دير القديس سمعان العمودي
دير القديس سمعان العمودي
هو عبارة عن مبنى اثري كبير اضافة الى مبان أثرية ملحقة به يقع في المنطقة التي تسمت باسمه (جبل سمعان) من محافظة حلب ويقع الى الشمال الغربي من مدينة حلب ويحلو للبعض تسميته قلعة سمعان في حين ان الراهب سمعان العمودي هو عبارة عن ناسك وليس قائد عسكري ولم يصبح الدير يوماً قلعة وبالأصل فإن تلاميذ الراهب الناسك هم الذين بنوا هذا الدير في محيط العمود الحجري الذي نسك عليه معلمهم كل عمره. وتابعت القسطنطينية ممثلة بالأمبراطور الرومي زينون ببناء الكاتدرائية… وقد انتقل الى الأخدار السماوية السنة 459 وتسمى باسم القديس سمعان العمودي.
ويتألف البناء من كاتدرائية رومية فخمة ودير ومضافة وكنيسة للتعميد تعود جميعها إلى عام 476م
والقديس سمعان هو شفيع ابرشية حلب الانطاكية الارثوذكسية وكان يتم الحج الى ديره والاحتفال باقامة القداس الالهي في اول ايلول من كل عام من قبل مطرانية حلب الارثوذكسية من مطارنة حلب المتعاقبين وخاصة في القرن 20 واقامة الفعاليات المتنوعة الى ماقبل 2011، وقد اعادت المطرانية مع راعي الابرشية سيادة المتروبوليت افرام (معلولي ) هذه الفعالية ومحاورها المتنوعة روحيا وثقافيا واجتماعيا في العام 2022 بعنوان: “حلب اسبوع من نور” خلال اسبوع اختتم بتدشين الكاتدرائية والمطرانية المدمرتين بيد غبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر، عدا الحج الى الدير الشريف واقامة القداس الالهي فيه، وبدعوة كريمة مشكورة من سيادة المتروبوليت حضرنا جانب من هذه الفعالية بمحاضرة لنا في قاعة كنيسة النبي الياس بعنوان “مطارنة حلب الذين صاروا بطاركة على الكرسي الانطاكي المقدس”.
القديس سمعان العمودي
قديس وناسك سوري ولد في قرية سيسان بين سورية وكيليكية في الربع الأخير من القرن الرابع السنة 389 مسيحية. وقد عاش في منطقة حلب في سورية وهو أول من ابتكر طريقة التنسك على عمود حجري، وهي طريقة انتشرت بعده في كافة مدن ومناطق الشمال السوري ومنها انتقلت إلى أوربة وخاصة الشرقية. وبلغ طول العمود حوالي 15 متراً. وصفه تيودوريطس أسقف قورش في كتاب يتحدث فيه عن نساك سورية، ونسب إليه الكثير من المعجزات ومنها انه يعيش طيلة فترة الصوم الاربعيني المقدس اي قبل الفصح بدون طعام او شراب…
القديسون العموديون
ذاعت سمعة القديس سمعان وانتشرت طريقته في التعبد مما دفع كثيراً من الرهبان إلى إتباع تلك الطريقة. ومن أهم العموديين المعروفين الذين ساروا على نهج الراهب سمعان العمودي، القديس دانيال العمودي (409-493 مسيحية) في القسطنطينية، والقديس سمعان العمودي الصغير (517-592مسيحية) على جبل بالقرب من أنطاكية، والقديس اليبيوس البغلفوني (القرن السابع المسيحي)، و القديس لوقا (879-979مسيحية) في خلقيدونية، والقديس اليعازر (968-1054مسيحية) على جبل جاليزيون بالقرب من أفسس، هذا إلى جانب عدد آخر من العموديين تذكرهم النصوص الرهبانية والسنكسار ( سير القديسين) عاشوا في وادي العمق في سورية وفي آسية الصغرى وكانت يونانية اضافة الى اقوام اخرى عاشت بها وبلاد اليونان الحالية…
كما وجدت إشارة إلى قديسة عمودية. ولكن أبرز هؤلاء جميعاً كان القديس دانيال العمودي المار ذكره الذي كان أحد تجار القسطنطينية الأغنياء، فترك تجارته ودخل سلك الرهبنة وظل يتدرج فيها حتى نال حظوة كبيرة عند الإمبراطورين ليون وزينون فطالبهما ببناء كنيسة كبيرة تخليداً للقديس سمعان.
بدأ مشروع بناء الكنيسة في عهد الإمبراطور ليون، ولكن الأخير توفي قبل أن يتحقق مشروعه، فتولى الإمبراطور زينون تحقيقه. بعد وفاة
القديس سمعان بنى الإمبراطورالرومي زينون في نفس المكان كنيسة فخمة حول العمود لا تزال قائمة اليوم ما عدا السقف ضمن آثار دير كبير. وقد أصر بطريرك أنطاكية على نقل جثمان سمعان إلى أنطاكية بأمر من الإمبراطور ليون، ولكن الأهالي رفضوا، فأرسل الإمبراطور 600 جندي للقضاء على مقاومتهم، واستطاع نقل الجثمان إلى كنيسة القديس قسطنطين في أنطاكية. نقل الرفات لاحقاً إلى القسطنطينية ودفن في كنيسة آجيا صوفيا الشهيدة التي اغتصبها الأتراك العثمانيون بقيادة السلطان محمد الثاني السنة 1453مسيحية يوم سقوط القسطنطينية وتحويل الكاتدرائية الى مسجد آيا صوفيا.
يقع دير القديس سمعان في أقصى النهاية الجنوبية من قسم جبل ليلون. وهي مبنية على نتوء صخري، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر/ 564 / م. وكان القديس سمعان، قد اختار هذا المكان المنعزل، بقصد التقرب إلى الله للعبادة جريا على عادة الرهبنة .( ولد سمعان أو سيمون حوالي عام 368 للميلاد في بلدة (سيس) القريبة من مدينة أضنة الحالية في تركيا. كان في صغره راعيا للماشية، وانضم في ريعان شبابه إلى جماعة من النساك قرب (سيس)، وبقي معهم مدة سنتين، ثم انتقل إلى منطقة دير تلعادة جنوبي جبل شيخ بركات وأمضى هناك عشر سنوات في الصلاة والتقشف، حيث كان يتناول الطعام مرة واحدة في الاسبوع، فطلب منه مغادرة الدير لشدة أذاه على نفسه، فلجأ في عام 412 م إلى بلدة تيلانيسوس (دير سمعان) الحالية وعاش فيها ثلاث سنوات، وصام هناك أربعين يوما دون أن يأكل أو يشرب، إلى أن أصبحت عادة لديه. ثم أرتقى إلى قمة الجبل وربط نفسه هناك بسلسلة حديدية إلى صخرة، وراح الناس يقصدونه من كل حدب وصوب، فبنى لنفسه عمودا ليقيم عليه تلافيا لازدحام الناس وتقربا إلى الله، وظل يعلي العمود بين الحين والآخر إلى أن وصل ارتفاعه إلى /16/ مترا، وأمضى عليه اثنين واربعين عاما لحين وفاته وهو على عموده سنة 459 م ).
يصل موقع الدير في الشمال بامتداد تضاريس سطح الجبل. وتتحدد الجهات الثلاث الأخرى بجروف صخرية عالية، خاصة من الناحية الغربية، حيث يزيد ارتفاعه هنا عن مائة متر. فالقلعة تنتصب على نتوء صخري يطل من جهة الغرب على سهل جومه ( عفرين ) الفسيح، الذي يخترقه نهر عفرين من وسطه، كأفعى فضية عملاقة، ويؤطر هذا المشهد الخلاب في أقصى الغرب جبل الآمانوس لتشكل لوحة طبيعية رائعة، خاصة وقت الغروب. فللغروب في القلعة سر خاص، وجمال لايوصف. وعلى حد قول الأب ( قوشاقجي )، فان هذا الجمال الطبيعي الأخاذ، كان يؤجج نار الإيمان في قلب مار سمعان مع كل إطلالة لشمس أو غروبها وهو من فوق عموده متأملا هذه الطبيعة المدهشة من حوله.
– تاريخ بناء ( القلعة ) الكنيسة
تعتبر كنيسة مار سمعان من اكبر كنائس العالم، وأفخمها إلى يومنا هذا. فقد اتخذ البناؤن من عمود (القديس سمعان) مركزا لبنائها الذي أخذ شكل صليب، ذراعه الشرقي أطول قليلا من الأذرع الثلاثة الأخرى المتساوية. وتبلغ مساحة الكنيسة / 5000 / مترا مربعا. وبدئ العمل ببنائها عام / 476 / م، وتم الانتهاء منها سنة / 490 / م. ثم أضيفت ملحقات الكنيسة بعد ذلك لسنوات، وهي: (الدير الكبير، وبيت المعمودية، والمقبرة، وبعض دور السكن لطلاب العلم، وفنادق للضيوف)، حتى بلغت مساحة البناء الإجمالية / 12000 / مترا مربعا.
في عامي / 536 و 528 / م، وقعت زلازل شديدة في المنطقة، فألحقت ضررا كبيرا بالكنيسة، وربما سقط سقفها الخشبي وقتئذ.
وبعد خضوع المنطقة للمسلمين، بقيت الكنيسة بيد أصحابها المسيحيين مقابل دفع الجزية، واستمر الأمر على ذلك إلى أن ضعفت الدولة الإسلامية، فسيطر عليها البيزنطيون مجددا في أواسط القرن العاشر الميلادي، حينما انتصر (نقفور) البيزنطي على الحمدانيين في حلب عام 970 م، فبنى حولها سورا قويا مدعما بـ / 27 / برجا. وتحولت الكنيسة وملحقاتها من مركز ديني مرموق، إلى قلعة عسكرية حصينة، في منطقة حدودية بين الروم والمسلمين، وعرفت من يومها بقلعة سمعان.
ثم توالت أحوال الكنيسة بتغيرات سلبية على النحو التالي
ففي عام 985 م، استولى عليها سعد الدولة بن سيف الدولة فترة وجيزة، وقتل رهبانها، وباع بعضهم عبيداً ( حجار ص 43 ). كما سيطر عليها الفاطميون عام 1017م. وفي القرنين الحادي عشر والثاني عشر، تحولت المنطقة إلى دائرة صراع بين القوى المختلفة المتنازعة في السيطرة على مناطق حلب، وانطاكية، من الروم والصليبيين والزنكيين ثم الأيوبيين، ومن بعدهم المماليك والعثمانيين. وفي غمرة هذه الأحداث العسكرية والفوضى العامة، تراجعت الأهمية الحربية للقلعة، وهجرت تدريجيا، إلى أن جاء القرن السادس عشر، فاستوطنها أحد سكان جبل ليلون، وأضاف في الضلع الشرقي من الكنيسة طابقين (د.شعث ، ص 25 ). وظلت هكذا إلى قامت الجهات المختصة في سورية بالاعتناء بها كمعلمة أثرية تاريخية.
وتبعد القلعة عن مدينة عفرين نحو/ 20 / كم. وعن حلب حوالي/ 40 / كم. ويؤمها سنويا عشرات الآلاف من الزوار، وآلاف السياح من مختلف الدول، والأوربية منها خاصة.
قرية دير سمعان
بعدما توفي القديس سمعان ( الذي ذاع صيته سائر البلدان )، اكتسبت المنطقة شهرة ومكانة مرموقة ومقدسة بفضله. فتحولت هذه القرية المجاورة إلى مدينة للرهبان، وبني فيها ثلاثة أديرة، لكل منها كنيستها والملحقات الأخرى للدير، إضافة إلى فنادق لاستقبال الحجاج وكبار الضيوف الوافدين إليها حتى القرن الحادي عشر المسيحي . والدير الوحيد الذي بقي سالما نوعا ما إلى يومنا هذا، هو الدير الصغير الموجود في الجهة الجنوبية للقرية، وشيد بناؤه عام / 550 / م تخليدا لذكرى مار سمعان.
كانت تيلانيسوس ( دير سمعان) في العصر الرومي مركزا معروفا للعلوم الدينية المسيحية من جهة ومنتجعا للأغنياء من أهل إنطاكية. كما كانت ملجأ للمتهربين من دفع الضرائب، وتأدية الخدمة العسكرية في الفترة البيزنطية. فانتعشت المدينة كثيرا في القرن الخامس وبداية السادس الميلادي، بسبب وقوعها على طريق أفاميا وسيروس، مما دعى إلى إنشاء الكثير من الفنادق والمضافات لكبار الزوار فيها.
ومدينة تيلانيسوس أو قرية ( دير سمعان ) الحالية لاتبعد سوى / 500 / م عن القلعة، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بأنها شهدت نفس الأحداث والمراحل التي حلت بالقلعة، حتى آل مصيرها إلى الخراب هي الأخرى في فترة إهمال القلعة خلال القرنين/ 11 و12 /
أصبحت الكنيسة في جبل سمعان في سورية مقصداً للحجاج المسيحيين من اوربة وخاصة الشرقية اي الامبراطورية الرومية، و من الشرق فكان الناس تحج إليها طوال العام، فاخرج السلطان الايوبي صلاح الدين الفرنجة منها وحولها إلى قلعة عسكرية، لا زالت تعرف باسم “قلعة سمعان” ودير سمعان وهي من الأماكن الأثرية المسيحية الهامة في السياحة الدينية المسيحية.
عندما انتصر الروم على المسلمين، تم استرجاع دير القديس سمعان وحصنوه، فتحول إلى مايشبه قلعة حصينة، ومنذ ذلك الوقت أصبح يعرف احياناً باسم (قلعة سمعان) وخاصة من يود سلخ صفة الدير عنها.
بقي الدير بيد الروم قرابة القرن تشكل حصناً منيعاً من الحصون الدفاعية أمام حدود إمارة حلب الحمدانية، في أثناء هذه الفترة رصفت ارضية الكنيسة بالفسيفساء وأجريت بعض الترميمات، وهذا ما تشير إليه الكتابة التي وجدت على الفسيفساء التي اكتشفت في أرضية الكنيسة إذ تذكر أن الإمبراطور باسيليوس الثاني (976-1026مسيحية) وأخاه قسطنطين الثامن (976-1028م) قد قاما برصف الكنيسة بالفسيفساء وإجراء بعض الإضافات والإصلاحات فيهافي عام 986م تمكن الأمير الحمداني سعد الدولة ابن سيف الدولة من استعادة دير القديس سمعان بعد حصار استمر ثلاثة أيام، وفي مطلع القرن 11المسيحي، ثم تمكن الفاطميون الذين سيطروا على سورية الشمالية وقتذاك من السيطرة على دير مار سمعان العمودي بعد ان استماتوا في فتحه وكان ذلك السنة 1016 مسيحية.
بعد هذا التاريخ لم يعد للقلعة أهمية عسكرية وهجرت تدريجياً، سكنها في القرن السادس عشر أحد المتنفذين الأكراد وأقام في الضلع الشرقي من الكنيسة الكبرى طابقين، كما سكن المعمودية متنفذ آخر من المناطق المجاورة. إلى أن قامت السلطات الأثرية بإفراغها والاعتناء بها…أقسام كنيسة دير القديس سمعان1- الكاتدرائية او الكنيسة الكبرى.
2- الكنيسة الصغرى او كنيسة المعمودية
1- الكاتدرائية
تحتضن كنيسة القديس سمعان العمودي العمود الذي نسك عليه القديس في منتصف البناء المثمن الشكل والذي
تلتقي فيه أربعة كنائس لتشكل صليباً، وتبلغ مساحة الكنيسة خمسة آلاف متر مربع.
تتشابه الكنائس أو الأضلاع الغربية والشمالية والجنوبية من حيث الحجم بالنسبة إلى قاعدة عامود القديس، أما الضلع الشرقي فهو أعظم تلك الكنائس سعة وأجملها زينة وأهمها شأناً وأطول من بقية الأضلاع، وليس على خط مستقيم تماماً مع الضلع الغربي وإنما ينحرف قليلاً إلى الشمال ذلك أن الجهة الشرقية من قاعدة عامود القديس سمعان المربعة غير متجهة تماماً نحو الشرق، فاقتضى الأمر إلى إمالة الضلع الشرقي بكامله نحو الشرق.
لقد تميز الضلع الشرقي عن بقية الأضلاع أو الكنائس لكونه كان الكنيسة الرئيسة، ففيها كانت تقام القداديس والصلوات الاحتفالية أيام الآحاد والأعياد، ويشترك فيها أهل الدير والحجاج على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم، في حين كانت تفتح الكنائس الثلاث الأخرى يومياً أبوابها لجماهير الحجاج وكان كل فريق يصلي بلغته الخاصة.
في البناء
بنيت الكنائس الأربعة أي أضلاع الصليب على النمط البازيليك أي على شكل رواق واحد مقسوم إلى ثلاثة أسواق بواسطة ثمانية قناطر محمولة على تسعة أعمدة، وبهذا فإن الكنيسة تشمل على جميع أنماط البناء البازيليك والمثمن والمصلب معاً في آن واحد.
مدفن الرهبان
يعود بناؤه إلى نهاية القرن الخامس المسيحي، ويقع في الشمال الشرقي من الكنيسة الكبرى قرب السور الشمالي، وهو عبارة عن غرفة مستطيلة الشكل نحتت في الصخر، وتضم في كل من جدارها الشمالي والجنوبي ثلاثة قبور، وفي الجدار الشرقي قبرين فقط، وقد جوفت ارض هذه الغرفة بقبو حفر بكامله في نفس الصخرة بغية وضع عظام المتوفين من الرهبان بعد إخراجها من القبور التي في الجدران، وهناك قبر تاسع خارج الغرفة محفور في سور الدير الشمالي.
دير الرهبان
يشكل بناء الدير الملحق بالكنيسة مع ضلعيها الشرقي والجنوبي باحة مستطيلة، ويتألف من بناء ذي طبقة أرضية وطبقتين علويتين فوقها، خصص جزء من الطبقة الأرضية إسطبلاً للحيوانات، وقد أضيفت بعض الجدران في القرون الوسطى
كانت إقامة الرهبان في الجهة الشرقية منه وقامت إلى الجنوب الشرقي لضلع الكنيسة الكبرى كنيسة صغيرة أو مصلى خاص بالدير يستعمل لصلوات الرهبان اليومية، وهي من طراز البازيليك المؤلف من بهو رئيسي في الوسط وبهوين جانبيين يفصل بينهم أعمدة وأقواس.
الحنية كالعادة باتجاه الشرق وجد في الزاوية الجنوبية الغربية من الكنيسة حجر كبير بديع الزخرفة ربما كان غطاء جرن المعمودية المستعمل لعماد الأطفال آنذاك، وفي الباحة الفاصلة بين الدير والكنيسة الكبرى وفي طرفها الغربي تقوم منصة صخرية كأنها أعدت للوعظ، بينما توجد أحواض صخرية خارج الواجهة الغربية لكنيسة الدير لعلها كانت تستعمل معاصر لصناعة الخمور أو زيت الزيتون، وتبلغ مساحة الدير مع باحته والمقبرة خمسة آلاف متراً مربعاً.
كنيسة المعمودية
تتألف من بناء مربع أقيم في وسطه مثمن في جهته الشرقية حنية في أسفلها حفرة مستطيلة بدل الجرن لمعمودية البالغين، وهي مكسوة بالقرميد الأحمر ولها دَرَجٌ في الشمال وآخر في الجنوب للنزول فيها والصعود منها، وهناك قناة لتجري إليها المياه، وبعد المعمودية كان الجميع يتوجه إلى الكنيسة الملاصقة لهذا البناء من جهته الجنوبية حيث كان يتم استكمال طقس المعمودية،
والتثبيت بالميرون المقدس والمناولة المقدسة وقص شعر المعمود
وتبلغ مساحة كنيسة وبيت المعمودية مع ملحقاتها ال2000 متراً مربعاً
خاتمة
تعتبر كنيسة القديس سمعان العمودي بحق جوهرة كنائس المدن المنسية، ومن أجمل روائع الفن ومن أضخم وأروع الكنائس التي بنيت في العالم وهي مقصد السياحة الدينية المسيحية في سورية من كل العالم. وكما اسلفنا فهي مهما جار عليها الزمان تبقى رمزا روحياً لأبرشية حلب الارثوذكسية.
اترك تعليقاً