مجمع اورشليم الرسولي
مجمع أورشليم الرسولي او مجمع أورشليم الأول أو المجمع الرسولي وهو حدث محوري في تاريخ المسيحية المبكّر.
وهو أول مجمع كنسي معروف في تاريخ الكنيسة المسيحية، انعقد حوالي سنة 49م (البعض يقول بين 48–50م) في مدينة أورشليم.
وقد ورد ذكره بشكل رئيسي في سفر أعمال الرسل (الأصحاح 15)، وكذلك في رسالة بولس إلى أهل غلاطية (الأصحاح 2).
ان حقائق الايمان والسلوكيات المعلنة في في الأسفار المقدسة هي ثابتة، لاتعدل ولا تتغير، فيما أُعلن في القديم أكمله المخلص ولم يبطله (متى 5:17) مسربلاً اياه سربالاً جديداً قائماً على سلطة المخلص كرئيس كهنة ومعلم وراعٍ، وان اختلفت تلك الحقائق في اهميتها، فهي أساسية لكسب الخلاص والتمتع بالملكوت السماوي ، ولاغنى لطالب الخلاص والتمتع بالملكوت السماوي ، ولاغنى لطالب الخلاص عن اصغرها.(متى 5:19).
بموجب هذه الحقائق الانجيلية قاد الرسل القديسون، وبفعل الروح القدس المنسكب عليهم في اليوم الخمسين، حياة الكنيسة التي اقيموا عليها رعاة، منظمين نشاطهم الحياتي الداخلي والخارجي، فكانوا يواظبون كلهم على الصلاة “بقلب واحد” (أع1:14)، ويدبرون شؤون الجماعية باتفاق الاخوة المعزز بالصلاة والخاضع لمشيئة الرب (اع: 23-26). الاتحاد والشركة وبساطة القلبجميعها كانت تشكل اركان حياة الجماعة الاورشليمية التي كانت تتكلل بتسبيح الرب، وازدياد عدد الذين أُنعم عليهم بالخلاص.
وعلى هذه الاركان نمت ايضاً حياة المسيحيين خارج حدود اليهودية والسامرة، لأن التلاميذ قد جسّدوا وصسة الرب لهم اذ جعلتهم فوراً للأمم، وليحملوا الخلاص الى أقاصي الأرض (أع 13:48)، هكذا انتشر كلام الرب في العالم الوثني، إلا ان اليهود- كما يقول لنا سفر أعمال الرسل- بتحريض وجهاء المدن وسكانها حيث يتواجد الرسل محل الاضطهاد على التلاميذ الذين كانوا في انطاكية ممتلئين من الفرح والروح القدس (اع 13:52) وبعد ان فشل اليهود في اعتمادهم اساليب الاضطهاد المادي ضد الكنيسة، لجأوا الى الأساليب الفكرية الايمانية فأخذوا يعلمون الاخوة بأن لاخلاص لهم – الاخوة – الا اذا اختتنوا حسب شريعة موسى، فجاء هذا سبباً لخلاف وجدال شديدين بينهم وبين بولس وبرنابا الرسولين (اع 15:1-2 مماجعل الجماعة الانطاكية تجمع على ارسال وفد منها برئاسة بولس وبرنابا للتشاور مع الرسل والشيوخ في اورشليم حول هذا الامر.
اذن كان سبب انعقاده
عندما بدأ بولس وبرنابا بالتبشير بين الأمم (غير اليهود)، آمن الكثير من الوثنيين بالمسيح.
لكن بعض المؤمنين من أصل يهودي (خصوصاً من “جماعة الختان”) أصرّوا أن هؤلاء المهتدين الجدد يجب أن يختتنوا ويحفظوا شريعة موسى ليخلصوا.
هذا الخلاف أحدث انقساماً في الكنيسة الأولى، فصعد بولس وبرنابا ومعهما آخرون إلى الرسل والمشايخ في أورشليم للتشاور.
كانت اعمال المجمع على النحو التالي
-شريعة موسى
-الختان
بعد ان استقبلت الجماعة الأورشليمية ممثلي كنيسة أنطاكية، عُقد مجمع في اورشليم في العام 50م حضره الرسل والشيوخ لبحث المسألة موضوع الجدال والخلاف، وهي الاجابة على السؤال : هل يجب ان يختتن غير اليهود ويعملوا بشريعة موسى؟ ” (اع 15 : 5) إن ظهور مثل هذه المسألة يعود الى الاعتقادد السائدة آنذاك عند اليهود المتنصرين، بأن اليهودية هي مرحلة مهنية للدخول في الايمان الجديد، وقد شدد على ضرورة ذلك بعض المتنصرين اصحاب التعاليم الفريسية،لقد عرض الرسول بطرس موقفه تجاه المسألة، فجاء توبيخاً لمن اراد ان يجرب الرب بأن يُوضع على رقاب التلاميذ نيرٌ عجز الآباء ونحن عن حمله، وهؤلاء قد وبخهم المخلص مع معمليهم إذ يحملون الناس أحملاً ثقيلة ولايمدون إصبعاً واحدة ليساعدهم على حملها”. (لوقا 11:46) وبعد ان سمع المجمع شهدات الرسولين بولس وبرنابا، رأى يعقوب الرسول – المتقدم بين الاخوة – الا يثقل على الذين يهتدون الى الله من غير اليهود ” لأن الخلاص هو بنعمة الرب يسوع” (اع15:16) وأن يبعث المجمع رسالة تظهر ذلك مع قرار الامتناع عما قد ذبح من الأوثان، وعن الزنا والحيوانات المخنوقة والدم”. (اع 15 : 19 -20)
ان موقف يعقوب من الرسول هذا قد اعتمده الرسل والشيوخ والكنيسة، وتم اختيار كل من برسابا وسيلا ليشكلا وفداً مجمعياً يرسل الى كنيسة انطاكية بصحبة برنابا وبولس الرسولين، حاملاً قرار المجمع في رسالة قانونية.
هذا النموذج الرسولي في معالجة المسائل الكنسية اعتمده آباء الكنيسة المجتمعون في المجامع المكانية والمسكونية والاقليمية حتى اليوم، فهم حملة السلطان في الادارة والتنظيم والتدبير وقيادة ابناء الكنيسة الى الملكوت السماوي ، وهم المجسدون لمشيئة الرب فقط عندما يعملون بالروح القدس. (اع 15 : 28) الذين قبلوا ان يكونوا له مستقراً ومستراحاً.
المشاركون الرئيسيون
يعقوب أخو الرب (أسقف أورشليم، الذي كان له الكلمة الفصل كونه رئيس المجمع الرسولي ).
بطرس الرسول (الذي روى خبر دعوته لكرنيليوس الأممي وما أظهره الروح القدس).
بولس وبرنابا (اللذان شهدا على عمل الله بين الأمم وكانا رئيسا وفد انطاكية).
مع حضور الرسل وشيوخ الشعب الآخرين.
القرارات
1-عدم إلزام الأمم بالختان أو بشريعة موسى.
2- الاكتفاء بأن يمتنعوا عن:
– ما ذُبح للأوثان،
– الزنا
– المخنوق ( اللحم غير المصفى بالدم)
– الدم
3- تم ارسال رسالة رسمية مع يهوذا الملقب برسّا وبرنابا، لتأكيد القرار للكنائس الجديدة.
الأهمية
يُعتبر هذا المجمع الخط الفاصل بين المسيحية واليهودية
فقد أكد أن الخلاص بالمسيح هو للجميع، وليس محصوراً في الشريعة اليهودية.
مهّد الطريق لانطلاق الرسالة المسيحية إلى العالم اليوناني–الروماني.
أسّس لمبدأ المجامع الكنسية لاحقاً كوسيلة لحسم الخلافات العقائدية والتنظيمية.
خلاصة مجمع أورشليم الرسولي في جدول مبسط يوضح الوضع قبل المجمع وبعده:
الموضوع | قبل مجمع أورشليم | بعد مجمع أورشليم |
---|---|---|
الختان | كان يُشترط على الأمم (غير اليهود) أن يختتنوا أولاً مثل اليهود ليخلصوا. | لم يعد الختان شرطاً للخلاص؛ الإيمان بالمسيح يكفي. |
حفظ شريعة موسى | كان هناك إصرار من بعض المؤمنين اليهود بضرورة الالتزام الكامل بالشريعة (مثل السبت والناموس الطقسي). | لم يُلزم الأمم بحفظ الشريعة، بل فقط ببعض وصايا أساسية لحفظ الشركة بين اليهود والأمم. |
المطلوب من الأمم | غير واضح، وكان مثار جدل. | طُلب منهم فقط الامتناع عن: 1. ما ذُبح للأوثان، 2. الدم، 3. المخنوق، 4. الزنا. |
انتشار الإنجيل | كان مقيداً بمناقشات حول الشريعة والختان، ما سبب انقساماً. | انطلق الإنجيل بحرية إلى الأمم، دون عوائق شريعة موسى. |
هوية الكنيسة | أقرب إلى جماعة يهودية مسيحية. | تأكدت هويتها كجماعة جامعة (يهود + أمم) على أساس الإيمان بالمسيح فقط. |