الايقونة المرسلة للأبجر

الأيقونة أو الصورة المقدسة

الأيقونة أو الصورة المقدسة

الجزء الاول

تعريف

لغوياً  الأيقونة كلمة يونانية مأخوذة من الفعل  Eiko الذي معناه ماثَلَ او شابه خطأ بخط أو حاكى، ومعناها ΕΙΚΟΝ اليوناني، يعني صورة بمعنى الرسم.

كنسياً ولاهوتياً في الاصطلاح الأرثوذكسي هي صورة غير ثابتة يُرسَمْ عليها شخص او عدة أشخاص، أو مشهد مقدس مرسوم على الخشب وفقاً لأساليبه، وطرق خاصة، تُظهر هؤلاء الأشخاص القديسين، او الرب يسوع نفسه كمتألهين، ومستنيرين بالنعمة.

يتم تكريس الأيقونة، فتأخذ طابع الشيء الاسراري لأن النعمة الالهية تحل فيها فتتقدس،  وتجعل الشخص المرسوم  عليها حاضراً بيننا. والحقيقة ان الأيقونة تمثل شبه الأصل، والأصل شخص. فإن كان الرب يسوع هو الشخص المرسوم، عبَّرتْ الأيقونة عنه بواسطة رسمه البشري المستنير ( الستوديتي: صورة الرب اللامعة جسدياً)، وإن كان أحد القديسين عبَّرَتْ الأيقونة عن شخص يلبس هذا الجسم الترابي، وسيلبس الجسم النوراني في اليوم الأخير، إذا إكراماً للأيقونة ينصرف الى الأصل، كما عَلَّمَ  القديس باسيليوس  الكبير والقديس يوحنا الدمشقي، والقديس ثيوذوروس الستوديتي، وإذانظرنا الى الأيقونة ترتقي أنظارنا الى الأصل.

بهذا المعنى التقليدي ليست كل صورة أيقونةْ. هذا ولفن الايقونات طرق معينة لابد للرسام أن يتقيد بها، فلا يخضع التصوير الكنسي لخاطر المصور، أو تغير الأزمنة، بل إن دور المصور يقوم على ان ينقل بأمانة كنوز الكنيسة، وايمانها المرئي، ويوصل فكرتها وعقيدتها الى المؤمنين دون تحريف او تشويه.

غاية الايقونة

تعلمنا الكنيسة الأرثوذكسية، أن الهدف من وجود أيقونات في المعابد هو كون الانسان مرَّكَّباً من جسد وعقل وحواس ونفس، فالأيقونة وُجِدَتْ لتخاطب الحواسْ وتُثير العواطف المقدسة في النفس، وتنير العقل بما تُعَّلِمنا من حقائق لاهوتية وتاريخية. قال القديس باسيليوس الكبير:” الايقونات ولاسيما المتقنة الرسم، تجذب الأنظار وتجعل الحقيقة التي تمثلها أحب الى عقولنا، وأعمق وأسرع وأبقى تأثيراً في نفوسنا”.

الأيقونة أو الصورة المقدسة
الأيقونة أو الصورة المقدسة

وقال لاونديوس اسقف نيابوليس في قبرص / القرن 6/ مامعناه: ” إن الأيقونات المقدسة صحف مفتوحة على الدوام للمؤمنين، تناجي بلا انقطاع وتذكر المسيحيين بحقائق ايمانهم وبحضوره تعالى، فتساعدهم على إظهار شعائر العبادة والسجود للخالق إذ هي وسيلة للاتصال بين المؤمن المصلي والباري عز وجل.

لذلك تحتل الأيقونة مكانة رفيعة جداً في حياة الصلاة ومناجاة الرب يسوع والقديسين، فعالم الايقونات هو عالم الذهول الصوفي في صلوات بارة. هو عالم نوافذ على العالم الآخر، على غير المرئي بواسطة المرئي، ان الايقونة هي جزء لايتجزأ من اللاهوت لأنها استحضار لشخص المرسوم عليها، لنبقى كمؤمنين مصلين في شركة حية مع اهل السماء.

الليتورجيا الأرثوذكسية الرومية غنية جداً، تقدم الكلمة المقرؤة والمرتلة موسيقياًمن جهة، وتقدم الصورة المقدسة مكتوبة بالخط واللون للمؤمنين، وعلى الأخص البسطاء منهم الذين يحلو لهم في كثير من الأحيان أن يتأملوا ويسجدوا ويقبلوا بأفواههم، ويلمسوا بأيديهم تعبيراً عن ايمانهم،لأن ايماننا القويم مبني على مخاطبة جزء من الانسان، في حركة ليتورجية لاتنتهي طالما ان الانسان حي بالجسد على هذه الدنيا الفانية، ليقدم العبادة للاله الحي المثلث الأقانيم والإكرام لقديسيه. وهكذا يجد كاتب الأيقونة مكانه الى جانب الأنبياء والرسل والمعلمين، كمعلن لأسرار الديانة، فيثير في النفوس الأفكار والعواطف والحركات التي يتطلبها السر والاكرام المقدم على شرفها.

من خلال هندسة خطوط الايقونة، يسطع  البهاء في شكل الشخص المرسوم، الالهام منطلق لرسم الايقونات ككل فن، والغرض من هذا وذاك هو قلب كيان الانسان المؤمن الناظر والمتأمل روعة القداسة، وهنا يقول لوسكي ( لاهوتي معاصر):

الانسان هو كائن شخصي مثل الله، وليس طبيعة عمياء، هذا هو طابع  الصورة الالهية فيه. علاقته  المطلقة كشخص مع إله شخصي يجب ان تسمح له (بشخصيته) العالم. الانسان هو اقنوم الكون كله الذي يشترك في طبيعته، والارض تجد معناها الشخصي،الأُقنومي في الانسان. عبرنا نحن فقط يستطيع العالم ان ينال النعمة.

نشأة التصوير المقدس- بعض من تاريخ

تمهيد

نحن نعلم ان الله في العهد القديم، قد حرَّمَ على الشعب التصوير وصنع التماثيل والمنحوتات، وهذا المنع كان خوفا على الشعب من ان ينحرفعن عبادة الله ويتحول الى عبادة الاصنام، لاسيما وان شعب اللهكان محاطاً بشعوب كثيرةمن عبدة الأوثان. لكن ذكر  تاريخ الأقدمين أن الشعوب  المتعبدة لله منذ عهد موسى ويشوع قد خلدوّاأحداثهم، ونقشوا أسماء أسباطهم على أحجار رفعوها على ارواح حجرية لتبقى ذكرى من جيل الى جيل، وهنا يقول القديس يوحنا الدمشقي:” يعطينا كل ماذكر الحق بأن نصنع أيقونات للذين لمعوا في الفضائل، وذلك لإحياء ذكراهم والاقتداء بهموالتعبير عن محبتنا لهم. اضافة الى ذلك هناك تابوت العهد، والخيمة مقدس العبرانيين في الصحراء… التي كانت جدرانها مزدانة بصور ( الآلهة) الكروبين متنوعة الألوان والنقوش الجميلة في هيكل اورشليم، الذي رُسمَ على جدرانه الكروبين ايضاً والنخيل والزهور والنقوش المتنوعة. كل هذا كان يعني اشياء كثيرةللشعوب آنذاك، وقد قبلوه  ببساطة رغم محاذير التصوير كما اسلفنا.

الصور قبل المسيحية

ازدهرت الصور على الخشب قبل المسيحية، وبرز الرسام اليوناني بوليغنوت من  جزيرة تاسوس كأحد فناني عصره حيث انتشرت ايقونات للقضاة وبعض المشاهير في قاعات الرياضة اليونانية، ثم عند الرومان وقد اشتمل على:

1- الصنم وهو صورة او تمثال الهي معروض للعبادة في كثير من الأحيان كان المؤمنون به يشعرون برعشة حين النظر اليه، وكأم الاله حلّ فيه.

2- الصور المستديرة على شكل ترس تكون مرسومة في اعلى جدران المعبد الوثني،او منحوتة غالباً على النواويس كما في منطقة دورا اوربوس القريبة من مدينة الميادين بسورية،وغالباًيُرسم عليها أشخاص.

3- الصور ذات درفة او درفتين كانت غالباً تنتشر في ارجاء المملكة وعليها صورة الامبراطور حين يقدم الشعب الاكرام والسجود لشخصه من خلالها حتى ولو انهم لايعرفونه  بالحقيقة وخاصة في المناطق البعيدة من الامبراطورية.

في العهد الجديد

مما لاشك فيه ان المؤرخين كتبوا عن وجود الرسوم منذ عهد يسوع إذ ان تجسد الاله الخالق الابن متخذاً صورة بشر قد ثبت فكرة إقدام المؤمنين المسيحيين على الرسم والتصوير الديني لكل القديسين ولأحداثِ الخلاص، لأن التجسد يسمح لنا أن نصور الإله الانسان نفسه على حد تعبير القديس يوحنا الدمشقي، والمجمع المسكوني السابع الذي استشهد بصورة المسيح ( التي لم تُرْسَمْ بيد) المرسلة الى الأبجر ملك الرها السورية (أورفة اليوم)

 

الايقونة المرسلة للأبجر
الايقونة المرسلة للأبجر

والتي نقلها  الينا التقليد الشريف كباكورة الايقونات. لكن السؤال هنا هل ان فن الايقونات هو نفسه منذ تاقرن المسيحي الاول وحتى يومنا هذا ؟ لا اظن ان الامور بدأت هكذا! فالمسيحيون الأوائل كان لديهم الشيء الكثير من الحذر بشأن التصوير عموماًخوفاً من الوقوع في الوثنية،فيظهر لنا عصر الدياميس رمزاً بسيطة تفصح عن شعور المؤمنين الديني، إذ كانوا يزينون جدران الكهوف قرب المقابر (حيث كانوا يجتمعون ويصلون) برسوم رمزية كثيراً منها السمكة والمرساة والحمامة والكرمة والفلك والصليب، حتى ان الوثنيين لقبوا المسيحيين الأوائل ب (عباد الصليب) على حسب تعبير ترتليانوس وكانوا يرسمون المسيح بشكل الراعي الصالح الذي يجمع الخراف الضالة، وهكذا  وُضَِت الرسوم ببساطة متناهية، وجدير بالذكر، هو بروز اول كاتب ايقونة وهو القديس لوقا الانجيلي الذي صور والدة الاله وبقيت ايقوناته حتى يومنا هذا منتشرة في العالم.

عندما اطلق قسطنطين حرية العبادة للمسيحيين بمرسوم ميلانو 313م توسعت الآفاق المسيحية في الأمبراطورية، وتطور الفن المسيحي إجمالاً من حيث العمارة الكنسية الفخمة وتزيينها بأروع الزينات، ودخلت الرسوم الجدارية بالفسيفساء عوضاً عن رسوم الدياميس الوضيعة. وتطورت الأفكار  في اواخر القرن الرابع، فلم يعد التصوير المقدس اجمالاً مجرد زينة يرتاح اليها البصر، بل أداة تثقيف  للعقول ووسيلة تنوير للاذهان، وهنا لمع الفنانون ، واستمروا لعدة قرون في بناء الكنائس وتزيينها با الأيقونات  الشريفة، ولنا مثال هام هو كاتدرائية آجيا صوفيا في القسطنطينية /آية للفن المعماري والابقوني في زمانها وكل زمان. حيث بنيت بأمر يوستنيانوس /القرن 6م/ الذي بدوره أنشأ الأديرة العامرة منها دير سيدة صيدنايا، ودير القديسة كاترينا في سيناء، ودير القديس حنانيا الرسول في محلة الميدان بدمشق ( حاليا كنيسة القديس حنانيا الرسول).

كانت سورية مهد الاهتمام بالعبادة والأناشيد ، حيث أن أول ليتورجيا كنسية  للقداس كانت في انطاكية في عهد الرسل، بعدها وضع القديس يوحنا الذهبي الفم الشكل الحالي للقداس الذي يقام في كنائسنا الارثوذكسية برأي غيره ايضاً من الآباء القديسين والمعلمين كأفرام السرياني، ورومانوس المرنم الحمصي وسواهما من مؤلفين وشعراء وكتاب.

تطورت الايقونة إذاً في سورية وفلسطين وماجاورها، حيث استوحى القانون من تكامل وارتباط العقيدة مع الليتورجيا مايمكن تثبيته من روز في الأيقونة، فأصبح السيد  المسيح يُرسَمْ لا كراعٍ صالحٍ بدون سمة شخصية، بل أخذ الرسامون يرسمونه ملكاً منتصراً، وسيد العالم، واضح التقاطيع، عيناه سوداوان، شعره ناعم مسترسل على كتفيه، ولحيته سوداء تغمره المهابة والجلال، وتحيط بهامته هالة من نور، اما ثيابه فلامعة، يجلس على عرش مرصع بالحجارة.

في ايقونة السيد على العرش أو ملك الملوك ورب الأرباب ويرفع يده اليمنى ليبارك، وبيده اليسرى الكتاب المقدس. وكذلك الأمر صورة العذراء مريم ذات الشكل الجليل المهيب، والوجه المستطيل، والثياب الفضفاضة، والوقفة الرزينة الوقورة. وانتقل الامر بهذه الطرق الى رسم كل القديسين والشهداء، حتى حتى تثبتت أشكالهم، ودوِّنت في مابعد في كتاب (دليل التصوير) لبيسترشد بها كل من مزعت نفسه الى مزاولة هذا الفن المقدس.

وفي القرن السابع بدأ عهد انحطاط بسبب حكم الأسرة الايصورية المالكة المعادية للايقونات والتصوير الديني  إجمالاً. ومساندتها لهرطقة محطمي الأيقونات، ولكن بعد مرور هذه المحنة العصيبة على الكنيسة، قيض الله لهذا الفن المقدس أن يعود مشرقاً من جديد في نهضة تميزت بأسلوب تصوير لاهوتي مثَّلَ للمؤمنين عقائد الكنيسة، عبَّرَ لهم عن طقوسها وليتورجيتها، وقد دامت فترة هذه النهضة في عهد اسرة كومبنن (1055-1185) وفي القرن 14 زاوائل القرن 15  نهض الفن الرومي نهضتته الثالثة في عهد الاباطرة الباليولوغيين (1261-1453)، فكان التصوير الجداري ورسم الايقونات ابرز ما انتجه الفن في القرن 14 وحتى 17. وبرزت مراكز مهمة في العالم للتصوير وانتاج الايقونات اهمها القسطنطينية، وتسالونيك وجزيرة كريت وايطاليا. ومدن روسيا مثل موسكو وكييف ونوفغورد، وفلاديميير، وسوسوال، وايضاً برزت المدارس الشرقية كالاورشليمية والانطاكية، ومدرسة حبل آثوس، مدارس رومانيا وبلغاريا وبلاد الصرب.

الأيقونة او الصورة المقدسة
الأيقونة او الصورة المقدسة

اما بالنسبة لكرسينا الأنطاكي فقد عرف ازدهاراً فنياً كبيراً حتى القرن 7 ثم توقف تقريباًحتى القرن 17، ولم يصلنا في هذه الفترة الابعض المخطوطات بشكل منمنمات، وبعض الأيقونات في دير القديسة كاترينا في سيناء، إلا أن مسيحي بلادنا جددوا علاقاتهم مع البلاد الارثوذكسية العالمية، واستقطبوا في القرن 16 رسامين من اليونان وروسيا وقبرص، ثم برزت المدرسة الحلبية بأقطابها الأربعة الخوري يوسف المصور الحلبي، وولده القس نعمة الله، وابنه الشماس حنانيا وتلاه ابنه جريس حتى القرن 18، كما ظهر في دمشق الخوري كيرلس الدمشقي والخوري ميخائيل الدمشقي ( القرن 18) ونعمة ناصر الحمصي، مع عدة مصورين مقدسيين صوروا في كرسينا الانطاكي وكان منهم من المصورين البارزين ميخائيل بوليخرونيس ( الكريتي) الذي نشر أعماله في كافة انحاء الكرسي الأنطاكي ( القرن19). وايضاً البطريرك سلبسترس القبرصي القرن 18 الذي كان علماً مهماً ذا اثر كبير في رسم ايقوناتكنائسنا. وقد استمر التصوير الديني حتى قرننا هذا فبرز بعض كتاب الايقونات الذين حافظوا على التراث الرومي وطوروه كأيقونة سورية مميزة ونشوء ايقونات تحمل طابعاً انطاكياً يتماشى مع كل التراث العالمي الأرثوذكسي بنكهة مميزة، وكان للاعلام ورسائل النشر الدور الريادي في تطوير هذا الفن ودمجه بكل مدارس الأيقونات الارثوذكسية.

مصور الايقونات واستعداده ومدى توافق حياته مع الكنيسة، فكأن

لابد للمصور أن يكون مسيحياً مؤمناً جامعاً في شخصه مهارة الفنان واللاهوت وفضيلة المؤمن الزاهد.

ان عمل المصور يخضع للمبادئ الكنسية، وباشراف آبائها واساقفتها الذين هم بدورهم عارفون كل خفايا هذا الفن المقدس وأصوله، إذ ليس للمصور ان يخترع الصورة من فكره الخاص، بل ان يوردها كما رتبها آباؤنا القديسون، ولكن في الوقت نفسه له حرية ومرونة في ترتيب موضوع الأيقونة بعد ان يلتزم بعناصرها ورموزها، وله امكانية الابتكار في خلق الألوان وانسجامها ليراها الناظر بأحلى بهاء،  وهذا بالعمق مايعكس باطنية الرسامواستعداده ومدى توافق حياته مع الكنيسة، فكأن هذه الشروط قد تطابق حياة الراهب ( إذ أن معظم كتاب الايقونات هم رهبان). ولكن كان العديد من العلمانيين الذين عاشوا في العالم حياة الفقر والزهد والفضيلة، وقد ابدعوا ايقونات في غاية الجمال والروحانية، نذكر منهم ثيوفانس الكريتي ( الرومي) الذي رسم فيكافة انحاء العالم وتتلمذ على يده المصور الروسي الشهير اندريه روبلوف الذي اعلنته الكنيسة الروسية قديساًعام 1988 في احتفالات الالفية الاولى لمعمودية روسيا، وايضا المصور الروسي ابيفانيوس بريموداري وسواهم…

الأيقونة او الصورة المقدسة
الأيقونة او الصورة المقدسة

لقد جاء في ” دليل التصوير البيزنطي” الذي عثر عليه ديدرون سنة 1839 في جبل آثوس المقدس مايلي:” ان كل من رغب في تعاطي فن التصوير المقدس، عليه اولاً ان يبدي جدارة به، بعد ان يكون قد مارس بعض التمارين فيه، وان يروض نفسه على التصوير الحر حتى يصل الى نتيجة مرضية فيصلي آنذاك  بدموع ليملأ الله روحه، ثم بذهب الى الكاهن فيتلو  عليه نشيد التجلي وهذه الصلاة:

” يامن رسمت بحال عجيبة ملامحك على الصورة المرسلة الى ملك الرها لبجر، والهمت الانجيلي لوقا، أنر نفسي ونفس عبدك، فقَّوم يده ليرسل بكمال صورتك وصورة العذراء القديسة وقديسيك لأجل سلام الكنيسة المقدسة ومجدها. احفظه من التجارب والخيالات الشيطانية بشفاعة البتول القديسة والرسل ولوقا القديس وسائر قديسيك آمين.”

وقد وردت في كتاب ستوكلات الروسي تفاصيل كثيرة تتعلق بفن التصوير المقدس، جاء فيها

” لايجوز  ان يكون التصوير المقدس وسيلة لكسب المال والربح، ولا ان يُسَّلَمْ تصوير صورة الرب الى من يحتقرها، فتعطي غباوته  سبيلاً الى إهانته تعالى، فقد جُعلتْ الأيقونات لتمجيد الله. ولايسمح لمصور ان يتعاطى هذا الفن مهما عَظُمَ نبوغه في تصوير الأيقونات، مالم تكن حياته مقدسة لا مآخذْ عليها.”

قال الأب الروسي يوحنا كرونستادت

” حينما تتأمل في الأيقونة، وترى السيد الرب شاخصاً اليك بعينيه فهذا صورة ماهو حادث بالفعل. فهو الآن وكل أوان شاخص اليك بعينيه الفاحصتين الملتهبيتين أكثر من الشمس، وليس مجرد النظر، بل يفحص أعماق فكرك وقلبك، ويتطلع الى انسحاق نفسك وحزنك وتنهدك”.

إذا وقفت أمام الأيقونة فتصور نفسك أنك واقف امام الله الحي وتكلم لأنه هو ” سامع الصلاه واليه يأتي كل البشر” (مزمور 2 : 65)

انتهى الجزء الاول ونتابع في الجزء الثاني…

الأيقونة او الصورة المقدسة
الأيقونة او الصورة المقدسة

 

  • Beta

Beta feature