الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات

الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات

الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات

الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات

الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات
الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات

مقدمة

إلياس الزيات 1935-4 ايلول 2002 هو رسام وفنان تشكيلي سوري، أحد مؤسسي كلية الفنون الجميلة بدمشق.

بفضل مكانته كمرشد للكثير من الفنانين على الساحة الفنية السورية وشهرته الكبيرة في أرجاء العالَم العربي، تغطي الحصيلة الإبداعية للفنان إلياس الزيات النصوص الأكاديمية والتراث العربي وتقنيات الحداثة. عبر تقديمه مواضيع تاريخية ودينية وأسطورية، تمتاز أعماله بغنى لافت على المستوى الرمزي. وفي معرض حديثه عن تطور أسلوبه على امتداد مسيرته الفنية، يقول الزيات: “لا وجود لما قبل أو ما بعد في الفن. فعلى سبيل المثال، بدأتُ بالتجريد، ثم هجرته من الستينيات إلى السبعينيات، وعدتُ إلى الفن التشخيصي. كان تجريداً بنائياً. والآن أودّ العودة للتجريد، ولكن ليس في إطار بنائيّ”.

بعض من السيرة الذاتية

وُلد  علمنا الاستاذ الياس الزيات في دمشق عام 1935، لاسرة الزيات الدمشقية  الشهيرة في بيتها الدمشقي الجميل في محلة الجوانية الواقعة في منطقة الكاتدرائية المريمية، رجالات اسرته اباً عن جد عملوا باخلاص في الشأن الكنسي الدمشقي الارثوذكسي وكان والده ميخائيل عضواً في المجلس الملي البطريركي الدمشقي، وظل لآخر حياته عضوا في وكالة الكاتدرائية المريمية، بينما كان عمه (1) الارشمندريت ميرون الزيات مثالا في الحياة الملائكية وحب الكنيسة والوطن وفي الخدمة الرعوية ومن الاكليروس الدمشقي المتميز، وقد ساس بنجاح الرعية السورية الارثوذكسية في كل مكان اوفدته الرئاسة الروحية لرعايته وخاصة كمعتمد بطريركي انطاكي في الاسكندرية في خمسينيات القرن الماضي في بلاط بطريركية الاسكندرية الارثوذكسية، ثم عاد الى دمشق وخدم في المريمية والصليب، وكنيسة القديس اغناطيوس الانطاكي الروسية، وهي تشغل الطبقة السفلى في بناء الامطوش الروسي وللبناء واجهة كنسية مع برج، ويقيم المعتمد البطريركي الروسي ( اسقف او ارشمندريت) الواقع في بناء الامطوش الواقعفي منطقة غرب المالكي في دمشق، ويصلي في الكنيسة التي هي روحيا ورعويا بتصرف بطريركية انطاكية في دمشق فالبطريركية تعين كهنتها ومرتليها ووكالتها، ولمزاياه الفاضلة  كان  المطران الروسي المعتمد بدمشق قد البسه تكريما له صليباً اضافة الى صليبه الأساس كارشمندريتي، ولذلك كان رحمه الله هو الارشمندريت الوحيد في الكرسي الانطاكي الذي يلبس في الخدمة صليبين… وختم خدمته الاكليريكية خادماً في كنيسة مار ميخائيل (كنيسة العائلة) وراعياً لرعيتها في كورنيش التجارة، الى حين وفاته.

اماشقيق علمنا السيد فؤاد الزيات(2) رجل البروالاحسان فقد قدم بيته الكبير وهو طابق اول في بناية  في كورنيش التجارة الى البطريركية في دمشق حيث تم تحويله الى كنيسة للرعية وتولى علمنا الاستاذ الياس الزيات الاشراف على كل شيء في تحويل بيت العائلة الى كنيسة على اسم شفيع ابيهما ميشيل…وتم تسميتها كنيسة مار ميخائيل الارثوذكسية.

رسم علمنا  ايقونات الكنيسة الجدارية والسقفية واقام الايقونسطاس ورسم ايقوناته، هذه الأيقونات الجدارية في كنيسة مار ميخائيل – كورنيش التجارة حملت الرؤى اللونية والتشكيلية لعلاقة الاستاذ الياس مع الرب يسوع المسيح فهو بكتابته للأيقونات الجدارية فيها أضاف خيطاً جديداً في نسيج التراث الأنطاكي لكتابة الايقونات.

وكما اسلفنا خدم  راعياً في  هذه الكنيسة عمهما مثلث الرحمات الارشمندريت ميرون الكلي الطهر،  منذ تكريسها عام 1984 الى حين رقاده وهو في الخدمة الالهية على ما اعتقد 1988 شيخاً طاعناً في السن فاضلاً ووديعاً وراقيا حتى مع الاطفال الصغار.

ثم تابع شقيقه المحسن فؤاد الزيات فقدم  قطعة ارض كبيرة اوقفها للبطريركية التي اشادت عليها ايضاً كنيسة القديس جاورجيوس في شرق التجارة وبذا اوجد هذا المحسن كنيستين ارثوذكسيتين في دمشق في حين انه لم تكن لديها اي كنيسة وحتى اواخر العقد السابع من القرن 20 في منطقة التجارة المحدثة.

وكان الشقيقان الياس وفؤاد من الاعضاء الفاعلين كاسرة الزيات في حركة الشبيبة الارثوذكسية مركز دمشق منذ كانا في في المرحلة الثانوية في المدرسة الآسية الأرثوذكسية في دمشق.

وعلمنا الاستاذ الياس كان  في مطلع خمسينيات القرن 20  عضوا فاعلاً واخاً متفانياً في حركة الشبيبة ونشط مع مثلث الرحمات الاب قسطنطين بابا ستيفانو ( مطران الكويت وبغداد وسائر الجزيرة العربية) اثناء رئاسة  الأخير لمركز دمشق لحركة الشبيبة الارثوذكسية ، اضافة الى خدمته  كمراسل متطوع لمجلة النور التي تصدرها حركة الشبيبة الارثوذكسية اضافة الى مسؤولية الارشاد الروحي في المركز.

الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات المبدع في الاعمال المرافقة
الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات المبدع في الاعمال المرافقة

وكان يحب العمارة ويريد دراستها، ولكن ظروف والده المادية لم تمكنه من إرساله إلى بيروت لدراستها، فتحول إلى دراسة الرياضيات في جامعة دمشق، مزامنة مع دراسته فن التصوير تحت إشراف الفنان ميشيل كرشه الدمشقي وذلك بين عامي (1952-1955)، بعدها حصل على منحة لدراسة الرسم في بلغاريا، وأكمل دراسة  الفنون الجميلة في أكاديمية صوفيا للفنون الجميلة في  صوفيا/ بلغاريا، وتلقى قواعد الفن تحت إشراف الفنان إيليا بيتروفبيش بين عامي (1956-1960) وتخصص بالتصوير الزيتي وتخرج من الأكاديمية عام 1960، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة في  القاهرة بمصر عام 1961 وقام بدراسات إضافية وأخذ بمتابعة الفنان عبد العزيز درويش، ثم في عام 1973 قام بدراسات إضافية وتدرب على تقنيات الترميم (كيمياء الألوان) في أكاديمية الفنون الجميلة وفي متحف الفنون التطبيقية في بودابست.  . و ثم عاد الى سورية، حيث درّس في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق بين عامي  1962 و2000، وخلال هذه الفترة نشر العديد من المقالات عن الفن والترميم.د، ودَرّسَ فن  التصوير الزيتي في المعهد العالي للفنون الجميلة من عام (1980-2000) حيث تقاعد، وفي تلك الفترة شغل منصب رئيس قسم الفنون، ووكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وممثل لجامعة دمشق في محافل عالمية، بالإضافة إلى دوره في هيئةالموسوعة العربية، كما كان مرجعاً في تعريف الفن الكنسي. ومن أهم مساهماته العملية تأسيس كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1960 متعاونا في ذلك مع كبار فناني جيله آنذاك

مستلهِماً من دراسته في مجال الزجاج المعشَّق ومعرفته بالتقنيات التقليدية لرسم وتقديم ما ورد في الإنجيل المقدس من قصص، زيّن الفنان الكثير من الكنائس والأديرة في سورية بأيقونات ولوحات جدارية. استخدم الزيات وسائل متنوعة لإظهار الشخصية المحورية في أعماله، ففي بعض الأحيان كان الحضور مكثَّفاً وعلى طبقات عدة، وفي أخرى كانت تتراءى طافية في فضاء اللوحة أو منخرطة في مشهد سردي. يستحضر في الكثير من أعماله الأيقونات المسيحية في أعمال الفسيفساء الرومية والتي تمتاز بوجوه ذات أنوف طويلة وعيون واسعة.

الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات
الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات

أعمال إلياس الزيات مقتناة من قِبل مؤسسات مثل الجامعة الأمريكية في بيروت؛ ومعهد العالَم العربي، باريس؛ والمتحف البريطاني، ووزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني في دمشق، ومتحف دُمّر، والقصر الجمهوري، ووزارة الخارجية والمغتربين، ومحافظة دمشق، ومتحف تدمر، وكذلك في مجموعات خاصة.

انتسب منذ شبابه الى جمعية القديس غريغوريوس الارثوذكسية لتربية الايتام ورعاية المسنين، وخدم فيها باخلاص الايتام والمسنين الى حين رحيله.

 وتحت رعاية القيادة السياسية في سورية نظم الفنان الياس الزيات في عام 1981 معرض الايقونة السورية الاول بالتعاون مع وزارة الثقافة ومكتبة الاسد الوطنية وبطريركية الروم الارثوذكس بدمشق،  حيث غصت مكتبة الاسد بعشرات الايقونات من الفن السوري وغيره المستجرة اعارة من البطريركية والمطرانيات الارثوذكسية والكنائس في سورية، وبسعيه اسهمت ايضا الرئاسات الروحية لكل الطوائف المسيحية بهذه الفعالية الروحية والفنية السورية المتميزة، ضم المعرض الايقونات الاثرية والايقونات المعاصرة… وقد استمرت فعاليات هذا المعرض اسبوع تخللتها محاضرات وندوات عن الايقونة السورية والرومية وال… اثراها العديد من الاكاديميين والاساتذة اضافة الى عدد كبير من المطارنة والاكليروس المتخصصين في فن الايقونة والخلفية اللاهوتية من سورية ولبنان وقد حقق المعرض نتائج رفيعة لاسيما وقد شهد اقبالاً منقطع النظير من اعضاء السلكين السياسي والدبلوماسي وكل فعاليات المجتمع السوري، وقد اشاد بها وسائل الاعلام السورية واللبنانية والعالمية التي غطت فعاليات هذا الحدث الذي افتتحته السيدة الدكتورة نجاح العطار وزيرة الثقافة .

عمل خبيراً في هيئة الموسوعة العربية في سورية لتحقيق موضوعات العمارة والفنون منذ العام 1995-2001 وكان عضوا في مجلس احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية العام 2008 كمسؤول عن معارض الفن التشكيلي، ووقتها اصدر المؤتمر الثاني للأيقونة السورية الذي عمل طويلاً  في الاعداد له وبذل جهوداً مماثلة للمعرض الاولى ليحظى بالنجاح كالاول وكان له ما اراد.

يُعَدُّ إلياس الزيات (1935 – 2022)، أو “المعلم” كما هو معروف بين طلابه ومحبيه، أيقونة في الفن التشكيلي السوري والعربي. شملت تجربته الفنية دائرة واسعة مستوحاة من سورية الكبرى وتاريخها القديم، بملامح تعبيرية ومفردات أسطورية منحها طابعها الروحاني من فن رسم الأيقونات الكنسية.

يُعَدّ الزيات، الذي وُلد ورحل في دمشق، من أبرز أسماء الجيل الثاني في التشكيل السوري، وهو الجيل الذي مأسس العمل الفنّي في البلاد، عبر إنشاء “كلّية الفنون الجميلة” في دمشق، والتي عمل فيها الفنان الراحل مدرّساً بين عامَيْ 1962 و2000، تاركاً أثراً كبيراً على عشرات من الفنّانين السوريين الذين حضروا دروسه.

بعد نيله شهادة التعليم الثانوي من “المدرسة الأرثوذكسية الآسية” الدمشقية” منتصف الخمسينيات، تلقّى الزيّات تعاليمه الأولى على يد  الفنان(3) ميشيل كرشه (1900 ــ 1973)، أحد روّاد  التشكيل السوري، قبل أن يغادر بلده للدراسة ببعثة دراسية في الفنون الجميلة ببلغاريا، وبعدها في “كلّية الفنون الجميلة” في القاهرة، حيث تخصّص في التصوير الزيتي، وهو تخصّصٌ وسّعه، لاحقاً، عبر دراسته تقنيات الترميم الفني في بودابست بالمجر.

من اعمال الزيات المبكرة 1962
من اعمال الزيات المبكرة 1962
من أعمال الزيات المبكّرة (1962)

عُرف الراحل بكونه واحداً من أبرز الأسماء السورية، إن لم يكن أبرزها، في فن الأيقونات والفن الكَنَسيّ، حيث ساهم في التأريخ لرسومات الأيقونة في سورية، كما عمل، خلال عقود، على إعادة تأهيل هذا التوجّه الفنّي ــ الديني ضمن الفن المعاصر، إضافة إلى ترميمه ووضعه للعديد من الأيقونات والجداريات في الكنائس ودور العبادة بسورية وخاصة الكاتدرائية المريمية وكنيسة الصليب المقدس بالقصاع.

وإضافة إلى تأثير الأيقونة في فنّه ــ حيث الوجوه ذات التقاسيم الأبدية، والهالات القدسية التي تُحيط بها ــ فقد انفتحت تجربة الراحل على مختلف التيّارات والتوجّهات الفنية، إذْ رسم المناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة، كما برز في بداياته ضمن فنّ البورتريه، وقد أظهر في مختلف أعماله ميلاً إلى الأشكال والشخوص والأغراض الحيّة أو الساكنة، مع ابتعادٍ عن الفن التجريدي الذي توجّه إليه عددٌ من أبناء جيله من الفنانين السوريين.

رحيله

وفي يوم الثلاثاء 6 ايلول 2022  ودع حي «القصاع الدمشقي» أحد أبرز أعلامه وأحد رواد الحداثة في الفن التشكيلي السوري الفنان التشكيلي الكبير وكاتب الايقونات إلياس زيات الملقب بأستاذ الفنانين، الذي توفي في بيروت يوم الأحد 4 ايلول عن عمر ناهز 87 عاماً وشيع جثمانه  بمهابة الى كنيسة الصليب المقدس بالقصاع بدمشق ثم ووري الثرى في مدفن العائلة في مقبرة القديس جاورجيوس الارثوذكسية بباب شرقي.

وقد افاض سيادة المطران موسى ممثل غبطة البطريرك يوحنا العاشر (الموجود في خارج البلاد) في تعداد مناقب الراحل الكبير بعدما قدم التعازي لأرملته واولاده والعائلة باسم غبطته وكان مشاركاً معه عدد كبير من الاكليروس وقد غصت الكنيسة على رحبها بالمشيعين من الاهل والاقارب وجمعية القديس غريغوريوس ورفاق الدرب من الفنانين وتلاميذه حتى ان جنازه يستحق ان يوصف بأنه تظاهرة ثقافية ضمت ارباب الفن التشكيلي واساتذته الجامعيين من سورية ولبنان، اضافة الى بقية فروع الفنون الجميلة…

وكانت وزارة الثقافة السورية مديرية الفنون الجميلة، والوسط التشكيلي السوري، ونقابة الفنانين التشكيليين، والاعلام السوري بفروعه، قد نعوا الفنان الكبير إلياس الزيات وأحد “الرواد الأوائل في تأسيس البداية الحقيقية للتشكيل السوري”.

وبدورهم نعى عشرات الفنانين السوريين عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الفنان إلياس زيات، وكتب الفنان التشكيلي منير الشعراني: «الفنان الأستاذ إلياس زيات ظل معلماً لنا ورفيقاً منذ عرفته قبل أكثر من نصف قرن حتى فارقنا اليوم».

وأجمعت نعوات الفنانين على تلقيب الزيات بـ”الأستاذ والأب الحنون” للفنانين الشباب وذلك لمسيرته الطويلة في تدريس فن التصوير بكلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق منذ تأسيسها عام 1960، ليحصل عام 1980 على رتبة أستاذ قبل أن يشغل منصب رئيس قسم الفنون ووكيل الكلية للشؤون العلمية. وخلال عمله في الجامعة وضع كتاب “تقنية التصوير ومواده” لصالح كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، الذي صدرت الطبعة الأولى منه في العام الدراسي 1981 – 1982.

ومثَّل الزيات جامعة دمشق في اتفاقية التعاون مع جامعة «لايدن» الهولندية لدراسة الفن في سورية في الحقبتين البيزنطية والإسلامية وذلك لمدة أربع سنوات، أثمرتْ كتابَه الصادر في لايدن عام 2000 باللغتين العربية والإنجليزية. كما عمل الزيات خبيراً في هيئة الموسوعة العربية في سورية لتحقيق موضوعات العمارة والفنون منذ عام 1995-2001، وحصل على “الجائزة الدولية التقديرية” بحفل أقيم في مكتبة الأسد الوطنية عام 2013.

واهتم الزيات بمخزون الموروث الثقافي السوري، وتمكن ببراعة لافتة من خلال بحثه الدؤوب بالتأسيس للوحة حداثية ذات هوية محلية، تستلهم من الحضارات القديمة في البلاد العربية، والأيقونات والأساطير بالتوازي مع عناية الإنسان في يومياته وعلاقته مع المدينة.

ويعد الزيات مرجعاً في تعريف الفن الكنسي، وترميم الأيقونات القديمة، حيث احترف الرسم الأيقوني بعد قيامه بدراسات إضافية عام 1973 وتدربه على تقنيات الترميم (كيمياء الألوان) في أكاديمية الفنون الجميلة، وفي متحف الفنون التطبيقية في بودابست عاصمة المجر. ولا تزال أعماله الجدارية اللافتة وأيقوناته تزين أكبر كنائس مدينة دمشق، حيث اهتم بالأيقونة الشرقية بالذات، واستلهم طريقة الأداء وبعض الجمل التعبيرية من الشكل الفني للأيقونة الشرقية الذي كان سائداً في القرن الثالث ا المسيحي التي سبقت الأيقونة  الرومية، ليعيد صياغتها بأسلوبه الخاص كلوحة معاصرة، وظهر ذلك بأجلى بيان في تصوير كنيسة مارميخائيل الارثوذكسي في كورنيش التجارة،”كنيسة العائلة”.

ماذا قال عن تجربته الفنية في اوائله

وعن مراحله الفنية في خمسينيات القرن العشرين، قال الزيات في لقاءات صحافية:”بعد الدراسة الأكاديمية تعمقت في دراسة الإنسان شكلاً ومضموناً وكنت أعالجها بشيء من الواقعية – الانطباعية، وألوان وحشية، ثم تحولت إلى التجريد لفترة قصيرة، وأفادني ذلك بمعرفة لغة التشكيل من حيث التكوين والألوان بصرف النظر عن المضمون، ثم اتجهت إلى التعبيرية في رسم الأشخاص بحركات قصيرة. وبخطوط سوداء على خلفيات لونية محايدة”. وفي هذه المرحلة “لم أعد أنسب الجماليات لمعايير جمال الفن الغربي. وبت أفهم جماليات فنوننا القديمة المنعكسة في الرسم والنحت الجداري والخط العربي. وبدأت برسم ملامح من فنوننا القديمة التي تميل أكثر إلى التعبيرية، التي تشبعت بها وباتت جزءاً مني”.

تغطّي حصيلة الزيات الإبداعية النصوص الأكاديمية، والتراث العربي، وتقنيات الحداثة، وذلك من خلال تقديمه مواضيع تاريخية ودينية وأسطورية. وكان يقول عن تطوّر أسلوبه على امتداد تجربته “لا وجود لما قبل أو ما بعد في الفن”.

يؤكّد الزيات أنّه لكي يكون الإنسان فناناً، فإنّ الثقافة واجبة في المقام الأول، ولا بُدَّ لهذه الثقافة أن تتجلّى في أيِّ عمل فني، في خضمّ التحولات الثقافية والسياسية والاجتماعية، التي ترمي بثقلها على نحو كبير في الفنون كافة، خاصة الفن التشكيلي، الذي هو أول لغة تعبيرية للإنسان. أو كما يوضح بنفسه: “الفنان العربي يحتاج إلى العمق، الذي يكتسبه من معرفة تاريخ بلاده والتأمّل في واقعها. على الفنان، بالحد الأدنى، أن يعرف تاريخ بلده، والحضارات التي عاشت وفنيت في أرضه، وتفاعلها مع الحضارات الأخرى”.

يلخّص الزيات جزءاً من تجربته الممتدة لأكثر من نصف قرن، على هذا النحو: “على مرِّ العصور، صارع الفنان ليبقى منسجماً مع ما يعتمل في أعماقه، من أحاسيس وانفعالات تمس مبادئه ومعاييره الفنية، وما يدور في واقعه. والفنان السوري في طبيعة الحال جزء من هذا المفهوم للغة الفن، ولو عُدنا إلى أواخر القرن الـ19، وبداية القرن الـ20، الذي يعدّه نُقّاد الفن ومؤرّخوه بداية الفن التشكيلي السوري المعاصر، فإنَّ تلك الحقبة شهدت تحوّلات سياسية واجتماعية تركت آثارها في مسيرة الحياة التشكيلية. أضف إلى ذلك التأثير الأوربي، وظهور التيارات على اختلاف مدارسها، إذ خلقت جدلية فنية معينة”.

ويوضح في تتمّة حديثه ذاته أنَّ: “هذه التطوّرات أثّرت بي بلا شك، وأنا العائد من أوربة في تلك المرحلة متأثّراً بمدارسها، ومزهوّاً بكبار الأساتذة، وبالمخزون الغني من الفنون في بلادنا، التي يطلقون عليها “أرض الحضارات”. وجدتني أعود الى خوابي التاريخ وعنابر الحضارة، مستوحياً جمالياتها، وساعياً الى إعادة توليدها تجريدياً، وفق حسّ فنيّ معاصر يمنح تلك الصور والأشكال معنى جديداً”. لم يكن الزيات يصوِّر أسطورة معينة، بل يردّ الجو الأسطوري في أعماله إلى ذاك الجو التأمّلي الصوفي، الذي يستخرجه من الاطلاع على منجزات الماضي، ومعايشة المجتمع المعاصر، الذي هو جزء منه.

لذلك يُضيف: “خضت أنواع الفنون كافة، واستقيت من كل مدرسة أبعادها لأصل إلى صيغتي الشخصية، من انطلاقة كلاسيكية مع المدرسة الواقعية، إلى التجريد، وأنا أعبر اليوم بالرمزية”.

الزيات فناناً

بدأ الزيات ممارسة فن التصوير منذ الخمسينيات، عبر رسم المناظر الطبيعية. لكنّه بعد الدراسة الأكاديمية، تعمّق في دراسة الإنسان شكلاً ومضموناً، وانعكس هذا في أعماله اللاحقة، والتي كان يعالجها بنوع من الواقعية الانطباعية، وبألوان صارخة قريبة من التي يستعملها “الوحشيون”، ثم تحوّل إلى التجريد لفترة قصيرة، وقد أفادته تجربة الفن التجريدي تقنياً. فهذا الفن، حسب وصفه، “مدرسة مهمّة لمعرفة لغة التشكيل، المتمثلة في التكوين والألوان، بصرف النظر عما يعنيه الموضوع”. انكفأ بعدها إلى أسلوب تعبيري يعتمد على رسم الأشخاص بحركات قصيرة، وبخطوط سوداء على خلفيات لونية محايدة.

لم يَعُد الزيات، في هذه المرحلة من تجربته، ينسب الجماليات إلى معايير فن الجمال الغربي، بل بات يفهم جماليات الفنون المحلية القديمة، المنعكسة في الرسم والنحت الجداري والخط العربي، وبدأ برسم ملامح منها، تميل أكثر إلى التعبيرية، التي تشبّع بها وباتت جزءاً منه.

استقى كذلك من مصادر إلهام متعددة، أهمها، الحضارات القديمة في الوطن العربي، فضلاً عن الناس وحياتهم في البيت والشارع، والأيقونة، وكذلك الأسطورة. فيقول: “الفنان العربي يحتاج إلى العمق، الذي يكتسبه من معرفة تاريخ بلاده والتأمّل في واقعها. على الفنان، بالحد الأدنى، أن يعرف تاريخ بلده، والحضارات التي عاشت وفنيت في أرضه، وتفاعلها مع الحضارات الأخرى.

كانت الأيقونة الشرقية هي التي تهمّه بالذات، إذ كان يراها من الإبداعات المحلية الخاصة، وقد أخذ من الأيقونة طريقة الأداء وبعض الجمل التعبيرية، وصاغها بأسلوبه الخاص، بحيث أصبحت لوحة مقدسة معاصرة.

الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات
الفنان الاستاذ وكاتب الايقونات الياس الزيات

لم يكن الزيات يصوِّر أسطورة معينة، بل يردّ الجو الأسطوري في أعماله إلى ذاك الجو التأمّلي الصوفي، الذي يستخرجه من الاطلاع على منجزات الماضي، ومعايشة المجتمع المعاصر، الذي هو جزء منه.

تزخر لوحات الزيات بالمفردات والعناصر، كنوع من التأثّر بالزخارف العربية – الإسلامية. أطلق على هذا التأثّر وصف “الهرب من الفراغ”، بقوله: “أنا أُسقِط على سطح اللوحة كل ما يجول في خاطري، ثم أتأمّل ما سجّلتُ، فتعطيني أشكالاً جديدة أُسقِطها بدورها، إلى أن أشعر بالاكتفاء. فالحشد من الأشكال والألوان في لوحتي ليس غرابة بحد ذاته، وإنما أريد أن أوصل إلى المُشاهِد الحالة التأمّلية التي كنت فيها وأنا أضع اللوحة”.

استطاع الزيات إذن، عبر تجربته الطويلة، الموازنة بين المعاصَرة والتاريخ، مارّاً بعدّة مراحل فنية، يوجزها على هذا النحو: “بعد امتلاكي لقواعد الفن من خلال دراستي في أكاديمية الفنون التشكيلية في بلغاريا، بدأتُ بتجربة الفن المعاصر لمرحلة ما بعد المدرسة الانطباعية. كنت أتعرّف من خلالها على فن ماتيس وبيكاسو وغيرهما. وانتقلت بعدها إلى الفن التجريدي الذي لم أتوقّف عنده طويلاً”.

يبرِّر الزيات وقفته القصيرة عند محطة التجريد بأنَّ “الشكل الإنساني عنى لي، لا سيما في السبعينيات، إذ كانت تسكن جيلنا روح النضال القومي، وكُنّا متحمّسين للقضية الفلسطينية، لذا كان لا بُدَّ لنا من العودة إلى الشكل الإنساني”.

أما عن موقعه في تاريخ الفن التشكيلي، فيقول: “أنا من الجيل التالي لمرحلة الحداثة، أي أنني عاصرتُ الجيل الأول وأجيال ما بعد الحداثة، إن جاز القول”.

لم يكن الزيات يرى أنّ في الفن ما هو قبيح أو جميل، بل في الفن واقع، على الناقد أو الفنان أو المشاهد أن يتعرّف عليه. ولكي نعرف الفن علينا أن نقرأ ما كتبه الفنان، نحن بحاجة إلى أن نقرأ ما قاله عن نفسه، وهو في أفكاره هذه يرتكز إلى تجربته الشخصية، فقراءته لكتابات ماتيس أو كاندينسكي ساعدته على فهمهما أكثر، ويوضح أكثر بالقول إنَّ الفن بحاجة إلى متابعة كالموسيقى الكلاسيكية، إذ لن يحبها من لم يألف سماعها على مدى زمني ليس بالقصير.

شهادتان: مُعلّم الزملاء والتلاميذ

يقول الفنان التشكيلي السوري، والمتخصص في الأنثروبولوجيا الاجتماعية، بطرس المعرّي، في حديث لـ”الميادين الثقافية”، إنّ: “رحيل إلياس الزيات هو رحيل آخر الكبار المؤسسين للحركة التشكيلية في سورية، ليس بسبب إنتاجه الفني فحسب، بل لدوره التربوي والأكاديمي، الذي مارسه خلال سنوات تدريسه في كلية الفنون الجميلة، وعبر دراساته وأبحاثه التي أعدّها، لا سيّما المتعلّقة بفنّ الأيقونة، الذي أجاد العمل فيه”.

ثمّة جيلان من الروّاد بالنسبة إلى المعرّي، أوّلهما جيل الأوائل، مثل توفيق طارق وسعيد تحسين وميشيل كرشه، الذين كانوا يتلمّسون طريقهم في الفن الجديد عليهم ويكتشفون المواد التي بين أيديهم. أما الجيل الثاني فيضمّ الرواد الآخرين، الذين بدأوا البحث عن هويتهم وأسلوبهم الخاص، وحاولوا منح لوحة الحامل القادمة من الغرب شيئاً من النَّفَسْ المحلي، و”يُعَدُّ إلياس الزيات من أهمّ مَن بحثوا في هوية محلية تنهل من الإرث الثقافي والفني للمنطقة”، بحسب المعرّي، الذي يُضيف أنَّ “هذه الهوية جاءت أولاً من محيط الزيات الدمشقي الذي عاش فيه، ومن الأيقونة التي درسها وبرع فيها، وكذلك من النحت التدمري الذي رأى في وجوه شخوصه الروحانية التي ذكّرته بدورها بالأيقونات، من هنا بدأ أسلوب الزيات يتكوّن، وبالاستناد إلى قاعدة أكاديمية كبيرة”. نعم لقد جلب الزيات إلى عمله شيئاً من الوجوه التدمرية بألوانها الترابية، وبذلك اجتمعت الحضارة السورية منذ آلاف السنين في عمله.

ويختم الفنان بطرس المعرّي حديثه لـ”الميادين الثقافية” بالتأكيد  أنَّ: “إلياس الزيات عاصر الحركة التشكيلية منذ بدايتها حتى يومنا هذا، وبقي أميناً لتقاليد التصوير، كما استطاع أن يبقى بزخمه، وبالتزامه بالقضايا الإنسانية، علامة فارقة لم تهتز مع تحولات أو متطلبات السوق الاستهلاكية، وهذا شيء نادر”.

أما الفنان التشكيلي الفلسطيني السوري عدنان حميدة، الذي كان مساعداً للزيات في التدريس على مدى سنوات في “الجامعة العربية الدولية”، فيوضح في حديث لـ”الميادين الثقافية” أنّ: “للزيات أثراً كبيراً في أجيالٍ وأجيالْ خَّرّجها في كلية الفنون الجميلة، بالتوازي مع نتاجاته الفنية بين الأيقونة واشتغاله على بحوثه العلمية والعملية، حتى بات من أهم الفنانين التشكيليين المعاصرين في سورية والعالم”.

ويبيّن حميدة أنَّ: “الزيات لم يتوانَ يوماً عن تقديم الخبرات التقنية والبحثية لطلابه وأصدقائه، وقد مزج في عمله الفني جميع ثقافاته، الشرقية بمحتواها الديني الكنسي والصوفي الإسلامي، كما جلب إلى عمله شيئاً من الوجوه التدمرية بألوانها الترابية، وبذلك اجتمعت الحضارة السورية منذ آلاف السنين في عمل الزيات”.

تجربتي الشخصية مع الزيات

قبل وجودي في جمعية القديس غريغوريوس وعبر لقاءات معه في دار البطريركية بدمشق كنا نتبادل الاحترام وكان هو البادىء بالصداقة والمودة رغم فارق العمر بيننا فأنا الأصغر، ولكنه كان دوما يظهر لي المحبة ويشكرني في ما اقدمه من خدمات لكنيستنا في رئاسة مجلس الوزراء حيث كنت مديرا هناك وكم قصدني لخدمة من يراهم بحاجة لها وانا بكل سرور كنت اسعى لأجلها.

واذكر تماما حادثة نقل ضريح البطاركة الانطاكيين وفك رخامات البطاركة الموثقة لكل بطريرك منها ماهو بالعربية ومنها ماهو باليونانية، وللعلم هذا الضريح هو يمتد كمغارة دفن للبطاركة تحت الارض منذ  ان تم نقل الكرسي الانطاكي من انطاكية العاصمة الاساس لكرسينا الى دمشق في العام 1344 مسيحية وحتى  دفن مثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع المتوفي العام 1979. وقد تم نقل المدفن ورفات هؤلاء البطاركة الى المكان الجديد شرقاً  تحت هيكل الكاتدرائية المريمية في وسط حديقة جميلة وللمدفن باب سميك وقد وضعت رفات كل بطريرك في درج خاص مع واجهة تحمل السيرة مبسطة وكان مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع قد وجه بذلك عام 1998 وهو على قيد الحياة حيث دفن به عام 2022،  وكان الضريح القديم  يقع في الباحة الغربية للكاتدرائية ويجاور برج جرس الكنيسة…

عندها قمت بتصرف فردي  بأخذ الرخامات والتي هي عبارة عن شواهد قبور لهؤلاء البطاركة، واودعتها عندي في المكتبة البطريركية  في القبو حفظا  لها من الضياع او التلف فهي من تاريخ انطاكية الثري، واعلمت الوكيل البطريركي سيادة المطران الياس كفوري (مطران صور وصيدا وقتها) انني حافظ لها فاستحسن فعلي، واقترحت ان تضم الى المتحف البطريركي ان تم.

في اليوم التالي تلقيت اتصالاً هاتفيا من الفنان الياس الزيات مهنئاً اياي وشاكراً قيامي بذلك حفظا لهذه الوثائق عظيمة الأهمية. وطلب مني ان يقوم بتصوير كل شاهدة رخامية او حجرية فوتوغرافياً وتنظيمها بملف لديه. طبعا وافقت بكل سرور وعاونته في هذا الامر الهام جداً. وكان اهتماما مشتركاً خدمة لكنيستنا العظيمة وتوثيقاً لأوابدها.

عملنا معا ً كمتطوعين مع قسم الدراسات والابحاث والنشر في مجلس كنائس الشرق الاوسط لتوثيق التراث والحضور المسيحي في سورية، وكان رحمه الله بسعة علمه يثري اجتماعات القسم وكثيراً ماتطابقت رؤانا وكانت وداعته واحترامه للاعضاء مثار تقديرهم واشادتهم.

ولما سمع اني كتبت عن تاريخنا المسيحي واعلامنا كعضو في تشكيلة الباحثين والكتاب في معجم العماد (الذي كان للعماد مصطفى طلاس وهو معجم متنوع حاوي كل شيء)، ثم انضممت الى فريق الباحثين والكتاب في الموسوعة العربية الكبرى السورية التي كان هو عضوا بارزا فيها بارك لي ومن كل قلبه وتعاونا معا في الكثير من المقالات…والمعجم والموسوعة كانا عبارة عن تؤامين تقريبا في الادارة و…

في كل مقال وتدوينة كنت انشرهما في دورية البطريركية بدمشق ” النشرة البطريركية” وفي مدونة ابرشية بصرى حوران…”العربية” كنت احظى دوماً منه باعجاب وتقدير على سهري على ارثنا واظهاره ونقاش علمي مستفيض…وكذلك لما شاركت ببحث كبير عن الوجود والآثار المسيحية في كتاب قيم اصدرته محافظة دمشق.

وقد التقينا مراراً في مؤتمرات جامعية وتاريخية في دمشق والبلمند وبيروت…

وعندما انتقلت الى مهمة جديدة بطريركية في جمعية القديس غريغوريوس الارثوذكسية كمدير في هذه الجمعية الخيرية، وكان هو من اعضائها الاصلاء خبرت الاستاذ الياس على حقيقته في حب الناس ورهافة الحس تجاه الاطفال فاقدي الرعاية الوالدية من ايتام وامثالهم وتجاه المسنين الذين ناخ عليهم الدهر بحمله.

اشد ماشدني اليه هو عشقه للرب يسوع ولمدينته الاب دمشق…كان ذواقة للتاريخ العام وبالأخص تاريخ انطاكية العظمى وتاريخ دمشق بالرغم من كل السواد والمآسي، وكان يقابل ماتعيشه سورية بكلمات التفاؤل مع الرجاء بالقيامة جامعا قيامة سورية بقيامة السيد المسيح له المجد…

وفي فترة جاوزت السنة رافقته في ترميم ايقونة اثرية تعود الى القرن 17 وهي  من اوقاف الجمعية وخصصت له الجمعية غرفة خاصة لهذا العمل المجاني، اظهر ترميمه انها عبارة عن ثلاث ايقونات مصورة فوق بعضها  البعض وبطول اناة وخبرات قل نظيرها اعاد بعث الايقونة الاولى  وهي الابدع الى الحياة، مستخدما المواد ذاتها… كنت انظر باعجاب الى يده التي تخط بالريشة مايُظهر جمال الايقونة ولما  اكثرت من الاشادة به والشكر قاطعني مبدياً اعجابه الشديد بفن حفر الخشب الذي كان والدي الفنان جورج زيتون (4) يتقنه وملأ به كنيسة الصليب المقدس والمريمية والاديار… والمساجد والكنس اليهودية، والادارات الحكوميةوقال لي اباك رحمه الله كان اكبر من فنان يستحق درعاً تكريمياً(كان والدي على درعين تكريميين من وزارتي السياحة والثقافة) انه يستحق جائزة الابداع ولو كنا في دولة اوربية لكانت جائزته المالية التقديرية تجعله ثرياً كان والدك عبقريا في فن حفر ونحت الخشب  فافتخر به…فعلاً يومئذ بكيت على ابي (توفي عام 1995) بينما كان هذا الحديث في العام 2011…

وانا بدوري افتخر بفناننا العبقري الاستاذ الياس الزيات…ليكن ذكره مؤبدا.

حواشي البحث

1- الارشمندريت ميرون الزيات: انظره هنا في موقعنا/ باب اعلام كنسيون

2- المحسن السيد فؤاد الزيات: انظره هنا في موقعنا/ باب اعلام اورثوذكسيون

3- الفنان ميشيل كرشة: انظره هنا في موقعنا/ باب اعلام ارثوذكسيون

4- الفنان جورج زيتون: انظره هنا في موقعنا/ باب اعلام ارثوذكسيون

 

 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *