خان التتن في دمشق

خان التتن في دمشق

خان التتن في دمشق

خان التتن في دمشق

يقع خان التتن داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في سوق الصاغة / سوق السلاح سابقا ، جنوب الجامع الأموي، شرق خان الحرير، في حي باب البريد، وهو من خانات العصر العثماني، و البالغ عددها بتلك الفترة حوالي مئة و تسعة و ثلاثون خاناً.. لم يبق منها إلا القليل القليل بناء ً على الطابع والطراز المعماري
حيث يعود تاريخ إنشائه بحسب بعض المصادر التاريخية إلى بدايات القرن الثامن عشر عام 1123 للهجرة الموافق 1711 للميلاد إبان فترة ولاية الوالي العثماني عثمان زاده نصوح باشا أيدين ـ الذي مكث في ولاية دمشق الشام من 1708 إلى 1714 للميلاد. .. أي إنه مضى على بنائه قرابة 250 عاماً،
و هو خان متوسط الحجم بالنسبة لبقية الخانات العثمانية . و له سور يحيط به ومبني من المداميك الحجرية القوية.
يحده
• غربا خان الحرير
• وجنوبا شارع عفيف عثمان العائدي المتمم لشارع معاوية ،
• و شرقا خان الصدرانية يفصل بينما طريق سوق السلاح .
. وقد ذكره بعض الباحثين باسم خان التوتون، وسُمِّي كذلك نسبة إلى مادة التتن (كلمة عثمانية تعني التبغ والتنباك، وقيل التبغ فقط؛ لأن التنباك بالعثماني يقال له طومباق، إلا أنه لا يمكن فصل تجارة التبغ عن التنباك) التي كانت تباع وتشترى فيه.
أما اليوم فلم يعد يستخدم لتجارة التبغ، بل أصبحت أغلب مخازنه مستودعات، مع بعض الورشات، منها لصناعة القباقيب والبشاكير والحبكة والتطريز والعلاقات الخشبية، والبزورية، وبعض المكاتب التجارية.
لهذا الخان- كباقي الخانات- باب ضخم ذو خوخة مازال موجوداً، يتم النزول عبره إلى الخان من سوق السلاح بثلاث درجات، ويلي الباب دهليز مستطيل.

ويتألف البناء من طابقين، يضم الطابق الأرضي مدخلاً مسقوفاً وفسحة سماوية رئيسية وفسحة صغيرة في الجهة الشمالية الغربية من الخان، و٢٦ مخزناً ودرجاً حجرياً يصعد به إلى الطابق الأول الذي يحتوي أربعين مخزناً، وجميع المحلات بملكية أصحابها الشاغلين لها.
وبعد الباب الكبير الذي يشكل المدخل الرئيسي للخان، يوجد غرفتان صغيرتان للإدارة والمراقبة، يعقبهما درجان يصلان إلى الطابق العلوي المحاط برواق مفتوح على الباحة المكشوفة، وتنفتح على الأروقة الأربع أبواب ونوافذ الغرف أو الوحدات المؤلفة من عدد من الغرف، والتي تستوعب وتؤوي المسافرين، وتُغطَّى هذه الغرف بقباب نصف كروية، وجهّزت بمصاطب “أسرّة للنوم”، ويتضمن الخان إضافة لغرف المنامة دورات المياه “مراحيض” وحمامات، كما تتوسط باحة الخان بحرة “بركة ماء” كبيرة لسقاية الدواب، ومسجداً صغيراً.
بناء الخان
تقوم بنية الخان على الأقواس والجدران الحاملة، والقبوات المتصالبة، ومادة بناء الخان من الحجر البازلتي الأسود والحجر الكلسي ذي اللون الأصفر الداكن في الجدران المطلة على الساحة الداخلية للخان، ومن الجدران الحاملة (اللبن والحجر الغشيم) في الجدران الداخلية..
الفسحة السماوية الرئيسية للخان مستطيلة الشكل، طولها يبلغ ثلاثة أضعاف عرضها (مستطيل مؤلف من ثلاثة مربعات) يعلو كل مربع منها جذع قبة من المحتمل أنها كانت تغطى من الأعلى شتا ً وتفتح صيفاً، الوسطى منها تبلغ ارتفاعاً أعلى من مجاوراتها،
وهذه القباب مبنية بالقرميد ومكسوة من الخارج بطبقة من الطينة الإسمنتية ومن الداخل بالكلسة البيضاء ، وتقوم هذه القباب على أقواس حاملة محيطية تحدد جدران الساحة، وعلى قوسين حاملتين، تقسمان الساحة المستطيلة نظرياً إلى ثلاثة مربعات، يتم الانتقال من المربع إلى الدائرة في قاعدة القبة بمثلثات كروية بسيطة، خالية من أي مقرنصات أو رسومات، مكسوة بالكلسة البيضاء ..

خان التتن في دمشق
خان التتن في دمشق
القبة الوسطى مغلقة ملساء ، و الاثنتين مفتوحتان ، وبذلك تم تقسيم الخان الى ثلاثة أجنحة ( بائكات ـ البائكة مجموعة عقود مبنية على اتجاه واحد ) يقطعها مجاز قاطع مدعم بـ رتل من الركائز الضخمة الحاملة للقناطر الحجرية والملتحمة مع الأعمدة الحاملة للقباب .
وبالرجوع الى الصورة الفوتوغرافية الوثائقية نجد قباب الخان الثلاثة واضحة تماما بدون رقاب أو نوافذ ، وهذا يدلنا أن القباب المغطاة .. كن ثلاث قباب ، و سقطت قبتين و بقيت الوسطى على حالها كما هي عليه الآن .
كان بالماضي برأس كل قبة … رقبة صغيرة حاملة لأربع نوافذ لإضاءة الخان و تنتهي بقلنسوة هرمية قريبة من شكل قلنسوات المآذن العثمانية
إلا أن قلة الاهتمام والصيانة الدورية أدت إلى فقدانها ، وما زالت قبة واحدة موجودة حتى يومنا هذا .
أرضية الخان مرصوفة بالحجر الأسود (اللبون)، وتتوسط الفسحة الرئيسية بركة ربما لا تعود إلى تاريخ بناء الخان، وهي غير واردة على المخطط الكدسترائي للخان، ولا يقتصر مخطط الخان على مخازن تتوزع حول الساحة، حيث يتفرع من هذه الساحة من الجهة الشرقية والغربية تفرعان باتجاه الشمال، يؤديان إلى عدد من المخازن، تتوزع حول التفرعين وحول الفسحة الصغيرة التي يؤدي إليها التفرع الشمالي الغربي، وهناك تكرار لهذين التفرعين في الطابق الأول.
أرضيات الطابق الأرضي طينة إسمنتية، أما أسقف الطابق الأرضي فهي قبوات متصالبة، وأغلب الجدران الداخلية مكسوة بالكلسة العربية البيضا ، مع وجود بعض المداخلات التي طالت عدداً قليلاً من المخازن، ولمخازن الطابق الأرضي أبواب ذات سواكف حجرية مستقيمة، وبعض المخازن لها نوافذ على الفسحة ذات إطار حجري معقود.
يصعد من دهليز المدخل المسقوف إلى الطابق الأول بدرج حجري، إلا أنه لا يصل إلا إلى الطابق الأول، ويتم الصعود إلى السطح بدرج حجري أيضاً من مكان آخر في الطابق الأول، ويتضمن الطابق الأول رواقاً متصلاً بأضلاع الطابق الأول الشمالية والشرقية والجنوبية إلا أنه لا يطل على الفسحة، وتتوزع المخازن على طرفيه، كما يمتاز الخان بأن لهذا الرواق كما ذكر تفرعين جانبيين باتجاه الشمال في الجهة الشرقية والغربية تتوزع المخازن يمينهما ويسارهما أيضاً. وسقف هذا الرواق وتفرعاه متتالية من القبوات المتصالبة التي يوجد في قفل كل منها فتحة علوية للإنارة، كما هي أسقف المخازن في الطابق الأول، تطل بعض مخازن الطابق الأول بنوافذ على الساحة السماوية الرئيسية وكذلك الفسحة الصغيرة، وأرضيات الطابق الأول مبلطة ببلاط حديث.

خان التتن في دمشق
خان التتن في دمشق
وأغلب جدران الطابق الأول أيضاً ذات كسوة من الكلسة البيضاء ، وتتنوع أبواب مخازن الطابق الأول بين معقودة ومستطيلة الشكل، وأغلبها ذو إطار حجري.
ومن الناحية الإنشائية فإن حالة الخان جيدة إلا أنه بحاجة إلى بعض أعمال الترميم الخاصة بالإكساءات، وبما أن ملكية الخان خاصة فيتم ترميمه من قبل شاغليه، إلا أنه شهد مشروعاَ شاملاً للترميم في سنة ١٩٨٩م جعل الخان بحال أفضل من الناحية الإنشائية والوظيفية.
معظم غرف خان التتن فيها نوافذ زجاجية لسهولة دخول الضوء و الهواء من خلالها و تطل على باحة الخان الواسعة والتي أخذت شكلاً مستطيلاً يولج إليها من دهليز بوابة الخان ، ويوجد في منتصف الباحة فسقية ماء مسدسه الشكل رخامية البناء كانت تتغذى من مياه نهر القنوات ، أما الآن فهي معطلة وصار مكانا لتجميع قصائص المزروعات النباتية و الزهور حولها .
جرى استبدال التخصص الأصلي لخان التتن المتمثل في تجارة التبغ باستخدامات مختلفة فهو يضم اليوم عدداً من المتاجر والمكاتب وفراغات التخزين، كما أنه يضمّ ورش عمل للفضة والذهب، وهنالك أعمال تجارية أخرى مثل أدوات المطبخ، ومطحنة للتوابل ومخزن للعطور، إضافة إلى متاجر للنحاسيات المنقوشة يدوياً، والملبوسات القطنية المطبوعة يدوياً، والزجاج الملون، والسجاد الصوفي المنسوج يدوياً، وتعود ملكية الخان إلى 15 مالكاً، يشغّل الخان حوالي 70 مستأجراً. 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *