أنثيموس بطريرك مدينة أورشليم وسائر فلسطين

أنثيموس بطريرك مدينة أورشليم وسائر فلسطين

أنثيموس بطريرك مدينة أورشليم وسائر فلسطين

علم شهير من اعلام كنيستنا الارثوذكسية الجامعة ومن علمائها اللاهوتيين الافذاذ دافع عن استقامة الرأي وترك للكنيسة الارثوذكسية في الكراسي اورشليم وانطاكية والاسكندرية الكثير من المصنفات اللاهوتية،

تولى بطريركًا على مدينة أورشليم وسائر فلسطين للروم الارثوذكس Анфим: патриарх Иерусалимский في الفترة ما بين 4 شرين الثاني 1788 م. وحتى 22 شرين الثاني 1808 م.

ولد انثيموس في مدينة أنطاكية العظمى (لكن المعروف والمشهور أنه ولد في قصبة كاس التابعة لولاية حلب) سنة 1717م ولما بلغ سن الثلاث سنوات تيتم من أمه فأخذه والده وقصد به مدينة أورشليم المقدسة حينما قدمه لله وجعله في الخدمة الإلهية. فاستلمته رئيسة دير السيدة الكلية القداسة وبقي في أحضانها حتى بلغ رشده. فاستلمه قدس الأب الفاضل قيصاريوس من رهبنة القبر المقدس واعتنى بتعليمه. وإذ كان انثيموس ذكي الفؤاد ومتوقد الذهن وميالاً إلى اقتباس المعارف والعلوم انكب على الدرس والمطالعة فنبغ في العلوم العصرية والدينية وبرز على إقرانه حتى أصبح يشار إليه بالبنان وقد درس العربية والتركية العثمانية والفارسية على يد صفرونيوس الحلبي مطران عكا الذي صار فيما بعد بطريركاً لأورشليم فغدا فريد عصره ونابغة زمانه.

فشرطن كاهناً ثم ارشمندريتاً وكاروزاً للكرسي البطريركي الأورشليمي. وأحيلت إلى عهدته رئاسة المدرسة البطريركية الأورشليمية. وسنة 1774م رقي إلى رتبة رئاسة الكهنوت مطران سكيثوبول Metropolitan of Scythopol (سكيثوبوليس: بيسان)، ثم مطران قيصرية فلسطين Metropolitan of Caesarea of ​​Palestine عام 1787 م. وسنة 1787م رأى البطريرك بروكوبيوس  بنفسه أنه غير كفوءٍ لإدارة أمور الكرسي بسبب عجزه وتقدمه في السن كثيراً فاستقال وجعله خليفة له. فلما ارتقى إلى الكرسي البطريركي الاورشليمي اظهر من الهمة والاقدام  والاقتدار والغيرة والعناية بحفظ رعيته وترقيتها ادبياً وروحياً والذود عن الأماكن المقدسة من تعديات الاجانب ما يذكر بالشكر ويجعله موضع فخر لعموم الأرثوذكسيين،

استغل فرصة غِنَى الكنيسة في فترته لترميم العديد من الأديرة المُتهدمة..، إلا أن أوضاع المسيحيون هناك تردَّت كثيرًا بعدها، وذلك بسبب الأحداث في الشرق منها حملة نابليون بونابارت 1799- 1802 Napoleon Bonaparte.

الجو السياسي

عانى المسيحيون في وقته بشدة بسبب اضطهاد العثمانيين لهم وحبس الكثير منهم لشهور بسبب الحملة الفرنسية في مصر وسورية، اذ كالعادة وعند كل حملة غربية او حتى حملة هولاكي المغولي  يُتهمْ المسيحيون في مشرقنا بموالاة الغزاة ويكفي ان هذه التهمة خفضت نسبة المسيحيين من 60% الى 20% بنتجة الغزو الفرنجي ( الصليبي) الذي كان وجوده وبالا على مسيحيي المشرق وعند طردهم انقض المسلمون حكما وشعبا عليهم.

بسبب التعصب المتفشي بين العثمانيين والمسلمين المحليين اعتُبِرَ المسيحيون مواطنيهم في صف واحد مع الغزاة الاوربيين بدءاً من حروب الفرنجة الى طرد العرب المسلمين من الاندلس الى حملة نابليون، ثم حرب الاستقلال اليونانية 1821-1830 وحتى الحملة المصرية 1831-1840 لأن حاكم مصر محمد علي باشا وابنه ابراهيم باشا اعتبرا المسيحيين في مرتبة واحدة في الحقوق والواجبات مع مواطنيهم المسلمين، الى حرب القرم 1856 ومعاهدة كلخانة التي اعطت المسيحيين الحقوق والواجبات ذاتها التي للمسلمين بعد قرون الظلم وعصر الانحطاط في زمن العثمانيين وقيد نظام الامتيازات حرية الدولة نحو المسيحيين المشرقيين، وكان ذلك سببا مخفيا للمذبحة الطائفية المروعة التي بدأت في جبل لبنان وزحلة وبعلبك والقلمون وحلب …وصولا الى دمشق 1860 ومحيطها،

وكذلك كان والي القدس العثماني محمد باشا أبو مرق Mehmet Pasha Abu Marak في 1802-1803 م المعروف بكرهه الشديد للمسيحيين دورا عظيما في المظالم التي وقع بها المسيحيون في فلسطين (ومثله كان والي عكا احمد باشا الجزار) والمشهور عنه سلب المسيحيين الاغنياء منهم ومصادرة اموالهم وممتلكاتهم ومن ثم تصفيتهم.

اهتمامه بالعلم والكتب

اهتم علمنا بالتعليم والمدارس في أورشليم إذ كان يعلم أن الكتب الدينية الحاوية كلمة الله هي الواسطة الوحيدة لتنوير أذهان المسيحيين وحفظهم ضمن دائرة الأرثوذكسية. فرغماً عن شواغله الشاغلة واهتمامه بإدارة أمور الكرسي البطريركي  وقد وضع في اللغتين اليونانية العربية كتاب “الهداية” الشهير الحاوي جميع عقائد وتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية بتمام الإسهاب والتفصيل. ثم كتاب تفسير المزامير ثم وضع باللغة اليونانية كتاب تفسير سفر الرؤيا هذا وبالإجمال نقول أن انثيموس قد ظهر في أفق الكنيسة الأرثوذكسية كنبراس ساطع الضياء. وبعد أن ساس الكرسي الأورشليمي مدة عشرين سنة كاملة رقد بالرب تاركاً له في صفحات تاريخ الكنيسة ذكراً عاطراً لا يمحوه كرور الأيام.

لعلمنا مؤلفات تعليمية وجدلية polemical..  منها “تفسير المزامير”.

في سنة 1795 م. بَنَى البطريرك أنثيموس كنيسة في دير القديسة كاترينا بأورشليم.

كان مُعَارِضًا للآراء التحررية التي انتشرت في أوروبة بعد الثورة الفرنسية، على أمل أن يحمي شعبه من تأثيرهم، وذلك من خلال السلطات العثمانية.  وقد نال موضع حظوة عند السلطان سليم الثالث (1789-1807 م.)، الأمر الذي مكَّنهُ من تقوية موقف الأرثوذكس في الحصول على ممتلكات في الأماكن المقدسة بفلسطين.

أخذ المستشرق الإنجليزي جوزيف داكري كارليل Joseph Dacre Carlyle مخطوطات عدة كانت للبطريرك إلى إنجلترا.  وقبل نانتقاله الى الاخدار السماوية عام 1808 م. اتفق مع السلطان محمود الثاني على تأكيد الحقوق اليونانية الأصلية في فلسطين.  والبطريرك التالي بعده كان بوليكاربوس Polycarpus of Jerusalem متروبوليت بيت لحم (مطران عيَّنه الأنبا أنثيموس قبل وفاته.

مؤلَّفاته

  1. كتاب تفسير الزبور الإلهي الشريف (تفسير سفر المزامير الـ150: كتاب شرح مزامير داود) وهو من الكتب النادرة وموجود في مكتبة البطريركية الانطاكية بدمشق مطبوع على ورق صكوكي مع رسوم توضيحية
  2. كتاب الهداية القويمة إلى الأمانة المستقيمة وكذلك موجود في دار البطريركية بدمشق
  3. كما قام بترجمة ثلاث رسائل آبائية treatises للعربية
  4. كتاب تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي
  5. كتاب الوصايا الأبوية Διδασκαλία πατρική
  6. كتاب لاهوت (ألَّفهُ في اليونانية ثم ترجمه للعربية)
  7. تعريب كتاب المسيحي الحسن العِبادة

 

 

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *