جرجي بن أنطونيوس بن جرجس بن ميخالي يني

جرجي بن أنطونيوس بن جرجس بن ميخالي يني رائد الحراك الثقافي في طرابلس الفيحاء

جرجي بن أنطونيوس بن جرجس بن ميخالي يني رائد الحراك الثقافي في طرابلس الفيحاء

واجبنا ان نبحث عن اعلام كرسينا الانطاكي المقدس وسائر المشرق من اكليريكيين وعلمانيين مع الاعلام السوريين ( وعندما نقول سوريين ننطلق اننا في سورية الكبرى جميعنا سوريون ولم ننقسم الا بسبب مستعمر غربي قسمنا وفرقنا الى امصار واقاليم وكيانات مصطنعة تسودها الاقليمية والدينية والمذهبية والعشائرية…

علمنا جرجي يني من اعلام طرابلس الذين اسهموا في حراك الفيحاء الثقافي…

جرجي يني وبعض من السيرة الذاتية

جرجي بن أنطونيوس بن جرجس بن ميخالي يني

جرجي يني جرجي بن أنطونيوس بن جرجس بن ميخالي يني: فاضل، عني بالتاريخ. من أهل طرابلس الشام، مولده ووفاته فيها. يوناني الأصل. توفي مصطافا بقرية (بطرام) من أعمال الكورة بلبنان، ودفن فيها.

كان جرجي ينّي الذي أبصر النور في طرابلس عام 1854م ، من أسرة طرابلسية ارثوذكسية يونانيّةٍ الأصل. أُرسِلَ في صغره إلى كتّاب من كتاتيب المدينة يلتقط الحرف و الخط على مدى ثلاث سنوات، ثم إنتقل إلى المدرسة الأمريكية البروتستانتية في المدينة لعامٍ واحد، أخذ فيها مبادئ الإنكليزيّة و الحساب و التاريخ و الجفرافية و شيئاً من المعارف الطبيعيّة هيأته لدخول المدرسة الوطنيّة التي أنشأها المعلمّ بطرس البستانيّ في بيروت التي كانت مدرسة كفتين الارثوذكسية مثلها الاعلى في الوطنيّة ، فتلامذتها من كلّ الطوائف و المذاهب المسيحيّة و الأسلاميّة و اليهوديّة و كذلك معلموها. تعلّم العربيّة و الإنكليزيّة و الفرنسيّة و اللاتينيّة و الرياضيّات و الطبيعيّات و المنطق و الفلك و الفلسفة و التاريخ و الجغرافيا، و مكث فيها خمس سنوات متواصلة فشدا طوال هذه المدة من المعارف ما لم يستطعه غيره في عشر سنوات. وقد ذهب صاحباه” ولاية بيروت” إلى أنّه تعلم في الجامعة الامريكيّة بينما يتحدث في مذكراته التي نحتفظ بدفتر رقم واحد منها عن تلقّيه دروسه البيروتيّة العالية في المدرسة الوطنيّة. عام 1873 قفل راجعاً إلى طرابلس وهو في التاسعة عشرة أو العشرين من العمر، فخلف أباه بجميع أعماله المصرفيّة و الساسيّة. أسهم في إنشاء معهد كفتين الارثوذكسي، وأنشأ مع نفرٍ من متنوري المدينة عام 1884م كأسعد باسيلي  وفرح أنطون والدكاترة ميخائيل ماريّا ومتري السيوفيّ وخليل الحايك وعفيف عفيف و آخرين منهم يعقوب نعّوم و نسيم نوفل وشكري الفاخوري و جرجي الخوري و أخوه صموئيل …. وكان من قبل أي في عام 1876م قد جمع بعض المتنورين في جمعيّة أدبيّة رئسها إسكندر كاتسفليس، تُلقى فيها الخُطبُ في موضوعات ذات بعدٍ تقدميّ في الدين و الثقافة و العلوم و الأقتصاد و الإجتماع و الادب، ولكنها أُ قفلت بأمر من السلطات بسبب الحرب الروسيّة العثمانيّة.

كتاب تاريخ حرب فرنسا والمانيا
كتاب تاريخ حرب فرنسا والمانيا

عام 1908م أصدر بالإشتراك مع أخيه صموئيل مجلة”المباحث”، وكانت من أرقى المجلات المشرقيّة تعنى بنشر بحوث في التاريخ اللبنانيّ خاصّة وتاريخ سورية وفلسطين والعراق و تركيا وغيرها عامةً تعتبر بحقّ من أدقّ البحوث وأرقاها ظلت تصدر على نحوٍ متواصل، بإستثناء سنوات الحرب العالميّة الأولى حتى أعيا. قضى عن سبعة و ثمانين عاماً(1936م) تاركاً وراءه مكتبةً في التاريخ و الثقافة العامّة، بلغات مختلفة ، عزّ نظيرها في مكتبات لبنان الشماليّ بلا إستثناء. وقبل أنّ نتحدث عن مؤلفات ينّي،اشير إلى أن المدينة كانت تحفل بأرهاطٍ من المثقفين ذُكرت بعض أسمائهم في أثناء الكلام على الجمعيّات الأدبيّة التي أنشأها جرجي ينّي، فيما غابت أسماء أخرى لم تزاول النشاط الفكري في إطار جمعيّات هادفةً إلى بثذ أفكارها بعد مناقشتها في الغرف المغلقة. والملاحظة الثانية أن جلّ هؤلاء المثقّفين و بينهم دكاترة، لم يُخلّف عملاً مكتوباً في موضوعاتٍ معينة أو في غُفْلٍ من التعيين، ولكنهم من خلال إختلاطهم بالمجتمه كانوا يشيعون حراكهم الشفويّ فيه، فينثرون بذلك حركة الوعي العلميّ بدرجات متفاوتة، و لسنا نرى في إطّراح النشر بالطبه عيباّ فيهم، فالشيخ الأفغانيّ على عظمته الفكريّة ، لم يترك وراءه إلا كتاباً واحداً هو الردّ على الدُّهْريين، ومثله الشيخ محمّد عبده الذي وضع رسالته في التوحيد فضلاً عن مئات الأبحاث المنشورة في مجلات إندثرت يسعى الباحثون الى إستنقاضها وجمعها في أسفار. والحق أن مشاغل المثقف الخاصّة و ظروفه الإستثنائيّة كثيراً ما تهدر وقته وتصرف همّته عن تدوين خاطراتها و حصيلة تجربته في كتاب، لو توافرت له ظروف الإعداد و الطبع لكان في ذلك خير للناس و التاريخ ولكن هيهات!
ترك أنطونيوس ينّي بعد موته أربعة اولاد: بنتين، بربارة وتيودورة، اللتين إلتقفهما زواج ألحقهما بنسب زوجيهما، وذكرين هما صموئيل الذي قضى عزيباً عام 1919م، وجرجي الذي مات حزيناً على وريث من صلبه لم يولّد. وهكذا أُسدل الستار على عائلة انطونيوس بوفاة جرجي بلا عقب، لكن الرجل المنكوب بوريثٍ لم يأتِ، أزهر قبل غيابه و بعده بما لا قِبَلَ لاحدٍ أن ينكر شميمه وشذاه: جُمْلةً من الأعمال الموضوعة والمنقولة غلى العربيّة، فضلاً عن مئات الأبحاث التاريخية التي أودعها صفحات مباحثه، وصفحات مجلتيذ الهلال والمقتطف في مصر من قبل. منها:

كتاب جرجي يني تاريخ سوريا
كتاب جرجي يني تاريخ سوريا

-إسكندر الثاني قيصر روسيا، تاريخ حرب فرنسا و ألمانيا، كتاب عجائب البحر و محاصيله التجاريّة (تعريب) تاريخ سوريا، وهو الأشهر وسنبين محتوياته لاحقا بإختصار شديد.
ومن مخطوطاته: تاريخ الآشوريين و البابليين، تاريخ فارس، تاريخ الماثوني العام(خمسة أجزاء) تاريخ سوريا المطوّل في واحد و ثلاثين مجلداً ويبلغ عدد صفحاته 6462 صفحة من القطع الكبير ومعجم الميتولوجيا.
تاريخ سوريا: طبع في بيروت سنة 1881م، وهو في السابعة و العشرين من عمره، وتشير محتوياته التي إستقاها من أكثر الأسانيد ثقة على علوِ كعبه في وضع كتابٍ كبير الحجم ناهزت صفحاته ال600، في مثل هذه السنّ المبكّرة. و يتألف من مقدمة بحث فيها عن الأحوال العموميّة في سوريا، ثم مجمل تاريخ الأمم السوريّة منذ الفينيقيين إلى ايامه، ثم أتبعه بإجمالً تاريخّ عن أشهر البلاد السوريّة، وقد تجلّت الجديّة بإعتراف مؤلفيّ كتاب”ولاية بيروت” بهجت و التميمي” اللذين قابلاه وقت إعداد كتابهما وهي جديرة بالذكر.

 

 

 

 

كتاب الاسكندر الثاني لجرجي يني
كتاب الاسكندر الثاني لجرجي يني

 

 

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *