العدوان الفرنسي على مدينة دمشق (29 أيار - 1 حزيران 1945)

العدوان الفرنسي على دمشق وحامية البرلمان (29 ايار -1حزيران 1945)

العدوان الفرنسي على مدينة دمشق

اسنشهاد حامية البرلمان

29 أيار 1945

العدوان الفرنسي الثاني على مدينة دمشق، هو عمل عسكري وقع في 29 أيار 1945 واستمر لغاية 1 حزيران 1945 وكان أحد المسببات المباشرة لإنهاء  الانتداب الفرنسي على سورية في 17 نيسان 1946. جاء العدوان، وهو الثاني منذ سنة 1925، رداً على التقارب السوري البريطاني بعد قمة رئيس الجمهورية  شكري القوتلي مع رئيس وزراء بريطانيا  ونستون تشرشل في مصر في مؤتمر تأسيس  الأمم المتحدة في مدينة  سان فرنسيسكو  الأمريكية في شهر نيسان من العام نفسه. قصفت القوات الفرنسية مبنى البرلمان السوري في  شارع العابد وقتلت كل عناصر حامية الدرك الموجودين على أبوابه.

كما حاولت اعتقال رئيس المجلس  سعد الله الجابري ومعه وزير الخارجية  جميل مردم بك، ودمرت قلعة دمشق  وسوق ساروجا الأثري بعد لجوء أعضاء الحكومة السورية إليه هرباً من القصف المحيط بالسراي الكبير في ساحة المرجة. تدخلت بريطانيا لوقف العدوان في 1 حزيران 1945 عبر إنذار شديد اللهجة من  تشرشل إلى الجنرال  شارل دو غول، ودخلت مصفحاتها إلى العاصمة السورية للإشراف على وقف إطلاق النار، لتبدأ من بعدها عملية انسحاب  القوات الفرنسية عن سورية، منهية مرحلة  الانتداب الفرنسي  المستمرة منذ سنة 1920.

اعتبار يوم التاسع والعشرين من أيار ويوماً وطنياً لتخليد ذكرى رجال الأمن الداخلي الذين استشهدوا على أبواب المجلس النيابي يومها وعد اليوم عيداً رسمياً لهم، لا علاقة له بعيد الشهداء الأصلي في 6 أيار من كل عام.

القمة السورية البريطانية سنة 1945.
القمة السورية البريطانية سنة 1945.

المسببات التاريخية

في السنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية  شعرت فرنسا بأن حلفاءها الإنكليز يعملون بالخفاء من الوطنيين السوريين لإخراجها من مناطق نفوذها التقليدية في منطقة الشرق الأوسط وكانت أولى تلك المؤشرات دعوة رئيس الجمهورية  شكري القوتلي للاجتماع برئيس الوزراء تشرشل في القاهرة في شباط 1945، بحضور الملك فاروق والملك السعودي عبد العزيز  بالتنسيق مع تشرشل  أعلن القوتلي الحرب على دول المحور المانيا وايطاليا واليابان …، وردت  بريطانيا الجميل – ومعها  الولايات المتحدة الاميركية– بدعوة سورية للمشاركة في مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة  في مدينة  سان فرنسسكو الأمريكية نهاية شهر نيسان من العام نفسه.

توجه رئيس الحكومة  فارس الخوري إلى  سان فرنسسكو على رأس وفد رفيع دون أخذ موافقة الفرنسيين ورفع صوت سورية عالياً في المحافل الدولية ضد سياسات  فرنسا في الشرق الأوسط. بدأت التحرشات الفرنسية بالحكومة السورية مع إطلالة شهر أيار ورغم أن الحكومة السورية أعلنت الثامن من أيار يوم احتفال بالنصر على النازية، إلا أن حدة التوتر في البلاد كانت في ارتفاع مستمر، وانطلقت المظاهرات الغاضبة في مختلف المدن السورية.

قاعة المجلس النيابي المدمرة.
قاعة المجلس النيابي المدمرة.

العدوان يوم 29 أيار 1949

أثناء غياب الخوري في الامم المتحدة افتعلت  فرنسا حادثة على أبواب البرلمان السوري، في الساعة السادسة من مساء 29 أيار 1945، يوم طلبت من حامية الدرك الموجودة على أبوابه تحية العلم الفرنسي المرفوع على سارية  نادي الضباط المقابل له. رفض عناصر الدرك السوري الأمر، فأطلق عليهم الفرنسيون النار وقتلوهم على أبواب المجلس قبل أن يدخلوه بحثاً عن رئيسه سعد الله الجابري  الذي كان قد غادر من الباب الخلفي قبل دقائق، لعدم اكتمال النصاب القانوني لعقد جلسة تشريعية في المجلس النيابي. وعندما لم يجدوه صادروا ما في مكتبه من أوراق وأختام قبل أن يحرقوا المبنى من الداخل ويقصفوه بالمدافع من منطقة  المزة.

الرئيس سعد الله الجابري
الرئيس سعد الله الجابري

هروب الجابري إلى لبنان

كان الجابري قد عاد سريعاً إلى مقر إقامته المؤقت في فندق اويانت بلاس  في  ساحة الحجاز، حيث تعثر على الفرنسيين دخوله بسبب تواجد عدد كبير من مراسلي الصحف العالمية، منها  اذاعة ب. ب. س البريطانية. قصفوا محيط الفندق وخلفوا دماراً شديداً بالمتاجر والمكاتب المحيطة بساحة الحجاز ، فتدخلت السفارة السوفيتية بدمشق لأجل وقف إطلاق نار للسماح لبطريرك الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية من مغادرة الفندق إلى  لبنان. دعا البطريرك  سعد الله الجابري للخروج معه وفي سيارته إلى الحدود اللبنانية، حيث استقل الأخير سيارة سورية خاصة أخذته إلى  السراي الحكومي   في بيروت. وضع رئيس الوزراء اللبناني  عبد الحميد كرامي مكتبه تحت تصرف الجابري، قبل سفره إلى القاهرة لحضور جلسة طارئة لمجلس جامعة الدول العربية  وشرع تفاصيل العدوان الذي تعرضت له سورية. وبعد علمها بهروب الجابري إلى  مصر عبر الأراضي اللبنانية، أغلقت  فرنسا حدود سورية البرية مع لبنان والاردن وفلسطين والعراق، وقطعت الاتصالات والكهرباء عن مدينة دمشق ابتداء من ليلة 29 أيار 1945.

قصف سوق ساروجا وقلعة دمشق

أما وزير الخارجية  جميل مردم بك فكان في  السراي الكبير مع بعض الوزراء، بعد تعثر عقد جلسة تشريعية في مجلس النواب. حاولت  فرنسا اعتقاله وضربت طوقاً أمنياً حول مبنى السرايا، ما أجبره إلى الهروب من ثغرة في الباب الخلفي، إلى  زقاق رامي أولاً في جنح الظلام، ثم إلى سوق ساروجا الأثري حيث حلّ ضيفاً في منزل رئيس الحكومة السابق  خالد العظم. استقبل العظم قرابة المائة شخص في بيته تلك الليلة، ما بين وزراء ونواب وموظفين عاديين مع عناصر من الشرطة والدرك كانوا موجودين في السرايا، وعندما علمت  فرنسا بأمرهم قصفت  ساروجا بنفس الطريقة الوحشية التي كانت قد اعتدت فيها على البرلمان، كما قصفت قلعة دمشق حيث سجن دمشق المركزي.

المقاومة الشعبية

شُكلت مقاومة شعبية ضد العدوان الفرنسي، قادها نائب دمشق فخري البارودي الذي لبس لباس الدرك السوري وحمل السلاح مع رفاقه لحماية الأهالي وإنقاذ ما أمكن من مدينته. توجه إلى قلعة دمشق أولاً لإطلاق سراح المساجين، ومنها إلى المستشفى الإنكليزي في منطقة  القصلع لإسعاف الجرحى والمصابين، بعد إصابته بشظية في رقبته. وللتغلب على الظلام الدامس الذي حل بالمدينة، طلب  البارودي من متطوعي الكشاف الارثوذكسي / الفوج الثاني الكشفي الدمشقي الذي كان بقيادة صديقه المصور الشهير جورج درزي والذي كان مراسلا لمحطة الب. ب. س والعديد من وكالات الانباء العالمية وسجلت عدسته صورا مروعة للقتل والتمثيل بالجثث من قبل الكتيبة السنغالية…طلب البارودي من جورج درزي امر كشافة فوجه وكان اكبر فوج في دمشق  جمع الشموع من الكنائس من كنيستي الصليب المقدس والقديس كيرلس  وجلبها إلى المستشفى الإنكليزي، مع كل الأطباء المسيحيين لإجراء العمليات الإسعافية اللازمة، وبالفعل قام افراد الفوج الذين كانوا مقسمين الى عدة مجموعات ميدانية على الارض بجمع الشموع حتى من بيوت اهل القصاع الذين فتحوا بيوتهم للايواء وقدموا البطانيات واللباس والطعام للجرحى.

عميد غوج القديس جاورجيوس الارثوذكسي الدمشقي الكشفي جورج درزي وبعض من كشافة الفوج الكبار في حادثة البرلمان
عميد غوج القديس جاورجيوس الارثوذكسي الدمشقي الكشفي جورج درزي وبعض من كشافة الفوج الكبار في حادثة البرلمان

وكانت الفرقة الاساسية مع البطريرك الروسي كونه ضيف البطريركية الارثوذكسية فتكفلوا بمرافقته في فندق اوينت بالاس وعدة شبان كبار رافقوه والجابري الى الحدود اللبنانية ومعهم السلاح.

والقوة الضاربة كانت المجموعة الثالثة التي اسرعت بقيادة جورج درزي الى البرلمان لانتشال الشهداء من تحت الانقاض واسعاف من كان لايزال حيا وقاموا بجهود خارقة سجلتها عدسة العميد جورج درزي لفتيان الكشافة وهم ينتشلون الشهداء ويحملونها على ظهورهم لسيارات الاخلاء.

اما المجموعة الرابعة فكانت قد حملت السلاح وفتحت مقرها الكبير في القصاع وجهزته قاعدة لتجميع الضحايا من الدرك والشرطة في حاميات البرلمان والقلعة والقيام بالاسعافات الاولية ونقل الحالات الحرجة الى المستشفى الانكليزي في آخر الحي حيث كانت القوات الفرنسية لاتجرؤ على مهاجمته لأنه يتبع للحلفاء الانكليز وكانت تجرى فيه العمليات الجراحية على ضوء الشموع لان الفرنسيين قطعوا الكهرباء عن دمشق بالكامل ومن الذين احضروا الى المستشفى الانكليزي قائد الدرك الوطني السوري اللواء هرانت مانوكيان القائد الكبير الذي نبه الجابري بعد ان علم بطرقه الخاصة عن نمية الفرنسيين مهاجمة المجلس النيابي في الجلسة التشريعية التي كانت مقررة في نيسان فاستجاب الجابري وعطل انعقاد هذه الجلسة وتم تأجيلها الى يوم الكارثة في 29 ايار، وكانت مقر قيادة الدرك ومكتب اللواء مانوكيان في قلعة دمشق وقد اصيب في صدره نتيجة المواجهات مع الفرنسيين المهاجمين وقام فخري البارودي واتباعه في المقاومة الشعبية بكسر الطوق عن حامية القلعة واخراج المساجين واخلاء الجرحى وعلى رأسهم اللواء هرانت مانوكيان صديقه وتم اخذهم الى المستشفى الانكليزي في القصاع…

الرئيس شكري القوتلي
الرئيس شكري القوتلي

لقاء القوتلي بالسفير البريطاني

كان رئيس الجمهوري شكري القوتلي طريح الفراش ليلتها في داره الكائن في منطقة  بستان الرئيس، يعاني من نزيف حاد في المعدة نتيجة قرحة مزمنة. دخل عليه السفير البريطاني تيرانس شون ووجده محاطاً بأولاده وأمه وزوجته السيدة الأولى  بهيرة الدالاتي. عرض على القوتلي خروج آمن من دمشق إلى الأردن لحين وقف العدوان الفرنسي فغضب  القوتلي من الطرح وقال له

ألمثلي يقال هذا؟ أنا جاهدت أربعين سنة لأجل استقلال سورية ورفعتها وتحريرها من الاحتلال الفرنسي. لم أغادر دمشق، لا أنا ولا أفراد أسرتي، ولن أغادرها وسأموت هنا مع هؤلاء الأبطال (في إشارة لشهداء حامية الدرك). قل للسيد تشرشل أن الملك فيصل رحمه الله يوم غادر هذه المدينة لم يكن له فيها إلا عرش… كرسي من أربعة أرجل صنعناه له نحنا السوريين. أما أنا فلي جذور في هذه المدينة تعود إلى أكثر من ستة قرون.

الرئيس جميل مردم بك
الرئيس جميل مردم بك

دخل عليهم وزير الخارجية  جميل مردم بك  فتفاجأ السفير البريطاني به وقال إن الفرنسيين قالوا له أنه قتل مع  سعد الله الجابري. وعند مغادرة السفير منزل القوتلي بعد فشل مساعيه بإقناع القوتلي بالمغادرة، جلس الرئيس مع وزير خارجيته وسطروا برقيات نداء عاجلة إلى حكومات  العراق والاردن والسعودية، أرسلوها باليد مع عملاء لهم عبروا الحدود البرية المغلقة بالسر مشياً على الأقدام. أصدر بعدها القوتلي أمراً إلى كل مواطن سوري يعمل مع سلطة الانتداب بضرورة ترك وظيفته فوراً والالتحاق بالمقاومة الشعبية، وإلا سيحاسب بتهمة العمالة مع الفرنسيين، كما دعا إلى اعتقال حاكم دمشق العسكري الكولونيل أليفيا روجيه، الذي أعطى أمر قصف المدينة، وطلب مثوله أمام القضاء السورية بصفته “مجرم حرب” تجاوب عدد من الضباط السوريين مع نداء رئيس الجمهورية وانشقوا عن جيش الشرق الفرنسي  وحملوا السلاح مع المقاومة، كان في مقدمهم اديب الشيشكلي  في مدينة  حماه. وبدأ سلطان باشا الاطرش في تأهيل رجاله على حمل السلاح في  جبل الدروز لمساعدة دمشق في محنتها، ولكن إنذاراً شديد اللهجة صدر عن تشرشل في 1 حزيران، موجه إلى حليفه الجنرال  شارل ديغول، يدعوه فيه إلى وقف العدوان على دمشق والبدء بسحب قواته عن سورية. علّق دوغول في مذكراته أنه قبل الإنذار مجبراً بسبب حاجته الماسة إلى دعم البريطانيين وقال: “ظروف الحرب منعتنا من الاعتراض.”

وقد جاء في مذكرة  جميل مردم بك إلى عواصم العالم

أتشرف بأن أطلعكم على التطور الخطير الذي طرأ على الموقف بسبب الاستفزازات المتواصلة الصادرة عن الجنود التابعين للقيادة الفرنسية، إن الأعمال التي ارتكبها هؤلاء الجنود قد تجاوزت كثيراً درجة العنف التي عرفتها البلاد من قبل، فقد صبت المدفعية الفرنسية نيرانها في مدينتي حمص وحماة فقُتل وجرح الكثيرون، وسددت الرشاشات نيرانها دون انقطاع إلى عابري السبيل في دمشق وحلب، وأفضى استفزاز الأهالي في درعا إلى الاصطدام بالقوات الفرنسية وصبت الطائرات نيرانها على الأهالي، والدماء تسفك في جميع المدن السورية تقريباً، والحكومة السورية ترفع صوتها بأشد الاحتجاج على هذه المجازر التي يصاب بها الأهالي الذين لا ذنب لهم سوى تمسكهم بحرية بلادهم واستقلالها، مناشدةً ممثلي الدول الصديقة أن يشهدوا بالوقائع، وأن يتدخلوا لمصلحة قضية سوريا العادلة التي هي في الوقت ذاته قضية الشعوب الديمقراطية والمحبة للحرية.

بدأت فرنسا بسحب قواتها عن سورية بتسليم الحكومة السورية كل قواعدها العسكرية والمطارات والسجون، مع المرافق الحيوية كافة. وفي 1 آب 1945، أعلن  القوتلي عن تأسيس الجيش السوري، قبل أشهر من إعلان جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية في 17 نيسان 1946.

العدوان الفرنسي على مدينة دمشق(29 أيار - 1 حزيران 1945)
العدوان الفرنسي على مدينة دمشق
(29 أيار – 1 حزيران 1945)

شهداء 29 أيار من الدرك والشرطة

  1. وكيل الضابط محمد طيب شربك
  2. العريف برهان باش إمام
  3. العريف طارق أحمد مدحت
  4. الدركي شحادة إلياس الأمير
  5. الدركي خليل جاد الله
  6. الدركي إبراهيم فضة
  7. الدركي محمد حسن هيكل
  8. الدركي يحيى محمد اليافي
  9. الدركي زهير منير خزنة كاتبي
  10. الدركي ممدوح تيسير الطرابيشي
  11. الدركي محمد أحمد أومري
  12. الدركي محمد خليل البيطار
  13. الدركي سعد الدين الصفدي
  14. الدركي ياسين نسيب البقاعي
  15. الدركي زين محمد ضبعان
  16. الدركي عيد فلاح شحادة
  17. الدركي إبراهيم عبد السلام
  18. الدركي أحمد محمد القصار
  19. الدركي جورج أحمر
  20. الدركي محمد عادل المدني
  21. الدركي واصف إبراهيم هيتو
  22. الدركي عبد النبي برنية
  23. الدركي سليمان أبو سعد
  24. الدركي أحمد مصطفى سعيد
  25. المفوض سعيد القهوجي
  26. الشرطي مشهور المهايني
  27. الشرطي محمود الجبيلي

ويضاف إلى هؤلاء الشهيد الدكتور حكمت التسابحجي الذي أصيب وهو يحاول إسعاف المصابين من مبنى المجلس النيابي، والشهيد الدكتور  مسلم البارودي الذي قتل وهو يسعف الناس أمام  فندق اورينت بالاس  في ساحة الحجاز، ووكيل الضابط الشهيد محمد طيب شربك الذي ظل يدافع عن البرلمان مع جنوده حتى نفذت الذخيرة، فأمر جنوده أن يقاتلوا بالمسدسات حتى نفذت آخر طلقة. وكذلك فعل الشهيد محمد سعيد القهوجي رئيس قوة الشرطة التي كانت تحمي البرلمان.

قراءة جديدة لشهداء حامية البرلمان .. الأسطورة الخالدة

 

هل منا مَنْ يعرف شهداء حامية البرلمان السوري الذين قضوا دفاعاً عن معقل الديمقراطية السورية؟
هل اللوحة الاسمية لشهداء حامية البرلمان الموجودة في البرلمان «مجلس الشعب» هي صحيحة؟
هل قامت جهة مسؤولة بتوثيق أسماء وصور شهداء حامية البرلمان؟
كل هذه الأسئلة كانت تدور في ذهني منذ عام 1996م حين كنت أعمل في مجلس الشعب، ومنذ تلك الأيام وأنا أحاول توثيق أسماء شهداء الحامية وصورهم وأجمع ما استطعت من سيرتهم الذاتية، مع الأخذ بعين الاعتبار غياب أي وثيقة ذات قيمة تاريخية عن أرشيف مجلس الشعب، وهذا ليس وليد اليوم أو الأمس، إنما منذ عشرات عشرات السنين والبرلمان السوري يفتقد الوثائق.
ونحن الآن في رحاب ذكرى المجزرة الفرنسية بحق البرلمان السوري «29 أيار» نحاول قراءة من هم شهداء حامية البرلمان السوري وندعو لإقامة نصب تذكاري يمجد الأسطورة الخالدة أسطورة شهداء البرلمان:

لوحة شهداء الحامية
في قاعة الشهداء في مجلس الشعب «استراحة الأعضاء» هنالك لوحة في صدر القاعة كتب عليها: (شهداء العدوان الفرنسي من رجال الشرطة والدرك الذين سقطوا دفاعاً عن مجلس النواب 17 جمادى الآخر 1364 و29 أيار 1945) وتذكر هذه اللوحة 28 اسماً وهم: «سعيد القهوجي– محمد طيب شربك– شحادة إلياس الأحمر– برهان باش إمام– مشهور المهايني– محمود الجبيلي– حكمت تسابحجي– إبراهيم فضة – محمد حسن هيكل– يحيى محمد الباقي– زهير منير خزنة كاتبي– ممدوح تيسير الطرابلسي– محمد أحمد أومري– محمد خليل البيطار– سعد الدين الصفدي– ياسين نسيب البقاعي– زيد محمد ضبعان– عيد فلاح شحادة– أحمد مصطفى سميد «وردت الكنية أيضاً في مصادر أخرى سعيد أو سيد»– أحمد محمد القصار– إبراهيم عبد السلام– جورج أحمر– محمد عادل مدني– واصف إبراهيم هيتو– عبد النبي برنية– طارق أحمد مدحت– سليمان أبو أسعد» هم شهداء البرلمان، من دون أن تذكر رتبهم العسكرية أو تبعيتهم للشرطة أم للدرك، ولم تذكر هذه اللوحة إن كان هنالك من نجا من هذه المجزرة، وفي مجلس الشعب ليس هنالك شيء آخر عن هذه المجزرة الفرنسية.
هل هنالك لوحات أخرى
بأسماء الشهداء؟

لائحة شهداء حامية البرلمان
لائحة شهداء حامية البرلمان

كان هنالك عدة لوحات أو نصب تذكارية لأسماء شهداء حامية البرلمان، ففي عام 1957م قام رئيس مجلس النواب آنذاك أكرم الحوراني بوضع لوحة رخامية سوداء كبيرة في صدر قاعة استراحة النواب (القاعة التي ارتكبت فيها المجزرة الفرنسية) حملت أسماء الشهداء وأسماء مدنهم، وأراد الحوراني من ذكر مدنهم للدلالة والشهادة على اشتراك الشعب العربي في سورية من كل مدنه وقراه، ومن كل طوائفه، بالدفاع عن تراب الوطن والحريّة والديمقراطية حتى الاستشهاد، وكان الحوراني يعتبر كلا الشهيدين سعيد القهوجي، وطيب شربك، هما أبطال معركة البرلمان، لذا عزم على إقامة نصبين تذكاريين لهما في مدخل بناء البرلمان، ولكن انتهاء ولاية الحوراني طوى هذا المشروع وذهب في أدراج الريح، ولم يفكر أي رئيس برلمان بتخليد ذكرى هذه المعركة البطولية، رغم أن عدداً من النواب اقترحوا إقامة نصب تذكارية للشهداء عندما شرع سعد اللـه الجابري رئيس المجلس النيابي، بإصلاح ما تخرب من بناء مجلس النواب إثر الاعتداء الفرنسي عليه، وهنا نذكر أن اللوحة التي وضعها الحوراني أزيلت ووضع عوضاً منها لوحة أخرى (وهي الموجودة الآن) بالمواصفات نفسها ولكن أزيل منها أسماء المدن (وقد يكون عدل في أسماء الشهداء) ولم يتبين لنا متى تم ذلك، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأسماء الحالية لشهداء البرلمان والتي تحملها اللوحة الرخامية أسماء غير دقيقة ويجب تدقيقها وتصحيحها إضافة إلى طباعة بروشور أو صور بعدة لغات للتعريف بهؤلاء الشهداء، وإحياء لذكرى هذه المجزرة الإرهابية.
كما كان هنالك نصب تذكاري من الرخام نقش عليه أسماء شهداء حامية البرلمان، وكان في قلعه دمشق، وقد اعتبر هذا النصب عدد الشهداء 25 شهيداً. ولا نعلم الآن أي شيء عن هذا النصب، وقد شوهد عام 1958م.
و ادهم الـجندي نشر في كتابه تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي الصادر عام 1960 م، لوحة بأسماء شهداء حامية البرلمان، تتطابق أسماؤها مع أسماء اللوحة الموجودة الآن في مجلس الشعب مضافاً لبعض الأسماء الرتب العسكرية والمحافظة والمنطقة.

التدقيق بأسماء الشهداء
لدى التدقيق مع بعض صور سجلات وزارة الداخلية حول صحة أسماء شهداء الحامية تبين أن هنالك اختلافاً في كتابة الأسماء بين وزارة الداخلية واللوحة الموجودة في مجلس الشعب. كما تشير لوحة مجلس الشعب أن هؤلاء استشهدوا يوم 29 أيار، على حين سجلات وزارة الداخلية تشير إلى أن بعض هؤلاء الشهداء استشهد بتاريخ 3 حزيران، على حين يذكر العقيد المتقاعد إبراهيم غازي أسماء مختلفة عن سجلات وزارة الداخلية واللوحة الموجودة في مجلس الشعب بحيث يضيف اسمين إلى أسماء الشهداء هم شهير الترياقي وحسان بهاء الدين، وفي الوقت نفسه يشطب اسمين من الشهداء هم زهير خزنة كاتبي وأحمد مصطفى سميد (سيد)، ويعتبر الشهيد الدركي حكمت التسابحجي طبيبا أصيب وهو يحاول إسعاف المصابين من مرتب المجلس النيابي. على حين يقول العميد المتقاعد وليد عاروض: (استشهدوا جميعاً وعددهم 28 شهيداً ولم ينج إلا اثنان هما شهير الشرباتي وإحسان بهاء الدين اللذان نجوا بأعجوبة واثنان آخران جريحان كادا يدفنان بين الأموات هما إبراهيم الشلاح ومحمد مدور وقد مثل بأجساد الشهداء أشنع تمثيل وقد شوهدت بعض الجثث بلا آذان وبعضها مقطعة الأيدي وبعضها مفقودة العينين كما شوهدت آثار السواطير على أجسامهم) كما أن وزارة الداخلية والعقيد المتقاعد إبراهيم غازي والعميد المتقاعد وليد عاروض يذكرون الشهيدين الحيين محمد مدور وإبراهيم الشلاح، على حين لوحة مجلس الشعب لا تذكر عنهم أي شيء.
المعروف أن الشهيد سعيد القهوجي هو قائد حامية البرلمان وبعد استشهاده تولى القيادة الشهيد طيب شربك، ولهذا الأمر لم يشر أي نصب تذكاري أو لوحة الأسماء لشهداء البرلمان

 الآن
الزعيم فخري البارودي ببزته العسكرية
الزعيم فخري البارودي ببزته العسكرية
نحن الآن في رحاب ذكرى مجزرة البرلمان السوري التي ارتكبتها فرنسا، ترى خلال هذه السنين الطويلة منذ عام 1945 إلى الآن ماذا عملنا تخليداً لهؤلاء الشهداء الذين قضوا بشجاعة دفاعاً عن الوطن ممثلاً بمجلس النواب رمز الحرية والديمقراطية والاستقلال، وإحياء ذكرى مجزرة إرهابية ارتكبها من يدعون الحرية والإنسانية.!
مع الأسف الشديد لم يعمل أي رئيس برلمان خلال هذه السنوات الطويلة الماضية عملاً مميزاً في سبيل ذلك، كنصب تذكاري، أو إصدار كتيبات وطباعة صور الشهداء والمجزرة، أو حتى إقامة ندوات تاريخية… «تقوم وزارة الداخلية بإقامة معرض فني بهذه المناسبة» إنما جرت العادة منذ عدة سنوات أن يقوم رئيس البرلمان صباح يوم 29 أيار «الذي اعتبر يوم قوى الأمن الداخلي في سورية» باستقبال وزير الداخلية وعدد من ضباط الشرطة في قاعة استراحة النواب (القاعة التي شهدت المجزرة الفرنسية) ويتبادلون معهم الكلمات الطيبة في هذه المناسبة. ومن ثم تقيم وزارة الداخلية احتفالاً جماهيرياً خطابياً بهذه المناسبة (وعفا اللـه عما مضى)، وكان يحضر هذا الاستقبال فيما مضى كل من الدركيين محمد مدور وإبراهيم إلياس الشلاح قبل وفاتهما، وهما من الناجين من هذه المجزرة، واللذين أطلق على كل منهما لقب الشهيد الحي، مع العلم هنالك شهيد حي آخر تم تغييبه ولا يوجد سبب لذلك وهو محمد نعيم عناية!نصب تذكاري لشهداء البرلمان
والآن نقول في عام 1945 حصلت مجزرة البرلمان، ونحن اليوم نحتفل بالذكرى الثانية والسبعين لهذه المجزرة التي استشهد خلالها حامية البرلمان السوري حين واجهت قوات المستعمر وصمدوا في وجه عمليات التدمير الوحشية ليسطروا إلياذة خالدة وأسطورة لا تنسى في الدفاع عن الوطن والمواطن، لم يدافع هؤلاء الأبطال عن أنفسهم وأرواحهم بل دافعوا عن كرامة وعزة شعب بكامله وحرية أمة تصبو إلى التحرر والانعتاق من سيطرة الاستعمار بكل أشكاله وألوانه. لقد كانت دماء رجال الدرك والشرطة السوريين من حراس البرلمان، الذين سقطوا برصاص جنود المستعمرين، التعبير الأعمق عن قدسية الوطن ومعاني الوطنية. لذا وجب علينا ألا ننسى هؤلاء الأبطال.. لقد وجهنا نداءً أو رجاءً… هنا في صحيفة «الوطن» يوم28/05/2012 تحت عنوان: «دعوة لإقامة نصب تذكاري في حديقة مجلس الشعب» ونعيد المطالبة بإقامة نصب تذكاري لشهداء حامية البرلمان السوري في حديقة مجلس الشعب «وتشغل حديقة مجلس الشعب الجهة الجنوبية من الأرض وتصل مساحتها لحوالى عشرة آلاف متر مربع» يمجد بطولتهم متضمنا صورا لهؤلاء الأبطال مع لمحة عن حياتهم، ولمحة عن المعركة التي خاضوها إضافة للصور التي أخذت عقب الاعتداء الآثم ليبقوا منارة يحتذي بها أبناء الوطن، وعدم الاكتفاء بوضع أسمائهم في استراحة أعضاء مجلس الشعب رغم وجود ملاحظات تاريخية على هذه الأسماء.

الحرب ثلاثة أيام على دمشق..

خرائب البرلمان والحي المحيط به
خرائب البرلمان والحي المحيط به

قصفت القوات الفرنسية في 29 ايار عام 1945 مبنى البرلمان  السوري في دمشق، وقتلت معظم حراسه، وطال القصف الذي استمر 3 أيام عدة أحياء في المدينة ما تسبب في مقتل المئات وجرح نحو ألف.

كانت الحرب العالمية الثانية أثناء تلك الأحداث، قد انتهت لتوها، إلا أن الصراع حول النفوذ في منطقة الشام بين الحليفتين فرنسا وبريطانيا برز حتى قبيل ذلك، فقررت باريس التي ذاقت مرارة الاحتلال النازي الألماني، استعادة سيطرتها على دمشق وبيروت، والتحول مجددا من ضحية إلى جلاد!

عقب حادثة قصف دمشق، صرح سعد الله الجابري رئيس الوزراء السوري في ذلك الوقت بأن مديرية الصحة في دمشق أصدرت تقريرا رسميا جاء فيه “أن عدد القتلى من المدنيين في دمشق بلغ 600 شهيد، وأن الجرحى والمشوهين بلغوا 500 جريح، والذين أصيبوا بجراح يمكن معالجتها بلغوا 1000 جريح، وهناك 120 شخصا من الدرك بحكم المفقودين أما الخسائر المادية فهي جسيمة جدا”.

بريطانيا كانت قررت مزاحمة فرنسا على نفوذها في الشام منذ مطلع عام 1944، وبحثت حكومتها فكرة إقامة “سوريا الكبرى” لتضم فلسطين وشرق الأردن ولبنان وسوريا، وجعلها حليفا قويا على المدى الطويل.

الفرصة كانت سانحة، وكان نفوذ فرنسا في الشام ينحسر بسرعة، فقررت لندن الاستفادة من ذلك الوضع لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، وبدأت عمليا في الوقوف ضد نفوذ حليفتها ضد النازية.

على الأرض، أوكلت بريطانيا هذه المهمة إلى العقيد والتر فرانسيس ستيرلنغ، وهو  مستعرب ورفيق لورانس العرب، وكانا دخلا معا إلى دمشق بعد الانتصار في الحرب العالمية الأولى، فيما عينت الجنرال لويس سبيرز وزيرا مفوضا لها في سوريا ولبنان.

نسج من يمكن وصفه بـ”لورانس سوريا” علاقات وثيقة مع السوريين وخاصة في وسط وشرق البلاد، وعدته باريس عميلا بريطانيا يعمل على تقويض نفوذها ويسعى لإبرام اتفاقية تحالف بين السوريين وبلاده، فقامت بوضعه تحت مراقبة لصيقة.

السوريون من جهتهم لم يكونوا في معظمهم ضد التحالف مع بريطانيا، وذلك لرغبتهم في التخلص من الفرنسيين في أسرع وقت، إلا أنهم كانوا يرتابون في فكرة “سوريا الكبرى” البريطانية.

في حزيران عام 1944، قبل يوم من بدء إنزال الحلفاء قواتهم في نورماندي عام، اجتمع الوزير البريطاني المفوض في سوريا ولبنان برئيس الوزراء السوري سعد الله الجابري ووزير الخارجية جميل مردم، ووعد بأن تدعم لندن أي اتحاد للعرب يرسمونه لأنفسهم، بشرط أن يساعدوا في طرد الفرنسيين، وأن يبرموا اتفاقية تحالف مع لندن، وأن يمنحوا الشركات البريطانية حقوقا حصرية لا حدود لها.

المتطوعون الكشافة من الفوج الثاني فوج كشافة القديس جاورجيوس الارثوذكسي الدمشقي
المتطوعون الكشافة من الفوج الثاني فوج كشافة القديس جاورجيوس الارثوذكسي الدمشقي

علم الفرنسيون بالاجتماع ومحتواه في الشهر التالي، وحذر ممثلو السلطات الفرنسية في الشام باريس من خطر انتفاضة محتملة في المنطقة، خاصة إذا قام البريطانيون بتسليحها. سبيرز كان وعد الوطنيين السوريين بنحو 7 آلاف بندقية وعدة مئات من المدافع الرشاشة إذا دعت الضرورة.

باريس ضغطت بشدة، وسربت إلى وسائل الإعلام المشروع البريطاني لإقامة دولة “سوريا الكبرى”، وطالبت لندن بتنجية إدوارد سبيرز من منصبه.

كل ذلك كان يجري قبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، وما كان من تشرشل إلا الاتفاق مع وزير خارجيته أنتوني إيدن على التكتم حول تلك الفضيحة وتهدئة خواطر الفرنسيين، وطرد سبيرز من منصبه ممثلا لبريطانيا في الشام.

وهكذا نجحت فرنسا، بنهاية عام 1944 في المحافظة على مصالحها في الشام، وتخلصت من مشاكسات بريطانيا لها، وحصلت على تأكيدات بريطانية على بقاء سوريا ولبنان في مجال مصالحها حصريا، إلا ان كل ذلك كان ظاهريا فقط كما أظهرت التطورات على الأرض لاحقا.

القوات الفرنسية وصلت إلى بيروت في 17 مايو 1945 لاستعادة نفوذها في الشام، وجرى قصف البرلمان السوري، ومحاولة اعتقال قادة الحكومة السورية في دمشق.

في تلك الأثناء، طالب رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في 31 مايو 1945 بوقف إطلاق النار، ووصل الأمر بلندن إلى الضغط بشدة لحد تهديد قائد القوات البريطانية في بلاد الشام، الجنرال برنارد باجيت، بالتدخل العسكري المباشر، فتراجع الجنرال شارل ديغول.

قتل في القصف الفرنسي لعدة أحياء في دمشق ما يصل إلى 800 من المدنيين بحسب إحدى الروايات، وتم تدمير مبنى البرلمان السوري بالكامل، ولحقت أضرار كبيرة بالمدينة القديمة، ودخل البريطانيون دمشق في 31 مايو 1944، وفرضوا حظرا على تجول العسكريين الفرنسيين، وأجبروا على العودة إلى ثكناتهم.

العدوان الفرنسي على مدينة دمشق (29 أيار - 1 حزيران 1945)
العدوان الفرنسي على مدينة دمشق (29 أيار – 1 حزيران 1945)

إثر ذلك، رفض السوريون التعامل مع فرنسا بشكل تام، وامتنعوا عن التفاوض معها، وقال الرئيس السوري حينها شكري القوتلي في كلمة للشعب السوري بعد عمليات القصف الفرنسية: “جيل كامل من السوريين لن يقبل أبدا أن يسير فرنسي واحد على الأقل في شوارعنا”.

رضخت الحكومة الفرنسية لإرادة السوريين في تلك الظروف الدولية المناسبة مع التنافس المحموم بين القوتين “الاستعماريتين” فرنسا وبريطانيا، فأعلنت باريس في 1 أغسطس نقل قيادة الجيش السوري إلى الجمهورية السورية، وحصلت البلاد على استقلالها باكتمال انسحاب القوات الفرنسية في 17 أبريل 1946.

 

 

لا بد من الاهتمام بالوثيقة، فالتوثيق خير شاهد على التاريخ. وهو ذاكرة الشعوب والعمود الفقري لأي عمل، ونجاح أي مشروع أو أي دراسة يتوقف على المعلومة والبيانات التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الحفظ السليم والتوثيق العلمي المدروس.
فالوثائق هي مادة مهمة للتأريخ والبحث، لذلك تعتبر الوثائق «خزائن التاريخ»، فهي مجمع للخبرات والتجارب التي لابد من معرفتها للسير على الطريق القويم.
وارتقى حماة البرلمان أصحاب الأسطورة الخالدة، إلى رحاب رب كريم، وهم في قلوبنا وقدوتنا.

مصادر البحث

شمس الدين العجلاني

RT

ويكيبيديا

الموسوعة الدمشقية

مذكرات فخري البارودي

مذكرات شخصية وشفهية (جورج زيتون- جورج درزي – فارس زيتون)

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *