مقام سيدة الينبوع الحي/ الجوزية في اللاذقية
قصتها
عجائبها
تكريس المكان
هبة المكان
الاحتفالات اللاحقة
أجراس وشموع وزينة وناس وعيد في دير سيدة الجوزية والذي يبعد 16 كم عن اللاذقية على طريق كسب، يعتلي بناؤه على تلة صغيرة تضج بالجمال والهدوء والطبيعة الغناء في الفناء المحيط به.
الأرشمندريت باييسيوس سابا أشار إلى أن هذا الدير قد بدأ تشكيله وإنشاؤه عام 1958 بظهور السيدة العذراء لصاحبة الأرض زوجة الدكتور ثابت دكر وقد دلتها على مكان بئر ماء وسرعان ما قامت بحفره ليتدفق ماؤه بعطر طيب وعملت المزار ووضعت أيقونة العذراء 1963 وبقي هذا المزار لسنة 2004 تحت رعايتهم إلى أن قاموا بالتبرع بالأرض والمقام والبئر للكنيسة وفي عام 2011 عمل المطران المتوفي يوحنا منصور على أن يكون هذا الدير في المنطقة كدير رهباني يجتمع فيه الناس ويصلون ويقيمون فيه لخدمته وخدمة المنطقة وكان الأمر حيث تم توسيع الكنيسة عام 2011 وأخذت شكلها الحالي كنيسة ومزاراً،
وقد كانت عبارة عن غرفة صغيرة وامتدت بالقرميد وتم توسيع الكنيسة في ذاك الوقت والتاريخ وحالياً نشتغل ليكون هذا الدير مركزاً رهبانياً حيث نقوم ببناء كنيسة ضخمة على مساحة 500متر وتحتضن صالة واسعة، أما البنى التحتية للدير نحاول تجهيزها بالماء والكهرباء إضافة لخدمات أخرى وحالياً يحيط سور الدير على بناء الدير والكنيسة وبناء آخر للزوار نقوم بتجهيزه، هذا الدير أصبح معروفاً على مستوى العالم كله بدير سيدة الجوزية، ونعمل ليكون موئلاً للكل يستفيد منه الجميع أولادنا والمغتربون والزوار والسياح وغيرهم، نقوم بخدمتهم، إذ لا توجد غير هذه الكنيسة في المنطقة فهم يأتون إليها يقدسون ويصلون ونحن نقوم بنشاطاتنا ورعايتهم وخدمتهم.
عيد (العدرا) هو عيد رقاد السيدة يحتفل به العالم كله، ودائماً في الكنيسة نحتفل بعيد رقاد القديسين وليس بعيد ميلادهم، نحن في الكنيسة لدينا فقط (العدرا) ويوحنا المعمدان والمسيح يسوع لنحتفل بعيد رقادهم أما بقية القديسين فنحتفل بعيد ميلادهم، واليوم هو عيد (العدرا) 15 آب عيد رقادها، إذ تبدأ مراسم العيد بأول شهر آب وأول مظاهره هو الصوم من (1-14) آب المكرس (للعدرا) فدائماً ما يسبق الأحداث المهمة بالكنيسة صوم وتهيئة للعيد وبما أنه عيد (العدرا) قديسة القديسين وأم الكل فهو عيد هام بالكنيسة يترافق بصوم 15 يوماً حتى يكون لنا عيد الرقاد.
عيد الرقاد هو انتقال (العدرا) من حياتها الأرضية لحياتها السماوية نسميه رقاداً وليس موتاً، فالقديسون لا يموتون رقدت (العدرا)، وماتت بشكل طبيعي جسدياً لكن بروحها غير مؤكد وأيضاً بجسدها، إذ توجد قصة بالتراث جميلة تحكي أن أحد الرسل القديسين الذي لم يلحق ليحضر جنازة العدرا وهو القديس توما وكان قد اجتمع الرسل لمرافقة العدرا ليضعوها بالمغارة في مثواها الأخير وهو بعد ثلاثة أيام قد وصل وأراد أن يأخذ بركة العدرا مثل بقية الرسل، ولما دخل ودخلوا معه المغارة لم يجدوا جسدها، فقط ثوبها وزنارها تركته بركة للبشرية، وما زال موجوداً قسم كبير من زنار العدرا في حمص بكنيسة أم الزنار وأيضاً قطع منه هي في أديرة كثيرة بركة للناس.
الصلاة اليومية تتوج احتفالات العيد صلاة خصوصية (بالعدرا) تسمى صلاة الابتهال (البراكسلي) نقيمها فقط بصوم العذراء نكرسها لطلب شفاعة (العدرا) وبيوم رقادها، نحن في الكنيسة لا نحتفل بسهرات وأعياد وبهرجات دنيوية إنما نقوم بصلوات مستمرة نكرم فيها (العدرا) ونطلب شفاعتها فهذه هي تقاليدنا، وقد اعتدنا بعد القداس وبعد الصلاة والرعية كلها مجتمعة أن نجهز لقمة بركة ونطبخ الهريسة ليتناولها الجميع بعد الصلاة والقداس ويأخذون البركة، وهو تقليد شعبي وليس تقليداً كنسياً يشارك به أهل المنطقة وكل من يقصد المكان وعلى مدار السنة يأتون وليس فقط بعيد (العدرا).
دير سيدة الجوزية يسمى بدير أم العجائب يقصده المسيحيون وغيرهم من المسلمين وأهالي المنطقة القريبة منه ويروون القصص والحكايا عن بركة (العدرا) وشفاعتها لهم وكلهم إيمان بقداستها فيأتون لزيارتها ويشربون من ماء نبعها الذي فيه الشفاء والصفاء.
اترك تعليقاً