رجل المبرات السيد فريد فتح الله عرمان البيروتي

رجل المبرات السيد فريد فتح الله عرمان البيروتي وشقيقه الاديب رزق الله

رجل البر السيد فريد فتح الله عرمان البيروتي

رجل المبرات السيد فريد فتح الله عرمان البيروتي وشقيقه الاديب رزق الله

مقدمة بسيطة

عائلة فتح الله عرمان  من كرام العائلات البيروتية الارثوذكسية من الأب المرحوم فتح الله عرمان الى اولاده وبالذات ولديه العلمين الارثوذكسيين رزق الله وفتح الله عرمان التي تضج باسميهما الوثائق البطريركية / وهي الرسائل الواردة من ابرشية بيروت في اربعينات وخمسينات القرن العشرين الى البطريرك الكسندروس الثالث  وهما من الغيورين الارثوذكسيين المنتمين بشدة الى الكنيسة ورئاستها مع حب عظيم للبطريرك المذكور وشدة اخلاص له…كاما من الذين لعبوا دوراً عظيم الأثر في مسيرة الحفاظ على الكنيسة واوقافها بكل ورع من خلال الرسائل المتواترة التي كانا يرسلانها الى غبطته لجهة طباعة بعض الكتب الطقسية في مطابع بيروت وخاصة كتاب المزامير، ورعايتهما لأوقاف دير سيدة صيدنايا البطريركي في بيروت بكل غيرة وسعي لتنمية هذه الاوقاف وتعزيز مواردها والحفاظ عليها، وشؤون تهم الكنيسة والكرسي الانطاكي المقدس…

بعد البحث عن سيرتهما الطيبة… بكل اسف لم أجد الا هذا النص التالي المنشور في “مجلة النور” لسان حركة الشبيبة الارثوذكسية  عدد آب 1960  المعلن عن وفاة  علمنا فريد وفيه نبذة بسيطة عنه لا تفيه حقه، وقد قمنا ببعض الاضافات البسيطة التي استخلصناها من تلك الوثائق بشكل بسيط وليس موسوعي مع التبويب، ومع ذلك يبقى منشورنا هذامجرد بصيص ضوء سلطناه على شخصية ارثوذكسية مجاهدة في العصر الحديث في ابرشة بيروت وسواها… فلربما أجد مستقبلا مايضيء أكثر:

الولادة والنشأة

ابصر فقيدنا النور في بيروت سنة 1885 وهو سادس اولاد المرحوم فتح الله عرمان وزوجته المرحومة كاتبة جرجس الفاخوري. رضعوا من الام لبان الايمان الارثوذكسي القويم وتعلموا من الاب الجهاد في سبيل الكرسي الانطاكي عامة وابرشية بيروت خاصة

تلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدرسة المرسلين الاسكوتلنديين سابقاً، المدرسة الأهلية حالياً في بيروت.

صفاته

كتاب السواعي الكبير تعريب وطباعة رزق الله عرمان
كتاب السواعي الكبير تعريب وطباعة رزق الله عرمان

امتهن التجارة كمعظم ارثوذكس بيروت التقليديين وكان طيلة ربع قرن من التجار المعتبرين لذلك اتصف بالخيرية تجاه مشاريع الكنيسة باندفاع مشهود وماطبعه وشقيقه من كتب روحية وطقسية من جيبهما الخاص ووزعاه بالمجان لمنفعة كنائس الكرسي الانطاكي، والانفاق على دعاوي تحصين اوقاف دير سيدة صيدنايا في بيروت من جيبهما، وماكانا يرسلانه من تبرعات ليد البطريرك الكسندروس في ظل فقر البطريركية المدقع نتيجة وفاء اللديون وفوائدها  الباهظة التي استدانها البطريرك غريغوريوس ليطعم بها جياع الوطن في مجاعة سفر برلك، والتي  ناءت البطريركية  زمن البطريرك الكسندروس.

اما صفاته فكانت انه اتصف بالرقة والشفافية، وجسد ذلك في شعره اذ كان  شاعراً رقيقاً لم يترك مناسبة دينية الا ونظم فيها قصيدة رفيعة تنم عما يجيش في قلبه من الايمان والمحبة ومنها تقريظه بالمأتم الحافل للبطريرك الكسندروس في مريمية الشام 1958، ولكنه كان كالأسد مدافعا عن مصالح الكرسي واوقافه وسمعته واقفاً بوجه الانتهازيين والانتفاعيين مما لايسع المقام لذكر اسمائهم .

جهاده الارثوذكسي والانطاكي

ورث وشقيقه رزق الله  عن والدهما فتح الله الغيرة الارثوذكسية والاندفاع المستميت عن مصالح  الكنيسة بنظرة انفتاحية عريضة لصالح كل الكرسي الانطاكي ومصالحه وليس فقط ابرشية بيروت او اوقاف دير سيدة صيدنايا البطريركي في بيروت التي وهبها اهل الاحسان لمنفعة الدير المقدس المذكور، ولذلك ائتمنه مثلث الرحمات البطريرك الكسندروس الثالث على اوقاف دير سيدة صيدنايا في بيروت فرعاها بأمانة طوال 27 سنة مصدراً بيانات دقيقة لحساباتها مشجعاً على الاحسان حتى يومه الأخير ويبدو ذلك من خلال رسائله اليومية تقريبا التي يصف بها عمله وسعيه لتنمية الاوقاف ووقوفه سدا في وجوه الانتهازيين الذين كانوا يحاولون بسط اليد على اوقاف ولو كان في مراكز مرموقة في المطرانية او الدولة كما تشهد بذلك الوثائق البطريركية المختصة بأبرشية بيروت، كما اشاد امطوشا للدير الشريف في بيروت لتحل فيه الراهبات الموفدات من رئاسة الدير والمزودة بكتب بطريركية تتيح لهن التجوال واللم من المحسنين في ابرشية بيروت.

خدم كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت مدة عشر سنوات تقريباً كوكيل لها  فقام كعادته بالمهمة خير قيام بكل اخلاص.

كاتدرائية القديس جاورجيوس الارثوذكسية في بيروت
كاتدرائية القديس جاورجيوس الارثوذكسية في بيروت

اهتم بالفقراء وبالاحسان اليهم، فساهم في إحياء الجمعية الخيرية الارثوذكسية وإنعاش مدارسها  وتنسيب اولاد الفقراء اليها، وساهم في انتشارها في جميع احياء العاصمة  اللبنانية بيروت، وكان انه في الفترة التي اعقبت قيام الثورة الشيوعية في روسيا وخروج اكثر من مليون روسي خارج الحدود ولجوء بعضهم الى دائرة الكرسي الانطاكي وتحديداً الى دمشق ةكانا برعاية مباشرة من مثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس الرابع ابي الفقراء رداً للدين الروسي على انطاكية من خلال الجمعية الامبراطورية الفلسطينية والروسية وقد تم ايواء الكثيرين في الاديرة البطريركية والابرشية وايجاد فرص عمل لهم فيها وفي المدارس الارثوذكسية وتخصيص صواني اللم في كنائس الكرسي لمعونتهم…لذلك لقي من اتجه منهم الى بيروت ولبنان الرعاية من مطارنة الابرشيات استجابة لتوجيه غبطته والمساعدات من قبل الاغنياء وخاصة تجار بيروت الارثوذكس  وكان محور هذه العاطفة علمنا المرحوم فريد واخوته…

عينه غبطة البطريرك غريغوريوس الرابع  عضوا في لجنة إغاثة المهاجرين الروس بعد الحرب العالمية الاولى والحال ذاته بعضويته في لجنة إغاثة اللاجئين اليونانيين من كيليكيا وارضروم السليبتين من الاحتلال التركي الكمالي وما مورس بحقهم وبحق السوريين الارثوذكس ابناء الكرسي الانطاكي في اعقاب الحرب العالمية الاولى وكذلك عند سلخ لواء الاسكندرون والممارسات الشنيعة المماثلة من الاتراك وكذلك اليونانيين من دولة اليونان اثناء الحرب العالمية الثانية الكارثية عليهم بتكليف من البطريرك الكسندروس الثالث.

البطريرك الكسندروس الثالث
البطريرك الكسندروس الثالث

وكان شقيقه رزق الله العالم العلامة في اللغتين العربية واليونانية وفي العهد القديم وبخاصة المزامير قد انكب على تعريب المزامير وكتاب السواعي الكبير بلغة جزلة، وطبعهما على نفقته ببركة البطريرك الكسندروس طحان وقام  (وبموجب كشوفات التوزيع)بتوزيع معظمها مجانا مع غيرها من الكتب الطقسية التي عربها وطبعها  على كل مطارنة وابرشيات الكرسي الانطاكي والكرسي الاسكندري والكرسي الاورشليمي، وخص طريرك الكاثوليك المعاصر ومطارنة واعلام ورهبنات الروم الكاثوليك بنسخ كثيرة من هذا الانتاج كإهداءات، وبقناعتنا انهما اي الاخوين عرمان لم يستوفيا كلفة الطباعة وفق البيانات التي يعلم بها فريد البطريرك الكسندروس من باب الاطلاع على هذا الأمر،

صحيح ان رزق الله قام بهذا العمل الجبار وفقد صحته، ولكن  شقيقه فريد  تابعه في هذا العمل الجبار في النسخ والطباعة لهذه المطبوعات التي اغنت المكتبة الروحية الارثوذكسية في الكراسي الثلاثة انطاكية والاسكندرية واورشليم والتي اشاد بها القاصي والداني وخاصة الاخوة الروم الكاثوليك وحاولوا ضم رزق الله الى لجنة تعريب واصدار كتب الليتورجيا المنبثقة من مجمع الروم الكاثوليك ولكنه اعتذر بلطف لتردي صحته وفعلا صار متعبا جدا ولولا مساعدة شقيقه علمنا السيد فريد له  لما اكتمل هذا العمل. وفي الوقت عينه تعرض لانتقادات من بعض الحاسدين من المهتمين بالصحافة اللبنانية من ابناء الرعية فكان يرد عليهم بكل ثقة مفنداً ادعاءاتهم، كذلك من بعض اعلام الكاثوليك في الليتورجيا واللغة اليونانية وابرزهم البطريرك الكاثوليكي بشهادة مراسلات فريد مع البطريرك الكسندروس التي كان يرسل صورا عن تلك النقاشات والسجالات وخاصة حول الترجمة السبعينية عن اليونانية

كتاب المزامير الشريف
كتاب المزامير الشريف

وترجمته هو فيرسل  بها قصاصات الى البطريرك الكسندروس ربطاً برسائله مستشيرا اياه وكم وكم قوَّمَ مسارات اعلام ارثوذكسيون وخاصة في الموسيقى الرومية طبعوا انتاجهم واكتفوا بمباركة البطريرك الكاثوليكي فردهم الى الاخلاص للبطريرك الكسندروس حماية لهم من الانتقادات من الوسط الارثوذكسي وتحصينا لاصداراتهم  ونالوا بركة البطريرك والمطارنة الارثوذكس الانطاكيين ونتحفظ عن ذكر اسمائهم ونحن مع فريد ورزق الله في تحصين ذكراهم بصفتنا امينا للوثائق البطريركية وهم بعد استدراكهم قدموا شكرهم لهذين العلمين الارثوذكسيين في محبتهم لانطاكية الارثوذكسية ورجالاتها الاعلام، في الوقت عينه نسجل للأخوين اعلى تقدير على محبتهما للبطريرك الكسندروس وسعيهما لارسال المشورات الطبية والادوية اللازمة له حيث كانت صحة البطريرك في تردي مستمر منذ اواخر العقد الخامس الى حين وفاته وتقديم ما امكنهما الدعم المادي، وكله بدون مقابل باخلاص شديد، ويقفان بصفه في وجه كل الازمات التي حصلت وخاصة عند احداث ماسمي الكنيسة السورية الارثوذكسية المستقلة والشرخ الذي ضرب الكرسي الانطاكي لعدة سنوات وشكلا مع اعيان كثر من شخصيات بيروتية ولبنانية غيورة تحالفاً مع غبطته، واستمر هذا الاخلاص والوفاء الى البطريرك ثيودوسيوس عندما اعتلى السدة الانطاكية بعد وفاة البطريرك الكسندروس. ويسجل لهما قيامهما بجزء كبير من اعداد احتفالات الكرسي الانطاكي في اليوبيل الذهبي للبطريرك الكسندروس 1954 واليوبيل الماسي لكهنوته 1955 بمحبة منقطعة النظير وتولى فريد توزيع ميداليات اليوبيل الذهبي وبراءاتها على اركان الحكم والرعية و…وتصنيع مستمر لها عند نفاذها  بدون مقابل لا بل من جيبه الخاص،ما اوقعه في اشكالات مع البعض من المستفيدين!!!

انتقاله الى الأخدار السماوية

افتقد الرب ابنه التقي فريد فتح الله عرمان يوم الاثنين في 11تموز1960

البطريرك ثيودوسيوس
البطريرك ثيودوسيوس

اذ نقله الى اخداره السماوية عن عمر مملوء بالميراث والأعمال الصالحة.

جرى له مأتم مهيب اشترك فيه محبوه الكثر وقد رثاه المعاون البطريركي سيادة الاسقف سرجيوس سمنة باسم غبطة البطريرك ثيوذوسيوس السادس فعدد مزاياه وحسناته وابنه الاستاذ توفيق الخوري جرجس الحداد  كاتب غبطته الشهير والطيب الذكر بكلمة بليغة رقيقة.

رجل المبرات السيد فريد فتح الله عرمان البيروتي
رجل المبرات السيد فريد فتح الله عرمان البيروتي

 

 

 

 

 

  • Beta

Beta feature


by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *