الجمعية الخيرية الارثوذكسية في بيروت 1868- 1969

الجمعية الخيرية الارثوذكسية في بيروت 1868- 1969

الجمعية الخيرية الارثوذكسية في بيروت 1868- 1969

مدرسة الثلاثة الاقمار الارثوذكسية في بيروت
مدرسة الثلاثة الاقمار الارثوذكسية في بيروت

اجتمع خلال السنة 1868 فتيان بيروتيون يافعون لم تكن شوارب احد منهم قد خُطتْ بعدْ، ومنازلهم واقعة بين كنيسة مار ميخائيل في محلة الكرنتينا وساحة الشهداء، وقرروا تأسيس جمعية خيرية لملتهم الأرثوذكسية، فجمعوا مئتي ليرة عثمانية ذهباً من جيوبهم، ودعوا اسم جمعيتهم في بادىء الامر ” الجمعية الخيرية لمساعدة الفقراء”، وغايتها تعليم الطلبة المعوزين، ومعالجة المرضى البائسين، وطبع كتب الصلاة والتعليم المسيحي لإخوانهم الأرثوذكسيين، ومساعدة العائلات المستورة، وتسفير الغرباء ودفن الموتى، وتجهيز البنات الفقيرات ما امكن، فكانت هذه الجمعية أم سائر الجمعيات الخيرية التي انبثقت من لجانها واستقلت ادارياً عنها في مابعد، كجمعية مستشفى القديس جاورجيوس، وجمعية إيواء العجزة وتسفير الغرباء ودفن الموتى، وجمعية اتحاد البِّ، وجمعية ميتم القديس ميخائيل.

ورة لطلاب واساتذة مدرسة المسكوبية الأرثوذكسية في المصيطبة بيروت 1890
ورة لطلاب واساتذة مدرسة المسكوبية الأرثوذكسية في المصيطبة بيروت 1890

أما المدارس التي أنشأتها هذه الجمعية الأم في أحياء بيروت فكانت

1- مدرسة الصبيان ومدرسة البنات في محلّة المصيطبة

2- مدرسة الصبيان في محلة المزرعة.

3- مدرسة القديس نيقولاوس في حي سرسق.

4- مدرستا سيدة النياح للذكور والاناث في محلة رأس بيروت.

5- مدرسة سيدة الدخول في الأشرفية في كرم الزيتون.

6- مدرسة الثلاثة الأقمار للبنات في محلة الصيفي أولاً، ثم في محلة الجميزة فمحلة الرميلي واخيراً في محلة القديس ديمتريوس.

وفضلاً عن ذلك تولت الجمعية الخيرية المذكورة مدرسة الثلاثة الأقمار للذكور التي كانت تُعرَفْ بالمدرسة الأولى لأنها كانت أولى المدارس البيروتية إنشاءً وأقدمها عهداً. واليكم نبذة تاريخية عن أولى المدارس هذه:

– كلية الثلاثة الأقمار

1- أسس المطران بنيامين اليوناني كلية الثلاثة الأقمار السنة 1835 بجانب كاتدرائية القديس جاورجيوس قرب ساحة النجمة اليوم حيث دامت 24 عاماً.

2- نقلها خلفه المطران ايروثيوس اليوناني العام 1859 الى حي الصيفي لتحل محل كنيسة باسم القديسين الأقمار الثلاثة باسيليوس الكبير وغريغوريوس الثاولوغوس ويوحنا الذهبي الفم، وهناك دامت 54 عاماً أي لغاية 1913.

3- نقلها المطران جراسيموس مسرة في اواخر العام 1913 الى محلها الحالي في حي الرميل في شارع غورو، لتحل محل مستشفى القديس جاورجيوس الذي أتم نقله الى حي الأشرفية في محلة الغابة حيث هو الآن.

4- يتولاها اليوم سيادة المتروبوليت ايليا الصليبي ويُديرها الارشمندريت غفرئيل صليبي بمعاونة عمدة مشهود له بالغيرة والتفاني.

مدرسة زهرة الاحسان الارثوذكسية في الاشرفية ببيروت
مدرسة زهرة الاحسان الارثوذكسية في الاشرفية ببيروت

وكلية الأقمار الثلاثة هذه هي ثانوية وشهادتها بكالوريا. وكانت برامج التعليم فيها كما يأتي

1- تعليم سبع لغات حية: العربية – التركية – اليونانية – الفرنسية – الانكليزية – الايطالية – الروسية.

2- كُتبَ لهذخه المدرسة أن يُديرها الثري الكبير نعمة يافث في منتصف العام 1888، فسَّنَ هذا لها برنامجاً جاء غاية في الجودة، برنامجاً ماثل البرامج التربوية التي جاءت للمدارس الوسطى في البلدان الأوروبية، لنظام كلية الأميركان السورية في بيروت في ذلك الحين.

وقسم ذاك المدير الصفوف الى سبعة ميادين يدرَّسْ كل منها في سنة

(آ) ففي السنة الأولى – كان التلميذ يتعلم في الفرنسية وبعض المفردات والخط واستظهار بعض المخاطبات، وفي اللغة العربية القراءة وثلث مختصر الصرف والخطّ والاملاء، وفي الرياضيات: في الحساب الى آخر الأعداد المركبة، وفي الدين: نصف كتاب التعليم المسيحي الصغير.

(ب) وفي السنة الثانية – كان الطالب يتعلّم في الفرنسية: تصريف الأفعال وترجمة السانت كونت والإملاء والمخاطبة والخط واستظهار بعض القصص، وفي العربية: سائر مختصر الصرف وكتابة القصص، وفي الرياضيات: في الحساب، الكسورالدارجة، وفي الدين: النصف الثاني من التعليم المسيحي.

(ج) وفي السنة الثالثة – كان التلميذ يدرس في الفرنسية: مختصر الصرف مع ترجمة التاريخ المقدس وترجمة جُمَلْ من العربية الى الفرنسية، وجغرافية آسيا وقص قصص ذات عبارات سهلة وكتابتها والخط وإلقاء خُطَبْ مُستظهرةْ، وفي العربية: مختصر النحو والانشاء والاعراب والخط، و خُطبفي الحساب: الفواتير والنسبة والخطأين، وفي الدين ثلث كتاب التعليم المسيحي الكبير.

(د) وفي السنة الرابعة – كان التلميذ يدرس في ال وفي التركية: القراءة ومبادىء الصرف والترجمة.

فرنسية: الصرف في كتاب محلول، ومطالعة كتب نثرية بسيطة وتأويل العبارات وممارسة الانشاء والقاء خُطب مُستظهَرةْ وجغرافية اوروبا واميركا والتاريخ المقدس، وفي العربية: نصف كتاب إبن عقيل والانشاء والاعراب، وفي الحساب تكملته، وفي الدين: الثلث الثاني من التعليم المسيحي الكبير.

(ه) وفي السنة الخامسة – كان التلميذ يدرس في الفرنسية: النحو المطَّول، والتاريخ القديم،  ومطالعة كتاب تليماك لفنيلون، وممارسة الانشاء وإلقاء خُطب مُستظهرة، وفي الرياضيات: الجبر، وفي العربية: تكملة كتاب ابن عقيل، والانشاء ورسائل الخوارزمي والاعراب، وفي الدين: الثلث الثالث من التعليم المسيحي الكبير، وفي التركية: القراءة ومبادىء الصرف والترجمة.

(و) وفي السنة السادسة – كان الطالب يدرس في الفرنسية المعاني والبيان ومطالعة كتب شعرية وممارسة الانشاء والقاء الخطب المُنشأة منه، والفلسفة الطبيعية وتاريخ القرون الوسطى، وفي الرياضيات: الهندسة، وفي العربية: المعاني والبيان ومطالعة  رسائل بديع الزمان الهمذاني واشعار المتنبي، وفي التركية: تكملة الصرف والنحو والترجمة، وفي الدين: تاريخ الكنيسة.

(ز) وفي السنة السابعة – كان التلميذ يدرس في الفرنسية: البديع والعروض والقوافي ومطالعة كتب شعرية وممارسة الانشاء ونظم الشعر ومسك الدفاتر والكيمياء والجيولوجيا وعلم الحيوان وعلم النبات والتاريخ الحديث، وفي العربية: نظم الشعر وديوان المتنبي والمنطق وشريعة الدولة العلية، وفي التركية: الترجمة من العربية الى التركية ومن التركية الى العربية، وانشاء الرسائل والعرائض وماشاكلها، وفي الدين: تكملة تاريخ الكنيسة.

ومع هذا فإن التلاميذ من السنة الرابعة فصاعداً كانوا يدرسون يومياً اربع ساعات بالفرنساوي، وكانوا يتبقون العلوم بهذ اللسان لتقويتهم فيه وللتضلع من تلك العلوم بمطالعتهم الكتب الفريدة في نوعها لتعذر وجودها في العربية.

احتفال المدرسة بعيد اقمار الثلاثة
احتفال المدرسة بعيد اقمار الثلاثة

المدراء

اما المدراء الذين اشتهروا بعد المرحوم نعمة يافث فمنهم: الياس الخوري، يوسف كامل، فكتور اسبريدون شعيب يافث، ثم عُيِّنَ الذي رفع مستوى معهد الثلاثة الأقمار في اوائل الحرب الكونية الاولى الى كلية عظيمة نظامها اللغة الفرنسية ففاقت في اسلوبها المدارس الأجنبية التي اقفلتها الحكومة التركية في تلك الايام. ثم وافى بعده عيد سالم السلفي، جورج اسبريدون شعيب، الخوري عبد الله ابو رجيلي، جبران فوتيه، وكان جبران فوتيه قد علَّم اللغة العربية في المدرسة المذكورة في عهد المدير نعمة يافث ثم عُينَ مدير الدروس العربية في دار المعلمين للجمعية الروسية الفلسطينية في الناصرة، وعاد الى بيروت في السنة 1919 فعُهدَ اليه بتدريس اللغة العربية والرياضيات وادارة المدرسة حتى السنة 1921 حيث تولاها الأسقف فوتيوس خوري، وتعاقب على ادارتها أساتذة عدة منهم رينه سرجيوس ابي حلقة والمدير الحالي الارشمندريت غريغوريوس صليبي.

– اشهر أساتذتها الأقدمين

المسيو أوليفية، أحد أعضاء المجمع العلمي الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشر/ الياس حبالين (ترجمان قنصل فرنسا ورئيس قلم الترجمة في مجلس النظار بمصر فيما بعد). أسعد سرسق ( أستاذ اللغة الايطالية)، اسبر وشاكر وفارس شقير وروايات)، نقولا عبد الله ( ترجمان قنصل اليونان وراعي ابرشية أكسوم الحبشية في مابعد)، شاهين عطيه وابنه جرجي، جورج فيليبيدس (استاذ اللغة اليونانية)، الشيخ يوسف الأسير(أحد ادباء القرن التاسع عشر)، نجيب نسيم طراد، جرجس همام ( أحد مؤلفي الكتب المدرسية في القراءة واللغة وأحد أدباء الجيل التاسع عشر)، أمين ظاهر خير الله ( أمين سر البطريركية الأنطاكية ومؤلف كتب تاريخية وروايات)، نقولا عبد الله (ترجمان قنصل اليونان وراعي ابرشية أكسوم الحبشية في مابعد)، الشيخ ابراهيم المنذر(الشاعر والنائب والخطيب المفوّه)، شاهين وعبد الله طراد، ميخائيل شحادة، خليل الخوري (صاحب  صاحب جريدة حديقة الأخبار أولى جرائد سورية ولبنان” سنة 1858″ وأحد تلاميذ المدرسة سابقاً، نجيب فرج الله فياض ( أحد التلاميذ القدماء في المدرسة المذكورة)، حليم دموّس ( الشاعر)، نسيم مكارم (الخطاط الشهير)، ميشال بشير والياس زخريا ( الشاعران)، حليم نهرا ( الذي اصبح اليوم أرشمندريتاً باسم “تريفون” ومديراً لكلية النبي ايلياس بطينا حالياً)، المطران ملاتيوس قطيني والمطران فوتيوس خوري لتدريس الدينيات.

التلاميذ الأقدمون

اشتهر فيهم المرحوم بشارة عبد الله الخوري أمير الشعراء الملقب بالأخط، عبد الرحمان بدران، نجيب نسيم طرادل الصغير، الدكتور نقولا فباض ( الخطيب المفوّه ووزير البريد والبرق) وأخوه الشاعر المطبوع الياس فياض (وزير الزراعة)، وجبران بطرس ( رئيس المحكمة الصلحية في بيروت ووالد الاستاذ الكسي بطرس)، محمد عبد الله بيهم، الحاج محيي الدين بيهم، عبد الرحمان بدران، نجيب نسيم طراد، جبران تويني ( الصحافي ووزير التربية والتعليم ووالد الاستاذ غسان تويني)، نقولا يني بسترس ( مفتش المدارس الرسمية)، جرجي نقولا باز ( نصير المرأة ومؤرخ الأسر البيروتية)، محمد عرداتي، أحمد دريان، عبد القادر الدنا، الشيخ اسكندر العازار (الخطيب والشاعر الفكري)، اسبر شقير( ترجمان قنصل الانكليز)، طانيوس متري عبده (معرب البؤساء لفكتور هوغو وروايات تمثيلية عدة)، جرجي دبّاس ( والد الرئيس الأول شارل دباس)، جرجي زيدان(مؤسس دار الهلال)، نخلة فيعاني، نجيب عرمان، يوسف عرمان (ترجمان ولاية بيروت)، سليم شحادة ( رئيس محكمة)، نقولا رزق الله، يوسف صالح، حرجي نخلة سعد، ميشال ابراهيم سرسق، أسعد عفيش ( الطبيب النطاسي)، الأسقف أغناطيوس ابو الروس.

مدرسة زهرة الاحسان ببيروت
مدرسة زهرة الاحسان ببيروت

التلاميذ العائشون حالياً

غبطة البطريرك الأنطاكي ثيودوسيوس السادس، سيادة راعي الأبرشية المطران ايليا الصليبي، سيادة الأسقف غفرائيل وكيل راعي ابرشية بيروت، الارشمندريت غريغوريوس صليبي (مدير المدرسة حالياً)، كابي سرياني (القاضي المنفرد)، جبران حايك (صاحب جريدة “لسان الحال” اليوم)، سعيد فريحة (صاحب جريدة الرواد والصياد والشبكة)، الاستاذ الكسي جبران بطرس (صاحب الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت ووكيل مدارس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية حالياً)، توفيق الخوري جرجس الحداد (كاتب هذه السطور)، بديع مالك ( استاذ في إحدى كليات الشويفات)، أنيس كفوري ( الطبيب النطاسي)، رينيه طانيوس غلام (طبيب شهير)، وليم وجورج حاوي ( الأديبان)، الموسيقاران عاصي ومنصور الرحباني، المرتلون القانونيون الياس قلفاط ( صاحب مطابع باسمة)، ميشال الياس عبد النور، وانطون خوري المحامي) وايلي خوري وفؤاد متري المر واخوه عوني (المهندس)، ثم ميشال ابراهيم بريدي وايلي خوري وانطون خوري (المحامي)، اسكندر أثناسيوس صيقلي (المحاسب المدقق)، اسبريدون حنا صقر (الترجمان والأديب)، ديب خليل صوفان وسامي حداد ( الاستاذان في المدارس الرسمية).

وهنالك تلاميذ عديدون غير مَن ذكرنا اشتهروا في العلوم والفنون كالخطابة والشعر والصحافة والموسيقى والأدب والقضاء والتربية والتعليم والسياسة ورعاية النفوس.

مازالت هذه المدرسة زاهرة زاهية بدعاء راعينا الجليل سيادة المتروبوليت ايليا الجزيل الاحترام.

بيروت وتاريخها الارثوذكسي
بيروت وتاريخها الارثوذكسي

المصدر

توفيق الخوري جرجس الحداد

وهو احد اقرباء مثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس الرابع، ومن وجهاء بيروت، تميَّز بأسلوبه الجميل وله كتابات عدة.

امين سر جمعية التضامن الارثوذكسي الوطني.

علم مادة التعليم المسيحي في المدارس الأرثوذكسية

له العديد من الكتابات منها سيرة مصغرة للبطريرك غريغوريوس قريبه وتتميز كتاباته بالثبت الدقيق والرصانة والتوضيحات الوافية الجديرة بالتقدير والاحترام.

تميز بخطه الفارسي الجميل…

كتب هذه المقال في العام 1969

نشرتها مجلة النور لسان حال حركة الشبيبة الارثوذكسية في بيروت / العدد الرابع، السنة التاسعة والسبعون 2023 ( ص211- 215)

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *