المناولة المقدسة

المناولة المقدسة

المناولة المقدسة

المناولة المقدسة

توطئة

يشدد آباء الكنيسة على ان هدف القداس الالهي هو اشتراك المؤمنين في المناولة المقدسة، اي الاشتراك في جسد الرب ودمه الكريمين وهذا مايميز القداس الالهي عن سائر الصلوات لذلك يفترض بكل مؤمن اشترك في القداس الالهي ان يتوج اشتراكه هذا بالمشاركة بالقدسات اي المناولة…

الاستعداد للمناولة

الصوم وهو تقليد الكنيسة القديم من خبرة القديسين الطويلة، من اعلان الكتاب المقدس حيث كل حدث هام كمعاينة الله في المناولة يسبقه الصوم.
الابتعاد عن كل جو عالمي او ثقل في الطعام وفي الشراب وفي المعشر بل بالعكس يحاول المؤمن ان يدخل في جو من التوبة والتخشع والانسحاق عن طريق التوبة والصلاة او قراءة الكلمة الالهي او قراءة صلاة المطالبسي ( قبل المناولة)
المصالحة مع البقية ” ان اردت ان تقدم قربانك للمذبح اذهب اولاً وصالح اخاك…”
لذا تعلم الكنيسة اولادها وجوب التقدم للمناولة المقدسة بشرط الاستعداد بالرهبة والتخشع لأن المناولة هي للذبيحة غير الدموية اي جسد الرب ودمه الكريمين…

 اهمية المناولة المقدسة

1- أول أهمية له هي الثبات في الرب: “مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنه فيه” (يو56:6).

2- كذلك التناول هو الخبز الروحي: “مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو54:6). “من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد” (يو58:6).

3- هذا التناول هو عملية تطعيم كما في الأشجار (رو17:11؛ يو5:15).

4- كما نقول في القداس: “يُعطى عنّا خلاصًا، وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه”، مثل قول الكتاب في (عب22:9؛ 1يو7:1).

6- التناول أيضًا هو عهد مع الله: فنقول في القداس الإلهي قول الكتاب “لأنه في كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي، وتذكرونني إلى أن أجيء” (1كو26:11).

لماذا يصف الكتاب المقدس هذا المتناول بأنه مجرم؟

من يأكل هذا الخبز أو يشرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه

(1كو 27:11)

سر الاعتراف قبل حضور القداس والتناول
سر الاعتراف قبل حضور القداس والتناول

لما كانت الجريمة هى أشد درجات الخطأ لذا ولأن الكتاب المقدس يصف المتناول بدون استحقاق بالمجرم في جسد الرب ودمه، لذلك إذا تناول الانسان بدون إستحقاق على سبيل العادة وانا اعرف انساناً كان يحضر يوم الاحد اكثر من قداس وفي اكثر من كنيسة ويتناول في الجميع وكأنه يتناول طعاماً عادياً، كذلك وخاصة في القداديس المسائية التي بالعادة بات يتقدم اليها كل المصلين ويكونون قيل هنيهة قد تناولوا طعام الغداء او شربوا الماء او السجائر او…قبل مشاركتهم في الصلاة… وآخرين يحضرون الى القداس الالهي قبيل النهاية فقط ليتناولوا ويخرجوا حتى بدون البركة… فحين ذاك لايصبح هذا وغيره مخطئين فقط بل مجرمين فى حق جسد الرب ودمه لأنهم يستهترون بالقدسات…

وقد أوضح الإنجيل الطاهر سبب توصيفه لهذه الممارسات بهذا الوصف الشديد بأن فاعلها “غير مُمَيِز جسد الرب” 1كو 29:11

أى انه لاينتبه إلى حقيقة أنه جسد الرب المستحق للإكرام والتمجيد بل يتعامل معه بإستخفاف كما أنه لو كان خبز بسيط ولا يعطيه الإنتباه والاحترام اللائق بجد الرب المقدس

– ثم يحذرنا الأنجيل من عقوبات هذه الخطية قائلاً:”من اجل ذلك فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون.” 1كو30:11

أى أن الله ضربهم بهذه الضربات عقاباً على استهتارهم بالتناول.

*مادام الأمر بهذه الخطورة فالأسهل لى ألا أتناول نهائياً ؟

الملعقة المقدسة
الملعقة المقدسة

كأنك تريد أن تحرم نفسك من الله هرباً من طاعة وصاياه!!

-إن التناول هو ضرورى جداً لحياتنا الروحية وهذا هو كلام رب المجد نفسه إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليست لكم حياة فيكم يو53:6

أى أن حرماننا لأنفسنا منه يعتبر انتحاراً روحياً.

-إن الله يدعونى للثبات فيه بالتناول فيقول من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وانا فيه يو56:6

فهل أرفض الثبات في الله ؟؟؟ فأصبح فريسة سهلة للشيطان !!!

-إن الله يدعونى إلى وليمته الروحية المقدسة فهل ارفض دعوته !!

هل أرفض الغذاء الروحى الذىي يعطينى الحيوية والقوة الروحية مثلما يقول القديس كيرلس الكبير

فلنمسك به بواسطة سر الافخارستيا لكي يحررنا من امراض النفس وهجمات الشيطان

كما يقول القديس كبريانوس.

من الواجب ان نعطى المناولة للمضطهدين حتى لانتركهم عزلاً بلا سلاح بل فلنسلحهم بحماية دم المسيح وجسده، وواجب اساس هو مناولة الجنود قبل القتال والمسجونين والموقوفين والمرضى والمدنفين لتشديدهم بالرب بتناول جسده ودمه الكريمين.

-انه شفاء وتطهير لامراض نفوسنا واجسادنا وارواحنا وحصناً وحفظاً لنا من فخاخ عدو البر وقوة ومعونة لحياتنا وجهادنا الروحى لطريق الابدية

-لذلك فإن الكنيسة تدعونا لعدم الانقطاع عن التناول لأسابيع متوالية لئلا تقوى علينا الارواح الشريرة

-لا يمكن لأى انسان ان يتحصن ضد الشيطان بدون التناول المتواصل لا الكبار ولا الاطفال الرضع بل ولا حتى القديسين السواح فىالبرارى فإنهم لا ينقطعون ابداً عن التناول بل ينتقلون بقوة الروح الى اديرة وكنائس معينة فى منتصف الليل حيث يقيمون القداس الإلهى ويتناولون

– إن سر التناول مملوء بالبركات الكثيرة جداً

1- حياة وشفاء لأرواحنا ونفوسنا واجسادنا بالمداومة عليه

2- الطعام الباقىيو 27:6 الخبز الجوهرى للحياة الروحية وللدهر الآتي

المناولة المقدسة
المناولة المقدسة

3- غذاء روحى يحصننا ضد هجمات الارواح الشريرة

4- غفران للخطايا مت28:26 فكل الخطايا التى لم نعترف بها ليس تعمداً بل بسبب الجهل بها تغفر لنا فى سر التناول حيث يصلى الاب الكاهن وغفراناً لجهالات شعبك

5- يثبتنا فى المسيح يو56:6 ويوحد المؤمنين معاً 1كو17:10

كما يوحد الكنيسة المجاهدة على الارض مع الكنيسة المنتصرة فى السماء

لذلك نذكر اسماء القديسين المنتقلين والشهداء فى القداس الالهى كتعبير عن وحدتهم معنا فى المسيح ليكون الجميع واحداً يو21:17

6- هو كرازة بالفداء الالهىوالمجئالثانى لذلك مكتوب :

فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخًبِرون بموت الرب الى ان يجئ 1كو26:11

7- هذا الحضور الفعلى للرب بجسده ودمه الحقيقيين الاقدسين يعيد الى ذاكرتنا كل ذكرى آلامه عنا لذلك يقول إصنعوا هذا لذكرى لو19:22

لأن هذا الحضور الفعلى للرب سيجدد فى عقولنا شريط الذكريات فتتجدد وتنتعش محبتنا له

-فإن القداس الإلهى لا يقتصر فقط على صلاة التقديس ثم التناول بل بل يشتمل ايضاً على سيرة الرب : تجسده وميلاده وعماده (اثناء تقديم الحمل) ثم تعاليمه (من خلال قراءات الانجيل) ثم ذكرى آلامه عنا وصلبه وقيامته وصعوده وانتظارنا لمجيئه الثانى وللدينونة العادلة التى سنحصد فيها ثمار طاعتنا له وثباتنا فيه بمداومة التناول من جسده ودمه الاقدسين.

-والشيطان يعطل اعترافنا وتناولنا بتثقيلنا بالشكوك والزوابع الشيطانية والكآبه والكسل والنعاس الثقيل .” فقاوموه 1بط9:5 فيزيلها الرب”.

*فماذا افعل لكى اتناول باستحقاق ؟ كيف استطيع ان اتناول بدون ان اصبح مجرماً فى حق جسد الرب ودمه؟

ويوجد شروط للحصول على هذا

1- الايمان المسيحي الارثوذكسي والمعمودية الارثوذكسية

ويستثنى الاطفال من شرط الايمان للحصول على المعمودية لان للاطفال معاملة خاصة اذ قال الرب:” دعوا الاطفال يأتون الى ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات” مت 14:19 لذلك يتم عمادهم بضمان الاشبين ولا يجوز مناولة الاطفال غير المعمدين، بل يجب تعميدهم اولاً.

– ذلك لان المعمودية تمنح نعمة الولادة الثانية الضرورية لدخول الملكوت مثلما قال الرب ان كان احد لايولد من الماء والروح لايقدر ان يدخل ملكوت الله يو5:3 اذ ان المعمودية تمنح المتعمد ثوب البر الابيض الروحانى الذى يؤهله للدخول الى مملكة المسيح التى على الارض ثم التىفى السماء وبالتالى تؤهله للتقدم الى مائدة الرب المقدسة

2- الشرط الثانى للاستحقاق هو الحفاظ على نقاوة هذا الثوب اذ ان الخطايا التى نفعلها تفسد نقاوته وبهائه فيصير ملطخاً لذلك يقول رب المجد عن القديسين انهم هم الذين لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معىفى ثياب بيض لانهم مستحقون رؤ4:3 وهذا الاستحقاق الناتج عن النقاوة هو الذى يؤهلنا ايضاً للتناول باستحقاق

3- كما يجب على المتقدم للتناول الا يشك فى حقيقة التناول، لان الذى يشك يتساوى مع اليهود الذين شكوا فى كلام الرب عن حقيقة جسده ودمه، عندما قال:” انا هو الخبز الحي الذى نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد والخبز الذى انا اعطي هو جسدي الذى ابذله من اجل حياة العالم”( يو 51:6) فإن اليهود حينئذ شكوا فى قدرته على فعل ذلك وتذمروا قائلين:” كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لنأكله” يو52:6

وماحدث عندئذ هو امر هام يجب ان ننتبه له جيداً، اذ لو كان كلام الرب عن اكل جسده هو من قبيل التشبيهات المجازية، لكان الرب قد اوضح ذلك، لكى يريح نفوس المتشككين والمتذمرين. ولكن ماحدث هو عكس ذلك تماماً، اذ اصر الرب على حقيقة اكل جسده وشرب دمه، وكرر التاكيد عليه بثلاث تاكيدات قوية:” الحق اقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم، من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة ابدية وانا اقيمه فى اليوم الاخير لان جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق” (يو55,54,53:6)

الكأس المقدسة والملعقة المقدسة والمنديل والمتناول
الكأس المقدسة والملعقة المقدسة والمنديل والمتناول

وهكذا أزال الرب كل الشكوك وأثبت بكل الوضوح ان كلامه ليس من قبيل التشبيهات المجازية الرمزية بل انه هو الحقيقة الاكيدة.

وهذه بعض الارشادات للمتقدمين للتناول

1-صيام انقطاعى 9 ساعات قبل التناول بدون تجاوز منتصف الليل مع عدم المضمضة بالماء لانها تكسر الصوم الانقطاعي لانها ترطب الفم وتبل الريق ذلك للكبار اما الصغار فيكون قبل 6 ساعات فقط.

2-الذهاب للكنيسة بملابس مقدسة محتشمة تليق بالله مقدسة جسداً وروحاً1كو34:7

3-حضور القداس مبكراً قبل قراءة الانجيل والمبكرون يفرحون اكثر والاعتراف للكاهن قبل بدء الخدمة الشريفة كما لايزال المؤمنون في الكنائس الروسية والسلافية والصربية الارثوذكسية.

4-بعد تناول الجسد المقدس نغطى الفم بلفافة بكل حرص لمنع خروج شئ من الفم.

5-صرف المناولة بشرب قليل من الماء مع تقليبه فى الفم وذلك قبل اكل اي شئ آخر،وقبل الخروج من الكنيسة احتراماً لقدسية المناولة علماً بان المناولة وصرفها بقليل الماء لايكسران الصوم الانقطاعي كإستثناء لضرورتهما القصوى معاً بل ان الصوم الانقطاعي مع التناول يصبح اقوى جداً

6-عدم مغادرة الكنيسة قبل بركة الاب وتسريحه للشعب قائلاً:” بركة الرب فلتحل عليكم… لنخرج بسلام…”

7-عدم الكلام الباطل لئلا تفارقنا نعمة المناولة بل الشكر والصلاة وقراءة المزامير

8-عدم البصق او اخراج شئ من الفم لمدة تسعة ساعات بعد التناول

اما للمرضى معاملة خاصة بالاتفاق مع الاب الكاهن وبحسب حالتهم.

المناولة المقدسة بالملعقة

درج التقليد في الكنيسة الأرثوذكسية أن يناول الكاهن المؤمنين القربان المقدس بواسطة ملعقة مقدسة مايثير خوف بعض المسيحيين من ان تنتقل اليهم الجراثيم والعدوى…

لو كان الأمر كذلك لَما بقي أيّ كاهن على قيد الحياة، ذلك أن الكهنة يتناولون، في نهاية القدّاس (تسمى التلمذة)، كلّ ما تحتويه الكأس المقدّسة الّتي يكون قد تناول منها عدد كبير من المؤمنين المصابين بأمراض متنوّعة إلى جانب الأصحّاء؛ فإنّ جسد الرّبّ ودمه هما “نار تحرق كلّ شيء، وتطهِّر وتشفي المؤمنين”

“خذوا كلوا هذا هو جسدي… اشربوا منهم كلّكم… هذا هو دمي”

الحادثة التالية تشير كغيرها من الحوادث الكثيرة إلى هذه الحقيقة

عندما كان كاهنًا واعظًا في “أتيكي”، ذهب المتروبوليت “بندلايمون فوستينيس”، مطران “خيوس” (رقد عام 1962)، إلى مصحّ مرضى السّلّ العائد لمؤسّسة “سوتيريّا” (الخلاص)، للاحتفال بقداس إلهي، فأحضر إليه الممرّضون وعاءً يحتوي على ملاعق كثيرة، فسألهم: “لماذا أحضرتم هذه الملاعق؟”

أجابوا: “طلب الأطبّاء أن تُناوِلَ المرضى بهذه الملاعق مبتدئًا بأصحاب الإصابة الأخفّ ومنتهيًا بذوي الإصابة الأثقل.”

أجابهم الكاهن بإيمان

“لا حاجة لهذه الملاعق، لديّ الملعقة المقدّسة”

ثم ناول المرضى بالطريقة القانونيّة، وبعد ذلك ٱقترب من الباب الملوكي ليتناول ما بقي في الكأس المقدّسة، وأراد أن يُظهر للجميع وخصوصًا الأطباء “أنّ المناولة الإلهيّة نارٌ تحرق كلّ زغل”.

لذا فان أحد الهموم التي يعبر عنها بعض المؤمنين الذين يشتركون بالقداس الإلهي ويتناولون جسد ودم السيد الكريمين، هو حاجتهم إلى أن لا يتناولوا بالملعقة نفسها التي يتناول منها الآخرون. والكثيرون يسارعون لأول الصف، بشكل فوضوي لايحترم الخشوعية المطلوبة، ليكونوا اول المتناولين، والبعض وبعد حضورهم القداس الالهي لايتناولون، ويذهبون الى كنيسة طائفة اخرى تناول بدون الملعقة، ان كان بالقربان او البرشام !

الحقيقة هي أنه كما يشترك عدد من الكهنة بالمناولة من كأس واحدة، كذلك الأمر بالنسبة للمؤمنين إذ يشتركون بالملعقة الواحدة. أما الخوف الذي يعبَّر عنه فهو التقاط عدوى وبعض الجراثيم وغيرها من الأمراض التي قد ينقلها الاحتكاك بلعابٍ وبأحمرِ شفاه مصدره شخص آخر تقدّم إلى المناولة. فالسؤال الذي يطرحه هذا الموضوع هو:

فهل من داعٍ لهذا الخوف؟

المناولة بالملعقة لاتخافوا منها
المناولة بالملعقة لاتخافوا منها

الضعف البشري يبرر هذا السؤال. الجواب الفوري هو لا. من وجهة نظر مايكروبيولوجية بحتة، نسبة الكحول عالية جداً في النبيذ الأحمر الحلو الذي يستعمل في المناولة. هذا يعني أن فرص الحياة عند الباكتيريا والجراثيم هي بالواقع شبه معدومة. مع أننا جميعاً نتناول جسد المسيح ودمه فالجراثيم غير المرئية التي قد تلج فمنا من الشخص الذي سبقنا بالمناولة هي بلا ضرر. فمن وجهة نظر اختبارية صرفة، لم يسجل التاريخ أن كاهناً مرض، وأصيب بأي ضعف بعد تناوله القدسات، علماً أن الكاهن يتناول في نهاية القداس كل ما يتبقى في الكأس بعد كل المؤمنين بما نسميه “التلمذة”.

وفي النهاية، من وجهة نظر روحية، القدسات هي بالتحديد مقدسة أي ممتلئة من كامل حضور الرب ونعمته، وهي عطايا إلهية لا بشرية “لأن كل عطية صالحة هي من لدنك يا أبا الأنوار” (من صلاة خلف الأمفو في نهاية القداس الإلهي). إذا كنا فعلاً نؤمن بالله، فسوف نعرف تماماً أن الله لا يسمح لأي ضرر بأن يأتي إلينا خاصةً عبر المناولة المقدسة. كما ذكرنا سابقاً، الضعف البشري يبرر هذا السؤال، لكن البشر لن يتخطوا هذا الضعف إلا بالإيمان.
كيف كانت المناولة قديما؟

مهم لنا أن نعرف أن المناولة عند المسيحيين الأوائل كانت تتم بطريقة مختلفة كلياً عن ما نمارسه. فقد كان المؤمن يأخذون من الكاهن قطعة من الخبز المتحوّل في يديهم، من ثم يشربون مباشرة من الكاس، تماماً كما يتناول الكهنة اليوم. بالواقع أن بعض الليتورجيات القديمة، كالقداس الإسكندري للقديس مرقس والأورشليمي للقديس يعقوب، ما زالت تدعو المؤمنين إلى المناولة بهذه الطريقة. لكن الكنيسة، خوفاً من وقوع حوادث مفاجئة، اعتمدت مع الزمن طريقة فيها يخلط الكاهن الأجزاء ويضعها بتأنٍ على لسان المؤمن الذي يدخلها إلى فمه. منذ القرن التاسع عشر، انتقلت الكنيسة المقدسة إلى طريقتنا التي نمارسها اليوم أي باستعمال الملعقة
الخوف من انتقال المرض في المناولة هو ضعف في الإيمان واستخفاف بالقدسات. لهذا، وفيما لا يوجد أي مبرر للخوف من المرض، من الضروري أن يتبع كل المؤمنين بعض الأمور الأساسية عند مقاربة الكأس المقدسة. كما تحدثنا اعلاه عن الاستعداد للمناولة وما يسبقها من صلوات في الغروب والنوم والسحرية…

ماذا يجب ان نعمل عند المناولة؟

إن ما يتم تطبيقه يختلف بين مؤمن وآخر وكاهن وآخر…

أولاًمن الضرورة مسح الفم جيداً بعد المناولة. هذا يمنع الأجزاء من الوقوع عن غير قصد على الأرض.

من الضروري للنساء اللواتي يضعن أحمر الشفاه أن يمسحنه قبل المناولة، والأصح أن لا يضعنه عندما يأتين إلى الكنيسة. إن هذا لا يُظهر فقط الاحترام الموافق لجسد المسيح ودمه، بل أيضاً يظهر احترام الإخوة المشتركين في الخدمة والراغبين في المناولة.

أخيراً، عند المناولة، قد يفضل البعض أن يفتحوا أفواههم بشكل واسع ليسمحوا لكي لا تلامس الملعقة أفواههم. هذه الطريقة تؤدي أحياناً إلى إيقاع القدسات، لذا مستحسن في حال اتُبعت ألاّ يرمي الكاهن القدسات بل أن يسكبها في الفم دون أن يلزم المؤمن بمسح الملعقة، (مع الاشارة الى ان بعض الكهنة يلزمون المتناول ان يمسحوا الملعقة…وهذا ظهر كنوع من رد الفعل على الذين يرفضون التناول بالملعقة ، او يفتحون الفم ليلقي الكاهن القدسات فيها كما سلف).
في الختام، ما يكمّل الخدمة ويقدّس المؤمنين ويضمن صحة الممارسة وعدم وقوع حوادث تهدر الجسد والدم على الأرض هو الإيمان الصحيح بأن هذا الذي نتناوله هو فعلاً جسد المسيح ودمه وأنه لشفاء النفس والجسد. مَن يقرأ سير القديسين يرى حالات كثيرة من الأمراض والتجارب شفتها المناولة التي أتت بعد استعداد صحيح وتوبة صادقة واستجابة لإيمان مستقيم.

الخاتمة

مما لامندوحة عنه ان ايماننا بالرب يسوع الذي اتى وخلصنا من الخطيئة وبذل ذاته على الصليب، وهو الذي في وسط كنيسته، يدعونا من خلال التقليد الشريف والايمان الارثوذكسي ( المستقيم الرأي وليس الطائفي) ان نتمسك اكثر في هذه الازمنة الحاضرة التي اباحت كل المنكرات والشواذ على حساب الايمان باللهوربنا الذي افتدانا لن يتركنال في شدة فان كنا مؤمنين به اكيد نحن مخلصون ولايهم ان تناول بالملعقة الواحدة مرضى مستشفى كاملة ومعهم نحن لأنه في جسده ودمه الكريمين يحرق كل زغل.

واورد هنا حادثة حقيقية عن عظمة هذا السر سر الافخارستيا والمناولة بالملعقة الواحدة

كانت احداهن تجادل بعض معارفها عن طريقة المناولة في الكنيسة الأرثوذكسية وانتقادها لهذه الطريقة البدائية…

فقالت علنا:ً
“أنا أذهب إلى صلاة الجماعة كل أحد وعيد، ولا أنقطع أبداً. ولكني لا أقترب من الكأس المقدسة. إذ كيف أتناول من ملعقة واحدة مع مئات الناس، وأنا لا آكل حتى مع ابني من صحن واحد فكيف بملعقة واحدة؟

فرد عليها أحد سامعيها بقوله صارخاً:

“إنهم ليسوا مئات الناس، بل إنما هم جسد واحد، هو جسد المسيح نفسه!!!، هم الكنيسة”
صعقها الجواب بعد أن فهمته، وأقبلت للمناولة وبالملعقة ذاتها مع كل الناس، وهي اليوم تخجل مما كانت تفكر فيه أمس…

مصادر البحث

الاب انطون ملكي…/ التراث الارثوذكسي

السراج الارثوذكسي…

روم ارثوذكس…

الحق والضلال…

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *