دير ماما

دير ماما

دير ماما

ديرماما

 الاسم بالإنجليزية: deirmama)

قرية تقع في منطقة  مصياف Masyaf   في محافظة حماه في  سورية على السفح الشرقي من الجبال الساحلية القرية تتميز بمناخها المعتدل صيفا و البارد شتاء. وبغناها الجغرافي والثقافي والسياسي وتعتبر احدى العلامات المميزة في تاريخ بلدات وقرى جبال الساحل، اهلها طيبون وذوي حس فكاهي يميزهم عن باقى القرى. اهلها لهم باع طويل في الادب والشعر الشعبي و السياسة بالرغم من ان معظمهم يمتهنون العمل الزراعي، وان كان فيها الكثير من المثقفين، ولكن بقوا مغمورين…من ادباء ديرماما المعروفين الاديب ممدوح عدوان.

تشتهر البلدة بأنها اساس الاغنية الشعبية الجميلة “شفتك ياجفلة عالبيدر طالعة…” وقد نظمها الشاعر الشعبي محمد الاحمد لابنته جفلة التي كانت متعبة من حمل الحطب، وقد اتته بالزوادة، وهو يعمل في دراسة القمح على البيدر في آب…فأشفق على ابنته من شدة الحر ومن ثقل ماتحمل ونظم لها هذا الشعر امامه ولماعادت الى البلدة غنتها لرفيقاتها ومن وقتها صارت من مميزات بلدة دير ماما ثم شملت كل الريف والمدينة…

سكان ديرماما مسيحيون ومسلمون . تشتهر بمحاصيل موسمية من الاشجار المثمرة كالزيتون والعنب والتين والجوز والمشمش.

يستخدم الاهالي العنب في صناعة الزبيب والعرق.

بلدة دير ماما
بلدة دير ماما

تاريخية البلدة

اسم ديرماما يعود الى العصر الرومي، وهو اسم دير رهباني يعود إلى العصر الرومي.  شفيع الدير القديس الشهيد ماما، وكان  هذا الدير ديرا رهبانيا عامرا في تلك المنطقة منذ انشائه في القرن الرابع المسيحي… وكما قلنا مراراً فان الحياة الرهبانية والقديسين الذين عاشوا في تلك القفار والاديار كانوا هم السبب في انجذاب المؤمنين للسكن في منطقتهم ليتلقوا العلم والايمان ويساعدوا في اعمال الدير والكثير من السكان كانوا من الفقراء الذين يحصلون على تقدمات وطعام من رهبان الاديرة، كما حصل في صيدنايا ومنطقة القديس سمعان العمودي حيث ديره الشهير، و ديرعطية او القديس ثاودورس وفيها قبره، ودير جرمانوس وصارت بلدة جرمانا، ودير العصافير في الغوطة الشرقية، ودير العشائر في الغوطة الغربية ومدينة دير الزور… ودير ماما مطرح بحثنا، وكثر السكان لاحقاً، وانشأوا تجمعات سكنية حملت اسم الدير، وقد اندثر هذا الدير ومحيطه في نهاية حروب الفرنجة في القرن 13 حينما قام الظاهر بيبرس بكل اسف بمعاملة المسيحيين السوريين معاملة الفرنجة حيث لكونهم مسيحيين قام بعملية تطهير ديني غير فيها الوجود المسيحي وانقصه الى الواقع الحالي قتلا وسبيا واقتلاعاً ومن باب اولى قضى على رهبان الدير وسكان المنطقة وكانوا جميعهم مسيحيين واحل محلهم سكانا مسلمين لتغيير الواقع الديموغرافي كما فعل في المدن المنسية ومدينة انطاكية وهذه بعد الفتك بمعظم مسيحييها ساق البقية سوقاً الى مصر واحل محلهم مسلمين مصريين ونكب بالتالي مسيحيي قرى وبلدات القلمون وابرزهم سكان قارة ودير عطية ويبرود ومعلولا والقرى المجاورة فصارت كلها اسلامية بعدما كانت مسيحية بالمطلق وكانوا يتحدثون كلهم بالآرامية ويدينون بالمسيحية الارثوذكسية…

الزراعة

بلدة دير ماما
بلدة دير ماما

يعمل سكان دير ماما بزراعة الاشجار المثمرة مثل الجوز والتين والرمان والزيتون والمشمش والعنب، ويعتبر الرمان من الاشجار ذات الكثافة العالية في اراضيها ويستخدم في صناعة دبس الرمان ذو الفوائد الصحية المتعددة، ومحصول الجوز ايضا له اهمية كبيرة في صناعة  المكدوس.

التين صناعة التين اليابس والهبول.

العنب وهو اهم المحاصيل الزراعية على الاطلاق، ويستخدم في صناعة العرق وعرق ديرماما  له طيب النكهة عند الذواقين وله سمعة طيبة جدا بين شاربي العرق من سكان المنطقة.

التوت لتغذية دودة الحرير حيث تعتبر ديرماما من أهم البلدات المصنعة للحرير الطبيعي وصاحبة الشهرة عبر التاريخ، وفيها مصانع سحب خيطان الحريرمن دود القز، و من الانتاج الحريري المشهور في هذه البلدة شالات الحرير الديرمامية المتقنة الصنع مشهورة جدا.

مناخ القرية

قارس شتاءً وفي الصيف بارد مساءً معتدل صيفا إضافة الى الرياح الشديده في الأوقات كافة.

ويجب علينا ان نتعرفعلى شفيع البلدة القديس ماما الشهيد  وهو شفيع الدير المندثر والبلدة
القديس الشهيد ماما

نبدأ في سيرته باستشهاد والديه

وُلدَ القدّيس ماما في القرن الثالث في بفلاغونية، في آسيا الصغرى. كان والداه وهما ثيودوتس وروفينا مسيحيَّين حارّين في الروح والايمان المسيحي، مواظبَين على العبادة، يفتقدان العائلات ويثبّتانها في الإيمان، ويخدمان الفقراء والمحتاجين فأحبّهما الشعب جدًا. ولكنّ عدوّ الخير أوعز إلى بعض الناس أن يشوا بهما لدى الحاكم ألكسندروس.

استدعاهما المذكور وأمرهما بإنكار المسيح والعودة الى عبادة الأوثان، فرفضا بكبرياء، ولمّا رفضا اوامره، جلدهما وألقاهما في السجن.

لاحظ  الحاكم إصرارهما على الإيمان المسيحي، فأرسلهما إلي فوستوس حاكم قيصرية، وكانا قد تعبا جدًا من طول السفر على الأقدام بلا طعام. هدّدهما فوستوس بالقتل، أمّا هما فلم يباليا بالتهديد.
سقط ثيودوتس ميتًا بسبب التعب الشديد، ثم ولدت روفينا طفلاً ذكرًا وماتت في الحال قبل أن تدعوه باسم معيّن.
هكذا وُلد الطفل في السجن ولم ينظرْهُ والداه.
تسميته ماما أو ماماس

 رأت سيّدة مؤمنة تقيّة تُدعى أميّا رؤيا أثناء صلاتها، حيث دُعيت أن تذهب إلي السجن وتسأل عن طفلٍ حديث الولادة يتيم الوالدين.
ذهبت إلى السجن ودّبر لها الرّب أن تستلم الطفل، وأن تأخذ الجثمانين، وقد دفنتهما في بستان تملكه، فكانا يعبقان بالعطر والطيب.

اهتمت أميا بالطفل وحسبته وديعة السماء لها.

كبر الطفل وكان ينادي والدته التي تبنّته “ماما” (باليونانية ماماس)، ولفرحها الشديد به كانت تناديه “ماما”.

c53d02fdd73c399ee5d3ba03f431c5d8

تمتّع الطفل  بكلمة الإنجيل وتعلّم الصلاة، وكان يفرح بسير القدّيسين الشهداء، خاصة سيرتَي والديه. وفي الخامسة من عمره التحق بمدرسة الكنيسة حيث تعلّم الكثير عن الكتاب المقدّس.

إذ بلغ الثانية عشر من عمره، ماتت مربيّته أميا،، فقدم كلّ ما ورثه عنها للكنيسة التي قامت بتوزيعه علي الفقراء.

كان يشهد للسيّد المسيح بين الوثنيين فاجتذب كثير من الشبان للإيمان.

ماما والأسد

يذكر القدّيس باسيليوس والقدّيس غريغوريوس النزينزي عن القدّيس ماما أنّه كان راعيًا للغنم بقيصريّة كبادوكيا. كان يشرب من لبن الأغنام ويصنع جبنًا. وكان منذ حداثته يسعى إلى ملكوت الله من كلّ قلبه، فكرّس نفسه للخدمة.
اجتمع حوله كثيرون، فكان يشهد للسّيد المسيح ويكرز ببشارة الخلاص، كما كان يهتم بإطعامهم جسديًا.
وبسبب إيمانه، تحمّل تعذيبًا وحشيًا بكلّ فرحٍ إلى أن نال إكليل الشهادة حوالي سنة ٢٧٥.

بحسب التقليد الارثوذكسي، استشهد القدّيس ماماس في زمن الإمبراطور أوريليان Aurelian عن طريق الرجم بينما كان ما يزال حدثًا. ولكن التقليد الغربي اي الكاثوليكي يذكر عنّه أنّه تعرّض لتعذيب طويل جدًا منذ كان حدثًا إلى أن صار شيخًا.

وشى به أهالي الشبّان الذين قبلوا الإيمان لدى الحاكم الجديد ديمقريطوس، فاستدعاه وحاول إغراءه فلم يفلح. بُعث به إلى الإمبراطور الذي استخفّ به كصبيّ صغير.
أمر الإمبراطور بضربه بالعصيّ حتى تهرأ جسده وأودع في السجن. أوقدوا نارًا لإرهابه، أمّا هو فاشتهى أن يُقدم محرقة للرّب. لم يُلق في النار إذ لم يُصدر الإمبراطور أمرًا بذلك.

أمر الملك بربطه بالسلاسل وطرحه في البحر، لكن عناية الله أنقذته إذ قذفته الأمواج الي الشاطئ، وانطلق ماما إلى التلال المجاورة وسكن بين الوحوش كصديقٍ لها.

اتهامه بالسحر

حسده عدو الخير فأثار البعض ضده، إذ وشوا ضده لدى حاكم المنطقة وادعوا أنّه ساحر. أرسل إليه جماعة من الجند للقبض عليه، فاستقبلهم بكلّ محبّة وبشاشة، واستأذنوه أن يذهب معهم إلي الحاكم.

شهد الجند بأنه ليس ساحرًا ولا بالإنسان الشرّير. اغتاظ الحاكم فأرسله إلى الإمبراطور الذي أمر بتعليقه وتمشيط جسمه وتقطيع لحمه ثم إلقائه في السجن.

ضمد الرّب جراحاته، فجاء إليه المساجين وكانوا يئنون من شدة الجوع، فصلّى لأجلهم، وأرسل الله لهم من يقدّم لهم طعامًا، ثم انفتحت أبواب السجن وخرج المساجين.

أمر الإمبراطور بإلقائه في أتون نار، وإذ سقطت أمطار غزيرة انطفأت النيران. أمر الإمبراطور بقطع رأسه فسلّم الروح، وكان عمره حوالي ١٥ عامًا. دُفن في مدينة قيصريّة الكبادوك بآسيا الصغرى.

روى أورفيوس Orpheus عنه أنّه خرج ليعيش في القرية مع الحيوانات، وكان يتغذّى على اللبن والعسل. ولمّا أطلق عليه المُعَذِّبون الحيوانات المفترسة، عاملته الوحوش كراعٍ وسط حملانه، فكانت تستلقي عند قدميه في خضوعٍ وسعادةٍ.

ثم أطلقوا عليه أسدًا ضخمًا فكان يلعق قدميّ الشهيد، وحين ذهب الجنود المُعَذِّبين لرؤيته أمسكهم الأسد وألقاهم عند قدمي الشهيد.

انتشر صيت القديس الشهيد ماما في كل مكان في الجغرافيا السورية، وكان معظم متابعيه من الشبان والكثير منهم تشفعوا باسمه، واعتنقوا الرهبنة واقاموا اديرة باسمه كما في حماه وكما في الجنوب اللبناني بلدة دير ماما او دير ميماس.

معالم طبيعية واثرية في القرية يعود التجمع الرهباني والسكاني المؤمن إلى العصر الرومي. لذلك تحوي القرية ومحيطها على عدة امكنة دينية احداها يزوره المسلمون والمسيحيون طبعا لا يمكن لشخص غريب التمييز بين المسيحي والمسلم لتشاركهم الملبس و العادات واختلاط منازلهم.

معالم اثرية

بلدة دير ماما
بلدة دير ماما

اطلال الدير

مقام الشيخ صبح

الطاحونة المائيه

الجليلين وهي منطقة اثرية رهبانية  منحوتة في الصخر الكلسي القاسي تحوي كتابات يونانية  وفيها نواميس صخرية للرهبان الذين كانوا في رهبنة دير القديس ماما وهي بعيدة في الجبال اصبحت مأوى الضباع الثعالب.

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *