ابرشيات الكرسي الانطاكي ومطارنتها في القرنين 16 و17
تمهيد
في نهاية غزوة الفرنج الى مشرقنا ( لا نحب ان نستخدم مصطلح الصليبيين لأن فيها اهانة للصليب ولنا نحن مسيحيو المشرق ابناء الايمان المسيحي لاسيما ان علمنا ان شارة الصليب التي حملوها كانت راية حربية كما كان النسر عند الرومان والنسر الرومي ذي الرأسين عند الروم، وراية ” لا اله الا الله….” في الاسلام فهي لم تكن راية دينية ولم تكن الحروب دينية بل استعمارية، ولقلب مسيحيي المشرق من الارثوذكسية والارثوذكسية الشرقية الى الكثلكة والبابوية) هذه الغزوات ال14 الكارثية على مسيحيي المشرق قبل مسلميه استمرت قرابة قرنين و مانتج عنها من التداعيات السيئة على الكرسي الانطاكي من الفرنجة اثناء وجودهم، ومابعد انكفائهم بيد ابناء المشرق الاخوة في الوطن السوري (بكل اسف)، الذين اعتبروا المسيحيين ابناء المشرق غزاة كالفرنجة ويجب الاقتصاص منهم ( ولازال بعض ضعاف العقول والنفوس يصفون المسيحيين وهم سكان سورية والمشرق الاصلاء بأحفاد الغزاة”الصليبيين”) ودمار انطاكية عاصمة الكرسي الانطاكي بيد الظاهر بيبرس والمماليك في حربهم ضد الفرنجة، والكثير من المناطق واندثار ابرشيات كانت عامرة نتيجة مامارسه المماليك على المسيحيين في سورية الكبرى من مجازر، واقلها تقييد في الحياة اليومية والاجتماعية، والروحية، وحرية ممارسة العبادة المسيحية، وقد انخفضت نسبة مسيحيي سورية والمشرق من هذه الممارسات الظالمة من 60% من مجموع السكان الى 20%، وطرأ تبدل جغرافي وديموغرافي سلبي جذري في غالب الاحيان، على تموضع الكرسي الانطاكي المقدس. وكانت السبب بخروج المركز البطريركي نهائيا من عاصمته انطاكية 1268م باستشهاد مائة الف من سكانها ودمارها وكنائسها ومقرها البطريركي بيد بيبرس، وتشريد الكرسي مجددا من 1268 الى 1345 لحوالي 77 سنة (بعد خروجه قبلاً بتأثير الاحتلال الفرنجي اعتبارا من اواخر القرن11م وتشرده في ارجاء آسية الصغرى والقسطنطينية وقبرص، وتعيين بطاركة لاتينيين فرنجة، مكان البطاركة الانطاكيين الشرعيين) وسائر المراكز الانطاكية الهامة باتجاه دمشق 1342 واقامة بطريرك انطاكية فيها بعد ثلاث سنوات من الاذن بنقل المركز البطريركي عام 1345، وصيرورتها مقرا بطريركيا دائماً، الأمر الذي ادى بالنتيجة الى هذا التغيير الجغرافي والديموغرافي في مساحة وابناء بطريركية انطاكية وسائر المشرق، وابرشياتها، وارتبطت هذه التبدلات الجغرافية ارتباطاً وثيقاً مع تعريب لغة البطريركية نهائياً، الذي جرى التعبير عنه بتزايد مطّرد في استخدام اللغة العربية في الخدمة الليتورجية والقداس الالهي والحياة اليومية رافقه واقع بأن معظم البطاركة والمطارنة اصبحوا من اصل وطني محلي سوري ونشير الى التعريب بدأ لطقوس الكنيسة بيد شيخ المعربين الشماس عبد الله ابن الفضل الانطاكي المطران ( انظر سيرته هنا في موقعنا).
كما ان وحدة المشرق السياسية التي نتجت عن الاحتلال العثماني لسورية الكبرى عام 1516، وفرض الاحتلال العثماني الجديد المبادىء الشرعية على المسيحيين السوريين، اتاحت للكرسي الانطاكي فرصة تقوية البطريركية، فبعد قرون من التأثير الروحي المتنامي ثم انخفاض هذا التأثير نتيجة الانحطاط السائد في الفترة المملوكية الجائرة بحق المسيحيين، استطاع الكرسي الانطاكي وقد صارت معظم جغرافيته في محيط عربي ان تفوز بثقافتها العربية الخاصة بجذرها الرومي وخصوصيتها الانطاكية، وطابعها الفكري لتكون البطريركية الوطنية العربية الوحيدة بين بطريركيات الشرق الارثوذكسية القديمة ذات الصبغة اليونانية .

هنا نرسم التبدلات الجغرافية التي طرأت على البطريركية الانطاكية في القرنين الاولين من الحكم العثماني اي 16 و17.
في نهاية هذه المرحلة، حصل انشطار البطريركية المؤسف 1724 (بعد تهيئة مخفية وتأهيل وتبشير لاتيني كاثوليكي محموم صعد نجم افتيموس الصيفي الدمشقي كأول اسقف كاثوليكي بابوي في الكرسي الانطاكي بعد وساطات من الارساليات لدى البطريرك كيرلس ابن الزعيم ليكون مطران صور وصيدا، وقد ثبته الكرسي البابوي معترفاً به كأول اسقف كاثوليكي تابع لرومة بعد ارساله صك اعترافه بالخضوع لرومية حال تسلمه ابرشيته ما استدعى عزله انطاكيا بقرار مجمعي وبطريركي، ومن ثم محاولة الاستيلاء على البلمند من الرهبنات الفاتيكانية، ونجاحهم في الاستيلاء على مطبعة البلمند الخاصة بالبطريرك اثناسيوس الدباس) ثم الانشقاق الى فرعين ارثوذكسي اصيل وهو الاكبر، وكاثوليكي دخيل صنعته الرهبنات البابوية وهو الاصغر ولكنه كان الأقوى بتأثير الدول الاجنبية وقناصلها، والمال المقدم بيد الرهبنات للاستيلاء على النفوس الارثوذكسية والتنظيمات الحديثة المعتمدة لدى مجمع انتشار الايمان الكاثوليكي في روميه و الاستيلاء على الكنائس والاديار التاريخية بشراء ذمم الولاة والموظفين والقادة العسكريين العثمانيين، وحتى اصغر موظف في دواوين الولايات وصولا الى الباب العالي والصدر الاعظم، وتداخل سفراء هذه الدول في البلاط العثماني.
رافق هذا الانقسام الانطاكي نشوء هيئتين اكليريكيتين متعاديتين، متراشقتين بالحرمات وفي ادخال تدابير الولاة في زج الخصوم في السجون وتحمل الرعية مظالم مالية باهظة للافراج عن مطارنتها!!! صحيح انه من الفترة التي تلت الانشقاق 1724 الى اعتراف ابراهيم باشا حاكم مصر والشام 1834 ومن ثم اضطرار الباب العالي للاعتراف ببطريركية الكاثوليك 1835 بفضل مامورس من ضغوط ومال ونفوذ سفارتي فرنسا والنمسا وزيارات البطريرك الكاثوليكي السيد مكسيموس مظلوم المكوكية للسلطان بيضغط دولي ومن ثم الاعتراف بالمنشقين كنيسة مستقلة شاملة انطاكية والاسكندرية واورشليم للروم المتحدين بروما ونقل المركز البطريركي من دير المخلص بصيدا الى دمشق وبناء مقر بطريركي وكاتدرائية، في هذه الفترة الممتدة ل111 سنة، تم الاستيلاء على نفوس ابرشيات انطاكية كثيرة بشكل شبه كامل، انحازت للكثلكة، وتم الاستيلاء على العديد من الاديرة والكاتدرائيات التاريخية بوضع اليد بالقوة وبضغط دولي غربي، منها الكاتدرائية المريمية بدمشق وكاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت وكاتدرائية صور وكاتدرائية صيدا ودير المخلص فترة السيد كيرلس طاناس الذي استولى لفترة قصيرة على المقر البطريركي والمريمية بدمشق ومن ثم انتقاله عند انتخاب البطريرك الارثوذكسي سلفستروس القبرصي الى دير المخلص في صيدا وكان برعاية خاله مطرانها المتكثلك افتيموس الصيفي، ومن هناك انشأ ابرشيات كاثوليكية مماثلة للابرشيات الاصيلة وثلاث رهبنات رجالية وتمسك بالقيافة الكهنوتية الارثوذكسية وهذا ماسهل اقتناص النفوس مع بذل الاصفر الرنان عند رعايا كانت تعاني العوز زمن الانحطاط العثماني ولايحق لها فتح مدارس بينما الرهبنات التي كانت بحماية فرنسا والنمسا اقامت رهبناتها لمدارس حديثة استقطبت اولاد الارثوذكس وبالمجان!!! بعكس الكتاتيب في الكنائس الارثوذكسية.
كل هذه التغييرات التي اتينا بعجالة على اسبابها، افضت الى تغيير حاد في الابرشيات الانطاكية الارثوذكسية واتباعها، الى جانب ذلك فإن المطارنة والأساقفة وبصفتهم وسطاء بين المؤمنين العاديين والبطريرك والمجمع والدولة لعبوا دوراً خاصاً، وكانوا في معظم الأحيان محركين وتارة لبعض الحركات والتطورات المحلية الهامة.
وسنتناول هنا اللغة المستخدمة وقتئذ في الكرسي الانطاكي المقدس، فجميع المعلومات تدور حول الدرجة التي يجب تصنيف وضع البطريركية الانطاكية، فهي كانت ولازالت، كنيسة سورية وطنية طقوسها ارثوذكسية رومية معربة عن اليونانية، وفي بعض المناطق كانت لاتزال جذوة الطقوس الرومية الارثوذكسية ممارسة باللغة السريانية كوادي قنوبين ومناطق شرق الفرات الى الجزيرة العليا ومابين النهرين وديار بكر اضافة الى اللغة الارمنية في ارضروم لليتورجيا الرومية الارثوذكسية وصولا الى القوقاز والبلاد الكرجية، وكانت كيليكيا بأكملها تتحدث باليونانية نزولا الى لواء الاسكندرون وانطاكية والمرتفعات المتداخلة بجبال اللاذقية فاللغة عربية-يونانية-(فبعض التركية زمن الاتراك)، مع وجود بؤر تتحدث شعبيا وتصلي طقوسها الارثوذكسية الرومية بالآرامية الاصلية (الفلسطينية وهي لغة الرب يسوع) في محيط دمشق كمعلولا وبلدات القلمون كبلدات وقرى بخعا وعين التينة ويبرود وقارة ودير عطية، والى الآن بالرغم من تأسلم كل تلك القرى تقريبا، عدا معلولا لازال سكانها يتحدثون بهذه اللغة شعبيا، وان كانت السيادة في الصلاة للغة العربية مع بعض اليونانية كسائر ابرشيات الكرسي الانطاكي المقدس.
غالبية مصادرنا هنا تقريبا باللغة العربية، لكن بالنسبة للقرون السابقة للقرن 16 تم فيها الاعتماد على المصادر اليونانية والسريانية وماذلك الا تأكيد على عروبة الكرسي الانطاكي المقدس بحضارته وطقسه وليتورجيته الرومية الارثوذكسية، كبقية الكراسي الارثوذكسية الرومية، في شرق البحر الابيض المتوسط والقسطنطينية وقبرص واليونان…

ابرشيات البطريركية
في القرن 16 ثمة تعثر في المصادر ، ولم نتمكن من تنظيم قوائم بأسماء المطارنة والمطرانيات في بعض التواريخ المحددة رجوعا الى زمن الحروب الصليبية وفيها حصل الضياع وشرود البطريرك ومطارنة الابرشيات خارج دائة الاحتلال الفرنجي الذي استحوذ على كل الكرسي الانطاكي واقام بطاركة وعددهم ستة من اللاتين وكل مطارنة الابرشيات وحتى الكهنة، أما فيما يتعلق بالقرن 17 فإنه من الممكن ان نعطي قوائم كاملة بالأبرشيات التي كانت موجودة مع اسماء المتروبوليتية الذين ساسوها في اعوام 1628- 1635-1647- 1658- 1694.
خلال القرنين 16 و17 عُرف حوالي العشرين من ابرشيات الكرسي الانطاكي معظمها في الجغرافيا السورية، في القرن 16 كانت الجبال السورية الساحلية والجبال الشرقية المحاذية لوادي العاصي مع ” ميزوبوتاميا ” (مابين النهرين) الشمالية وجبال القلمون شمالي دمشق، مراكز (ريفية) هامة لبطريركية أنطاكية تجمع عدداً كبيراً من المطرانيات، لكن حتى في القرن 16 تخلى الروم الانطاكيون الارثوذكسيون عن ثلاثة من كراسي مابين النهرين الاربعة بحيث بقيت مطرانية ديار بكر الوحيدة في المنطقة والكراسي الارثوذكسية الاربع هذه هي اديسا والرها وميافارقين ونصيبين وحصل ترك المذهب الارثوذكسي لصالح السريانية والآلآشورية والكلدانية والارمنية وخاصة شرق الاناضول وارضروم .
لكن شهدت المراكز الاخرى نوعاً من التراجع في اوضاعها كما يُستنتج من تضاؤل قيمة المطرانيات نتيجة لنقص عدد سكانها المسيحيين وفراغ الكثير منها لتصبح تسميات تاريخية قضت كأثر بعد عين.
ان حالة ابرشية أفخائيطية مثلاً التي كانت ابرشية هامة في القرن 16 تصلح ان تكون مثالا يُحتذى، علاوة على ذلك يأتي الاستشهاد التالي ليبرز طابع المصادر العربية المذكورة قبلا في تاريخ البطريركية الانطاكية.

كتب البطريرك الانطاكي العظيم مكاريوس ابن الزعيم يقول في دراسة المطارنة الذين شغلوا مختلف المراكز الاسقفية في بطريركيته:” الا فاعلموا ان في محيط افخائيطية القريبة من (معرة حلب) المسماة الآن Hanak كانت توجد قرى متعددة كلها مسيحيون يعرفها اهالي Hanakحتى اليوم، كما كانت قرى محردة ومعلته وأفيون والبييه وبسيرين تابعة لها، اخبرني الاب جاورجيوس الحموي (من حماه) انه عندما كان صغيراً كان في محردة وحدها، اربعة آلاف مسيحي، وأن متروبوليت أفخائيطية مكث فيها يدبر رعيته، كان المثلث الرحمة البطريرك ميخائيل متروبوليتاً على هذا الكرسي ومنها رُفِّعَ الى السدة البطريركية خلفاً لسلفه ابن جمعة، فرسم في مدينة حلب الكاهن غريغوريوس (من حماه) متروبوليتًا على محردة، وما ان وصلها هذا الأخير حتى رسم لها خمسة وثلاثين كاهنا واربعة عشر شماساً، لكن المثلث الرحمة البطريرك يواكيم ابن ضو الذي خلف البطريرك ميخائيل المشار اليه أعلاه عزل غريغوريوس ( الحموي) من منصبه بسبب ضعفه اللغوي (في اللغة)، وبعد وفاةالمتروبوليت غريغوريوس نصَّبَ البطريرك يواكيم ابن ضو ملاخياس متروبوليتاً وكان هذا الأخير رجلاً فاضلاً احب العلوم وكتب ونسخ العديد من الكتب الرائعة.
ذهب الى حلب حيث وقع مريضاً، وتوفي فيها بحضور اكليريكيي مدنها الذين دفنوه فيها، وبعد وفاته بقليل اتى البطريرك ابن زيادة الى منطقتي حماه وحمص، وكانذلك عام 7105 لآدم (1596-1597م)، ولم يشأان يقيم مطراناً على افخائيطية، بل وزَّع أبرشيته بين مطرانيتي حمص وحماه، فأعطى لحماه قرى محردة وHanak ومعلته، ولحمصقرى البييه وأفيون وبسيرين…”
كذلك حل بكل ابرشيات أفاميا ومرمريتا الحصن وقاره التي لقيت مصير ابرشية افخائيطية وتم التخلي عنها في النصف الاول من القرن 17.
وردت قصة ابرشية أفامية في كلمات البطريرك مكاريوس الذي قال:” أما افامية السورية، فانها كانت كرسيا لمطرانية واسعة تضم احد عشر مطراناً أقام المثلث الرحمة أغناطيوس (عطيه) برسامة كاهن من قبرص هو الاب زكريا، رئيس دير القديس يعقوب (الواقع خارج طرابلس) مطراناً عليها. وكانت على مقربة من افامية قرية مسيحية تابعة لها، اسمها الجماسة، اعتاد الكاهن موسى من محردة أن يزور ابناءها زيارة رعوية بمناسبة كل صيام، لأن مطرانهم زكريا رحل بعيدا عنهم الى بلاد الجيورجيين حيث تعلم لغتهم واتقنها وبشرهم بها ثم مات هناك.
انا مكاريوس المتّضِع أعرفه شخصيا، وقد شهدت ماكتب عند المطارنة الذين تعاقبوا على مطرانية طرابلس.”
مع رحيل زكريا هذا ، ترك البطاركة المتعاقبون كرسي أفامية شاغراً، أما عن مطرانية مرمريتا / الحصن، فيقول لنا مكاريوس:
“… سابقاً، كانت مرمريتا كرسياً اسقفياً خاصاً، وقد وصلتنا اسماء مطارنتها من عدة مصادر…” ، وقد نقل كاهن من الحصن اسمه سعد الى البطريرك” انه كان في مناطق الحصن وصافيتا ومرمريتا مايزيد على الخمسة آلاف عائلة من طائفتنا: اذ كان في مرمريتا بمفردها ثلاث كنائس في الاولى اثنان وعشرون كاهنا وشماسان، وفي الثانية اثناعشر كاهناً وشماسان،وفي الثالثة ثمانية كهنة وشماسان. لكن من شأن الخطايا والمظالم أن تقلل من أعداد ابناء الأجيال المتعاقبة.
هكذا ايضا جرى التخلي عن مرمريتا بعد وفاة المطران اثناسيوس عام 7145 لآدم “( المصادف لعام 1636/1637م).
اما مطرانية قاره، فقد لقيت ذات المصير بعد ذلك بسنوات معدودة، فكتب البطريرك مكاريوس:”عندما هجر المسيحيون قاره( اي عندما خلت قاره من المسيحيين)، وتوفي مطران صيدنايا باخوميوس اليوناني ودفن هناك، أصدر افتيموس اليوناني ( الصاقزي) “امراً” رفَّعَ بموجبه اسقف قاره يوسف ليكون متروبوليتاًعلى صيدنايا”.
في ذات الوقت الذي جرى فيه التخلي عن هذه الكراسي لاقت مراكز البطريركية في بعض المدن مثل حلب ودمشق وصيدا ارتفاعاً هائلاً في عدد سكانها واصبحت كورة طرابلس، التي كانت موئل العديد من الاديرة مثل البلمند وكفتون وبكفتين وبزيزا وغيرها، أهم “منطقة ريفية” في دائرة الكرسي الانطاكي المقدس.
اما ترقية باياس الى كرسي اسقفي ومؤخرا الى ابرشية فيجب ان يُنظَرْ اليها بالمقارنة مع الأهمية الاقتصادية لهذه المنطقة التي كانت تتبعها مدينة الاسكندرونة مرفأ حلب الرئيسي.
في القرن 16 حصل عدة مرات ان ادار مطران واحد نصف المطرانيات الشاغرة التي كانت برعاية البطريرك لعلة الشغور هذه، احياناً… اما في القرن 17 فلا نعرف الا حالات قليلة كان فيها المسؤولون عن كرسي معين يقومون بأعباء كرسي آخر شغر بوفاة مطرانه.
كانت الصراعات حول المنصب البطريركي التي تنتج عادة عن اختيار فريقين لبطريركين بآن معا كما حصل مثلاً في اختيار كيرلس الزعيم حفيد البطريرك مكاريوس واثناسيوس الدباس في القرن 17 وسابقاتها في القرن 16 (ثم في استيلاء كيرلس طاناس على البطريركية مدعيا البطريركية لنفسه 1724 فيما البطريرك الشرعي سلبسترس القبرصي والشق الكاثوليكي للبطريركية الانطاكية) ونعرف انه في نهاية القرن 16 ان اثنين من المطارنة تنافسا على كرسي ابرشية طرابلس، وكان هذا التنازع يؤدي عادة الى تتويج اصحاب المناصب المتنافسين على الكراسي الاسقفية الشاغرة، لرأب الصدع وحسما للمشاكل التي قد تنشأ.
من وقت لآخر كان يضاف اسم موقع جغرافي آخر الى اسم الموقع الذي تحمله الابرشية، إما لتحديد منطقة الابرشية، واما لتحديد المكان الحالي لإقامة المطران المعني…على أية حال لم يكن أحد يفكر في مثل هذه الحالات بتأسيس ابرشيات جديدة بالعكس انحسرت عن القرون العشرة الاولى.
الى جانب هذه التبدلات الداخلية، قامت كذلك بعض المحاولات لإدخال مناطق جديدة تحت سلطة بطاركة انطاكية، هكذا حاول البطريرك يواكيم ابن زيادة عبثاً ان يسيطر على كنيسة قبرص.
بعد زهاء الثمانين عاماً، تحقق نجاح أكبر في القوقاز، فعندما أتى البطريرك كيرلس ابن الزعيم ( حفيد البطريرك مكاريوس) عام 1683 الى البلاد الكرجية (جيورجيا)، كان عليه ان يعترف بأن مطران أشلزيش التي كان الاتراك يسمونها أكيسكا، كان رجلاً متزوجاً لم يرسمه رئيسه الروحي كاثوليكوس جيورجيا في تفليس (تبليسي العاصمة)، بل رسمه الحكام المحليون للمنطقة، لذلك بادر البطريرك كيرلس الزعيم فرسم احد رهبان المنطقة والابرشية ليكون هو المتروبوليت الشرعي على المدينة، وزوده بطرس بطريركي قانوني بتعيينه، وهكذا وُضعت أكيسكا التي كانت تحت النير العثماني من عام 1578 وكانت مقراً لأحد الباشاوات الاتراك، تحت سلطة بطاركة انطاكية القانونية.
( تنويه: لابد لنا من الاشارة الى ان تسمية الكاثوليكوس باليونانية في جيورجيا او الجاثليق بالعربية يعني انه تحت يد البطريرك او منتدبا بطريركياً مفوضاً بصلاحيات البطرير سواء في جيورجيا او مجاورتها ارمينيا وكان وكاثوليكوس اتشميازين الارمنية (قبل انشقاق الارمن في القرن الرابع والتحاقهم باللاخلقيدونيين السريان والاقباط والاحباش) مكلفا من قبل البطريرك الانطاكي بصلاحيات البطريرك في هذه المنطقة لبعدها عن المركز البطريركي اولاً في انطاكية ثم في دمشق، وان جيورجيا لبعدها نالت مايمكن ان نسميه استقلالاً ذاتياً عن البطريركية الانطاكية منذ القرن 11م ولكنها وكما يبدو من رحلتي البطريرك مكاريوس ابن الزعيم الى روسيا كانت تحت رعايته، لتدابيره فيها لجهة معاقبة الكهنة المخالفين الشريعة الارثوذكسية، انها لاتزال تحت الحوزة البطريركية الانطاكية، الى ان ضمتها البطريركية الروسية من الربع الاخير من القرن 18 ونهائيا عندما ضمت جورجيا والقفقاس الى الامبراطورية الروسية قبيل منتصف القرن 19، ولكن بقي بطريرك جيورجيا حتى الآن يحمل لقب كاثوليكوس اي منتدب بصلاحيات البطريرك وجيورجيا اليوم بالرغم من تسمية الكاثوليكوس تعتبر بطريركية ارثوذكسية مستقلة، وفي ذات الوقت لايزال (الفيمي) او الاعلان البطريركي الانطاكي يضم الى صلاحياته البلاد الكرجية والتسمية الشرعية للبطريرك الانطاكي “بطريرك انطاكية وسورية والعربية والبلاد الكرجية ومابين النهرين وسائر المشرق”)
وقد اشير في مرجعين خطيين، ظهرا، الاول عام 1715 في ترغونتس، والثاني عام 1855 في القسطنطينية، الى أن ابرشية أشلزيش الكرجية هي احدى ابرشيات الكرسي الانطاكي المقدس. من الناحية الاخرى كان على البطريركية ان تحمل خسارة ابرشية عكا، ففي عام 1620 وقعت ابرشية عكا التي كانت في الأصل مطرانية بالانتخاب تابعة لمطرانية صور تحت سلطة بطريركية اورشليم الارثوذكسية، علماً بأن الاسباب الحقيقية التي ادت الى هذا التحول ليست معروفة، لكنه من الممكن ان يكون بعض الطامعين المتنافسين على السدة الانطاكية قد وجهوا الى بطاركة القسطنطينية في هذه الفترة طلبات متعددة لمساعدتهم على تحقيق هذا المطلب.
اللغة التي كانوا يتكلمونها في ابرشيات الكرسي الانطاكي
كان المؤمنون العاديون مع معظم الاكليريكيين يتكلمون العربية، وينحدرون من اصل وطني سوري، وكان عدد ضئيل من المطارنة يوناني الجنسية. ويبدو ان جزءاً على الاقل من رعايا ابرشيتي ادنة (باياس) وارضروم كانوا يونانيين كذلك في صفوق المؤمنين الارثوذكسيين الناطقين بالارمنية في ابرشية ارضروم وماحولها وفي الابرشية المجاورة ديار بكر كانوا من المسيخيين الارثوذكسيين الانطاكيين وهم يشكلون الاكثرية وكانت لغتهم الارمنية وليس مذهبهم، ومن بينهم خرج في القرن 17 عدة مطارنة لأبرشية ارضروم الرومية الانطاكية، وكان مقر المطرانية فيها منذ زمن طويل.
في ابرشيات اخرى كان السكان لايتكلمون السريانية والآرامية الا في بعض القرى المحددة كشرق الفرات والقلمون الشرقي، لأن العربية كانت قد اصبحت اللغة الليتورجية الادبية المحكية السائدة، والى جانب ذلك كان بعض المثقفين (وخاصة الطبقة العليا من الاكليروس) يلمون باليونانية بعض الالمام الذي تمخض خلال القرنين 17 و18 عن ترجمات متعددة من الادب اليوناني الى العربية.
كانت معرفة الادب السرياني مقتصرة على فئة قليلة من رجال الاكليروس الذين كان يتميز بعضهم كنساخ وكتبة للمخطوطات الليتورجية السريانية، كان الأمر المشكوك به هو ما اذا كانت هذه المخطوطات – المؤلفات تُرجمت ليستخدمها القراء الروم الارثوذكسيين وحدهم.
على اي حال، كان المطران الحلبي ملاتيوس كرمه، الذي اصبح بطريركاً فيما بعد (1634م) على حق بقوله:” أن اللغة الأم لأرثوذكسيي بطريركيته اانطاكية كانت العربية” واكيد يقصد في أيامه. (مطلع القرن 17).
بعض الملاحظات على مطارنة الكرسي الانطاكي
كانت هنالك طريقتان رئيستان لاختيار المرشحين، كان بامكان رعية الابرشية عندما يشغر كرسيها الاسقفي، ان تنتخب لهذا الكرسي كاهناً ترسله الى البطريرك في دمشق، طالبة الموافقة عليه ورسامته اسقفاً عليها، وكان من صلاحيات البطريرك نفسه أن ينتخب متروبوليتا دون ان يكون بالضرورة من الابرشية المترملة، ويرسمه متروبوليتا دون ان يستطلع رأي شعب الابرشية. وخلال هذه المرحلة تمت الاشارة الى حصول رسامتين غير قانونيتين لا اكثر فحوالي العام 1620 تمت بأمر من والي طرابلس (ابن الصيفي)، ورسامة يواكيم مطرانا على هذه الابرشية من قبل ثلاثة مطارنة دون ان يوافق عليها البطريرك، وفي الثمانينات من القرن 17 رفض البطريرك وقتئذ ان يرسم سلفستروس دهّان مطراناً على بيروت، فاستحث ثلاثة مطارنة لينصبوه مطراناً على بيروت، وبعد ذلك اعترف البطاركة المتعاقبون لكل من بواكيم وسلفستروس بمنصبه، يبدو ان الرسامات كانت وقائع غير قابلة للمناقشة، هكذا عندما تفرد كيرلس بن الزعيم بالسلطة على البطريركية الانطاكية بتنازل البطريرك الكبير اثناسيوس الرابع (ابن الدباس)، اعترف بمن اقامهم مطارنة، منافساه على السدة البطريركية، كل من نيوفيطوس الصاقزي، واثناسيوس الدباس…
فيما يتعلق بالانتخابات الاسقفية، ليس لدينا إلا اشارة حقيقية الى السيمونية والمحاباة، اضافة الى تدخل السلطات الحاكمة، لكن العدد المقدر لهذه الحالات غي المعروفة قد يكون أعلى من ذلك بكثير…!
كان المرشحون للأسقفية هم من الكهنة والرهبان او الكهنة المترملين منذ زمان بعيد، وكان بعضهم يتعاطى مهنا وحرفا يعتاشون منها الى جانب خدمتهم الاكليريكية كناسخين او حاكة (جمع حائك) يعملون على الانوال وفي تسدية الحرير، او اطباء او كتبة قبل ان يتم تسقيفهم، كما في تسقيف الخوري يوحنا ابن الزعيم في كهنوته بحلب عندما تم اختياره مطرانا لحلب وسط تهكم من القاصد البابوي في حلب برسالته الى مجمع انتشار الايمان في روما ” انه نقل من نول الحياكة الى منصب المطرانية…!” وقد تناسى المذكور ان هذا العلم الروحي كان كما بولس الرسول يعيش ومن معه في حياكة الخيام من تعب يديه ولم يكن مدججا بمال روما الاستلابي للرعية الارثوذكسية…!
كانت اسماء هؤلاء الاساقفة والقابهم تعطى لهم عادة من البطريرك، واحياناً برغبة من رعية ابرشية من اختير اليها مطراناً…وكانت رساماتهم الاسقفية توثق بوثيقة بطريركية (صك شرطونية) وتسمى “شهادة شرطونية”.
كان من الممكن ان يكون المطارنة من ابناء الابرشية التي يُقامون عليها، او من ابناء مناطق أخرى، من ارجاء بطريركية انطاكية الرومية الارثوذكسية، وحتى من خارجها، لكن عدد الاحبار اليونانيين، رغماً عن المطالبات واسعة النطاق، كان محدوداً، وحتى نهاية القرن 17، لم يكن لوجودهم كما هو معروف، مايبرر للمؤمنين الوطنيين ان يشعروا بأية نقمة.
كان يصدف من حين لآخر أن يقوم خلاف بين مطران ورعيته، وببدو ان البطاركة كانوا في مثل هذه الحالات، يبترددون في اتخاذ الاجراءات الصارمة، بانتظار ان الزمن كفيل بحل المشكلة، وهكذا كانت حالات التوتر تنتهي الى الهدوء، سواء أكان ذلك بالاتفاق بين افرقاء النزاع او بوفاة المطران او باستقالته.
ولكن كان من النادر ان سُجلت خضة شعبية رعوية ضد المطران انتهت باقالته، فقط كانت قد حصلت حالة نادرة تم فيها إقصاء مطران حمص أثناسيوس ابن عميص بقرار مجمعي.
كان المطارنة اضافة الى ولايتهم الروحية على ابرشياتهم كانوا قادة في الحياة الفكرية والثقافية، وكانوا معلمين روحياً وايضاً ثقافياً، بسبب من اهتماماتهم السابقة لاسقفيتهم، كدارسين ومؤلفين ونساخ وخطاطين ووراقين ومجلدين، وكانوا يشجعون الآخرين على ان يحذون حذوهم، وقام بعضهم بتأسيس مكتبات في مطرانياتهم، كمطران حلب ملاتيوس كرمة (البطريرك افتيموس كرمة) الذي اسس مكتبة شهيرة جدا في دار المطرانية بحلب وجعلها قاعدة مدرسية لشبيبة رعيته، وعندما تولى السدة البطريركية كبطريرك في دمشق 1634 نقل اليها مكتبة المطرانية واساسا هي مكتبته الشخصية.
وكما فعل البطريرك اثناسيوس الدباس عندما تخلى عن البطريركية لمصلحة منافسه كيرلس ابن الزعيم، وتولى حلب مطرانا لها، وزار رومانيا وتعلم الطباعة وعاد ومعه مطبعة الى حلب اهداه اياها امير البغدان والفلاخ لمنفعة المؤمنين الارثوذكس في انطاكية بتوفير المطبوعات العربية الليتورجية لهم وكانت اول مطبعة بالأحرف العربية تدخل الى الشرق وطبع بها العديد من الكتب الشهيرة، ولما تولى السدة البطريركية بعد وفاة كيرلس كما قضى الاتفاق بينهما وجاء الى دمشق بطريركاً 1720 نقل مطبعته هذه الى البلمند لمنفعة الكرسي الانطاكي فاختلسها الشماس عبد الله زاخر الحلبي بعد وفاة معلمه اثناسيوس 1724 وا كان يعمل عليها مساعدا لمعلمه ابن الدباس في حلب، ثم تولاها في البلمند مع جمهرة الرهبان الحلبيين الذين اعتنقوا الكثلكة، ونقلها الى دير مار يوحنا الشير الكاثوليكي، والمؤلم ان ادبيات الكاثوليك تؤكد انها مطبعة زاخر، وليست مطبعة حلب ومن ثم مطبعة البلمند الارثوذكسية الانطاكية الرومية…!!!ولنا في ذلك تدوينات هنا.
خلاصة موجزة، انما واضحة لما تقدم ، ورداًعلى موضوع خصوصية الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية، يجب الاعتراف بأن بطريركية انطاكية الرومية في القرنين 16 و17 كانت:
جغرافياً، وعرقياً ( فيما يتعلق بالمؤمنين الروم العاديين بقدر مايتعلق برجال الاكليروس الرومي الانطاكي الارثوذكسي)، ولغوياً (بالمعنى الثقافي والفكري معاً) بطريركية سورية عربية اللغة،سائرة وتسير بهذه الصفة حتى الآن مع الاعتزاز الشديد باللغة اليونانية لغة الكتاب والبشارة والطقوس والليتورجيا والاخوة الرومية والارثوذكسية كجذر اصيل، ومن هنا يمكننا ان نسميها كنيسة سورية ( لا سريانية كما يحلو لبعض المدعين التلاعب بالألفاظ) كما يمكن وبكل القناعة ان نسميها بطريركية عربية رومية الوجه بصفتها اسهمت في حضارة المشرق الرومية مع كل المكونات السورية في الامبراطورية الرومية وليست البيزنطية وبالذات مع اخوتنا واهلنا يونان المشرق ابناء العقيدة الارثوذكسية الخلقيدونية الجامعة وبلغتي الليتورجيا العربية واليونانية التي نعتز بها منذ نشوء البطريركية الانطاكية معهم شركاءنا في بطريركية انطاكية وسائر المشرق.
من هذا المنطلق كان الكرسي الانطاكي المقدس متفردا ومختلفاً عن سائر كنائس الشرق التي كانت تشكلت نتيجة الخلافات العقيدية والهرطقات والانشقاقات ونشوء الكنائس الوطنية وحصر سورية بها، والتي انشأتها وادارتها وتديرها مجموعات عرقية اخرى كانت لها الى درجة معينة على الاقل خلفية ثقافية ولغوية اخرى.
واخيرا نختم بهذا البيان الاحصائي الواقعي عن انتماء ابرشيات الكرسي خلال سنوات في القرن 17
ابرشيات بطريركية انطاكية
الرموز: ع: عربي، ل: لاتيني، ي: يوناني، م: متحد تابع لرومية
اسم الابرشية ________عام 1628________1635________1647________1663_________1689 / 94
عكار _______ – ________ ع _______ – ________ ع ________ ع
حلب _______ ع _______ ع _______ – _______ – ________ ي
بعلبك _______ ع ________ ع _______ – _______ ع ________ ع
بيروت _______ ع ________ ع _______ ع _______ ع ________ ع
ديار بكر _______ – ________ ع _______ – _______ ع ________ –
ارضروم ________ – ________ ل _______ ل ________ – ________ –
حماه ________ ع ________ ع ________ ع ________ي _________ ي
بصرى _________ ع _________ ع ________ ع ________ ع _________ ع
حمص _________ ع __________ ع ________ ع ________ – __________ م
اللاذقية _________ – _________ ع _________ ع ________ ع __________ ي
معلولا _________ – ________ ع _________ – ________ ع __________ –
مرمريتا __________ – _________ ع ________ – ________ – __________ –
باياس __________ ع _________ ع ________ – _________ – ___________ ي
قاره __________ ع _________ ع _________ – _________ – ___________ –
صيدنايا ________ ع _________ ع _________ ع _________ – ___________ ع
صور وصيدا ________ ع _________ ع ________ ع _________ ع __________ ع
طرابلس _______ ع __________ ع ________ ع _________ ع __________ ع
الزبداني ________ ع __________ ع ________ – ________ – ___________ –
المجموع _______11ع ________17ع / 1ل______8ع /1ل_______ 9ع /1ي________7ع/4ي/1م
من المصادر
سيرة البطريرك الانطاكي مكاريوس بن الزعيم/موقعنا
خريسوستموس ، تعريب الاسقف استفانوس تاريخ كنيسة انطاكية
رستم ، اسد، تاريخ كنيسة مدينة الله انطاكية العظمى
زيتون، جوزيف، تاريخ الكرسي الانطاكي المقدس
ليبيتز ،كارستن ابرشيات بطريركية انطاكية