اللغة اليونانية الحديثة

اللغة اليونانية المعروفة اليوم

اللغة اليونانية المعروفة اليوم

امتزاج اللغتين الفينيقية والإغريقية القديمة، نتج عنه “اللغة اليونانية المعروفة اليوم “، ليتيح فيما بعد “امتزاج الآلهة والطقوس تماماً”. فصارت معبودات المدن الفينيقية، نفس معبودات الجزر اليونانية. والطقوس اليونانية نفس الطقوس الفينيقية. وأنظمة الحكم في المدن الفينيقية نفس أنظمة الحكم في المدن اليونانية. والفنون والنقوش والهندسة والألبسة والاعتماد على التجارة في الحياة الاقتصادية وغير ذلك. وبناء عليه نرى “أشخاصاً من المدن الفينيقية” يشاركون في الالعاب الوطنية الأولمبية التي كانت تقام في أثينا، وكان يأتي إليها متسابقون من “كل المدن الهلينية”( وقد عدّت المدن الفينيقية من ضمن المدن الهلينية، حتى قبل مجيء الاسكندر). فمن فينيقيا مثلاً أتى “ايفيبوس” ليشارك في الألعاب الأولمبية في أثينا وأصبح “معبود اليونان”.
– في الصراع الفارسي – اليوناني القديم، كانت المدن الفينيقية على الدوام تميل إلى شقيقاتها من المدن الهلينية الطابع. وقد احتل الفرس المدن الفينيقية، وعندما اتى الاسكندر المقدوني، رحبت به كل المدن الفينيقية وتعاونت معه، وعلى رأسها صيدا مثلها مثل أكثرية المدن الهلينية الطابع (ما عدا صور التي قاومته على الأرجح بسبب تمكن الفرس فيها، كما قاومته مدن يونانية في داخل اليونان الحالية، لأن تلك المدن كانت تحاول الحفاظ على استقلالها السياسي، وليس لأنها اعتبرته من “حضارة عدوة”).
وقد وجدت مسكوكات وعملات عليها كتابات يونانية في المدن الفينيقية قبل مجيء الاسكندر.

قلعة حلب بناها الروم
قلعة حلب بناها الروم

اللغة اليونانية هي لغة المشرق
– كل ذلك سهل فتح الاسكندر للمشرق، وأصبحت اللغة اليونانية بعده، وبعد مئات السنين من التزاوج، لغة رسمية، وأصبحت “الحضارة الهلينية القائمة على هذا المزيج” هي الحضارة الحاكمة، وأتت جاليات هلينية من الجزر اليونانية لتمتزج مع الفينيقيين، وذهب فينيقيون ليمتزجوا مع يونانيين، في إطار “الدولة الواحدة والحضارة الواحدة التي جمعتهم لألف عام”

خرج من “الهلينيين المشرقيين” ، اي الذين دعوا “للامتزاج” ، خرج أباطرة وحكام فيما بعد (وهذا ما ينفي نظرية الاحتلال الغريب ويؤكد نظرية “الامتزاج والتطور الحضاري الطبيعي”) ، إلى أن احتل العرب المشرق عام 634 م، وهم عندما احتلوه قالوا إنهم “يحتلون بلاد الروم” بكاملها، ولم يكن في ذهنهم، ولا في ذهن الروم من أهل البلاد، أن المشرق حالة قومية أو حضارية مختلفة عن سائر المدى، فهم غزوا قبرص أيضا وكريت، وكانوا متوجهين إلى القسطنيطينية.

وتشهد الوثائق أنهم تكلموا مع روم المشرق وقبرص وكريت عبر تراجمة يجيدون اللغة اليونانية، التي أطلقوا عليها في مراجعهم اسم اللغة “الرومية”. وهي اللغة التي كتب فيها أباء كنيسة الروم المشرقية الكبار (يوحنا الذهبي الفم ابن انطاكية، ويوحنا الدمشقي ابن دمشق، وأندراوس الكريتي ابن دمشق، ورومانوس المرنم ابن حمص).

المصادر

تاريخ سورية

اسد رستم تاريخ انطاكية

نسور الروم

الآثار الرومية المتجذرة في سورية
الآثار الرومية المتجذرة في سورية

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *