الطفولة السورية الذبيحة وهي الخاسر الأكبرفي سورية

الطفولة السورية الذبيحة…وهي الخاسر الأكبر في سورية

الطفولة السورية الذبيحة…وهي الخاسر الأكبر في سورية

الطفولة السورية الذبيحة… وهي الخاسر الأكبر في سورية

مقدمة

الطفولة وفق تعريف حقوق الطفل تمتد الى سن 18 من العمر، ويفترض بأن الاطفال هم براعم غضة يسهل التأثيرعليها، او بالأحرى كالإسفنجة التي تمتص كل مايقدم لها من تعليم وتدريب، اويمارس امامها من اعمال وممارسات تنفيذا للقاعدة الذهبية المعروفة:”العلم في الصغر كالنقش في الحجر.”

بالرغم من ان الاطفال ليسوا بالحجارة التي تُنقش، بل هي كزغب القطا والأكباد التي تمشي على الارض…

وبكل اسف لاتزال معظم الدول المتخلفة غير قابلة بهذه المسلمة البديهية لذا جاءت شريعة حقوق الطفل وسواها لتنظم كيفية التعامل معهم ومنحههم حقوقهم…

في الواقع السوري نتيجة الحرب الكونية

لطالما كان الأطفال والمراهقون ضحية الصراعات المسلحة، ومحل استغلال من قبل الميليشيات المسلحة والأحزاب، بأشكال عدة من خلال تدريبهم على حمل السلاح، او ترسيخ فكرة الجهاد في سبيل الاسلام الأصولي في نفوسهم في المناطق السورية خاصة ذات البيئات الحاضنة كما ظهر، وكان للمحنة السورية تبعاتها على مختلف جوانب الحياة.
فالآلاف منهم باتوا بلا مأوى وباتوا وجهاً لوجه مع التشرد والتسكع بعما فقدوا اقرب الناس اليهم. وهذا ماتستغله الجماعات المسلحة لتجنيدهم وانشاء فرق انتحارية منهم. حيث يتم اختيارهم بعد دراسة معينة ويخضعون لبرنامج خاص…

الطفولة السورية الذبيحة وهي الخاسر الأكبرفي سورية
الطفولة السورية الذبيحة وهي الخاسر الأكبرفي سورية

 

فيما يقتصر التعليم الذي يتلقاه الأطفال في المدارس الدينية داخل المدينة على بعض التعاليم الدينية الاسلامية وحفظ القرآن والأحاديث النبوية، تعمل عدة تنظيمات على جذب الأطفال للانخراط في مشروع الحركات الأصولية المتمثل بتنشئة جيل اسلامي وفق منظورهم للإسلام حيث يتلقى الأطفال اضافة الى التعاليم الدينية، مجموعة دروس مكثفة حول الجهاد، وأسس الدولة الاسلامية قبل ان ينتقلوا في مرحلة لاحقة الى تلقي التدريبات في معسكرات خاصة اُقيمت لهذا الهدف. وتتراوح اعمار الأطفال الخاضعين لهذه المعسكرات بين 16 و20 سنة فيما يتم تعليم من هم أصغر سناً وفق منهاج ديني وضعه علماء اصوليون.
ويشير تقرير أعده:” المركز السوري لبحوث السياسات” بالتعاون مع “منظمة الأونروا”…بأن نحو خمسة آلاف مدرسة خرجت عن عملها اضافة الى انخفاض معدل الالتحاق بالمدارس الى نحو 46,2% مع نقص في الكادر التعليمي حيث انضم معظمهم الى الآف اللاجئين والمشردين داخلياًا

واستنكرت “منظمة هيومن رايتس ووتش” قيام المجموعات المسلحة في سورية باستغلال الأطفال في القتال والأغراض العسكرية الأخرى عبر استخام لغة الوعد والوعيد… واشارت في تقريرلها أنه ثبت لديها وجود أطفال في سن ال14 عاماً يخدمون ضمن صفوف الجماعات المسلحة، وينقلون الأسلحة والامدادات ويقومون بأعمال مراقبة، كما شوهد أطفال في سن ال16عاماً يحملون السلاح ويقاتلون الجيش السوري…

اطفال سورية وسط الثلوج في معسكرات اللجوء

اطفال سورية وسط الثلوج في معسكرات اللجوء

ولم تكن الطفلة الصغيرة وعمرها دون العشر سنوات التي زنرها والدها التكفيري بحزام ناسف وفجرت نفسها في مخفر شرطة الميدان بدمشق الشهر الماضي هي الحالة الاولى على مساحة الجغرافيا السورية في سياق متصل حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من تعرض الأطفال السوريين الفارين بسبب الصراع لأشكال مختلفة من الاستغلال من بينها الزواج المبكر كما في مناطق داعش والنصرة في الرقة وادلب وشرق حلب والاطفال غير الشرعيين المسجلين بعد تحرير حلب كلقطاء فاقدي النسب لفقدان الآباء الذين تزوجوا الطفلات والبنات الصغيرات بعقد غير شرعي اما بموافقة الاهل لكونهم بيئة حاضنة او لخوف الآباء من سطوة الارهابيين وقد بلغ عدد هذه الزيجات وعدد الاطفال ثمرتها مايفوق الوصف…

الطفلتان ووالدهما الارهابي الذي زنر احداهن وفجرها في مخفر شرطة الميدان

الطفلتان ووالدهما الارهابي الذي زنر احداهن وفجرها في مخفر شرطة الميدان

اضافة الى تعرض الأطفال الى العنف المنزلي فهربوا من المنازل وصاروا تحت سطوة ارهابيين من نوع آخر يقودون شبكات التسول والدعارة واللواطة والاتجار بالمخدرات…أوعمالة الأطفال بتشغيل ذويهم لهم في اعمال لا تتناسب مع اعمارهم وتشكل خطراً عليهم.
وذكر الصندوق أن أكثر من مليون طفل بعضهم بدون آباء أو أقارب من الدرجة الأولى من بين 2,1 مليون لاجىء عبروا الحدود الى الأردن ولبنان والعراق وتركيا منذ آذار 2011، وذكر نائب ممثل اليونيسسف في الأردن ان الأطفال في المجتمعات المضيفة يتعرضون بشكل أكبر لعمالة الأطفال والزواج المبكر جداً وخاصة البنات الصغيرات في مخيمات الاردن للاستمتاع من دفع الثمن الأكبر للسماسرة الذين يدعون الورع والذين يكون مصيرهن في السعودية والخليج ثم يصبحن في النهاية مومسات داعرات في اسواق البغاء بتشجيع من ازواجهن، وحتى ضمن شبكات دعارة…
– في القوانين الدولية

*يشير “البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة”، وسورية طرف فيه منذ عام 2003على انه :” لايجوز ان تقوم المجموعات المسلحة المتميزة عن القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد او استخدام القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد أو استخدام الأطفال في صفوفهم للمشاركة الصريحة في أعمال القتال تعد جريمة حرب.”

 

* وطبقاً للتفسيرات الملزمة فان المشاركة الصريحة في أعمال القتال لاتقتصر على مشاركة الطفل في القتال مباشرة، بل تشمل أيضاً أنشطة متصلة بالقتال مثل الاستطلاع والتجسس والأعمال التخريبية واستخدام الأطفال في تشتيت انتباه الخصم أو لحمل المعدات أو عند نقاط التفتيش

اطفال داعش
اطفال داعش

العسكرية.
* كما يشمل الحظر على المشاركة الصريحة للأطفال في الاعمال القتالية اوماشابه استخدامهم في مهام دعم مباشر مثل حمل الامدادات الى الخطوط الأولى للقتال. *وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1989 “الإعلان العالمي لحقوق الطفل” الذي ينص على ” وجوب حماية الطفل من الاهمال والقسوة والاستغلال وان لايتعرض للاتجار به بأي وسيلة من الوسائل، وأن لايتم استخدامه قبل بلوغه سن الرشد، وأن لايسمح له بتولي حرفة أو عمل يضر بصحته، أو يعرقل تعليمه أو يضر بنموه البدني أو العقلي أو الأخلاقي.”

خاتمة
* يبقى أن نختم بالقول بأن ظاهرة عمالة الأطفال السوريين، ماتزال مستمرة وبشكل واضح. رغم تحذيرات “اليونيسيف” في تقاريرها المثبتة لهذه الظاهرة…
وأقول اصبحت الطفولة السورية تتحول من اللعب والفرح الى مشروع قتل او شهادة كأنهم ولدوا لكي يقتلوا او يستشهدوا… او ليجرحوا ويتعوقوا للأبد…

بكل اسف هو واقع الطفولة السورية الذبيحة.

 

اطفال داعش
اطفال داعش

اطفال سوريون يقاتلون في صفوف داعش

 

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *