الجنس عند العرب والمسلمين

الجنس عند العرب والمسلمين …

الجنس عند العرب والمسلمين …

إنّ ما دفعني إلى الخوض في مثل هذا الموضوع هو ما لاحظناه و قابلناه وتكرّر على أسماعنا و يتكرّر على الدوام من قبل بعض (بل الغالبية العظمى) من المسلمين الذين حين تحاورهم في مسألة الأخلاق يتّهمون الغرب بالخلاعة و الإباحية و الفسق و الفجور و قلّة الشرف و انحلال الأخلاق بل انعدامها, و حين نعلم يقينًا بأنّ قوانينًا صارمةً توجد في هذه الدول الغربية بهذا الخصوص فهي لا تسمح بأيّ انتهاك أو تعدٍّ على الحريّات الشخصيّة و كلّ من يتجاوز هذه القوانين فهو سينال ما يستحق من عقوبة, اللهم إلّا عندما تكون الرغبة بفعل ذلك من قبل الطرفين فعندئذ لا يمكن لقانون أن يحاسب أيّ أحد على ممارسة الجنس لكونه يأتي برضى و موافقة الطرفين الذكر و الأنثى, بينما في واقع بلداننا العربية المسلمة ما أكثر ما يُعرف بنكاح المحارم وغيره من أشكال التعديات التي يبقى أكثرها تحت الطاولة فلا يتمّ نشره أو الإعلان عنه بحجة الحفاظ على سمعة الأسرة أو الخوف من أنْ يفضحهم المجتمع.

ان تاريخ العرب و المسلمين حافل بكلّ أنواع الشذوذ الجنسي من لواط و سحاق و نكاح غير شرعي و اغتصاب و احتقار واضح و امتهان و تعدّ على شرف المرأة و قيمتها و الكثير من تلك الأفعال يبقى دون محاسبة لمرتكبي هذه الأفعال الشنيعة, إلّا أنّ البعض لا يُريد أن يرى هذا و لا أن يعترف به, لكنّ حقائق التاريخ دامغةً تجدها في أمّهات المراجع و الكتب التراثية الإسلامية و الكثير جدًّا من الكتب الجنسية التي تدل عناوينها على ما فيها من إباحية واضحة, بما فيها ذكرٌ صريح لأعضاء الجسد للذكر و الأنثى بعباراتٍ سوقيّة يستخدمها العامّة في حياتهم اليوميّة و هي تدلّ على قلّة الحياء و انعدامه, نضرب مثلًا على الشيخ الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي و هو فقيه الإسلام الذي علّم الدنيا الجنس و هو الذي قام بشرح للقرآن (تفسير الجلالين) و الأحاديث فهذا الرجل الذي من الواجب أن يكون محترمًا بموجب حكم هذه الأيام على هكذا سلوكيات فهو ألّف عشرات الكتب في الجنس و ممارسة الجنس و طرائقه و أنواعه الخ… و من مؤلفاته مثلًا: “”رشف الزلال” كتاب يروي فيه السيوطي تجربة ليلة الدخلة لعشرين عالمًا” و كتاب “نواضر الأيك في معرفة النيك” هو مؤلفٌ منسوب للإمام السيوطي، وهو عبارة عن ملخص لكتاب ” الوشاح في فوائد النكاح ” يدور موضوعه حول الجنس والأوضاع الجنسية. ولم يجد المؤلف حرجًا في تسمية الأشياء بأسمائها، فهو صريح في استخدام اللفظ الدالّ على أعضاء الجهاز الجنسي للذكر والانثى والمستخدم في الكلام العام، أو ما يسمى بعورات الجسد، كما أنّه صريح بتلفّظ أسماء العملية الجنسية ووصفها وصفًا كاملًا وصريحًا. ورغم أنّ عمر الكتاب يتجاوز أكثر من 500 سنة إلّا أنّه يتكلم عن الرجال والنساء بطريقة متكافئة ويصوّر المتعة الجنسية على أنّها حاجة متبادلة بين الطرفين وليس من طرف على حساب آخر. و كتاب مقامة النساء أو “رشف الزّلال من السّحر الحلال” و كتاب “”شقائق الأترج في رقائق الغنج” هذا الكتاب يتحدث عن آداب الجماع وبلغة لم تخف صراحة عن الكاتب السابق، حيث قام المؤلف بترتيب الكتاب على 4 مباحث في آداب الجماع، عبارة عن نقولات وأشعار وعبارات الدلال ودقائق العلاقة الجسدية بين المحبّين والأزواج في الجماع والغنج وبعض طرق الجماع و كتاب “نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسّمر” فهو يورد في القسم الأول من كتابه هذا مختارات شعرية لما قيل في البيض، أمّا القسم الثاني فهو ذكر ما قيل في فضل السّمر، وهو في هذا القسم لم يعتمد ما اعتمده في القسم الأول إلّا بعدد قليل من المقطوعات، بل نجده يذكر من ذكر السّمر في شعره ولم يفضلها على سواها، وفي هذا القسم نجد أبياتًا في مدح السود، وعدّه من السّمر.
أما القسم الثالث فهو ذكر ما قيل في السّود، وفى هذا القسم يختار السيوطى ما قيل في السّود وفى بعضها فقط نجد أبياتًا في تفضيلهن على البيض، وينهي السيوطى كتابه في القسم الرابع والأخير في ذكر أنصف، وهو قسم صغير.” و كتاب “الإفصاح في أسماء النكاح” و كتاب “ضوء الصباح في لغات النكاح” فالسيوطي لا يستعمل كلمة “نكاح” في كتبه الجنسية إلّا بمعنى الجماع او النيك على حد تعبيره. وهذا الشيخ الإمام لا يبدو بريئًا في تناوله للجنس في هذه الكتب كما قد يتبادر للقارئ الورع، فكتاباته غاية في المجون أو بعبارة أدق غاية في الاسفاف الاخلاقي، وهو لا يوردها ناقدًا لها أو ساخرًا منها وإنّما متغنيًا بها و منتشيًا لروايتها. وإذا سمح لي القارئ (يقول الكاتب سفيان الخزرجي في مقالة له بعنون “لماذا كتب عالم وإمام جليل أربعة كتب في الأوضاع الجنسية؟” أن أذكر بعضًا من رواياته، وكتبه تزخر بمثلها بل بأكثر منها فحشا _ لقد أسقطتُ من مقالته تلك الكلمات البذيئة بما هو متعارف عليه في مجتمعاتنا لكنّه قال ذلك بحضرة الخليفة هارون الرشيد خليفة المسلمين و قد ردّ عليه هارون الرشيد بالقول: “هذا يُصْلح المقطوع ويُقيم النائم (الصفحة 38 الى 39 من الكتاب أعلاه) _. و كتاب “الزنجبيل القاطع في وطء ذات البراقع” و كتاب “اليواقيت الثمينة في المرأة السمينة” و كتاب “المستظرف من أخبار الجواري” و كتاب “المستطرفة في أحكام دخول الحشفة في الفرج”
و أمّا عن الخلفاء المسلمين و هو المثل الأعلى لقومهم و أمتهم فإننا نورد في نهاية مقالنا هذا رابطًا لمقال بعنوان “تاريخ اللواط عند العرب” بقلم الأستاذ الصاقوط محمد يعرض فيه بعضًا يسيرًا من مجون هؤلاء الخلفاء الذين من المفروض أن يكونوا قدوة حسنة في الأخلاق التي يكثر الكلام عنها بأقوال مثل: الأخلاق الحميدة و مكارم الأخلاق و أخلاق المسلمين و المجتمعات الإسلامية المحصّنة ضد الفجور و الفحشاء الخ… من عبارات مطّاطة غير صحيحة و هي بعيدة عن الواقع الذي عاشه و يعيشه المسلمون في عصورهم المختلفة و إنْ أراد أحد إغفال و تغطية هذه العيوب و هذا الانحلال الأخلاقي و التستّر عليه كي لا تُكشف و يبان المستور, فهذا لا يعني بأنّها لم تكن موجودة أو أنّها مبرّرة و لهذا فعلى المسلمين الذين يتفاخرون بعبارات الشرف و الحديث عن الأخلاق أنْ يعرفوا هذه الحقائق و أن يكفّوا عن اتّهام الغرب و الآخرين من غير المسلمين بالانحلال أو الانحطاط الأخلاقي أو بانعدام الأخلاق لأنّ تراثهم شاهدٌ على ماضيهم و الأخلاق “الحميدة” التي يتشدقون بها.
و هناك بعض الكتب الأخرى لمؤلفين آخرين مثل كتاب ” ديوان أبي حُكيمة” لراشد ابن اسحق الكاتب و هو كتاب سمّي بـ”أيريّات أبي حكيمة”، وتعرضت معظم قصائده للطمس من جانب التيّارات المحافظة، ولكنّ ذلك لم يمنع بقاء ديوان أبي حكيمة، لصاحبه أبو حكيمة راشد بن اسحق، كعلامة وأثر هام لما سُمّي في العصور القديمة بـ”شعر المجون”.
“الديوان من نوعية شعر “الرثاء”، ولكن هذه المرة لا يرثي الشاعر -على عادة العرب- أحباءه، بل يرثي “ذكره”، لِمَا أُصيب به من العنّة أو العجز الجنسي، ونال الديوان في العصر العباسي الكثير من الرواج والشهرة”. و كتاب “رجوع الشيخ إلى صباه في تقوية الباه” للعالم أحمد بن سليمان، ويقال أنّه ألّف هذا الكتاب بأمرٍ من السلطان سليم خان الأول، في العهد العثماني، يقدّم الكتاب خلاصة التراث الجنسي عند عصور العرب السالفة، يعتبر تجميعه من كتب تراثية أخرى، ليقدّم خلاصة التراث الجنسي عند عصور العرب السالفة. و كتاب “تحفة العروس و نزهة النفوس” لصاحبه أبي عبد الله التيجاني، أحد أئمة المذهب المالكي، من أكثر الكتب التراثية تداولًا في الأسواق المصرية، كما أنّ معظم المستشرقين اهتموا بترجمته لعدة لغات، من بينها الألمانية، والفرنسية، والإنجليزية.
يضمّ الكتاب 25 فصلا، مخصصة للحديث عن معاشرة النساء، وصفة أعضائهن من حسن وقبح، وحقوق المرأة على الرجل، والمفاكهات والمطايبات المتعلقة بالنكاح.
وهو مستمد من عدة مصادر مثل كتب: “إحياء علوم الدين” للإمام الغزالي، و”زهر الآداب” لأبي إسحاق الحصري، إضافة للأحاديث النبوية، والآيات القرآنية، والأحاديث الشفوية المتناقلة بين الأعراب.و كتاب “الروض العاطر في نزهة الخاطر” “كتاب يرجع إلى القرن الخامس عشر، مؤلفه هو أبو عبد الله محمد بن محمد النفراوي، وهو يلخّص كتابًا آخر لصاحبه أيضًا، وهو “الوقاع في أسرار الجماع”، ويفتتح كتابه بالشكر والحمد لله، على منحه “لذة الجنس” كواحدة من هباته للرجال والنساء.
في الكتاب أقسام عمّا هو محمودٌ ومذمومٌ عند النساء والرجال، وعمّا يُعَطِّر أعضاء النساء ويُكَبِّر أعضاء الرجال، وعن العقم والحمل وقسم عن أسباب الشهوة. وترجم الكتاب للغات الأوروبية” والكتاب المشهور “العقد الفريد” لابن عبد ربه الأندلسي و هو كتاب من تأليف ابن عبد ربه الأندلسي، يعتبر من أمهات كتاب الأدب العرب وهو يُعَدّ موسوعةً أدبيةً، تجمع بين المختارات الشعرية والنثرية، سُمي بـ “العقد” لأنّ مؤلفه قسّمه إلى أبواب أو كتب حمل كل منها حجر كريم، كالزبرجدة والمرجانة والياقوتة والجمانة واللؤلؤة، وغير ذلك مما تناول عقود الحسان الحقيقية.
لم يخلُ الكتاب من شعر وأدب “المجون” والذي احتوى ألفاظًا صريحة تجاوزت كلّ الخطوط الحمراء ضمن صفحاته. و كتاب “ألف ليلة و ليلة” الذائع الصيت ويحتوى هذا الكتاب بالفعل على توصيفات كاملة عن علاقات وحفلات جنسية، تأتي ضمن أحداث الرواية، وبعضها تأتي بألفاظ صريحة، و كتاب “الأغاني” لأبي فرج الأصفهاني ناهيك عن كتب أخرى كثيرة لا نريد ذكرها جميعًا هنا لأن عناوين بعضها مثير للقرف و الاشمئزاز. و كتاب “الكشكول” في أربعة مجلدات للشيخ البهائي الحارثي العاملي “بعدما انتهى المؤلف محمد بهاء الدين العاملي في من كتابه المسمى بالمخلاء والذي ضمّنه من كلّ شيء أحسنه وأحلاه، وأنفق فيه ما رزقه مما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من جواهر التفسير وزواهر التأويل وعيون الأخبار ومحاسن الآثار وبدائع حكم يستضاء بنورها، ونفحات قدسية، وأبيات تشرب في الكؤوس لسلاستها وحكايات شائعة تمزج بالنفوس لنفاستها ونفائس عرائس تشاكل الدور المنثور وعقائل مسائل تستحق أن تكتب بالنور.. بعدما ضمّنه كلَّ هذا رأى أنْ يُؤَلِّف هذا الكتاب الذي بين أيدينا على نفس المنوال استكمالًا”

و في العصور الحاضرة هناك أيضا مؤلفات كثيرة تناولت موضوع الجنس منها “من روائع التراث الجنسي عند العرب” لمؤلفه بكر محمد إبراهيم و كتاب “فقط للكبار” أسئلة و أجوبة عن الحياة الجنسية للدكتورة هدى قطب و كتاب “حدائق المتعة” لمحمد الباز و كتاب “حدائق الجنس” لمحمد الباز و كتاب” الجنس عند العرب في الجماع و آلاته” و كتاب “المتعة فنون الجنس عند العرب” و كتاب” الجنس في خريف الديكتاتوريات” لزهير قوطرش و كتاب” الجنس و النكاح عند العرب قبل و بعد الإسلام” في جزئين لأحمد سعيد زايد و كتاب” متعة الفراش اللذة و الجنس عند العرب” لإيهاب كمال و كتاب “موسوعة الجنسائية العربية و الإسلامية قديمًا و حديثًا” مجموعة باحثين و كتاب “تاريخ الجنس العربي في مختلف الأطوار و الأدوار و الأقطار” لمؤلفه محمد عزّة دَرْوَرة و كتاب” جغرافية الملذات الجنس في الجنة” لإبراهيم محمود و كتاب” لذة الجماع” لصالح الورداني ورواية “برهان العسل” لسلوى النعيمي والرواية الجنسية “أصل الهوى” للكاتبة حُزامى حبايب و رواية “اسمه الغرام” لعلوية صبح و “مضاجع ملغومة” لنعيمة القضيوي الأدريسي ورواية “التشهّي” لعالية ممدوح و كتاب “الجنس و علماء الإسلام” لإبراهيم عيسى و كتاب “أزمة الجنس في الرواية العربية بنون النسوة” للكبير الداديسي و رواية “اكتشاف الشهوة” لفضيلة فاروق و كتاب “ما وراء الحجاب” لفاطمة المرنيسي و كتاب ” حكايات الحب الأول” لعمّار علي حسن و كتاب “الحبّ بين الزوجين” لهويدا الدمرداش و كتاب “أسطورة الحب” لكريم الشاذلي سنكتفي بهذا القدر من الأمثلة فالمنشور من مؤلفات الجنس في العالم العربي يفوق هذا العدد المذكور بكثير جدًا.
لا يجب أن يخاف أحد من الأمانة بنقلها الصادق, بل الخوف من محاولات الزيف و الكذب و النفاق التي تُظهر ما ليس بالشخص من خلق و تُلقي بالتهم على آخرين للتغطية عن عيوب هذا الشخص أو الأمة. في الغرب يمارس الناس حريتهم ضمن حدود القانون أمّا في بلاد العرب و المسلمين فإن القانون مُلقىً تحت أقدام من يملك المال و القوة و السلطان, لا تتّهموا الآخرين بما فيكم فعليكم أن تروا الخشبة التي في عيونكم قبل أن تُشيروا إلى القذى التي في عيون الآخرين كي يكون لأحكامكم منطق و مصداقية فحبل الكذب قصير. ولا يُعتبر التهرّب من العيب فضيلة بل الاعتراف به.
و إنّي أعتقد بأنّ الجنس عندما يدخل إلى المدارس و المنهاج المدرسي كمادة تعليميّة تدريسيّة فإنّ ذلك أصوب و أنفع مِنْ أنْ يلجأ الشاب و الفتاة إلى طرق أخرى ملتوية و غير سليمة في محاولة الحصول على المعلومة أو ممارسة الجنس في الخفاء خوفًا من رقابة المجتمع و الأهل الصارمة و من المعروف بأنّ كلّ ممنوع مرغوب, لذا لا يجب منع نشوء صداقات بين الجنسين للمزيد من التعارف قبل الزواج فكثير من الزيجات فشلت بسبب عدم معرفة مسبقة للطرف الآخر حيث تظهر الفوارق بين الميول و الأفكار و الرؤى لكن بعد الزواج و إذ كان من المفروض أن تحصل قبل الزواج حينها إمّا يكون الاختيار بالاستمرار في العلاقة لبناء حياة زوجية أو بالانفصال و الابتعاد لعدم تطابق بين الأفكار و الآراء و الميول الخ.. كما أنّ الاختلاط بين الجنسين في المدارس و غيرها ضرورة من أجل إزاحة هذا البعبع الكامن في نفس الطرفين و هو مجهول يشدّ كلّ طرف إلى الآخر. يجب أن يتمّ كلّ ذلك بمسارٍ سليم دون تخويف أو تشكيك و عندما يحصل الشاب أو الفتاة على الثقافة الجنسية الصحيحة و السليمة فهي ستكون الدرع الواقي و الحصن الحصين من الوقوع في أغلاط (كما يصوّرها و يسمّيها المجتمع بأحكامه غير الصحيحة) فالتقارب بين الجنسين يخفّف من شدّة الرغبة التي ربّما تكون موجودة في الفترة الأولى من هذا الانفتاح لكنّها سوف تصبح عاديّة مع مرور الوقت و لن يتمّ نظر أي طرف للآخر على أساس الجنس بل الصداقة المبنية على أسس سليمة.

“أما عن النكاح ما قبل الإسلام و هو ممارسة الجنس، فهنالك أكثر من نوع، من ذلك ما نُقل عن عائشة بنت ابي بكر، من أن النكاح قبل الاسلام كان على أربعة أشكال، بينها النكاح الذي أقرّه الاسلام. ثمّ هناك من قال بعشر أنواع، بينها الأربعة التي ذكرتها السيدة عائشة. وأكثر الانواع شهرة هي:
(الاستبضاع) وهو أن يدفع الرجل بزوجته الي رجل آخر من عليّة القوم، كشاعر أو فارس أو ذي حسب ونسب، فيناكح الرجل الغريب المرأة، وحين يقع حملها تعود الى زوجها.
المخادنة هي المُصاحبة (و هو ما يُتّهم به الغرب بأن الشاب يتّخذ صديقة له قبل الزواج, فلقد سبقهم العرب إلى ذلك)، وفيها ما ذكر في القرآن: “ولا متخذات أخدان”. إذ كانت بعض النساء قبل الاسلام، تصادق عشيقًا غير زوجها، ويقع بها. وهناك اختلاف حول كيفية المخادنة قبل الاسلام، وحتى بعده. فقيل إنّ المخادنة لا تصل الى النكاح، ويكتفي العشيق من المرأة بالقبلة والضمّة، كما قيل إنّه النكاح. كذلك يُختلف في ما إذا كانت ممارسة سرية أو عُرفاً متّبعاً، وإنْ كانت أكثر الدلائل تشير إلى كونها كانت سرية. فقد قال مثل عربي عن (المخادنة): “ما استتر فلا بأس به، وما ظهرَ فهو لؤم”.
(البدل) وهو أنْ يُبدّل الرجلان زوجتيهما، لفترة مؤقتة، بُغيه التمتع والتغيير، دون إعلان طلاق أو تبديل عقد زواج. يُروى عن أبي هريره قوله: “إنّ البدل في الجاهلية، أن يقول الرجل للرجل: إنزلْ لي عن امرأتك، وأنزلُ لك عن امرأتي، وأزيدُك”.
(الضماد) وهو اتخاذ المرأة زوجاً إضافياً أو اثنين، غير زوجها. وفي المعاجم اللغوية، (الضماد) هو أن تصاحب المرأة اثنين أو ثلاثة، لتأكل عند هذا وذاك في أوقات القحط. وفي ما يبدو، فإنّ هذا النوع لم يكن مستحبًا، وربما اعتبره العرب خيانة من المرأة، وإنْ كان معمولاً به ومنتشرًا..
“وقد أنشد أبو ذؤيب الهذلي، الشاعر الجاهلي المعروف: “تريدين كيما تضمديني وخالداً/ وهل يجتمع السيفان ويحكِ في غمدٍ؟”. ويروي أنّه ألقى البيت السابق لمّا أشركت زوجته معه ابن عمه خالد بن زهير، وكان الهذلي يعتبر هذا النوع منكرًا. وقال: “إنّي رأيت الضمد شيئاً نكرًا”. وقال أيضاً في هذه الحادثة: “أردتِ لكي ما تضمديني وصاحبي/ الا لا، أحبّي صاحبي ودعيني”.
(الرّهط) وهو أن يجتمع عشرٌ من الرجال، وينكحون امرأة واحدة وإذا حملتْ، أرسلتْ إليهم جميعاً، ثمّ تختار من بينهم من يكون والد الجنين الذي في بطنها، ولا يستطيع أحد الامتناع عن الاعتراف به كما حصل مع أم عمرو ابن العاص”. والعرب هم الأوائل في وضع الصور الجنسية أو ما يُسمى بالأوضاع الجنسية في صور.

.* فؤاد زاديكى/ مجلة مصباح دروب ادبية مجلة تونسية(حرفياً)

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *