الارثوذكسية في القرن التاسع عشر
في تدوينتنا هنا نسلط بعض الضوء عن الارثوذكسية في ذاك القرن ويحلو لي ان اسميها كنظيراتها المتعلقة بالانتشار الارثوذكسي في العصر الحديث:
“صفحة مضيئة في تاريخ الارثوذكسية” كاضافة للعنوان الاساس:
“الارثوذكسية في القرن التاسع عشر”
وذلك استنادا على تحقيقات دورية المنار البيروتية الارثوذكسية المعاصرة عامي 1900 و1901
ونشير الى ان الكثير من المناطق والاماكن كانت بتسميات غير معروفة في عصرنا الحاضر اذ التسميات تعود الى تلك المرحلة وقد تبدو غير مألوفة غلى مسامعنا اليوم… وقد سعينا لتبويب النص والاضافات الاستدراكية،في ضوء واقعنا الارثوذكسي الحالي بعد قرن وربع، وما امكن لتوضيح التسميات غير المألوفة او المحدثة في وقتنا في متن النص… ومابين قوسين (…) بقصد المتعة والمعرفة.

تمهيد
كان القرن التاسع عشر هو القرن الذهبي للكنيسة الارثوذكسية التي شهدت نمواً مطرداً من خلال امتداد الايمان المسيحي عموماً ونهوض الارثوذكسي خصوصاً فى مناطق مختلفة ومجاهل كان من المستحيل وحتى في الاحلام وصول المسيحية اليها بتبشير ارثوذكسي في اماكن كانت كلها وثنية عدا عن حظر من الدول والحكام للتبشير المسيحي، لذا كان هذا التبشير هو اشبه مايكون بالمغامرات بكل ماتحف بها من اهوال ومخاطر واستشهاد…
كما سجل هذا القرن العودة للارثوذكسية لملايين من المستلبين من الارثوذكسية الى الكثلكة والاتحاد مع رومة (اونيون) بالحديد والنار في قرون ظالمة ماضية ومثالها الصارخ في اوكرانيا وكرواتيا وبولندا والمجر… وماكانت هذه العودة الايمانية الا نتيجة جهود مضنية من قبل مبشري الكنيسة الروسية وبلا شك بدعم وتأييد من الروح الكلي قدسه. فسارت الكنيسة الارثوذكسية بين ممالك وشعوب الارض ظافرة لايقف عارض أمامها، وتضاعف عدد بنيها كثيراً، وعلت شمسها مضيئة فوق اقاليم كان كمها الاكبر وثني فأنارتها بنور الايمان.
كانت الارثوذكسية محصورة في اقاليم ومساحات ضيقة في آسيه واوربه، وفي القرن 19 اخذت تنتشر انتشاراً حياً فعالاً حسبما يقضي ناموس النمو الثابت متغلبة على جميع الصعوبات التي وقفت في وجهها. وكانت الارثوذكسية قبل قرون سابقة للقرن 19 منحصرة في قسم من الامبراطورية الروسية، وفي الاقاليم الخاضعة للخلافة العثمانية تحت ظلم الولاة وتبشير ظالم من الرهبنات البابوية منذ اواخر العصرين الفاطمي والمملوكي ومعظم العثماني مستغلة شعبا مؤمنا بالفطرة عاشقا لكنيسته الارثوذكسية منذ الوجود شعبا مسحوقا كان يعيش الفقر الروحي نتيجة واقع المسيحيين الاليم، والفقر المادي نتيجة الظلم الاقتصادي باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثالثة وحتى الرابعة هكذا كان واقع مسيحيي الشرق الاوسط وسورية الكبرى تحديداً ،يضاف الى هؤلاء جماعات مضطهدة في اوربه الشرقية( بولونيا والنمسا والمجر ( وفق تركيب الدول المتحدة وقتها) مع قلة ارثوذكسية بقيت في مصر تتبع للكرسي الاسكندري تغذت بأعداد الشوام اللاجئين (من سورية ولبنان) وهم اما من المتنورين الشوام من دعاة القومية العربية من كتاب وشعراء وادباء وصحفيين وحرفيين مهرة وكانوا في جلهم من المسيحيين الهاربين من بطش السلطان الاحمر عبد الحميد الثاني 1885 و مصر المنفتحة والاقرب الى العلمانية كما نهجت اسرة محمد علي باشا وسلالة الخديوية، او من المهاجرين المعدمين وفاقدي الاسر من ارباب الشهداء بعد كارثة فتنة بلاد الشام منذ 1849-1860وخاصة دمشق 1860 بحثا عن وطن جديد يعطيهم الامن والامان وحرية العبادة ولقمة العيش الكريمة وامتدوا الى السودان وازهروا في كل مكان وُحدوا فيه وخصة في القاهرة والاسكندرية ومدن القناة الناشئة ووصلوا الى الخرطوم و…، وفي معظمهم كانوا من الروم الارثوذكس حيث انضموا رعائيا تحت لواء الكرسي الاسكندري واوجدوا كنائس ارثوذكسية لهم في كل مدن القناة بعد افتتاحها 1863 زمن الخديوي اسماعيل اضافة الى المدن الكبرى كالقاهرة والاسكندرية وقامت البطريركية الانطاكية في دمشق بتعيين معتمدين انطاكيين لرعاية هذا القطيع الارثوذكسي الشامي الانطاكي وخاصة في القاهرة والاسكندرية وربطوا الانتشار الشامي الارثوذكسي بهؤلاء المعتمدين البطريركيين…
قبل تلك الفترة الزاهية لم تكن في غير البلاد المحكي عنها قبلاً لا كنائس ولا جماعات ارثوذكسية، ولم يتجاوز عدد النفوس الارثوذكسية 30 مليون ارثوذكسي منضوٍ تحت رعاية تسع كنائس مستقلة، اربع منها في الشرق هي البطريركيات الارثوذكسية الاصلية (القسطنطينية،الاسكندرية، انطاكية، واورشليم) اضافة الى رئاسة اساقفة كنيسة قبرص، وكان في الغرب البطريركية الارثوذكسية الروسية وبطريركية ايبيك (البلقان)التي نقلت قاعدتها الى كارلوفيتشي في بلاد المجر وكنيسة بوكوفينا وبولونيا وكنيسة دير طور سيناء ، اما الكنيسة الكرجية التي يرأسها اكسرخوس تبليسي (عاصمة جورجيا) فإنها كانت قد استقلت عن الكرسي الانطاكي المقدس واُلحقت الى حد ما بالمجمع الروسي منذ عام 1796 والحاق عملي كامل بعد اكتساح الجيوش الروسية لهضبة القفقاس منتصف القرن التاسع عشر…
وهكذا كانت حالة الكنيسة الارثوذكسية في ختام القرن 18 وبداية القرن 19 وهو كما وصفناه “القرن الزاهي في اعادة بعث الكنيسة الارثوذكسية”.

لقد تولت الكنيسة الارثوذكسية مهام الرسالة الايمانية في وقت بدأ الإلحاد يغزو فيه اوربة الغربية تمشيا مع النظريات السياسية والحركات الدستورية التي افرزتها الثورة الفرنسية وفلاسفتها بأن الدين هو افيون الشعوب وردا على ممارسات بعض باباوات واكليروس الكنيسة البابوية والتي اثمرت عن حركة الاحتجاح في القرن 15 و16 ونشوء البروتستانتية وتناسخها الى فرق وشيع بعضها مهرطق ان لم نقل معظمها … وانشقاق كبير في مجتمع الكنيسة الكاثوليكية وخاصة نشوء الكاثوليك القدماء بعد المجمع الفاتيكاني الاول 18770 ورئاسة البابا وعصمته المطلقة،بهنا تنبهت الكنيسة الارثوذكسية الروسية بغيرة رسولية تولت سد النقص والترميم الروحي في اوربه الشرقية والغربية ليعود عصر التبشيرمن الكنيسة الارثوذكسية الروسية رومة الثالثة بسعي كنيستها وملوكها الحسني العبادة فتألقت… وليتعزز حضور الارثوذكسية ككيان رسمي في دول اوربة الغربية الكاثوليكية، وبعد قيام الحكم الشيوعي في روسيا عام 1917 وانتقال اعداد كبيرة من الروس البيض الى اميركا واستراليا وباريس وبلجيكا وسويسرا وبريطانيا وبولونيا والمانيا وهنغاريا… وتأسيس الكنيسة الروسية الارثوذكسية ماوراء الحدود… وكان في السفارات والقنصليات الروسية في كل اقليم من اقاليم الاميركيتين واوستراليا كهنة يتولون رعاية المهاجرين الارثوذكس روحيا ليس فقط الروس منهم بل اليونان والسوريين و….
في الشرق الروسي البعيد والمظلم طاف المبشرون الروس في اقاليم سيبيريا وشبه جزيرة كمتشتكا الصقيعية مبشرين شعوبها الوثنية بالمسيحية فبشروا قبائل المندشوريين والجروالاميس والطنغور ونصروا غيرها كثيرة من سكان الشرق الأقصى الروسي من اقوام الياكوت والبوريات والمنغول واحدثوا لهم حروفاً طباعية وترجموا اليها كتباً ارثوذكسية وطقسية عديدة تقود الى خلاص النفوس بالتعليم الارثوذكسي القويم، وترجموا الى تلك اللغات الموضوعة كتباً عديدة منها كتاب:” دليل المستفيد الى الملك المجيد” تعريب المطران جراسيموس يارد.
انتقل المبشرون الروس عابرين الأوقيانوس مكتشفين أقاليم آلاسكا في اقصى شمال اميركا الشمالية وهناك افلحت كرازتهم بنعمة الله وتنصر بتبشيرهم نحو عشرة آلاف من الأليوت وأُنشئت لهم اسقفية كان مقرها في احدى جزر كونديا…
وشاءت نعمة رب الكنيسة في عودة الروم المتحدين مع البابوية الى الكنيسة الأرثوذكسية (المتحدون)، في بولونيا وليطاننا وكان عددهم حوالي ثلاثة ملايين ونيف برئاسة مطرانهم يوسف واساقفته وكهنته، كذلك تم في كييف وبودولسك وتبعهم قسم عظيم من الرامسكونيك.ولم يبق من العنصر الروماني غير منضم الى الكنيسة المقدسة الا فئة قليلة فياقليم خولم مالبثت أن عادت الى كنيستها الارثوذكسية الارثوذكسية الأم سنة 1875 وبها تلاشت البابوية المعروفة من كل روسيا وبولونيا ولم تبق منهم الا قلة…
في اواسط القرن 19 انتشر التبشير الارثوذكسي في آسيا الوسطى وبلغ المبشرون حدود الصين ومناطق التتر الشمالية 1850 فصادفوا اضطهادات مخيفة جداً، واستشهد عدد منهم فكانت دماؤهم سمادا نقياً لغروس الارثوذكسية في المستعمرات التي دخلت في حوزة الامبراطورية الروسية، واقتبلت الأقوام الارثوذكسية، وفي تركستان تحديداً، فقد كثر المعتنقون للأرثوذكسية، باستيلاء الروس عسكرياً على المنطقة، وفي المقابل بفضل حسن تصرف المبشرين الروس، مما شجع سكان المنطقة على اعتناقها.

وفي سنة 1870 وصل المبشرون الروس الى اقليم دزنغاريا الصيني مع القوات الروسية، ومع سيطرتها على عاصمة الاقليم المسماة خولدجا…
وتتابع وصول بعثات الكنيسة الارثوذكسية الروسية الى اقاليم الصين، فأينعت المسيحية بلبوسها الارثوذكسي بفضل التصرفات المحبة من قبل اكليروس البعثات التبشيرية للسكان المحليين وتقديم المساعدات كافة لهم، اذ لم يشعروا انهم مكرهين على اعتناق المسيحية. فكان الاعتناق متنامياً وبقناعة.
اما في اليابان، فقد دخلت الأرثوذكسية الى اليابان بسعي الاب نيقولاوس كاهن القنصلية الروسية في هاكوراي ةقد ايد الله مساعيه فأنشأ كنيسة جديدة صار هو اسقفها الأول لاحقاً وبلغ عدد رعيته نحو 25 الفاً من المرتدين عن الوثنية وصار لهم كهنة وجمعيات ومدارس ومعلمين…
وكذلك الحال في منشوريا حيث أقبل الآلاف من الوثنيين معتنقين الارثوذكسية.
في القوقاز والأقاليم الجنوبيةالشرقية من روسيا فقد انضم للارثوذكسية الوف من الوثنيين والأباظيين (الأبخاز) ( سكان هضبة القفقاس).
وفي استونيا و…ولايات البلطيق الروسية بلغ عدد المنضمين للأرثوذكسية 200 الف من سكانها…
انشئت مجامع تبشيرية ارثوذكسية ولجان في اليابان وكوريا والصين والهند والحبشة وأميركا الشمالية والجنوبية، وانضم قسم عظيم من الروثانيين وفي غاليسيا ومورافيا والنمسا والمجر وبوهيميا، كما هاجر الوف الوراثيين الى روسيا واعتنقوا فيها الايمان الارثوذكسي بقناعتهم وعن طيب خاطر وبملء ارادتهم.
في شرق اوربه عاد للكنيسة الارثوذكسية المتحدون ( الاونيون) مع رومية في مقدونيا وبلغاريا وفي مقدمهم اسقفهم في كوكوش، وبمساعي البطريركية المسكونية أمتدت الأرثوذكسية في بر الأناضول حيث كان السكان ارثوذكسيين بالاسم، ولتعزيز التعليم الارثوذكسي القويم وتحصينهم في ارثوذكسيتهم اقامت لهم البطريركية المسكونية القسطنطينية مدرسة كبرى في قيصرية الكبادوك، فصارت اداة تعليمية روحية لنشر الحياة الروحية الارثوذكسية هناك.
اما في ايران والهند فقد سجلت عودة جميع الشاردين منذ قرون واجيال الى الارثوذكسية، واتحدت الكنيسة النسطورية ( الآشورية) بالأرثوذكسية وانضم الآشوريون النساطرة والكلدان واليعاقبة السريان في بلاد فارس والهند نهائياً الى الكنيسة الارثوذكسية وتولتهم في الرعاية والمتابعة الكنيسة الروسية، اما اتباعهم في بلاد مابين النهرين فقد تطلعوا الى اخوتهم في ايمانهم المحكي عنه الذين عادوا للارثوذكسية، وسعوا وخاصة في الموصل وديار بكر وارضروم القريبة الى مطران ابرشية ديار بكر ومابين النهرين المتروبوليت سلبسترس زرعوني يسعون الى الاتحاد مع الكرسي الانطاكي المقدس في عهد غبطة البطريرك الانطاكي ملاتيوس الدوماني الدمشقي ساعين الى اتمام هذا الاتحاد وانضمام النساطرة واليعاقبة مجددا الى الكرسي والكنيسة الام…ولذلك نرى ان المتروبوليت زرعوني والبطريرك ملاتيوس بالرغم من ضيق ذات اليد بعد انتقال رئاسة الكرسي الانطاكي المقدس الى ابناء انطاكية سعيا مع المجمع الانطاكي الى الاقتداء بخطوة بطريركية القسطنطينية في قيصرية الكبادوك في مشروع مدرسة ارثوذكسية في ديار بكر لكن وفاة المطران زرعوني المبكرة وهو لم يتمكن وقتها من تثبيت اقدامه بعد في ابرشيته وحلول المتروبوليت ملاتيوس قطيني محله والاوضاع السياسية ومقاطعة الفريق اليوناني الاكبر في هذه الابرشية وفي ابرشيتي ارضروم وكيليكية للتحول الرئاسي من اليوناني للوطني ثم الموت التدريجي لهذه الابرشيات بفضل سياسات القمع العثمانية فالاتحادية والتي ادت الى استشهاد هذه الابرشيات حال دون تحقيق اتحاد ابناء الكنائس الاخرى بالارثوذكسية، عدا قلة انتمت برئاسة الارشمندريت قطان في الموصل ولحقت بها فئة من النساطرة شكلوا نواة ابرشية بغداد والكويت وسائر الجزيرة العربية في الكرسي الانطاكي في القرن 20…
لقد كانت المساعي منصبة على انشاء مدرسة ارثوذكسية انطاكية تضم ابناء ابرشية ديار بكر وتعنى بتربية الاولاد من الجنسين تربية علمية روحية يتعلمون فيها الايمان الارثوذكسي والعربية واليونانية والتركية والارمنية وهذه من اهم الاسباب الباعثة لنشر الارثوذكسية في تلك الاصقاع البعيدة والنائية وتعيد مجد انطاكية هناك.

وفي بلاد العالم الجديد في الأميركيتين
فازت الارثوذكسية هناك في الغرب البروتستانتي – الكاثوليكي في اميركا الشمالية والغرب اللاتيني في اميركا الوسطى والجنوبية بانضمام جماعات جديدة اليها حيث لم تقتصر الأرثوذكسية على المهاجرين من روسيا واوربة الشرقية والشرق الاوسط و من روس وسلاف وسوريين ومصريين بل جمعت في احضانها نحو 15 الفا من السكان الاصليين ( الهنود الحمر) والوف من مهاجري النمسا الروثانيين ( الروم الكاثوليك) الى اميركا، وقد انضموا الى الكنائس الارثوذكسية وصاروا يسعون مع الكنيستين الروسية والسلافية وبتأييد من بطريركية القسطنطينية بصفتها مسؤولة عن الانتشار ( الدياسبورا) وبدأت الهمم لتأسيس نواة كنائس وطنية قومية في مناطق الانتشار هذه وبدأت همة بناء او حتى ايجاد كنائس كانت صغيرة بداية ومالبثت ان توسعت وكثرت ووجدت مدافن ارثوذكسية، وانشئت جمعيات واخويات وعمل على الاجيال الصغيرة، وكان لبنسلفانيا الاميركية اشعاع كبير لهذه النهضة حيث بلغ عدد الكنائس الارثوذكسية فيها 18 كنيسة. وزاد اتباعها عن ال50 الفاً ومعظمهم من المنضمين للوحدة الارثوذكسية.
ومما يسرنا نحن ابناء انطاكية العظمى ان دخول الأرثوذكسية في الكثير من الاصقاع البعيدة كان بواسطة أبناء كرسينا الرسولي واول كنيسة تأسست في كندا أسسها في مونتريال الأب افرام الدبس (مطران عكار لاحقاً) وهو المرسل البطريركي الأنطاكي الغيور تلميذ مطران بيروت غفرئيل شاتيلا وكان تحت رعاية رئيس الرسالة السورية الارثوذكسية في بروكلن واميركا الشمالية.
وفي اميركا الجنوبية، تأسست في البرازيل ثلاث كنائس ارثوذكسية أعضاؤها جميعاً من السوريين، ومؤسسها هو الاب النشيط الغيور جرمانوس شحادة المرسل البطريركي في اميركا الجنوبية (مطران زحلة وسلفكياس لاحقاً).
وللسوريين (ابناء الكرسي الانطاكي من سورية الواحدة) في الولايات المتحدة ايضاً ثلاث كنائس تحت رئاسة مطران اميركا وآلاسكا السيد تيخون (لطريرك روسيا لاحقا وقد اعدمه الشيوعيون وهو بطريرك) وهو تلميذ للمطران الانطاكي جراسيموس يارد (مطران زحلة وسلفكياس 1889-1899)، وكان قبلا في روسيا ثم تولى افريقيا وبمساعي المرسلين الروس اعتنق الايمان المسيحي الارثوذكسي آلاف عديدة من الافارقة الوثنيين سكان الاقاليم الجنوبية من الحبشة، وبنيَّ هماك دير عظيم في المكان الذي وهبه لهذه الارسالية الروسية النجاشي يوحنا كاسة الشهير ملك الحبشة.
وفي اقصى القارة الاوربية غربا مالت نفوس كثير من البريطانييننحو الارثوذكسية، ولذلك تُرجِمَ كتاب” خدمة القداس الالهي” للانكليزية وصارت الخدمة الالهية تقام به. وفي اوستراليا مع بدء الهجرات من كل مكان في اوربه الشرقية والغربية والمنطقة العربية وروسيا والبلقان نحو هذه القارة الجديدة والاحدث اكتشافا بين القارات مع نيوزيلندا، في ملبورن التي استقطبت هذه الهجرات الارثوذكسية، تأسست ثلاث كنائس ارثوذكسية، كانت احداها سورية اورشليمية تأسست بيد الخوري المقدسي الاب اثناسي احد تلاميذ البطريرك الانطاكي المستقيل 1885-1891 السيد جراسيموس (وهو احد رهبنة القبر المقدس الاورشليمية وانتخب بطريركا على اورشليم لذا استقال وم السدة البطريركية الانطاكية).
ويؤكد المؤرخ الانطاكي والصحفي العلامة عيسى زريق في دورية المنار البيروتية الارثوذكسية ( العدد 3 السنة 3 في 16 حزيران 1901 ص 646) التالي:
“…ومما يسر ذكره قلوب أبناء الكنيسة المقدسة مانراه من الميل الشديد عند بقية الكنائس لكنيستنا الارثوذكسية، فالكنيسة القبطية المرقسية مازالت منذ زمان تجهر باتحادهامعنا بالعقائد والطقوس ولايفصلها عنا الا اختلاف لفظي أكثر مما هو معنوي (لاحظ تاريخ الانشقاق للعلامة الارشمندريت جراسيموس مسرة مقالة الايغومانوس فيلوثاوس) والكنيسة الاثيوبية تعتقد كمعلمتها الكنيسة القبطية المرقسية، فتوّد (من الوداد)كنيستنا وتميل للاتحاد معنا. والكنيسة الأسقفية الإنكليزية لم تزل تسعى منذ زمانللانتظام في الوحدة الارثوذكسية،وقد عينت مؤخرا سفارة روحية خصوصية لدى المجمع الروسي رغبة بتحقيق هذه الأمنية. وكنيسة الكاثوليك القدماء التي انفصلت عن رومية على اثر انعقاد المجمع الفاتيكاني ( الاول 1870) وتقرير (إقرار) العصمة البابوية، مافتئت منذ تركت شركة رومية موجهة أنظارها نحو الشرق ولاتزال تواصل السعي لاتمام اتحادها مع كنيستنا وقد عقدت عدة مجامع في برن عاصمة سويسرا وفيبون عاصمة سويسرا، وفي هولندا والمانيا، وقررت نبذ أكثر الاعتقادات ( المعتقدات) الغربية، وقد تقوَّتْ هذه الطائفة جداً بانضمام أتباع جنسينوس عام 1875 اليها، ثم بانتظام الوف من علماء ولاهوتيي المانيا وسويسرا وهولندا في متنها، ولها مجمع دائم مقيم في برن وجل مساعيه الاتحاد التام مع كنيستنا.” انتهى الاقتباس الحرفي.
بالاختصار ان الارثوذكسية التي كانت في بدء القرن 18 ضعيفة ومضطهدة خارج الامبراطورية الروسية اصبحت في ختامه ممتدة في كل الاقطار ودخلت في اكثر الممالك وقتئذ وانضم اليها اكثر من 40 مليونا، وتأسست ست كنائس مستقلة هي رومانيا وصربيا والجبل الاسود وترنسلفانيا ( في النمسا) وبلاريا وقامت عدة ممالك ارثوذكسية،وزاد اتباعها في ختامه اربعة أضعاف عددهم في مطلعه، اما الكنائس المستقلة فهي وفقا للمنار1901 (اعلاه) طبعا مع اضافات تمت خلال القرن 20 ماقبل الحربين العالميتين الاولى والثانية وسقوط الحكم الشيوعي في روسيا (تحاد السوفياتي)ويوغوسلافيا ورومانيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا ….وتداعيات في القرن 21 باستقلال كنيسة اوكرانيا عن بطريركية موسكو وولايتها القانونية بقرار غير قانوني ومسيس من البطريرك المسكوني وبخلفيات!!!:
1- البطريركية المسكونيةالقسطنطينية: ويلقب بطريركها بالمسكوني الكلي القداسة، وتتبعه كنائس تراكيا ومكدونيا وايبروس وكريت وجزر الارخبيل والبانيا والبوسنة والهرسك والانطول وتتبعه ايضا جماعات عديدة في ايطاليا واوربه ويبلغ عدد رعيته نحو خمسة ملايين زنصف من يونان وبلغار وصرب وارناؤوط (البان) واتراك انطوليين وكوثر وفلاخيين غيرهم.
2-البطريركية الاسكندرية: ويلقب بطريركها ببابا وبطريرك الاسكندرية وقاضي المسكونة وتحت يده كنائس مصر وموريتانيا (بلاد الغرب الافريقي) ومصوع والنوبة والسودان وجزيرة مالطا، وكان الكرسي الاسكندري من اعظم الكراسي الرسولية قديما لكن الانشقاق وحوادث الايام السالفة اوصلته الى الدرجة الحالية وعدد رعيته لايبلغ مائة الف وهم من اليونان والسوريين والحبشة (نقص العدد بشكل فادح نتيجة هجرة اليونانيين والسوريين بسبب تدابير عبد الناصر بفرض الجنسية المصرية عليهم او الرخيل لذا لم يبق في مصر وقتئذ اكثر من 10 آلاف تركزوا في القاهرة و الاسكندرية وبور سعيد وبنتيجة تمويل التبشير من قبل رئاسة اساقفة قبرص قاممت البطريركية بمد حضورها التبشيري الى داخل القارة الافريقية واقيمت رعايا واسقفيات وابرشيات وحظيت باحترام قادة تلك الدول واقبل عليها الافارقة بشوق وتشهد سائر المناطق معموديات جماعية وبناء كنائس ومعاهد لاهوتية ومدارس ومراكز صحية… وصار معظم اكليروس هذا الانتشار المبارك من الوطنيين حتى مطارنتهم والاخبار مفرحة جدا في الثلث الاخير من القرن20 والثلث الاول الحالي من القرن 21) فزاد العدد التابع لبطريركية الاسكندرية زيادة مفرحة ويتميز ايمان الافارقة المهتدين وخاصة من الوثنيين ابناء القبائل البدائية بغيرة ارثوذكسية مفرحة جدا فمبروك لبطريركية الاسكندرية والشكر لرئاسة اساقفة قبرص وللمبشرين الرهبان اليونانيين.

3- بطريركية انطاكية وسائر المشرق: وهو اقدم الكراسي الرسولية تأسيسا وانتشارا ومنطلق التبشير وفي دمشق تأسست اول جماعة مسيحية بيد حنانيا الرسول وكان الرب يسوع لايزال على الارض وبولس الرسول شهد تنصره فيها بعد معجزة “الطريق الى دمشق”.، اذ تأسس بيد هامتي الرسل الرسولين بطرس وبولس السنة 42م وبمساعدة برنابا ولفيف من رسل الرب يسوع واستوى عليه بطريركا الرسول بطرس السنة 45 ولهذ الكرسي شرف حمل المسيحيين فيه لقب (مسيحيون) قبل اي مكان آخر في العالم وحمل اسقفه لقب بطريرك (شيخ العشيرة )قبل اي كرسي رسولي آخر ولمبشريه الريادة في تنصير الشرق الاسيوي برمته ومع ذلك فان معظم الهرطقات ظهرت به وكذلك الانشقاقات التي انتمت الى هذه الهرطقات ما اضعفه كثيرا وقلل اتباعه بشكل حاد جدا، يلقب بطريرك انطاكية بلقب صاحب الغبطة وتحت يده كنائس سورية وكرجيا وارمينيا والعراق ومابين النهرين وكيليكيا واجزاء واسعة من شرقي آسيا الصغرى وبلاد العرب وكان المركز في مدينة انطاكية وبعد استشهادها المتتابع بداية بيد الصليبيين ثم بيد المماليك ودمارها بيد الظاهر بيبرس انتقل المركز البطريركي الى دمشق عام 1345 وحتى الان وتوحدت سلسلة بطاركة انطاكية التي بدأت ببطرس الرسول مع سلسلة مطارنة دمشق التي بدأت بحنانيا الرسول…(ويعد الكرسي الانطاكي المقدس اول واهم الكراسي الرسولية في الانتشار منذ مابعد 1860 ليس فقط في مصر بل في العالم الجديد ومؤخرا في اوربة الغربية والشرقية وتم احداث ابرشيات انطاكية في مناطق الانتشار هذه وخاصة منذ ثمانينات القرن 20 في بريطانيا وفرنسا والمانيا ومعتمديات في السويد والبلاد الاسكندنافية وهولندا وتنامي الاهتمام بطريركيا بما تبقى من كيليكيا والاسكندرون وانطاكيا…) وكان عدد رعيته في القرن 19 مايصل الى نصف مليون واليوم تشير التقديرات الى حوالي 40 مليونا من ابناء الكرسي في كل المسكونة وهو رقم حقيقي مفرح وما يتبعه من بناء رعايا جديدة وانضمام اعداد كبيرة من المهتدين للارثوذكسية من اديان وطوائف بروتستانتية بشكل جماعي مفرح جدا وخاصة في اميركا الشمالية وبريطانيا.
4- البطريركية الاورشليمية: ومقرها في القدس وتضم فلسطين التاريخية والاردن وهي تمتلك من الاوقاف في فلسطين مانسبته 17% من اراضي فلسطين التاريخية الكرسي يوناني الصبغة ببطريركه ومطارنته ورهبنته اليونانية رهبنة القبر المقدس عدا مطران وطني في فلسطين ومطران عربي في الاردن…! وهذا كان السبب في انحياز اعداد كبيرة من عشائر الاردن وفلسطين الارثوذكسية الى البطريركية اللاتينية الناشئة عام 1844 ولازال النزف مستمرا مع مطالبة من بقي من ارثوذكس البطريركية يطالبون بالتعريب.
كان تحت يد بطريرك اورشليم في القرن 19حوالي 40 الف ارثوذكسي وفق المنار، اما اليوم فليس من ثبت دقيق بعد نكبة فلسطين 1948 وتنامي الهجرة الفادحة للمسيحيين عموما الى دول الاغتراب وخاصة بريطانيا واميركا الشمالية والجنوبية ونسبة كبيرة منهم منتمون الى الكرسي الانطاكي هناك محافظين فيهعلى ارثوذكسيتهم وكان العديد من مطارنة الكرسي الانطاكي من اصل فلسطيني كمطران تشيلي ايليا ذيب وعدد من الكهنة والاساقفة…
5- بطريركية موسكو وكل روسيا: وفي ترتيبها الخامسة ارثوذكسيا (منذ مطلع القرن 17 بهمة الكرسي الانطاكي) وتعد الكنيسة الارثوذكسية من اعظم الكنائس الارثوذكسية عددا وغيرة ايمانية وحضورا جامعا وكانت سلطة المجمع الروسي في القرن 19 (كان بطرس الاكبر قد الغى منصب البطريرك وصار المتقدم مطران موسكو الى ان اعاد المجمع الروسي منصب البطريرك حال قيام الثورة الشيوعية1917 وانتخابهم تيخون بطريكا ومالبث ان تم اعدامه مع العديد من المطارنة والكهنة بحملة الالحاد المنظمة)، تمتد على كل كنائس روسيا الواسعة وكنائس اليابان وكوريا والصين والهند وبلاد فارس وكان يتبع لها اشوريو بلاد فارس… وبقية الارجاء الآسيوية، وكنائس آلاسكا واميركا الشمالية والجنوبية وكنيسة شوي جنوبي الحبشة (في افريقيا) واوستراليا والفيليبين وكنائس في المانيا وسويسرا وهولاندا وفرنسا وانكلترا وخاصة بعد خروج الروس البيض الى هذه المغتربات عقب قيام الثورة الشيوعية 1917، وقد بلغ عدد رعايا بطريركية موسكو حتى نشر المنار 1901 99 مليونا من كل الاجناس والشعوب كما جاء.
6- رئاسة اساقفة قبرص: ويلقب رئيسها بلقب الكلي الغبطة وكانت رعيته تبلغ 160 الفا كلهم يونانيون ونشير الى ان الجزيرة تعرضت للغزو التركي واقمة جمهورية شمال قبرص التركية وعلى مساحة 40% من مساحة الجزيرة وتشكل اوقاف الكنيسة مساحات عظيمة نتيجة لورع وايمان القبارصة اليونانيين كلها تم احتلالها من الاتراك…فلقد ادى هذا الغزو التركي من تركيا الى استشهاد ابرشيات الكنيسة في شمال قبرص والوف من رعاياها وتحويل كنائسها واديارها العظيمة الى مساجد مايعني تغييرا ديموغرافيا ونقصاً عددياً فادحاً…! والهجرة الى اليونان والتيه العالمي… وبكل اسف هذا هو حال الارثوذكسية عبر تاريخها وفي كل مكان…! و كانت ولاتزال تلعب كنيسة قبرص دورا عظيما في دعم التبشير الارثوذكسي في افريقيا لصالح البطريركية الاسكندرية ودورا حكيما فيحل الخلافات بين دول الشرف الارثوذكسية بحكمة رؤساء اساقفتها منذ الاسقف مكاريوس وحتى الآن بالرغم من واقعها المجزأ…
7- رئاسة اساقفة اثينا وكل اليونان: (ويلقب رئيسها بلقب غبطة رئيس الاساقفة ابرشياتها ناشطة وشعب اليونان حار في ارثوذكسيته)، وتقسم بلاد اليونان الى ابرشيات ناشطة وتبلغ نفوس الرعية مليونان من اليونانيين والالبان والفلاخيين (المنار) ( ويبع جبل آثوس الرهباني المقدس جغرافيا وروحيا لليونان).
8- بطريركية بوخارست وسائر رومانيا: وتتبعه كنائس فلاخيا ومولدافيا والدوبروجيا (المنار) وعددهم خمسة ملايين ونصف وهم يتشكلون من العنصرين الروماني واليوناني.
9-بطريركية كارلوفتز (المنار) بطريركية بلغراد والاتحاد اليوغوسلافي (قبل سقوط الشيوعية) تتبعها كنائس المجر وكرواتيا ودلماسيا وايليريا ورعيتها مؤلفة من صربيين وسلافيين ورومانيين وكرواتيين ويتبع للبطريركية 2،500،000 نسمة (المنار).
10-كنيسة صربيا: يدير شؤونها مجمعها المقدس ورعيتها 2،000،000 ( المنار) ( اعتقد انها بطريركية صربيا اليوم) وهم من صرب والبان.
11- كنيسة الجبل الاسود: ولها مطران يعاونه اسقف يعين من قبل المجمع الروسي ورعيتها مؤلفة من 280،000 ارثوذكسي صربي والباني.
12- كنيسة ترنسلفانيا في النمسا: يدير شؤونها مطران هرمنستاد ويبلغ عدد رعيتها وفقا للمنار 800،000كلهم رومانيون.
13- كنيسة بوكوفين وغاليسيا في النمسا ايضاً وعددهم 1،800،000ارثوذكسي.
14 -“كنيسة سينا: واسقفها مستقل في ادارة ديره طور سينا والاماطيش (ج أمطوش) التابعة له وله رعية متسعة في بلدة الرابة على البحر الأحمر تعرف عند اليونان برايثو” ( المنار).
15- الكنيسة البلغارية يلقب رئيسها بلقب اكسرخوس البلغار ويعين من القسطنطينية من البلغار ومحل اقامته في القسطنطينية( المنار) (منذانتفاضة البلغار للمطالبة باكسرخوس بلغاري) ووفق المنار تتبعه كنائس بلغاريا والروملي وله عدة ابرشيات في تراكيا ومقدونيا وعدد رعيته 3،500،000ارثوذكسي ( اليوم بطريركية بلغاريا والمقر في صوفيا وهي من البطريركيات الفاعلة في الكنيسة الارثوذكسية ولها حضور كبقية الكنائس المحكي عنها اعلاه في الانتشار ومرتبطة بمجامعها الوطنية كما في كرسينا الانطاكي)

ويختم المنار
” فعلياً يكون عدد الكنائس الارثوذكسية المستقلة 15 كنيسة يبلغ عدد رعاياها 122،000،000ارثوذكسي مائة واثنين وعشرين مليونا منتشرين في المعمورة.
الخاتمة
آثرنا نقل هذا المقال بحرفيته مع اضافات اضفناها من الواقع الحالي واستندنا في بعضها على كنوز الوثائق البطريركية الانطاكية وعلى مطبوعات اساطين تأريخ الكنيسة الارثوذكسية ومدوناتنا هنا في موقعنا بقصد اظهار اشراقة كنيستنا الارثوذكسية ذات الماضي المتألم دوما منذ تأسيس اول جماعة مسيحية (كنيسة) خارج اورشليم وكانت بدمشق زمن حنانيا الرسول وكان قد اسسها بين اليهود الدمشقيين وهو المتقدم بينهم وكان الرب يسوع لايزال على الارض خلال ثلاث سنوات من عمله في تأسيس كنيسته، وقد بادر حنانيا الى السفر الى اورشليم ومتابعة المعلم الالهي في الايام الخلاصية وهو من السبعين رسولاً الذين اجتمعوا في علية صهيون وحل عليهم الروح القدس وانطلقوا مبشرين بالكنيسة ومع حنانيا كانت كنيسة دمشق نواة الكرسي الانطاكي وتنصيره شاول فيه وتبشيره اولا في العربية ثم الى انطاكية ليؤسس وبطرس الهامة الكرسي الانطاكي المقدس كما اسلفنا السنة 42 كاول كرسي رسولي حافظ على الوديعة والامانة الارثوذكسية بالرغم من كل الانشقاقات والدم والدمار والاستشهاد بمواكب القديسين وحتى آننا الحاضر.
انطلاقا من قناعتنا المطلقة بالحقيقة المبنية على ايماننا بكنيستنا الارثوذكسية وهي المعصومة عن الخطأ والثبات في تعاليم الرسل والمجامع المسكونية السبعة نقلنا هذا المنشور الذي يحكي بفرح عن تطور الكنيسة الارثوذكسية واضفنا الاضافات الواجبة للتوضيح والاستزادة بين قوسين (…).
الله في وسطها فلن تتزعزع.
المصدر:
دورية المنار البيروتية الارثوذكسية المعاصرة عامي 1900 و1901 / المؤرخ عيسى زريق
بتصرف من موقعنا ومن الوثائق البطريركية ومن كتب التاريخ الكنسي.
Beta feature
Beta feature