الناصرية في القلمون

الناصرية في القلمون

الناصرية في القلمون

قرية سوريّة تتبع إداريًّا لمحافظة ريف دمشق منطقة القطيفة ناحية جيرود، إحدى قرى ريف دمشق الشمالي الشرقي أو ما يعرف بالقلمون الشرقي ومنها قرية المنصورة والعطنة ومدينة جيرود ومدينة الرحيبة وبلدة المعضمية ومدينة القطيفة
وتقع بين نهاية المرتفعات الجبلية لسلسلة جبال القلمون وبداية المرتفعات الجبلية لسلسلة الجبال التدمرية أو جبال بادية الشام،
ويتبع لها كل من قرية العطنة وتجمع المنصورة .
وتبعد عن مدينة دمشق 80 كم باتجاه الشمال وتبعد عن مدينة جيرود 10 كم وهي آخر قرية تصادفها على الطريق المؤدية للقريتين، تدمر
بلغ تعداد سكان الناصرية 12,427 نسمة

◘ حدود قرية الناصرية

• من الشمال سلسلة جبال القلمون،
• ومن الجنوب سلسلة الجبال التدمرية،
• ومن الغرب قرية العطنة
• من الشرق بادية الشام،
• ومن الشمال الشرقي قرية المنصورة التي تضم عشائر بدوية استوطنت فيها في الثمانينات من القرن الماضي بعد إصدار بتوطين البدو.

في التاريخ

لم يذكر اسم الناصرية صراحة في كتب التاريخ حيث كانت عبارة عن منطقة كثيفة الخضرة والشجر وهي مزارع تابعة لمدينة جيرود، سكنها الرومان قديمًا ويدل على ذلك آثار القنوات الرومانية والطريق الحربية المارة منها إلى تدمر،
وهي طريق الخانات المشهورة بين مدينتي تدمر وحمص من جهة ودمشق من جهة أخرى ومنها خان الناصرية وخان الجلاجل وخان الأبيض.
ويحفظ التاريخ للمنطقة مراحل هادئة في حقب شهدت حروبا مصيرية، فبعد تحرير القدس من الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي بدأ تعريب القلمون في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي في المناطق المنفتحة على البادية في الشمال والشرق.
ظل القلمون بشكل عام منطقة مسيحية آرامية تتبع للكنيسة الانطاكية الرومية الارثوذكسية حتى نهاية فترة الحروب الصليبية،اعمل الظاهر بيبرس التطهير العرقي بهم معتبرا اياهم انهم كالفرنجة وذلك عام 1267 م بعدما فعل بأهل انطاكيا لما اجتاحها فقتل مائة الف ودمر المدينة، وكان عمادالقلمون الثقافي والروحي والاجتماعي، مؤسسات الأديرة العديدة التي أنشئت في المنطقة في العهد الرومي ولم يبق منها الابضعة اديار وكنائس كما في معلولا ويبرود ودير عطية وقارة والنبك.
وفي العصور الحديثة وبسبب الموقع المتوسط تعزز انفتاح القلمون على ما حولها، بين شمالي بلاد الشام وجنوبيها في جميع الميادين.
وفي العهد العثماني سكنها الأكراد حيث تشير المصادر التاريخية إلى أنها كانت من الأملاك السنية للسلطان العثماني محمد الثالث ثم آلت إلى السلطان عبد الحميد وهو الذي أمر بإنشائها كبلدة مسكونة والمؤكد أنها عمرت أواخر القرن التاسع عشر حوالي عام 1880م بمجتمع سكاني لكن الأكراد لم يستطيعوا الإستقرار فيها لرغبة الأغوات في جيرود في إبعادهم لعدم مزاحمتهم في استثمار هذه المزرعة
وبسبب وفرة الماء وخصوبة الأرض سكن الناصرية مستثمرون من البلدات والمدن والقرى القريبة والبعيدة مما انعكس على العادات والتقاليد .
الناصرية في القلمون
الناصرية في القلمون

سبب التسمية

يرجح سبب تسميتها إلى كثرة المناصر (المناصر هي جداول الماء) وقنوات الماء فيها، والمقولة الأخرى تقول أنها سميت الناصرية نسبة لقصر كان موجود بها لناصر الدين الأيوبي حيث يذكر شيوخ القرية بعض الذكريات عن أطلال لقصر قديم كان موجود في منطقة مزارع المجنونة التي امتد عليها التصحر من بادية الشام..
كما يختلف في أصل التسمية فبعض المعمرين يعزون التسمية إلى أحد القادة الأيوبيين أو المماليك يسمى “ناصر الدين” والأرجح أن التسمية نسبة إلى الدير المتواجد جنوب غرب القرية ويعرف “دير ناصر”

بداية الوجود الانساني

أما عن بدايات الوجود الإنساني في هذه المنطقة فقد دلّت الآثار المكتشفة أن بدء وجود الإنسان في هذه المنطقة يعود إلى الفترة الممتدة من 12 إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد أي إلى المرحلة النطوفية، كما دلّت الآثار إن الإنسان القديم في المنطقة عرف الزراعة منذ الألف السادسة قبل الميلاد، ثم تعرضت المنطقة لموجات الشعوب السامية من آراميين وحثيين وفينيقيين، وكما تعرضت لغزوات الشعوب الأخرى كاليونانيين والرومان منذ عام (46)ق م، ثم الفتح العربي الإسلامي عام (635)م حيث تم تحويل طريق التجارة (طريق الحرير) المارّ من تدمر ـ القريتين ـ الناصرية ـ العطنة ـ جيرود ـ وباتجاه دمشق إلى الطريق الحالية المارة من دمشق ـ القطيفة ـ النبك ـ مما أدى إلى تحول النشاط السكاني نحو الزراعة بشكل مباشر بدل التجارة وحراسة القوافل.
كما كانت المنطقة مصيفا لإمراء بني أمية ولصيد (حمير الوحش ـ الغزال ـ الأرانب) في جبل الدخان ثم تعرضت المنطقة كباقي المناطق السورية للاحتلال العثماني(1516 ـ1918) وأصبحت تحت قيادة الأمير فيصل (1918 ـ1920)م حيث خضعت للاحتلال الأوربي الفرنسي واستمر حتى الاستقلال في 17نيسان 1946
وقد اشتهرت بالعنب والخضار وخاصة العنب الدوماني والبطاطا، وكثرة القنوات الجارية مما يدل على غنى إنتاجها ووفرة مياهها،

مناخها

المناخ جيد بأغلب أوقات السنة باستثناء فترات الرياح الموسمية والتي عادة ما تضرب البلدة محمّلة بالغبار والأتربة القادمة من منطقة الطعوس وهي منطقة كثبان رملية بيضاء اللون مجاورة لسبخة الملاحة في مدينة جيرود فقرية الناصرية معروفة برياحها الغربية الجنوبية الشديدة وما لفت النظر مؤخرًا ازدياد شدة الرياح واستمرارها لأيام طويلة ما يؤدي لأضرار كبيرة على صحة الناس
.
أن القرية مصنفة من ضمن مناطق الاستقرار الخامسة وخارج خط الأمطار ما أدى إلى ازدياد المساحات المتصحرة، كما أن موقع القرية من الجهة الشرقية يجعلها في مهب الرياح الغربية الشديدة والمحملة بالشوائب والأتربة نتيجة عبور الشاحنات الثقيلة الخاصة بالشركة العامة للرخام والاسفلت وبأكثر من أربعين طريقًا عشوائيًا في العقارات الخاصة والعامة وصولًا إلى مقلع رمل الجص الواقع جنوب غرب القرية
في الشتاء يتشكل الصقيع أحيانا، وفي الصيف نهارًا الجو مقبول معتدل في الليل، وما زالت القرية تحافظ على الغطاء النباتي في مزارع الناصرية في القسم العلوي تعتمد على الآبار السطحية المستخرجة بالكهرباء، هناك العديد من المزارع الكبيرة كما ان هناك عدة مزارع تقاوم الظروف من جفاف وغبار وقلة الوقود تزرع القمح والخضار الصيفية، والجدير بالذكر بأن المنطقة التحتانية كانت منطقة كثيفة الشجر والنبات وتشتهر بزراعة البطاطا والعنب في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تُصاب بموجة الجفاف الخانقة اللتي تعانيها المنطقة.
تاريخيًا كان يعمل الأهالي بالتجارة وحراسة القوافل عندما كانت المنطقة ممرًا وطريقًا لأشهر القوافل التجارية في العالم وبعد ذلك بدأ سكانها يعملون في الزراعة وتربية المواشي واشتهروا في زراعة البطاطا والعنب والخضروات والمشمش والزيتون وبعض الصناعات الخفيفة مثل صناعات القلي والشنان والدبس بالإضافة لصناعة أجران القهوة وأجران الحجر وبعض الصناعات الجلدية والأحذية،
ومن المهن النسائية كان العجن والخبز على التنور منظر سائد بشكل يومي بالإضافة لغزل الصوف والوبر وكانت النساء تساعد بما يمثل 50 بالمائة من الأعمال الزراعية بالأضافة لتربية الحيوانات المدجنة والمواشي من أبقار وأغنام وخيول.
وكانت النساء والرجال تقضي فصل الصيف بإعداد المؤونة لبقية أيام السنة حيث لازرع ولا غذاء، فيبدأ بصناعة البرغل و الكشك وصناعة المكدوس والمربيات وتجفيف الفاصوليا والبامية والبصل والثوم وقبل اختراع أجهزة التبريد كان أهل الناصرية يجففون اللحم بعد تقديده لاستخدامه فيما بعد.
أما بعد انخفاض مستوى المياه الجوفية مع ندرة الأمطار تحولت المنطقة إلى جفاف واضح وهجر أهلها الزراعة وانصرفوا إلى أعمال أخرى من أهمها التجارة والوظائف والمحلات التجارية والهجرة إلى بلاد الخليج العربي وغيرها من الدول
يوجد في القرية مدرسة ابتدائية وثانوية ونقطة للهلال الاحمر ونادي رياضي ومطحنة.

Posted

in

by