إمبراطورة الروم ثيودورا
يقول أنتوني بردج المؤرخ البريطاني عن إمبراطورة الروم ثيودورا أنه:
( من الصعب أن نتخيل بيئة أكثر صعوبة للولادة والنمو حتى النضج من بيئة ميدان سباق الخيل في القسطنطينية في أحياء ثيودورا الفقيرة فكان ميدان سباق الخيل ملك مخصص للعاطفة والعنف والعدوان الجماعي وإثارة الغوغاء … كانت مسابقات المصارعة مثيرة قبل إلغائها على يد الأمبراطور الرومي ثيودوسيوس الكبير في القرن الرابع الميلادي …
“وهنا ولدت ثيودورا، وهنا قضت طفولتها ومن الصعب أن نتخيل كيف إستطاعت أن تلتقط مجموعة جاهزة من الأخلاق التقليدية للطبقة المتوسطة في مثل هذا الإطار أثناء مسيرتها المبكرة، وهذا شيء اختار العديد من منتقديها المتدينين نسيانه أو تجاهله عادةً . لقد كان وقتاً أكثر ملائمة لتعليمها كيفية الصمود والبقاء على قيد الحياة في غابة بشرية حيث كانت القوة والشجاعة والذكاء السريع والحكم الحكيم على الناس أكثر قيمة من الحساسية الأخلاقية اللطيفة وكانت هذه الصفات هي التي أظهرتها بالفعل في وقت لاحق من حياتها ” …
لم تكن طفلة وحيدة و كانت لها أخت أكبر منها اسمها كوميتو وفي وقت لاحق ولدت فتاة أخرى وأطلقت عليها اسم أنستازيا و إن الأسرة جاءت من “ قبرص” وكانت ظروفهم سيئة بما فيه الكفاية وتوفي والد الأسرة بعد وقت قصير من ولادة الطفل الأصغر عندما كانت ثيودورا في الرابعة أو الخامسة من عمرها و كان وفاة أكاسيوس حارس الدببة أن يكون بمثابة ضربة مريرة لها لوالدة ثيودورا لأنه إذا كان من النادر أن يكون من السهل على الأرملة تربية ثلاثة أطفال بمفردها ودون مساعدة فقد كانت مهمة أكثر صعوبة في عالم سباق الخيل القاسي في بيزنطة …
كانت تحب يوستينيانوس بقدر ما أحبها، وإن لم يكن ذلك بالقدر نفسه من التظاهر وإذا ما هدد أي شخص علاقتهما بحماقة، كانت ترد عليه بعنف بارد ومباشر كان يوستينيانوس ملكها، ولن تتسامح مع أي منافس …
كانت الفتاة في وضع ثيودورا لتشعر بالإثارة عندما يقع رجل في مكانة يوستنيانوس في حبها، سواء حدث أن تبادلته الحب أم لا … حتى بروكوبيوس كتب أن ثيودورا كانت أي مخلصة تمامًا جستنيان/ يوستنيانوس و لقد وقفت بجانبه في كل أزمة في حياته المهنية .
تزوج يوستينيانوس وثيودورا على يد أبيفانيوس بطريرك القسطنطينية في ذلك الوقت في كنيسة الحكمة المقدسة “آيا صوفيا” التي بناها إمبراطور الروم قسطنطين العظيم ” و تعهد لثيودورا وتعهدت هي له وكانت صالات العرض مليئة بحشد أكثر إبهاراً وكان كبار الشخصيات المجتمعين في الكنيسة ولا بد أن شقيقتيها كوميتو وأناستازيا كانتا حاضرتين …
وبعد أن تم أداء عهود الزواج وأخذها على النحو اللائق سارت الطقوس في طريقها اللامتناهي والرنان مثل رقصة باليه مهيبة مقدسة وسط سحب من البخور وتدفقات من الصلوات التي ينشدها الكهنة والشمامسة وقد أعطي يوستينيانوس وثيودورا سر جسد المسيح ثم سر دمه في ملعقة فضية ثم باركهما أبيفانيوس باسم الله بينما كان الحجاب مرفوعًا فوقهما وبعد ذلك وضع أكاليل الزفاف على رؤوسهم … ) …
ويقول أسد رستم مؤرخ الكرسي الأنطاكي :
” ويجب أن لاننسى ثيودورة ترصنت بعد طيشها وذهبت إلى أفريقيا فبقيت فيها بضع سنوات عادت بعدها إلى القسطنطينية عاصمة الروم ” متعقلة – متزنة – مهتمة ” بالقضايا العامة ولاسيما الدينية منها ، منهمكة بغزل الصوف في ساعات الفراغ ، وان إمبراطور الروم يوستنيانوس لم يعرفها قبل دخولها هذا الدور من حياتها “
-ثيوذورة إسم يوناني يعني “هدية الله أو هبة الله” …
-ولدت عام 500 م في قبرص كما تكلم عن حياتها المؤرخ الشهير نيكيفوروس كاليستوس و عاشت حياتها في القسطنطينية و كانت ثيودورا من أصول يونانية من قبرص وهي ابنة أكاكيوس ، حارس الدببة الذي عمل في ميدان سباق الخيل في القسطنطينية ، جاءت ثيودورا من عائلة من الممثلين الفقراء .
-نهضت ثيودورا من خلفية متواضعة وتغلبت على حياتها المهنية المبكرة المتعبة و تزوجت من الأمبراطور جستنيان و معاً سيحكمان الأمبراطورية الرومية البيزنطية في فترة ذهبية .
-تزوجت من الامبراطور الرومي جستنيان/يوستينيانوس الأول وحكمت الامبراطورية بين عام 527 – 548 م .
-عاشت في شمال أفريقيا و بعدها استقرت في الإسكندرية ومن ثم عادت إلى القسطنطينية.
-وكانت ثيوذورة تدعم محاولات المونوفيزية “اصحاب الطبيعة الواحدة” بعزم وارتياح و السبب و ” وبالأرجح بسبب تقديرات سياسية كانت تخشى من عواقبها على وحدة المملكة، من الانقسام الديني ” …
-مشاركتها المباشرة في شؤون الدولة جعلتها واحدة من أقوى النساء .
-منحت الإمبراطورة المزيد من الحقوق والحماية لنساء الامبراطورية الرومية حيث من خلال الوثيقة تمتعت المرأة بحقوق الميراث والحضانة وحررت الكثير من النساء من نير العبودية و كانت هذه الوثيقة الاساس التي ارتكز عليها نابليون لصياغة وثيقته القانونية – Napoleonic Code – والتي يعتبرها الباحثين من اهم الوثائق القانونية التي ساهمت بتشكيل قوانين أوروبا المدنية والتي تؤثر بشكل كبير في عالمنا اليوم …
Theodora , portrait in a Byzantine landscape . Antony bridge
أسد رستم ، الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب ج
Beta feature
اترك تعليقاً