الموسيقى البيزنطية ليست بيزنطية بل سورية
مقال جميل وصائب للصديق الآثاري المهندس ملاتيوس جبرائيل جغنون وعالم اللغات القديمة الحية والميتة وخاصة اللغة اليونانية القديمة وهو اللاذقي الشهير، وهو زميل كنا معا في تسعينيات وختام القرن 20 في قسم الدراسات والنشر بمجلس كنائس الشرق الاوسط، وكان يخدم الوطن في الآثار والمتاحف وله دراسات موثقة مميزة في هذا المجال ولايزال بالرغم من ابتعاده بكل اسف الى كندا لايزال يثرينا بأبحاثه المعتزة (كما نحن معتزون ) بسورية وآثارها وحضارتها وخاصة الحضارة الرومية كما نحن على وسائل التواصل الاجتماعي …
هذا المقال نشره في دورية النشرة البطريركية بدمشق السنة التاسعة 1999 العدد الاول.
وقد راق لي لمنهجيته التاريخية ودقته وموثوقيته… وانا انشره بحرفيته الا ما اضطرني النص للتصرف فأضيفه كالعادة مابين قوسين (….) وان كان لدي قناعات مختلفة ببعض القضايا التي اثارها والجوهرية واستبدلت تسمية البيزنطية بالرومية وفق قناعتنا اينما حلت وابتعدنا مجتزئين في آخر النص عما يمكن ان نشكل نقطة خلافية (لاسمح الله) معه…
“الموسيقى البيزنطية ليست بيزنطية بل سورية”
بعد التحية لهذا الصديق البعيد جغرافيا والعالم والعلامة الجليل في اهتماماته بالآثار واللغويات الشرقية اقول (الادق وانصافا للحضارة الرومية الزاهية التي نحن من ابنائها ان نقول الموسيقى الرومية وليست البيزنطية لأن هذه التسمية مدسوسة مغرضة استخدمها علماء الغرب والبابوية اساسا كي لايجعلوا الامبراطورية الرومية المسيحية الارثوذكسية استمرارا للأمبراطورية الرومانية، لاسيما والامبراطورية الرومية التي امتدت لأكثر من عشرة قرون زاهية من العلوم واللاهوت والاداب والموسيقى المسيحية وانتهت بغزو القسطنطينية عام 1453 وسقوطها وافول شمس هذه الحضارة الاكثر اشراقا في مراحل التاريخ الانساني الزاهي، وبسقوطها انتهت مرحلة التاريخ الوسيط وحتى لايتكرر التوضيح عن تسمية البيزنطية سنرى ادناه توضيحا من الكاتب أ. ملاتيوس عنها….

نص المقال:
المجد للآب والابن والروح القدس ، آمين
كثيرا ما نأخذ التسميات على علاتها، دون تدقيق،او تمحيص، حتى ان هذه التسميات اكتسبت بفعل الزمن، قوة البداهة، واصبحت بفعل “حصانة البداهة” ومناعتها المكتسبة هذه مسلمات يكاد لايخطر ببال هذا لأحد أن يضع هذه المسلمات في انبوب الاختبار، فالويل له من ألسنْ المُسلِّمينبها ومن اقلامهم.
ومن هذه المسَّلمات الكثيرة، مادرجنا على تسميته بالموسيقى البيزنطية” التي لم يبق منها اليوم حياً شاهداً إلا مايجلجل في جنبات كنائسنا من تراتيل وترانيم اصبحت هي المكافئة التاريخية للموسيقى البيزنطية، ماهي بيزنطة، وماهو البيزنطي وباختصار شديد.
بيزنطي، هي الصفة من لفظة بيزنطيون، وبيزنطة أصلاً هي المدينة التي اسستها حسب التقليد المكتوب، مجموعة من المستوطنين اليونان الذين قدموا من ميغارا حوالي عام 659ق.م على الجانب الاوربي لمضيق البوسفور جنوبي بحر مرمره وعلى الرأس المعروف بالقرن الذهبي. وقد اعطاها مؤسسوها اسم قائدهم بيزنس وهو شخصية مهمة في التاريخ لا يُعرف عنها إلا اسمها فقط. ثم تطورت المدينة لتصبح فيما بعد عاصمة للامبراطورية الرومانية الشرقية (الرومية)، وأخذت المدينة عندها اسم الامبراطور قسطنطين الملقب بالكبير، فيما توسع مدلول اسم بيزنطة ليشمل الامبراطورية على اتساعها ولتعرف به فيما بعد. ثم ان المدينة آلت الى استنبول اليوم، وانه لمن النافل القول بأن سلطة بيزنطة الامبراطورية شملت فيما شملت الأراضي السورية بكاملها، بما في ذلك عاصمتها أنطاكية ردحا طويلا من الزمن فاق الاربعمائة عام.
واثناء فترة الحكم البيزنطي ( الرومي) على سورية، وعلى المشرق العربي عموماً استمرت الحياة، رغم الاحتلال، كما كانت دوماً، ولم تتوقف عملية الأخذ والعطاء والتفاعل والمثاقفة خلالها، فانتشرت صياغات والوان وأشكال جديدة من الفنون كان لسورية فيها دور المعطي اكثر مماكان لها دور الأخذ، ودور المؤثر أكثر مما كان لها دور المتأثر فأنتجت صنوفاً جديدة من العمارة بكافة أشكالها ( المدنية والدينية والعسكرية…)، وبرعت فيها، كذلك برعت في فن الايقونة أيضاً، اما على صعيد الموسيقى، فلم يكن دور سورية والسوريين بأقل على الاطلاق، وهذا مايهمنا على نحو خاص في بحثنا هذا.
هل البيزنطي ( الرومي) هو بيزنطي (رومي) فعلاً؟ وكيف أُلبس السوري بالبيزنطي (بالرومي)؟
دأبت أقلام الباحثين من غربيين وشرقيين، وجرى على خطاهما السوريون أيضاً على اطلاق تسمية البيزنطي (الرومي) على شكل العمارة والايقونة والموسيقى التي راجت في سورية والمشرق اثناء فترة الحكم البيزنطي ( الرومي) على سورية. ونحن ماكنا لنشعر بأي خجل او حرجمن ان نطلق هذه التسمية على كل ماهو بالفعل بيزنطي (رومي) الملامح والروح والسمات من عمارتنا أو ايقونتنا أو ليتورجيتنا، بل كنا سنتقبلها موضوعياً من منطلق ان الحقائق التاريخية هي في نهاية المطاف حقائق لانملك أن نزَّوِرها ( من التزوير) لصالحنا. لكن الموضوع مختلف هنا، والحقيقة ليست كذلك، فما سُمِّيَّ بيزنطياً (رومياً) صرفاً أو لم يكن بيزنطياً (رومياً)، بل كان سورياً أو يكاد، أنتجته قرائح سوريين معروفين بأسمائهم، إنما من خلال الفترة البيزنطية ( الرومية)، أسّوِقْ أمثلة سريعة على ذلك:
فالعمارة البيزنطية (الرومية) في سورية نادرة جداً لدرجة نستطيع معها ان نقول انها معدومة عملياً. وان الدارس المتأني لمئات الأوراق الأثرية التي انتشرت في شمال سورية و جنوبها خلال الفترة البيزنطية، سيجد ان الكنائس والاديرة كانت تحمل السمة السورية باستثناءات نادرة مثل كنيسة “ابن وردان” او ما يُعرف خطأ ” ب” قصر وردان” وكنيسة القديس جاورجيوس في ازرع (مطلع القرن السادس) وكنيسة القديسين سرجيوس ولاونديوس وباخوس في بصرى (سنة512م) التي تحمل سمات يمكننا نعتها بالبيزنطية (الرومية) وهذه تذكرنا بكنيسة الحكمة المقدسة آيا صوفيا المشيدة عام 535م.أما مايسمى بالموسيقى البيزنطية فهي الأخرى ليست بيزنطية، واليكم البيان فيما يلي:

نشأة الموسيقى البيزنطية ( الرومية)
عندما نتحدث عن الموسيقى البيزنطية، فإننا سنسعى مابقي منها اليوم في ليتورجيتنا ومايُرتل منها في كنائسنا وأديرتنا الارثوذكسية والكاثوليكية التي تتبع الطقس البيزنطي او الرومي حصراً، دون أن ننسى الكنيسة المارونية الشقيقة التي تحافظ وان على نطاق محدود، على هذه الليتورجيا، الى جانب الليتورجيا السريانية القديمة التي تعتمدها بشكل اساسي.
طبعاً إن لفظة موسيقى لم تقتصر على الطقوس الدينية وحدها، بل تعدتها – في الأصل – الى المناحي المدنية كذلك، لكن، لسوء الطالع، لم يصلنا من هذه الأخيرة شيءٌ يمكننا التحدث بدلالته اليوم. ونحن، حين نتحدث عن التراتيل ” البيزنطية” (الرومية) فإننا سننظر اليها كما وصلتنا اليوم، وخصوصاً في منطقتنا السورية” ونكون بذلك انما ننظر حقيقة الى ظلال أو أصداء الأصول التي لم تعد متوفرة لدينا على الصورة الأساسية ال الروميةتي بدأت بها. ونكون واعين في نظرتنا هذه الى حقيقة التأثيرات التي عُدِّلت في الأصل خلال تتابع العصور، والمؤثرات الثقافية المختلفة الى حين ان وصلتنا على الصورة التي نعرفها اليوم، وتجدر بنا معرفة حقيقة هامة هي ان التدوين الموسيقي البيزنطي (تدوين النوتة الموسيقية الرومية) لم تُحَلْ رمزها إلا في النصف الأول من هذا القرن.(1)

على الرغم من استمرارية التراتيل حية دون انقطاع على حناجر المرنمين والمرتلين منذ نشأتها حتى يومنا هذا.
والموسيقى البيزنطية، ليست بيزنطية الاصل، بل هي سورية قلباً وقالباً ولدعم هذا الطرح، سأترجم حرفيا مقتطفات مفيدة مما جاء في الموسوعة البريطانية طبعة عام 1965 في مدخل الموسيقى البيزنطية.
” الموسيقى البيزنطية: “…قبل حل رموز التنويط والتدوين لجملة الأساس للتراتيل الليتورجية البيزنطية تحررت من الموسيقى الإغريقية ( اليونانية) القديمة…” وتتابع الموسوعة:”…وفي الحقيقة ان الترتيل البيزنطي، شأنه شأن الترتيل الغربي، ينحدر أساساً من الليتورجيا السورية-الفلسطينية…”
ثم تذهب الموسوعة الى التأكيد على استقلال الموسيقى البيزنطية استقلالاً تاماً عن النظريات الموسيقية اليونانية، إذ تقول”…ومع ذلك، فإنه طبقاً لنيكولاس سايتيس (حوال1200 م) في وصفه لكنيسة الرسل المقدسين في القسطنطينية، وكان يعلم الترتيل مستقلاً عن النظريات اليونانية عملياً.”
ولانكتفي بما جاء في الموسوعة البريطانية، بل نؤكد ان الموسوعة الأميركية – هي كذلك – تؤيد هذا الرأي كما تؤيده مصادر أخرى لايتسع المجال لايرادها هنا. تفيدنا المصادر أيضاً أن أقدم ما انتهى الينا عن اللون البيزنطي في الترتيل هو ترنيمة الاوكسي رينخوس(2) التي تمتدح الثالوث والتي تعود الى اواخر القرن الثالث المسيحي، وهي مدونة على شريط من البردي ( البابيروس) باستخدام الحروف(وليس النوتة الرومية او الابجدية الموسيقية الرومية)وتنسب الى مؤلفها أليبيوس.

نبذة عن المكونات الرئيسة للتراتيل الرومية
لاينبغي هنا ان نستفيض في تفاصيل التراتيل، فهذا شأن الباحث المتخصص، أو شأن المعاهد اللاهوتية والاديار والجوقات التي تُعنى بحفظ هذا التراث الوطني السوري، البحت الذي أُلصقت به صفة البيزنطي، كما رأينا أعلاه. لكن ماسنورده هنا، لا للتعريف بالمفاصل الرئيسية لهذا الفن المقدس، والراقي وحسب، بل، ومرة أخرى، لبيان المساهمات السورية في وضع أسسه وتطويره والحفاظ عليه عبر الدهور.
الطروبارية
وهي أقدم شكل معروف للتراتيل الكنسية السورية، واصل الكلمة اغريقي(تو تروباريون) ولعله مشتقة أصلاً من لفظة تعني التحول، التبدل، الدور.
وترجح المصادر ان الطروبارية سورية الاصل. وهي ترتيلة قصيرة تُحشرْ بعد كل ثالث أو سادس سطر من احد المزامير اول مانشأت لكن نظم الطروباريات، بشكل مستقل عن المزمور، يعود الى أيام الامبراطور ليون الاول 457-474م. وكان اول ناظمي الطروبارية أنثبموس وثيموقليس تبعهما ناظمون آخرون ، لعدد لايُحصى من الطروباريات. ففي القرن السادس كتب صفرونيوس (الدمشقي) البطريرك الاورشليمي الذي لم يعتلِ الكرسي البطريركي إلا متأخراً في القرن السابع 634-638م ( الذي سلم مفاتيح القدس للخليفة عمر بن الخطاب بشرط من البطريرك ليسلم القدس الى المسلمين السنة 636م) كتب اثنتي عشرة طروبارية لعيد الميلاد ومثلها للجمعة العظيمة.

القنداق
ثم ظهر في القرن السادس نفسه لون مركب من الطروبارية، وهو القنداق الذي استمد نكهته الشعرية ومحتواه وطابعه الدراماتيكي من الاشكال الشعرية السريانية الثلاثة المعروفة بالميامر (ج ميمر)(3) والمداريش(ج مدراش)(4) والسوغيتات (ج سوغيت)(5) والقنداق لفظة سريانية تعني اللفافة أصلاً جمعها لفائف يقابلها باليونانية قونداقيون التي تعني هذا النوع بعينه من التراتيل، وكان اعظم ناظمي القنداق القديس رومانوس المرنم السوري المولود في حمص والمتوفي عام 530م، وقد استوحى قناديقه من روح الشعر السرياني، لكنه كتبها باليونانية. وانتقل رومانوي الى القسطنطينية اثناء ولاية اناستازيوس الاول(491-518م) ووضع بضعة مئات من القناديق.
والقنداق في الأصل مجموعة مقاطع يتراوح عددها بين العشرين والاربعة والعشرين مقطعاً.ولأن كل مقطع شعري يغتذي وزنه بالمقطع القائد = هيرموس ( اي (تتابع او متتابعة) فإنها تستخدم جميعها ذات العدد من المقاطع اللفظية والوزن نفسه.

الكانين ( او الكانون)
هو اللون التالي الذي ظهر نحو عام 700 م، وكان قوامه أصلاً تسع مدائح تتكون كل منها من بضعة مقاطع، وكل من هذه المدائح تتبع وزنا مختلفاً.
برع في هذا النوع القديس يوحنا الدمشقي (675-749م) والقديس قوزما الأورشليمي المتوفي نحو 760م، وكانا راهبين في دير القديس سابا (بين القدس والبحر الميت)، حيث ازدهرت كتابة هذا اللون من التراتيل. وتنسب ترتيلة ( ان البرايا بأسرها…)الى القديس يوحنا الدمشقي في الأصل، ومن الجدير ذكره أن هذا القديس أعطى في مجال الترانيم ما لايقل شأناً عن عطائه في مجال الدفاععن الايقونة يوم كانت محاربتها في اوجها.
بعد قيامنا بهذا الاستعراض التاريخي لأصول أهم الوان التراتيل الكنسية غير ناسين ان نذكر، بشكل عابر، الأشكال الأخرى المعروفة كالاستيخن والأفشين والايباكوئي ( الطاعة ، الخضوع)…الخ
نصل الى حقيقة أن التراتيل الرومية كانت تراثاً سورياً، حتى وان كانت قد كتبت بالاغريقية. واشير هنا الى ان الاغريقية او اليونانية، كانت اللغة العالمية آنذاك دون ان ينطوي استخدامها ورواجها ايام شمول سورية تحت مظلة الامبراطورية الرومانية والرومية على اي غياب او تغييب للروح الوطنية اذ ما الذي يمنع احداً من ان يتقن الآن الانكليزية وآدابها الى جانب ثقافاته الوطنية؟ وهل يعني إتقان أحدنا هذه أو تلك من اللغات والثقافات غياباً للروح الوطنية عنده؟ لماذا تنشيء الدولة كليات لتدريس اللغات الأجنبية وآدابها وثقافاتها؟ اذا كان الموسيقى الرومية يونانية اللسان، فإن لم تكن يوماً الا سورية الروح والأصول كما رأينا، وكما رأى الباحثون الموضوعيون. ثم ان يونانية تلك الايام كانت تختلف وتتمايز عما سبقها، وعما اتى بعدها لسبب بسيط وهو ان اليونانية استشرقت وولدت صنفاً جديداً تمثل في باطنه خميرة الثقافة المشرقية السورية حتى ان المتسائل عن مكان الثقافة المشرقية فيها سيجد الجواب في كون هذه الثقافة المعروفة بالهلنستية لم ترتق الى سويتها المعهودة لولا مساهمات أبناء سورية من فلاسفة ومؤرخين ومفكرين وعلماء يضيق المجال هنا بمجرد التعريف السريع بهم وبمساهماتهم في ترقية هذه الثقافة أو اللغة(6).
خاتمتنا نحن
… نكتفي بهذا القدر من المقال …الذي يختص بالموسيقى الرومية وصديقنا يعتبرها سورية مكررين ان تسمية الرومي والرومية هنا وفي كل مايتحدث عن التاريخ هي جزء من حقيقة دامغة ان السورية كانت جزءا من الامبراطورية الرومية وقبلها كانت الامبراطورية الرومانية وقد اسهمت السورية في اعلان شأن الحضارتين الرومانية والرومية وان تسمية الرومي تعني كل المكونات السكانية لأنه ليس من عرق صاف في علم الديموغرافيا وتضم كل عناصر هذه الحضارة جميعها ذاب مع اربابها وانتج الحضارة الرومية وقبلها الرومانية…
حواشي البحث
1- لعل الاستاذ ملاتيوس يقصد في ذلك البروتو بسالتي متري المر ومؤلفاته الموسيقية وما اضافه اولاده كالاستاذ الياس وتلاميذه وهم كثر، لكننا نضيف ان الموضوع يعود الى منتصف القرن الثامن بيد القديس يوحنا الدمشقي الذي نظم الموسيقى الرومية وضبط الحانها الثمانية، ومقاماتها واوزانها وادخل فيها الالحان الفارسية والسورية و اليونانية…، فصارت بحق هي الموسيقى الرومية اي التي تحمل فنون المكونات الديمغرافية السكانية الداخلة في تكوين الامبراطورية الرومية وفي مظهرها البديع المعروف بالحضارة الرومية الشاملة لكل هذه الاقوام وفنونها وموسيقاها، وهو من ضبط الحروف الهجائية والابجدية الموسيقية الرومية على بعضها لغزارة انتاجه وميامره وصلواته المعروفة بالدمشقيات على الالحان الثمانية. وللانصاف يجب عدم تجاهل القديس الشماس الحمصي الاصل شماس مطرانية بيروت القديس رومانوس المرنم والمرتلات الخالدة التي وضعها… ولاشك ايضا ان البروتو بسالتي متري قد احدث ثورة حقيقية في الموسيقى كلها فهو موسيقي وشاعر وملحن موسيقي شهير، وخاصة الموسيقى الكنسية فهو تلميذ معلمه المرتل الكبير يوسف الدوماني الدمشقي متتلمذا له في اواخر القرن 19 في مريمية الشام. لنا تدوينة هنا مع المرحوم الاب الموسيقار يوحنا اللاطي “الموسيقى الكنسية في كنيسة أنطاكية في القرنين 19 -20والمرتلون الأنطاكيون” راجعها.
2- الاوكسي رينخوس هي لفظة يونانية من كلمتين: اوكسي= الحاد، المرتفع النبرة، ورينخوس = الخرطوم.
3- الميمر من السريانية: الكلام أو الحديث والمقالة والخطبة والقضية عند اهل النطق والقصيدة او المنطوقة عند أهل الشعر.
4- المدراش من السريانية: المدرج ، وهو في عرف السريان منظومة من منظوماتهم تقسم الى عدة قطع تكون تارة من وزن واحد ، وتارة من اوزان مختلفة يُتغنى بها في المعابد.
5- السوغيت من السريانية(سوغيتو) = الاغنية او الانشودة.
6- بحثنا في هذه المسألة ضمن محاضرة متخصصة بعنوان قراءات مباشرة من النصوص الآرامية والاغريقية في تدمر قدمناها في مناسباتعديدة كان آخرها في المركز الثقافي العربي في ابي رمانة وحتى بتاريخ 11/3/1999