حيث يسير هذا النهر الذي سُمي باسم الوادي من منبعه عند البحيرة في شمال غرب دمشق وصولاً إلى منطقة ربوة دمشق، تاركاً وراءه لوحة بديعة من الخصب والجمال تظهر في أنحاء الوادي كلّه، فتجعله مكاناً مثالياً للمصايف والسباحة، وقضاء أجمل الأوقات،
.
ويقال أن اسم بردى اشتقّ من كلمة (البرودة) التي يوفرها هذا النهر أثناء مروره في الوادي، كما قال “ابن عساكر” أيضاً أنّ النهر كان يعرف باسم بارادويس ومعناه نهر الفردوس، فيما سماه الإغريق نهر الذهب وقدّسوه تقديساً.
كان وادي بردى يُسمّى وادي البنفسج لطيبه، ووادي الذهب لغناه، ، وهو منفذ دمشق السياحي.
بين جباله يسير نهر بردى متعرّجا حتى منطقة الربوة، وعبر طرقه يسير “قطار المصايف” وصولا إلى رياق، عند حدود الجمهورية اللبنانية. وكان هذا الخط الحديدي قد أنشأه العثمانيون في مطلع القرن العشرين، على أن تمتد سكة الحديد إلى حلب عبر الأراضي اللبنانية في البقاع في شرق لبنان، إلى حمص ثم حماه وحلب
.
تقع منطقة وادي بردى شمال غربي دمشق في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وهي تبدأ من منطقة جديدة يابوس التي تتضمن المعبر البري السوري إلى لبنان عند نقطة المصنع، وتمتد شمالاً حتى سلسلة القلمون الغربي.
ويسكن الوادي أكثر من 200 ألف نسمة يعملون في القطاعات السياحية والزراعية والتهريب عبر الحدود اللبنانية.
.
تتبع منطقة وادي بردى قطاع القلمون في الشمال الغربي للعاصمة السورية دمشق، وهي ذات طبيعة جبلية قاسية وعلى اتصال مباشر مع السلسلة الغربية لجبال لبنان، وتشكل أهم منطقة مصايف وسياحة في ريف دمشق.
.
وقد ارتبط اسم نهر بردى بمدينة دمشق، وكان للنهر كبير الأثر في حضارة المدينة عبر العصور، كما حظي النهر قديماً باهتمام الشعراء، وذكر في الكثير من المراجع التاريخية لأهميته
ويقع نهر بردى بريف دمشق الغربي، وينبع من الزبداني، ويصب في بحيرة العتيبة قاطعاً 84 كيلومتراً، وتتكون منطقة الوادي من 13 قرية وتتوزع قرى الوادي على أربع مناطق إدارية، هي: عين الفيجة، ومضايا، وقدسيا، والزبداني.
.
• في العام 1321، انتهى الملك المؤيد أبو الفداء إسماعيل بن علي، صاحب حماة، من تأليف كتابه “تقويم البلدان”، وذكر فيه الزبداني، وقال في تعريفه بها: “الزبداني مدينة ليس لها أسوار، وهي على طرف وادي بردى، والبساتين متصلة هناك إلى دمشق، وهي بلد كثير المفازة والخصب، ومنه إلى دمشق ثمانية عشر ميلا”.
لا تذكر كتب التراث منطقة تُعرف باسم “وادي بردى”، غير أنها تتحدث عن واديين مجاورين لبردى.
• يرى محمد كرد علي، أن هذين الواديين هما وادي بردى ووادي معربا،
• ويرى أحمد دهمان أنهما وادي بردى الغربي ووادي بردى الشرقي.
• اما في “القول الحق في بيروت ودمشق”، فيذكر عبد الرحمن بك سامي في العام 1890، ان الواديين هما وادي بردى، ووادي عراد:
• ذكر في كتاب “الروضة الغناء في دمشق الفيحاء”،لمؤلّفه نعمان أفندي قساطلي، في تحديد مسار نهر بدى وتفرّعه: “أنهر الشام أصلها واحد مخرجه من جنوبي قرية الزبداني، وهذا النهر بعد أن يسير بسهل الزبداني الخصب وينتهي منه، يأخذ بالانحدار في وادي بردى حتى يصل إلى قرية الفيجة، فينضمّ إليه ماؤها العذب المساوي له في الغزارة، ثم قرب دمّر ينقسم منه نهر الديراني، وعند جسر الخشب نهر ثورا، وبعده بقليل نهر قنوات، ثم نهر بانياس، ثم ما بقى يظل اسمه بردى، وعند وصوله إلى قلعة الشام ينقسم منه نهر عقربا، وعلى ذلك نكون أنهر الشام سبعة وهي:
تعد المنطقة لارتفاعها مركزاً سياحياً، وتشكل الخزان المائي للعاصمة السورية، وتتضمن الأنهار، بينها نهر بردى الذي ينبع في الجبال شمال غربي مدينة دمشق وعلى مقربة من الزبداني، ويسير بين الجبال متعرجاً ناشراً في طريقه الخصب والطبيعة الجميلة، وصولاً إلى منطقة ربوة دمشق،
.
تلك هي صورة وادي بردى في الماضي القريب. وهو الوادي الذي يحتضن نهر بردى ويحنو عليه، وهو الذي يزوّد دمشق بالماء العذب ويحمل إليها أفضل ما لديه من الثمار، ومنه أًنير أوّل مصباح كهربائي فيها، ومنه وصل الحرير إلى أنوالها، كما نقل محمود محمد علقم في كتابه ” وادي بردى عبر العصور” .
.
يعتبر وادي بردى خزان مياه دمشق وريفها، والمصدر الأهم لمياه الشرب لملايين السوريين؛ كما يوجد فيه أهم مصايف ريف دمشق. وتدل الآثار الموجودة فيها على أن نبع عين الفيجة يعود تاريخه إلى عام 217 للميلاد.
.
في هذا الوادي الذي يُعتبر امتداداً لمنطقة الزبداني السورية انتشرت الاستراحات والمصايف المناسبة لقضاء أجمل الأوقات مع الصحب والاحبة، وما إن تشخص بنظرك على جانبي الوادي للأعلى فتستطيع أن ترى منظراً رائعا للجبال التي تحتضنه كما تحتضن الأم صغيرها بحنان.
.
وتشكل منطقة وادي بردى أهم منطقة مصايف وسياحة في ريف دمشق حيث يوجد أعرق المصايف الدمشقية مثل دمّر والهامة وعين الخضرة وعين الفيجة، بجانب الكثير من مناطق السياحة الواقعة ضمن خط سير الوادي، وتتناثر فيها المطاعم ومواقع النزهة والفنادق بين السلاسل الجبلية. وعلى جنبات الوادي بالذات يوجد الكثير من المصايف السورية العريقة وعشرات المطاعم والمقاهي،
ومن المعالم المهمة فيها مصيف بلودان الشهير المتربع على رأس الجبل، إضافة إلى الزبداني وبقّين الشهيرة بمياهها الصحية.
.
وتحظى منطقة وادي بردى بأهمية كبيرة كونها المنطقة التي تصل دمشق بطريق بيروت، إضافة إلى أهمية نبع عين الفيجة الذي يعد مصدر المياه الوحيد لستة ملايين نسمة يقطون مدينة دمشق،
.
من أهم قراها
بلدة عين الفيجة
التي تقع غربي مدينة دمشق وتبعد عنها نحو 24كم، على ارتفاع 860 م عن سطح البحر، ضمن وادي بردى الضيق، وتمتد بين سلاسل جبلية شاهقة:
• الهوات من الشمال (ارتفاعه 1540م)،
• والقلعة من الغرب والشمال الغربي (ارتفاعه 1250م)،
• والقبلي، ذو انحدار شديد، من الجنوب (ارتفاعه 1225م).
وتشتهر البلدة بينابيعها ومنها: عين دورة، عين الويات، عين السادات وأهمها نبع الفيجة (ينبع من جبل القلعة) الذي يزود مدينة دمشق بمياه الشرب (وسطي غزارته 8م3/ثا)، وهو الذي أعطى البلدة اسمه.
اترك تعليقاً