اكتشاف اللغة السومرية والآكادية ( اللهجة البابلية و الآشورية )

اكتشاف اللغة السومرية والآكادية ( اللهجة البابلية و الآشورية )

اكتشاف اللغة السومرية والآكادية ( اللهجة البابلية و الآشورية )

( المقدمة الخط المسماري )

عد ان تمّ التواصل إلى ابتكار الكتابة في بلاد الرافدين القديمة في اواخر الألف الرابع قبل الميلاد ، استمرّت استعمال الخط المسماري في تدوين نصوص باللغتين السومرية و الأكادية واللغات الاخرى التي اقتبست الخط المسماري ، طوال ما يزيد على ثلاثة الاف عام .
وبعد قرون طويلة من ابنسيان اصبح هذا الخط سرا من أسرار البشرية القديمة إنطوى على لغز إبداعها الحضاري المبكر وخطوها الأول على عتبات التاريخ .
في خضم محاولات حل رموز الكتابات المسمارية لم يكن أحد يعرف بوجود اللغة السومرية او حتى أسمها حتى منتصف القرن التاسع عشر …
هناك 6 اجزاء مفصلة
———————————————————————

(( الجزء الأول ))

( اكشاف الخط المسماري )

اولاً : انطونيو دي جويكا 1611 م
وبدأت قصة حل رمز الخط المسماري في أوئل القرن السابع عشر الميلادي حين توصل ( انطونيو دي جويكا ) أول سفير لإسبانيا والبرتغال في بلاد فارس إلى ان تلك النقوش الغريبة على النصب الأثارية الموجودة في الموقع العاصمة الاخمينية الشهيرة ( برسيبوليس ) تمثل علامات لكتابات القديمة واعلن ذلك في كتاب نشره في لشبونة في عام 1611 م .
ثانياً : كارسيا سيلفا 1620 م
وخطّأ خلفه في المنصب الدبلوماسي ( كارسيا سيلفا فيجورا ) خطوة ثانية حين نشر كتاباً في عام 1620 م أشار فيه إلى ان تلك العلامات بأنها طويلة و مثلثة على شكل الهرمية الشكل تعود الى كتابات تختلف عن الكتابات ( الارامية ، العربية ، العبرية ، الاغريقية ، الفارسية ) .
ثالثاً : بترو ديلا فاليا 1625 م
وكان أول أولئك الذين قاموا بزيارة بزيارة الشرق الاوسط هو التاجر الايطالي ( بترو ديلا فاليا ) الذي بزيارة مدينة بابل القديمة و اخذ منها آجرة نقش عليها بالمسمارية و من ثم اكمل طريقه إلى إطلال مدينة ( بر سيبو ليس ) عاصمة الدولة الإخمينية في إيران ، فعثر على أجرة مكتوبة بكتابة المسمارية ، كما استنسخ بعض الكتابات وقام بنشرها في أوروبا و إستند إلى حدسه و قال انها كتابات تقرأ من اليسار إلى اليمين على الرغم من انه لم يقدم دليلا على استنتاجه هذا إلا انه كان صحيحا فكانت محاولة بترو فلة و نقله لهذه الكتابات إلى اوربا بداية حل الرموز المسمارية .
رابعاً : توماس هربرت 1677
صرح السير توماس هربرت السفير البريطاني في ايران 1677 من خلال دراسته للخطوط التي استنسخها من ( بيرسيبولس )
قائلاً إن العلامات ذات هيئة غريبة و غير إعتيادية، فهي لا تشبه الحروف و لا تشبه الهيروغليفية، نعم، اننا حتى في هذه المرحلة من محاولة قراءة رموزها لم نستطع التوصل إلى أي حكم قاطع فيما اذا كانت كلمات او علامات، ولو انني اميل على الأكثر إلى الرأي الأول. و انها كلمات او مقاطع مفهومة كما في الكتابات المختصرة او المختزلة التي نمارسها
تصريح توماس هربرت هذا كان آخر تطور في كشف رموز الخط المسماري في القرن السابع عشر حيث عبر هربرت عن إيمانه الشخصي بكون هذه الرموز ما هي إلا نوع من الكتابة و ليست بزخرفة ما بعدها بدأت الأمور تتوضح بعض الشيء في بدايات القرن الثامن عشر .
خامساً : كارستن نيبور 1761
أول من فكر في فك رموز الكتابة المسمارية هو العالم الألماني ( كارستن نيبور ) و تعتبر رحلة نيبور التي قام بها في الشرق الأوسط هي أول رحلة أوروبية في مجال الآثار في العصر الحديث سنة 1761 م و كانت رحلته مدعومة من الملك الدنماركي ” فريدريك الخامس ” و كان الهدف الرئيسي فيها اليمن و لكن الرحلة التي ساهمت في فك الرموز المسمارية هي رحلة مدينة الإصطخر الإيرانية فقد وجد فيها الرحالة ألواحاً كتبت بالخط المسماري فقام نيبور باستنساخ ثلاث نسخ من لوح طيني كُتب بالخط المسماري و هذه النص الذي في اللوحة كتب بثلاث لغات : (( العيلامية ، الفارسية القديمة ( الفهلوية ) ، الأشورية ))
سادساً : فريدرك مونتر 1802 م
جاء فريدرك مونتر و هو باحث دنماركي ليكمل فكرة نيبور حيث قال ان النوع الاول هجائي في حين الثاني و الثالث مقطعي و مقطعي رمزي على الترتيب و صرح ان كل نوع عبارة عن لغة تختلف عن الاخرى إلى انها تشترك بالخط المسماري و رجح انها تعود إلى السلالة الاخمينية
سابعاً : جورج كروتفند 1802م
ولكن مع الأسف لم يتمكن نيبور و لا رفاقه من فك الرموز في اللوحة إلى أن أتى شخص يُدعى( كروتفند ) الذي كان يدرس اللغة الأغريقية في مدرسة ألمانية في فرانكفورت وأ بوه كان اسكافياً و كان هذا الشاب مولعاً بحل الألغاز و الكلمات الغامضة ، و كان يراهن أصدقاءه على حل رموز هذه اللغة و فعلاً حلّ من هذه الرموز 10 علامات و ثلاثة أسماء و قد انقسم العلماء مابين مؤيد و معارض و لكن كروتفند شجع حوالي أحد عشر عالماً على الإبحار في فك رموز الكتابة المسمارية ونجح كثير منهم في ذلك
أن يتوصل الى حل رموز الخط المتألف من (42) علامة علماً بأن عمليه حل رموز هذا الخط المسماري كانت إلى حد ما أصعب من عملية حل الخط الهيروغليفي ، أذاً ان ( كروتفند ) تمكن من حل رمز الخط المسماري دون أن تكون اللغة مكتوبة بخط اخر يمكن قراءته كما هو الحال مع حجر الرشيد الذي كان المفتاح لحل رمز الكتابة ( الهيروغليفية ) .
وفي عام 1801 م ألقى محاظرة أمام جمعية العلوم المدينة كوتنكن وبين فيها النتائج التي توصل إليها من دراسته بصورة خاصة لنوعين من الأنواع الثلاثة للخطوط المسمارية
الأولى هي أن الخطوط الثلاثة تبدأ من اليسار وتنتهي عند اليمين ، والثاني أن الاول الذي يحتوي على (42) علامة من هذه الخطوط الثلاثة يمثل حروفاً هجائية وليس كتابة مقطعية بسبب قلة عدد علاماته علماً أن هذا الاعتقاد قد عدل فيما بعد .
ومنذ ذلك الحين أخذت المحاولات تترى و الخطوات تتلاحق في حل رمز الكتابة المسمارية حتى تحقق نجاح تلك المحاولات بعد ما يقارب من قرنين ونصف ففي العالم 1857 م تم تأكيد من تحقيق النجاح في قراءة الخط المسماري الذي دونت به( الاكادية ) واعلن آنذلك عن ولادة علم الكتابة المسمارية .

( حل رموز المسمارية )

وفي عام 1850 توصل أحد الباحثين الأوروبيين الأوائل في مجال الكتابات المسمارية وهو ( الأيرلندي إدوارد هنكس ) الى كتشاف مهم في تاريخ حل رموز الكتابة المسمارية …
ويتخلص هذا الاكتشاف في ان الخط ( البابلي / الآشوري ) لم يعرف حينذاك إنه الخط للهجتين من اللغة ( الآكادية ) يتألف من مئات العلامات …
ولما كان المستكشف الفرنسي ( بأول اميل بوتا ) قد توصل قبل ذلك إلى ان هناك عدداً كبيراً من الكلمات البابلية كانت تكتب بطرق مختلفة على الرغم من تطابقها لفظاً ومعنى وفقد استنتج ( هنكس ) ان ذلك الخط لم يكن هجائيا وانما مقطعيا ورموزهاً في الوقت نفسه …
ومعنى هذا أن كل علامة تمثل مقطعاً يتكون من تناوب ما لا يزيد على واحد أو ثنين من الحروف الصامتة مع حرف او حرفين من الحروف الصامتة وان كل كلمة كانت تكتب بمجموعة من العلامات المقطعية التي تشكل بمجموعة ألفاظها لفظة تلك الكلمة …
وكان الخط رمزياً ايضاً لان بعض الكلمات تكتب فيه بعلامة واحدة فقط للتعبير عن معنى الكلمة الواحدة …
وفي العام نفسة ألقى ( إدوارد هنكس ) محاضرة أعلن فيها عن عدم تقبله للفكرة القائلة إن سكان بلاد ( بابل و آشور ) هم الذين اخترعوا نظام الكتابة المسمارية و إنما اقتبسوه من أقوام أخرين لادوين لغتهم به .
…….
(( واستند في بناء رأيه هذا على دليلين أساسيين ))
أول هذين الدليلين إن اللغات المسمى ( اللغات السامية ) تقوم على استعمال الحروف الصحيحة ( الصامتة )التي تغير حركتها بحسب مواردها في كتابة ولكن المقاطع المسمارية تقوم على تعاقب الحروف الصامتة والصائتة معاً كلاهما ثابت في المقطع …
الدليل الثاني إن معظم القيم اللفظية المقطعية للعلامات المسمارية لا يمكن أن تكون قد نشأت من كلمات البابلية و الآشورية إذ لا يمكن أن توجد كلمات مطابقة لها في اللغة نفسها …
إي بعبارة اخرى إنه لا توجد مقاطع رمزية في الخط المسماري تمثل كلمات البابلية او الآشورية …
وهكذا انتهى ( هنكس ) إلى إن الكتابة المسمارية إبتكرت من قبل قوم غير البابلين و الآشورين واستعملت من قبلهم لتدوين لغتهم وإن اولئك القوم كانوا هم السابقين في استيطان بلاد بابل و آشور وحين جاء البابليون و الآشوريون اقتبسوا تلك الكتابة و دونوا بعا لغتهم بعد أن كفوها لتكون قابلة للتدوين بالخط المسماري .

(( الجزء الثاني ))

إننا في هذا البحث نتقبل فكرة إن الكتابة المسمارية أبتكرت لتدوين لغة أخرى غير ( البابلية و الآشورية ) او اللغة الآكادية الأم كما نعرف اليوم ولكننا ننظر إلى الدليلين اللذين أوردهما ( هنكس ) بشكل مختلف .
ذلك إن الطريقة المقطعية لا يمكن أن تكون بحد ذاتها دليلاً على عدم إمكان ابتكارها من قبل اصحاب اللغات السامية القديمة وذلك لانها وجدت في المرحلة التاريخية الأولى لاختراع الكتابة في الألف الثالث قبل الميلاد .
ومن جهة أخرى إن المقاطع نفسها استعملت لتعبير عن الحروف الصحيحة المحركة بحسب مبدأ الابجدية نفسه ولكن مع إظهار الحركات في المقاطع المختلفة بالشكل الذي يعتبر في اللغات الاوروبية حروف عله .
فحين يتطلب الامر تحريك أي حرف صحيح في البابلية و الآشورية كان تعمد الى اختيار أحد ثلاثة مقاطع يدخل فيها ذلك الحرف .
فعلى سبيل المثال يمكن اختيار المقطع ( مو او ما او مي ) لحرف الميم في حالات التحريك بالضمة او الفتحة او الكسرة في وقت لم يكن الانسان قد توصل فيه الى نظام الكتابة الأبحدية بعد .
وهكذا كانت المقطعية مرحلة نقلت البشرية الى الأبجدية بعد أن دون فيها ما كان منتظراً تدوين بالأبجدية.
وفما يخص الدليل الثاني فقد أحصى في هذا البحث ما لا يقل عن 157 مقطعاً رمزياً إي بعلامة واحدة لكل كلمة في الكتابة المسمارية من غير أن يكون لاي منهما قيمة مقطعية
وهذا يعني إنها وضعت من قبل قوم غير الذين ابتكروا الكتابة المسمارية أو أنها وضعت من قبل المخترعين آنفسهم ولكن من لغة كانوا يستعملونها وتختلف عن اللغة التي اخترعوا الخط المسماري لتدونها وهذا ما ينقض تماماً رأي ( إدوارد هنكس و سنورد ) .

(( الجزء الثالث ))

( لحضة اكتشاف اللغة السومرية )

وعلى الرغم من بروز أدلة على وجود لغة أخرى غير البابلية و الآشورية مدونة بالخط المسماري مضى النصف الأول من القرن التاسع عشر دون إيجاد اسم لتلك اللغة الغامضة ولكن الادلة على وجودها استمرت تتزايد .
ففي عام ( 1852 ) م نشر ( هنكس ) ملاحظة تفيد إن ( هنري رولنشن ) توصل بعد دراسة جداول لغوية مدونة على الواح الطين المكتشفة من مكتبة الملك ( آشور بانيبال ) في مدينة ( نينوى ) الى أنها جداول ثنائية اللغة أدرجت فيها كلمات مقطعية بابلية وتقابلها مرادفات باللغة الثانية المجهولة .
واختار ( هنكس و رولنشن ) اسم اللغة ( الأكادية ) لإطلاقة على تلك اللغة المجهولة وكما هو واضح لنا اليوم فإن تلك اللغة المجهولة هي اللغة ( السومرية ) وان هذاين الباحثين أطلقها عليها إسم ( الأكادية ) خطئاً بسبب عدم المعرفة حتى ذلك الوقت إن ( الآكادية ) هي اللغة الأم التي تفرعت عنها اللهجتان ( البابلية و الآشورية )
———-
ثم إن ( رولنشن استعمل تسمية ( السكيثية ) للدلالة على تلك اللغة الغريبة وذلك في السنوات اللاحقة وأخذ يوضح عدم وجود صلة لها بأي عائلة لغوية معروفة وهذا تاكاد فعلاً عن اللغة ( السومرية ) .
ولم يهتد علماء القرن التاسع عشر الى تسمية اللغة ( السومرية ) إلا في عام ( 1869 م ) وكان أول من اقترحه ( يوليس أوبرت ) الذي القى محاظرة في الجمعية الفرنسية للمسكوكات و الاثار اعلن فيها إنه ينبغي تسمية تلك اللغة المجهولة ( السومرية ) .
وقد اقتبس هذا الاسم من اللقب الملكي القديم ( ملك سومر و آكاد )

———

(( الجزء الرابع ))

( وجود الشعب السومري )

منذ ذلك الحين حتى نهاية القرن التاسع عشر أنقسم العلماء إلى فريقين :
الفريق آلأول سيتند إلى اكتشاف اللغة ( السومرية ) ويسمى أصحابها الذين يفترض وجودهم بدليل بوجود اللغة باسم ( السومريون ) و يؤرخ وجودهم إلى عصر اختراع الكتابة الأولى أي من أواخر الألف الرابع إلى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد وينسب لهم حضارة متكاملة بأنظمة ( حكم مدن و فنون و ادآب و عقائد دينية ) بل وبملامح وطبائع خاصة للأفراد .
وكان على راس هذا الفريق العلماء الباحثين الذين ورد ذكرهم .
الفريق الثاني فقد تزعمه ( جوزيف هاليفي ) الذي رأى إنه لا يوجد دليل واضح على وجود ( السومريون ) وإن اللغة ( السومرية ) كانت لغة سرية من ابتكار البابلين أنفسهم لأغراض دينية وشعائرية .
وبعد جدال استغرق العقود الثلاثة الاخيرة من القرن التاسع عشر ازداد عدد مؤيدي الفريق الأول وساد رأيهم طوال القرن العشرين وكان ابرز المؤيدين لرأي هذا الفريق في القرن العشرين العالم السومريات الشهير ( صموئيل نوح كريمر ) من آصل روسي هاجر الى إمريكا في عام 1916م .

(( الجزء الخامس ))

( اخطاء او تئويل صموئيل نوح كريمر )

وقد نشط ( كريمر ) في ترجمة العديد من النصوص ( السومرية ) لكن بحوثه اختلفت عن بحوث علماء اللغة ( السومرية ) الأخرين في كونها لاتقتصر على البحث في اللغة ( السومرية )وترجمة نصوصها وانما وظفت البحوث اللغوية للتاكيد على وجود ( السومريين ) ودورهم الفاعل و المتفوق في خلق حضارة بلاد الرافدين وعلى تخلف الأكاديين قياساً بهم .
ولقد تضمنت كتب ( كريمر ) العديدة و الواسعة الانشتار عبارات واحكام مناقضة لقواعد البحث العلمي ومخالفة لأبسط قواعد المنطق على غرار العبارات الاتية :
على ان العبيديون ( إي سكان بلاد الرافدين في منتصف الأول من الألف الرابع قبل الميلاد الذين يوافق كريمر على عدم إمكانية اعتبارهم سومريون ) ولم يبقوا زمناً طويلاً القوة المهيمنة في بلاد سومر .
فإلى الغرب من بلاد سومر مباشرة تقع صحراء العراقية و السورية و وشمال السعودية وطن القبائل المسمى ( سامية ) منذ زمن بعيد ، وبينما استقر السومريون وازدهروا بدأ بعض من هذه الجموع السامية بالتسلل إلى مستوطنات كمهاجريين مسالمين وكفاتحين عسكريين ؟؟؟
( وحقاً أننا لا نمتلك حتى الآن دليلاً مباشراً وحاسماً على هذا الاستنتاج الخيطر على أنه من الممكن اولاً أن سلم به كامرً بديهي استناداً إلى ما هو معروف من تاريخ بلا سومر المتأخر .
ولقد اتجه ( كريمر ) في بحوثه اتجاهاً خطيراً حين اخذ يترجم مصطلحات السومرية بغير ما تعنية مما أدى إلى اعتماد ترجماته دليلاً وجود شعب السومري بطريقة لا تسمح بأي مناقشة أو شك
فمصطلح ( گلام / KALAM ) الذي يعني اللغة السومرية ( البلاد ، الأقليم ، السهل ، البر ) ويرادف كلمة ( ماتُ / mātu ) ويظهر في ترجمات ( كريمر ) بصيغة ( سومر )
ومصطلح ( سود الروؤس / SAG GIG ) بالسومرية وفي الآكادية ( سلمات كاگادم / Salmāt qaqqadim ) ويترجم من قلبه ( الشعب السومري )
وحين يقراء المرء ترجمات كريمر للنصوص ( السومرية ) يقتنع إنها تكرر ذكر اسم ( سومر والشعب السومري ) والحقيقة هي غير ذلك .

(( الجزء السادس ))

( مكتبة آشور بانيبال )

ويبدو إن علماء المسماريات إبقوا على هذا الاسم لان دراسة النصوص المسمارية قد ترسخت وتعززت وسائلها نتيجة لاكتساف الاف النصوص المسمارية في موقع العاصمة الآشورية الشهيرة نينوى حيث اكتشف مكتبه الملك الآشوري الشهير ( آشور بانيبال ) ( 668 – 627 ق.م ) العاهل الآشوري الذي عمل على استنساخ كل تلك النصوص وجمعها في مكتبته .
ومما يضيف على هذا المكتبة أهمية خاصة إن نصوص انستنسخت عن أصول كانت محفوظة في العديد من المدن بلاد الرافدين القديمة وانها تعود الى العصور المتعاقبة التي سبقت عصر الملك ( آشور بانيبال ) .
لقد أدى اكتشاف مكتبة ( آشور بانيبال ) في أواسط القرن تاسع عشر الى تحقيق تطور كبير في عالم المسماريات ، فمن خلال نصوص هذه المكتبة اتضح أنّ ( الآشورية و البابلية ) لهجتان من لغة واحدة عرف فما بعد أنها اللغة الام ( الأكادية ) .
ومن نصوص هذا المكتبة ايضا عرفه لأول مرة في العصر الحديث وجود النصوص السومرية .
وبدأ العمل منذ ستينيات القرن التاسع عشر على قراءة النصوص المكتشفة في موقع نينوى وسواها من المدن القديمة وترجمتها في مطبوعات اتخذ تنتشر في فرنسا وانكلترا وألمانيا وأمريكا .
وكتبت العديد من البحوث والدراسات عن اللغتين الآكادية و السومرية ومفرداتها واعدت جداول بالعلامات المسمارية والفاظها المترجمة.
ولم يعد مجرد حل رموز كتابات قديمة وإنما النفاد عبر حاجز الزمن لاستجلاء معالم واحدة من أضخم التجارب التي عاشتها البشرية وهي تجربة حفظت مكنوناتها في النصوص تتناول شتى صنوف المعرفة من ( تاريخ و أدب و دين و أقتصاد و رياضيات و طب و فلك وثقافة و اساطير وغير ذلك ) .

( تسمة علم الآشوريات )

ومن الغريب إن التسمية الخاطئة التي اطلقت على هذا علم الجديد في حينها لم تزل هي المستعملة حتى في يومنا هذا فقد اطلق على هذا العلم الكتابة المسمارية وترجمتها أسم ( الآشوريات) و وجه الخطأ في هذا الاسم إنه مقترن بلهجة واحدة من اللهجتين الرئيسيتين اللتين تفرعت إليهما اللغة ( الأكادية ) وهما اللهجة ( الآشورية ) و اللهجة ( البابلية ) وكما هو المعرف فان كلتا اللهجتين البابلية و الآشورية استعملت الخط المسماري في التدوين وما كان يصح أن تفرد لهجة واحدة ليطلق اسمها على هذا العلم الذي يخص اللهجات و اللغات الاخرى ايضاً .
العلماء الذين ساهموا في فك الرموز كثير و أغلبهم ألمان فمنهم : ( تالبوت talpot ) ( هنكس heinex ) ( رولنسون rolenson ) ( أوبرت opret ) وغيرهم

 


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *