ديانة السامريين…
ديانة السامريين…
مقدمة
” السامريون هم السلالة الحقيقية لشعب بني إسرائيل، فهم ينحدرون من مملكة إسرائيل الشمالية، ويمثلون الآن أصغر وأقدم طائفة في العالم، ويملكون أقدم نسخة خطية للتوراة، ويتكلمون العبرية القديمة، ويؤمنون بقدسية جبل جرزيم في نابلس، ويعتبرون اتخاذ الملك سليمان القدس مكاناً مقدساً مسألة سياسية أكثر منها دينية”.
“كلمة سامري محرفة من الكلمة العبرية شامري، والتي تعني المحافظ على الديانة العبرية القديمة”
هذا ملخص مايقوله السامريون عن ديانتهم بلسان كهنتهم
يرجع تاريخ السامريين إلى ما قبل 36 قرناً من الزمن، حين قام يشوع بن نون قائد العبرانيين الذي خلف موسى بقيادة الشعب العبراني لدخول ارض كنعان الفلسطينية عند أريحا، وما إن وصل إلى مدينة شكيم (نابلس)، حتى صعد إلى جبلها الجنوبي جرزيم يرافقه العازار بن أهارون الكاهن الأعظم، وقاما بنصب خيمة الاجتماع على قمة هذا الجبل المقدس…
السامريون
بالرغم من وجود الطائفة السامرية منذ آلاف السنين، فإنها لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الكافي. فمَن هم السامريون؟ ومتى ظهرت هذه الطائفة؟ وكم يبلغ عدد أعضائها؟ وما هي أركان ديانتها؟ وهل هناك فرق بينها وبين اليهودية؟ وما هي نظرة اليهود إليهم؟
في التسمية
تعني كلمة سامري “المحافظ”، وتقول الطائفة السامرية إنها تملك التوراة الحقيقية لبني إسرائيل وليست المحرفة، ومنها يستقون تاريخهم، ويرفض السامريون نعتهم باليهود، ويصرون على أنهم سلالة النبي موسى الحقيقية…
في الأصل ووفق معتقد الطائفة السامرية هم شعب دولة إسرائيل التي تكونت في الشمال من دولة يهوذا، وذلك بعد سليمان وقد استمر وجود السامريين إلى عصرنا الحاضر، إلا أنهم يشكلون مجموعة صغيرة تسكن في فلسطين بجوار مدينة نابلس.
إستقر السامريون في الأراضي التي كانت في السابق ملكاً لسبط أفرايم ونصف سبط منسى. كانت العاصمة هي السامرة، التي كانت سابقاً مدينة متسعة وباهرة. عندما قام سرجون الآشوري بفتح فلسطين سبى اسباط اليهود العشرة الى عاصمته آشور في بلاد الرافدين ومنهم سكان السامرة وبقيت قلة فيها…، ثم أرسل سرجون أناساً من كوث وعوا وحماة وسفروايم ليسكنوا في السامرة (ملوك الثاني 17: 24؛ عزرا 4: 2-11). جاء هؤلاء الأغراب وتزاوجوا مع من بقي من شعب إسرائيل في السامرة أو ما حولها. عندما غزا سرجون السامرة عام 722 ق.م. سبي من سكانها 27280 شخصاً. وترك بعض السكان الأصليين، وإذ وجد أنهم متمردون دبّر خطة يقتل بها وطنتيهم الثائرة، فنقل شعباً من بابل وحماة والعربية إلى السامرة (2 ملوك 17: 24) وصار هؤلاء هم السامريين، وظلوا يمارسون عباداتهم التي اعتادوها قبل المجيء إلى السامرة. وعندما كثرت الوحوش بالأرض بسبب قلة الناس نتيجة للحروب، أرسلوا يستغيثون بملك آشور، الذي أرسل إليهم أحد الكهنة ليعلمهم فرائض الدين اليهودي، وجاء الكاهن وسكن في بيت إيل. على أن الكاهن لم يقدر أن يجعلهم يتركون عبادات أصنامهم، فظلوا يمارسون عبادة الله كما في أسفار موسى الخمسة، كما يمارسون عبادة الأصنام (2 ملوك 17: 25 – 33)، إلى أن ثار اليهود على عبادة الأصنام (2 أخبار 34: 6 و7) فتناقصت تلك العبادة. وتطورالى عداء بين السامريين واليهود، وذلك عندما نجَس أنطيوخس أبيفانيس هيكل أورشليم بتقديم خنزيرة على مذبحه، فيما أعلن السامريون أنهم لا ينتمون إلى الأصل اليهودي أبدًا، وكرسوا هيكلهم على جبل جرزيم هيكلًا للإله زفس حامي الغرباء.
في عام 6 ق.م ألقى بعض السامريين عظامًا نجسة في هيكل أورشليم، فصار اليهودي يستنكف من أن ينجس شفتيه بنطق كلمة “سامري”، وكان يحسب طعام السامري نجساً كلحم الخنزير. وهكذا كان العداء مستحكماً بين اليهود والسامريين، ولم يكن اليهود يسمحون بأي علاقة اجتماعية أو دينية مع السامريين.
اذن قام هؤلاء “السامريون” في البداية بعبادة الاله الحي، ولكنهم أيضاً إحتفظوا بالكثير من عاداتهم الوثنية. وهكذا تبنوا ديانة هي خليط من اليهودية والوثنية (ملوك الثاني 17: 26-28). وبسبب تزاوج الساكنين منهم في السامرة مع الأغراب وتبنيهم لديانتهم الوثنية فقد إعتبر اليهود السامريين بصورة عامة “مختلطي الجنس” وكانوا مكروهين منهم بصفة عامة.
ويتميز السامريون عن بقية اليهود بأنهم
– لا يؤمنون بنبوة أحد من أنبياء بني إسرائيل سوى هارون وموسى ويشوع بن نون.
– لا يقدسون من كتب اليهود سوى الأسفار الخمسة التي تسمَّى التوراة، ويضيفون إليها سفر يشوع بن نون فقط، وما عدا ذلك فلا يؤمنون به، ونسخة التوراة التي لديهم تختلف عن النسخة العبرية في ستة آلاف موضع، كما أنهم لا يؤمنون بسائر الكتب الأخرى في العهد القديم ولا بالتلمود ولا غيره من كتب اليهود.
من الأسباب الأخرى للعداوة بين اليهود والسامريين ما يلي
1. بدأ اليهود بعد عودتهم من بابل في إعادة بناء الهيكل. وفي حين إنشغل نحميا ببناء أسوار أورشليم، حاول السامريون إيقاف هذه المجهودات بالقوة (نحميا 6: 1-14).
2. بنى السامريون لأنفسهم هيكلاً على “جبل جرزيم” مصرين أن موسى حدده كمكان للعبادة. وقد قام سنبلط، قائد السامريين بتعيين زوج إبنته كرئيس للكهنة. وهكذا تم إنتشار ديانة السامريين الوثنية.
3. وفق اليهود أصبحت السامرة ملجأ للخارجين عن القانون من اليهودية (يشوع 20: 7؛ 21: 21). وقد رحب السامريون بالمجرمين اليهود والفارين من العدالة. حيث وجد منتهكو القوانين اليهودية مكاناً آمناً لأنفسهم في السامرة مما ساهم في زيادة العداوة بين اليهود والسامريين.
4. قبل السامريون أسفار موسى الخمسة فقط ورفضوا كتب الأنبياء وكل التقاليد اليهودية.
نتيجة هذه الأسباب وجدت خلافات لا حل لها بين الفريقين، حتى أن اليهود إعتبروا السامريين أسوأ ما في الجنس البشري (يوحنا 8: 48) ولم يكن لهم أي تعامل معهم (يوحنا 4: 9). ولكن بالرغم من الكراهية بين اليهود والسامريين، فإن المسيح له المجد كسر الحواجز بينهما وكرز بالإنجيل للسامريين (يوحنا 4: 6-26) وتبع الرسل مثاله بعد ذلك (أعمال الرسل 8: 25).
جبل جرزيم
المكان المقدس لديهم هو جبل (جرزيم) الذي يقع في منطقة نابلس،واليه يحجون وينكرون جبل صهيون واورشليم، و اليهود يكفرونهم لذلك .
هناك سبعة آلاف خلاف بين التوراة السامرية ونظيرتها اليهودية، أبرزها أن اليهود غيروا القدسية من جبل جرزيم إلى اورشليم، ولا يقوم الدين السامري على التبشير والدعوة…
ويملك السامريون طريقة مميزة في الحسابات الفلكية، ويؤكدون أن قمة جبل جرزيم تتوسط العالم، ومنها يقدمون حسابات دقيقة.
الأفراد
يبلغ عدد السامريين 785 نسمة، يسكن 385 منهم في جبل جرزيم، بينما يسكن أربعمائة في منطقة حولون داخل فلسطين المحتلة التي انتقلوا إليها قبل أكثر من قرن طمعا في تحسين أوضاعهم الاقتصادية.
حول أعداد هذه الطائفة وأماكن وجودها، قال كاهنهم يعقوب عبد الله
“عند انقسام الدولة العبرية إلى مملكتين، كان عدد سكان المملكة الشمالية (المملكة السامرية) بالملايين، ولكن بسبب القمع الذي تعرضوا له على مر السنين والأوضاع الاقتصادية السيئة تقلص عددهم إلى حد كبير”. يبلغ عدد المنتسبين إلى هذه الطائفة حالياً 730 نسمة، نصفهم يسكن جبل جرزيم جنوب نابلس والقسم الآخر يسكن في مدينة حولون قرب تل أبيب ويحملون الجنسيتين الفلسطينية والإسرائيلية. ويعمل أغلبهم بالتجارة. يصف اليهود السامريين بالكفرة والكوتيين نسبة إلى كوت (مدينة سومرية أكادية قديمة تعرف اليوم بتل ابراهيم) في العراق، وكذلك أطلق عليهم التلمود البابلي لقب “المعارضين والكفار”، بحسب عبدالله. أما في ما يتعلق بموقفهم من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فقال عبدالله: “السامريون جسر سلام في الصراع العربي الإسرائيلي، فعلاقاتهم طيبة بالطرفين، كما أن على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أن يتخذوا من السامريين عبرة، فبعد أن كان المجتمع السامري بالملايين في الماضي، أصبح أصغر مجتمع في العالم، بسبب كثرة الحروب التي خاضها عبر آلاف السنين”.
ويتابع القول:”ترتبط الطائفة السامرية بعلاقة وثيقة مع أهالي نابلس ولهجتهم نابلسية بامتياز، وتجمعهم أواصر وعادات اجتماعية متشابهة مع بقية السكان والاديان إضافة للتعاون الاقتصادي الكبير.”
لا يفضل السامريون الانخراط بالعمل السياسي، وينأون بأنفسهم عن العداء الحاصل بين اليهود والعرب الفلسطينيين، ويقولون إنهم يؤمنون بالسلام، ويرون أنه من دون إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية لن يكون هناك سلام، مؤكدين أن من حق الشعب الفلسطيني أن يحصل على حريته أسوة ببقية شعوب العالم.
يعتبر السامريون أنفسهم جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني، ويرفضون تسميتهم يهودا، وقد منحهم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مقعدا في البرلمان الفلسطيني عام 1996.
كونهم طائفة أقلية فقد منحوا الهوية الإسرائيلية من دون أن يتنازلوا عن هويتهم أو جنسيتهم الفلسطينية، وهو ما اشترطه عليهم الاحتلال في البداية لكنهم رفضوا ذلك، كما يحملون الجنسية الأردنية أيضا.
لم يسلم السامريون من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي لهم، فهو يقسم منطقة سكناهم (جبل جرزيم) حسب اتفاقية اوسلو، كما تغلق سلطات السياحة الإسرائيلية المنطقة المرتفعة من جبل جرزيم “قلعة العالم” والتي يحجون إليها ويؤدون طقوسهم وشعائرهم الدينية، وتقوم سلطات الاحتلال بالتنقيب عن الآثار هناك منذ عشرات السنين سعيا منها لمحو ما يؤكد قدسية جبل جرزيم التي يؤكدها السامريون.
المقر
يعتبر السامريون جبل جرزيم بمدينة نابلس قبلة أفئدتهم، وقبل أن يسكنوه نهاية ثمانينيات القرن العشرين كانوا يسكنون في البلدة القديمة وسط نابلس، وانتقلوا إلى حي مجاور لها عرف بـ”حارة السمرة”، ثم انتقلوا للعيش لاحقا في جبل جرزيم، وبني أول بيت للسامريين على جبل جرزيم عام 1961.
العبادات
للسامريين صلوات يؤدونها طوال الأسبوع، لكن يوم السبت هو اليوم المقدس لديهم، وتؤدى الصلاة فيه بدءا من مساء يوم الجمعة لمساء يوم السبت، وتؤدى الصلاة بوضوء يشابه إلى حد كبير وضوء المسلمين وبحركات فيها ركوع وسجود، ويرتدي السامريون زيا أبيض خلال الصلاة يعرف بـ”القمباز”.
ويخصص السامريون يوما كاملا في السنة يصومون فيه 24 ساعة عن كل شيء حتى الحديث، ويقع هذا اليوم في آخر تشرين الأول من كل عام.
وللسامريين سبعة أعياد في العام وأولها عيد الفسح “بالسين” لأنهم يعتقدون أن الله عز وجل فسح عليهم عقب خروجهم من مصر وتيههم في صحراء سيناء.
وإضافة إلى ذلك فإن لدى السامريين عيد العرش والفطير والحصاد وعيد رأس السنة وعيد الغفران وعيد الأسابيع، ويحجون إلى قمة جبل جرزيم ويذبحون القرابين المخصصة هناك وتشوى في تنانير مخصصة لذلك.
الزواج
يتزوج السامريون فيما بينهم فقط، ويرفضون أن يتزوج السامري من غير سامرية، وحين شح وجود الفتيات أجيز لهم الزواج من خارج الطائفة شريطة أن تدين بالدين السامري.
أما المرأة السامرية فلا يحق لها الزواج بغير سامري أبدا، وإذا فعلت فإنها تخرج من الطائفة، ولا يحق للسامري الزواج بأكثر من واحدة ما لم يكن هناك سبب مقنع للزواج كعدم إنجاب الأولى أو المرض.
التعليم والعمل
للسامريين مدرسة يتعلمون فيها بجبل جرزيم، وفيها سبعة صفوف يتعلمون بها أركان الدين السامري ولغتهم العبرية القديمة ثم يستكملون بمدارس مدينة نابلس، وأكثر من 90% منهم من حملة الشهادات الجامعية، ويعدون أنفسهم منفتحين على العالم حضارياً وتقنياً.
يعمل السامريون في العموم بالتجارة، خاصة الوساطة التجارية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، وبعضهم لديهم عملهم الخاص، وينخرط جزء كبير منهم بالوظائف الحكومية الفلسطينية.
شهادات من كهنة الطائفة
اولا الفرق بين السامريين واليهود
أركان الديانة السامرية
يقول الكاهن حسني واصف مدير المتحف السامري:
الحياة الاجتماعية والدينية
في الانجيل المقدس
لفهم وضعية السامريين المكروهين بين اليهود علينا ان نعود الى زمن الرب يسوع وفق ماورد في الانجيل المقدس
ثم يخصص الرّبّ يسوع لقاء مع المرأة السامرية التي أتعبتها خطاياها، فيقول الكتاب “وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ” (يوحنا 4: 4)، فليست الطريق هي التي اضطرته إذ كان بإمكانه اتباع طريق أخرى، إنما هذه النفس هي التي استوقفته إذ رآها بروح لاهوته فطلب خيرها وخلاصنا بالبحث عنها ومقابلتها بناسوته ״فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ״. (يوحنا 4: 9)، وبعد حوارها مع يسوع عرفت أنه هو بذاته ماء الحياة وربّها، فصارت أول مُبشّرة سامرية، فحملت البشارة لك أهل القرية السامريين واتت بهم للمسيح “فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ». فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ. فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدًّا بِسَبَبِ كَلاَمِهِ” (يوحنا 4: 39-41). ونجد أن اليهود حين واجههم ووبخ سطحية بل عدم إيمانهم، وتحداهم بنقاوته وطهره وبرّه، قاموا بشتمه واهانته، وقد لقبوه سامريًا كوصف يعبّر عن كبريائهم واحتقارهم للسامريين “مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ اَلَّذِي مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلاَمَ اللهِ. لِذلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللهِ». فَأَجَاب الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَنًا: إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ، لكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي. أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ» (يوحنا 8: 42-51). لقد نقض الرّبّ شتمهم واتهامهم له بـ “شيطان” لعجز موقفهم، وفي المُقابل لم يعلّق على شتمهم له بـ “سامري”، وذلك لأن الجميع يعرفون أصله اليهوديّ كما أنه لم يعتبر كلمة سامريّ بالنسبة له “شتيمة” وإن اعتاد اليهود استخدامها لتحقير الأخرين، إذ أحبّ الجميع. وبعد صعود الرّبّ تابع الرسل والتلاميذ تبشير السامريين، فنجد الشماس فيليبس يبشر أهل السامرة “فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيح” (أعمال 8: 5)، ثم يهتم الرسّل بإرسال بطرس ويوحنا للسامرة ليبشرا قرى كثيرة للسامريين “ثُمَّ إِنَّهُمَا بَعْدَ مَا شَهِدَا وَتَكَلَّمَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَشَّرَا قُرىً كَثِيرَةً لِلسَّامِرِيِّينَ” (أعمال 8: 25). تؤكد هذه الآيات الكتابية محبة الرّبّ يسوع المسيح للجميع، وأن البشارة السارة ليست حصرًا على مجموعة ما، وأن الرّبّ لا يُميز بين الشعوب والنفوس، أنما جاء لخلاص كل من يؤمن به “لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله، الذي يريد أن جميع الناس يخلصون، والى معرفة الحق يقبلون. لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الانسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع…” (1 تيموثاوس 2: 3- 7).
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً