الزي الكشفي

الزي الكشفي والحفاظ على قدسيته

الزي الكشفي والحفاظ على قدسيته

الزي الكشفي والحفاظ على قدسيته

مقدمة
منذ  اثنتي عشر سنة وتحديدا في عام 2007م احتفل العالم بمرور مائة عام على نشأة الحركة الكشفية في العالم، وجلسنا ونخبة من قيادات الحركة الكشفية حول العالم خلال إحدى الأمسيات التي جمعتنا في المخيم الكشفي العالمي الحادي والعشرين الذي عقد في بريطانيا آنذاك نتساءل؛ ما هي المقومات التي جعلت الحركة الكشفية والإرشادية تصمد طوال قرن من الزمان، في الوقت الذي اندثرت فيه العديد من الحركات الشبابية حول العالم، وأدلى كل منهم بدلوه، فمنهم من قال: إن منظومة القيم التي تضمنها الحركة هي الأساس، ومنهم من قال بل التنظيم والهيكلية هي التي وفرت مناخ الاستمرار، ومنهم من قال بل ممارسة أنشطة الحركة في الطبيعة والخلاء هي السبب، ووسط كل هذه الآراء اتفق الجميع على أن وحدة الحركة الكشفية المتمثلة في زيها وشاراتها ومنديلها، هو أكبر دافع لاستمرارها، وتواجدها بتلك الرموز والشارات في كل مكان هو ما وفر لها مناخ الانتشار، وجعل مختلف المجتمعات تنظر لها بقدر كبير من الاحترام والتقدير، وقد أصبح الزي الكشفي والإرشادي بعد سنوات قليلة من نشأة الحركة عالميا هو نوع من التقاليد الرصينة المتوارثة، نقلها القادة

بادن باول مؤسس الحركة الكشفية

المؤسسون، إلى القادة الرواد، ونقلها الرواد إلى الأجيال التي تلتهم، وظلت تلك التقاليد تتوارث من جيل إلى جيل يحرص عليها الجميع، ويعتبرون أن إحداث أي خلل في تلك التقاليد نوع من البدعة غير المستحبة، بل إن البعض تشدد في تقاليد الزي الكشفي والإرشادي ليصل تطبيقه إلى معايير اقرب ما تكون لانضباط الزي العسكري أو الشرطي، واعتقد أنهم محقين في ذلك، وخاصة في وقتنا الحالي الذي تتنازعه الأهواء ويحاول البعض هنا والبعض هناك التملص من تقاليد هذا الزي إما بالإهمال، أو عدم الرغبة في ارتدائه في المناسبات الكشفية والإرشادية، أو التحرج من الظهور به في أماكن عامة وكأنه لا يشرف صاحبه ارتدائه!!!، أو بإحداث تقاليع وبدع في شكله للخروج به عن المألوف والمتعارف والمتفق عليه، وهذه الظواهر السلبية كلها نحن كقادة نحب هذه الحركة وننتمي إليها في حاجة ماسة للتصدي لها والوقوف معا للحد منها وتقويمها، حفاظا على حركتنا الكشفية من خلال حرصنا على قدسية الزي الكشفي واحترام تقاليده.

ظواهر طرأت على الزي الكشفي يجب تلافيها

بمتابعة موضوع الزي الكشفي والإرشادي، ومن خلال المتابعة الميدانية للأنشطة الكشفية، نلاحظ أن هناك بعض الظواهر الآخذة في النمو، تتمثل في عدم التزام بعض القادة، والكشافين، والجوالة بتقاليد الزي الكشفي، رغم أن ذلك من الأمور الحساسة جدا، التي يجب التعامل معها بحزم لتلافيها، وفي ذلك يجب أن تتكاتف الجهود من أجل
• التقيد بلون القماش المخصص لكل فئة من فئات المراحل الكشفية.
• الإلتزام بالطراز المحدد لطريقة تفصيل الزي المخصص لكل فئة.
• تحري الدقة في وضع الشارات الكشفية الرسمية في مواضعها الصحيحة.
• عدم استخدام شارات وأوسمة غير معتمدة كشفيا على الزي الكشفي، والتي تخص أنشطة أخرى، وكذلك عدم وضع شارات تذكارية على الزي الكشفي بشكل عشوائي غير منضبط.
• نظرا لأن الجمعيات الكشفية هي الجهة الوحيدة المخولة بإصدار واعتماد الأوسمة الكشفية وفق شروط ومعايير وإجازات لمنحها، وعليه فلا يجوز أن تصدر الفرق أو الجهات، مثل تلك الأوسمة إلا بتفويض مسبق من قبل الجهات المختصة بذلك.
• تلافي ظاهرة وضع شارات كشفية على الزي والتي تحص كشافة دول أخرى إلا بموجب المناسبة التي يتم المشاركة فيها ثم نزعها عن الزي بعد نهاية ذلك النشاط.

• مراعاة عدم وضع بعض الشارات على الزي في مستوى أعلى من مستوى علم الدولة لأن ذلك غير جائز.
• أن تتحرى الجمعيات والفرق الكشفية الدقة في منح الكشافين شارات الهواية أو الكفاية، إلا بعد اجتياز حقيقي للكشاف لمتطلبات منح تلك الشارات.
• عدم السماح للكشافين باستخدام الأوسمة المخصصة للقيادات، وكذلك العكس؛ لأن ذلك يشكل خلطا واضحا في ذلك الأمر.
• تلافي استخدام البعض لغطاء رأس بلون غير مخصص للمرحلة التي يرتدي زيها.
• ارتداء القادة لزي الكشافة وبنفس تفاصيله، أو العكس.
• وضع شارات أو أوسمة على الزي الكشفي لأحداث كشفية شارك فيها سابقا، والقيام بصفها على الزي بشكل عشوائي، بدلا من وضع أحدث شارة نشاط تمت المشاركة فيه فقط، وذلك بغرض التباهي دون مراعاة لقدسية الزي واحترامه، وأن هذه الشارات مكانها ركن الذكريات في مقر الفرقة أو المقتنيات الشخصية وليس الزي الكشفي.

الآداب العامة في ارتداء الزي الكشفي

• الحفاظ على النظافة العامة للزي وهندامه وعدم ارتدائه إلا متكاملا، وترتيب حفظه في حالة عدم ارتدائه بشكل لائق لأنه يحتوي علم الدولة، وشارات ورموز لها دلالتها التي يجب أن تقدر وتحترم.
• يمنع منعا باتا على مرتدي الزي الكشفي القيام بالتدخين سواء في الأماكن المغلقة أو المفتوحة.
• عدم التصرف بشكل يخالف الآداب العامة، أثناء ارتداء الزي الكشفي، وأن تكون تصرفات الشخص منضبطة ويراعى فيها تقديم المثل والقدوة للآخرين.
• عدم التواجد بالزي الكشفي في أي مكان مشبوه.
• الأقل رتبة كشفية يعطي التحية لمن هو أعلى منه رتبة عند التلاقي.
• كما يعطى الأعلى رتبة مكانه في أولوية الترتيب عند الاصطفاف لأي غرض ثم يقف بالتتابع الأقل منه رتبة يمنة ويسرة، وكذلك عند الجلوس في أي احتفال أو مناسبة، فإذا تساوت الرتب الكشفية تكون الأولوية للأكبر سنا بينهما، أو الأقدم في الانتساب للحركة الكشفية.
• على مرتدى الزي الكشفي أن يضعوا نصب أعينهم على الدوام وعد وقانون الكشافة بكافة بنوده وتمثل ذلك في تصرفاتهم وسلوكهم.
• نظافة الحذاء والحرص على تلميعه بشكل دائم.
• ارتداء (البيريه) الكشفي بشكل سليم بحيث يكون مائلا على الرأس إلى ناحية اليمين، وتكون شارة الكشافة المثبتة عليه في أعلى منتصف الحاجب الأيسر.
• إغلاق الزر العلوي للقميص الكشفي، ووضع المنديل الكشفي من فوق الياقة ملفوفا بشكل صحيح، ووضع عقدة المنديل في أول نقطة التقاء لطرفيه مقابل منطقة الزور في الرقبة، وليس أنزل من ذلك.

دور القيادات الكشفية في معالجة الظواهر السلبية المتعلقة بالزي
• الحرص الشخصي على العناية بالزي وهندامه، وطريقة تفصيله المعتمدة، ووضع الشارات في موضعها الصحيح، فالقائد والقائدة هما قدوة وهما العنوان لأعضاء فرقهم الكشفية.
• المراجعة الدائمة لزي أفراد الفرقة والتأكد من وضع الشارات بشكل صحيح.
• عدم منح أي شارة هواية للكشاف دون اختبار اجتياز حقيقي لمتطلبات الحصول على الشارة بجدارة.
• التأكد من انضباط زي الكشافين قبل خروجهم أو مشاركتهم في أي نشاط.
• عدم شراء أي زي كشفي أو المكملات المتعلقة به إلا من خلال المتجر الكشفي، حفاظا على المواصفات القياسية المعتمدة لمختلف الأصناف.دور الجمعيات الكشفية وفروعها في معالجة الظواهر السلبية المتعلقة بالزي
• إصدار التعاميم الدورية للفرق الكشفية التابعة لها للتأكيد على الحرص على العناية بالزي وهندامه، والالتزام بطريقة تفصيله المعتمدة، ووضع الشارات في موضعها الصحيح.
• المراجعة الدائمة لزي أعضاء الفرق الكشفية والتأكد من وضع الشارات بشكل صحيح، وذلك من خلال متابعة الأنشطة والفعاليات.
• مراجعة ومتابعة القيادات الكشفية في عمليات منح شارات الهواية والكفاية، للتثبت من أن الحصول عليها يتم وفق الشروط المعتمدة لذلك.
• التأكد من انضباط زي الكشافين قبل إرسالهم أو ترشيحهم لتمثيل الدولة في أي نشاط محلي أو خارجي.
• تكليف مفوضي العموم والتدريب وأعضاء اللجان الفنية والمراحل بمتابعة انضباط الزي الكشفي خلال زياراتهم الميدانية للفرق التابعة لهم.

دور الجمعيات الكشفية في المعالجة
• إدراج موضوع الزي الكشفي وتقاليده ضمن كافة الدورات التدريبية التي تنظمها الجمعيات.
• إصدار كتيب وملصقات تصور الزي الكشفي لكافة الفئات، وموضحا عليه كافة تفاصيل الزي وشاراته وأوسمته، وأماكن تثبيتها، وتعميمه على كافة الجمعيات والفرق التابعة لها.
• تكليف مفوضي العموم والتدريب وأعضاء اللجان الفنية والمراحل بمتابعة هذا الموضوع خلال زياراتهم الميدانية للمفوضيات والفرق التابعة لها.
• الاستفادة من المخيمات والتجمعات واللقاءات الكشفية للترويج للمفاهيم السليمة حول تقاليد الزي الكشفي.الحفاظ على الزي الكشفي وقدسيته مسؤولية الجميع
في الختام أود أن أؤكد على أن الحفاظ على الزي الكشفي وتقاليده ومواصفاته وقدسيته، إنما هو حفاظ على كيان الحركة واستمرارها واحترامها من قبل الآخرين الذين لن يقدروا حركتنا الكشفية؛ ما لم نحمل نحن لها هذا التقدير والاحترام أولا، وعلى جميع منتسبي الحركة الكشفية أن يتحملوا سويا هذه المسؤولية، فليس هناك أحد أكبر من أن يتم توجيهه لما فيه صالح الحركة وصيانة سمعتها وتقاليدها، وعلى الذين يرغبون في ابتداع التقاليع والموضات أن يفعلوا ذلك في أزيائهم الشخصية، وليس في زيهم الكشفي، كما يجب أن يدركوا أن الزي الكشفي ليس ركنا للذكريات نضع عليه كل ما يحلوا لنا من شارات، فإن للزي الكشفي قدسيته واحترامه وهو مسؤولية الجميع.

(القائد هشام عبد السلام موسى- المنظمة الكشفية العربية)

 

 

  • Beta

Beta feature


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *