حضارة رومية في سورية والمشرق ام ثقافة احتلال؟؟؟
مقدمة
رد يوما احد الاصدقاء على منشور كان قد اشركني به صديق على صفحتي عن المقامات الموسيقية العربية انها سريانية رد احد الاصدقاء بقوله: “لم ننته بعد من الزامنا بالعروبة واننا جزءاً منها، الى اننا اصبحنا سرياناً وان سورية بلد السريان…” وقد نال صاحب هذا التعليق عدداً لايحصى من التأييد…
لذلك نرانا نلجأ الى بعض الرد بدون السعي للدخول في سجال عقيم نبدأه بالقول بأن سورية بوتقة انصهرت بها كل الشعوب والاثنيات والأديان والمذاهب وان الأعزاء الاخوة السريان الناقمين اليوم على العروبة هم من ساهموا في كثير من المواقف حين قدوم المسلمين من الجزيرة العربية الى نصرتهم ضداً للروم المسيحيين مثلهم الا انهم مخالفين لهم في العقيدة، فكبير يعاقبة دمشق السنة 634م الراهب يونان هو من فتح الباب الشرقي في دمشق امام خالد بن الوليد الذي دخل حربا الى دمشق وقضى يومها حوالي 40000 الف دمشقي رومي قتلاً وتم تحويل كل كنائس هذا القسم الى مساجد عدا كنيسة اليعاقبة وفق الاتفاق، وقد طعن يونان بفعله هذا ظهر سرجون النصراني الذي كان قد اتفق مع ابا عبيدة بن الجراح المحاصر لباب الجابية وهو قائد الحملة بتسليمه دمشق صلحاً حقتاً للدماء مقابل دفع الجزية والحفاظ على بيوت الدمشقيين جميعا واملاكهم وكنائسهم بعكس ماصار في القسم الشرقي…
وقد نال يونان وطائفته وعددها ذاك الزمن 70 نسمة فقط مكافأتهم بحيث ان المسلمين سلموهم كاتدرائية دمشق الرومية اي كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان بعدما انتزعوها من ايدي اصحابها الروم الارثوذكس قبل ان يحولها الوليد السنة 705 الى جامع بني امية الكبير. وقد انتبه الوليد الى حق الروم الارثوذكس بمطرانيتهم السليبة يوم لم يبق لهم اي كنيسة يصلوا فيها بعد ان تم تحويل القسم الغربي المصان بالاتفاق بين سرجون وابن الجراح، وبعدما تذمر الارثوذكسيون للوليد بأنه لم يبق لهم اي كنيسة بعدما صادر كاتدرائيتهم ودار اسقفية دمشق لتحويلها الى جامع بني امية، عندها أعاد لهم كنيسة مريم كمطرانية دمشق وكانت هذه الكنيسة المستولى عليها كأملاك دولة لوقوعها على الخط الفاصل في دمشق بين المفتوحة صلحاً وهي الغربية بتدبير من سرجون النصراني وابي عبيدة والشرقية المفتوحة حرباً بخيانة رئيس الطائفة اليعقوبية يونان وفتح باب الشرقي ليدخل منهم خالد حربا…
ويوم اعادة الوليد لكنيسة مريم الى الروم السنة 705مسيحية قال:” اننا نعوض على النصارى بكنيسة مريم بدلاً من كنيسة يحي”.
كذلك ساند الغساسنة وهم من الاخوة السريان منقلبين على الدولة الرومية وكانوا من قواتها ومن اصحاب الامتيازات والمكاسب في جنوب بلاد الشام وقدساندوا العرب المسلمين في معركة اليرموك ومكنوهم من الانتصار على الروم …
وفي الحالتين كان الدافع الاساس هو كره اللاخلقيدونيين لاخوتهم الخلقيدونيين اي اصحاب المذهب الرومي وليس الذين من الجنس الرومي لأنه ليس من جنس رومي صافٍ بل العقيدة الرومية الارثوذكسية…لذلك ناصروا الفتح الاسلامي على اخوتهم المسيحيين وان كانوا من مذهب آخر.!!!
مع ازدياد ظاهرة الرد بالسرينة على اي منشور عن سورية العربية من جهة وعن المسيحية بشكل بات يشكل استفزازاً لامبرر له بعد ان سار التاريخ، وصار الامر يدفع الى التساؤلات ومنها هذين السؤالين ادناه والرد بالتالي ولانقصد اثارة حساسيات لامبرر لها سيما وقد شارف الوجود المسيحي في سورية على الانتهاء كما انتهى الوجود السرياني الشقيق وبقية المكونات المسيحية في الجزيرتين السوريتين العليا والسفلى، وانتقل هذا الوجود منذ مطلع السبعينات الى الدول الاسكندنافية، ومع ذلك استمر الاخوة بالتأكيد على ان سورية ارض السريان…والجزيرة وماردين ارض السريان!!! ولكن أين اصبح السريان ولمن آلت ارض الجزيرة السريانية التي نعتبرها خزانا بشريا مسيحيا نعتز به، وهل اوربة الشمالية صارت ارض السريان البديلة وهل يحق لهم اقامة دولتهم المنشودة في المستقبل عليها؟
السؤال
– كيف نشأت الحضارة الهلينية ( اليونانية ) الرومية في بعد ؟؟
– ولماذا يشعر المشرقيون ( الــروم ) أنها لم تكن “ثقافة احتلال للمشرق”؟
– وهل الروم كانوا سرياناً ولكنهم انحازوا للروم الفاتحين؟ كما يشيع الاخوة السريان من اكبر مثقفيهم الى اصغرهم؟ علما ان السريان ككنيسة مستقلة عن الكرسي الانطاكي المقدس نشأت كرئاسة مستقلة مع مطلع القرن السادس، نعم كان المكون البشري السوري الاساس هو ارامي والمتداخل بالوجود الرومي المتجذر في سورية منذ زمن الاسكندر المقدوني 333 ق.م ولكن ليس بالعقيدة السريانية بل عقيدة خلقيدونية تجمع الكل منذ بدء الوجود المسيحي وللتذكير فان كرسينا الانطاكي تأسس عام 42م بيد الرسولين بطرس وبولس ومعهم برنابا ويوحنا مرقص وكان حنانيا الرسول الذي من خلفية يهودية كان اسقفا لدمشق وهو من عمد بولس الرسول…
نقول بالتالي
كثيراً ما يشيع أشقاؤنا من الكنائس السريانية أو بعض الروم المتأثرين بهم، أن طائفتي الروم (الأرثوذكسية والكاثوليكية) هي سريانية أصلاً في لغتها، وقد أخذت اللغة اليونانية في طقوسها بتأثير ما يسمونه “الاحتلال الرومي”،(في محاولة لسرينة الجميع والمنطقة كما فعل العرب بالتعريب )
في الحقيقة هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، ذلك أن تعبير “الاحتلال الرومي” لا يرد إلا عند السريان، والمتأثرين بهم، أما الروم فيعتبرون “الحضارة الرومية حضارتهم الخاصة”، ويرتاحون إلى “نظرية الامتزاج العرقي بين المكونات العرقية المختلفة لشرق المتوسط، والذي نتج عنه حضارة واحدة هي حضارة الروم”:
1- يجب علينا البحث أولا في كيفية نشوء الحضارة الهلينية (اليونانية) والتي اصبحت لاحقاً الحضارة الهلنستية مع السلوقيين في انطاكية وسورية وسائر المشرق. ومع البطالمة في الاسكندرية ومصر والشمال الافريقي اي الرومية الشرقية، قبل المسيحية بثلاثة قرون ونصف وانتهت بالفتح الروماني.
ومظاهر الحضارة ، أو الخصوصية الحضارية عادةً ما تتبدى ب : “المدى الجغرافي الذي نشأت فيه وانتشرت ، “اللغة والحرف، الفنون، الرقص، الطبخ، البناء، الفلسفة والنتاج الفكري، أسلوب الحياة الاقتصادية ، أسلوب الحياة الاجتماعية ، المقدسات والطقوس …
2- فلندرس هذه الحضارة الهلينية (اليونانية) والهلنستية، ونرى كيف حصل التمازج “الشرقي الفينيقي – الهليني اليوناني” لتنشأ منه حضارة مميزة اسمها “الحضارة الهلينية” ، انتشرت في الساحل المشرقي وقبرص واليونان ، وتطورت بشكل طبيعي جداً.
3- لا بد أن نعرف أولاً أن البحر المتوسط كان هو المحور الذي تمحورت حوله حياة الفينيقيين والإغريق، فتفاعلوا وتزاوجوا، وخلقوا معاً ابنتهما المسماة : ” الحضارة الهلينية بلغتها اليونانية”، والتي أخذت الطابع المسيحي فيما بعد، وهي التي ينتسب إليها يونانيو اليوم في القسطنطينية وما بقي من اقلية رومية مرتاعة في آسيا الصغرى بعد ابادة الاتراك لهم من اتباع الكرسيين الانطاكي السوريين واليونان والقسطنطيني اليونان والقبارصة اليونان والروم المشرقيون في كراسي انطاكية والاسكندرية واورشليم بليتورجيتهم العربية واليونانية وفي الانتشار الرومي الارثوذكسي في العالم.
4- الدلائل على ذلك “التزاوج نراه واضجاً في التاريخ:
– امتزاج الكنعانيين وشعوب البحر الكريتيين، نتج عنه ما عرف بالحضارة الفينيقية.
– الحرف اليوناني: هو الحرف الفينيقي الذي نقله قدموس من صيدا إلى طيبة قرب أثينا ، وكانت اللغة اليونانية تكتب بالحرف الفينيقي نفسه، ومن اليمين إلى اليسار، وهذا ما يؤكده هيرودوت المؤرخ اليهودي الشهير.
– الاله قدموس، عاش في طيبة قرب أثينا وليس في صيدا حيث ولد، أما أبناؤه واحفاده فقد أصبحوا “الآلهة الأسطوريين” للشعب اليوناني ( هرقل وأوديب وغيره ) .
– المفكرون والفلاسفة الذين لا يمكننا أن نتخيل الحضارة اليونانية بدونهم، ولد الكثيرون منهم من آباء فينيقيين ، لكنهم تحدثوا باليونانية، وكانوا يتنقلون بين المدن الفينيقية والجزر اليونانية كانهم يتنقلون في بيتهم الخاص و”مداهم الطبيعي الحيوي”. فمثلاً “طاليس” العالم االيوناني الكبير ولد في “ميليتيس” من أبوين فينيقيين. ومثله “اناكسيمينيس”. ومثله “فيثاغوراس” الشهير المولود في جزيرة ساموس ، لأب فينيقي أتى من صور وتزوج بساموسية . أيضاً زينون الرواقي وغيره الكثير الكثير . وهؤلاء جميعاً تصاهروا وتمازجوا قبل فتح الاسكندر بقرون.
– امتزاج اللغتين الفينيقية والإغريقية القديمة، نتج عنه “اللغة اليونانية المعروفة اليوم “، ليتيح فيما بعد “امتزاج الآلهة والطقوس تماماً”. فصارت معبودات المدن الفينيقية، نفس معبودات الجزر اليونانية. والطقوس اليونانية نفس الطقوس الفينيقية . وأنظمة الحكم في المدن الفينيقية نفس أنظمة الحكم في المدن اليونانية. والفنون والنقوش والهندسة والألبسة والاعتماد على التجارة في الحياة الاقتصادية وغير ذلك. وبناء عليه نرى “أشخاصاً من المدن الفينيقية” يشاركون في الالعاب الوطنية الأولمبية التي كانت تقام في أثينا، وكان يأتي إليها متسابقون من “كل المدن الهلينية” ( وقد عدّت المدن الفينيقية من ضمن المدن الهلينية، حتى قبل مجيء الاسكندر) . فمن فينيقيا مثلاً أتى “ايفيبوس” ليشارك في الألعاب الأولمبية في أثينا وأصبح “معبود اليونان”.
– في الصراع الفارسي – اليوناني القديم ، كانت المدن الفينيقية على الدوام تميل إلى شقيقاتها من المدن الهلينية الطابع. وقد احتل الفرس المدن الفينيقية ، وعندما اتى الاسكندر، رحبت به كل المدن الفينيقية وتعاونت معه، وعلى رأسها صيدا مثلها مثل أكثرية المدن الهلينية الطابع (ما عدا صور التي قاومته على الأرجح بسبب تمكن الفرس فيها، كما قاومته مدن يونانية في داخل اليونان الحالية، لأن تلك المدن كانت تحاول الحفاظ على استقلالها السياسي ، وليس لأنها اعتبرته من “حضارة عدوة”).
– وجدت مسكوكات وعملات عليها كتابات يونانية في المدن الفينيقية قبل مجيء الاسكندر.
– كل ذلك سهل فتح الاسكندر للمشرق، وأصبحت اللغة اليونانية بعده، وبعد مئات السنين من التزاوج ، لغة رسمية، وأصبحت “الحضارة الهلينية القائمة على هذا المزيج” هي الحضارة الحاكمة ، وأتت جاليات هلينية من الجزر اليونانية لتمتزج مع الفينيقيين ، وذهب فينيقيون ليمتزجوا مع يونانيين، في إطار “الدولة الواحدة والحضارة الواحدة التي جمعتهم لألف عام في حوض البحر الابيض المتوسط” . ومن “الهلينيين المشرقيين”، اي الذين دعوا “للامتزاج”، خرج أباطرة وحكام فيما بعد (وهذا ما ينفي نظرية الاحتلال الغريب ويؤكد نظرية “الامتزاج والتطور الحضاري الطبيعي”)، إلى أن احتل العرب المشرق عام 634 م ، وهم عندما احتلوه قالوا إنهم “يحتلون بلاد الروم” بكاملها ، ولم يكن في ذهنهم، ولا في ذهن الروم من أهل البلاد، أن المشرق حالة قومية أو حضارية مختلفة عن سائر المدى، فهم غزوا قبرص أيضا وكريت، وكانوا متوجهين إلى القسطنيطينية. وتشهد الوثائق أنهم تكلموا مع روم المشرق وقبرص وكريت عبر تراجمة يجيدون اللغة اليونانية، التي أطلقوا عليها في مراجعهم اسم اللغة “الرومية”. وهي اللغة التي كتب فيها أباء كنيسة الروم المشرقية الكبار ( يوحنا الذهبي الفم ابن انطاكية ، ويوحنا الدمشقي ابن دمشق ، وأندراوس الكريتي ابن دمشق ، ورومانوس المرنم ابن حمص ) وبقيت اللغة الرسمية في البلاط الاموي حتى التعريب بيد الخليفة عبد الملك وليست اللغة السريانية كما روج بعض كتاب التاريخ من السريان او المتسرينين مخالفين الواقع.
– هؤلاء “الهلينيون” السوريون أو المشرقيون عموماً، عندما أصبحوا مسيحيين، صقلوا كل ثقافتهم ونتاجهم باللغة اليونانية، لغة الثقافة العالمية التي كتب بها الإنجيل، وخرج منهم “مئات” المفكرين والأدباء والخطباء والمهندسين والأباطرة والقادة السياسيين الذين كانوا يتنقلون بين روما والاسكندرية وانطاكية ودمشق واللاذقية وطرطوس والقسطنطينية وأثينا وجرش وعمان والمدن المنسية في سهول ادلب وسهول حلب ومناطق قورش وعفرين وجبل سمعان بسهولة تامة. هؤلاء هم الذين تمتعوا بمعظمهم بالمواطنية الرومانية فيما بعد. وهم الذين أسموا أنفسهم بالروم .
– أما السريان حضارياً، فهم آراميو الداخل والشمال الشرقي، الذين كانوا منذ البداية مختلفين عن الفينيقيين (الكنعانيين) واليونانيين. أما الآراميون الذين ارتاحوا وناضلوا في سبيل نظرية “المزيج العرقي والوحدة الحضارية والسياسية” ، أي الذين لم تكن لهم أية ميول “استقلالية ” أو عدائية لسائر الرومان من الهلينيين،(ومنهم آراميو معلولا ومحيطها في القلمون مثلاً وكانوا مسيحيون روم العقيدة قبل ان يسلموا طواعية)، فقد اختلفوا عن غيرهم من الآراميين في الشمال (المعروفين اليوم بالسريان اليعاقبة). هؤلاء، رفضوا الانصهار والمدى الرومي، وأصروا على رفض اللغة اليونانية، واعتبارها لغة احتلال وأرادوا الاستقلال بسورية
ليحكموها، وهؤلاء هم أجداد السريان المونوفيزيت فقط، الذين اتخذ انشقاق كنيستهم أيضاً منحى قومياً وسياسيا فيما بعد واقاموا رئاسة كنيسة مستقلة عن انطاكية اواخر القرن السادس. وتغنوا في هذا اليوم باللغة الآرامية التي هي لغة الرب يسوع بينما لغة الرب يسوع هي الارامية الفلسطينية والتي من بقاياها لغة اهل معلولا التي بالأمس القريب وضع ابجديتها المرحوم الاستاذ جوج رزق الله وهي تتشابه مع العبرانية…
“الروم” يصرون على الاستمرار في “نظرية الامتزاج والحضارة الرومية الهلينية” وعلى اللغة اليونانية المشتركة بينهم، و”السريان” يرفضون نظرية الامتزاج ويعتبرونها احتلالاً رومياً وسيطرة للثقافة اليونانية .
– الروم (الهلينيو الحضارة في الشرق)، منهم من كان “يوناني القومية كأهل مدن أنطاكية واللاذقية ونابلس وقيصرية فلسطين وحتى المدن العشرة في الجولان وبصرى وبادية الاردن مثلاً ، ومنهم من كانت أصوله آرامية (وقد تحدث الارامية في البيت واليونانية في الشارع ومعاملات الدولة والكنيسة)، ومنهم من كانت أصوله أرمنية (كأرمن شمال سورية وكيليكية) … لكنهم جميعا ، اتفقوا فيما بينهم على أن يتواصلوا مع بعضهم البعض بلغة مشتركة هي “الرومية – اليونانية” ، وأن تكون هذه اللغة لغة كنيستهم الرسمية. وبذلك حافظوا على تميزهم القومي دون تعصب، وعلى “مداهم الحضاري والسياسي الواسع”، واختلفوا بذلك عن الفئة السريانية التي رفضت دولة الروم (وأولئك هم الذين سموا فيما بعد بالسريان اليعاقبة أو السريان الأرثوذكس، وأطلق عليهم العرب اسم “رافضة الروم”.) .
وأخيراً نقول: هل فتح الفينيقيون وسائر المشرقيين اليونان؟ أو فتح اليونان فينيقيا وسائر المشرق؟
الجواب: أن الشعبين تزاوجا، وانصهرا، وأنتجا معاً الحضارة الهلينية.
فلولا الفينيقيين لما وجدت حضارة هلينية (يونانية). والأكيد أن ظروفا سياسية كانتصار الاسكندر على الفرس ساهم في “انتشار هذه الحضارة الهجينة وتمددها. والأكيد أن الدولة الرومانية لم تستطع التغلب على تلك الحضارة العظيمة في الشرق بل سادت الثقافة الهلينية على الثقافة واللغة اللاتينية الرومانية. والأكيد أن “المسيح” كان الفاتح الأكبر، الذي جمع هؤلاء جميعاً ليعبدوه، جمعهم ب “بمزيجهم العرقي” … هم أولئك الذين بحثوا عن مشروع حضاري وسياسي “يجمع كل القوميات”، ورأوا في يسوع الناصري إلهاً “يجمع ولا يفرق” بين الأمم ، وهو ما كانوا يحلمون به لقرون…فكان “دينه الجامع للأمم في وحدة وتناغم” أفضل ما ينسجم مع “مشروعهم الحضاري والسياسي القائم أيضاً على التناغم والوحدة بين الأمم”. إنهم هم من أطلقوا على أنفسهم اسم “الروم”… ولا يزالون إلى اليوم … يحيون ويتفاعلون ويتناسلون ويملأون الأرض
“عدلا .. ونورا .. وحبا .. وحياة”
من المصادر
- تاريخ الكرسي الانطاكي د.جوزيف زيتون
- فتح دمشق الاب المؤرخ ايوب سميا ” الشارع المستقيم”
- جنسية ولغة الرب يسوع د.جوزيف زيتون
- كنيسة مدينة الله انطاكية العظمى د. اسد رستم
- نسور الروم فلسطين الايمان المسيحي القويم
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً