الأب المغبوط الذكر نقولا اليني الفيعاني الأمريكي.
كاهنٌ من فيع صار رسولا في اميركا.
هو أول كاهن انطاكي ارتسم في اميركا بوضع يد القديس رفائيل هوايني (اول اسقف أرثوذكسي على البلاد الأميركية ).
ولد نقولا في ٥ شباط ١٨٧٣ في فيع الكورة شمال لبنان بقرب دير البلمند الشريف هنا في ارضه نمى حبّه للمسيح ونمت فيه التقوى.
تزوج وسافر مع عائلته تاركاً اهله وارضه ككثير من الانطاكيين رغبةً بعيش رغيد كانوا يحلمون به هناك في اميركا.
عاش الاب نقولا مع زوجته مارتا حياة بسيطة فقيرة تنقل خلالها عبر المناطق الا ان استقر في نبرسكا لمدة ٦ سنوات في مدينة كارنيي المعزولة البعيدة.
في هذه البلدة حصل اللقاء العجيب هنا اتى الكاهن رفائيل (القديس الاسقف رفائيل هواويني) الذي كان يجول في كل اميركا مشياً وفي العربات وعلى الخيل ليتفقد الرعية الانطاكية المنتشرة.
على جواد حصان ورغم تعبه الشديد انطلق الاب رفائيل في أيلول ١٨٩٩ ليتعرف الى آل اليني في كارنيي في مزرعتهم.
استقبلته مارتا بالدموع قبلت يده وقدمه والجبّة فسنون طوال مضت لم يكن عندهم كاهن أرثوذكسي لا قداس ولا مناولة ولا اعتراف ولا من يعمد الاولاد.
يقول القديس رفائيل: تأثرتُ كثيرا بتقوى مارتا لم تكف عن رسم إشارة الصليب ولم تتوقف دموعها تشكر الله على البركة وهذه الزيارة. نمنا كلنا في غرفة واحدة. في الصباح استيقظنا جميعاً لنصلي صلاة السحر وتقديس الماء ورش المنزل والمزرعة. وعدنا الى نبرسكا لنقيم القداس الإلهي ومعمودية الاطفال.
هذا كان اول لقاء بين رفائيل ونقولا… كان الاب اليني قد تعرف الى اباء كثر ورهبان في انطاكيا غير ان رفائيل كان مميزا رأى فيه التقوى والايمان والنشاط وحب البشارة.
مضت الايام وحصل مع نقولا ان توفيت زوجته وهي تلد ابنها الخامس وبعدها بقليل توفي الولد. كانت لهذه الاحداث وقع اليم في نفس الاب نقولا. لم يقبل الزواج بل كرس نفسه لاولاده الاربعة وهو في ٢٩ من عمره. وايضا في نبراسكا اختارته الرعية ان يكون خادماً وكاهناَ لها.
عام ١٩٠٤ الاسقف تيخن الروسي (القديس تيخن) سام الاب رفائيل اول اسقف للانطاكيين في اميركا ليكون القديس رفائيل راعياً لخراف كثر.
سافر نقولا من نبراسكا الى بروكلن وتوضدت علاقته بالاسقف رفائيل الذي أرسله لا كاهناً فقط على قرية صغيرة بل مبشراً على مناطق واسعه من اميركا الوسطى.
ان اسفار واتعاب الاب نقولا في البشارة اكثر من أن تسعها الصفحات. ترك كل شيء اولاده بعناية اخوته وكل مجد ارضي ليكون للمسيح كاهنا لرعيته يبحث عن كل خروف ضل في الجبال.
عام ١٩٠٧ علم ان ابنته انّا وهي في ١١ مريضة جدا… سارع اليها لكنها رقدت بالرب وبصبرٍ يشابه صبر ايوب خدم الجنازة بكى وسلم حياته كلها للرب.
كان القديس رفائيل صديقه والمثال له في العيشة والتبشير معاً لعبا دورا محورياً في تثبيت الايمان الارثوذكسي في اميركا وجمعا خراف انطاكيا المتشتة.
خدم الرعية الناشئة حديثاً رعية القديس جاورجيوس في نبراسكا. وفي الوقت عينه حمل على عاتقه مسؤليات تبشيرية في اماكن ومناطق مختلفة في الولايات الجديدة.
كان لزيارته وقع كبير فكان يزور البيوت الصغيرة (كانت الكنائس وقتها في بيوت المؤمنين) وببركته وصلواته كانت الاعداد تزداد وهذه البيوت تصبح رعايا كبيرة للمسيح.
لم يطلب يوماً مجدا عالميا او تكريماً لم يشتهي الاسقفية او الرتب الكهنوتية. كان همه الأول كنيسة المسيح.
الاب نقولا خدم ككاهن رعية وكمبشر يجول في اميركا لمدة ١٤ عام قبل ان يغادر هذه الحياة عام ١٩١٨.
السبب الذي يميز سيرة الاب نقولا اليني ليس فقط بالنسبة الانطاكيين في اميركا الوسطى بل لكل المسيحيين الارثوذكسيين حول العالم هو ان الاب نقولا تحول لايقونةٍ من الايمان والصبر والتضحية من اجل المسيح. ان ارث الاب نقولا هو كنز للكنيسة المقدسة لذلك نقول بثقة: فليكن ذكره مؤبداً.
نصلي اليوم ان يكشف الرب بالاكثر سيرة هذا الاب البار ونتعلم من جهاداته وتعبه واسهاره وان تكون صلواته مع صلوات القديسين تيخن اسقف موسكو ورفائيل اسقف بروكلين معنا.
نصلي ان بصلواتهم يحفظ الرب الرعية الانطاكية في اميركا من الشرير والتجارب وكل مصيبة وتبقى رعية واحدة مستقيمة الرأي اكراماً لاتعاب واعراق القديس رفائيل والاب نقولا الفيعاني.
فبصلوات آبائنا القديسين ايها الرب يسوع المسيح الهنا ارحمنا وخلصنا امين
اترك تعليقاً