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَـٰنًا كَبِيرًا (٦٠).
سُوۡرَةُ الصَّافات
أَذَالِكَ خَيۡرٌ نُّزُلاً أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلۡنَـٰهَا فِتۡنَةً لِّلظَّـٰلِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخۡرُجُ فِىٓ أَصۡلِ ٱلۡجَحِيمِ (٦٤) طَلۡعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ (٦٥) فَإِنَّہُمۡ لَأَكِلُونَ مِنۡہَا فَمَالِـُٔونَ مِنۡہَا ٱلۡبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡہَا لَشَوۡبًا مِّنۡ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرۡجِعَهُمۡ لَإِلَى ٱلۡجَحِيمِ (٦٨) إِنَّہُمۡ أَلۡفَوۡاْ ءَابَآءَهُمۡ ضَآلِّينَ (٦٩) فَهُمۡ عَلَىٰٓ ءَاثَـٰرِهِمۡ يُہۡرَعُونَ (٧٠) وَلَقَدۡ ضَلَّ قَبۡلَهُمۡ أَڪۡثَرُ ٱلۡأَوَّلِينَ (٧١) وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا فِيہِم مُّنذِرِينَ (٧٢) فَٱنظُرۡ ڪَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ (٧٣) إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ (٧٤).
سُوۡرَةُ الدّخان
إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ ٱلۡأَثِيمِ (٤٤) كَٱلۡمُهۡلِ يَغۡلِى فِى ٱلۡبُطُونِ (٤٥) كَغَلۡىِ ٱلۡحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّواْ فَوۡقَ رَأۡسِهِۦ مِنۡ عَذَابِ ٱلۡحَمِيمِ (٤٨) ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡڪَرِيمُ (٤٩).
سُوۡرَةُ الواقِعَة
ثُمَّ إِنَّكُمۡ أَيُّہَا ٱلضَّآلُّونَ ٱلۡمُكَذِّبُونَ (٥١) لَأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (٥٢) فَمَالِـُٔونَ مِنۡہَا ٱلۡبُطُونَ (٥٣) فَشَـٰرِبُونَ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡحَمِيمِ (٥٤) فَشَـٰرِبُونَ شُرۡبَ ٱلۡهِيمِ (٥٥) هَـٰذَا نُزُلُهُمۡ يَوۡمَ ٱلدِّينِ (٥٦).
- الدليل على معنى “إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ“؟
إذا عدنا لقول الله عز وجل في أول آية (60) من سورة الإسراء
سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِى ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَـٰنًا كَبِيرًا (٦٠).
“وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس”: نرى إثباتًا ودليلاً مؤكدًا من خلال سورة البقرة وسورة العنكبوت على معنى هذه الآية الّذي ذكرته لكم سابقًا وهو أن الله عز وجل قد أخبر رسوله محمد عليه السلام عن عذاب الدنيا وعذاب الأخرة من خلال القرءان.
سُوۡرَةُ البَقَرَة
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (٦) خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَـٰرِهِمۡ غِشَـٰوَةٌ۬ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٧) وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ (٨) يُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ (٩) … (١٦) مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِى ٱسۡتَوۡقَدَ نَارًا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِى ظُلُمَـٰتٍ لَّا يُبۡصِرُونَ (١٧) صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡىٌ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ (١٨) أَوۡ كَصَيِّبٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَـٰتٌ وَرَعۡدٌ وَبَرۡقٌ يَجۡعَلُونَ أَصَـٰبِعَهُمۡ فِىٓ ءَاذَانِہِم مِّنَ ٱلصَّوَاعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَـٰفِرِينَ (١٩).
سُوۡرَةُ العَنکبوت
وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِۚ وَلَوۡلَآ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَيَأۡتِيَنَّہُم بَغۡتَةً وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ (٥٣) يَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَـٰفِرِينَ (٥٤).
- ما هي أشراط الساعة، وكيف نراها أو نعلمها؟
هناك آيات في سورة محمد تدلنا على كذب الأحاديث وعلى أن الله عز وجل أخبر محمدًا عليه السلام عن الجنة وجهنم من القرءان فقط:
سُوۡرَةُ محَمَّد
… وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَـٰلَهُمۡ (٤) سَيَہۡدِيہِمۡ وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ (٥) وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ (٦).
“وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ”: لقد عرَّف الله عز وجل الجنة للمؤمن من خلال آيات القرءان الكريم الّتي تتحدث عن الجنة. مِثالاً لذلك نجده في الآيات التالية (آية 15) في سورة محمد، وآيات أخرى كثيرة موجودة في سُور أخرى كثيرة في القرءان تحدثنا عن الجنة.
سُوۡرَةُ محَمَّد
مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيہَآ أَنۡہَـٰرٌ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٍ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّنۡ خَمۡرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّـٰرِبِينَ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّنۡ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمۡ فِيہَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغۡفِرَةٌ مِّن رَّبِّہِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَـٰلِدٌ فِى ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ (١٥) وَمِنۡہُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِہِمۡ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡ (١٦) وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدًى وَءَاتَٮٰهُمۡ تَقۡوَٮٰهُمۡ (١٧) فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَہُم بَغۡتَةً فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡہُمۡ ذِكۡرَٮٰهُمۡ (١٨).
آية (18): “فقد جآء أشراطُها”: أشراط الساعة هي علامات الساعة، وعلامات الساعة تعني الآيات المعلومة الّتي ذكرها الله عز وجل لنا عن الساعة في القرءان، والّتي هي آيات الساعة أو الآخرة أو جهنم أو العذاب، والّتي أخبرنا بواسطتها عمّا سوف يحدث يوم القيامة، أي يوم الحساب، أي يوم البعث.
سوف أعطيكم بعض الأمثال عن أشراط الساعة أي عن آيات الساعة من خلال القرءان، لأن آيات الساعة في القرءان الكريم لا تعد ولا تحصى
سُوۡرَةُ الحَجّ
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّڪُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَىۡءٌ عَظِيمٌ (١) يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ ڪُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ ڪُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ (٢).
سُوۡرَةُ النِّسَاء
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِيہِمۡ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَـٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (٥٦).
سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَـٰتِهِۦۤۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ يَنَالُهُمۡ نَصِيبُہُم مِّنَ ٱلۡكِتَـٰبِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡہُمۡ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوۡنَہُمۡ قَالُوٓاْ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَہِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِہِمۡ أَنَّہُمۡ كَانُواْ كَـٰفِرِينَ (٣٧) قَالَ ٱدۡخُلُواْ فِىٓ أُمَمٍ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِڪُم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ فِى ٱلنَّارِۖ كُلَّمَا دَخَلَتۡ أُمَّةٌ لَّعَنَتۡ أُخۡتَہَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَڪُواْ فِيہَا جَمِيعًا قَالَتۡ أُخۡرَٮٰهُمۡ لِأُولَٮٰهُمۡ رَبَّنَا هَـٰٓؤُلَآءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِہِمۡ عَذَابًا ضِعۡفًا مِّنَ ٱلنَّارِۖ قَالَ لِكُلٍّ۬ ضِعۡفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعۡلَمُونَ (٣٨) وَقَالَتۡ أُولَٮٰهُمۡ لِأُخۡرَٮٰهُمۡ فَمَا كَانَ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلٍ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ (٣٩) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡہَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِى سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَڪَذَالِكَ نَجۡزِى ٱلۡمُجۡرِمِينَ (٤٠) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوۡقِهِمۡ غَوَاشٍ وَكَذَالِكَ نَجۡزِى ٱلظَّـٰلِمِينَ (٤١).
سُوۡرَةُ إبراهیم
فَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ (٤٧) يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَـٰوَاتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَاحِدِ ٱلۡقَهَّارِ (٤٨) وَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَٮِٕذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى ٱلۡأَصۡفَادِ (٤٩) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغۡشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ (٥٠) لِيَجۡزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٍ مَّا كَسَبَتۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ (٥١) هَـٰذَا بَلَـٰغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِۦ وَلِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (٥٢).
سُوۡرَةُ الحِجر
وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوۡعِدُهُمۡ أَجۡمَعِينَ (٤٣) لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنۡہُمۡ جُزۡءٌ مَّقۡسُومٌ (٤٤).
سُوۡرَةُ الحَجّ
هَـٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِى رَبِّہِمۡۖ فَٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ قُطِّعَتۡ لَهُمۡ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوۡقِ رُءُوسِہِمُ ٱلۡحَمِيمُ (١٩) يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِى بُطُونِہِمۡ وَٱلۡجُلُودُ (٢٠) وَلَهُم مَّقَـٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٍ (٢١) ڪُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡہَا مِنۡ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيہَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ (٢٢).
سُوۡرَةُ المؤمنون
وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِى جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ (١٠٣) تَلۡفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمۡ فِيہَا كَـٰلِحُونَ (١٠٤) أَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَـٰتِى تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُم بِہَا تُكَذِّبُونَ (١٠٥) قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتۡ عَلَيۡنَا شِقۡوَتُنَا وَڪُنَّا قَوۡمًا ضَآلِّينَ (١٠٦) رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡہَا فَإِنۡ عُدۡنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ (١٠٧) قَالَ ٱخۡسَـُٔواْ فِيہَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨).
سُوۡرَةُ الفُرقان
بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِمَن ڪَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيرًا (١١) إِذَا رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢) وَإِذَآ أُلۡقُواْ مِنۡہَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوۡاْ هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣) لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَٱدۡعُواْ ثُبُورًا ڪَثِيرًا (١٤).
سُوۡرَةُ الشُّعَرَاء
وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِلۡغَاوِينَ (٩١) وَقِيلَ لَهُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ (٩٢) مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلۡ يَنصُرُونَكُمۡ أَوۡ يَنتَصِرُونَ (٩٣) فَكُبۡكِبُواْ فِيہَا هُمۡ وَٱلۡغَاوُ ۥنَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبۡلِيسَ أَجۡمَعُونَ (٩٥) قَالُواْ وَهُمۡ فِيہَا يَخۡتَصِمُونَ (٩٦) تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ (٩٧) إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٩٨) وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلَّا ٱلۡمُجۡرِمُونَ (٩٩) فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (١٠٢).
سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (٦٣) إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلۡكَـٰفِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمۡ سَعِيرًا (٦٤) خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدًاۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٦٥) يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِى ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَـٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۟ (٦٦) وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۟ (٦٧) رَبَّنَآ ءَاتِہِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡہُمۡ لَعۡنًا كَبِيرًا (٦٨).
سُوۡرَةُ سَبَأ
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤۡمِنَ بِهَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَلَا بِٱلَّذِى بَيۡنَ يَدَيۡهِۗ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ مَوۡقُوفُونَ عِندَ رَبِّہِمۡ يَرۡجِعُ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ ٱلۡقَوۡلَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ لَوۡلَآ أَنتُمۡ لَكُنَّا مُؤۡمِنِينَ (٣١) قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُوٓاْ أَنَحۡنُ صَدَدۡنَـٰكُمۡ عَنِ ٱلۡهُدَىٰ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَكُمۖ بَلۡ كُنتُم مُّجۡرِمِينَ (٣٢) وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ بَلۡ مَكۡرُ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ إِذۡ تَأۡمُرُونَنَآ أَن نَّكۡفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجۡعَلَ لَهُ أَندَادًاۚ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَجَعَلۡنَا ٱلۡأَغۡلَـٰلَ فِىٓ أَعۡنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (٣٣).
سُوۡرَةُ فَاطِر
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَالِكَ نَجۡزِى كُلَّ ڪَفُورٍ (٣٦) وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيہَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَـٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِى ڪُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَڪَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (٣٧).
سُوۡرَةُ الصَّافات
أَذَالِكَ خَيۡرٌ نُّزُلاً أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلۡنَـٰهَا فِتۡنَةً لِّلظَّـٰلِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخۡرُجُ فِىٓ أَصۡلِ ٱلۡجَحِيمِ (٦٤) طَلۡعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ (٦٥) فَإِنَّہُمۡ لَأَكِلُونَ مِنۡہَا فَمَالِـُٔونَ مِنۡہَا ٱلۡبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡہَا لَشَوۡبًا مِّنۡ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرۡجِعَهُمۡ لَإِلَى ٱلۡجَحِيمِ (٦٨).
سُوۡرَةُ صٓ
هَـٰذَاۚ وَإِنَّ لِلطَّـٰغِينَ لَشَرَّ مَـَٔابٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَہَا فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (٥٦) هَـٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَءَاخَرُ مِن شَكۡلِهِۦۤ أَزۡوَاجٌ (٥٨) هَـٰذَا فَوۡجٌ مُّقۡتَحِمٌ مَّعَكُمۡۖ لَا مَرۡحَبَۢا بِہِمۡۚ إِنَّہُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ (٥٩) قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ (٦٠) قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابًا ضِعۡفًا فِى ٱلنَّارِ (٦١) وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ (٦٢) أَتَّخَذۡنَـٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡہُمُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ (٦٣) إِنَّ ذَالِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ (٦٤).
سُوۡرَةُ غَافر
وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِى ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَڪۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعًا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ ٱلنَّارِ (٤٧) قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَڪۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ حَكَمَ بَيۡنَ ٱلۡعِبَادِ (٤٨) وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِى ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ يُخَفِّفۡ عَنَّا يَوۡمًا مِّنَ ٱلۡعَذَابِ (٤٩) قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُڪُم بِٱلۡبَيِّنَـٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡڪَـٰفِرِينَ إِلَّا فِى ضَلَـٰلٍ (٥٠).
سُوۡرَةُ غَافر
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ فِىٓ ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصۡرَفُونَ (٦٩) ٱلَّذِينَ ڪَذَّبُواْ بِٱلۡڪِتَـٰبِ وَبِمَآ أَرۡسَلۡنَا بِهِۦ رُسُلَنَاۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (٧٠) إِذِ ٱلۡأَغۡلَـٰلُ فِىٓ أَعۡنَـٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَـٰسِلُ يُسۡحَبُونَ (٧١) فِى ٱلۡحَمِيمِ ثُمَّ فِى ٱلنَّارِ يُسۡجَرُونَ (٧٢).
سُوۡرَةُ الزّخرُف
هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةً وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ (٦٦) ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَٮِٕذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ (٦٧) … (٧٣) إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ (٧٤) لَا يُفَتَّرُ عَنۡهُمۡ وَهُمۡ فِيهِ مُبۡلِسُونَ (٧٥) وَمَا ظَلَمۡنَـٰهُمۡ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٧٦) وَنَادَوۡاْ يَـٰمَـٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ (٧٧).
سُوۡرَةُ الدّخان
إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ ٱلۡأَثِيمِ (٤٤) كَٱلۡمُهۡلِ يَغۡلِى فِى ٱلۡبُطُونِ (٤٥) كَغَلۡىِ ٱلۡحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّواْ فَوۡقَ رَأۡسِهِۦ مِنۡ عَذَابِ ٱلۡحَمِيمِ (٤٨) ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡڪَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُم بِهِۦ تَمۡتَرُونَ (٥٠).
سُوۡرَةُ عَبَسَ
فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ (٣٣) يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ ٱمۡرِىٍٕ مِّنۡہُمۡ يَوۡمَٮِٕذٍ شَأۡنٌ يُغۡنِيهِ (٣٧).
بعد متابعتنا لهذا الكم الهائل من أشراط الساعة نرى في جميع تلك الآيات كيف أعطى الله تعالى لمحمد علم جهنم أي الرّؤيا من خلالها. وإذا قرأتم من سورة النبأ إلى سورة المسد سوف تجدون آيات كثيرة ومُفصّلة عن أشراط الساعة. أليست جميع تلك الآيات كافية أن تعطينا علم الساعة؟
- ختام الجزء الثاني:
أريد أن أختم موضوع هذا الجزء (الجزء الثاني) بسورة التكاثر
سُوۡرَةُ التّکاثُر
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
أَلۡهَٮٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ (١) حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ (٢) كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (٤) كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّہَا عَيۡنَ ٱلۡيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَٮِٕذ عَنِ ٱلنَّعِيمِ (٨).
في آية (5) و(6): “كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ، لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ”: يُعلمنا الله عز وجل في تلك الآيتين أنَّ الإنسان ليس بحاجة إلى أن يرى جهنم رؤيا العين لكي يعلم ماهيتها ويؤمن بها. فلو علِم كل إنسان منّا “علم اليقين” أي علم القرءان أو علم الغيب، فسوف يرى جهنم أو الجحيم على حقيقتِها، أي سوف يرى الغيب أو الآخرة على حقيقتها من خلال آيات القرءان الكريم.
في آية (7): “ثُمَّ لَتَرَوُنَّہَا عَيۡنَ ٱلۡيَقِينِ”: نجد أن الكافر سوف يرى جهنم في الآخرة عين اليقين، أي سوف يراها رؤيا العين عندما يُصبح الغيب حاضرًا.
هذه السورة وجميع الآيات الّتي ذكرتها لكم في هذه الحَلَقَةْ هي أكبر دليل على أن الله تعالى لم يُرِ الرسول محمد عليه السلام جهنم عين اليقين في أسطورة الإسراء والمعراج الكاذبة، بل أراهُ آياتِهِ الكبرى الجنة وجهنم من خلال عِلْمِ اليقين أي من خلال القرءان العظيم في ليلة الإسراء، أي في ليلة القدر، مما ينفي الأحاديث الكاذبة على أنَّ محمدًا صلوات الله عليه قد زار الجنة وجهنم ورأى وشهد ما يحدث فيهما رؤيا العين، وبالتّالي تنفي معراج محمد في السماوات السبع.
أسطورة الإسراء والمعراج (3)
- مقدمة الجزء الثالث
لقد ذكرت لكم في الجزء السابق من خلال آيات الذِّكْر الحكيم أنَّ الجنة وجهنم لم يُخلقا بعد وسوف يُخلقا بعد فناء السماوات والأرض أي بعد موت وزوال الجنس البشري. فالله تعالى كما بدأ أول خلقٍ وخلق سماوات وأرض، فهو سبحانه يستطيع وهو أهونُ عليه أن يُعيد خلقهما بتبديلهما إلى سماوات أخرى وأرض أخرى (سماوات وأرض للجنة، وسماوات وأرض لجهنم) كما بيَّن لنا في الآيات الّتي ذكرتها لكم في الجزء السابق وفي آية (27) من سورة الروم
سُوۡرَةُ الرُّوم
وَهُوَ ٱلَّذِى يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (٢٧).
لقد ذكرت لكم أيضًا أن محمدًا عليه السلام لم يرَ الجنة وجهنم رؤيا العين ولكنه رآهما من خلال الرؤيا الّتي هي آيات القرءان الحكيم.
ولقد أخبرتكم سابقًا في الجزء الأول من هذه الأسطورة، عن الأحاديث الكاذبة المنقولة حول قصة الإسراء والمعراج، ومن ضمنها هذا الحديث الّذي يقول: أنَّهُ بعد أن رُفِعَ بمحمد إلى سدرة المنتهىى، وعُرِجَ بِهِ إلى الجَّبّار جلَّ جَلالُهُ أي قابل الله تعالى، كان في حضرة العرش، ودنا مِنه الله حتى كان قاب قوسَيْنِ أو أدنى، ورأى محمد الله بِعين بَصيرتِهِ، ومدَّ العلِيُّ العظيم يَدًا على صدر محمد والأُخرى على كَتِفِهِ.
- سؤال في غاية الأهمية يجب على كل إنسان عاقل أن يسأله: هل يستطيع محمد كمخلوق بشري أن يرى ربَّه؟
هناك مجموعة أدلة وأسباب تدلنا على أن لا محمد ولا أي مخلوق آخر غيره لا يقدر ولم يقدر ولن يقدر أن يرى الله لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة:
- السبب الأول هو أنَّ المخلوق ليس كالخالق ولا يُشبَّه به، لأن المخلوق له صورة وشكل، أما الخالق فليس له أي صورة أو شكل لأنه ليس كمثله شيء. فإذا استطاع محمد عليه السلام كمخلوق بشري أن يرى الله في قصة المعراج الكاذبة، فيصبح الله بذلك له صورة وشكل نستطيع أن نراهُ بها ويكون مخلوقًا وليس خالقًا. هذا هو الفرق الشاسع اللانهائي ما بين الخالق والمخلوق، فمثلاً الشمس لها صورة وشكل فهي إذًا مخلوقة لذلك نستطيع أن نراها، وكذلك الأمر بالنسبة للأرض وما فيها من طبيعة ونبات ودواب، وبالنسبة للسماء وما فيها من نجوم ومجرات وكواكب. أما الله الإله الخالق فلا يُشبّه بالمخلوق لأنه هو الخالق.
هذا ما بينه الله عز وجل لنا في الآيات التالية
سُوۡرَةُ الشّوریٰ
فَاطِرُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَاجًا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ أَزۡوَاجًا يَذۡرَؤُكُمۡ فِيهِۚ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَىۡءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١١).
سُوۡرَةُ النّحل
أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۗ أَفَلَا تَذَڪَّرُونَ (١٧).
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ ٱلۡجِنَّ وَخَلَقَهُمۡۖ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَـٰتِۭ بِغَيۡرِ عِلۡمٍ سُبۡحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ (١٠٠) بَدِيعُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمۡ تَكُن لَّهُ صَـٰحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَىۡءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (١٠١) ذَالِڪُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَـٰلِقُ ڪُلِّ شَىۡءٍ فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ وَڪِيلٌ (١٠٢) لَّا تُدۡرِڪُهُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَـٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ (١٠٣).
سُوۡرَةُ فُصّلَت
وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِى خَلَقَهُنَّ إِن ڪُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ (٣٧).
- السبب الثاني هو أنه إذا نظرنا في طبيعة خلق محمد كمخلوقٍ بشرِيّْ نجد أنه مخلوق قد حدَّهُ الله في خلقه، أما الخالق فلا يحُدَه شيء. فهو القوي ذو القوة الخارقة الجبارة الهائلة الّتي ليس لها مثيل. فهو خالق السماوات والأرض إذًا هو أكبر وأعظم من السماوات والأرض وفوقهما، وهو خالق الزمن إذًا هو أكبر وأعظم من الزمن وفوقه. وإذا كان الرسول محمد عليه السلام كبشر أو أي إنسان آخر لا يستطيع أن يرى ما في السماوات وما في الأرض إلاَ في حدود نظره، فكيف يستطيع إذًا أن يرى الله الّذي هو أكبر وأعظم من هذه السماوات والأرض؟
تعالوا معًا نتدبر هذه الآيات العظيمة
سُوۡرَةُ المُلک
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
تَبَـٰرَكَ ٱلَّذِى بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ قَدِيرٌ (١) ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ (٢) ٱلَّذِى خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِى خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (٤).
سُوۡرَةُ یُونس
هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءً وَٱلۡقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَالِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ يُفَصِّلُ ٱلۡأَيَـٰتِ لِقَوۡمٍ يَعۡلَمُونَ (٥).
نرى من خلال هذه الآية الكريمة أنَّ الله عز وجل هو الّذي خلق الشمس والقمر أي الزمن والوقت (الحساب الزمني).
سُوۡرَةُ الفُرقان
أَلَمۡ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيۡفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوۡ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلۡنَا ٱلشَّمۡسَ عَلَيۡهِ دَلِيلاً (٤٥) ثُمَّ قَبَضۡنَـٰهُ إِلَيۡنَا قَبۡضًا يَسِيرًا (٤٦).
نرى أنَّ الله عز وجل خلق الزمن والوقت زمن الحيواة الدنيا ولكن إلى أجلٍ مُسمّى، إلى حين إنتهاء الحيواة في هذه الأرض.
سُوۡرَةُ السَّجدَة
ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِىٍّ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (٤) يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ إِلَيۡهِ فِى يَوۡمٍ كَانَ مِقۡدَارُهُ أَلۡفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (٥) ذَالِكَ عَـٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (٦).
- السبب الثالث هو أننا كبشر أي كمخلوقات ضعيفة لا نستطيع أن نتحمل رؤية الله، فإذا تجلى (أي ظهر) الله لنا فلن نتحمل تجليه لنا من شدة قوته الهائلة، فنتفتت ونزول في أقل من ثانية، لأنه كما ذكرت لكم فالله ليس كمثله شيء ولا يحدّه شيء ولا تُدركه الأبصار. ولقد أعطانا الله عز وجل الدليل القاطع لعدم استطاعتنا رؤيته أو إدراك ألوهيته وعلمه العظيم، بسبب قُوَّتِهِ الهائلة الجبارة الّتي بينها لنا في آية (143) من سورة الأعراف
سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَـٰتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِىٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ قَالَ لَن تَرَٮٰنِى وَلَـٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَڪَانَهُ فَسَوۡفَ تَرَٮٰنِىۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُ دَڪًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبۡحَـٰنَكَ تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَأَنَا۟ أَوَّلُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (١٤٣).
إذا تابعنا هذه الآية وتمعنا في مضمونها، نجد في عبرة موسى عليه السلام عندما طلب من الله أن يرِيَهُ نفسه (الذات الإلآهية) بقوله له “رَبِّ أَرِنِىٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ” تفصيلاً كاملاً لعدم استطاعتنا كمخلوقات رؤية الله بما لديه من قوة جبارة وعلم عظيم، والسبب هو قوته الهائلة الّتي لا يَحُدُّها أي شيء. ولقد اختار الله عز وجل الجبل كمثل لاستحالة رؤيَتِنا له، لأن الجبل له قُوَّة وعَظَمَة تفوق قوة الإنسان بكثير. وإذا أراد الله عزَّ وجَلّْ أن يُريَ موسى نَفْسَهُ فعليه أن يَحُدّْ من قُوَّتِهِ بجميع أشكالها، فلا يكون الله إلاهًا بل يُصبح مخلوقًا ويكون هناك إلآه خالق غيره. فقوة الإله خارقة وليس لها أي حدود أو نهاية، أمَا قوة المخلوق فمهما بلغت فلها حدود ونهاية. وبِمُجَرَّدْ أن تُصبِح قوة الإله محدودة ولو قليلاً، لا يُصْبِح هذا الإلآه إلاهًا، لذلك قال لموسى: “وَلَـٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَڪَانَهُ فَسَوۡفَ تَرَٮٰنِى”، لأنه بمُجَرَّد أن يتجلّى (يظهر) الله للجبل من دون أن يتأثَّرْ هذا الجبل بتجلي الله له فلا يكون هناك دليلاً لألوهيته ولا يُصبح هناك أي أثَرْ لِقُوَّته، وبالتالي لا يكون الله إلاهًا بل يكون مخلوقًا، وبالتالي يستطيع موسى أن يراه، لذلك قال لموسى: “فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَڪَانَهُ فَسَوۡفَ تَرَٮٰنِىۚ”، وإلاّ يُصبح هذا الجبل بتجلّي الله له دكًا، ويكون هذا دليلاً لألوهيته وبالتالي لاستحالة رؤية موسى له. ولقد بيَّن تعالى لنا هذا بقوله: “فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُ دَڪًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا”. وبمجرد أن يخر موسى صعِقًا فهذا يعني أنه لم ولن يستطيع أن يرى الله لا في الدنيا ولا في الآخرة. لذلك أجاب الله موسى عندما طلب موسى منه أن يجعله ينظر إليه بقوله له: “لَن تَرَٮٰنِى”، وإنَّ عبارة “لَن” هي للإستحالة، وهذا يعني أنَّ موسى لن يرى الله أبدًا لا في الدنيا ولا في الآخرة لأنَّه لن يستطيع ذلك، فالله سُبحانه وتعالى ذو القوة الجبارة والعلم العظيم لا يُرى. لقد أراد الله عز وجل أن يُعلِم موسى عليه السلام ويُعْلِمُنا أنه إذا ظهر للجبل فسوف يزول هذا الجبل ويتفتت لأنه هو الخالق ذو القوة الجبارة والعلم العظيم، ولذلك كان قوله: “فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُ دَڪًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا”.
نستطيع أن نستنتج من هذه الآية العظيمة أنه إذا أصبح الجبل دكًا بمجرد أن تجلى الله له، فماذا سوف يحصل لمحمد أو لأي إنسان إذا ما تجلى الله له، وماذا سوف يحصل لمحمد إذا ما دنا الله منه؟ عِلمًا بأن تجلي أي ظهور الله للجبل هو في الحقيقة ليس ظهورًا لذات الإلآه لكنه ظهورًا لجزء صغير جدًا من عظمة علمه وقوّتِهِ كدليل لنا على عدم استطاعتنا معرفة كُنه الإلآه وتصوُّرهُ بهدف التوصل إلى معرفة الذات الإلآهية.
وإن هذه الآية (آية 143) من سورة الأعراف هي أكبر دليل على استحالة تجسد الله في المسيح عيسى ابن مريم، فالله تعالى أخبرنا في هذه الآية أنه بمجرد ظهوره “للجبل” وليس “في الجبل” جعله دكًا. أي بمجرّد دنو قوَّتِهِ (بعلمه ومعرفته) من الجبل جعله دكًا، فماذا سوف يحدث للجبل إذا ما ظهرت قوة الله فيه؟ وماذا سوف يحدث لجسد المسيح عيسى ابن مريم إذا ما ظهر الله فيه؟
إن آية (143) من سورة الأعراف هي أيضًا أكبر دليل على استحالة تجسد الله في الحاكم بأمر الله كما يقال في العقيدة الدرزية الباطلة، وهي أكبر دليل على استحالة تجسد الله في الحيوانات أو في الطبيعة أو في الكون أو حتى في أقوى خلقه الملائكة. وهذه الآية كذلك هي أكبر دليل على استحالة دُنُوّ الله من محمد في قصة المعراج الكاذبة مما ينفي لنا نفيًا قاطعًا هذه الأكذوبة، وينفي لنا أيضًا استحالة رؤيتنا لربّنا يوم القيامة.
في الواقع ليس بالضرورة أن نرى ربّنا أو نُصوِّره أو نُجسّده كي نؤمن به. نحن نستطيع أن نراه ونؤمن به من خلال خَلقِهِ للسماوات والأرض، ومن خلال خلقِهِ لأنفسنا، ومن خلال تسيير الكون المتكامل بتناسق وتناغم وانتظام. ولذلك قال تعالى لنا في كتابِهِ الكريم في سورة طه
سُوۡرَةُ طٰه
ٱلرَّحۡمَـٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ (٥).
عرش الإله هو علم خلق السماوات والأرض. وهذه الآية تعني أن الله تعالى بعد أن خلق السماوات والأرض بقدر وبعلم “استوى على عرشِهِ” أي “ظهر على خلقِهِ” من خلال علمه ومن خلال جميع ما خلق لنا في السماوات والأرض. هكذا نستطيع أن نرى الخالق ونُدْرِكْ وجودِيَّته من خلال جميع علومه العظيمة الّتي وضعها في السماوات والأرض والّتي أعطانا إياها وبيَّنَها لنا، ومن خلال خلقِهِ لِأنفسنا. ألا يكفينا أن نرى ونعلم ما خلق الله عز وجل لنا في هذا الكون حتّى نُدْرِكْ ونؤمن بوجوديته؟ هل نحن بحاجة فعلاً لأن نرى الله رؤيا العين أو أن يتجسد الله في المسيح أو غيرِهِ لكي نتأكَّد من وجودِيَّتِهِ ونؤمن بِهِ؟
والآن لنقول على سبيل الجدل الإفتراضي -وهذا جدلاً إفتراضيًا لا يُمكن ولا بأي شكل من الأشكال أن يحدث- أنه إذا أراد الله سُبحانه وتعالى أن يُرِيَنا نفسه أو أن يدنو منا، فعليه أن يحد من قوته لكي يتمثل لنا بصورة مخلوق أو لكي يظهر في جسد مخلوق. فإذا فعل الله ذلك فلا يعود هناك أي وجودية له كخالق، ولا يصبح هناك أي حفيظ أو رقيب للسماوات والأرض وما بينهما لأن الله الإله الخالق يكون قد فقد قوته، وهذا أمر مستحيل. وإذا كان الله حاشاه قد ظهر في جسد المسيح عيسى ابن مريم كما تقول العقيدة المسيحية الكاذبة، فهذا يعني أن الله قد حد من قوته لكي يستطيع أن يتجسد في جسد المسيح لكي لا يجعله دكًا كالجبل، وهذا يعني أن الله قد خسر قوته كإله في فترة وجوده في جسد المسيح، ويعني أيضًا أنَّ الكون لم يعد له أي خالق أو راعٍ أو حفيظ يحفظه ويرعاه، علمًا بأن الله تعالى أخبرنا في كتابه العزيز في آية (255) من سورة البقرة أنه “لا إله إلا هو الحي القيوم”، وأنه “لا تأخذه سنة ولا نوم”، وأن “وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما”، فمن الّذي كان يحفظ السماوات والأرض في تلك الفترة الزمنية الّتي فيها تجسد الله في المسيح؟ من أجل ذلك قال الله في كتابه العزيز:
سُوۡرَةُ الزّخرُف
قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا۟ أَوَّلُ ٱلۡعَـٰبِدِينَ (٨١) سُبۡحَـٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٨٢) فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ وَيَلۡعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِى يُوعَدُونَ (٨٣) وَهُوَ ٱلَّذِى فِى ٱلسَّمَآءِ إِلَـٰهٌ وَفِى ٱلۡأَرۡضِ إِلَـٰهٌ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ (٨٤) وَتَبَارَكَ ٱلَّذِى لَهُ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَعِندَهُ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (٨٥).
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَهُوَ ٱللَّهُ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَفِى ٱلۡأَرۡضِۖ يَعۡلَمُ سِرَّكُمۡ وَجَهۡرَكُمۡ وَيَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُونَ (٣).
سُوۡرَةُ البَقَرَة
ٱللَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَىُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوۡمٌ لَّهُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشۡفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىۡءٍ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُ ۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِىُّ ٱلۡعَظِيمُ (٢٥٥).
سُوۡرَةُ الإخلاص
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (١) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (٢) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (٣) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ ڪُفُوًا أَحَدٌ (٤).
سُوۡرَةُ الرَّحمٰن
يَسۡـَٔلُهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِى شَأۡنٍ (٢٩).
كل ما ذكرته لكم من أسباب من خلال آيات الله، يعطينا الدليل القاطع على عدم استطاعة محمد كمخلوق بشري ولا حتى أي إنسان آخر أن يرى الله. من أجل ذلك أرسل الله تعالى لنا الرسل والأنبياء وأنزل معهم الكتاب كي نستطيع أن نتعرّف عليه، لأنها الطريقة الوحيدة الّتي يُخاطبنا الله من خلالها كبشر ويعرفنا على نفسه لكي يُعلمنا بوجوديته وبسبب وجوديتنا ولكي يتقرب منا ونتقرب إليه، لذلك قال لنا في آية (51) في سورة الشورى
سُوۡرَةُ الشّوریٰ
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآىِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَڪِيمٌ (٥١) وَكَذَالِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحًا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِى مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورًا نَّہۡدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَہۡدِىٓ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٥٢).
هنا يريد الله عز وجل أن يُعلمنا عن أمر في غاية الأهمية، وهو أنّه ما يكون لنا كمخلوقات بشرية أن يُكلِّمُنا الله أو أن نتواصل معه بصفة مباشرة، “إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآىِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُ”. هذا يُعطينا دليلاً قاطعًا على أنَّ الله جل في علاه لم يُكلم الرسول محمد عليه السلام إلاّ “وحيًا”، وأنَّه “تعالى عمّا يصفون” لم يدنو من محمد حتى كان قاب قوسَيْنِ أو أدنى ولم يمدّ يَدًا على صدر محمد والأُخرى على كَتِفِهِ، وأنَّ محمدًا لم يرَ الله بِعين بَصيرتِهِ ولم يتكلم معه بشكل مباشر. مما يؤكد لنا أنَّ الصلة بين الله ومحمد وبين الله وبيننا كبشر ما كانت ولم ولن تكون “إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآىِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُ”. إذًا فلا أحد يستطيع أن يرى أو يكلم الله أو أن يدنو الله منه، لا محمد ولا عيسى، ولا غير محمد وعيسى. هذه الآية تنفي نفيًا قاطعًا وتُدمر تدميرًا كُلِّيًّا قصة معراج المخلوق البشري (الرسول محمد) إلى الجَّبّار جلَّ جَلالُهُ ومقابلته لله ووجوده في حضرة العرش ودنو الله مِنه وغيرها من الأكاذيب الفاسقة الّتي افتروها على الله وعلى رسوله محمد في كُتُب السيرة الباطلة ووحي السنة المزعوم. وكذلك تنفي نفيًا قاطعًا تجسد الله في مخلوق بشري (كالمسيح عيسى ابن مريم) أو في غيره من المخلوقات الأخرى.
- ما هي حقيقة التواصل بين البشر والملآئِكة؟ وهل رأى الرسول محمد جبريل على هيأته الحقيقية؟
يقول علماء وفقهاء الدين في أحاديثهم الباطلة أن محمدًا عرج مع جبريل ورأى الملائكة في السماوات في رحلة المعراج الكاذبة، وإنَّ قولهم هذا هو أكبر كذب وإفتراء على الله ومحمد والملائكة وجبريل.
لماذا لا يستطيع محمد أن يرى جبريل في الأرض على هيئته الحقيقية؟ ولماذا لا يستطيع أيضًا أن يصعد في السماء بِجسَدِهِ لِكي يراه على هيئته الحقيقية؟ الجواب هو وبِعِلمِ الله سُبحانه وتعالى لا يستطيع أيِّ إنسان ولا حتّى الأنبياء والرُسُلْ كبشر أن يتواصلوا مع الملآئِكة بسبب قوة خلق الملائكة. لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى بِعِلمِهِ وقَدَّرَ كُلَّ شيء. لقد خُلِق البشر لِكي يَعيشوا في الأرض ولذلك لا يستطيعون التواصل إلاَّ مع مخلوقات بشرية أرضية أمثالهم. أمّا الملآئِكة والرّوح فقد خُلِقوا في السماوات لذلك فهم يستطيعون أن يتنقَّلوا في السماوات والأرض وما بينهما، ولا يستطيع البشر أن يرونهم أو يتواصلون معهم بِسبب طبيعة وضعف خلق الإنسان وطبيعة وقوة خلق الملآئكة، ولذلك هم من الغَيبِيّات ولا يستطيع البشر التواصل معهم إلاّ إذا كان بينهم قاسم مُشترك في طبيعة الخَلْقْ، حينها إمّا أن تتمثل الملآئِكة بشكل بشر بِإذن الله لِكي يستطيع الإنسان أن يتكلم ويتواصل معها، وإمّا أن يتحول الإنسان من مخلوق بشري إلى مخلوق ملائكي لكي يستطيع أن يرى الملائكة في السماوات وأن يتواصل معها، وهذا أمر مستحيل، لأن طبيعة خلقنا كبشر، والعلم الّذي بواسطته خلقنا الله، لا يُخولانا أن نتحول إلى مخلوقات أخرى. والله عز وجل لم يُرنا أو يخبرنا بأننا نستطيع أن نتحول من مخلوق بشري إلى مخلوق آخر في كتابه العزيز، أمّا بالنسبة للملائكة فلقد أرانا وأخبرنا أنهم يستطيعون بطبيعة خلقهم أن يتمثلوا على شكل بشر للإنسان وبالتالي على أي شكل آخر، تمامًا كما تمثلوا في الأرض على شكل بشر لإبراهيم وللوط وقومه ولمريم لكي تكون هناك صلة مباشرة بين المخلوق البشري والمخلوق الملائكي لكي نستطيع كبشر أن نقترب منهم.
إنَّ استطاعة الملائكة التَّمَثُّل بشكل بشر هو دليل لنا وعبرة على أنَّ الخالق لا يتمثل في أي شكل أو شيء وإلاّ يكون كالمخلوق (كالملآئكة مثلاً).
الدليل على ما ذكرت عن تمثُّلِ الملائكة بشكل بشر نجده في الآيات التالية:
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٌ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ ٱلۡأَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ (٨) وَلَوۡ جَعَلۡنَـٰهُ مَلَڪًا لَّجَعَلۡنَـٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ (٩).
هذه الآية تخبرنا أنه إذا أراد الله عز وجل أن يُنزِّل ملكًا إلى الأرض، فإنه يجعله رجلاً أي يعطيه شكل بشر فيصبح لدى الكفار لَبْسْ، فلا يستطيعون أن يعلموا أن هذا الرجل هو في الأصل مَلَكٌ تحوّل إلى بَشَر، ولذلك قال تعالى في آية (9): “وَلَوۡ جَعَلۡنَـٰهُ مَلَڪًا لَّجَعَلۡنَـٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ”.
سُوۡرَةُ هُود
وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَاهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَـٰمًا قَالَ سَلَـٰمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَہُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَڪِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡہُمۡ خِيفَةً قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٍ (٧٠) وَٱمۡرَأَتُهُ قَآٮِٕمَةٌ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَـٰهَا بِإِسۡحَـٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَـٰقَ يَعۡقُوبَ (٧١).
في تلك الآيات البينات نجد أن رسل الله الملائكة ولو تمثلت لإبراهيم على شكل بشر فهم ليسوا ببشر، والدليل قول الله تعالى في آية (70): “فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَہُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ” أي لما رأى إبراهيم عليه السلام أيدي هؤلاء البشر لا تستطيع أن تمسك بالطعام “بالعجل الحنيذ” الّذي قدمه إليهم، وكأن أيديهم غير حقيقية (كالشبح)، علم على الفور أنهم ليسوا ببشر حتى ولو كانوا على هيئة البشر، ولذلك “نَڪِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡہُمۡ خِيفَةً” في آية (70).
سُوۡرَةُ مَریَم
وَٱذۡكُرۡ فِى ٱلۡكِتَـٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانًا شَرۡقِيًّا (١٦) فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابًا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧) قَالَتۡ إِنِّىٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (١٨) قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۟ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَـٰمًا زَڪِيًّا (١٩).
نجد في آية (17) كيف أن جبريل روح الله ورسوله تمثَل لمريم “بشرًا سويًا”. ونجد في آية (18) كيف خافت مريم عليها السلام منه عندما رأته، لقولها له: “إِنِّىٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا”، وهذا أكبر دليل على أنَّ جبريل عليه السلام لم يكن بشرًا حقيقيًا حتى لو تمثل على شكل بشر
إذا كان الملآئكة يستطيعون أن يتحولوا إلى بشر ولا يستطيعون أن يتجسدوا في البشر بسبب قوة خلقهم، فكيف إذًا تجسد الله والروح القُدس جبريل في المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام؟ ولقد أخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز أن الملائكة عندما تمثلوا بشكل بشر لم يستطيعوا الأكل والشرب، وهم ليسوا بحاجة إلى الأكل والشرب لأنهم ليسوا مخلوقات بشرية، فما هي حاجة المسيح إذًا للأكل والشرب والنوم إذا كان الله قد تجسد فيه بزعم العقيدة المسيحية الباطلة؟ ألم يكن الله يستطيع أن يُغنيه بقوته عن الأكل والشرب والنوم تأكيدًا منه على ألوهِيَّتِهِ وظهوره وتجسده فيه؟ من أجل ذلك أعطانا تعالى مثل الملائكة في آية (69) و(70) من سورة هود الّتي ذكرتها لكم سابقًا:
سُوۡرَةُ هُود
وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَاهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَـٰمًا قَالَ سَلَـٰمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَہُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَڪِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡہُمۡ خِيفَةً قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٍ (٧٠).
وإذا كنا نحن كمخلوقات بشرية لا نستطيع أن نرى الملائكة بسبب قوتهم -وهم في النهاية مخلوقات وليسوا بآلهة- إلاّ إذا تمثلوا لنا على شكل بشر، فكيف نستطيع إذًا أن نرى الله الإلآه الخالق؟ هل تمثَّل لنا أيضًا بشكل بشر كالملائكة؟ بمعنىً أصحّْ، هل قدرة الخالق تُحَدّْ كقدرة المخلوق؟ وإذا كنا نحن كبشر لا نستطيع أن نعرج أي نرقى أي نصعد في السماء ولا أن نتمثّل بأي شكل أو صورة مثل الملآئكة بسبب طبيعة ومحدودية وضعف وطبيعة خلقنا، فكيف استطاع الرسول محمد أن يعرج في السماء؟ هل هو مخلوق بشري خارق دونًا عن سائر البشر ومختلف عنهم؟ ومن أين أتت قصة المعراج الكاذبة؟
- آيات من سورة الإسراء تنفي وتدمر المعراج:
هناك آيات من سورة الإسراء تنفي وتدمر المعراج. هذه الآيات هي التالية:
سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلاً (٨٥) وَلَٮِٕن شِئۡنَا لَنَذۡهَبَنَّ بِٱلَّذِىٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِۦ عَلَيۡنَا وَڪِيلاً (٨٦) إِلَّا رَحۡمَةً مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُ كَانَ عَلَيۡكَ ڪَبِيرًا (٨٧) قُل لَّٮِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُہُمۡ لِبَعۡضٍ ظَهِيرًا (٨٨) وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا ڪُفُورًا (٨٩) وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا (٩٠) أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَـٰرَ خِلَـٰلَهَا تَفۡجِيرًا (٩١) أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِىَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓٮِٕڪَةِ قَبِيلاً (٩٢) أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٌ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَـٰبًا نَّقۡرَؤُهُ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّى هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولاً (٩٣) وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً (٩٤) قُل لَّوۡ كَانَ فِى ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰٓٮِٕڪَةٌ يَمۡشُونَ مُطۡمَٮِٕنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَڪًا رَّسُولاً (٩٥).
إنَّ تلك الآيات البيِّنات من آية (88) إلى (93) في سورة الإسراء تنفي نفيًا تامًا أي معجزة أعطاها الله عز وجل لِرسولِهِ الأمين محمد، إلاّ معجزة القرءان. وإنَّ آية (93) تنفي أيضًا نفيًا قاطعًا أنَّ الرسول محمد عرج أو بِالأحرى صعد في السماء بِجسدِهِ. لقد طلب أكثر الناس الّذين كفروا من محمد أن يأتي لهم بِمُعجزات كثيرة ومنها أن يَرْقَىَ في السماء، أي أن يعرج في السماء، لقولهم له في آية (93): “أَوۡ تَرۡقَىٰ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَـٰبًا نَّقۡرَؤُهُ”، لكنَّ الرسول صلوات الله عليه بِماذا أجابهُم؟ أجابَهُم بوحي من الله تعالى بقوله لَهُ “قُلْ سُبْحَانَ رَبِّىِ هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً”. في تلك الآية لم يجبهم فقط بِأنَّهُ رسول فحسب ولكنَّهُ أجابَهُم أوَّلاً بِأنَّهُ “بَشَرًا” وثانِيًَا بِأنَّهُ “رسولاً” لِكَي يَنْفي لهُمْ نفيًا تامًّا استطاعته “الرُقي” في السماء، أي لكي ينفي لهم “المعراج” أي “الصعود” في السماء، فهو أوَّلاً “بَشَرًا” ليس إلاَّ ولا يستطيع أن يعرج أو يَرقَىَ في السماء بِجَسَدِهِ. وثانيًا هو “رسولاً” ليس إلاَّ، والقرءان هو أعظم وأفضل وأحسن وأقوى آية أرسلها الله عز وجل عليه وحيًا له وللناس أجمعين، وما على الرسول إلاَّ البلاغ المبين أي تبليغ علم القرءان العظيم.
أريد أن أزيد ملاحظة بالنسبة لآية (93): إنَّ جواب الرَّسول محمد أنه لا يستطيع العُروج لِأنَّه “بَشَرًا”، كان بسبب طلب الكُفّار منه أن يَعْرُج في السماء، لقولهم له: “أو ترقى في السماء”. أمّا جواب الرَّسول أنَّهُ “رَسولاً” أي أنّ الله أرسله فقط كحامل لرسالة القرءان لا أكثر ولا أقل، كان بسبب طلب الكُفّار منه أن يُنَزِّلَ عليهم كتابًا من السماء عندما قالوا له “ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابًا نقرأه”. من أجل ذلك قال تعالى لنا في الآية التالية (آية 94): “وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً”، وأكمل بقوله في آية (95): “قُل لَّوۡ كَانَ فِى ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰٓٮِٕڪَةٌ يَمۡشُونَ مُطۡمَٮِٕنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَڪًا رَّسُولاً”، تأكيدًا منه على استحالة رُقي أو معراج الرسول محمد في السماء لأنه مخلوق خلقه تعالى كي يعيش في هذه الأرض لا في السماء. إذًا فإنَّ كل مخلوق يعيش في هذه الأرض وإن كان ملكًا وإن كان يعيش مُطمئنًا في هذه الأرض، فسوف يُنزل الله عليه من السماء ملكًا رسولاً لكي يوحي إليهم بكتابه، بدلاً من أن يبعث برسول منهم من الأرض ويجعله يرقى أو يعرج في السماء لكي يُنزل من السماء على تلك المخلوقات الأرضية (الملآئكة!!!) كتابًا يقرؤنه.
أما بالنسبة لطلب الكفار من محمد أن يأتيهم بمعجزات مختلفة بقولهم له (90)، (91)، (92) و(93): “وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا (٩٠) أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَـٰرَ خِلَـٰلَهَا تَفۡجِيرًا (٩١) أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِىَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓٮِٕڪَةِ قَبِيلاً (٩٢) أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٌ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَـٰبًا نَّقۡرَؤُهُ… (٩٣)”، فإنَّ جميع تلك الآيات البينات تنفي نفيًا قاطعًا أية معجزة فعلية قام بها الرسول محمد عليه السلام، لذلك كان جوابه للكفار وقوله لهم بأمر ووحي من الله تعالى في آية (93): “قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّى هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولاً”. وإنَّ جميع تلك الآيات تنفي جميع المُعجزات الّتي نُسِبَت إلى الرسول محمد الّتي ذُكِرَتْ في كتب الأحاديث والسنة والسيرة النبوية الكاذبة، والّتي محمد بريءٌ منها.
هل وجود آية تنفي المعراج وردت بالذات في سورة الإسراء هو مصادفة؟ لا أظن ذلك. بما أن آية (93) الّتي وردت في سورة الإسراء تنفي وتدمر المعراج، فإني أستطيع أن أقول لكم أن سورة الإسراء بذاتها تنفي وتدمر المعراج.
لقد ذكر الله تعالى لنا قصص كثيرة ومُفصَّلة للأنبياء والُّرُسُل في القرءان الكريم، فأين ذِكْره تعالى لقصة الإسراء والمعراج؟ ولو كانت هذه القصة هي فعلاً حقيقة وليست أسطورة، فلماذا لم يذكرها الله تعالى لنا في القرءان، عِلمًا بأنها لو حصلت فعلاً لكانت من أهم وأقوى المُعجِزات ولكانت دليلنا الواضح والمؤكد للصلوات الخمس؟
هل من المهم أن يعرج الرسول محمد في السماء بجسده أو أن تكون له معجزات خارقة حتى نؤمن به كرسول مُرسَل من عند الله؟ ألا تكفي رسالة “القرءان العظيم” التّي هي أكبر وأعظم وأصدق “آية” أُنْزِلَتْ بوحي من الله تعالى، لكي نؤمن بمحمد أنه رسول حامل لرسالة الله؟
- ألا يكفينا هذا القرءان العظيم كآية لنا للإيمان بالله ورسوله؟
إذا عدنا لآية (88) و(89) في سورة الإسراء وقرأناهما بتدبر:
سُوۡرَةُ الإسرَاء
قُل لَّٮِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُہُمۡ لِبَعۡضٍ ظَهِيرًا (٨٨) وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا ڪُفُورًا (٨٩).
نجد بأن القرءان هو أكبر آية (أي دليل وإثبات) وأحسن القول وأفضل العلم وأكمل الأمثال. فهو الرحمة والهدى والنور والبصائِرْ والفرقان، وهو الّذي يُخْرِجُنا من الظلماتِ إلى النور ويهدينا إلى الطريق المستقيم طريق الجنة. إنَّ الإنسان ليس بحاجة لأن يرى أية معجزة مادِّيَة أو فعلية فعلها الرسول لكي يؤمن به أنه رسول حامل لكتاب الله، لأن القرءان هو كافٍ للعبد لكي يؤمن به أنه كتاب من عند الله تعالى. ولكي نستطيع أن نفهم هذا، وضع الله تعالى لنا آيات سورة الإسراء من آية (85) إلى آية (94) بهذا السياق وهذا الأسلوب المنطقي في التسلسل:
سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلاً (٨٥) وَلَٮِٕن شِئۡنَا لَنَذۡهَبَنَّ بِٱلَّذِىٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِۦ عَلَيۡنَا وَڪِيلاً (٨٦) إِلَّا رَحۡمَةً مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُ كَانَ عَلَيۡكَ ڪَبِيرًا (٨٧) قُل لَّٮِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُہُمۡ لِبَعۡضٍ ظَهِيرًا (٨٨) وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا ڪُفُورًا (٨٩) وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا (٩٠) أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَـٰرَ خِلَـٰلَهَا تَفۡجِيرًا (٩١) أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِىَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓٮِٕڪَةِ قَبِيلاً (٩٢) أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٌ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَـٰبًا نَّقۡرَؤُهُ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّى هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولاً (٩٣) وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً (٩٤) قُل لَّوۡ كَانَ فِى ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰٓٮِٕڪَةٌ يَمۡشُونَ مُطۡمَٮِٕنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَڪًا رَّسُولاً (٩٥).
وإنَّ هذا السياق وهذا الأسلوب المنطقي في تسلسل تلك الآيات، هو أولاً بهدف أن يعلمنا الله عز وجل أنَّ القرءان هو وحي من عنده أوحاه لنبيه محمد. وثانيًا بهدف أن يُبيِّن لنا أنَّ هذا القرءان يحتوي على جميع العلوم والأمثال والعبر، ولذلك لا الإنس ولا الجن يستطيعون أن يصلوا إلى ذَرَّةْ من عظمة العلم الإلاهي ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، مهما كانت قوتهم وعلمهم. فما حاجتنا بعد لمعجزات للرسول، أفلا يكفينا هذا القرءان العظيم كآيةً لنا ودليل على أنه كتاب من صنع الله وليس من صنع البشر، كما أخبرنا الله عز وجل في سورة الزمر والعنكبوت؟
سُوۡرَةُ الزُّمَر
أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنۡ هَادٍ (٣٦).
“أليس الله بكافٍ عبده”: يعني، أليس ما أنزل الله عز وجل من وحي هو بكافٍ للعبد حتى يؤمن به؟ أي أليس القرءان هو بكافٍ للعبد لكي يؤمن بالله وبكتابه؟
سُوۡرَةُ العَنکبوت
وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَـٰتٌ مِّن رَّبِّهِۦۖ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأَيَـٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۟ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (٥٠) أَوَلَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡڪِتَـٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَرَحۡمَةً وَذِڪۡرَىٰ لِقَوۡمٍ يُؤۡمِنُونَ (٥١).
والآن إقرأوا تلك الآيات العظيمة:
سُوۡرَةُ الرّعد
وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَہۡدِىٓ إِلَيۡهِ مَنۡ أَنَابَ (٢٧) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَٮِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِڪۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَٮِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ (٢٨).
“وَتَطۡمَٮِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِڪۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَٮِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ” = “وَتَطۡمَٮِٕنُّ قُلُوبُهُم بكتاب ٱللَّهِۗ أَلَا بكتاب ٱللَّهِ تَطۡمَٮِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ” = “وَتَطۡمَٮِٕنُّ قُلُوبُهُم بالقرءان أَلَا بالقرءان تَطۡمَٮِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ”.
سُوۡرَةُ الجنّ
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قُلۡ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبًا (١) يَہۡدِىٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدًا (٢).
لقد قال الجن (الّذين هم من فئة الناس ذوي القوة والعقل. وهم في هذه السورة تحديدًا رجال كانوا يؤمنون بالمسيح ويظنون أنَّ الله تجسد فيه) في آية (1): “إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبًا”، لأنَّ القرءان يحتوي على علوم عظيمة، وعلى منطق عالٍ رفيع الدرجة، وعلى جميع العبر والأمثال والحِكم، ولذلك فهو “يَہۡدِىٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ”، أي إلى العقل والمنطق الأعلى، لأنَّ المنطق والعلم العظيم الموجود في كل آية من آيات القرءان يُظهر الحق ويمحو الباطل ويهدي الإنسان إلى طريق العلم والمعرفة وبالتالي إلى طريق النور، مما يؤدي به إلى دخول الجنة في الآخرة.
سُوۡرَةُ الکهف
قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۟ بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلاً صَـٰلِحًا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦۤ أَحَدَۢا (١١٠).
هذه الآية الكريمة تؤكد لنا أن الرسول محمد عليه السلام هو بشر مثلنا وليس إنسانًا خارقًا، ولا يستطيع أن يأتي بعِلْمْ القرءان العظيم من نفسِهِ، لأنه بشرٌ مخلوقٌ في هذه الأرض وليس إلاهًا. هذه الآية تؤكد لنا أيضًا أن ما جاء به الرسول محمد عليه السلام من آيات في القرءان عن عبادة الله الواحد هو وحيٌ من عند الله وليس من نفسِهِ. وتؤكد لنا أيضًا مهمة الرسول محمد عليه السلام الّتي جاء بها والّتي أرسله الله عز وجل من أجلها: ألا وهي دعوة الناس إلى لقاءِ الله بخيارهم وبكامل إرادتهم. أي دعوتهم إلى الجنة بالعمل الصالح وبعدم الإشراك بعبادته أحدًا، أي عدم الإشراك بكتاب الله أي بالقرءان أحدًا (أي كُتُب أخرى).
- إنَّ الله قادر على كل شيء، ألا يستطيع أن يجعل محمدًا يعرج في السماء؟ أو أن يتجسد في المسيح؟
هذان السؤالان طرحهما كثير من الناس. وأنا أريد أن أعطيهم الجواب من بعد أن بيَّنت لهم بواسطة آيات القرءان العظيم أنَّ قصة الإسراء والمعراج وتجسد الله في المسيح ليستا إلاَّ أسطورتين. صحيح أن الله تعالى قادر على كل شيء وقادر على أن يجعل محمدًا يعرج بجسدِهِ في السماء إذا أراد ذلك، أو أن يتجسد في المسيح. ولكنه لو فعل ذلك فهو حاشاهُ يكون أولاً يُخالِفُ ويُناقِض نفسه وألوهيته، وثانيًا يكون يُخالف ويُناقض عِلْمه الّذي بِهِ خلق السماوات والأرض والبشر والملائكة والروح والكون بأسرِهِ. لقد خلق الله سُبحانه وتعالى كل شيء بقدر وبسبب وبعلم وبطبيعة خاصة تتناسب مع كل مخلوق. فإذا جعل الله تعالى محمدًا يعرج في السماء بجسده فسوف تكون النهاية لمحمد ويكون مصيره الموت الحتميّْ لا محالة. ولو تجسد الله في جسد المسيح عيسى ابن مريم لجعله دكًا كالجبل بل أكثر منه، لدمَّرهُ تدميرًا قبل أن يقترب منه ليتجسد فيه. وإذا أراد الله عز وجل أن يجعل محمدًا يعرج في السماء من دون أن يمسسه أي ضرر، أو أراد أن يتجسد في المسيح من دون أن يُدمره، فهذا يعني أن الله تعالى حاشاهُ يكون قبل أي شيء يُخالِفُ نفسه وألوهيته، ويكون يُخالف أيضًا علم خلقِهِ للطبيعة البشرية، وعلم خلقِهِ للسماوات والأرض وما فيهما، وعلم خلقِهِ للحياة، وعِلْمْ خَلْقِهِ للموت، وعِلْمْ خلقِهِ للملائكة، بل أكثر من ذلك يكون حاشاهُ يُخالِفُ ويُناقِضْ جميع عُلومِهِ أي آياتِهِ الّتي وضعها لنا وأخبرنا عنها في القرءان ظاهرًا وباطنًا، وبالتالي يُصبِح هذا القرءان والكون والخلق بأكمله فيهِ عِوَجْ ونقص، وبالتّالي لا يصبح الله الإله، إلاهاً، ويصبح علمه في كل أمر ناقصًا ومتناقضًا، وحاشى لله سبحانه أن يكون علمه ناقصًا أو متناقضًا، وهو الّذي أخبرنا في كثير من السُور في كتابه العزيز كيف خلق السماوات والأرض بالميزان أي بالعدل، وبقدر وبتناسق وانتظام. سوف أذكر بعضًا منها:
سُوۡرَةُ الزُّمَر
وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا غَيۡرَ ذِى عِوَجٍ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ (٢٨).
سُوۡرَةُ الرَّحمٰن
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
ٱلرَّحۡمَـٰنُ (١) عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ (٢) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ (٣) عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ (٤) ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانٍ (٥) وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ يَسۡجُدَانِ (٦) وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِيزَانَ (٧) أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِى ٱلۡمِيزَانِ (٨) وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ (٩) وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ (١٠) فِيہَا فَـٰكِهَةٌ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ (١١) وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّيۡحَانُ (١٢) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٣) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن صَلۡصَـٰلٍ كَٱلۡفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (١٥) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٦) رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَيۡنِ (١٧) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٨) مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ يَلۡتَقِيَانِ (١٩) بَيۡنَہُمَا بَرۡزَخٌ لَّا يَبۡغِيَانِ (٢٠) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢١) يَخۡرُجُ مِنۡہُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ (٢٢) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٣) وَلَهُ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡمُنشَـَٔاتُ فِى ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ (٢٤) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٥).
سُوۡرَةُ القَمَر
إِنَّا كُلَّ شَىۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَرٍ (٤٩).
سُوۡرَةُ الفُرقان
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
تَبَارَكَ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَـٰلَمِينَ نَذِيرًا (١) ٱلَّذِى لَهُ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدًا وَلَمۡ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ ڪُلَّ شَىۡءٍ فَقَدَّرَهُ تَقۡدِيرًا (٢).
سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَلَٮِٕن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ (٩) ٱلَّذِى جَعَلَ لَڪُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدًا وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيہَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ (١٠) وَٱلَّذِى نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٍ فَأَنشَرۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةً مَّيۡتًا كَذَالِكَ تُخۡرَجُونَ (١١).
سُوۡرَةُ الحِجر
وَلَقَدۡ جَعَلۡنَا فِى ٱلسَّمَآءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّـٰهَا لِلنَّـٰظِرِينَ (١٦) وَحَفِظۡنَـٰهَا مِن كُلِّ شَيۡطَـٰنٍ رَّجِيمٍ (١٧) إِلَّا مَنِ ٱسۡتَرَقَ ٱلسَّمۡعَ فَأَتۡبَعَهُ شِہَابٌ مُّبِينٌ (١٨) وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيہَا مِن كُلِّ شَىۡءٍ مَّوۡزُونٍ (١٩) وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيہَا مَعَـٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُ بِرَازِقِينَ (٢٠) وَإِن مِّن شَىۡءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآٮِٕنهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعۡلُومٍ (٢١) وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَـٰحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَسۡقَيۡنَـٰكُمُوهُ وَمَآ أَنتُمۡ لَهُ بِخَـٰزِنِينَ (٢٢) وَإِنَّا لَنَحۡنُ نُحۡىِۦ وَنُمِيتُ وَنَحۡنُ ٱلۡوَارِثُونَ (٢٣) وَلَقَدۡ عَلِمۡنَا ٱلۡمُسۡتَقۡدِمِينَ مِنكُمۡ وَلَقَدۡ عَلِمۡنَا ٱلۡمُسۡتَـٔۡخِرِينَ (٢٤) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحۡشُرُهُمۡۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٢٥) وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن صَلۡصَـٰلٍ مِّنۡ حَمَإٍ۬ مَّسۡنُونٍ (٢٦) وَٱلۡجَآنَّ خَلَقۡنَـٰهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ (٢٧).
سُوۡرَةُ الشّوریٰ
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآىِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَڪِيمٌ (٥١).
- مجموع الأدلة الّذي يُثبت أنَّ قصة الإسراء والمعراج هي أكذوبة كبيرة وأسطورة:
أريد الآن أن أذكر لكم باختصار جميع الأدلة الّتي ذكرت لكم في الأجزاء الثلاثة والّتي تنفي قصة الإسراء والمعراج وتؤكد على أنها أكذوبة كبيرة وأسطورة، والّتي تدل على كذب وإفتراء كتب الأحاديث والسيرة على الله جلّ في علاه وعلى رسوله الأمين محمد صلوات الله عليه:
أولاً: لم يذكر الله تعالى لنا أي شيء عن معجزة المعراج في القرءان وهي إذا أخذنا بها تكون من أكبر المعجزات، ولا يوجد في القرءان كلمة معراج واحدة. لكن يوجد فقط سورة الإسراء وليس سورة الإسراء والمعراج.
ثانيًا: الملائكة هم فقط الّذين يعرجون في السماء، نرى ذلك في سورة المعارج الّتي تختص فقط بالملائكة.
ثالثًا: آيات كثيرة من سورة الإسراء نفسها تدمر وتنفي المعراج:
آية (1) و(2) تنفي المعراج.
آية (60) تنفي بأن الرسول رأى جهنم رؤيا العين وشَهِدَ كيفية عذاب الناس فيها لأن رؤيا الجنة وجهنم رآها في القرءان.
آية (93) تنقي نفيًا قاطعًا صعود محمد في السماء لأن محمدًا ليس إلاّ بشرًا رسولاً، ولا يستطيع بعلم الله وطبيعة خلقه الّذي خلقه الله عز وجل بها أن يصعد بجسده في السماء.
رابعًا: إذا كانت الصلاة أتت من المعراج فهذا يعني أن جميع الأنبياء والرسل السابقين قد عرجوا أيضًا في السماوات السبع وأمرهم الله ب 50 صلواة، ثم بعد المشاورة مع رسول ما يجلس في سماء ما، خُفِّضت عدد الصلوات من 50 إلى 5 صلوات فرض، لأن الله تعالى لا يُفرق بين أنبيائه ورسله، فلا يعطي أو يأمر كل أمة بصلاة مختلفة عن الأمة الأخرى.
خامسًا: الأنبياء والرسل ميتون ومدفونون في التراب وأصبحوا عظامًا ورُفاتًا، وليسوا أحياءً يجلس كل واحد منهم في سماء مختلفة.
سادسًا: المسجد الأقصى لم يكن موجودًا في زمن محمد، فكيف صلى محمد عليه السلام بالأنبياء إمامًا في باحة المسجد، على الرغم من أنَّ الرسول محمد لم يكن قد تعلم الصلواة بعد لأنه لم يعرج بعد، وعلى الرغم من أنَّ الأنبياء أموات؟ ومتى تعلم محمد الصلواة وتعلم أن يُصلي إمامًا بالناس أي يإم في الناس؟ هل تعلم هذا قبل المعراج أم بعد المعراج؟ وإذا كان يوجد مساجد قبل معراج الرسول في السماء، وكان الرسول يعلم مُسبقًا الصلواة ويعلم كيف يُصلي في الناس إمامًا بدليل أنه صلّى بالأنبياء إمامًا في باحة المسجد، فلماذا يفرض الله تعالى عليه من الأساس الخمسين صلواة في رحلة المعراج؟ وما حاجة الرسول أصلاً إلى المعراج؟
سابعًا: لا توجد جنة وجهنم بعد، لأن الجنة وجهنم كما أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم سوف يخلقهما في الآخرة بعد فناء السماوات السبع والأرض. فكيف إذًا رأى محمد عليه السلام الجنة وجهنم في رحلة المعراج الكاذبة وشهد كيفية عذاب الناس في جهنم؟
ثامنًا: آيات سورة النجم تنفي وتدمر المعراج.
تاسعًا: هل خلق الله محمدًا عليه السلام بطريقة مختلقة عن باقي البشر، لذلك يستطيع أن يعرج في السماء دونًا عن سائر البشر؟
عاشرًا: هل يسمح الله تعالى لمحمد أن يراه ويدنو منه ولم يسمح لباقي الأنبياء والرسل وجميع البشر بذلك؟ هذا ليس عدلاً. وهل يستطيع محمد أن يرى الله أو أن يدنو منه الله وهو الّذي جعل الجبل دكًا في آية (143) من سورة الأعراف، وبعد ما بينه لنا في آية (51) من سورة الشورى؟
بعد كل ما ذكرت لكم في هذه الأجزاء الثلاثة، نجد من خلال جميع آيات القرءان الّتي ذكرتها لكم فيها أن قصة الإسراء والمعراج ليست إلاّ أسطورة خيالية كاذبة لم تحدث مع الرسول محمد صلوات الله عليه.
- في الختام
يقولون بِأنَّ سورة النجم هي المعراج، وأنا أقول بِأنَّ آيات سورة النجم مُتَشابِهة مع آيات سورة الإسراء، وأنَّ ليلة الإسراء هي ليلة القدر، وأنَّ كلمة معراج لم تُذكر في آيات سورة النجم ولا في كل آيات القرءان الكريم. وإذا كان هناك معراجًا كما يزعُمون، فلِماذا لم يذكرَه الله تعالى كما ذكر الإسراء في القرءان العظيم؟ ولِماذا لم يُسَمِّ الله سورة الإسراء بِسورة الإسراء والمِعراج، أو يُسمي سورة النجم بِسورة المِعراج؟ لِماذا لم يذكر الله لنا هذه المعجزة الخارقة، الّتي لو كانت فعلاً قد حدثت فهي ستكون من أكبر المعجزات؟ ولماذا لم يذكر تعالى لنا قصة الإسراء وتفاصيلها الكاذبة الّتي أتت بها كتب الأحاديث والسيرة؟
نرى من خلال آيات القرءان العظيم أن سورتَيّ الإسراء والنجم تنفيان نفيًا قاطعًا قصة الإسراء والمعراج الخيالية ووَحْيُ السُّنَّة المزعوم، لِأنَّ الّذي لا ينطق عن الهوى هو فقط القرءان العظيم، والنجم هو وَحي القرءان. وبِما أنَّ الصلوات الخمس أتت مِن قِصَّة المعراج الخيالية، وقصة المعراج أتت من وحي السنة المزعوم، ووحي السنة هو أكبر أكذوبة صُنِعَتْ في تاريخ البشرية، أتى من خلال وحي بشر (أقاويل وأحاديث وأكاذيب) تداولوه عبر الزمن حتى يومنا هذا، إذًا تصبح الصلوات الخمس هي أيضًا أكبر أكذوبة تاريخية.
أعود وأكرر للمرة الألف، أينَ المعراج ووَحْيُ السُّنَّة في القرءان الكريم؟ وأين الصَّلوات الخمس؟ لِماذا فصَّلَ الله تعالى لنا كل شيء ولم يذكُر لنا الصلوات الخمس مع تفاصيلها وعدد ركعاتها وطريقة إقامتها؟ لِماذا فصَّل الله لنا كيفية الإغتسال في آية (6) من سورة المائِدة، ولم يُفصِّل لنا كيفية الصلوات الخمس، علِمًا بِأنّها كما يقول علماء الدين، هي عماد الدين وهي الرّكن الأساسي في الدين الإسلامي، وتارِكُها يدخل جهنَّم.
أنتم رُبَّما تتساءلون، هل هناك صلواة؟ وأنا أٌجيب، أجل بالتأكيد هناك صلواة، لأن أكثر الآيات القرءانية تتكلم عن الصلواة وإقامتَها. ولكنَّ السؤال هنا، ما هي الصلاة الحقيقية الّتي ذكرها الله تعالى لنا في القرءان الكريم والّتي فَرَضَها علينا وأمر جميع الأنبياء والرُسُل وجميع الناس بِإقامَتِها؟
سوف أبين لكم وأثبت لكم حقيقة الصلواة والغُسْلْ، السجود والركوع، القبلة والمسجد الحرام، وفقط من آيات الذكر الحكيم، في مقالات ومواضيع قادمة إن شاء الله.
والسلام عليكم
23 Apr 17, 2016
المصدر
حقيقة الاسلام من القرءان