يوسف العيسى
مؤسس ورئيس تحرير جريدة ألف باء
وهو شخصية فلسطينية ارثوذكسية وطنية التوجه بكل شيء ابن اسرة معارضة لوجود الاكليروس اليوناني على السدة البطريركية الاورشليمية، انتمى الى الثورة العربية الكبرى منذ انطلاقتها مدافعا عنها وهو في فلسطين، واستقر في دمشق حين دخول قوات الثورة العربية الكبرى اليها منتميا الى المؤتمر السوري العام الذي نادى بفيصل ملكا دستوريا وضم ممثلين عن الشام الكبرى بمافيها فلسطين على سورية الكبرى، وجعل من غبطة البطريرك غريغوريوس حداد موجها وكان له نعم التابع مع اعلام عصره من المسيحيين والمسلمين الداعمين للبطريركية الانطاكية ومن ثم الى خليفته البطريرك الكسندروس طحان وتحفل الكتب التي تتحدث عن هذين البطريركين العظيمين وملازمته لهما بالحضور والصحافة والمهمات البطريركية الارثوذكسية. اضافة الى تجنده لخدمة الاستقلال عن الفرنسيين ومساند لتوجهات البطريركين غريغوريوس والكسندروس في دعم ثوار الغوطة ضد المحتل الافرنسي، وكانت ذروة نضاله عند كارثة فلسطين واسهم في تنفيذ صرخة البطريرك الكسندروس في الدعوة للتطوع في جيش الانقاذ نصرة لفلسطين بين صفوف ابناء الكنيسة الارثوذكسية في دمشق والابرشيات الانطاكية.
البدايةولِدَ يوسف العيسى في مدينة حيفا السنة 1870 ودَرَس في مدارسها الحكومية. أطلق مع ابن عمّه عيسى العيسى ( سيرته هنا في موقعنا) جريدة يومية اسمها “فلسطين” سنة 1911 ثم توجه إلى دمشق عند تحريرها من وفيها أسس صحيفة الف باء اليومية التي صدر عددها الأول في 1 أيلول 1920، بعد شهر ونيّف من فرض الانتداب الفرنسي على سورية.
تأسيس الكتلة الوطنيةتعاون يوسف العيسى مع زعماء سورية على إنشاء الكتلة الوطنية لمحاربة الانتداب بكل الوسائل القانونية والسلمية وحضر اجتماعها التأسيسي في بيروت يوم 25 تشرين الأول 1927، بدعوة من رئيسها المؤسس هاشم الاتاسي. وعند بدأ عملها السياسي أثناء انتخابات عام 1928 وضِعت جريدة الف باء تحت تصرف الكتلة الوطنية وظلت تنطق بلسانها لغاية جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 16 نيسان 1946 وشاركت بتغطية وقائع عيد الجلاء الاول يوم 17 نيسان 1946.
كانت افتتاحيات يوسف العيسى تعكس فكر وتوجهات هاشم الاتاسي في كل المواقف الوطنية، ولا يُضاهيها من حيث التأثير على الرأي العام وسِعة الانتشار إلّا مقالات الصحفي البيروتي في جريدة النهار اللبنانية. وعند إطلاق ثورة الحاج امين الحسيني في القدس سنة 1936، أنشأ يوسف العيسى، بالتعاون مع شكري القوتلي والحاج توفيق القباني، لجنة لدعم القضية الفلسطينية من دمشق، مهمتها جمع التبرعات والسلاح لثوار فلسطين.
الوفاةتوفي يوسف العيسى عن عمر ناهز 78 عاماً في 9 تشرين الأول 1948، ورئس خدمة الجنازة البطريرك الكسندروس وسائر الاكليروس البطريركي،وذهبت رئاسة تحرير صحيفة الف باء من بعده إلى نجله خالد العيسى الذي اسس دارا للترجمة المحلفة وكان ترجمانا محلفاً للغة الانكليزية وتابع في اختصاصه خدمة البطريركية.