يطرح العديد من الأصدقاء زوار الموقع هذا السؤال الهام ” من هو رب المسيحيين؟” أو “من هو الرب عند المسيحيين؟” قد تتغير كلمات السؤال ولكن يبقى المعنى لا يتغير. فماذا يؤمن المسيحيون عن ربهم؟
الإجابة عن هذا السؤال سهلة وسريعة. فيبدأ الكتاب المقدس – كتاب المسيحيين – بقصة الخلق. فيقول: في الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. أي قبل أن يوجد أي شيء في الكون، قام الله بخلق كل شيء. فمن هذه الآية الكريمة نعرف أن الخالق العظيم هو الله. وهنا يأتي السؤال الثاني طلباً للتوضيح! وهل معنى ذلك بأننا جميعا في العالم العربي نؤمن بنفس الإله؟ آه – الإجابة عن هذا السؤال تحتاج الكثير من التفكير والصبر للتوضيح.
صحيح أننا جميعا نؤمن بأن الخالق الأعظم هو الله، لأن أعماله ظاهرة في مخلوقاته حتى اننا عندما نرى منظرا خلاباً للطبيعة مثل غروب الشمس لا نملك أنفسنا إلا ونقول “سبحان الله”!، ولكن هل هو واحد في جميع الأديان الموحِدة؟
فمن الناحية اللغوية، وبحسب الموسوعة العالمية “بريتانيكا”، ربما يكون اسم الله من اختصارات الكلمة العربية “ال إله”. كما يمكن إرجاع أصل الاسم إلى أقدم الكتابات السامية (الآرامية) حيث كانت لفظة الجلالة “الله” المستخدمة في كتاب التوراة هي ايل أو إيلوه باللغة العبرية. ويرجع استخدام الاسم “ال إله” بالعربية إلى التعريف بالإله الواحد حيث كانت عبادة الآلهة الوثنية منتشرة في المنطقة العربية.
الله كشف لنا عن هويته في الكتاب المقدس، ومن إعلانات الله عن نفسه تقدر يا صديق أن تقرر إن كان هو من تؤمن به أم إله أخر!. إذن ما هي اعلانات الله عن نفسه في الكتاب المقدس؟
أعلن الله عن اسمه.
في كتاب الخروج والفصل الثالث، تــأتي قصة مقابلة النبي موسى مع الله الخالق في صورة درامية خارقة. كان النبي موسى يرعى غنم حميه في الصحراء، عندما تقابل مع مشهد مذهل. رأى موسى شجرة تشتعل بالنار ولكنها لا تحترق. فقرر أن يدرس الأمر عن قرب، وعندما اقترب موسى من مشهد الشجرة المشتعلة سمع صوتا يناديه باسمه (موسي، موسي) وهناك تخاطب الله مع موسى وكلفه بمهمة تحرير اليهود من قبضة الفرعون. أراد موسى أن يتأكد من هويه مخاطبه فسأل: ماذا أقول إن سألني أحد عن اسم هذا الإله؟ فأعلن الله عن اسمه الشخصي “يهوه” ويعني “الكائن الدائم”. وقد استخدم السيد المسيح هذا الاسم الفريد لله أكثر من مرة في الإنجيل ليعلن عن هويته. وعندما سُئل من اليهود فقال: قبل أن يكون إبراهيم أنا “كائن” ففهم اليهود انه يقصد بأنه هو الله. وقد صرّح الإنجيل بهذه الحقيقة عندما قال: اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.
أعلن الله عن عهده
تكشف لنا قصة مقابلة النبي موسى مع الله أبعادا أخرى عن طبيعة الله. فبعد أن كشف لنبيه عن اسمه، قال الله أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. فماذا يقصد بهذا؟ قصد الله أن يقول بأنه إله العهد. لقد أبرم “يهوه” عهدا مع إبراهيم وكرره مع ابنه اسحاق وكذلك مع يعقوب. كان هذا العهد بأن الله سيبارك كل الأمم التي تنتسب لإبراهيم بالإيمان. وما هو هذا الإيمان؟ انه الإيمان بالمخلص الذي سيأتي ليحرر من الذنوب وسيطرة الشيطان وغوايته على البشرية. لذلك قال السيد المسيح في الإنجيل بحسب يوحنا والفصل الثامن: بأن إبراهيم رأى مجيئه (بالإيمان) فتهلل. وهكذا في شخص السيد المسيح تتحقق كل وعود الله الطيبة بالخلاص من عقاب الذنوب وسيطرتها. وهذا هو إيماننا.
أعلن الله عن أبوته
أظهر الله مشاعره وعواطفه في الكتاب المقدس. فيعلن لنا الله عن ابوته. بان هذا بكل وضوح في حقيقة أحداث معمودية السيد المسيح. فبعد أن خرج السيد المسيح من ماء المعمودية، يشهد النبي يوحنا المعمدان بسماع صوت الله من السماء يقول: »أنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.« وهنا وجب التوضيح بأن هذه الأبوة هي أبوة روحية، فالابن مساو للأب في الجوهر. ثم يعلن لنا الإنجيل عن أبوة الله للمؤمنين بالتبني الروحي لكل من يؤمن بكفارة المسيح عن الذنوب وربوبيته. فيقول يوحنا: وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.
أكد السيد المسيح على أبوة الله في تعليمه عن الصلاة فعلمنا أن نصلي قائلين: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.
أرجو أن أكون قد قدمت إجابة مبسطة في التعريف برب المسيحيين، وأرجو أن تكون إجابتي كافية لك يا صديق لترفع قلبك بالدعاء لله الذي دعا المؤمنين بالمسيح أولاده، فتدعوه أبي.
يؤمن المسيحيون بأن الله خالق السماء والأرض هو الرب. وهو صالح وقدوس وعادل. ولما فشل الإنسان في طاعة وصاياه واستحق العقاب العادل. تحنن الله على البشرية وجاء ليخلصها. فتجسد الله وعاش بين الناس وكان اسمه يسوع المسيح. ولما سأله الناس قال: من رآني، رأى الله الأب. فالمسيح هو الله المتجسد
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً