قبل أن تسمى مدينة “القسطنطينية” كذلك، اي باسم “قسطنطين الملك”، وتصبح عاصمة الروم، كانت تسمى قديماً ايام الوثنيين: “بيزنطيا”. وكان اهلها يونانيي اللغة، وثنيي الديانة.
وقد اتخذ سكانها الاوائل “الهلال” رمزاً لها مع نجمة منذ عام ٦٧٠ ق.م ، وقيل : لأنهم هزموا القوط في ليلة كان القمر فيها هلالاً.
وقد وجد الكثير من العملات البيزنطية القديمة مزينة برمز الهلال والنجمة قبل ظهور الاسلام بقرون. بعض تلك العملات يحمل صورة ميثريذاتس السادس اليوناني ملك البنط (١٢٠ – ٦٣ ق.م) وبعضها من القرن الاول الميلادي، يحمل من جهة صورة ارتيميس او الامبراطور ادريان (١١٧- ١٣٨ م)، ومن جهة اخرى هلالاً ونجمة.
نقش يظهر ارتيميس وراء رأسها هلال
ويقال ان هذا الرمز كان يشير الى الهة أنقذت المدينة من هجوم فيليب المقدوني عام ٣٤٠ ق.م ،بعدما ظهرت بشكل نور عجائبي في السماء، وقد لقّبوها ب”حاملة النور” .
مع قسطنطين الكبير ، الذي بنى القسطنطينية عام ٣٣٠ م كمدينة مسيحية على انقاض بيزنطيا الوثنية القديمة ، بقي الهلال والنجمة رمزاً للمدينة مع اشارة جديدة : “النجمة” اصبحت ترمز “لنجمة الصبح” اي لوالدة الاله” “حاملة النور الحقيقي” و”منقذة المدينة”.
وعندما هاجم العثمانيون القسطنطينية واسقطوها عام ١٤٥٣م، كان الهلال والنجمة موجودين في داخل المدينة كرمز من رموز الروم فيها.
ولما احتل العثمانيون المدينة ، اتخذوا من الهلال والنجمة رمزاً لهم، نظراً لما شكله هذا الحدث من علامة فارقة في تاريخهم: “لقد قهروا المدينة التي لا تقهر، وانتقل رمزها اليهم” .
اترك تعليقاً