من الجولان المحتل
الحمة السورية القديمة (قبل الاحتلال)
من الحكايا السورية الجميلة , تلك التي كانت عن قرية الحمة السورية التي تقع على المثلث الحدودي بين فلسطين المحتلة والأردن
.
الحمة السورية والينابيع الساخنة الموجودة فيها هي وجهة علاجية منذ أكثر من ٢٠٠٠ عام، ومكان يزوره عشرات الآلاف من السياح. وتقع هذه الحمامات في الجزء الجنوبي من الجولان وعلى بعد مسافة قصيرة من بحيرة طبريا. وتضخ هذه الحمة ٦٠٠ متر مكعب من المياه في الساعة، ويتراوح معدل درجة حرارة المياه فيها بين ال٤١ وال٤٢ درجة مئوية.
كان الناس يقصدون هذه القرية لما تتميز به من
• طبيعة ساحرة بدفء أجوائها بسبب انخفاضها عن مستوى سطح البحر
• والخضار الذي يغطيها من شجيرات الموز وأشجار البرتقال واليوسفي وغيرها من الحمضيات
• وأيضا نهر الرقاد الذي يمر فيها وهو أحد فروع نهر الأردن ,
• والأهم من ذلك تلك الينابيع الكبريتية الساخنة التي فيها شفاء لكثير من الأمراض وخاصة الأمراض الجلدية والمفاصل والأعصاب ,
.
كما ان في زيارة الحمة متعة كبيرة سواء كانت بالباص أو بالقطار البخاري آنذاك , أما في الباص فكانت المتعة أن يشاهد المسافر بقايا الثلوج بالقرب من مدينة القنيطرة الباردة ثم يصل الى تلك المنطقة المنخفضة الدافئة وأجمل مافي الطريق كان مشاهدة بحيرة طبريا الزرقاء من الأعلى في بعض مراحل السفر
.
أما في القطار البخاري الذي كان يشهق ويزفر فالمتعة أجمل حيث كان ينطلق من محطة الحجاز بدمشق ويسير على سكة الخط الحجازي التي كانت تصل دمشق بمدينة القدس ثم الى المدينة المنورة بأرض الحجاز
.
كانت المناطق التي يمر بها القطار جميلة ومتعة للناظرين ويصل القطار الى مشارف الحمة من علو لينحدر بسكة حلزونية ترى فيها مقدمة القطار وآخر عربة فيه وهو يدور ببطء ليصل الى محطة هذه القرية المنخفضة مايقارب 160 متر عن مستوى البحر وهي آخر محطة
.
والسكة الحديدية كانت ماتزال ممتدة الى فلسطين المحتلة وقد علاها الصدأ ونمت عليها الأعشاب
.
واهم مايشعر به الزائر عند الوصول رائحة الأبخرة الكبريتية المنبعثة من ينابيعها الساخنة .
• أهم هذه الينابيع وأكثرها حرارة كان “نبع المقلى” ولا يمكن البقاء في مياهه إلا لدقائق معدودة
• أما أكثرها اعتدالا فكان “نبع البلسم ” وكانت مياهه غزيرة وهو المفضل للزائرين ,
• أما “نبع الريح ” فحرارة مياهه متوسطة بين النبعين ويرتاده المرضى أكثر من غيره ,
.
أقيمت على الينابيع أحواض سباحة وتتدفق المياه منها لتخرج الى برك تشبه بحيرات صغيرة ملونة بزرقة تميل الى الإخضرار في نهاية سير الماء
, لقد كانت الينابيع وأحواض السباحة مفتوحة مجانا للجميع ومن الزائرين كان ليوم واحد أما قاصدي العلاج أو الإستجمام فقد كانت غرف للإيجار وأيضا أقسام تشبه الشاليهات تصل مياه الينابيع إلى حماماتها ,
.استشهدت الحمة السورية في الخامس من حزيران 1967 وانقطعت طرقاتها عنا وتوقف القطار الذي كان يشهق فيها
.
ومع انتهاء قصة الحمة السورية وغيابها عن الذاكرة تستمر قصة عريقة أخرى عن تاريخ هذه القرية وما تحويه من آثار وحمامات قديمة توضح أخبارها وأسرار الشفاء في مائها
Beta feature
اترك تعليقاً