دير والدة الاله الأنطاكية ومركز البطريرك اغناطيوس الرعائي في دولندورف / المانيا

دير والدة الاله الأنطاكية ومركز البطريرك اغناطيوس الرعائي في دولندورف / المانيا

دير والدة الاله الأنطاكية ومركز البطريرك اغناطيوس الرعائي في دولندورف / المانيا

اول قداس في كنيسة الدير والرعية فيه
اول قداس في كنيسة الدير والرعية فيه

الإنطلاقة

بعد قرار المجمع الأنطاكي المقدس تأسيس أبرشية المانيا واوربة الوسطى العام 2013 وانتخاب سيادة المطران اسحق بركات ليكون أول متروبوليت عليها، سارع سيادته ليتفقد أحوال الرعايا الانطاكية الممتدة على مساحة ثلاث دول اوربية وينهض بواقعها الروحي والقانوني والرعائي.

ولإدراكه.وخبرته العملية بأن الأديرة هي الواحات الروحية التي تروي العطاش  بماء الحياة، جال المتروبوليت اسحق  منذ وصوله الى المانيا يبحث عن مكان ملائم يسمح بتحقيق هذا الحلم.

 

isaac

المتروبوليت إسحق (بركات)  راعي ابرشية المانيا واوربه الوسطى

 وُلد في دمشق، سورية سنة 1966. حاز على إجازة في اللاهوت سنة 1996، وماستر في اللاهوت سنة 2000، ودكتوراه في اللاهوت سنة 2011 (جامعة سالونيك). رُسمَ كاهنًا سنة 2000، وخدم رعيّة الصليب في دمشق فجدد فيها تجديداً جذريا وقام بتذهيب ابواب الهيكل الملوكية الثلاثة وكل المفروشات والتهيزات الخشبية وواجهة الايقونسطاس واضاف ايقونات جديدة، وبنى منصة الهيكل في الكنيسة، ثم تولى رئاسة دير سيدة البلمند فجدد الكثير من مرافق الدير  ثمّ معاونًا بطريركيًّا في دمشق. رُسمَ أُسقُفا سنة 2011، وانتُخبَ ميتروبوليتًا سنة 2013، مقر الابرشية في كولن بألمانيا ويساعده الاسقف يوحنا هيكل اسقف أفامية.

مابين الواقع والرجاء

سرعان ماتصطدم الأحلام البشرية بجدران الواقع بجدران الواقع المنظور التي تجهض، بلا رحمة، الأفكارالخلاقة حتى قبل ولادتها. لكننا لانحلم في الكنيسة إنما نرجو ورجاؤنا لايتزعزع بالروح القدس الساكن فينا، هذا الذي يرفعنا ويرينا مافوق المنظورات أي مشيئة الله.

دير والدة الاله الأنطاكية ومركز البطريرك اغناطيوس الرعائي في دولندورف / المانيا
دير والدة الاله الأنطاكية ومركز البطريرك اغناطيوس الرعائي في دولندورف / المانيا

بشرياً هذه الأبرشية ماتزال وليدة، وهي مديونة مادياً، غريبة لغوياً، متنوعية إثنياً، غير منظمة إدارياً وغير موجهة روحياً. فكيف تقوم مؤسّسةٌ بهذه المعايير؟ وكيف تنمو رعية تحت ظروف كهذه؟ الا ان الروح القدس يظلل دائماً، ووالدة الإله شفيعة حارة لكل من يلتجىء ، اليها. وهكذا وبعد محاولات واستشارات عدة تم العثو تأهيل على مكان مناسب كان حتى العام 2013 ديراً كاثوليكياً للراهبات في دولندورف، وبعد مفاوضات طويلة مع صاحب المكان، الذي اراد تحويل الدير السابق الى فندق، واصرار سيادة المتروبوليت على اعادة هذا الدير الى اصله الروحي كدير، تم شراء المبنى في شهر آذار 2021 فاستطاعت هذه الأبرشية مع كهنتها ورعاياها أن تعيش عملياً ماكتبه القديس بولس: كفقراء ونحن نغني كثيرين، كأن لاشيء لنا ونحن نملك كل شيءٍ.” (2كور 6 : 10).

ايقونة والدة الاله الانطاكية في الايقونسطاس
ايقونة والدة الاله الانطاكية في الايقونسطاس

مختبر الصبر

وبعد إجراء المعاملات القانونية بدأت مسيرة إعادة تأهيل المكان وترتيبه. هذه المسيرة الشاقة والمكلفة والتي تضع الانسان العادي أمام تساؤل يومي حول قدرته وصبره وجدوى المشروع وبخاصة بأن الطبيعة ذاتها قد مّنّتْ على منطقة الدير – بعد أسابيع من شرائه – بأمطار غزيرة أدت الى حصول طوفان عام في المقاطعة، وتضرّر من جراء ذلك الطابق السفلي من الدير ومعه نظام التدفئة ( الذي يكلف مبلغ 150 الف يورو لم تكن في الحسبان) لكن صاحب السيادة مع القلة التي آمنت بالمشروع ووثقت بأهميته، وضعوا على لسانهم قول الانجيل: لكن كان لنا في انفسنا حكم الموت، كيلا نكون متكلين على انفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات.” ( 1كور 1: 9).

وهكذا، كانت رؤية الجبل سهلة، أما صعوده فهو مُختبر للصبر وحرارة الصلاة وصارت الأيام تتابع ببرنامج متشابه: الاستيقاظ باكراً، صلاة السحرية، إيقاد شمعة أمام ايقونة العذراء الأنطاكية، السفر لمسافة 70 كلم، العمل مع العمال وعوضاً منهم، حل المشاكل العالقة، تناول الطعام بين الحيطان المهدمة، الصمت تعباً في طريق العودة، محاولة الحصول على تبرعات لإكمال أعمال الدير، النوم على الرجاء.

هذا البرنامج شبه اليومي كان مدرسة عليا لإنكار الذات والثقة بالرب، ترفع الانسان نحو السماء وتستمطر نعم الله على القليل الذي نقدمه: “هكذا ملكوت الله: كأن إنساناً يلقي البذار على الارض، وينام ويقوم ليلاً ونهاراً والبذار يطلع وينمو وهو لايعلم كيف” (مرقس 4 : 26 – 27 ).

القداس الاول في الدير
القداس الاول في الدير

تسمية الدير

بدعوة من مطران ليماسول زارت جوقة القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي العام 2000 قبرص وكنائسها تحت رعاية سيادة المتروبوليت المغيب قسراً بولس يازجي والارشمندريت اسحق بركات الذي كان رئيس دير سيدة البلمند. حينها رتب متروبوليت ليماسول أثناسيوس أن يُكتب على الدعوة لحضور الأمسية المرتلة اسم الجوقة مع ايقونة رائعة الجمال والعمق لوالدة الاله. وعندما سأل الارشمندريت اسحق عن اسم هذه الأيقونة كانت المفاجأة  بأن هذه الأيقونة تدعى في قبرص: ” العذراء الأنطاكية”.

شدته الأيقونة وهدوؤها، وخاطبه الوجه الأرضي الملتحف بالنور ليبحث عن تاريخ هذه الأيقونة وسبب تسميتها بالأنطاكية. وبعد زمن، وبمساعدة من قدس الأب  د. ميشال نجم عرف بأن هذه الأيقونة موجودة في قرية قريبة من ليماسول في متحف الكنيسة، وأنها رُسمت في كنيسة أنطاكية منذ أكثر من ثلاثمائة عام.

وجه الأيقونة مابرح موجوداً في وجدان سيادة المتروبوليت اسحق، وظل متأثراً بأن إرثاً عظيماً كهذا مايزال مدفوناً مع غيره من كنوز أنطاكية العظمى..

ولما شاء الله أن يخدم المتروبوليت اسحق ابرشية المانيا واوربة الوسطى استقبله ابناء هذه الأبرشية المؤسسون الذين اتوا تحديداً من مدينة انطاكية وماحولها من ابناء لواء الاسكندرون السليب، وبقوا مخلصين لإيمانهم الأرثوذكسي وانتمائهم الأنطاكي والسوري، رغم كل الظروف الصعبة التي عاشوها على صعيد الوطن السليب اللواء وانطاكية، والهجرة الى وطن جديد وصعوبة العيش اقتصادياً…أصبحت الرؤية واضحة: البداءة أنطاكية، والوجهة أنطاكية، وشفيعة أول دير هي العذراء الأنطاكية.

دير والدة الاله الأنطاكية ومركز البطريرك اغناطيوس الرعائي في دولندورف / المانيا
دير والدة الاله الأنطاكية ومركز البطريرك اغناطيوس الرعائي في دولندورف / المانيا

الدير حالياً

البناء الذي نتحدث عنه هو جزء من المبنى القديم، له مدخله الخاص ويتصل مع بقية المشروع بممرٍّ يصل الى الكنيسة. وسيكون مقراً للراهبات بالاضافة الى كنيسة ومشغل ومكتبة ومطبخ.

راهبتان تقيمان حالياً في الدير،وببركة والدة الاله وشفاعاتها غير الخازية ينتظر ان يزدهر الدير ويزداد عدد راهباته.

المتروبوليت اسحق في فناء الدير مع بعض الرعية
المتروبوليت اسحق في فناء الدير مع بعض الرعية

أما مركز البطريرك إغناطيوس الرابع الرعائي فيشكل القسم الثاني من البناء، وسيبدأ العمل فيه – بنعمة الله – أول العام القادم.

تتطلع الأبرشية الى أن يكون هذا المركز منارة نورٍ لأبنائنا كافة في المهجر، ومحجاً للباحثين الغربيين عن التراث الأنطاكي العريق. وستعمل رابلطة المفكرين الأنطاكيين المزمع إنشاؤها على المساعدةعلى اكتشاف تراث آباء أنطاكية وقديسيها، ونقل روحانيتها وتقليدها الأرثوذكسي لبقية مراكز الدراسات في اوربه، كما ان هذا المركز سيوفر برامج رعائية وتثقيفية وروحية للكهمة والسيدات والشبيبة.

البطريرك اغناطيوس
البطريرك اغناطيوس

أما الأرض الملحقة بالدير، واتي تبلغ مساحتها 1200 متر مربع، فسنخصص لأبنية رديفة للدير بحسب تطور العمل وحاجاته.

نضم صلاتنا المتواضعة الى صلواتكم، ونطلب الى الله القدير العلي ووالدته القديسة التي لم تعرف زواجاً أن يمدا القائمين على هذا العمل بالقوة والحكمة، ويعليا شأن كنيسة أنطاكية في كل مكان، ويؤهلانا لأن نرى ثمار هذا العمل كثيرة يانعةً مفيدةً لكل من يحب كنيسة المسيح.

المتروبوليت اسحق ورئيس دير سيمونو بيترا المتوحد اليشع
المتروبوليت اسحق ورئيس دير سيمونو بيترا المتوحد اليشع

” جئنا لنبخر تعبكم ياصاحب السيادة ببخور آثوسي.”

بهذه الكلمات عبَّرَ الارشمندريت المتوحد أليشع، رئيس دير سيمونو بيترا في جبل آثوس، عن شكره لسيادة المتروبوليت اسحق بركات لدعوته لزيارة دير والدة الاله الأنطاكية في مدينة دولندورف – المانيا، برفقة الأم المتوحدة إيبانديا رئيسة دير سولان في فرنسا والوفد المرافق لهما.

شارك الآباء في صلاة غروب عيد القديس ديمتريوس في الدير بحضور رئيس بلدية مدينة دولندورف وبعض آباء الأبرشية وجمع غفير من المؤمنين، الذين أتوا من كل المانيا وهولندا والنمسا للمشاركة في صلاة الغروب الاحتفالية. وفي نهاية الصلاة تمت رسامة الراهبة لوكيا وأُعطيت الاسكيم الرهباني الكبير.

رسامة الراهبة
رسامة الراهبة

وفي اليوم التالي أُقيم القداس الالهي في كنيسة القديس ديمتريوس في مدينة كولن لمناسبة عيده، ترأسه سيادة المتروبوليت اسحق وشاركه الآباء الآثوسيون. ومساء كان حديث روحي عن الحياة الرهبانية في الدير، تضمن عرض فيلم عن دير سولان في فرنسا، إضافة الى لقاء روحي للأم المتوحدة ايبانديا والاب المتوحد تيخن من دير سيمونو بيترا في جبل آثوس لأبناء رعية القديس ديمتريوس في مدينة كولن، المانيا.

الراهبة بعد الباسها الاسكيم وزميلتها في الرهبنة ووفد الراهبات من الدير الفرنسي
الراهبة بعد الباسها الاسكيم وزميلتها في الرهبنة ووفد الراهبات من الدير الفرنسي

من المصادر

لولو صيبعة/ مجلة النور

موقع البطريركية

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *