ذكرى مرور 30 عاماً على الإبادة الجماعية في رواندا

ذكرى مرور 30 عاماً على الإبادة الجماعية في رواندا

ذكرى مرور 30 عاماً على الإبادة الجماعية في رواندا

في يوم 7 نيسان/أبريل 2024 بدأت رواندا رسميا إحياء الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية ضد التوتسي في مراسم حضرها رؤوساء حاليون وسابقون وممثلون عن أكثر من 37 دولة أفريقية وأوروبية وعربية، ومنظمات إقليمية ودولية.
ودخلت البلاد في حداد رسمي يستمر أسبوعا، تُنكس خلاله الأعلام وتتوقف أي احتفالات، واختارت رواندا إحياء الذكرى هذا العام تحت عنوان “نتذكر، نتحد، نتجدد” ليضيء على مسيرة التحول وخطوات العدالة الانتقالية خلال العقود الثلاثة الماضية.
تقرير برنامج التوعية للأمم المتحدة المعني بالإبادة الجماعية ضد التوتسي لعام 1994 في رواندا.

حصول رواندا على استقلالها عام 1962

بحلول عام 1962، وعند حصول رواندا على استقلالها، كان 000 120 شخص، معظمهم من أبناء طائفة التوتسي، قد لجأوا إلى إحدى دول الجوار هرباً من العنف الذي صاحب مجيء طائفة الهوتو التدريجي إلى السلطة.
واستمرت حلقة جديدة من الصراع والعنف الطائفي بعد الاستقلال. وبدأ اللاجئون من التوتسي في تنزانيا وزائير الساعين لاسترداد مواقعهم السابقة في رواندا ينظمون أنفسهم ويشنون الهجمات على أهداف للهوتو وعلى حكومة الهوتو.

الحرب الأهلية

وفي 1 تشرين الأول/أكتوبر 1990، شنت الجبهة الوطنية الرواندية المؤلفة بصفة رئيسية من التوتسي المنفيين في أوغندا هجوماً كبيراً على رواندا من أوغندا بقوة تضم 000 7 مقاتل. وبسبب هجمات الجبهة التي شردت الآلاف، وبفعل لجوء الحكومة إلى سياسة دعائية استهدافية عامدة، جرى وصم جميع أبناء التوتسي داخل البلد بأنهم شركاء للجبهة، ووصم جميع الهوتو الأعضاء في أحزاب المعارضة بأنهم خونة. واستمرت وسائل الإعلام، وبخاصة الإذاعة، في نشر إشاعات لا أساس لها من الصحة، مما أدى لتفاقم المشاكل العرقية.

آب/أغسطس 1993

وفي آب/أغسطس 1993، ومن خلال جهود تحقيق السلام التي قامت بها منظمة الوحدة الأفريقية وحكومات المنطقة، بدا وكأن التوقيع على اتفاقات السلام في أروشا بتنزانيا قد وضع حداً للصراع بين الحكومة، التي كانت في قبضة الهوتو آنذاك، والجبهة الوطنية الرواندية المعارضة.
غير أن إرادة تحقيق السلام والمحافظة عليه تعرضت منذ البداية للتخريب من قِبل بعض الأحزاب السياسية الرواندية المشتركة في الاتفاق.

6 نيسان/أبريل 1994

في 6 نيسان/أبريل 1994، أُسقطت طائرة رئيسي بوروندي ورواندا بعد عودتهما من التوقيع على اتفاقات السلام في أروشا بتنزانيا على إثر هجوم صاروخي أدى إلى مصرعيهما مما أشعل جذوة عدة أسابيع من المذابح الكثيفة والمنهجية.

7 نيسان/أبريل

وفي 7 نيسان/أبريل، بثت محطة الإذاعة والتليفزيون ’الحرة للتلال الألف‘ إذاعة تنسب فيها سقوط الطائرة إلى الجبهة الوطنية الرواندية ووحدة من جنود الأمم المتحدة، وبعض الأقوال التي تحرّض على استئصال “الصرصار التوتسي”. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تم قتل رئيسة الوزراء أجاثا أويلينغييمانا و 10 من أفراد حفظ السلام البلجيكيين المخصصين لحمايتها بطريقة بشعة على أيدي الجنود الحكوميين الروانديين في هجوم على بيتها. وجرى بالمثل اغتيال غيرها من زعماء الهوتو المعتدلين. وسحبت بلجيكا بقية أفراد قوتها بعد المذبحة التي حدثت لجنودها.
وصدمت عمليات القتل مشاعر المجتمع الدولي، حيث يقدر أن عدداً يناهز 1 مليون نسمة فقدوا أرواحهم فيها، وكان من الواضح أنها أعمال إبادة جماعية. وأشارت التقديرات أيضاً إلى اغتصاب ما بين 000 150 و 000 250 امرأة . وشرع أعضاء الحرس الجمهوري في قتل المدنيين التوتسي في قسم من كيغالي يقع قريباً من المطار.

المحكمة الجنائية الدولية لرواندا

على الصعيد الدولي، أنشأ مجلس الأمن في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 1994 المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، التي يقع مقرها حالياً في أروشا، بتنزانيا. وبدأت التحقيقات في أيار/مايو 1995. وقدم أول المشتبه فيهم إلى المحكمة في ايار/مايو 1996 وبدأ النظر في أولى القضايا في كانون الثاني/يناير 1997. وقد أصدرت المحكمة منذ ذلك الحين حكمها على رئيس الوزراء خلال الإبادة الجماعية جان كامباندا بعقوبة السجن مدى الحياة. وكانت أيضاً أول محكمة دولية تدين أحد المشتبه فيهم بارتكاب تهمة الاغتصاب باعتباره جريمة ضد الإنسانية ومن جرائم الإبادة الجماعية. كما أن المحكمة حاكمت ثلاثة من أصحاب وسائل الإعلام المتهم كل منهم باستخدام وسائل الإعلام الخاصة به للتحريض على الكراهية العرقية والقتل الجماعي. وبحلول نيسان/أبريل 2007، كانت قد أصدرت سبعة وعشرين حكماً على ثلاثة وثلاثين متهماً.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *