أَحَدُ الدَّيْنُونَةِ أو أَحَدُ مَرْفَعُ اللَّحْمِ…

أَحَدُ الدَّيْنُونَةِ أو أَحَدُ مَرْفَعُ اللَّحْمِ…

أَحَدُ الدَّيْنُونَةِ أو أَحَدُ مَرْفَعُ اللَّحْمِ…

أَحَدُ الدَّيْنُونَةِ أو أَحَدُ مَرْفَعُ اللَّحْمِ

إنّ السبت مكرّس بصورة خاصة لتذكار المؤمنين الراقدين. وثمة صلة واضحة بين هذا التذكار وذكر الدينونة الأخيرة.

يُدعى هذا الأحد “أحد مرفع اللحم” لأنه آخر يوم يسمح به بأكل اللحم. ويجب منذ الاثنين, إن كان ذلك ممكنا الامتناع عن اللحم حتى عيد الفصح. واستعمال السّمك، الحليب، السمن والبيض مسموح طيلة أيام هذا الأسبوع, ومن ضمنها يومي الأربعاء والجمعة.

يقول الرسول بولس في الرسالة (1 كو8:8 -13)و(1:9-2), ما يلي: إن أكل اللحم أو عدم أكله هو شيء سواء بحد ذاته. ولكن هذه الحرية التي نملكها, يجب أن لا تصير معثرة للضعفاء. فالإنسان الذي يؤمن بالله الواحد ولا يؤمن بحقيقة الأصنام, يستطيع أن يأكل لحم الضحايا المذبوحة. فإذا كان أخ أقل تبصراً, يفكر بالأمر على انه نوع من الاشتراك في عبادة الأوثان, فمن الأفضل الامتناع, من اجل احترام ضمير الأخوة الذين من اجلهم أيضاً مات المسيح. يجب أن يتجنب من يعتبر ان له أسباباً وجيهة أن لا يصوم أو أن يصوم أقل كل ما من شأنه ان يعثر أو أن يجرح ضمائر أضيق أفقاً. ويصف الإنجيل في القداس الإلهي الدينونة الأخيرة “إذا جاء ابن الإنسان في مجده”, فيفصل النعاج عن الجداء, مقيماً الأبرار عن يمينه والخطأة عن يساره. ويدعو الذين أطعموه وسقوه وكسوه وزاروه, تحت الهيئة البشرية للفقراء والسجناء والمرضى, إلى الدخول في ملكوت الآب. ويقصي من الملكوت الذين تصرفوا بوجه آخر. ويحوي بوضوح هذا الصوف للدينونة, قسطاً من الرمزية. فنحن الذين نصدر الحكم على أنفسنا بمقدار ما نكون باختيارنا قد لازمنا الله أو رفضناه. فعلينا بالمقابل أن نسمع بصورة واقعية جداً ما يقوله المخلص عن حضوره في الذين يتأملون, لأننا فقط فيهم نستطيع أن نبادر إلى إعانة الرب يسوع. إن صلوات هذا الأحد تعطي انطباعاً عاماً من الذعر أمام حكم الله. فيدور الكلام فيها على كتب مفتوحة, وملائكة خائفين, وجداول نار, ورجفان أما المذبح, ولكن الظلام الذي يمكن للخاطئ أن يختار الارتماء فيه, يجب أن لا ينسينا جانب النور والرجاء.
« لمّا تجلس لتدين الأرض يا دياناً مقسِطاً عادلاً فللصوت القائل هلمّوا اجعلني وأنا أيضاً أهلاً». هذا المثَل قد وضعهُ الآباءُ الإلهيون بعد المثَلَيْن السابقَيْن لكيما إذا رأى الإنسان تعطّف الله الوارد بهما لا يجيز حياتهُ بكسلٍ قائلاً إن الله هو عطوفٌ ومحبُ البشر وعندما أرجع عن الخطيئة يمكنني أن أصنع كل شيءٍ بسهولة. فرتّبوا هذا اليوم الرهيب ههنا لكي بواسطة ذكر الموت وتوقّع النوائب العتيدة يُرهِبوا أولئك الراسخين في الإهمال والتواني وينهضوهم إلى الفضيلة وألا يثقوا بتعطّف الله فقط بل ينظروا دائماً بأن الله ديّانٌ عادل ويجازي كل أحدٍ نظير أعمالِه. وعلى الأخص لمّا تقدّمت بالأمس النفوس فوجب أن يوافي القاضي. فكأن هذا العيد الحاضر قد وُضع ههنا لنهاية جميع الأعياد وسيكون أيضاً غاية جميع أمورنا. ويجب أن نتأمل أن في الأحد المقبل سيضعون تذكار بِدء العالم مع سقوط آدم من الفردوس وأمّا هذا فنهايتنا كلنا وانقضاءُ العالم. وعلى ما يلوح لي أنهم وضعوا ذكر الدينونة في مرفع اللحم ليسكّنوا التنعّم والتلذّذ والنهم بخوف التذكار الوارد في العيد ويدعونا إلى الإشفاق على القريب. وأيضاً بحيث لمّا تنعّمنا نُفينا من فردوس عدن وصرنا تحت اللعنة والدينونة. فلهذا وُضع هذا العيد الحاضر ههنا تنبيهاً أننا في الأحد المقبل بواسطة آدم عتيدون أن نُطرَح من عدنٍ حسب الرسم إلى أن يوافي المسيح ويردّنا للفردوس ثانياً. ثم دُعي مجيئاً ثانياً لأنهُ أولاً أقبل إلينا بالجسد لكنهُ بهدوء وبغير مجد. وأمّا الآن فيوافي من السماءِ بعجائب تفوق الطبع وبهاءٍ ساطع بجسدِه أيضاً حتى يُعرّف عند الكل أن هذا هو الذي جاءَ فيما سلف وأنقذ الجنس البشريّ وهو العتيد أن يدينُه ويفحص أن كان حفظ حسناً ما دُفع إليه فأمّا متى يكون هذا المجيءُ فلا أحد يعلم بذلك لأن الرب قد أخفى هذا حتى وعن الرسل أيضاً لكنهُ أعلن أنهُ سيتقدّم ذلك علامات ما التي بعض القديسين شرحوها بأوسع بيان. ويجب أن نعلم أن المسيح لن يطلب في ذلك الوقت صوماً وعرياً وعجائب إذ وإن تكن هذه الأشياءُ هي جيّدة لكن يطلب الأفضل من ذلك كثيراً أعني صَدَقة وشَفَقَة. لأنهٌ سيقول للصديقين وللخطأة ستّة أشياء لأني جُعتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتموني غريباً فآويتموني عرياناً فكسوتموني ومريضاً فافتقدتموني وفي الحبس فزرتموني لأنكم مهما عملتم بأحد هؤلاء الأصاغر حسب طاقة كل أحد فبي صنعتموه. حينئذٍ كل لسانٍ يعترف أن الرب يسوع المسيح لمجد الله الآب. فأمّا العقوبات التي سلّمها الإنجيل الشريف فهي هذه سيكون هناك البكاءُ وصرير الأسنان دودُهم لا ينام ونارُهم لا تُطفأ واطرحوهُ في الظلمة القصوى. فجميع هذه اقتبلتها كنيسة الله جلياً وتزعم أن النعيم وملكوت السموات هي التصرّف والتدبّر مع قديسي الله والبهاءُ والارتقاءُ العديما الانقضاءِ لهما اللّذان سيكونان هناك وأمّا العذاب والظلمة وما أشبه ذلك فهو الابتعاد من الله وفناءُ النفوس بواسطة تقريع الضمير لأجل ما عدموهُ من الاشراقات الإلهية بواسطة التواني والنعيم الوقتي.
فبإفراط تعطفك الذي لا يوصف أيها المسيح الإله أهلنا لصوتك المأثور وأحصنا مع الماثلين عن ميامنك وارحمنا. آمين

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *