الملاك الأبيض ميشيل العشي الدمشقي

الملاك الأبيض ميشيل العشي الدمشقي

الملاك الأبيض ميشيل العشي الدمشقي

الملاك الأبيض ميشيل العشي الدمشقي

شخصية دمشقية ظريفة جداً عاشت في القرن العشرين في دمشق.
الجيل القديم من الدمشقيين والذين من عمري يعرفه جيداَ، فكان متواجداَ بشكل يومي في ساحة باب توما بجانب حارة الجورة حيث يسكن في اول الحارة ويتغاوى بطلته أمام طالبات المدارس، كما كان يشاهد بالقرب من قصر الضيافة في السبعينيات والثمانينيات وقت خروج بنات المدارس، أو في منطقة عين الكرش امام مدرسة اللاييك والصبايا كن يتحلقن حوله ويضحكن بملء اصواتهن من السير التي يحدثهن بها وكان حديثه كثيراً مايكون ملغوما لهن متغزلاً بهن مايزيدهن من احاطته ومسك يديه واو السماح لهن بمشاهدة طربوشه او وضعه على رأس من تسعده بنعومة حديثها معه… وهو يذوب امامهن جميعهن… والسعادة تعتمر وجهه ويبتسم مختالاً بأناقته.

الملاك الأبيض ميشيل العشي الدمشقي
الملاك الأبيض ميشيل العشي الدمشقي

أو في الشعلان يلاعب أطفال الفرانسيسكان، بطربوشة الأحمر وبدلته البيضاء يزينها وردة أو قرنفلة بيضاء اللون أيضاَ، وحذاء أبيض..يشبه الملائكة ببياضه الناصع واسمه:

“الملاك الابيض”
في العادة كلما شاهد “الملاك الابيض” فتاة، جميلة كانت أم قبيحة، شابة أم عجوز، يضع يده اليمنى المخفية في قفاز أبيض على قلبه، ويتنهد بحسرة وحرقة أمامها…
من عاصر “الملاك الأبيض” يعرف أن الرجل كان من مجانين دمشق انما الذين جنونهم كان هادئاً وعذباً ولطيفاً، مثلاً كان يدعى أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قد سرق الحانه واغانيه ونسبها لنفسه، ويزعم بأن عبد الوهاب كان يغار منه وحاول إغتياله بدمشق بعشر طلقات من مسدسه.
وهو”القتيل الحي”، أو “الملاك” كما كان يصف نفسه.

ونتيجة لغلاظات بعض الشباب عليه بسرقة طربوشه واللعب فيه قام بربطه برباط مطاطي الى ماتحت ذقنه، وكان الصق ملصق ملاك صغير في واجهة طربوشه.

عائلته
كان ابن عائلة دمشقية شهيرة آل العشي واسمه الحقيقي ميشيل العشي وانه من عائلة محترمة من حي الجورة، فارق الحياة عام 1988
مذكراتنا حوله
كنا نناديه “مسيو ملاك” وهو كان سعيداً بهذه التسمية… وكان يقول عن نفسه “انه ضحية النساء وماعملنه من سيئات معه”، ولكنه في الحقيقة كان عاشق لكل انثى…

هكذا كان يقول لنا: “يا اخي بحبون كلن، الله وكيلكن كلن، كانوا اكلة طيبة واكلة مليئّة…” ونحن كنا نسأله: شو مسيو ملاك حكيلنا شو صار معك اليوم مع بنات الفرنسيسكان…” وهو يجيب ببطولاته الوهمية والبنات في الواقع، كن يضحكن عليه…
كنا نحضره مساء في كل يوم في ورشة صياغة مجاورة لسكناه في أول الجورة حيث يزورنا، يتغنى ببطولاته كل يوم مع بنات المدارس وكنا نطلب منه ان يغني فكان يغني ويرقص ويستخدم صناجات الاصابع كما في الصورة وكان صوته جميلاً وصاحب إذن موسيقية ويعزف على العود حيث يحضره معه.
رحمه الله…

  • Beta

Beta feature


Posted

in

,

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *