كنيس جوبرأقدم كنيس يهودي في العالم…
الكثير من المؤرخين يعتبر بلدة جوبر المكان الثاني لليهود في منطقة دمشق قديما بعد حي اليهود الشهير في دمشق القديمة (منطقة الأمين) حيث يسكن اليهود الدمشقيون في بيوت معظمها كبير وفخم، ولهم فيه عدة معابد تبعاً لطوائفهم، ومدرسة الاليانس (ابن ميمون) اليهودية، اما بلدة جوبر حيث يوجد فيها الكنيس الأشهر، وهو أقدم كنيس يهودي في العالم ويقع في شارع المدرسة في وسط البلدة وفيه أقدم توراة في العالم وكذلك فيه مقام النبي الياهو ( ايليا او الياس).
في تاريخية كنيس جوبر
ورد في الكتاب المقدس ومرويات اليهود الدمشقيين، ان ابراهيم الخليل عندما سطا خصومه على ارزاقه وقطعانه عندما كان غائباً عن مكان اقامته والمعروفة اليوم باسمه (الخليل)، واسروا ابن شقيقه لوط واقتادوه معهم، وكان ابراهيم واسرته قد وفدوا من اور الكلدانيين في بلاد مابين النهرين ( العراق) (في الألف الثالثة قبل الميلاد ووفق التقويم العبراني والألف الخامسة مسيحياً) وعند حضوره ومعرفته ماجرى، طاردهم ومعه مقاتليه خاطفي لوط ابن اخيه ومواشيه الى قرية جوبر الواقعة في شمال شرق غوطة دمشق، حيث وقعت بين الفريقين معركة حامية الوطيس، انتصر بها ابراهيم وحرر لوطاً من الاسر، واقام مزاراً هناك تخليداً لهذا الانتصار، وسجد به ليهوه شكراً على هذا الانتصار، وطبخ طبخة العدس الشهيرة لاحقاً (المجدرة) لمقاتليه. ماقبل بدء التاريخ العبراني. وان هذا المزار ثم الكنيس لاحقاً صار محجة لليهود قاطبة، وتحول اسمه الى النبي ايلياهو المعروف بالنبي الياس الغيور مسيحياً.
ويقال ان المسيحيين الغوطانيين عامة والجوابرة منهم خاصة (وكانت الغوطة تعج بالمسيحيين ولهم فيها ثمان عشرة كنيسة منتشرة في قرى الغوطة الشرقية، عدا الاديار التي كانت في مواقع القرى كدير العصافير… ودير الصليب المقدس ( كنيسة الصليب المقدس في القصاع) وفق تاريخ دمشق المسيحية وتاريخ ابن عساكر) يكرمون الموقع وهو عندهم على اسم القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس، وتبعهم المسلمون في تكريمه وزيارته بصفته مزاراً باسم النبي الخضر وهو ذاته القديس جاورجيوس.
قرية جوبر وبعد توسع مدينة دمشق صارت حياً من احيائها الشرقية، اعتباراً من اربعينيات القرن العشرين، وقد ادخلها ايكوشار مهندس دمشق الافرنسي في مخطط دمشق التنظيمي، وعلى اراضيها الزراعية نشأ حي القصاع ثم العباسيين ثم حي القصور فالتجارة…
اصل التسمية
تنسب تسمية جوبر شعبياً لغار كان قد اختبأ بها النبي إلياس، وكان به جُب صغير (بئر ماء) وكانت المنطقة برّية (غابة) فسمّي المكان (جُب بر) وتطورت التسمية إلى جوبر، وهذا الجُب يقع الآن ضمن الكنيس اليهودي الموجود في البلدة، ثم الحي الذي كان يرتاده الى ماقبل خروج اليهود في العقد التاسع من القرن20 اليهود السوريون والزوار الدبلوماسيون وحتى الى ماقبل بداية الاحداث في سورية في آذار 2011 حيث كان من بقي من اليهود الدمشقيين يحجون اليه باستمرار.
وقد كتب الباحث التاريخي الدمشقي الاستاذ شمس الدين العجلاني والد الشهيد الصحفي ثائر العجلاني مايلي ادناه على مقالين وقد نشرهما في موقع “الأزمنة” ننشرهما بتصرف توخياً للفائدة وفق مايلي
النص الاول
في وثيقة نادرة “لقاء” موجودة في الجامعة الأميركية في بيروت، يروي رئيس وزراء سورية 1942- 1943 السابق السيد حسني البرازي قصة محاولة الانتداب الفرنسي شراء كنيس يهودي في سورية، فيقول البرازي رداً على سؤال عن سرقة الآثار أيام الانتداب الفرنسي:
س – متى حدثت قصّة الكنيس اليهودي؟
ج – سبق وأخبرتكم بأني كنت المسؤول، أي الوزير المسؤول عن المعارف، ولم يكن للوزراء السابقين أي رأي، ومن الأمور التي حدثت: موضوع الكنيس اليهودي. كانت دائرة الآثار تابعة لدائرة المعارف، ولما تسلّمتُ وزارة المعارف ُقدّمت لي قرارات متعلّقة باختيار الفرنسيين لبعض الآثار من رومانية وغير ذلك لشرائها ونقلها إلى بلادهم، ومن جملة هذه الآثار الكنيس اليهودي، فقال لي وزير الآثار، الأمير جعفر الجزائري إن الفرنسيين دعوا أحدهم لاختيارها، قلت: “مَن اختارها”؟ قال: “أحد المستشارين”. قلت: “وكيف للمستشار أن يختارها”؟ قال: “من باب الفن. لقد وافقنا نحن على المستشار. فهم يبقون في سورية ما هو حسن”. قلت له: “أنا لست بعالم أثري إنّما لا أتنازل عن الكنيس اليهودي”. قال: “اختاروها وانتهى
الأمر”. قلت: “إذن لا أوقّع على القرار. إذا كان القرار يُنفّذ دون توقيعي، فلا مانع”. قال: “كلاّ”. قلت: “إذن بلّغ ذلك”. فأتى المستشار وقال: “إنّ الأصول تقضي بأن تُعهد الآثار إلى المفوّضية الفرنسية وإلى علماء متخصّصين”. قلت: “عندنا كثير من الآثار الرومانية والمتحف فيه أيضاً الكثير. أما كنائس يهودية فليس عندنا إلا هذا. فأنا أصرّ على إبقاء الكنيس اليهودي”. ثمّ خابر المستشار المفوّضية وذهب إلى مستشار المفوّض السامي المختصّ بالآثار. ثمّ عاد مستشار المفوّضية إلى عندي ليقول: “إنّ هذا لا يصحّ”. قلت
له: “إني مصرّ على رأيي وأنا المسؤول والكنيس اليهودي ذو قيمة كبيرة، أما آثارنا الرومانية فكثيرة”. وكان الكنيس عند الصالحية على الفرات. قال: “آسف أن أخبرك بأن الاختيار قد تمّ وقد أرسل قسم من الآثار المختارة في صناديق إلى أميركا لتشاد هناك”. قلت له: “كيف تفعلون ذلك قبل توقيع وزير المعارف؟ إني مصرّ على رأيي”. قال: “ما العمل؟ هل لديكم اختصاصيون لبناء مثل هذه الآثار”؟ قلت له: “أنتم أتيتم إلينا لكي تدرّبونا. على كل حال نستطيع أن نأتي باختصاصي”. وبعد إصرار عنيد وصلت إلى النتيجة التي أريدها. ففكّ القسم الذي كان قد هيئ لشحنه. وكان قد أرسل حوالي 100 صندوق إلى أميركا فأرجعوها ثمّ أتوا بـ إيكوشار المشهور الآن عندكم بخصوص موضوع الكنيس. ولم تنقطع المفاوضات في أثناء ذلك، وبعد أن وجدوا كل هذا الإصرار قالوا لي: “كم تريد ثمن الكنيس وكم تريد أنت؟ باستطاعتنا أن نعطيك دون قيد ولا شرط”. قلت لهم: “لا شيء”. قالوا: “نعطي الحكومة خمسة ملايين ليرة ذهباً. فإنّكم بحاجة إلى المال”. قلت لهم: “لا، ولو كان المبلغ خمسين مليوناً”. كنت كلما رأيت إصراراً منهم وحرصاً على الدّفع تزداد قيمة الكنيس عندي. فلم أقبل بأي ثمن. وهكذا أتوا بالكنيس وأعادوا تركيبه. والآن يعدّ الكنيس اليهودي من أعظم الآثار وهو يعود إلى حوالي 5000 سنة. ويبدو كأنّه قد فرغ الدهّان والمعمار منه اليوم. كلّه قاعات كان يستخدمها اليهود منذ عهد إبراهيم وإسحاق. كما أن الحوادث التاريخية كلّها مصوّرة أجمل تصوير. هذه هي قصّة الكنيس اليهودي…”
السرقات من كنيس جوبر (ولا يزال الحديث للعجلاني)
“روى لي صديق مهتم بتاريخ اليهود وكان يتردد باستمرار على كنيس جوبر، إنه من خلال زياراته المتعددة إلى كنيس جوبر لاحظ اختفاء العديد من الآثار النادرة من سنوات عدة، فعلى سبيل المثال كان يشاهد وجود سجادة صلاة إسلاميّة عليها صورة مكة المكرمة والمدينة المنورة، معلقة على أحد جدران الكنيس ومكتوب حول السجادة كلمات عبرية بخيطان من الذهب أو ذهبية اللون، ومسابح إسلامية نادرة وفي إحدى زياراته للكنيس افتقدها!؟ كما يروى إنه كان هنالك علامة موطئ قدم للنبي الياهو قبل صعوده إلى السماء، وأيضاً هذه غير موجودة منذ سنوات!؟
ولا يمكننا نكران أن ليهود الشام سوابق في تهريب الآثار إلى “فلسطين المحتلة”، فقد استطاع عدد من أبناء الطائفة اليهودية وعلى رأسهم الحاخام إبراهيم حمرا أن يخرجوا من سورية ثروات تراثية لا تقدر بثمن من مخطوطات وقطع أثرية ومنها: (9 مخطوطات من الكتاب المقدس، 40 من لفائف التوراة، 32 صندوق لفائف التوراة المزخرفة..) والحاخام أبراهام حمرا بمجرد وصوله إلى إسرائيل قادماً من أميركا عند هجرته من دمشق، أنشأت له “الدولة الصهيونية ” المركز الدولي لتراث اليهود السوريين!؟ والسؤال الذي يتبادر فوراً إلى ذهن كل قارئ ومن أين سيأتي هذا التراث؟ إذا لم يأت من سورية.. وهل للحاخام إبراهيم حمرا دور في سرقة الآثار اليهودية السورية وتهريبها إلى “الكيان الاسرائيلي”!؟
النص الثاني
” منذ سنوات عدة أسس الحاخام الدمشقي إبراهيم حمرا بدعم من الحكومة الصهيونية، والجالية اليهودية السورية في العالم، مركزاً تراثياً لليهود الذين هاجروا إلىفلسطين المحتلة، وأطلق عليه اسم:”المركز الدولي لتراث اليهود السوريين” ويقع هذا المركز في منطقة حولون في وسط فلسطين المحتلة، وقدمت الحكومة الصهيونية قطعة أرض للحاخام ابراهيم حمرا لبناء هذا المركز، وتقدر قيمتها بنحو خمسة ملايين دولار، ويضم المركز وثائق تاريخية ودينية يهودية نادرة تعود إلى آلاف السنين إضافة إلى معرض للصور، وتشير المصادر الصهيونية أن كل ما بحوزة الطائفة اليهودية في دمشق وحلب والقامشلي من مخطوطات وقطع أثرية قد هُرّبت بمعرفة الحاخام حمرا من سورية إلى فلسطين المحتلة، وأن أغلب هذه المهربات هي الآن في حوزة “المركز الدولي لتراث اليهود السوريين”.
وتذكر المصادر الصهيونية أن الحاخام حمرا بذل جهوداً كبيرة ليُحضر معه من دمشق، مخطوطات قديمة وبعض المقالات والدراسات والكتب بما فيها المتعلقة ب”المحرقة” وطائفة “السفارديم” والتي لا تقدر بثمن، بالرغم من المخاطر التي حفت بتهريب هذه الوثائق، وأن هذه العملية تمت بسرية تامة حيث تم نقل المهربات إلى تركيا، ومن ثم إلى الكيان الاسرائيلي عبر قنوات إفرنسية وأمريكية، وقد عرضت هذه المخطوطات والقطع الأثرية بعد ترميمها يوم 15 تشرين الثاني عام 2000 في منزل رئيس “الدولة الصهيونية” موشيه كتساف.
وتشير المصادر الصهيونية أن الدراسات المعمارية لهذا المركز وضعها أهم المعماريين الصهيونيين، والمركز على شكل عنقود من أبنية ملتفّة حول بعضها بشكل ثابت، وأن هذا المركز سيكون بالنسبة للعالم مركز قيادة وحضارة، ويحتوي المركز عدة أقسام: قاعات للدراسة، وقاعات للشؤون الاجتماعية، ومركزاً ثقافياً، وقاعات للمحاضرات والمعارض، إضافة إلى كنيس… ويخطط الحاخام ابراهيم حمرا الذي يرأس المركز إلى استقطاب جهود يهود العالم، وخاصة السوريون منهم لإنجاح مشروعه الذي يسعى ليكون محط أنظار يهود العالم.
من هو الحاخام ابراهيم حمرا؟
أبراهام (إبراهيم) حمرا، قويّ البنية، ذو لحية سوداء كثيفة، يعيش الآن في إسرائيل، لكنه يسافر إلى الولايات المتحدة بانتظام ليزور بعض أولاده. أصبح حمرا رئيساً للطائفة الموسوية السورية في الثمانينيات من القرن الماضي، خلفاً لرئيسها سليم طوطح، الذي وافتْه المنية آنذاك.
في عام 1976 أصبح حمرا رئيساً للطائفة الموسوية السورية، وظل حمرا في منصبه هذا لحين هجرته من دمشق، وهو واحد من اليهود القلائل الذين بقوا في سورية إلى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، قبل هجرته دمشق عام 1998
إبراهيم حمرا استطاع أثناء قيامه بمهام رئيس الطائفة الموسوية أن يبني علاقات كبيرة وكثيرة مع شخصيات دمشقية في كافة الأوساط، وأقام معها علاقات طيبة
لم يزل أبناء دمشق يتذكرون إبراهيم حمرا كبير حاخامات دمشق الذي يعيش الآن في فلسطين المحتلة بمنطقة حالون، وهو من يهود السفارديم، ويسافر إلى الولايات المتحدة في انتظام ليزور بعض أولاده، وكانت أول زيارة له لأميركا عام 1980 م وكان حينها مقيماً في دمشق، وهاجر من دمشق إلى إسرائيل عن طريق الولايات المتحدة الأميركية، وحين وصوله إلى مطار إسرائيل على خطوط شركة العال الإسرائيلية كان في استقباله رئيس الوزراء إسحق رابين ورئيس الكنيست شيمون بيريز آنذاك.
وحمرا متزوج من يهودية اسمها استيلا وله عدة أولاد، وكانت استيلا تعمل لدى حمرا في مدرسة ابن ميمون بدمشق كأمينة سر، وكانت متزوجة ويقول أهل دمشق إن حمرا كان وراء طلاقها من زوجها الأول. وقد أقام حفل العرس حين زواجه من استيلا في أحد البيوت اليهودية الفخمة بدمشق بحارة اليهود، ودعا لحضوره عدداً كبيراً من أهل دمشق من المسلمين والمسيحيين، وكان ذلك في السبعينات من القرن الماضي، ووزع على كل من حضر هذا الحفل صحناً نحاسياً صغيراً
حمرا هو التلميذ النجيب للحاخام شاوول منجد، وأمضى حياته ولم يزل في خدمة الطائفة اليهودية ومازال حتى الآن مرجعاً مميزاً للطائفة، وحمرا كان يساعد اليهود في دمشق وخاصة لزيارة الولايات المتحدة الأميركية، لأنه كان صلة الوصل مع الحكومة السورية؟ ويطلقون على حمرا في مدينة حولون زعيم الحاخامات أو رئيس الحاخامات لليهود السوريين.
والسؤال المطروح
هل ذهبت المخطوطات والكتب النادرة وأقدم نسخة في العالم من التوراة من كنيس جوبر إلى “المركز الدولي لتراث اليهود السوريين”؟
مصير كنيس جوبر حالياً
الآن بات من الثابت أن كنيس جوبر، قد تعرض للنهب والسلب منذ فترة وجيزة على أيدي عصابات مسلحة، فهل عملاء الاستخبارات الإسرائيلية في “لواء الإسلام” و”الجيش الحر” سرقوا محتويات هذا المعبد اليهودي الأول في العالم بجوبر وهرّبوها إلى الخارج عبر الأردن وتركيا، وبمساعدة الحاخام الدمشقي ابراهام حمرا !؟ ولحمرا سوابق في مثل هذه السرقات، وهو رئيس الطائفة اليهودية في دمشق.!!! تسريبات اعلامية تحدثت عن دور الكيان الصهيوني والحاخام ابراهيم حمرا في تهريب محتويات كنيس جوبر الى اسرائيل ةان الاستخبارات الصهيونية قد اتخذت القرار بنقل محتويات الكنيس الى اسرائيل وان الكنيس وبعد ثلاثة اسابيع تعرض الكنيس لقذائف هاون دمرت اجزاء من جدرانه الخارجية وبهوه
الداخلي.
كلفت “هذه الاستخبارات” ما يسمى “جيش الإسلام” المتحكم بجوبر ودوما وكافة الغوطة الشرقية بسرقة كنيس جوبر وتهريب المسروقات إليها عبر الأراضي الأردنية والتركية!؟
الحديث يدور أن مجموعة عملاء “كوماندوز” مؤلفة من حوالي 15 شخصاً ينتمون لوحدة” الفهود اليهودية السوداء” أغلبهم من اليهود العرب، سوريون وعراقيون ومغاربة ولبنانيون.. تنكروا بزي “مجاهدين إسلاميين من ميليشيا “الجيش الحر”، وصلت هذه المجموعة إلى جوبر بالتعاون مع جهات أمنية أردنية وتركية ومع “جيش الإسلام”، وقامت بالسطو على محتويات المعبد اليهودي السوري من المخطوطات المقدسة والمقتنيات النفيسة التي لا تقدر بثمن، بما في ذلك نسخة من التوراة التي تعتبر من أقدم النسخ في العالم، قبل نقلها خلسة بواسطة “جيش الإسلام” ومجموعات أخرى من ميليشيا “الجيش الحر” إلى خارج سورية عبر طرق مختلفة، وأن فريق التهريب انقسم في طريق العودة إلى أكثر من خمس مجموعات مؤلفة كل منها من شخصين أو أكثر يحمل معه جزءاً من المخطوطات للحيلولة دون فقدانها كلها في حال وقعوا في أيدي السلطات السورية.
أحد المصادر الإعلامية تحدث مع عدد من مواطنين من حي جوبر، الذين أفادوا أن الكنيس اليهودي قد تعرض للسلب والنهب من قبل ميليشيا “الحر” لكن دون أن توضح ما هي المسروقات بالضبط.
ملاحظات
• – ظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عناصر ميليشيا “الجيش الحر” في حي جوبر بدمشق وهم يدخلون الكنيس اليهودي. ويوضح المقطع أن الكنيس قد خُرب في جزء منه، وتم السطو على بعض المعالم واللوحات، والكتب ذات الرمزية الدينية لليهود.
– من المعروف أن ميليشيا “الجيش الحر و جبهة النصرة” ومجموعات مسلحة أخرى منتشرة في محيط كنيس جوبر منذ عدة أشهر (المقال كتب ونشر في شهر حزيران 2013) وعمدت إلى استهداف المدنيين الجوابرة، وتهجيرهم من منازلهم بعد السطو عليها.
– لا يخفى على أحد أن هؤلاء الدخلاء على أرض سورية، لا ثقافة لهم أو عقيدة، ولا يعترفون بحرية الديانات والعقائد، ولهم فكر “وهابي” وسبق أن وضعوا “عقلهم بعقل” تمثال المعري على سبيل المثال وقاموا بتحطيمه!؟”
– واللافت انه برغم تناقل الوكالات الصحفية العالمية لخبر سرقة محتويات الكنيس اليهودي، إلا ان “الكيان الصهيوني” لم يحرك ساكناً
• – والجميع يعرف ان لحاخامات اليهود السوريين سوابق في تهريب الآثار اليهودية السورية إلى “إسرائيل” وخير دليل على ذلك الحاخام الدمشقي ابراهام حمرا، وما رواه رئيس وزراء سورية الأسبق حسني البرازي…
إن سرقة ونهب كنيس جوبر اليهودي، وتهديم جزء منه، يطال سرقة جزء من تاريخنا الحضاري السوري، وتهديم جزء من ذاكرتنا نحن أصحاب الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية. كنيس جوبر هو المكان المقدس لدى اليهود لكونه مقام النبي الياهو، وهو المكان المقدس لدى المسيحية لكونه مقام مار جريس، وهو المكان المقدس لدى الإسلام لكونه مقام النبي الخضر
ويبقى السؤال، هل التاريخ يعيد نفسه؟ هل يجب علينا قراءة التاريخ بشكل جيد والاعتبار من أحداثه ووقائعه؟ هل سبق وأن سرقت الآثار اليهودية من دمشق؟”
(انتهى نص مقال العجلاني الثاني)
واضيف ان ماحصل لسرقة محتويات كنيس جوبر سبق ان حصل لمخطوطات وادي قمران في خمسينيات القرن العشرين بشرائها من المطرانية السريانية في القدس.
اترك تعليقاً