الأصول المسيحية في شبه الجزيرة العربية
المقدمة
شهدت خمسينيات القرن العشرين مداً قومياً، اعتز رواده بالعروبة، وسعوا لتحقيق الهدف المنشود، وهو اقامة الوحدة العربية، بالرغم من تعدد الأيديولوجيات والمنطلقات النظرية.
وما لبثت العقود التالية ان حملت بوادر تكوين هيكليات سياسية صغيرة، تعتمد على الدين كأساس لشكل الدولة،بعيداًعن القومية العربية وفق ماروجت له اسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية، لتفتيت الأمة العربية أولاً، وللبقاء أبداً بشكلها الديني المتطرف. وقد جاءت الحرب اللبنانية الطاحنة كمحصلة لما خططت له الصهيونية، وبسببها شهدت كامل المنطقة العربية عموماً ولبنان خصوصاً، هجرات كبيرة من العرب المسيحيين، ليس فقط الى بلدان الاغتراب التقليدية كالأمريكيتين واستراليا، بل الى بلدان اوربية عديدة كالسويد والمانيا وفرنسا وانكلترا ايضاً،( بتشجيع وتسهيل من هذه الدول) يدفعهم خوف من المجهول، فيما لو بقوا في المنطقة العربية. وقد اصبحوا غرباء في مغترباتهم يعيشون فيها على فتات معونات تقدمها لهم هذه الحكومات، وهم مجتمعون في ملاجىء، يصح معها ان نسميها معسكرات اعتقال. والآن جاء دور المسيحيين العراقيين كنتيجة طبيعية للغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، والتصفية التي يتعرضون لها من جميع الفرقاء المتقاتلين على الساحة العراقية وقد تناولت رئاساتهم الروحية ورموزهم الدينية وكنائسهم وممتلكاتهم،حيث يعتبرهم البعض كفاراً لأنهم على دين الغزاة، وهم من هذه التهمة براء، فهم ليسوا كفرة، لأنهم اصحاب دين سماوي يوقره الاسلام والقرآن الكريم والنبي محمد. والبعض يعتبرهم غرباء،وهذه فرية ظالمة،لأنهم أصحاب الأرض
ماقبل ظهورالمسيحية واعتناقهم لها وما قبل ظهور الاسلام ومجيئه اليها، ولأنهم مواطنون بررة خدمواالوطن عبركل العهود، وحافظوا عليه ولم ينصاعوا لغازٍ او فاتح، ويشهد عليهم بذلك تاريخ الخلافة الاسلامية بكل أدوارها. الآن انخفض عدد المسيحيين في العراق من مليون مسيحي الى اقل من 200000 مسيحي نتيجة القتل والهجرة الى مغارب الأرض ومشارقها، والبقية اصبحت لاجئة مرتاعة في أرض الآباء والأجداد تنتظردورها قتلاً اوتهجيراً،لاذنب لها الاانها مسيحية. و كما باتت الفئة المغتربة الهاربة بدورها لاجئة. ولانعلم متى ينتهي هذا المسلسل المؤلم والدامي والخطير في نتائجه، الذي يفرغ المنطقة من بنيها البررة . لاسيما وقد امسى العراق الواحد ثلاثة كيانات سياسية ومذهبية متنافرة وبهذا تحقق حلم الصهيونية وسعيها لتفتيت البلاد العربية، ولافراغ هذه المنطقة من خبرات متنورة سبق للمفكر العربي والاسلامي الكبير الشيخ عبد الرحمن الكواكبي أن وصفها بندائه الى المسيحيين العرب مواطنيه بقوله لهم:” ايها العرب غير المسلمين تناسوا ضغائنكم. انتم الأولون الأكثر تنويراً وثقافة، وعليكم ان تجدوا وسيلة لتوحيد الصفوف”
وما من شك، فان الكواكبي استند في قوله هذا على قوافل المتنورين العرب في النصف الثاني من القرن 19، الذين كان جلهم من أصدقائه المسيحيين. والذين انطلقوا من الديار الشامية هرباً من الطغاة العثمانيين الى مصر محمد علي باشا واسرته، يحملون أفكار التنوير، ويساهمون مع اشقائهم المتنورين المصريين/ وكانوا بمعظمهم من المسلمين/ في بعث القومية العربية بعيداًعن الظلم العثماني والآن تكمل الحركات الأصولية مخطط تفتيت المنطقة العربية بنسيجها الفريد من قوميات وأعراق وأديان ومذاهب، وقد نادت خفية بأن ارض العرب هي دار الاسلام. وقد سعت وتسعى بتشجيع من البعض ؟!لاستلام الحكم فيها بالقوة وبالدم. _ من خلال هذا الواقع المتوتر بشدة، يتضح مدى الخوف الذي سيطر ويسيطر على المسيحيين العرب من اسلام يسعده ُضعفهم. لذا كان همهم الأكبر اما بالهروب من هذا الواقع الضعيف عبرالهجرة الى بلدان يتحقق لهم فيها الأمان، أو بأن يقوم في كل يوم حوار اسلامي – مسيحي، حوار وجودي، حوار محبة ورحمة تلتقي بفضله في هذا الشرق العربي الحبيب، المسيحية الأصيلة بالاسلام الحق وسيكون هذا الحوار خير وسيلة للتأكيد مرة أخرى، وبصورة أوضح على انتماء المسيحية الأصيلة الى مااصبحنا نسميه اليوم، دار الاسلام، أوبعبارة أوضح مافرضت تسميته وفق هذا الواقع الحالي.
_ان المسيحيين العرب يرفضون ان يكونوا مجرد جسم غريب في أوطانهم، او يوصفون بأنهم بقايا غزوات الفرنجة الاستعمارية، التي سبق ومنذ قرون/ وحتى الآن/ ان غزت هذه المنطقة، كما يحلو لذوي الغايات اطلاق لقب الصليبين عليهم، لأنهم وعلى العكس تماماً، كانوا في الشرق العربي قبل الاسلام، متجذرين مع جذور التاريخ في هذه الأرض العربية الحبيبة منطلق المسيحية الى العالم لهم في هذه الأرض مالغيرهم. وهم يحملون باعتزاز هويتهم التاريخية العربية الأصيلة، وقوميتهم العربية عبر أحد أهم رموزها الرئيسة (اللغة العربية)، ودليلنا أجيال المهاجرين العرب المسيحيين الذين يتجمعون في مغترباتهم في شتى بقاع الأرض، ويحافظون على لغتهم العربية من خلال المدارس العربية التي افتتحوها بجهودهم والمرتبطة اصلاً بتجمعات الكنائس هناك.
_ان اللغة العربية هذه هي هي لغة القبائل والمدن العربية المسيحية ما قبل الاسلام بوقت طويل، وفي موطن الهجرات العربية المتعاقبة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، وحتى هجرة الغساسنة والمناذرة المسيحيين في القرن الخامس الميلادي، أي قبل آخر هجرة عربية خرجت من الجزيرة العربية، الاوهي الفتح العربي الاسلامي عام 634 م. وهي هي ، لغة الأحفاد المسيحيين الحاليين، الذين يعتزون بأجدادهم العرب الغساسنة بعاصمتيهما الدينية( بصرى)، والسياسية( الجابية )في حوران. وقد انقلبوا على حلفائهم البيزنطيين، والتحقوا بجيش العرب المسلمين في معركة اليرموك، ومن ثم لينضموا تحت لواء الأمبراطورية العربية الأموية مؤيدين على هذا النحو صدارة الروح القومية العربية على طابع الأمبراطورية البيزنطية الديني ومثبتين للأجيال اللاحقة عروبتهم.
_ان المسيحية العربية ومن بعدها الاسلام العربي، كما يتضح من تاريخ هذه المنطقة العربية ، جانبان متميزان يشكلان الحضارة العربية ويعلنان بأن هذه الأرض الحبيبة هي دار المسيحية والاسلام معاً. ان علاقة المسيحية بالاسلام، علاقة انتماءالى دين سماوي ينادي بمعبود واحد أحد لاشريك له عز وجل. ربما بفلسفة و بأشكال وطقوس عبادية مختلفة بعض الشيء. الا أن علاقة كل منهما بالعروبة هي علاقة تجذرتاريخي أصيل، علاقة فعل مدهش، فعله الغساسنة المسيحيون مع اشقائهم المسلمين قبل 14 قرناًخلت. وتكررت كثيرا ًهذا الزمن. ولعل ما قام به الخوري نقولا الخوري كاهن رعية مدينة انطاكية عام 1938 . عندما فتح ورعيته ابواب كاتدرائية القديسين بطرس وبولس الأرثوذكسية في مدينة أنطاكية السورية قبل سلخ لواء الاسكندرون السليب،أمام اشقائهم العرب المسلمين للصلاة فيها،خيرتعبيرعن الوحدة الوطنية بمواجهة الأتراك المسلمين الذين اغلقوا أبواب المساجد في أنطاكية امام المصلين لايهام الدول الغربية ولجنة التحقيق الدولية بأن تركيا “اتاتورك” دولة علمانية لادينية. نعم صلى المسلمون السوريون ابناء مدينة أنطاكية في كاتدرائية المسيحيين السوريين.في المدينة التي فيها دعي المسيحيون أولاً عام40 مسيحية.وقبلاً وقف البطريرك الأرثوذكسي العظيم غريغوريوس حداد مع الشريف حسين (خليفة العرب والمسلمين لاحقاً) على رأس كل المسيحيين في سورية الكبرى لطرد الأتراك منها. كذلك وقف الأمير فيصل بن الحسين شريف مكة في شرفة دار البلدية في حلب عام1919 يخطب في الجموع الحاشدة المطالبة بالاستقلال،معرفاً بمعاونيه في هذا المسعى واولهم مطران حلب الأرثوذكسي .هذا الفعل العروبي اجترحه البطل السوري المسيحي الشهيد جول جمال الذي فجربجسده البارجة الفرنسية جان دارك بعملية استشهادية في بورسعيد غيرت مجرىالعدوان الثلاثي على مصر السنة1956 وقد اكد بفعله هذا قوميته العربية مضحياً بذاته من أجلها في مياه بورسعيد . كذلك قدم المسيحيون المغتربون من سورية الى ابناء دمشق بغض النظر عن دينهم (وكانوا في معظمهم مسلمون) ما ادخروه من تعبهم عندما دمر الفرنسيون بيوتهم في دمشق اعوام 1925 و1945 وكما سبق للبطريرك غريغوريوس ان أطعم جائعي دمشق وسواها من ارزاق البطريركية الأرثوذكسية في دمشق وكانوا في معظمهم من المسلمين ، وقد باع معظم أوقافها لاطعامهم.
لذلك ومن باب الاعتزاز هذا، نجد ان المسيحيين العرب مازالوا( بل يتوجب عليهم )البقاء في ديارهم العربية، ، أرض الأجداد، لأنهم من أديم هذه الأرض العربية الحبيبة وقد امتلأت برفاة أجدادهم عقب الفي سنة ونيف. انهم على قدم المساواة مع المسلمين فجذرهم واحد،ويقاسمونهم ذات الأرض، والتاريخ عينه، وذات الآلام والطموحات والآمال، وأخصها الوحدة العربية، لذلك ظهرت الأحزاب القومية العربية بروادها المسيحيين العرب وضمت مسلمين ومسيحيين بعيداً عن التعصب الديني والطائفي ونادت بوطن عربي للجميع كما حصل في الخمسينات.
الأصول المسيحية في شبه الجزيرة العربية
لمحة عامة
عندما تذكر المصادر القديمة المنطقة العربية فانها لاتقصد مانسميه اليوم شبه الجزيرة العربية، ففي أزمنة الكتاب المقدس لم تكن هذه المنطقة العربية جنوبا ًتتجاوز الحجاز، ولم تكن تحوي الجزء الأكبرمما كان يسميه الرومان “البلاد العربية السعيدة”،كما لم تضم منطقة تدمر ولا بتراء العرب أي شبه جزيرة سيناء، اذ كانت خاضعة لاقليم فلسطين(1) _ان المقصود في بحثنا هنا شبه الجزيرة العربية، اي ما عرف بأنه بلاد العرب ومنبت هجراتهم من قبل الميلاد وحتى آخر هذه الهجرات، هجرة العرب المسلمين وانطلقتهم الواثقة لفتح العالم ونشر الاسلام.
شبه الجزيرة العربية
نقل ياقوت الحموي عن أبي المنذر هشام بن السائب عن أبن عباس مايلي
“ان العرب سمت بلادها جزيرة لاحاطة الأنهار بها من جميع أقطارها وأطرافها …”(2). تقع شبه الجزيرة العربية،وهي بلاد العرب في الجنوب الغربي من قارة آسيا وهي مستطيل غير متوازي الأضلاع شماله فلسطين وبادية الشام، وشرقه الحيرة ودجلة والفرات والخليج العربي، وجنوبه المحيط الهندي وخليج عدن، وغربه البحر الأحمر. (3)وتتداخل في شبه الجزيرة هذه بادية الشام حتى الفرات شرقاً، وأرض الحََضَر في بلاد الشام غرباً، كما تتداخل فيها بادية فلسطين وطور سيناء الى مرابع النيل.(4) ان طبيعة شبه الجزيرة جرداء ليس فيها نهر واحد، وليست لأمطارها فصول معروفة يمكن الاعتماد عليها في الزراعة، وفي تنظيم الصناعة التي تعتمد على هذه الزراعة فيما خلا بلاد اليمن الواقعة جنوبها والممتازة بخصب أرضها وكثرة أمطارها، لذلك فالحياة في شبه الجزيرة العربية، هي حياة بداوة، مع ماتقتضيه من ارتحال دائم، واتخاذ الجمل سفينة للصحراء.مع الأخذ بعين الاعتباران مكة ويثرب، وبحكم موقعهما الوسيط بين جنوب الجزيرة وشمالها اتخذتا واقعاً تجارياً. اضافة الى ان مكة (البيت العتيق)اتخذت طابعاً قدسياً بين كل قبائل الجزيرة العربية.
الدين
الدين ، ايمان وعمل. ايمان بوجود قوى خارقة فوق طبيعة البشر العقلية،ولهذه القوى تأثيرفي مجرى حياة الانسان، وعمل في اداءفرائض وشعائر وطقوس معينة تفرضها الأديان السماوية والأرضية لعبادة الأصنام والأوثان لاسترضاء الآلهة(5). والايمان قبل العمل، وحتى تقوم بعمل ما فرضته عليك الأديان، لابد وأن تكون مؤمناً(وقبل القيام بهذا العمل) كل الايمان بوجود اله انصرفت اليه ذاتك، واعتبرته حامياً لك، قديراًعليك، يُسأل فيجيب، ويُنادى فيلبي. فالعمل تابع لهذا الايمان، وهو حصيلة مؤثراته في النفس الانسانية. والدين كما جاء في اللسان(6)، هو الطاعة. ومن الدين جاءت كلمة( ديان)، وهي من أسماء الله عز وجل ومعناها الحكم والقاضي، كقول ذي الاصبع العدواني:
لاه ابن عمَك، لاأفضلت في حسب فينا، ولا انت ديّاني فتخزوني!
والدين يأتي أيضاً بمعنى الجزاء وفق قول الكتاب المقدس: (7)” لاتدينوا لكي لاتدانو. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم …”.
وقد يأتي الدين بمعنى الحساب، كما جاء في القرآن الكريم: “الرحمن الرحيم مالك يوم الدين …”(8)
_الدين(9)اذن علاقة بين الانسان والخالق، وهو فعل عبادة ناتجة عن ايمان بعد قناعة أوايمان مطلق فيه تسليم بما هو خارج عن النطاق البشري وادراكه، وعمل ملموس، هو نتيجة هذا الايمان. والعمل يكون بالممارسات الانسانية من صلاة وصوم وتقديم ذبائح وفروض وغير ذلك.
ان واقع المجتمع في الجزيرة العربية شهد لهذه الممارسات، وكان أولها الحج الى مكة في الأشهر الحرم منذ القديم
الجاهلية
والجهل نقيض العلم أي أن الانسان يجهل مالايعرفه، وتطلق كلمة الجاهليةعلى زمن ماقبل الاسلام، حيث ان أكثر الباحثين ذهبوا في قولهم الى ان الجاهلية هي عصر الجهل والهجمية، ويعّرفها فيليب حتي بقوله: ” والجاهلية بالمعنى الصحيح هي ذلك العصر الذي لم يكن لبلاد العرب فيه ناموس وازع ولا نبي ملهم ولاكتاب منزل “(10)
ان هذا القول محل للنظر، فالجاهلية لاتعني الجهل على أنه نقيض العلم. وهو لايعني الضلال على قول المسعودي:” كانت العرب في جاهليتهم فرقاً، منهم الموحّد المقر بخالقه المصدق بالبعث والنشور …،ومنهم من مال الى اليهودية والنصرانية كقس بن ساعدة الأيادي… وبحيرا الراهب…” والشاعر أمية بن أبي الصلت يشير الى ايمانه بقوله:
كل دين يوم القيامة عند الله الا دين الحنفية زور(11)
ان الجاهلية ليست الضلال لأن الضلال شر، والشر نقيض الخير، والشاعر الجاهلي عبيد بن الأبرص يدعونا الى الخير، والخيرمن الله مبشراً بديمومته اذ يقول:
الخير يبقى وان طال الزمان به والشر أخبث أوعبتَ من زاد (12)
-ان الجاهلية اذن اشتقت من الجهل الذي يعني السفه والطيش والغضب والنزق، فالعربي سريع الغضب، وهذا ينم عن أخلاق الجاهليين على قول الحديث الشريف اذ ورد فيه ان الرسول قال لأبي ذر وقد عيّرَ رجلاً بأمه:” انك امرؤ فيك جاهلية “(13)
انتشار المسيحية في الجزيرة العربية
بعد هذه المقدمة ننتقل الى مسيحية الجزيرة العربية نقول
– ورد في كتاب أعمال الرسل انه في يوم العنصرة كان يوجد في مدينة اورشليم عرب …(14)، ولاشك أن هؤلاء العرب كانوا اما يهودا ًأو مهتدين أو مهتدين جدد من جنس عربي. ويقول القديس بولس انه توجه بعد اهتدائه في دمشق الى العربية بين اقامتين في دمشق، والعربية هنا تعني انه توجه الى حوران. وكانت بصرى عاصمة حوران مركزاً للمواصلات، خصوصاً الطريق القادمة من اليمن عبر مكة، ملتقى للقوافل التجارية،وان هذه المدينة بصرى كانت قد اختيرت مركزاً أسقفياً في النظام الكنسي، وكان جلّ مطارنتها من العرب، وقد شاركوا في المجامع الكنسيةالمسكونية، وكانت هذه المدينة أول مدينة تسلم أمرها الى الفتح العربي الاسلامي السنة 634 م.
في الحجاز: لقد تطبعت المسيحية في الحجاز بطبيعة البادية، وجعلت للعرب أساقفة يرحلون معهم سموهم ” أساقفة المضارب “. واشترك بعضهم بالمجامع الكنسية ووقعوا على أعمالها بهذه الألقاب “فلان أسقف أهل الوبر “، ” وفلان أسقف القبائل الشرقية المتحالفة “. وقد ذكر المؤرخ سوزمنوس منذ القرن الرابع ” ان في بعض قرى العرب ودساكرهم أساقفة ” وقد نقل اليعقوبي هذه الشهادة : “وأما من تنصر من أحياء العرب فقوم من قريش. ومن اليمن طيء وبهراد وسليخ وتنوخ وغسان ولخم. “(15)
أيلة ( العقبة)
يقول ياقوت ان أيلة ” آخر بلاد الحجاز ” شمالاً كانت نصرانية. ويذكر المسعودي أن “يوحنة بن رؤبة
كان أسقف أيلة وأنه قدم على محمد سنة تسع للهجرة وهو في تبوك فصالحه على ان لكل حالم بها ديناراً في السنة “. ويؤيد هذه الشهادة ابن سعد فيجعل الوافد ملكاً لاأسقفاً، بيد أن ذكر الصليب على صدره يدل على انه أسقف لاملك. ” وكان يوحنا ملك ايلة. وأقبل معه أهل جرباء واذرح، وعليه صليب من ذهب فصالحهم وقطع عليهم جزية معلومة”. وتنقل سيرة ابن هشام صورة كتاب الرسول الى يوحنا بن رؤبة وأهل أيلة ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر.(16)
دومة الجندل
كان عليها أسقف. قال ابن هشام في حديثه عن غزوة تبوك: “ثم ان رسول الله(ص) دعا خالد بن الوليد فبعثه الى أكيدردومة.وهو أكيدر بن عبد الملك. رجل من كندة، وكان ملكاً عليها، وكان نصرانياً “(17)وكان النبي قد تصالح معه على الجزية بعد أن فتحها خالد. (18)
معان
تقع معان في طرف بادية الشام، تلقاء الحجاز، من نواحي البلقاء. كما يقول ياقوت. كان أهلها نصارى تحت حكم الروم،مثل أسرة امرىء القيس في نجد ، وكان يملك عليها عند ظهور الاسلام فروة بن أبي عامر، شيخ بني جزّام النصارى. تيماء: تقع تيماء بين الشام ووادي القرى. وكانت مدينة حصينة لأهل الكتاب من يهود ونصارى، وكان فيها مساكن قبيلة طيء النصرانية العربية وفيها مركز أسقف. وقد خضعت للجزية بعد غزوة خيبر.(19)
تبوك
وكان حصن بين وادي القرى والشام، يسكنه نصارى قضاعة كما نقل ابن خلدون عن ابن سعيد وجاورهم فيها بنو كلب من قبيلة تغلب النصرانية. وفي غزوة تبوك لم يتمكن محمد والمسلمون من اقتحامها لحصانتها ومناعتها ولسرعةالروم ونصارى العرب الى نجدتها. فحاصروها 20 يوماً ثم قفلوا راجعين.
وادي القرى
ومن قراه دومة الجندل، والحجر وديدان. وهو يقع بين الشام والمدينة، سكنه اليهود أولاً ثم قضاعة وسليح النصرانيتان. وقد جاء في كتاب الأغاني (ج7، ص161 ) ان النصارى منعوه من اليهود والعرب غير النصارى بقول جعفر بن سراقة احد بني قره:
ونحن منعنا ذا القرى من عدونا وعذرة اذ نلقى يهودا ًوبعثرا
منعناه من عليا معد وأنتم سفاسيف روح بين قرح وخيبرا
فريقان: رهبان بأسفل ذي القرى وبالشام عرافون ممن تنصرا
يثرب
كانتيثرب مستعمرة يهودية لبني قريظة وبني قنيقاع وبني النضير وبجوارهم 20 قبيلة يهودية، ثم رحل اليهم من اليمن الأوس والخزرج فنزلوا المدينةعلى عهود كانت بينهم. ولا شك انه كان يوجد في المدينة نصارى على شكل ماكانت موجودة في مكة من رقيق وموالي يقومون بخدمة ساداتهم وهذا مما يفهم من قول الشاعر حسان بن ثابت في قصيدة رثى بها النبي:
فرحت نصارى يثرب ويهودها لما توارى في الضريح الملحد(20)
وفي تقوبم قديم للكنيسة النسطورية (21)، ان النساطرة أقاموا مطراناً في يثرب اذ كان لهم ثلاث كنائس على اسم ابراهيم الخليل وموسى الكليم وأيوب الصديق. أما قبيلة طيء فقد وجدت النصرانية اليها سبيلاً، وكان عدي بن حاتم الطائي نصرانياً واما جاء الاسلام دخل في الدين الجديد.(22)
مكة
لم تشر روايات السيرة وغيرها من الأسانيد الخطية قبيل الهجرة الى وجود مسيحي منظم في مكة من الناحيتين الاجتماعية والثقافية حيث لاأثر لنظام ديني ولالجماعة مكونة من أجانب، ماعدا هؤلاء التجار الذي كانوا يترددون على حوانيت مكة والتهامة. ولكن كان هناك أيضاً عدد من العبيد والمغامرين وبائعي النبيذ كانوا يسكنون في مكة بطريقة مؤقتة، او يمرون في عاصمة التهامة. وكان معظمهم من الأحباش ومن مستو ٍمتواضع عمال او مرتزقة أدخلوا في السوقةالعسكرية المساعدة، وكانوا ينتمون الى فرقة المسيحيين اليهود الحبشية، وبين هؤلاءعدد كبير من النصارى، كانوا قد جاؤوا للخدمة وللقيام بالأعمال اللازمة لسراة مكة. وكان بعضهم يعرف القراءة والكتابة ولايستبعد ان يكونوا في محيطهم، ونصّروا البعض من أهل مكة. فقد كان الناس يختلفون الى مجالسهم ومساكنهم لسماع قصص الأقدمين من الأنبياء،ومن المرجح ان الرسول كان منهم كما يروي ابن هشام ” وكان رسول الله (ص)- فيما بلغني- كثيراًما يجلس عند المروة الى بيعة غلام نصراني، يقال له جبر،عبد لبني الحضرمي، فكانوا يقولون : والله ما يعلم محمداً كثيراً مما يأتي بها الا جبر النصراني “(23) وقد اتهم من أهل
مكة، انما يتلقى رسالته من جبرهذا الذي سماه بعضهم سلمان، ويسار ويعيش وبلعام(24) وقد ردّ القرآن الكريم بقوله:”ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر، لسان الذين يلحدون اليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين”(25) وأيضاً:” وقال الذين كفروا :ان هذا افك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون. “(26) لقد كانت مكة عند ظهور الاسلام تحتوي على عدد كبير من العبيد من جملتهم الأحباش النصارى(27)وقد تركوا أثراً في لغة أهل مكة تدل على أثرهم في المجتمع. وقد اشار العلماء الى ورود بعض الفاظهم في القرآن والحديث. ويقول ابن هشام :”ان شماسا ًقدم مكة في الجاهلية فعجب الناس منه…”(28) وكان قد ورد في الأخبار ان بعض الرهبان والشمامسة جاءت الى مكة. وقد كان بينهم من يقوم بالتطبيب وذكر اليعقوبي (29):”ان ممن تنصر من أحياء العرب قوم من قريش من بني أسد بن عبد العزى منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى”، وقد ورقة بن نوفل في جملة المتنصرين في بعض الروايات، فقد ذكر أنه تنصر واستحكم في النصرانية، وقرأ الكتب ومات عليها (30)، وورقة هذا كان ابن عم خديجة ، وأصبح قساً ثم أسقفاً على شيعة الايبونيين (31) التي انتشرت في الوسط القرشي، وكان قد ارتقى للأسقفية واستفاد من شعرهفي الدعوة الى عبادة الله كقوله:
أدين لرب يستجيب ولا أرى أدين لمن لايسمع الدهر واعياً
أقول اذا صليت في كل بيعة (32) تباركتَ قد أكثرتُ باسمك داعياً(33)
الطائف
كان فيها نفر من الموالي النصارى منهم عداس النينوي الأصل، وكان مملوكاً لعغتبة بن ربيعة، وقد قابل االرسول عند ذهابه الى ثقيف. (34) اما اليمامة وقد عدها ياقوت من نجد وسماها جواً ( في معجم البلدان)فقد دخلتها النصرانية، ووصلت الى حكامها، ونستدل من شعر للاعشى يمدح فيه (هوذه بن علي) حاكمها الذي منّ على الشاعر ففك وثاق قوم من تميم يوم الفصح تقرباًلالهه: بهم تقرب يوم الفصح ضاحية يرجو الاله بماسدى وما صنعا (35)
أما منطفة الخليج العربي فان النصرانية دخلتها من الشمال الى الحيرة، ومن البحر من تجار الروم ، فوجدت سبيلآً الى البحرين وقطر وهجر وبعض جزر الخليج. وكانت على المذهب النسطوري. وهناك دليل على مدى التأثير الديني التوحيدي في مكة، وهو ما رسم على جدران الكعبة من الداخل، من صور الأنبياء والملائكة الذين يذكر الكتّاب قصصهم وبخاصة صورة عيسى بن مريم وأمه. فقد روى الأزرقي أنه ” جعلت في دعائمها صور الأنبياء …وصور الملائكة فكان فيها صورة ابراهيم خليل الرحمان شيخ يستسقم بالازلام وصورة عيسى بن مريم وأمه، وصورة الملائكة عليهم السلام أجمعين. فلما كان يوم فتح مكة، دخل رسول الله (ص)البيت فأرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم ثم أمر بثوب فبّلَ بالماء وأمر بطمس تلك الصور فطمست. ووضع كفيه على صورة عيسى بن مريم وامه عليهما السلام، وقال :” امحوا جميع الصور الاما تحت يدي”. فرفع يديه عن عيسى بن مريم وأمه ونظر الى صورة ابراهيم فقال : قاتلهم الله ! جعلوه يستسقم بالأزلام ما لابراهيم والأزلام”(36).
المسيحية في جنوب شبه الجزيرة العربية
دخلت المسيحية في هذه المنطقة في فترة مبكرة، وكان سكانها من القبائل المقيمة على الهضب العالية التي تسيطر على السواحل الشرقية والغربية للبحر الأحمر، قبل أن تتجه نحو المحيط الهندي. نشأت هناك دولتان متقابلتان أقدمها( العربية السعيدة) للطافة مناخها وغنى مواردها، بخلاف الأجزاء الموجودة في وسط
الجزيرة الموجودة في وسط الجزيرة العربية. كانت ميناء عدن منذ أقدم الأزمنة موضع تبادل بين دول البحر الأبيض المتوسط (مصر، آسياالصغرى،اليونان والجزر البعيدة).واضطر ملوك سبأ الذين كانوا يعيشون في هذه البلاد أن يدافعوا عنها ضد المصريين والآشوريين، وقد ذكر” الكتاب المقدس “زيارة ملكة سبأ(بلقيس)الى( سليمان الحكيم ).ولم يكن للرومان مع هذه المناطق الا صلات بعيدة. ومنذ القرن الأول كان يُطلق على هذه الدولة اسم مملكة حميَر. في الضفة المقابلة لعبت ميناء آدوليس بالنسبة للحبشة نفس الدور الذي قامت به عدن لعرب الجنوب. ومنذ عهد بعيد كانت القبائل الحبشية مثل الغلاس والدنكلي والصومالي، قد تأثرت بالتسربات العربية من الوجهة الطبيعية، ومن الوجهة الروحية وجلبت من شبه الجزيرة العربية اللغة والكتابة. وكانت حميَر قد تأثرت بالدعاية اليهودية، خاصة بعد تدمير القدس على يد القائد الروماني تيطس السنة 70 م. وقد اكتشف العلامة ريكمانس(37) عددا ًكبيراً من الأسماء الحميَريةالجنوبية، تذكر البعض منها كلمة الرب: كرب السماء والأرض، والرحمن. ولعل هذا قد مهد السبيل بقبول المسيحيةعند وصول دعوتها الى هذه المنطقة في القرن 4 ، عندما أصبح القديس فروماتيوس مطراناً للحبشة. وقد أرسل الأمراطور قسطنطين الكبير الى الحميريين الراهب ثيوفيلوس لهدايتهم. وفي الوقت ذاته للحصول على حرية الصفقات التجارية وحرية العبادة للتجار البيزنطيين. ويؤكد المؤرخ فيلوستورج في كتابه تاريخ الكنيسة (38)، ان هذه المهمة كللت بنجاح كبير: فقد اعتنق الملك نفسه المسيحية، وأسس ثلاث كنائس منها كنيسة ظفار. ولكن من الصعب قبول هذه الرواية اذ ان حياة الكنيسة العربية والكنيسة الحبشية في القرن5 لاتزال مجهولة . والشيْ الأكيد هو ان المسيحية وصلت الى مملكتي حومر واكسوم، ومن ناحية أخرى أنه لم يكن للكنيسة المسيحية جذور عميقة. كان يوجد في هذا العهد كنائسليس في صفر وعدن فحسب، ولكن أيضاً في داخل الجزيرة في نجران. وتقول بعض الروايات انه كان يوجد مسيحي سوري اسمه فيميون مع زميل له فأٌسرا اثناء غزوة وبيعا في نجران، وهناك يبَّس فيميون بطريقة عجيبة نخلاً كان معبوداً من الشعب، فاهتدى الشعب الى المسيحية. وتقول السيرة (39)ان فيميون وكان راهباً هوالذي حمل أهل نجران على النصرانية وأسس بها كنيسة يعقوبية. وهناك رواية أخرى مؤداها انه استطاع ان يبعد ابن أحد أعيان النجرانيين(اسمه عبد الله بن نمير)من التتلمذ على يد حاوٍ وجعله يقر بوحدانية الله. وعندئذ استطاع الله ان يعمل كرامات عديدة فتغلب على سحرة البلادز وكان قرب ضفتي البحر الأحمر، يسهل الغزوات . ففي القرن 6 احتل ملك أكسوم جزءاًمن نجران وأقام في صفر نائب ملك وحامية ، فنشأ مركز مسيحي جديد ولكن لم يكن أهل المنطقة وبخاصة يهود نجران ميالين لهم.
وأرسل المطران اليعقوبي ” يعقوب السروجي” الى الجماعة المسيحية في نجران مبشراً اياها بمذهب اليعقوبية (الطبيعة الواحدة) . وفي حوالي 523 قام القائد الحميري (ذو النواس) باعتناق اليهودية وقاد حملة ضد الحبشة، واستولى على صفر وقتل الحامية والكهنة وحوّل الكنيسة الى كنيس، وحاصر نجران، وأمر بحرق المسيحيين في أخدود وكان عددهم 40000، فأثر هذا في مشاعر الأمراطور البيزنطي فأرسل ملك أكسوم قائده أرياط (كالب) حيث قبض على ذي النواس وقتله بيده وأعاد المسيحية وقد ورد ذكر هذه في القرآن الكريم .(40) “وقُتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود. اذ هم عليها قعود. وهم على مايفعلون بالمؤمنين شهود…”
وقد روى ابن هشام أن ابن اسحق قال فيمن قتل ذو النواس عبد الله بن الثامر رأسهم وامامهم. وقد وجدت رفات ابن الثامر هذا
في خربة من خرب نجران زمن عمر بن الخطاب والرجل قاعد يضع يده على ضربة في رأسه، فاذا أزيحت يده سال الدم من موضع الضربة، واذا تركت امسك الدم، وفي يده خاتم مكتوب فيه (ربي الله). وكتب الى عمر في أمره ، فأمر ان يقروه على حاله ويردوا عليه الدفن كما كان عليه.(41)وبقصة عبد الله بن الثامر وايجاد جسده بعد زمن ولم يَبَلَ. وبروايات أخرى رواها الاخباريون عن حمزة بن عبد الله وغيره، قورن القول في القرآن الكريم عند بعضهم، ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)(42).
في الغزو الحبشي الثاني لليمن، أراد أبرهة الاشرم الذي ثار ضد النجاشي، وتخلص من سلطته مع بقائه موالياً لبيزنطية، أن يجعل من كنيسة نجران كعبة يحج اليها العرب ليصرف أنظارهم عن كعبة ابراهيم في مكة، مع سبب سياسي دفعه الى محاولة
احتلال مكة،عام 542 ، ألا وهو محاولة السيطرة على الطريق التجاري الواصل بين اليمن وبلاد الشام ، والوصول الى البيزنطيين فيها. في كنيسة نجران،
قال الأعشى :
وكعبة نجران حتمٌ عل يك حتى تٌناخي بأبوابها
نزور يزيداً وعبد المسيح وقيساً هم خير أربابها(43)
وكانت المستوطنات المسيحية في جنوب الجزيرة مزدهرة ايام النبي محمد، الذي وهب ضمانات لمسيحيي نجران. وقد جاء في أخبار المؤرخين المسلمين حكاية المباهلة بين الكهنة المسيحيين النجرانيين ومحمد. (44) وقد طرد عمر بن الخطاب المسيحيين، فذهبوا الى مابين البحرين، وأسسوا هناك” نجران جديدة”، وفي أواخر القرن الثامن، بعد اعتناقهم لمدة طويلة مذهب الطبيعة الواحدة، قبلوا المذهب النسطوري الذي نشره بين صفوفهم تيموطاوس، كاثوليكوس فارس.(45)
خاتمة
مما لاشك فيه، انه لاغنى للاِنسان قديماً وحديثاً عن دين ينير ظلام نفسه، ويهدي نفور قلبه الى سبل الخير، ويثير طاقاته لتنشط في الحق، وبالرغم من وجود أديان وثنية وضحية لدى عرب الجزيرة العربية الا ان فريقاً لابأس به كان قد قبل بالديانتين السماويتين : اليهودية والمسيحية، وكان ذلك تمهيداً لقبول المجتمع العربي بالاسلام لاحقاً. ونحن في مقالنا هذا اكتفينا بتسليط الضوء يسيراً على موطن العرب الأصيل “الجزيرة العربية ” وعلى الأصل المسيحي فيه. _ سئل صحفي لبناني مسيحي ماروني تمت استضافته في برنامج تلفزيوني في محطة تلفزيونية لبنانية من دين آخر بعد توقف الحرب الأهلية اللبنانية: ” لماذا لم تهاجر كما هاجر معظم المسيحيين اللبنانيين؟ فأجاب: ” لم ولن أهاجر من لبنان، وان أُكرهتُ على الهجرة فلن أُهاجر الا الى الجزيرة العربية فهي موطن أجداددي،” وتابع مازحاً:” لكني سأطالب عندها بنصيبي من عائدات النفط لأنها من حقي.”
حواشي البحث:
(1)- الأب د . جورج قنواتي، المسيحية والحضارة العربية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.
(2)-ياقوت الحموي، معجم البلدان ، دار صادر، بيروت.
(3)-محمد حسين هيكل، حياة محمد، القاهرة.
(4)- د. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، دار العلم بيروت ط2 1978 .
(5)- المصدر ذاته.
(6)-لسان العرب ، صادر، بيروت.
(7)-انجيل متى(ص7:1 )
(8)- الفاتحة.
(9)- الأب جرجس داود، أديان العرب قبل الاسلام، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بييروت.
(10)-حتي ورفاقه، تاريخ العرب، ط 5، دار غندور، بيروت 1974 .
(11)-الملل والنحل ،ج3 ،مؤسسة الحلبي، القاهرة.
(12)-الديوان، تحقيق حسين نصار، ط1 1957 ، مكتبة البابي، مصر./ أوعبت:حفظت في الوعاء.
(13)- أحمد أمين، فجر الاسلام، دار الكتاب العربي(بيروت).
(14)- الكتاب المقدس،( أ ع:4-169 ).
(15)-الأب د. جورج قنواتي، المسيحية والحضارة العربية.
(16)-ابن هشام،4: 169
(17)- المصدر ذاته.
(18)- البلدان 2/ 487 / ذكره الأب داود :أديان العرب قبل الاسلام.
(19)- حسين هيكل، حياة محمد.
(20)-ديوان حسان ص 64، دار احياء التراث العربي بيروت.
(21)-النسطورية :نسبة الى نسطوريوس بطريرك القسطنطينية عام428 ، ومؤداها: ان في المسيح شخصين احدهما الهي، والأخر انساني غيرملازمين بالضرورة أحدهما الآخر. فالمسيح عندما ولد كان انساناً محضاً ثم سكنت فيه الألوهة كما في هيكل ولازمته الى حين صلبه. حينئذ فارقته فلم يكن على الصليب سوى انسان متألم. لذلك فان اتباع هذا المذهب يسمون العذراء مريم والدة المسيح وليس والدة الاله . وقد قرر المجمع المسكوني الثالث (أفسس-431 ) رفض هذه الهرطقة وأكد أمومة السيدة العذراء الالهية. وانتشر النساطرة في الجزيرة العربية وفارس ووصل تبشيرهم الى الملابار (الهند)وتركستان والتبت وحتى الصين. وقد أكد ذلك الرحالة ماركوبولو حيث شهد وجود مئات الالوف من النساطرة هناك ويرأسهم الجاثليق ( نائب البطريرك).
(22)-المشرق السنة 3 العدد 11 .
(23)-السيرة النبوية،1/393 .
(24)-جواد علي 6/603 .
(25)-سورة النحل 16/103 .
(26)-الفرقان 25/4 .
(27)-ج. علي ج3 /606 .
(28)- السيرة 1/326 .
(29)-اليعقوبي، أديان العرب، ج1 ص227 .
(30)- المصدر ذاته، ص298، ذكره ج. علي ج6 ص 607 .
(31)-الايبونية: كلمة يونانية تنسب الى التطويبة :” طوبى للمساكين …. ” تعني الفقراء باختيارهم.
(32)-البيعة: الكنيسة أي الرعية.
(33)- الأغاني: 3/16.
(34)- السيرة 1و2 /421
(35)-الديوان110 المؤسسة العربية للطباعة والنشر، بيروت.
(36)-أخبار مكة 1 ص104 ، تاريخ العرب ج5 ص172.
(37)-الأب قنواتي، المسيحية والحضارة العربية.
(38)- المصدر ذاته.
(39)- ابن هشام 1/33 ومابعد.
(40)-البروج 4
|(41)- السيرة 1/36.
(42)- آل عمران 3/169 ،والسيرة1/37.
(43)-البلدان:5/268 صادر، بيروت.
(44)-ماسينيون، ذكره الأب قنواتي.
(45)-تاريخ الكنيسة لفليش ومارتان ج4 ص527 ذكره الأب قنواتي.
مصادر البحث:
1-الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد
2-القرآن الكريم
3-أحمد أمين، فجر الاسلام، دار الكتاب العربي، بيروت 1969
4-ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق السقا، الأبياري، الشلبي _دار الكنوزالأدبية .
5-الأصفهاني، الأغاني، مؤسسة جمال للطباعة ،بيروت.
6-ياقوت الحموي، معجم البلدان، دار صادر، بيروت.
7-فيليب حتي ورفاقه، تاريخ العرب، دار غندور، بيروت1974 .
8-جرجي زيدان، العرب قبل الاسلام.
9- جواد علي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ، ط2 دار العلم للملايين بيروت ط2،1978 .
10- لويس شيخو، المشرق، بيروت1908.
11- شعراء النصرانية.
12-محمد حسين هيكل، حياة محمد، القاهرة.
13-لسان العرب، مكتبة صادر.
14-الأب جرجس داود، أديان العرب قبل الاسلام، المؤسسة الجامعية للدراسات، بيروت 1981 .
15- د. أسد رستم، كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى ج2 .
16- الملل والنحل ج3 مؤسسة الحلبي، القاهرة
17-الديوان، تحقيق حسين نصار، ط1، 1957 القاهرة.
18-الأب د. جورج شحادة قنواتي، المسيحية والحضارة العربية، المؤسسة العربية للدراسات ،بيروت
19- سميرنوف، تاريخ الكنيسة المسيحية، تعريب المطران الكسندروس جحى.
Beta feature
اترك تعليقاً