تاريخ الدول و الإمارات الكردية :
الدولة المَلكيشية (جمشكزك) ، 1210م ـ 1663م .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأسست الدولة الملكيشية الكردية (بالكردية : Melkişî) في القرن الثالث عشر الميلادي (حوالي عام 1210م) ، علی يد الامير الكردي (ملكيشو) الذي كان من احفاد الأمير (عزّ الدين موسك بن جكّو الهذباني) ابن خال السلطان الكردي الأيوبي (السلطان صلاح الدين يوسف) ،
و دامت الدولة الملكيشية حتى عام 1663م ،
ضمت الدولة الملكيشية عدة مدن في شمال كردستان ، من بينها : (جمشكزك ، ملازغرت ، برتك ، ساغمان) ،
و كانت عاصمتها مدينة (جمشكزك Çemeşgizig) ، و لذلك عرفت الدولة الملكيشية باسم (إمارة جمشكزك) ايضاً ، كما و تعرف مدينة (جمشكزك) باسم مدينة (ملكيشي) ايضاً ، و ذلك نسبة لاسم الدولة الملكيشية التي تأسست فيها و أسم مؤسسها الامير (ملكيشو) ،
و تقع مدينة (جمشكزك ـ ملكيشي) في غرب اقليم (ديرسيم) بشمال كردستان ،
وصف (ياقوت الحموي) في كتابه (معجم البلدان) ، (جمشكزك) بأنها قلعة و ناحية بين (ملاطية) و (آمد) قرب حصن (آران) ، تتبعها عشرات القلاع و الرساتيق و القرى ،
ذكر (أوليا جلبي) في كتابه (سياحتنامة) ان اسم قلعة (جمشكزك) مأخوذ من اسم الملك الآري الأسطوري (جمشيد الكبير) ، (جمشيد) أو (جم) أو (جمشيذ بن طهمورث بن سيامك بن كيومرث) ، الذي استطاع ان يبني الكثير من القلاع و المدن الكبيرة و من ضمنها قلعة (كزك) الكردية ، و من ثم اندمج اسم (جمشيد) و (كزك) مع بعضهما و أًطلِق على كرد هذه القلعة اسم قبيلة (جمشكزك) ،
ذكر (ابو بكر طهراني) في كتابه (دياربكرية) ، الذي يتحدث فيه عن تاريخ (حسن بك الآق قوينلو) بأن الملكيشيين هم كرد و ان اميرهم هو الامير (شيخ حسن بك الكردي) ، و يتحدث عن عدة مواقف و حروب خاضها الملكيشيين ضد الآق قوينلويين و اميرهم (حسن بك الاق قوينلو) ،
ذكر (شرف خان بدليسي) في كتابه (شرفنامه) أن امير امارة و قبيلة (جمشكزك) كان اسمه (ملكيش) و استطاع هذا الأمير أن يوسع الإمارة باحتلال اثنتان و ثلاثون قلعة و ست عشرة ناحية كردية ، و جعل جميع القلاع تحت سيطرة قبيلة (جمشكزك) و اطلق عليها اسم (ملكيشي) ،
الملكيشيين هم اسرة كردية ، و هم نواة قبيلة (جمشكزك) ، و هناك من يعتقد ان قبيلة (ملكشاهي) الحالية هم ايضاً من احفاد الملكيشيين مع قبيلة (جمشكزك) ،
و تنتشر اليوم قبيلة (جمشكزك) و قبيلة (ملكشاهي) في انحاء مختلفة من (بلاد كردستان) و (بلاد خراسان) و (بلاد العراق) ،
و يعرفون باسم (جمشكزك) و باسم (ملكشاهي) ، و تتفرع منهم قبائل و عشائر كردية ، مثل : (عشيرة بلباس) ،
مؤسس السلالة الملكيشية هو الامير (ملكيشو) الذي كان ملكاً على (جمشكزك) ، و الذي أبرم تحالفا مع الملوك الايوبيين في عهد (الملك كامل الاول الايوبي) و (الملك الناصر يوسف) أمير حلب و دمشق ،
و ارسل ابنائه و احفاده : (الامير بهاء الدين خليل) و (الامير عزالدين) و (الامير اسعد) و (الامير فخرالدين محمد) ليقودوا الجيوش الايوبية و يصبحوا من حكام و امراء الأيوبيين و قادة الجيوش الايوبية ،
فاصبح الامير (بهاء الدين خليل) والياً على القاهرة و تولى حكم دمشق ايضاً ،
اما الامير (فخرالدين محمد) فكان صاحب رتبة و منزلة ، و كان قائد الجيش الايوبي للملك الناصر (يوسف) ملك (حلب و دمشق) ،
و في تعبير فعلي على رفضه لاستيلاء المماليك على مصر و الشام ، اعتزل الأمير (فخرالدين محمد) الخدمة و الحياة العسكرية و عاد الى موطنه (جمشكزك) في كردستان ، و بقي بطلاً حتى وفاته سنة 674هـ/1275م ،
احتل المغول اجزاء من بلاد كردستان مثلما احتلوا بلاد خراسان و بلاد فارس و بلاد العراق و بلاد الشام و بلاد الاناضول ،
و كان القائد المغولي (هولاكو) قد نصب ابنه (بشموتاي) حاكماً على ولاية (سيواس) الكردية ، و امره بأن يهاجم على امارة ملكيش في (جمشكزك) ،
استمرت المعارك لمدة شهرين بين المغول الغزاة و الكرد الملكيشيين ، في منطقة (كزل كليسة ـ ناظمية) التي كانت تابعة لامارة (جمشكزك) ، و في النتيجة خسر الجيش المغولي المعركة و عاد ادارجه منهزماً على أيدي الجيش الملكيشي ،
كانت الدولة الملكيشية في عهد الملك (تاج الدين يلمان) و نجله الملك (شيخ أمير) في عز قوتها ،
و قد انشأ الملك (تاج الدين يلمان) مدرسة في مدينة (جمشكزك) ، و تعرف اليوم باسماء (المدرسة اليلمانية) و (المسجد اليلماني) و (جامع تاج الدين يلمان) ،
كُلفت قبيلة (خربندلوو) التي كانت من اقوى القبائل التابعة للآق قوينلويين مع جيش نظامي كبير ، بأن تحتل امارة ملكيش (جمشكزك) فهاجمت الامارة و احتلتها ، و كان في وقتها امير امارة (ملكيش) هو الامير (شيخ حسن بن الملك تاج الدين يلمان) و كان طفلاً صغيراً ،
و عندما كَبُر (شيخ حسن) أصبح مقاتلاً شجاعاً و كان يفكر دوماً كيف يسترجع ارض آباءهِ و اجدادهِ من المحتلين ، فقام بجمع ابناء قبيلته (قبيلة جمشكزك) و هجم على العدو و استخرج قبيلة (خربندلوو) من الاراضي الملكيشية و هزمهم و قتل الكثير منهم ،
فاصبح (شيخ حسن) ملكاً علی (جمشكزك) ،
بعد وفاة الملك (شيخ حسن) استلم ابنه الملك (سهراب بك ـ زوراب بيك) حكم دولة (ملكيش) في (جمشكزك) و اصبح وريث والده ،
حَكَمَ الملك (زوراب بيك) فترة دون اي مشاكل تُذكَر ،
بعد وفاة الملك (زوراب بك) استلم ابنه الملك (حاجي روستم بك) حكم دولة (ملكيش) و اصبح وريث والده ،
عندما استلم (شاه اسماعيل) حكم الدولة الصفوية ارسل جيشاً الى (جمشكزك) بقيادة (نور علي خليفة) ، فقام الملك (حاجي روستم بك) بتسليم (جمشكزك) للجيش الصفوي دون اي قتال و وقف الى جانب الصفويين ضد العثمانيين ،
و في المقابل اعطی (شاه اسماعيل) للامير (حاجي روستم بك) اراضي واسعة في العراق ،
لكن قائد الجيش الصفوي (نور علي خليفة) غدر بأهالي (جمشكزك) و قتل الكثير من ابناءهم ،
جهز ابناء قبيلة جمشكزك انفسهم بالاسلحة و ارسلوا خبرا إلی الامير (حاجي روستم بك) في العراق لكي يأتي و يقود ثورة ضد الجيش الصفوي ، و لكن في هذه الاثناء كان (شاه اسماعيل الصفوي)
ابو مشعل التميمي