خمير او فطير في سر الافخارستيا؟

خمير او فطير في سر الافخارستيا؟

خمير او فطير في سر الافخارستيا؟

خمير او فطير في سر الافخارستيا؟
خمير او فطير في سر الافخارستيا؟

ماذا استخدم السيد المسيح في ليلة العشاء الأخير، هل استخدم الخبز الخمير أم الفطير ؟

وما هي أهميّة هذا الموضوع ؟

ان الكلمة التي تعني خبزاً مختمراً بلغة الكتاب المقدس الأصلية هي غير تلك التي تعني خبزاً فطيراً، ونرى أن العهد الجديد استعمل في كل البشارات كلمة خُبز مختمر ، وليس خبز فطير ، وبما أننا لسنا ممن يتكلّم اليونانية فسوف أورد ترجمتها الإنكليزية:
في العهد القديم
خبز فطير unleavened bread وباليونانية αζυμα (آزيما)
أما الخبز المختمر bread وباليونانية αρτον (آرتون).
في العهد الجديد
الخبز الذي ورد أن يسوع كسره في الليلة التي أُسلمَ فيها هو: bread , αρτον ( متى26.26 )، ( مرقس 14: 22 )، ( لوقا 22: 19 )
في عبارة القديس بولس الرسول ” لِنُعَيِّدْ لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ ” ( 1كور 5: 8 ) يستعمل الرسول كلمة αζυμοις ( أو unleavened ) بينما بولس يميّز بين الكلمتين اللتين تدلّان على الفطير والمختمر إذ يقول : ” فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ ” ( 1 كور 10: 17 ) ويستعمل لها كلمة bread أو αρτος . ولذلك هو يؤكد أن ما تناوله يسوع مع تلاميذه كان خبزاً مختمراً 
” لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزاً … ” ( 1 كور11: 23 ) ويستعمل كلمة bread: أو αρτον كما أشرت.
– المسألة هي أن الغربيين اللاتين (والكنائس المتأثّرة بالطقس اللاتيني!) أدخلوا متأخّرين على تقليدهم في القرن العاشر الميلادي عادة استخدام الخبز الفطير (البرشانة) وقد كانوا قبلاً كما في الشرق يستعملون الخمير فقط ..!! وفي ذلك خروجٌ عن وضوح النصوص الكتابية المذكورة، وتبديلٌ وتغييرٌ لسُنَن الآباء، وانحرافٌ عن التقليد الكنسيّ المقدس المرعيّ لدى الكلّ منذ البدء !!

أما بالنسبة للسيد المسيح فعلينا الإنتباه لما يلي

خمير او فطير في سر الافخارستيا؟
خمير او فطير في سر الافخارستيا؟
كان خبز اليهود يصنع من القمح، والمسيح تمّم سرّ الشكر ” الإفخارستيا ” مرة واحدة على خبز مختمر..لأنه تمّمه قبل بدء فصح اليهود بيومٍ كامل.
قال الله في العهد القديم ” في الشهر الاول في الرابع عشر من الشهر بين العشاءين فصحٌ للرب. وفي اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد الفطير للرب. سبعة أيام تأكلون فطيراً” ( لاويين23: 5-6 ). وفي الخروج ” سبعة أيام تأكلون فطيراً. اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم فانّ كل من أكل خميراً من اليوم الاول الى اليوم السابع تُقطع تلك النفس من اسرائيل. ويكون لكم في اليوم الاول محفلٌ مقدس وفي اليوم السابع محفلٌ مقدس. لا يُعمل فيهما عمل ما الّا ما تأكله كل نفس فذلك وحده يعمل منكم. وتحفظون الفطير لاني في هذا اليوم عينه أخرجت أجنادكم من أرض مصر فتحفظون هذا اليوم في أجيالكم فريضة أبدية. في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تأكلون فطيراً الى اليوم الحادي والعشرين من الشهر مساء. سبعة ايام لا يوجد خمير في بيوتكم” ( خر12: 15-19 ). إذاً يبدا الفطير من مساء الرابع عشر من الشهر الأول.
المسألة أن السيد أسّس السرّ قبل يوم فصح اليهود، كان اليهود يستعدّون لكي يعيّدوا الفصح لما تمّ الحكم على الرب بالصلب غداة تأسيسه للسر في عشائه الأخير ” ثم إذ كان استعدادٌ فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً سأل اليهود بيلاطس أن تُكسر سيقانهم ويرفعوا” ( يو19: 31 ). إذاً عندما أُنزل الرب عن الصليب لم يكن الفصح ” مساء ذلك اليوم” قد حلّ بعد .
والحقيقة أن يسوع أسس السرّ وتناول العشاء قبل يوم كامل من الفصح أي في الثالث عشر من الشهر مساءً . فالسيد أرسل تلاميذه للاعداد للفصح وقال لهم أن يقولوا للشخص المضيف ” قولوا له المعلم يقول إن وقتي قريب عندك أصنع الفصح مع تلاميذي ” ( متى26: 18 ) . ولئن التبس الأمر قليلاً في قول الإنجيليين ” في أول أيام الفطير ” ( متى26: 17 ، ومرقص 14: 12 ) فقد أوضحا هذا الأمر جلياً فيما بعد ” وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين ..” ( متى 27: 62 ).. وأيضاً ” ولمّا كان المساء إذ كان الاستعداد أي ما قبل السبت جاء يوسف الذي من الرامة … ” ( مر 15: 42 ) ، وكان ذلك استعداد وتهيئة الفصح وليس تهيئة سبت كما في ” وكان استعداد الفصح ” ( يو19: 14 ) .
ثم عند القبض على يسوع ومحاكمته لم يكن اليهود قد أكلوا الفصح بعد ” ولم يدخلوا إلى دار الولاية لئلا يتنجسوا فلا يأكلوا الفصح ” ( يو 18: 28 ). فالرب قبض عليه وحوكم وصلب ومات ودفن ولم يكن اليهود قد أكلوا الفصح بعد.
هذا ما يشرحه معلّم الكنيسة يوحنا فم الذهب بأن الإنجيليين ما كانت غايتهم تحديد الأوقات بدقة بقدر ما كانوا يذكرون الحوادث التي هي أهمّ من الأزمنة. واليهود حسب الناموس يأكلون الفصح أولاً ثم يأكلون فطيراً سبعة أيام.
ليتورجيا وايمانيا
ليتورجياً وإيمانياً كذلك ، المسيح هو حمل الله الرافع خطيئة العالم وهو حمل الفصح الحقيقي والمقبول.. ذبح يوم ذبح حمل الفصح تماماً فأبطل الذبائح القديمة غير المقبولة بعد الان، وهذا يعني أنه ذبح في الرابع عشر من الشهر ، وبدأ الفطير بعد ذبحه ، وهو تناول عشاءه الأخير على خبزٍ مختمر قبل يوم كامل ” نهار وليلة ” مع تلاميذه على خبز مختمر وليس فطير إذ لم يكن فطير بعد ولم تكن الخميرة قد عُزلت ..

لماذا يتمّ تقديس القرابين فى الكنيسة الأرثوذكسية على خبز مختمر و ليس فطير ؟

خمير او فطير في سر الافخارستيا؟
خمير او فطير في سر الافخارستيا؟
1- السيد المسيح وصف الفساد والخطيئة بالخمير ، و ما دام هو قد حمل خطيئة العالم فنحنُ نضع فى الخبز خميراً رمزاً للخطيئة التي حملها السيد المسيح عنا على الصليب. فهو و إن كان بلا خمير الخطيئة (فطيراً) إلا إنه حملَ خمير خطايانا ليفدينا ويخلّصنا من سلطانها ويحرّرنا من فساد طبيعتنا التي افتداها.
2- الخميرة مفعولها يتوقف ويموت بالنار، و كذلك الخطيئة مفعولها إنتهى و تمّت المغفرة على نار عود الصليب. و لذلك فنحن حينما نتناول في القرابين خبزاً مختمراً نتذكّر أن هذا الذي كان يجب أن يكون فطيراً بلا خمير خطايانا قد حمل عنا خطايانا برضاه وصار خبزاً، و لكن مفعول هذه الخميرة قد بَطل بالدخول إلى نار الصليب.
4- لأننا هكذا بالتقليد المقدس تسلّمنا من الرسل الأطهار والآباء القديسين والمجامع المسكونية، محافظين بحرص وأمانة على ما تسلّمنا منهم عبر الأجيال بغير تبديل ولا تغيير ولا انحراف.
الاب رومانوس حداد

 

 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *