الضْميرْ

الضْميرْ

الضْمير ْ
تقع مدينة الضْميرْ  ( بتسكين الضاد والراء ) في محافظة ريف دمشق، على أطراف بادية الشام إلى الشمال الشرقي من دمشق وهي تقع على طريق دمشق – بغداد الدولي وتبعد حوالي 45 كم عن مدينة دمشق،
يبلغ عدد سكان مدينة الضمير 45 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 3200 هكتار ومساحة مخططها التنظيمي 750 هكتار . ترتفع مدينة الضمير  عن سطح البحر 675 مترا، تتبع المدينة إداريا لمنطقة دوما،

يحدها من الشمال سلسلة جبال القلمون وبلدة الرحيبة، ومن الشمال الشرقي السلسلة التدمرية، ومن الجنوب سهول منطقة المرج وبحيرة العتيبة وقرية العتيبة، ومن الشرق بادية الشام، ومن الغرب قرية عدرا،

حصن الضمير الروماني
حصن الضمير الروماني
تعد مدينة الضمير من المدن الواسعة في محافظة ريف دمشق لما تتمتع به من موقع جغرافي هام تجارياً منذ أن كانت محطة للقوافل التجارية القديمة المارة من طريق الحرير كما أنها نقطة الربط لوصل مناطق وقرى عديدة ببادية الشام ووفرة المياه فيها قديماً والمتمثلة بنهر عصيفير المؤقت ونبع المياه الحارة الكبريتية إضافة لنبع مياه الدراسية والعديد من السيول التي كانت في السابق مصدراً للفيضانات الضارة بالأراضي الزراعية وتفادياً لهذه المخاطر تم بناء سد لدرء خطر السيول وكل هذه العوامل ساعدت على إكساب المدينة أهمية كبيرة في كونها آخر محطة لتموين المسافرين عبر الصحراء السورية قديماً وحديثاَ
التسمية
يُفترض أن التسمية بالأصل من اللغة الآرامية أو الكنعانية بمدلول له علاقة بالصوف أو الحرارة، ويقول البكري أن الاسم كان قديما «ضمر» وأن الشاعر المتنبي كان أول من تعمد لفظ الاسم بصبغة التصغير العربية «ضمير» فيمكن تفسير الاسم من مدلول الضمور والهزال، يعود أصل إعمارها إلى عام 245 قبل الميلاد، يروى أنها كانت مزارع للأمراء …
ويرى بعض المؤرخين أن أصل تسمية المدينة هي كلمة ( دميرا) وهي تسمية رومانية قديمة, أما قدم هذه المدينة فيعود لسنة 635 ق.م .
تأتي أهمية هذا التوثيق في إلقاء الضوء على هذه المدينة التي كانت قرية صغيرة، ثم ما لبثت ان توسعت وتطورت لتصبح من أهم المدن في محافظة ريف دمشق نظراً لموقعها على الطريق الدولي دمشق ـ بغداد وتوفر إمكانات التطور فيها مثل المياه واليد العاملة والأراضي الزراعية وإنشاء المدينة الصناعية الحديثة بالقرب منها والهدف من هذا التوثيق تسليط الضوء على أهمية المنطقة من الناحية الطبيعية والبشرية والاقتصادية وأسباب تطورها وتوسعها حتى اتخذت مكانتها الهامة بين مدن محافظة ريف دمشق.
المناخ
تنفرد الضمير عن باقي مدن القلمون بمناخها الصحراوي والحار الجاف صيفا لانفتاحها على سهول مترامية الأطراف من الشرق والغرب والجنوب مما يجعلها عرضة للعواصف والزوابع التي تهب في فصل الصيف والخريف، يخترق الضمير وادي عصيفير وطريق دمشق – بغداد وسكة قطار دمشق – حمص .. والى الشرق من الضمير بمسافة ثلاثة كم توجد خربة رومانية قديمة توحي أطلالها بعظمة شأنها وفي جنوب ضمير بمسافة 4 كم يوجد برج روماني مستدير الشكل مبني بحجارة بيضاء منحوتة ضخمة والى الشرق الجنوبي منه على بعد مسافة 6 كم عن ضمير يوجد سد روماني عظيم يدعى سد ارينبة ذي هندسة بديعة ، وتوجد حول ضمير قرية دائرية تدعى خربة الماطرون.
فيها ثلاثة أنهر وهي نهر الضمير الكبريتي ورافده نهر عصيفير العذب من جنوب الرحيبة وكان عليه ستة طواحين تعمل بالماء ونهر الماطرون وعليه طاحونة ونهر الدريسية وكلها تسير بالراحة دون أية قوى دافعة..

المعبد الروماني (الحصن)

حصن الضمير الروماني
حصن الضمير الروماني
أشيد بناء المعبد في عام 245 ميلادي وهو خاص بالإله ثيوس احد آلهة بلاد الشام (اله الشمس ) وهو محفوظ بكامله عدا السقف وهو أفضل بناء كامل موجود منذ العصر الروماني في سورية، يقع الحصن وسط البلدة القديمة من مدينة الضمير وقد بني المعبد من الحجر الكلسي القاسي بقطع كبيرة وجاء بناؤه على شكل مستطيل بأبعاد 16 مترا عرضا / 20 مترا طولا / 9 أمتار ارتفاعا
واجهاته الأربع وأروقته وأقواسه في حالة حسنة ويعتبر أصغر حصن في العالم وخلال السنوات الأخيرة قامت بعثة ألمانية بالكشف عن أساسات الحصن والتنقيب فيه وقالوا عنه: (( يعتبر واحداً من أفضل الأوابد القديمة المتبقية في سورية ..يستفاد من بعض الكتابات اليونانية القديمة المنقوشة على الجدران ،إنه معبد بينما شكله يختلف عن أشكال المعابد الرومانية الكلاسيكية. وليس في العالم بشكله الإجمالي ما يوازيه بين الأبنية الأثرية القديمة الأخرى)).
تنبه العلماء إلى أهمية هذا الصرح منذ عام 1900 م وكان مختفياً خلف البيوت بل ســُكن أحياناً وبُدئ بالبحث الجدي والتنقيب عام 1981م وأجريت دراسات كاملة عنه ( رسم – تصوير – نقل كتابات) وأزيلت الردميات من حوله.
أثناء عملية التنقيب قديماً عُثر على عمود نبطي له ثمانية وجوه مزخرفة، يحتوي على ساعة شمسية وكتابات نبطية وقد نقل هذا العمود إلى متحف اللوفر بباريس، كما وجد تمثال نصفي لامرأة نقل إلى متحف دمشق.
ولا يزال هذا الصرح بحاجة إلى مزيد من البحث والتقصي حيث يعتقد الباحثون أن هذا المعبد قد يكون بوابة لمعبد ضخم بني خلفه..أو ربما يكون حصناً صغيراً للحصول على المياه من البئر الواقعة في وسطه..

وهذا النوع من البناء لا مثيل له في العمارة الرومانية

حصن الضمير الروماني
حصن الضمير الروماني
وهو ذو تشكيل فريد فعلى جانبيه بابين متقابلين، ويوجد على احد جدرانه كتابة رومانية لاتينية- يونانية وهي عبارة عن محضر دعوى رفعت في مدينة أنطاكية أمام الإمبراطور كراكلا بشأن قضية تتعلق بالمعبد، ويعتقد الدكتور علي حسن موسى في كتابه (دمشق مصايفها ومنتزهاتها ) بوجود طابق ثان للمعبد وذلك بسبب وجود جدران لرواق على شكل ثلاث غرف بارتفاع واضح يبلغ مقداره حوالي مترين وهذه الغرف موجودة فوق الرواق الشمالي بأضلاعه  الثلاثة والذي يبلغ ارتفاعه حوالي سبعة أمتار، ويوجد كذلك إلى الجانب الشرقي من مدخل المعبد الجنوبي غرفة صغيرة لها باب مفتوح على باحة المعبد وفيها تمثال متطاول ذي وجوه أربعة ويوجد على تلك الوجوه صور لأب وأم وولد وبنت ويوجد مقابل الغرفة من جهة الغرب درج يفضي إلى الطابق الأعلى وآخر يؤدي للأسفل..
والشيء الجميل في المعبد هو التناظر بين أجزائه وخاصة جدرانه الخارجية فالواجهتان الغربية والشرقية متماثلتان بتقسيماتهما من خلال احتوائهما على شكل هرمي وقوس نصف دائري يقوم على أعمدة حجرية متداخلة بعمارتها مع الجدران المحيطة وكذلك كثرة المنحوتات والأشكال التزيينية مثل تيجان الأعمدة الكورنثية والمركبة إضافة إلى جمال الأفاريز بتشكيلاتها الهندسية والأبراج المتوجة بالشرفات ..
أجرت باحثة ألمانية وهي الدكتورة الفريدا برومر دراسة مطولة عنه دامت ما بين عامي 1981 – 1988 وهي تعتقد انه فقط البوابة المؤدية للمعبد الذي من المفترض انه مبني خلفه..
يقع الحصن وسط البلدة القديمة ويتألف بناؤه من الحجارة الكلسية القاسية على شكل مستطيل أبعاد 165 م عرضاً و 20م طولاً و 9 م ارتفاعاً يوجد على جانبيه بابين متقابلين وعلى احد جدرانه كتابة رومانية هي عبارة عن محضر دعوى رفعت في مدينة أنطاكية أمام الإمبراطور كراكلا بشأن المعبد, يوجد إلى الجانب الشرقي من مدخل المعبد الجنوبي غرفة صغيرة لها باب مفتوح على باحة المعبد فيها تمثال
متطاول ذي وجوه أربعة يحمل صور لأب وأم وولد وابنة, مقابل الغرفة درج يؤدي إلى الطابق العلوي وآخر للسفلي..

كانت البلدة تتألف قديما من البلدة القديمة (الحارة القبلية) وكان لها بوابات كانت تغلق ليلاً خوفاً من اللصوص وقطّاع الطرق منها: بوابة السياد – بوابة السملة والباب الأسود..

حصن الضمير الروماني
حصن الضمير الروماني
كانت بيوتها قديما من اللبن الذي يصنع في قالب خشب حيث توضع لبنة ونصف 30 سم – 15 سم وهنالك نوع آخر من اللبن يسمى الجلفط الذي يشق بعصا طويلة..
كانت البيوت القديمة تحوي من 3-4 غرف للمعيشة وغرفة المنزول إضافة لغرفة المؤونة (بيت المونة ) وجزء من المنزل يخصص لتربية الحيوانات الأليفة مثل الدواجن –الأغنام والأبقار …وهنالك أيضاً مكان لحفظ الحطب
اوالتنور حيث كانت هذه الغرف تطل على ساحة قد تكون بستان أو حديقة ، وهناك بعض البيوت التي ألحق بها اسطبل للحمار والحصان.
االمواد المستخدمة في بناء البيوت القديمة هي اللبن –الطين –الخشب والحجارة، ما يميز هذه البيوت تلاصقها مع بعضها البعض وضيق الحارات التي كانت غير معبدة و فقيرة بالخدمات. وكانت البيوت تطلى بالبياض والسمل الذي كانوا يحضرونه من (المبيضة) لتجميل منظرها الخارجي باللون الأبيض أو اللون المائل إلى الصفرة.
إن اتساع العمران و تطوره أدى لظهور نمط جديد من الأبنية في الجزء الحديث من البلدة و الذي انتشر حوالي البلدة القديمة متمثلاً بالأبنية الطابقية ذات الطابقين أو أكثر..

و انتشار نظام الشقق واتساع الشوارع حيث تعبيدها و توزيع مختلف المرافق الخدمية على جانبي الطريق العام أو في أماكن قريبة منه، أما المواد المستخدمة في البناء الحديث فهي الإسمنت والبلوك وأحيانا الآجر

مدينة الضمير
مدينة الضمير
الضمير هي آخر مدينة مأهولة على طريق دمشق – بغداد ويوجد بعدها مخيم الرمدان وخان أبو الشامات وهو مركز حدودي في المقام الأول وتوجد قبلها مدينة عدرا وعدرا العمالية ويوجد حولها بعض التجمعات السكنية للعشائر المقيمين في أماكن قريبة لضمير في البادية
تقتصر التجارة في المدينة على بيع وشراء المواد العلفية والحيوانات للبدو في البادية أو المناطق الشرقية مثل الرقة وحلب وتتضمن هذه المواد شعير – تبن – حيوانات مثل الأغنام العجول والدواجن ومنتجاتها، مما ساعد في زيادة حركة التبادل التجاري سهولة المواصلات وتوفر وسائل النقل فتوسعت التجارة بما فيها عمليات البيع والشراء داخل المدينة أو خارجها مع المناطق المحيطة بها شرقا مع البادية وغربا مع المدينة الصناعية ودوما وحرستا.
اكتسب التبادل التجاري أهمية وتطور نظراً لوجود المنطقة الحرة على بعد حوالي 13كم من المدينة والتي تبلغ مساحتها 73100متر مربع فيها أنشطة تجارية مثل التخزين –الأقمشة –الخيوط –قطع تبديل السيارات –والأجهزة الإلكترونية –المواد الغذائية –أجهزة التكييف- معدات زراعية- مواد بناء والآليات…

تسميات بعض الحارات في ضمير:

الواجهة الشرقية لحصن الضمير الروماني
الواجهة الشرقية لحصن الضمير الروماني
درب زقاق الحطب – درب الشام القديم – درب العوجي – الوادي – عوجة أبو حسن – دحكيلة التربة – السيفون – وادي غاني – وادي القصب – وادي بريغيث – الكسارة – أبو راس – ابو ظهور – الوعرة – ست الكل – حي الزهور – حي المحطة – تحت البوابة – حي الحصن – حي جنوب المحطة – أراضي عوجان – أبو الجراذن – شميس ضمير – تلة جاد الله – تلة الخزان – تلة الخروق – قسمة الماطرون – المطيط – ام البقر – الزورة – أحياء السبع لفات – الدحكيلة – بوابة السياد – طريق إم العداس

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *