المخيمات الكشفية التخطيط قبل واثناء وبعد…

تعتبر الطبيعة و الخلاء الوسط و المجال الأنسب و الخصب لممارسة الأنشطة الكشفية و هي ضرورية لذلك كضرورة توفر الماء للسمكة و بدونه لا يمكن عيشها و لهذا نجد أن مؤسس الحركة الكشفية اللورد روبرت ستفنس سميث بادن باول اعتمد على هذا العنصر في تأسيسه للحركة الكشفية فكانت بدايتها عالميا بمخيم كشفي على الطبيعة الساحرة بجزيرة برونسي عام 1907 ببريطانيا . و يقول بادن باول ” سالت مرة قائدا لكشافة في مدينة كبيرة كيف يقوم برحلاته الخلوية ؟ أيقوم بها في منتزه عام أم في الريف ؟ فأجاب انه لم يقم برحلات خلوية مطلقا ذلك لان فتيانه كانوا يفضلون على الرحلات الخلوية الحضور مساء السبت إلى ناديهم . و إن لهم العذر في تفضيل ذلك لأنهم تعودوا العمل داخل الجدران يدل العمل في الخلاء ” و إذا بحثنا في حياة العرب قديما فنجده يعتمدون على حياة الخلاء فيبعثون بأولادهم للبوادي و هم صغار بغية العيش في الطبيعة و الأرياف بغية اكتساب و تعلم اللسان العربي الفصيح و تعلم اقتفاء الأثر و الاعتماد على النفس … الخ.

مخيم آخر الأسبوع :- و الهدف المرجو منه مراجعة ما تم التدريب عليه في ذلك الشهر تطبيقيا و يكون في أخر أسبوع في الشهر في يوم العطلة.

مخيم فصلي : و الغاية المرجوة منه هو مراجعة ما تم أخذه من المنهاج و البرنامج لمدة اشهر و غالبا ما ينفذ في مدة ثلاثة أيام.

مخيم صيفي : يختار توقيته في العطلة الصيفية و هو تتويج لنشاط الموسم الكشفي و مدته من 12 إلى 15 يوما في الغالب.

1- فرصة لدراسة الكشافين: فهناك عدة مشاكل و سلوكات و قدرات في الكشافين لا يمكن اكتشافها إلا في المخيم حيث أن الكشافين أمام مراقبة القائد لهم في جل أوقاتهم و لا يمكن أن تخفى عليه و يستحال ألا يلاحظها فلهذا تكون فرصة للقائد كي يبقي على السلوكات و الميزات الصالحة و الحسنة و ينميها و ينزع كل ما هو مشين و سيء و يستأصله و يعوضه بالخير و المحبة.

2- دعم إيمان الكشاف بوطنه: و ذلك بواسطة التخييم حيث نستطيع غرس قيم المواطنة حيث يتعرف على أرجاء الوطن و يستكشفون و يطلعون على الآثار و الأمجاد و البطولات و التأريخ و العادات و التقاليد و ألاماكن التاريخية .

3- دعم إيمان الفتى بنفسه : فالمخيم يعمل على تعزيز روح الجماعة و يقضي على الأنانية التي يمتاز بها الفتى و يتعلم النظام و الاعتماد على النفس و تحمل المسؤولية من خلال الأنشطة و المنافسات و مواجهة المواقف و الصعاب التي تتطلب تعاون من طرف الجميع.

و حتى يكون القائد ناجحا في مخيمه محققا للأهداف المسطرة فلا بد أن يكون له إلماما كافي بكل ما يتعلق بفنون التخييم و كيفية التخطيط السليم له و لا بد من تدريب كشافيه على هاته الفنون كإقامة المواقد و إضرام النيران و ترتيب الثياب و نصب الخيام و عقد العقد … الخ و إلا فهو يسير بكشافيه للهاوية و إلى ما لا تحمد عقباه.

إن المخيم يمر بثلاث مراحل و هي : ما قبل المخيم – أثناء المخيم – ما بعد المخيم.

في هذه المرحلة تكون الترتيبات الآتية:

– يقوم قائد الفرقة و مساعديه و العرفاء < مجلس الشرف > باقتراح إقامة المخيم و يقوم الكل بإعلام أفراد الفرقة و ترغيبهم و حثهم على المشاركة فيه و عمل كل ما في وسعهم لإنجاحه.

– تحديد الهدف من المخيم: فهل هو مخيم ترفيهي أو تدريبي أو استكشافي أو لإنجاز مشروع أو يشمل الجميع… الخ.

– تحديد المكان و يفضل أن يكون خارج العمران و قريب من الموارد المائية و قريب نسبيا من الطريق و يتوفر على الظل و الحطب و يفضل أن يكون في مكان مرتفع و تأكد دائما بأنك تستطيع أن تلجأ إلى الجهات المعاونة عند اللزوم < اقرب مستشفى – اقرب طبيب – اقرب مركز شرطة – اقرب مأوى… الخ. >

– إعداد البرنامج التربوي : و يجب أن يكون البرنامج ثريا يحقق الهدف المسطر للمخيم و يمتاز بالتنوع و الشمولية.

– إعداد برنامج التغذية : يجب أن تكون الوجبات صحية و ذات تركيبة غذائية متكاملة و متوازنة.

– توزيع المسؤوليات < هيئة الإشراف أو قيادة المخيم >

أ – قائد المخيم:

– يسهر شخصيا على متابعة مراحل الإعداد و السير الجيد لذلك.

– يتثبت من الحالة الصحية للمشاركين.

– يتفقد قائمة المشاركين و تأمينهم.

– يتفقد الزي الرسمي للمشاركين.

– يضبط موعد اللقاء و مكانه.

– يشرف شخصيا على عملية الانطلاق و الذهاب.

ب- مسؤول الاتصال و الإعلام :

– معاينة المكان و اخذ صور أو فيديو له.

– إعلام الفوج.

– علام القسم الولائي و المحافظة و المقاطعة.

– إعلام السلطات المحلية و الأمنية.

– تحضير الوسائل الاعلامية لتغطية فعاليات المخيم.

ج – مسؤول التجهيز و العتاد:

– توفير العتاد الخاص بالإنارة.

– توفير الخيام.

– توفير عتاد الطبخ.

– تامين علبة الإسعاف.

– توفير الوسائل التربوية

– توفير وسائل العمل < للنظافة و نصب الخيم و قطع الخشب … الخ>

د- مسؤول المالية < المسير المالي>:

– إعداد ميزانية المخيم التقديرية.

– جمع الاشتراكات من المشاركين و المساعدات و الهبات … الخ.

– حجز وسيلة النقل و حجز المكان.

– شراء المؤونة اللازمة.

ل – مسؤول البرامج و الأنشطة:

– إعداد البرنامج العام للمخيم

– إعداد وسائل التبليغ من أشرطة سمعية و فيديو و أقراص و الوسائل السمعية البصرية

– إعداد مذكرات الأنشطة التي ستقام في المخيم.

– بعد الوصول إلى المكان المختار مسبقا و الذي يفضل أن تكون أرضه مسطحة لا منحدرة و لا مقعرة و لا محدبة و أن يكون بعيد عن حافة الوديان و ليس في قمة جبل و أن لا تكون أرضه صخرية.

– بعد تقام حملة تنظيف واسعة لمكان المخيم .

– يتم نصب الخيام بشكل منسق و جذاب حسب الشكل الذي تختاره و تتفق عليه الفرقة كان يكون على شكل نصف دائرة أو مربع مفتوح أو مستطيل مفتوح أو على شكل حلقات صغيرة و في بعض الأحيان المكان يحتم علينا شكل المخيم … و يراعى عند نصب الخيام أن توجه أبوابها إلى جهة الشرق حتى تدخلها الشمس عند بزوغها و حتى لا يتأذى الكشافين من حرارة الشمس عند الظهيرة و حتى لا تتأذى الخيمة من الرياح الشمالية و الجنوبية … كما أن الخيمة لا بد أن تحاط بخندق صغير ما عدا جهة الباب و ذلك تحسبا لنزول المطر و حتى لا تدخلها كما يجب التخفيف من توتر حبالها عند هبوب الرياح حتى لا تتأذى الخيمة و تتمزق. كما انه تخصص المساحة التي أمامها للمرافق و لوازم الأكل و النظافة

– إعداد المرافق:-

1- المراحيض :- تكون خلف المخيم و أبوابها جهة المخيم تصنع من الأغصان و الحطب أو جريد النخيل و الحلفاء … الخ أو قد تكون جاهزة.

2- المطبخ : -يكون مكان المطبخ بعيدا عن الخيام تحسبا للحرائق و كذلك يكون بعيدا عن جذوع الأشجار و تكون مواقده متعددة الأنواع حسب المهمة التي تؤديها .

3- ساحة العلم :-لها أشكال عديدة قد تكون دائرية أو مستطيلة أو مربعة…الخ.

4- أعمال الريادة :-يتميز المخيم الناجح بكثرة و تنوع أعمال الريادة فيه و الاعتماد على الطبيعة في صنع المرافق كان يصنع الكشافون البوابات المتعددة الأشكال و الأبراج و الجسور و الطاولات و الكراسي و حاملات المناشف و البطانيات و حاملات الأحذية و الصحون و سلات المهملات … الخ.

– الأنشطة:-

إن تنوع الأنشطة في المخيم يساهم كثيرا في نجاحها و كفيل بطرد السام و الملل عن المشاركين فلا نكتفي بنشاط عادي روتيني يتكرر ك يوم بل لا بد من تنويع هذه الأنشطة كأن يكون هناك ألعاب خارجية و نشاطات رياضية كالاولمبياد و أنشطة ثقافية و أنشطة فنية و معامل تربوية و القيام بالتجارب العلمية و القيام بالأعمال التطوعية و التنويع في السهرات و السكر كالسمر الديني و السمر الوطني … الخ و القيام بالبحوث و الزيارات الميدانية و عقد الندوات و تنفيذ الألعاب الكبرى و تنظيم المسابقات المختلفة و المنافسات و تقديم الأعمال الموجهة لتنمية المجتمع و التدريب على المهارات و الورشات المختلفة… الخ و أخر شيء نختم به المخيم هو الحفل النهائي المسمى بسهرة نار المخيم.

– و في الأخير القيام بطي الخيام و تنظيف المكان و ترتيبه فالكشاف يترك أثرا و لا يترك آثارا و العودة إلى الديار بسلام.

بعد العودة من المخيم على قيادته القيام بالأمور التالية:-

1- المراسلات:

– تقديم الشكر لكل من قدم العون و كل من ساهم في إقامة المخيم سواء كان هيئة أو فردا مثل السلطات المدنية و الأمنية و التجار و البلدية و المحافظة و المقاطعة … الخ.

2- التقييم:-

– عقد اجتماع لقيادة المخيم و التطرق للنقاط السلبية و الايجابية في كل النواحي كطرق التنشيط ووسائله ظروف الإقامة و المكان , الانسجام بين القيادة أو حتى بين المشاركين أنفسهم , التغذية تنوعها و كفايتها و مدى تكاملها و صحتها, مدى تحقيق الأهداف المسطرة للمخيم و دراسة البدائل…. الخ

3- التقرير:-

– تشجيع كل فرد على تقديم تقرير و كذلك على هيئة الإشراف القيام بتقرير مالي و أدبي مفصل لكل الجوانب لأنه سيكون المرجع لتقييم ما تم و تجدر الإشارة فيه إلى الأخطاء و مدى الاستفادة من المخيم و مدى ايجابية المشتركين .

و هكذا نجد أن التخطيط الجيد حسب الخطوات السابقة و الابتعاد على الارتجال و عدم الجدية يضمن لنا تحقيق الأهداف المرجوة من التخييم في جميع النواحي و استفادة الجميع منه سواء المشاركين أو القادة و حتى المجتمع و بالتالي المخيم يعمل على المساهمة في تنمية قدرات الفتية من جميع النواحي العقلية و البدنية و الروحية و الاجتماعية … الخ ليكونوا مواطنين صالحين مسؤولين في مجتمعهم يختلفون عن غيرهم من الفتية و الشباب .

و هكذا فالمخيم مدرسة لتكوين الفتى و تربيته تربية اجتماعية لما اكتسبه مما اعتاد عليه من الاعتماد على النفس و العيش في المجموعة و تحمل المشاق و المسؤولية … الخ

و أخيرا لا كشفية بدون حياة الخلاء.