ما علاقته بعلوم الطب …؟ وهل كان يشفي المرضى…؟ إسكولابيوس Aesculapius.
لوحة فسيفساء من مدينة تدمر الأثرية….
لوحة فسيفساء تمثل إله الطب ايسكولابيوس اكتشفت بتدمر.
ايسكولاب إله عربي قديم انتشرت عبادته عندالآراميين بأسم اكسيمون وباللاتينية أشيمون. وهو إله الحكمة والطب في بلاد بين النهرين عند السومريين.
وتعني كلمة ايسكولاب بالعربية ( أسي كل أفي) وتعني طبيب كل الأمراض. رمزه المعروف الأفعى.
وكانت عبادة هذا الأله تقوم بجانب الينابيع.
وهو إله الطب عند اليونان وفي معبده كانت تمارس عبادة الأفعى وهي رمز الحياة.
وفي اللوحة إله الطب إسكولاب (اله الطب والصحة) يجلس بوقار الحكيم والى جانبه الثعبان (رمز التجدد والعافية) يمد الإله يديه ليبارك ويشفي المصابين والمرضى.
على هيئة رجل غير ملتحٍ مشبوك الشعر، جلس بوضعية المواجهة على كرسي ذي مسند خلفي عريض مربع الشكل، وارتدى عباءة بيضاء تدلَّت من كتفه الأيسر، وسترت الجزء السفلي من جسده،
أما ما تبقى من جذعه العاري، فقد اجتازته من الكتف الأيمن إلى الورك الأيسر حمالة سيف. بدا هذا الرجل من خلال وضعيته تلك ملتفتاً برأسه بشكل خفيف نحو جهته اليسرى، وقد أمسك بيده اليسرى عصا التفت عليها أفعى، بينما يمسك باليد الأخرى الممتدة بشكل أفقي بمشجب مقلوب ينسكب محتواه والذي ربما كان خمراً، فوق شعلة تخرج من مذبح صغير مكعب الشكل.
.
وقد حددت هوية هذا الرجل بإله الطب إسكولابيوس وذلك من خلال كتابة يونانية ACKΛHΠIOC دونت بمكعبات سوداء على جانبي رأسه.
.
◘ القصة الأسطورية
يعد إسكولابيوس وفقاً للروايات الأسطورية الكلاسيكية ابناً للإله أبولون (إله الموسيقا) من زوجته الآدمية كورونيس Coronis.
تروي الأسطورة؛ أن كورونيس وأثناء حملها بإسكولابيوس اتهمها غراب أبيض – كان أبولون قد كلفه بحمايتها ومراقبتها- أنها واقعة في غرام إنسان فاني يدعى أسشي Ischys. قام هذا الغراب بنقل قصة خيانتها إلى أبولون الذي أبدى انزعاجاً كبيراً من وشايته تلك، فحول لون ريشه الأبيض إلى أسود. ثم اتجه أي أبولون نحو أخته إلهة الصيد أرتميس وقصَّ عليها ما جرى، فثارت حماستها للثأر له، وقامت بقتل كورونيس، وذلك بأن ثقبت جسدها بسهامها القاتلة.
عندما وضعت جثة كورونيس الهامدة فوق محرقة المآتم وارتفعت ألسنة النار من حولها، هرع أبولون مسرعاً نحو زوجته لإنقاذ طفله إسكولابيوس منتزعاً إياه من بطنها، وعاهداً به إلى المربية تريكون Trygone لتتولى رعايته.
عندما أصبح إسكولابيوس شاباً توجه بناءً على أوامر أبيه نحو مدرسة الصنطور شيرون Chiron الذي علمه فن الطب وعلاج المرضى وتبرئتهم من الأسقام والآلام، حتى بلغ درجة عالية من التفوق والمهارة في إتقانه لهذا العلم، وأصبح ملماً بطرائق تركيب الأدوية والمراهم، هذا إلى جانب مقدرته على إجراء الجراحات، وصولاً إلى قدرته على إحياء وبعث الموتى، ولاسيما بعد أن أعطته الإلهة منيرفا قارورتان احتوت كل منهما على دم ميدوزا Medius ، إحدى القارورتين كان محتواها قاتل، والأخرى كان محتواها يحيي الموتى.
إلا أن تلك القدرات الخارقة التي امتلكها هذا الطبيب الماهر، والتي كرسها لخدمة عامة الناس جعلت منه غاصباً ومتعدياً على قوانين الآلهة العلوية المسيطرة على حياة الناس ومقدرات أعمارهم،
فإحياؤه للموتى أثار انزعاج إله العالم السفلي بلوتون Plouton الذي أصبح بعوز للأموات الذين قل عددهم لديه، فما كان منه إلا أن شكاه إلى كبير الآلهة جوبيتر، فقام الأخير بضربه بإحدى صواعقه فقضى عليه.
اعتبر إسكولابيوس في المعتقدات الكلاسيكية إلهاً وبطلاً بشرياً، انتشرت عبادته في كافة أنحاء اليونان تحت اسمه اليوناني إسكليبيوس Asklepios،
وقد ضم معبده – الذي بُني في القرن الرابع قبل الميلاد في مدينة أبيدور- تمثالاً صُنع خصيصاً له من الذهب والعاج، كما ضم هذا المعبد عدداً من الأفاعي الضخمة المفضلة لديه والتي تعتبر أحد رموزه التي يتجلى بصورتها عند الحاجة.
عرضت هذه اللوحة في متحف مدينة تدمر الأثرية وقد أرخت للفترة الواقعة بين( 235 – 312) م.
إسكولابيوس Aesculapius.
المرجع
– كتاب المشاهد الأسطورية في الفسيفساء السورية خلال العصر الروماني، منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف،
اترك تعليقاً