ميخائيل نقولا كليلة الدمشقي
تمهيد
تقصر مصادر الكنيسة الارثوذكسية في ذكر هذا العلم المتواري والذي عاش في ادق مرحلة من مراحل دمشق في القرن 19 لجهة المجتمع الارثوذكسي والكنيسة الدمشقية الارثوذكسية الانطاكية، ومن الاسرة ظهر المطران اثناسيوس كليلة الذي صار مطرانا لابرشية بصرى حوران وجبل العرب وكان خطيبا وعالما…
لعل علمنا هنا كان هو من الشخصيات المؤثرة جدا في مسيرة التعليم الارثوذكسي بدمشق، فهو تلميذ القديس يوسف الدمشقي رائد النهضة الانطاكية عموما وفي دمشق خصيصا، والمتابع في دربه لما كان قد اسسه من نهضة المدارس البطريركية الارثوذكسية الدمشقية…

بعض يسير من السيرة الذاتية
هو ابن اسرة كليلة الدمشقية المتجذرة في الكنيسة فقد كان والده نقولا في عمدة الكاتدرائية المريمية ويعمل في حرفة سدي الحرير، وتملك خانا صغيرا متوارثا لهذه الحرفة المتوارثة التي عمل فيها معظم عائلات دمشق المسيحية، وتقيم ببيت العائلة الكبير في حارتها الارثوذكسية التقليدية ’آيا ماريا ( القيمرية بعد تحريف الاسم وادعاء التسمية الكاذبة للشيخ القيميري في القرن 8 الهجري والبعض يؤكد انه من اكراد دمشق وان سكان القيمرية هم من الاكراد الدمشقيين!!! بينما هو اصل الحل المسيحي ومنسوب للقديسة مريم(آيا ماريا) ، فالحي آيا ماريا هو الوسط السكني المحيط بكنيسة مريم ويعود الى الزمن النبطي – الروماني_ والرومي في العهد الرومي، ومركز عملهم، ولما انشطر ارثوذكس دمشق عند الانشقاق عام 1724 حصل فرز طائفي حيث بقي الارثوذكس متمسكون بهذا الحي على اسم كاتدرائيتهم ومقر البطريركية، في حين عاش الكاثوليك في شرقي دمشق المسيحية مع الارمن والسريان القديم والكاثوليك والموارنة…
تميزت الاسرة ككل عائلات دمشق الارثوذكسية بالايمان الحار، وتمارسه في البيت والكنيسة، فدار البطريركية هو قلبها الاجتماعي والمريمية هي كنيستها، مع الكنائس الاخرى التي كانت تشكل المجمع الروحي حيث الصلاة واللقاء الشعبي وكتّاب التعليم لأولاد الرعية وساحاتها مكان لعبهم.
ولد علمنا ميخائيل (مخاييل – الدارج دمشقياً) عام 1838 في بيت العائلة في ” القيمرية”،وكان المعلم الشاب يوسف مهنا الحداد، قد مارس التعليم في كتاب بيته لابناء الرعية في بيت العائلة قبل الحملة المصرية على سورية، ومن ثم نقله لما صار كاهنا الى كتاب الكنيسة 1836 بعد ما نالت البطريركية اذنا بفتح مدرسةارثوذكسية ( الاسية لاحقاً) وكان الحكم في الدولة الاسلامية بكل عهودها تمنع التعليم للمسيحيين في مدارس خاصة، فقط في مربعات الكنائس.، لذا انتقل مع بقية تلاميذ المعلم الصغار الى كتاب الكنيسة عام 1840 لما اعاد تنظيمها عامئذ، وتابع الخوري يوسف التعليم فيه، ونقل الكتاب من خانة الكتاتيب الى المدارس الحديثة ( التي كانت البعثات الرهبانية الكاثوليكية تفتحها في كل مناطق الكرسي الانطاكي وخاصة دمشق بموجب الصلاحيات الممنوحة للسفارات الاوربية في اسطنبول، وقنصلياتها في حلب وبيروت ودمشق وصيدا وزحلة، وبهذه المدارس استحوذوا على ابناء الرعية الارثوذكسية والرعايا الكنسية الشرقية وهذا ماسهل انشاء الكنائس التابعة لكرسي رومة).

انتمى التلميذ مخاييل الى المرحلة الابتدائية برعاية الخوري يوسف، مالبث ان توفي والده وكان بعمر السابعة، عندها انصرف الى التعلم ليلاً في القسم المسائي في مدرسة الآسية، في حين عمل مكان والده في الحياكة بحرفة سدي الحرير في خان العائلة وذلك لتستمر الاسرة في الحصول على وارد مالي ولاسيما ان ميخائيل كان بكر العائلة( وكانت هذه حال كل العائلات المسيحية المستورة لذا كان القسم المسائي في المدارس عامرا بالتلاميذ المنصرفين للعمل نهاراً للقيام بمصروف العائلة ومساعدة رب الاسرة ولاسيما وان عدد الاولاد كان كبيرا والمعيل هو الوالد، لذلك منذ بلوغ الطفل السادسة كان يرافق والده الى الدكان ليتعلم حرفة والده والاستمرار فيها لاحقا، ولزيادة المردود المالي للاسرة، فكيف والحالة هذه كما حصل في يتم مخاييل لابيه وهو الكبير، لذلك عطف الخوري يوسف عليه بشكل خاص لأن الطروف تكاد تكون واحدة، واهتم بدراسته وتعليمه وتأهيله عملياً.
.كان طموح الخوري يوسف جعل صرح الآسية تعليميا متكاملا شاملا لكل مراحل الدراسة، بدءا من الطفولة صف البستان الى التعليم الجامعي.
ففي عام 1852 افتتح الخوري يوسف في مدرسة الآسية فرعين جامعيين اكاديمين عاليين هما المدرسة الاكليريكية اللاهوتية العالية، ومدرسة الموسيقى الرومية العالية وضم اليها المميزين من تلاميذه الذين تعلموا على يديه منذ الطفولة، كان منهم علمنا ميخائيل فاختاره ضمن ال12 تلميذ وكانت نواة الكلية الاكليريكية وقد اقنع البطريرك ايروثيوس (1840-1885) في افتتاحها والمدرسة الموسيقية العليا لدعم الكرسي الانطاكي بكهنوت انطاكي كفؤ يتم اعداده محليا، توفيرا لنفقات الايفاد الى جامعات اثينا وسالونيك وقازان وموسكو وكييف وبطرسبرغ، مقابل مايقوم به المبشرون اللاتينيون من ايفاد لابناء الارثوذكس والاستيلاء عليهم لخدمة طوائفهم الجديدة…
انصرف علمنا الشاب ميخائيل بكل طاقته الى دراسة العربية وآدابها واليونانية والعثمانية، فبرع فيها اضافة الى العلوم اللاهوتية والموسيقى الكنسية التي كان يمارسها في الخدم الطقسية.
وبتزكية من معلمه القديس يوسف الدمشقي وباقتناع من البطريرك ايروثيوس، عيّنه الأخير استاذا لبعض فروع العربية والرياضيات في آسية دمشق البطريركية، حتى كانت مذبحة دمشق الكبرى 1860 بعدما كانت مستعرة منذ 1849 في جبل لبنان وتنتشر كانتشار النار في الهشيم في كل المناطق الى ان فعلت فعلها الوحشي الضاري بدمشق خاتمة فصول هذه المذبحة وقضت على نصف ارثوذكس دمشق وبقية المسيحيين وهجرة ربع الارثوذكسيين وبقاء الربع فقط كاقلية مرتاعة من تجدد الذبح والتدمير والحرق…
مذبحة 1860 والقضاء على الآسية والحلم الجامعي
يوم نُكِبَ الناس وهاموا على وجوههم. وكان علمنا وقتذاك في الآسية، وشاهد الفتك والذبح، وبقدرة الرب القادر استطاع حماية التلاميذ والاعتناء بهم بكل أمانة، وسار بهم تحت خطر القتل الى بيت الامير العظيم عبد القادر الجزائري في محلة العمارة الجوانية منطقة باب السلام وكان البيت يغص باللاجئين الناجين وخاصة الكهنة والراهبات
وكان فجر 10 تموز قد استشهد الخوري يوسف في منطقة مئذنة الشحم/ بوابة البزورية بقتله بشكل وحشي من محمد العظم وعصابته بالرصاص في صدره والبلطات والحراب في ظهره، وبعد قتله سحلوا جثمانه الطاهر الى صرح المريمية المحترق والمدمر و6000 جثة شهيد من الجنسين ومن مختلف الاعمار في الارضية المدمرة والقوا جثمانه بينهم وهم يهللون ويكبرون…
وقضى كادر المدرسة التدريسي والإداري في مذبحة 1860 ودُمرت المدرسة كلها ولم ينج إلا المعلم ميخائيل وهو الوكيل الوحيد الذين حماه الله مع الاولاد من وكلائها هو ميخائيل كليلة كما اسلفنا استطاع النجاة بالتلاميذ وصولاً إلى بيت المغفور له الأمير عبد القادر الجزائري في محلة العمارة الجوانية حيث تم نقلهم بحراسة جنوده الاشداء وهم شاكيي السلاح إلى قلعة دمشق وكانت بحمايتهم والحامية العثمانية التي كان لها النصيب في افتراس العديد من النسوة والفتيات والاولاد، وكم باعوا منهم الى الاكراد المشاركين بالذبح بقيادة شمدين آغا ومهم الى قبائل البدو في البادية السورية في تغريبة الم مسيحية دمشقية لاتوصف. وللامانة وفقا لمذكرات القناصل وشهود عيان والوثائق البطريركية ( وسيرة استشهاد القديس يوسف الدمشقي بخط ابن شقيقه الشاب يوسف والمرسلة منه الى القديس المنسي السيد ديمتري نقولا شحادة الصباغ الدمشقي تلميذ الخوري يوسف كعلمنا مخاييل كليلة، وهي اساس سيرة القديس يوسف الدمشقي التي كتبناها بخطنا وانتحلها غيرنا لذاته بعدما طبعها وقدمها للمجمع المقدس بتكليف من البطريرك اغناطيوس الرابع لاعلان قداسة الشهيد في الكهنة يوسف مهنا الحداد) وفيها جميعها التأكيد على معارك خاضها الجنود الجزائريين الابطال حماية لهؤلاء المنكوبين ضد من ذكرنا.
ونذكر من باب الامتنان للأمير عبد القادر انه مع العديد من مشايخ المسلمين واعيان المسلمين الدمشقيين، كانوا يقومون بحماية الاولاد واللاجئين المسيحيين الملتاعين واطعامهم على نفقتهمحتى انتهت الفتنة الدامية، وعاد التلاميذ الى ذويهم سالمين بحماية اتباع الامير عبد القادر المغاربة.

وباستشهاد القديس يوسف وكادره التدريسي والاداري توقف هذا المعهد العلمي والروحي العريق حوالي العقد من الزمان وانتهى مشروع جامعة الآسية التي لو تحققت لكانت أسبق من الجامعتين الأميركية واليسوعية في لبنان بعقدين تقريباً من الزمان.
لم تستطع الرعية الدمشقية ولا البطريركية إعادة افتتاح المدرسة (بعد استشهاد نصف ارثوذكس دمشق/الوثائق البطريركية/ وهروب الربع إلى خارج البلاد إلى بيروت والإسكندرية والسودان والاميركيتين وبقاء الربع المتبقي اللاجئ مرتاعاً مكسور الخاطر يعيش في دوره المحترقة) الى نهاية العقد السابع إلى حوالي 1870 حينما فتحت المدرسة تدريجياً وفق الصفوف من الأصغر الى نهاية المرحلة الثانوية بهمة وكيلي المدرسة الياس بك قدسي وميخائيل بك كليلة، وكان مديرها وقتئذ السيد جبران لويس وقلة من الرواد الجدد والغيورين فساروا بالمدرسة مجدداً إلى أن قيض الله ببدء عودة البطاركة الوطنيين على الكرسي الأنطاكي بجلوس البطريرك ملاتيوس الدوماني الدمشقي على السدة الانطاكية منذ 1898-1906 وبالرغم من شح الموارد ودمار الأوقاف التي كانت تدر بعض الريعية للمدرسة كخان النحاس في مئذنة الشحم. استطاع البطريرك القفز بالمدرسة مجدداً وفتح مدرسة القديس يوحنا الدمشقي الابتدائية في القصاع 1905 كما فتح معهد اللاهوت في دير البلمند…
وقتذاك سافر علمنا ميخائيل الى مصر حيث عُيِّنَ أستاذاً للعربية والحساب والجغرافيا في المدرسة العبيدية الى عام 1862.
وكيلاً للآسية
وفي عام 1873 عاد الى دمشق، وتولى إدارة محل نجاري، ثم اجمعت كلمة الرعية على تولّيه مع الياس بك قدسي (وكالة المدارس الطائفية)، فأدخلا المدارس في عهد زاهر ، ووضعا قوانين للعمل وخططاً للتدريس، وتعهد علمنا أوقاف الآسية بالاصلاح فزاد ريعها زيادة كبرى، وطوَّرَ مناهجها واختار لها الأساتذة الأكفاء، فأقبل عليها الطلبة من كل الفئات. ثم تنحّى عن الوكالة مدة 6 سنوات، عاد بعدها بضغط من الشعب والبطريرك ايروثيوس والمجلس الملي.
وكانت الآسية قد وصلت الى حالة مالية سيئة من حيث تراكم الديون، وتداعي الأوقاف، فبادر بنشاط الشباب وحكمة الشيوخ الى ادارتها مقتصدا في النفقات الى أن سدد ديونها ورصف سقفها بالقرميد، واعاد بناء دكان من اوقافها كانت بلدية دمشق العثمانية قد امرت بهدمها، اضافة الى غرفة رابعة في مدرسة القديس نيقولاوس ( وكانت هذه المدرسة تقع في غرب حرم الدار البطريركية انشئت مكان كنيسة القديس نيقولاوس التاريخية المدمرة في مذبحة 1860 وكانت الكنيسة الثالثة في الصرح البطريركي مع كنيسة مريم( المريمية) وكنيسة القديسين كبريانوس ويوستينا وبقيت مدرسة الى عام 1943 تم شق طريق وسط الوقف وتوسيع حارة مريم الموصلة الى ساحة الخمارات شمال المريمية وحاليا يشغل مطعم قصر النارنج ماتبقى من مساحة المدرسة…)
مدرسة الآسية للبنات
ونظرا لما للمرأة من مكانة في الاسرة المسيحية، ودورها التربوي، بادر الى تطوير عمل مدرسة البنات وكانت تقع مقابل مدرسة الذكور(1) منفصلة في بنائها، فأدخل اليها منهاج الاشغال النسوية والتدبير المنزلي، واشغال الابرة والتطريز التي كانت تتعلمها البنات لتساعد ازواجهن مستقبلاً.

تكريمه ووفاته
كرمه البطريرك الانطاكي ايروثيوس (1850-1885) آنذاك برسالة بطريركية تُليتْ في الكنائس، وبقي يخدم المدارس الأرثوذكسية الى ان رقد بالرب في منتصف ايلول 1907 (وقد اوردناه من بين خريجي المدارس الآسية واساتذتها ووكلائها في كتابنا ” الآسية مسيرة قرن ونصف”)(2) فبلغت مدة خدمته لها نيف و 30 سنة لم ينقطع فيها عن خدمة المدرسة والصرح البطريركي وكان من اشدهم اخلاصا للبطريرك ملاتيوس الدوماني (1899-1906) والبطريرك غريغوريوس حداد (1907-1928) في اول عهده، وحتى وهو يعاني مرض الموت.
اوقف حياته كلها على الخدمة الصالحة، فلم يتزوج، وكان يقضي اليوم كله في الآسية.
كان هادىء الطباع، عطوفاً على الطلاب الذين بلغ عددهم في عهده 521 طالباً كان منهم البطريرك الكبير الكسندروس طحان (1931-1958)
كان شديد الاعتداد بالمدارس الدمشقية الارثوذكسية عموما ومدارس “الكلية الارثوذكسية الدمشقية” اي المدارس الارثوذكسية الآسية الدمشقية وبمؤسسها البطريرك افتيموس كرمة الذي اسسها عام 1635 وباخلاص المتابعين وكان منهم الخوري يوسف مهنا الحداد الدمشقي” الشهيد في الكهنة القديس يوسف الدمشقي” وهو يعتبر نفسه وريثا لهم في هذا الاهتمام التربوي الارثوذكسي الدمشقي، وقد سعى منذ البدء لرفع شأنها لينتظم فيها ابناء الملة، اذ كانوا ينتسبون الى مدارس الارساليات التبشيرية حتى نهضت هذه المدارس وفاقت المدارس الأخرى. وكان يقول :” ان مدارس الأجانب لاتخلو من نزعة نأبى أن يقتبسها أولادنا، إنما نريد معاهد نلقنهم فيها مانريده نحن لا مايريده غيرنا ونطبعهم فيها على الوطنية الصحيحة.”
لذلك أشاد والي دمشق المصلح مدحت باشا بمدارس الآسية حينما زارها في الثمانينات خلال ولايته على دمشق (1870-…) بقوله:
“أود أن تكثر في البلاد أمثال هذه المدارس فتبث في النفوس مبادىء الوطنية الحقة”.
لذلك واعترافاً من تلامذته بفضله عليهم بادروا، الى اقامة تمثال له من المرمر الناصع في باحة مدرسة الآسية، بعد انتقال علمنا، بموافقة من البطريرك غريغوريوس حداد الذي وافق على ملتمسهم هذا، وكانت قد تمت الموافقة على هذا الملتمس وهو على قيد الحياة من البطريرك ملاتيوس الدوماني تكريما لهذا الجندي المجهول في حقل التربية والتعليم في دمشق الارثوذكسية،لكن علمنا توسل اليهم في حينه بأن لايفعلوا ذلك بقوله:
“لايستحق المرء على اداء الواجب جزاء او شكراً,”
ملاحظة
كنا قد نشرناه مقالا لنا في مجلة النشرة البطريركية العدد 6 / حزيران 1994/ السنة الثالثة. ثم ادرجناه في موقعنا السابق في عام 2014 ولكن هذا الموقع خرج عن الخدمة بكل اسف لأسباب فنية لايد لنا فيها وغابت كل مدوناتنا مع مزيد الاسف وكان ذلك عام 2022 ومن ذاك التاريخ اعدنا بصبر شديد الى موقعنا الحديث الحالي معظم تدويناتنا وها اليوم نعيد كتابة ما نشرناه في مجلة النشرة 1994 بعد تصرف واضافات استدعتها المرحلة الزمنية وتطوراتها، ولكن ممايؤسف له اننا منذ البدء في النشرة ثم في الموقعين القديم والجديد بحثنا كثيرا جدا عن صورة شخصية لعلمنا بكل اسف فلم نحظى بهذه اللقيا، ولوعثرنا لكنا قمنا ببعض الواجب اكثر نحو هذ العلم اكثر المغيب كبقية اعلامنا، حتى انه عند بناء المدرسة الاسية مجددا عام 1960 ازيل نصبه المرمري الابيض من باحة المدرسة ولربما تضرر اثناء نزعه لذا ازيل نهائيا مع مزيد الاسف.
حواشي البحث
1- في عام 1960 وبعهد البطريرك ثيوذوسيوس ابو رجيلي (1958-1970) تم اعادة بناء صرح الآسية مجددا يلائم المرحلة العصرية وصار التعليم فيها مختلطا بين الجنسين عندها تم تأجيرها الى مديرية التربية بدمشق في عام 1967 واحدثت فيها مدرسة الياس قدسي الرسمية للبنات، وقد اعيدت الى البطريركية بعد توقف الدراسة فيها وتعرضها الى مايقرب من الانهيار في اواخر عهد البطريرك اغناطيوس الرابع وتم ترميمها مؤخرا وبشكل جذري وبتابعة دقيقة من قبل غبطة البطريرك يوحنا العاشر بالرغم من الازمة الوطنية بدءاً من آذار 2011 والازمة الاقتصادية والاوضاع الصعبة التي تمر بها البطريركية مع التهجير ودمار البلدات الارثوذكسية والكنائس والاديرة، لكن ارادة اعادة العمران عند غبطته دوما متجلية لذا تم اعادة بنيان المدرسة مع الكثير من المطرانيات والكنائس المهدمة والاديرة في كل سورية وابرشياتها، وعادت المدرسة وقفا بطريركيا، بيتا دمشقيا جميلا جدا، من اجل استثماره مستقبلا.
2-زيتون، جوزيف كتابنا “الآسية مسيرة قرن ونصف 1840-1990″/ منشورات بطريركية انطاكية بدمشق 1991 صدر بمناسبة مرور 150 سنة على اعادة تنظيمها بيد القديس يوسف الدمشقي.