المطران جراسيموس مسرة اللاذقي

المطران جراسيموس مسرة اللاذقي

المطران جراسيموس مسرة اللاذقي

المطران جراسيموس مسرة اللاذقي

الارشمندريت جراسيموس مسرة معتمدا بطريركيا في بطريركية الاسكندرية الارثوذكسية
الارشمندريت جراسيموس مسرة معتمدا بطريركيا في بطريركية الاسكندرية الارثوذكسية

تمهبد

من اعلام الكرسي الأنطاكي المقدس في العصر الحديث، ومن أوائل وكبار لاهوتييه، هو الشخصية المحورية التي لعبت دوراً بالغ الأهمية في تعريب السدة الأنطاكية بجهد ودأب مديد، لم يعرف خلالها الكلل والملل، حتى استقرت نفسه بتحقيق ماصبى اليه مع بقية اعلام تلك المرحلة واعتلاء معلمه متروبوليت اللاذقية ملاتيوس الدوماني الدمشقي المسند البطريركي الأنطاكي عام 1898…

المطران جراسيموس مسرة اللاذقي
المطران جراسيموس مسرة اللاذقي

السيرة الذاتية

ولد علمنا جورج (1) مسرة في اللاذقية من والدين تقيين جداً هما اسبريدون وحنه، وكانا قد نذراه وهو في بطن أمه على اسم القديس جاورجيوس شفيع اللاذقية واكثر المدن الساحلية كبيروت، وغيرها في الكرسي الأنطاكي المقدس.

في الوسط المطران جراسيموس مسرة وعن يمينه الارشمندريت انطونيوس بشير وعن يساره الارشمندريت فكتور ابوعسلي
في الوسط المطران جراسيموس مسرة وعن يمينه الارشمندريت انطونيوس بشير وعن يساره الارشمندريت فكتور ابوعسلي حين وصولهم الى الولايات المتحدة الأميركية عام 1922 لحضور  المؤتمر الأنكليكني ممثلين للكرسي الأنطاكي المقدس

نشأ الطفل جورج مسرة في بيت عريق في ارثوذكسيته، وفتح عينيه على مظاهر التقوى والإيمان، والفضيلة المسيحية، وسماع التراتيل صباح مساء قي بيته من ذويه، وممارسة الصوم والصلاة اليومية، فتفاعل كل ذلك في نفسه، وراح ينمو معه.

لم تكن آنئذ في مدينته الجميلة اللاذقية عروس الساحل السوري اية مدرسة ارثوذكسية تتبع الى الكنيسة، لذا ادخله والده وهو في الثالثة من عمره إحدى الكتاتيب حيث تعلم فيها العربية البسيطة، ولما فتح مطران اللاذقية ورائد نهضتها وباعثها السيد ملاتيوس الدوماني ( 1863-1898) المدرسة الأرثوذكسية في اللاذقية،

قوس النصر في منطقة الصليبة في اللاذقية
قوس النصر في منطقة الصليبة في اللاذقية

وكانت هي أول وباكورة أعماله الاصلاحية في ابرشية اللاذقية، كان علمنا الطفل “جرجي” من اوائل التلاميذ الين انتسبوا اليها، فتعلم فيها العربية بفروعها ومبادىء اليونانية والعثمانية… وكان من أهم أساتذة العربية فيها الاستاذ نقولا جبارة ابن دمشق ورفيق المطران ملاتيوس وعلى الأرجح قريبه بالنسب، والذي اصبح كما في سيرته المنشورة هنا في موقعنا، مطراناً لأبرشية حماة وتوابعها مثلث الرحمات غريغوريوس جبارة والذي يحلو لي وبقناعة مطلقة ان اصفه بالقديس كما قلت في سيرته اعتماداً على الوثائق البطريركية، وجدير ذكره ان السيد ملاتيوس كان قد أحضر معه من دمشق، حينما فتح مدرسة اللاذقية الاستاذ نقولا جبارة المذكور للتعليم فيها، وبراتب متواضع، وفقاً لقدرات أبرشية كانت مهملة، وقد شمر عن ساعد الجد لبنائها في غياب كامل لموارد وقد وصفها في ادبياته بأنها ابرشية فقيرة، ووفقاً بالتالي لقناعة هذا الاستاذ المترفع عن الماديات، الذي فقط كان همه مجد انطاكية العظمى ونهضتها.

المطران ملاتيوس الدوماني الدمشقي
المطران ملاتيوس الدوماني الدمشقي

لازم الطفل جرجي مسرة ممارسة الصلاة والقراءة والترتيل في الكنيسة كالعادة، وفي الوقت عينه انكب على مطالعةأية مخطوطة دينية او طقسية كانت تقع تحت يده، بشغف، ما استرعى انتباه والديه، (كما كان حال كل أعلامنا في تلك المرحلة وحال رائدهم القديس يوسف الدمشقي كما في سيرته) فأطلعا مطران الأبرشية ملاتيوس على ذلك فاستدعاه، وحادثه، ودعاه لتكريس نفسه لخدمة الله وكنيسته، وحمل صليب الرهبنة كأتباع الرب يسوع له المجد واقتفاء خطواتهم.

لبى الفتى جرجي بفرح وسرور دعوة المطران ملاتيوس المحبوب جداً من اللاذقيين المتصفين بحرارة الايمان ( وفي موروثنا الايمانيعند الأسر المؤمنة ان اي طلب من الكاهن يُعَّدُ بمثابة أوامر، فكيف والمطران يوجه بذلك وهو بحد ذلك شرف…)

لبى جرجي الدعوة بخضوع وانسحاق قلب وترك البيت الوالدي في شهر آب 1873 ملتحقاً بالمطران وسكن عنده في قلاية (2) المطرانية ، وفي يوم عيد الميلاد من العام ذاته، رسمه معلمه راهباً متوحداً، وألبسه الاسكيم الرهباني، واتخذ اسماً جديداً هو جراسيموس(3)

مطران حماة غريغوريوس في شيخوخته
مطران حماة غريغوريوس في شيخوخته

الكهنوت

أقام الشماس جراسيموس في دار مطرانية اللاذقية، وتعرف عن كثب على المطران ملاتيوس فأسرته تلك الشخصية الطيبة والمحبة ورافقه وتعرف على تجرده الرائع في خدمة رعيته المتعطشة للتعليم الأرثوذكسي الخلاصي فاقتدى به.

وبالمقابل كان معلمه يبدي نحوه اهتماماً فائقاً إذ أولاه عناية خاصة معلقاً عليه أكبر الآمال في خدمة كرم الرب.

توسم المعلم الحنون المطران ملاتيوس في تلميذه النبوغ، وان بوسعه انيكون من الرجال اللامعين في الكنيسة الأنطاكية، ورأى انه يحتاج الى مجال أرحب في العلم واللاهوت، وهذه غير متوفرة في اللاذقية وحتى على مستوى جغرافية الكرسي الأنطاكي عموماً، أوفده الى القسطنطينية في 31 تموز 1875 ليدخل مدرسة خالكي اللاهوتية الأشهر والأبرز أُرثوذكسياً في العالم، وأناب عنه السيد ديمتري نقولا شحادة الصباغ الدمشقي، رجل النهضة الأنطاكية بلا منازع، والذي كان يعمل بصمت ومن خلف الستار، وهو في القسطنطينية حوالي نصف قرن لصالح الكرسي الأنطاكي عموماً كنيسة دمشق خصوصاً، ولم يدخر جهداً ولا مالاً في سبيل النهضة الأنطاكية وبكرم حاتمي رفيع. فتبناه بكليته واحاطه بالحب والحنان والانفاق احياناً بدلاً عن معلمه المطران ملاتيوس(الذي تكفل ومن جيبه الشخصي بنفقات تعليمه واقامته، بالرغم من ضيق ذات اليد وكان ديمتري يقوم بالانفاق عليه، ويرسل المطران الى يده ما انفقه وسينفقه، واحيانا يتولى ديمتري ذلك بدون اي مقابل) وادخله في خالكي منذ لحظة قبوله الى حين تخرجه منها بعد ثمان سنين كأبرز لاهوتيي عصره، وحتى مع هذه الصفة، كان جراسيموس يستهل مراسلاته مع السيد ديمتري بعبارة” بعد لثم

القديس المنسي ديمتري نقولا شحادة الصباغ الدمشقي
القديس المنسي ديمتري نقولا شحادة الصباغ الدمشقي

يمينكم، او بعد التشرف او التبرك بلثم اناملكم” وفاء لهذا الحب والاحتضان…ولم يكن جراسيموس هو الوحيد الذي احاطه ديمتري بكل هذه الغيرية بل كل الذين صاروا علماء تلك المرحلة من اعلام وقامات الكرسي الأنطاكي المقدس. وجميعهم كانوا يبادلون السيد ديمتري بذلك ومنهم القديس روفائيل هواويني الدمشقي باني أبرشية اميركا الشمالية وصانع تألقها…(4)

دراسته اللاهوتية

سافر الشماس جراسيموس الى القسطنطينية وحل ضيفاً مكرماً في بيت الوجيه الخواجا ديمتري في الفترة التي سبقت التحاقه في كلية خالكي) ريثما تمكن الأخير من ادخاله فيها.

المطران جراسيموس مسرّة متحدّثًا عن البطريرك ملاتيوس الثّاني دوماني عندما أرسله عام ١٨٧٥ لكي يتلقّى العلوم اللّاهوتيّة في مدرسة خالكي في اسطنبول، حين كان الأخيرُ مطرانَ اللّاذقيّة
نقلًا عن جريدة «المحبّة»، السّنة ٨، العدد ٣٥١، تاريخ ١٧ شباط ١٩٠٦
صورة البطريرك ملاتيوس على اليمين
المطران جراسيموس اللاذقي مطران بيروت على اليسار

كانت هذه من كبريات المدارس اللاهوتية الأرثوذكسية في العالم، وقد افتتحها البطريرك المسكوني يواكيم الثالث وقتئذ، و كان يرعاها بشكل مباشر، ويحضر فيها مقابلات قبول الطلاب وامتحاناتهم الشفهية والكتابية وتخرجهم…

وكانت مدة الدراسة اللاهوتية العالية سبع سنوات أمضاها علمنا الشماس جراسيموس بتفوق بالرغم من عدم معرفته الجيدة باللغة اليونانية القديمة الصعبة، وخصوصاً في مرحلة الدراسة الأولى، وكان برسائله المرفوعة الى معلمه المطران ملاتيوس يبث شكواه راجياً منه الدعاء ليتفوق في هذه اللغة، وكان له ذلك كما تشير الوثائق البطريركية، إذ كان لايترك سانحة في الليل أو النهار بما في ذلك العطلة المدرسية السنوية الصيفية ليدرس هذه اللغة، وكان يساعده في ذلك متبنيه السيد ديمتري شحادةالمذكور.

معهد خالكي اللاهوتي
معهد خالكي اللاهوتي

تفوق الشماس جراسيموس مسرة على أقرانه كافة الذين كانوا من مختلف الكنائس الأرثوذكسية وسائر الجنسيات، وخصوصاً اليونانيين منهم الذين نظر اليه بعضهم نظرة لاتخلو من البغض والحسد وحتى المضايقة. ولكن علمنا كان غير هياب فهو مدعوم بالمطلق من السيد ديمتري صاحب النفوذ في البلاط المسكوني.

وتظهر الوثائق البطريركية ومن خلال رسائله الى معلمه عن العظات التي كان يلقيها في كل أحد في كل كنيسة من كنائس القسطنطينية ، وكلها باليونانية، وتدل على علو كعبه واقتداره كلاهوتي متميز وكان لما يزل طالباً. ويشير في هذه الرسائل الى ان الخواجا ديمتري الحنون كان يرافقه الى كل كنيسة في كل أحد ليستمع الى هذه العظات مشدداً اياه ويمضي عنده في بيته يوم الأحد، ثم يعيده الى جزيرة خالكي…

اما اساتذة المدرسة وناظرها وبفضل من السيد ديمتري فقد ضاعفوا بالمقابل اهتمامهم به، والسهر على تثقيفه بفضل ديمتري شحادة حتى ان البطريرك المسكوني يواكيم الثالث استدعاه عدة مرات مهنئاً اياه على تفوقه وحاثاً إياه على المتابعة بحضور السيد ديمتري، وكتبت ادارة المدرسة الى مطران اللاذقية ملاتيوس مهنئة اياه بهذا التلميذ المتفوق ناقلة له بركات البطريرك المسكوني.

فاستدعاه معلمه الى اللاذقية في صيف 1879 ترويحاً له وليشاهد أهله، ورسمه شماساً انجيلياً في 6 ىب يوم عيد التجلي الالهي.

وكان فرح والديه عارماً بانجازات ولدهم، اذ تحققت آمالهما به.

مطرانية اللاذقية للروم الأرثوذكس
مطرانية اللاذقية للروم الأرثوذكس

عاد الى خالكي وأتم دراسته وتخرج منها حاملاً شهادتها العالية ممهورة بتوقيع البطريرك المسكوني يواكيم الثالث، وكان أول اكليريكي أنطاكي عربي ينال هذه الشهادة، وبتفوق ظاهر استحق عليه تهنئة اساتذته وتقديرهم، وقد أهدى رسالة تخرجه (باليونانية) الى معلمه اللاذقي المطران ملاتيوس اعترافاً بفضله، ثم ترجمها للعربية حال عودته وقدمها له.

العودة الى اللاذقية

بعودته الى اللاذقية أقام في دار المطرانية مجدداً معاوناً لمعلمه في ادارة الكنيسة اللاذقية، فأخذت مواهبه تبرز من خلال عمله الكنسي والاداري تحت كنف معلمه المطران “الحنون”.

وقام بتدريس العلوم اللاهوتية والروحية واللغة اليونانية (القديمة) في مدرسة المطرانية. فلمع نجمه وعمت أقواله ارجاء الكرسي واصبح اسمه على كل شفة ولسان.

في البطريركية

الكاتدرائية المريمية بدمشق من الداخل
الكاتدرائية المريمية بدمشق من الداخل

أراد البطريرك الأنطاكي ايروثيوس (1850-1885) أن يعهد اليه بمهمة ادارة القسم اليوناني في دار البطريركية، فاستدعاه اليه وسلمه اياها في 5 آب 1884، وكان اول اكليريكي عربي يتسلم هذا القسم أيام البطاركة اليونان ( 1724- 1898) فقام بهذا العمل بكل دقة واجتهاد، وتولى في الوقت عينه تدريس الدينيات واليونانية والموسيقى الرومية في مدارس الآسية الدمشقية الأرثوذكسية.

مساعيه لاعادة السدة البطريركية الانطاكية الى البطاركة الوطنيين

توفي البطريرك ايروثيوس الذياذوخوس عام 1885 وحصلت انتفاضة وطنية في الكرسي الأنطاكي المقدس عموماً وفي دمشق بمشاركة العلمانيين والجمعيات خصوصاً، ولدى المطارنة الوطنيين بالأخص، وقد نادت هذه الانتفاضة بتحرير السدة البطريركية من الرئاسة اليونانية وبعودة الحق الى اهله بتسلم بطريرك وطني،

البطريرك ايروثيوس 1850-1885
البطريرك ايروثيوس 1850-1885

وفي الحراك على مستوى دمشق كان للشماس جراسيموس دور مهم ومحوري نظراً لمحبة الدمشقيين له وكلمته المسموعة منهم، فأخذ يعمل ويناضل مرشحاً معلمه المطران ملاتيوس لهذا المركز، وتظهر الوثائق البطريركية ان الشخصية التي كانت تقوم بتحريك كل الحراك، ومن وراء الستار كانت شخصية الغيور السيد ديمتري شحادة، وهو في القسطنطينية مستفيداً من علاقاته الوطيدة مع البطريرك المسكوني، وأركان المجمع القسطنطيني المقدس، الذي له يعود الترشيح والانتخاب، وفقاً للعادة التي

شعار الكرسي الأنطاكي المقدس
شعار الكرسي الأنطاكي المقدس

تكرست كعرف منذ 1724 و ادت الى تعيين سلبسترس القبرصي كأول بطريرك يوناني على السدة الأنطاكية، كما انه كان يتمتع بصلات طيبة مع السلطة السياسية في البلاط العثماني ولدى كبار الموظفين والقادة العسكريين…

وكان الشماس مسرة يرسل تباعاً، وبشكل دوري شبه يومي الرسائل له من دمشق يعلمه فيها بما يدور عند الدمشقيين و ماتناهى لأسماعه من البيروتيين بسبب مركز بيروت المهم في الكرسي الأنطاكي، بعض البيروتيين المتنفذينقاوموا مساعي التعريب، وقد واجههم الشماس جراسيموس راداً عليهم بأن الكثيرين من المطارنة الأنطاكييين الحاليين (وقتئذ) مؤهلون لهذا المنصب، وأولهم معلمه المطران ملاتيوس الدوماني، ومطران بيروت غفرئيل شاتيلا، ومطران حماه غريغوريوس جبارة، وحتى السيد ديمتري شحادة وقد رشحه بالرغم من كونه علماني…

كان شماسنا متحمساً جداً للتعريب، وساخطاً على الكثيرين الذين حكى لديمتري عنهم بالاسم، وانهم يفضلون بقاء الرئاسة يونانية، وحتى عتب على البعض تراخيهم وفي مقدمهم معلمه الدوماني، وقد عده متراخياً بعض الشيءمتعللاً بالزلزال الذي ضرب ابرشية اللاذقية ومساعيه لتوفير المأوى والطعام للمنكوبين من رعايه، وبأنه لم يسع نحو هذا الهدف المنشود وفق ماعهده به. وكان ديمتري يتولاه بالنصح والتهدئة والعمل بدون صخب ولا عتب او مهاترات لتصح الأمور…

بعد سجال واخذ ورد، ولم تكن الظروف مؤاتية بعد لنقل السلطة البطريركية الى المطارنة الوطنيين، وبفضل دسائس البعض كما ذكرنا، تم انتخاب السيد جراسيموس احد مطارنة الكرسي الأورشليمي بطريركاً على الكرسي الأنطاكي عام 1885.

وكانت وقتئذ تصدر في بيروت جريدة “الهدية” الشهرية التي اصدرها مطران بيروت غفرئيل شاتيلا، فأراد تقويتها، وتوسيع انتشارها، فنشر فيها “سلسلة بطاركة انطاكية” مفنداً فساد الزعم القائل بعدم أهلية الاكليروس الوطني لتبوء السدة الأنطاكية (5) وعلى صفحات الجريدة هذه ذاتها دخل في جدال عميق تطور الى مناظرة دينية تاريخية مع الآباء اليسوعيين في جريدتهم ” البشير” ثم مع المرسلين البروتستانت. وقد استمرت هذه المناظرات التي يرجع اليها حتى الآن في اظهار صحة العقيدة الأرثوذكسية.

وفي عام 1887 أصدر كتابه الشهير ” الأنوار في الأسرار” وهو من اهم الكتب اللاهوتية الأرثوذكسية الموضحة للتعليم الأرثوذكسي القويم، والمفندة ما بَعُدَ عن التعليم القويم، وكان هذا الكتاب هو ذروة المعركة الكلامية مع اليسوعيين، وأهداه الى معلمه ملاتيوس مطران اللاذقية. لم يكتفِ بما كان يحرره في «الهدية» بل أخذ في تعريب وتأليف الكتب الدينية، فترجم أولًا عن اليونانية رسالة السيد أفجانيوس البلغاري «البينات الجلية» ثم ألَّف كتاب «الأنوار في الأسرار» وغيرهما.

كهنوته

معتمدا في الكرسي الاسكندري

رسمه البطريرك جراسيموس كاهناً وارشمندريتا في الكاتدرائية المريمية بدمشق (6) وذلك في القداس الالهي يوم الأحد 21 ت2 1888 . اذ لما ذاع صيته وطارت شهرته دعاه الشعب الإسكندري لرعايته وخدمة كنيسته، فارتاح إلى هذه الدعوة؛ لأن الشعب الإسكندري كان في مقدمة الشعوب التي خطبت وده وقدرت قدره. وقد رغب البطريرك الأنطاكي أن يكافئه على خدمه المبرورة قبل مبارحته دمشق فرسمه في ٢١ من تشرين الثاني سنة ١٨٨٨ كاهنًا فأرشمندريت، وقد شُيِّع من أهالي الشام كما استُقبل من الإسكندريين بمجالي الاحتفاء والتكريم، وهناك تولى خدمة الشعب والكنيسة بهمة لم يعترها ملل حتى ترطبت الألسنة بإطرائه والثناء عليه.

نضاله في جريدة الهدية

كان أول ما نشره على صفحات جريدة «الهدية» وهي في أوائل نشأتها بيد متروبوليت بيروت غفرئيل شاتيلا، نبذةٌ تاريخية عنوانها «سلسلة البطاركة الأنطاكيين» وتطرق منها إلى المناظرات الدينية بينه وبين أصحاب جريدة «البشير» حتى حمل «جمعية التعليم المسيحي» صاحبة تلك الجريدة على أن تصدرها أسبوعية بعد أن كانت تصدرها شهرية. وقد أقام له البطريرك الأنطاكي حفلةً خاصة في الكنيسة المريمية وسماه فيها «واعظًا للكرسي الأنطاكي».على أن المترجم لم يكتفِ بما كان يحرره في «الهدية» بل أخذ في تعريب وتأليف الكتب الدينية، فترجم أولًا عن اليونانية رسالة السيد أفجانيوس البلغاري «البينات الجلية» ثم ألَّف كتاب «الأنوار في الأسرار» وغيرهما.

انتخابه مطراناً على حلب

وفي عام 1989 وبناء على الحاح شديد من الرعية الأرثوذكسية في حلب مرفوع الى المجمع المقدس، يطلبونه مطراناً عليهم، انتخبه المجمع الأنطاكي مطراناً لحلب وتوابعها. إلا انه اعتذر عن قبول المركز متعللاً بعدم موافقة الحياة في حلب مع صحته، وبقي في الاسكندرية مثابراً بهمة على الرعاية والتأليف فأصدرفي عام 1890 كتب” خدمة القداس الالهي الثلاثة: رؤساء الكهنة- الكهنة- الشمامسة).

كتاب تاريخ الانشقاق
كتاب تاريخ الانشقاق

وكانت مدة خدمته  في القطر المصري نحو ١٤ سنة مواظبًا على الخدم الدينية والتأليف والوعظ والإرشاد. ومن حميد مساعيه في القاهرة تأسيسه «الجمعية الخيرية الأرثوذكسية» التي لا تزال إلى يومنا هذا معترفة بجميل مآتيه السابقة.

مطران بيروت غفرئيل شاتيلا الدمشقي 1870-1902
مطران بيروت غفرئيل شاتيلا الدمشقي 1870-1902

وفي ٢٨ حزيران سنة ١٨٨٩ انتخبه المجمع الأنطاكي مطرانًا لأبرشية حلب غير أنه لأسبابٍ صحية لم يستطع الإذعان لدعوته، فلبث في القطر المصري نحو ١٤ سنة مواظبًا على الخدم الدينية والتأليف والوعظ والإرشاد. ومن حميد مساعيه في القاهرة تأسيسه «الجمعية الخيرية الأرثوذكسية» التي لا تزال إلى يومنا هذا معترفة بجميل مآتيه السابقة.

وفي معرض رده على التبشير لليسوعي المنتظم لأولادنا الدارسين في المدارس الكاثوليكية، واظهار الأرثوذكس امام هؤلاء الأبناء وكأنهم هراطقة او حتى مشاقين، أصدر السنة 1891 الجزء الأول من كتابه الأشهر:” تاريخ الانشقاق” ثم اتبعه عام 1894 بالجزء الثاني، وكان إجماع القرار عليهما لخلوهما من التعصب والدعاية المغرضة. وأما الجزء الثالث من كتابه المحكي عنه” تاريخ الانشقاق” فلم يصدرهإلا بعد أن سافر الى ايطاليا وزار رومة وقابل البابا لاون الثالث عشر، وتمكن من جمع مايلزمه ثم أصدره في سنة 1899. كل ذلك جعل من علمنا شخصية أرثوذكسية كبيرة ومن عداد الكتاب الكنسيين.

وفي عام ١٩٠٠ يمم الحمامات المعدنية في أوروبا استشفاء مما ألمَّ به على أثر مرض الحمى (التيفوئيد)، وهناك زار معرض باريس وتعرف إلى كبار رجالها، وبعد إبلاله قصد سويسرا ثم انتقل إلى إيطاليا فتفقد معالمها ومعاهدها ولا سيما قصر الفاتيكان وآثار روما الشهيرة، وقابل البابا  لاون الثالث عشر فأكرم وفادته ونال من لدنه وسامًا فخريًّا. وبعد عودته إلى الإسكندرية رأى أن المجمع الأنطاكي أعاد انتخابه مرةً ثانية أسقفًا لأبرشية حلب فلم يجد بدًّا من إجابة طلبه، غير أن الأطباء لم يرخصوا له لأسباب صحية أيضًا وفق رسائله الى البطريرك ملاتيوس الدوماني، وبينما هو والمجمع في هذه المفاوضة وإذ  ترملت أبرشية بيروت بمطرانها السيد غفرئيل شاتيلا، فحامت أفكار البيروتيين على طلب الارشمندريت جراسيموس مطراناً عليهم، غير أن فريقًا منهم ظن أن لأبرشية حلب شأنًا في هذا الانتخاب فأخذ يعاكس ويحتج على انتخابه، وكثر التشيع والتحزب للفريقين ورنَّ صدى مقالاتهما في جريدة «الرقيب» الإسكندري وغيرها فانقلبت المناظرة إلى المهاترة وكاد الأمر يفضي إلى سوء المغبة.

مطرانيته على بيروت

ما أن شغرت ابرشية بيروت بانتقال مطرانها وراعيها غفرائيل شاتيلا عام 1902 الى الأخدار السماوية، حتى التفت ارثوذكس بيروت الى علمنا الذي يرعى الرعية الأنطاكية في الاسكندرية، وبالتالي اجمعت كلمتهم عليه، فانتخبه المجمع الأنطاكي المقدس في 29 آذار 1902، فقبل ، وحصل له استقبال لائق وقد خرجت الرعية البيروتية والجمعيات الأرثوذكسية، كما تشير الوثائق البطريركية، في المراكب المزينة بالأعلام الى عرض البحر لاستقبال مركبه القادم من الاسكندرية في ميناء بيروت…

فقرر  المجمع الانطاكي انتخابه في يوم الخميس ٢٨ آذار شرقي سنة ١٩٠٢ فقُطعت كل المهاترات، وترنحت عواطف البيروتيين من خمرة الحبور وباتوا يهنئون نفوسهم ويعلِّلونها بقرب مشاهدة مطرانهم الجديد، وبعد ظهيرة السبت في ٩ آيار سنة ١٩٠٢ احتفلت أهالي الإسكندرية على اختلاف نِحَلها بوداع سيادته وأهدته أبناء طائفته صليبًا مع سلسلة من الذهب الخالص مرصعًا بالحجارة الكريمة. وقد جرى له استقبال في بيروت نادر المثال وأنشده الكاتب  إلياس حنيكاتي وهو على ظهر الباخرة البيتَين الآتيًين:

يا قلب وافاك الذي قربه ………………………………………………………مسرة يزهو بها العمر
فاطرب بمرأى خير حبرٍ بدا…………………………………………………… واعجب ببحرٍ فوقه بحر
ثم توجه إلى دمشق وبمعيته وفد من وجهاء ابرشية بيروت، وبعد الاحتفال اللائق في الكاتدرائية المريمية برسامته مطرانًا بوضع يد البطريرك ملاتيوس الثاني عاد إلى بيروت على قطار خاص، وقد أقيمت له الزينات الباهرة في كل محطة وكانت بيروت لابسةً حلة من الأزهار والأنوار لم تقع العين على أجمل منها، ولو شئنا أن نأتي على وصف حفلة استقباله ونعدد ما أُنشد من النشائد وتُلي من الخطب والقصائد في تهنئته ومدحه لضاق بنا المقام، ومن أراد الوقوف على ذلك فعليه بكتاب «روض المسرة» المشهور. أما مآتيه ومساعيه الخيرية في بيروت منذ تبوأ كرسي أبرشيتها فهي عديدة، أهمها ترميم كنيسة القديس جاورجيوس الكاتدرائية وإنشاء سوق لها مؤلفة من ست دور وثلاثة وأربعين مخزنًا، ثم تجديد دار المطرانية على أبدع طرز مما جعلها في مقدمة جميع الدور المطرانية في الشرق، وإنشاء مستشفًى فخيم في محلة «الغابة» بدلًا من المستشفى القديم الكائن على طريق النهر، ومباشرته «مدرسة السلام» التي أتم منها بناء الطابق السفلي، وتجديد كنيسة «القديس ديمتريوس» وتنظيم مقبرتها وغير ذلك، وفي قرية «سوق الغرب» التابعة لولايته الروحية جدد بناء كنيسة دير القديس جورجيوس وأنشأ لها أوقافًا مهمة أشهرها نزل «نزهة لبنان» على رابية مرتفعة من أجمل المواقع، وتذكارًا لترميم بيعة القديس جرجس وإنشاء سوقها في بيروت صار نقش هذا التاريخ فوق باب الكنيسة المذكورة:

لبيعة مار جرجس شيد سوق………………………………………………………..وأبنية على ركن موطد
فقل مع راقم التاريخ دامت…………………………………………………………… بسعي جراسموس الدهر تشهد
سنة ١٩٠٦
كاتدرائية القديس جاورجيوس الأرثوذكسية في بيروت
كاتدرائية القديس جاورجيوس الأرثوذكسية في بيروت

قسمة ابرشية بيروت ولبنان

وكان قد قرر المجمع الأنطاكي المقدس حين انتقال المطران غفرئيل شاتيلا متروبوليت بيروت ولبنان، قرر لتسهيل رعاية جبل لبنان ونزولا عند رغبة اهالي الجبل (الوثائق البطريركية- عرائض اهل الجبل) ورعاياه لقسمة الأبرشية وانشاء ابرشية لجبل لبنان حيث يحق لهم ان يكون لديهم مطران يرعاهم…للضرورة ونزولا عند هذه الرغبة قرر المجمع الأنطاكي قسمة ابرشية بيروت ولبنان الى ابرشيتين هما ابرشية بيروت وتوابعها وتضم فقط بلدة سوق الغرب في جبل لبنان وفيها المقر الصيفي لمطران بيروت، وتحديداً دير القديس جاورجيوس، وقد تولاها المطران جراسيموس مسرة كأول المطارنة بعد القسمة وذلك في عام 1902… وابرشية جبل لبنان والمسماة ابرشية جبيل والبترون وتوابعهما وقد تم انتخاب اول مطران على ابرشية الجبل المطران بولس ابوعضل الدمشقي عام 1902 وجعلت المطرانية في بلدة الحدث.

صورة المطران مسرة وهو متقلداً اوسمته
صورة المطران مسرة وهو متقلداً اوسمته

مآثره الأدبية والعلمية

وأما ما كان من مآثره الأدبية والعلمية فإنه ترجم رسالة «البينات الجلية» و«منشور المجمع القسطنطيني» من اليوناني إلى العربي، ونقل كتاب «إسحاق الكندي» من اللغة العربية إلى اليونانية، ونشر كتاب «الأنوار في الأسرار» وكتاب «تاريخ الانشقاق» وكتاب «التيبيكون» و«خدمة القداس» لرئيس الكهنة والكاهن والشماس، ومن مآثره المبرورة أنه عزَّز شئون الجمعيات الخيرية في أبرشيته ومدَّ يد المساعدة للمشاريع العمومية في الوطن ورتَّب أحوال الديوان الأسقفي ونظَّمه وزاد في ريع الأوقاف. ومما يُذكر عنه أنه عندما احتفل المسلمون بإقامة تذكار للذين ذهبوا ضحايا القنابل الإيطالية في ٢٤ شباط سنة ١٩١٢ ذهب بنفسه إلى مقبرة «الباشورة» الإسلامية ووزَّع الصدقات السخية على عائلات القتلى في الحادثة المذكورة، وفي ٢٥ شباط ١٩١٣ وزَّع منشورًا على عموم أبناء الوطن فروت عنه مجلة «المشرق» للآباء اليسوعيين ما يأتي:

“هو منشور لسيادة جراسيموس مسرة مطران بيروت على الروم الأرثوذكس يدعو فيه المحسنين من كل الطوائف إلى مساعدة عيال الجنود الأبطال الذين قتلوا في ساحة الحرب البلقانية، وهي مرة ثانية استحق سيادته شكر العموم لأريحيته في تخفيف بلايا الأهلين الذين ضحوا أولادهم في سبيل الوطن.”

وقد برهن المطران مسرة عن هذا القول بالعمل فكان في مقدمة الذين قاموا بالواجب الوطني وأدى لعائلة كل من استشهد  في ساحة الحرب مبلغًا من المال، ولذلك فإنه جدير بما ناله من علائم الشرف وهي: وسام «المجيدي الأول» ووسام «اللياقة» الذهبي من الدولة العثمانية ووسام «جمعية فلسطين» الذهبي من روسيا، وهو من أكثر الأحبار الشرقيين لطفًا وأوفرهم إحسانًا وأشدهم تأنقًا في معيشته وأعظمهم إقدامًا على الأعمال الكبيرة، يقرن القول بالفعل ويبذل الدينار في سبيل إعانة البائس ويأخذ بناصر المظلومين لدى الحكام ويعامل الفقير من بني ملَّته كالغني، وكتاباته كلها التي نشرها إما دينية وإما جدلية، إلا أنه بعد عهد أسقفيته انصرف بكليته عن التأليف إلى سياسة الرعية وتوثيق عرى الوئام والوفاق بين جميع العناصر، يخطب على المنابر وفي جميع المجالس بوجوب الألفة وضرورة الاتحاد؛ فاكتسب محبة الرفيع والوضيع والقريب والبعيد حتى أصبح ناديه من الصباح إلى المساء تؤمه أصحاب المصالح من كل طبقة ورتبة على اختلاف الأديان والطوائف.

ثم تابع جهاده الرعائي في ابرشية بيروت  بكل غيرة واهتمام برعيته حتى قامت الحرب العالمية الأولى بكل مآسيها وضربت البلاد المجاعة وكان تأثير ذلك مهولاً على بيروت ورعيتها، فجاهر منتقداً بالصوت المدوي افعال الأتراك وفي مقدمهم السفاح جمال باشا ، لاسيما وهو يشاهد ابناء رعيته يتساقطون بالمئات في كل يوم من الجوع (7) فضغط عليه والي بيروت بأمر من جمال السفاح ليستقيل فرفض وكان ضغط المذكور وجاهياً مضاعفاً على البطريرك غريغوريوس الرابع ليستعفي من منصبه، الا انه لا البطريرك ولا المطران جراسيموس قبلا، وبأمر من السلطة التركية الغاشمة نفي الى دير سيدة البلمند عام 1914، وبقي هناك تحت الاقامة الجبرية مدة سنتين وثمانية أشهر كتب خلالها المخطوطين:

” النفحة البلمندية في العقائد الأرثوذكسية” و ” فلسفة العقائد الأرثوذكسية” وهاتان المخطوطتان اللتان لم تُطبعان بعد كانت عصارة تفكيره وخلاصة دراساته ومطالعاته خلال سني نضاله وجهاده.

عاد الى ابرشيته بيروت بعد ذلك متابعاً جهاده، وفي عام 1922 سافر الى الولايات المتحدة الأميركية وحضر المؤتمر العام للكنائس الانكليكانية في بورتلاند ممثلاً الكرسي الأنطاكي، وكان منظموالمؤتمر قد عرضوا الاتحاد بالكرسي الأنطاكي المقدس، ووجهوا دعوة الى المجمع الأنطاكي المقدس والبطريرك غريغوريوس للمشاركة لذا اٌُفد مطران بيروت العلامة للاهوتي جراسيموس مسرة، فكتب وخطب وناقش شارحاً التعليم الأرثوذكسي القويم الذي عليه انطاكية العظمى وكرسيها المقدس وهو عينه الاساس الصحيح الذي قامت عليه كنيسة المسيح وانتشرت في العالم أجمع وهي أقوى من الانشقاقات والبدع والهرطقات وان أبواب الجحيم لن تقوى عليها.

دار مطرانية بيروت التي جدد بناءها  المطران مسرة
دار مطرانية بيروت التي جدد بناءها المطران مسرة

اتقن علمنا اللغات العربية واليونانية والفرنسية والعثمانية والانكليزية… وكان جزء من عظاته التي يكتبها وهو طالب في خالكي باللغة الفرنسية كما تؤكد الوثائق البطريركية.

رقاده بالرب

رقد علمنا المتروبوليت جراسيموس مسرة في شباط1936 عن عمر ناهز ال77 سنة مليئة بالجهاد الحسن وتنمية الوديعة، وبعد شيخوخة صالحة قضاها في الجهاد الأمين في سبيل امنا الكنيسة الأرثوذكسية عامة، والكرسي الأنطاكي المقدس عامة

وحصل له مأتم لائق بعد ان سجي جثمانه في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت بحضور رسمي من الحكومة اللبنانية والمنتدبة الفرنسية وروحي بمشاركة كل رؤساء الكنائس وشعبي من كل رعيته، وكان احتفالاً عز نظيره .

حواشي البحث

كتاب الانوار في الاسرار
كتاب الانوار في الاسرار

1- جورج او جرجي اسمه العلماني.

2- قلاية هي صومعة الراهب والمقصود هنا دار المطرانية.

3- جرت العادة في الكنيسة اليونانية وكان منها كنيستنا الأنطاكية زمن رئاستها اليونانية… ان يتم تغيير اسم المنتخب للكهنوت حتى ولو كان يحمل اسم قديس لذا تغير اسمه من جرجي الى جراسيموس.

4- المطران روفائيل هواويني الدمشقي 1893 -1915 وكان برعاية السيد ديمتري شحادة وهو في روسيا ومدرساً في قازان.

5- رسائله مع السيد ديمتري شحادة، الوثائق البطريركية وقد رد فيها على البعض في ابرشية بيروت الذين قالوا بابقاء السدة البطريركية الأنطاكية لليونانيين، لعدم اهلية الاكليروس الوطني وقد لعبوا من خلف الكواليس حتى تم انتخاب السيد جراسيموس من رهبنة القبر المقدس الأورشليمية واحد مطارنة الكرسي الأورشليمي بطريركاً خلفاً للراحل ايروثيوس، وقد شكلت هذه صدمة كبيرة للشماس جراسيموس مسرة اوقفته عن اندفاعته المخلصة.

6- الرسامة في الكنيسة اليونانية تتم في القداس ذاته حيث تتم رسامة الشماس كاهناً ويرقى وفي القداس ذاته الى رتبة الارشمندريت، وللعلم فان الكهنوت هو الدرجة الوسطى بين الشموسية والأسقفية، بينما الارشمندريت هو كاهن انما برتبة تدبيرية رئاسية وهي تدبير رهباني… ولا تمنح الا للمتبتلين لذا يلبس لاطية الرأس كبقية الرهبان.

7-بلغ عدد الذين قضوا من اهالي بيروت جوعاً على ارصفة دمشق في مجاعة السفر برلك 80 الفاً ( العصر الدموي- ناصيف ابوزيد)

قسم من الأبنية التي شيدها المطران جراسيموس مسرة في دير القديس جرجس بسوق الغرب.
قسم من الأبنية التي شيدها المطران جراسيموس مسرة في دير القديس جرجس بسوق الغرب.

 

 

 

 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *