القديس يوسف الدمشقي

زيارة في السماء

الشهيد في الكهنة القديس يوسف الدمشقي

زيارة في السماء

هذه قصة تربوية مبنية على أقوال القديس باييسيوسوخدمة القديس يوسف الدمشقي** وخدمة عيد القديس باييسيوس***.

تمثّل القصة حواراً دار بين القديسين حين جاء القديس باييسيوس الأثوسي في العاشر من تموز إلى عند القديس الشهيد في الكهنة يوسف الدمشقي ليعايده في عيده.

الاقتباسات من النصوص المذكورة مبثوثة من دون أي تغيير، احتراماً لقداسة النصوص.

القديس باييسيوسبارك أيها الأب الشهيد في الكهنة، يا كاهن بيعة أنطاكية [طروبارية القديس يوسف الدمشقي]، هأنذا جئت أعايدك بعيدكإلى أعوام عديدة.

القديس يوسف الدمشقي متفاجئاً من هذا الزائرمن أين لي هذا أن يأتي القديس باييسيوس إليّ؟ إنَّ عِيــشتك الوقــورة وغــزارةَ المُعجِــزاتقــد ذاعتـــا بـــسرعةٍ في أقطـــارِ المـــسكونة [من خدمة صلاة المساء الصغرى لعيد القديس باييسيوس].

القديس باييسيوسأين صيتي من نعمة كهنوتك وعيشتي من إهراق دمك الذي عمدّتَ به أرض الشام؟ [طروبارية القديس يوسف الدمشقي]

القديس يوسفلكني حزين جداًألم تَرَهُم يقرعون الدفوف ويعزفون القيثارات في تابوتي أي في كنيستي التي لوالدة الإله؟ [ذكصا غروب عيد القديس يوسف الدمشقي]

القديس باييسيوسإني أتفاجأ من هذا الكلام!!!

القديس يوسفللأسف فإننا لا نستعمل الحرية من أجل الخير والقداسة بل من أجل الأمور العالمية [بمحبة وألم، ص. 285].

القديس باييسيوسهل وصلت موضة التجديد إلى أنطاكية حيث دُعي الرسل مسيحيين أولاً؟

القديس يوسفيتحدثون اليوم عن تجديد الكنيسة وكأن الكنيسة شاخت وتحتاج إلى تجديد [بمحبة وألم، ص. 291]. صرنا نفسّر الإنجيل وأقوال الآباء على هوانا ونحدث أرثوذكسية خاصة بنا ونفصّل مسيحيتنا على حسب قاماتنا[بمحبة وألم، ص. 302].

القديس باييسيوسهذا ليس في أنطاكية فقطأرى ذلك في كل مكان.

القديس يوسفعندما يبتعد العقل عن الله وينشغل بالعلم فقط تبدأ الشرور ويفقد الناس هدوءهم وتوازنهم الداخلي. [بمحبة وألم، ص. 180]

القديس باييسيوسلكن ماذا جرى؟ أليسوا يقولون لك في خدمتكإضرب أيها الحداد بكلمة الحق وجه الباطلشتت فكر البدع والشيع الغريبة بالإنجيلاكسر جسدك خبزاً للجائعينأهرق دمك ماء للعطاش. [ليتين غروب خدمة القديس يوسف الدمشقيوأراك قد فعلتَ كل ذلك، فماذا تغيّر؟

القديس بائيسيوس الآثوسي
القديس بائيسيوس الآثوسي

القديس يوسفكان الآباء القديسون يحاولون منع قيام علاقات مع الهراطقةأما اليوم فالمطلوب إقامة صلوات مشتركة مع الهراطقة… ويقولون على الأرثوذكس أن يشاركوا في الصلوات والمجامعإنه حضوروأي حضور هويحلّون كل شيء بالمنطق ويبررون الأشياء غير المبررة. [بمحبة وألم، ص. 293] صرنا نقلّد الغرب بدل أن ننيره ويتعلّم منّا.

القديس باييسيوسلكن ما السبب؟ أليسوا تلاميذك وأنت قد نفخت في تلامذتك روح السلام، روح قوة الرب، روح الثالوث الذي بلا انقسام؟ [من ليتين غروب خدمة القديس يوسف الدمشقي]

القديس يوسفأنا زرعتُ روح كنيستي الأرثوذكسيةالروح الأرثوذكسية تقضي بأن يتكلّم كل فرد بتواضع وأن يدوّن رأيه دون خوف أو تملّق حفاظاً على علاقته برئيس الأساقفة أو برئيس الديرأما إذا حصل العكس فإننا نبتعد عن الروح الأرثوذكسية لنكون في الروح البابوية… فوق هذا، يتولّى المناصب كهنة أحداث لا يملكون الخبرة المطلوبة فإن الشر المضاعف يقع لأن هؤلاء الأحداث يتحملون مسؤوليات قبل اكتفائهم الروحي واقتنائهم الغنى الروحي [بمحبة وألم، ص. 279] ألا تراهم يسعون وراء المجد البشري معرِضين عن المجد الإلهي الذي ينتظرنا عندما نهرب من المجد البشري[بمحبة وألم، ص. 274]؟

القديس باييسيوسأحزن لهذا الكلامفأنت يا رجل النهضة الأول، لقد حملت وحدك صليب أنطاكية في أيامك، وتحمّلت انشقاق أولاد بيعتك عنها، فواجهتَ نشاط المرسَلين الأجانب، وبكيتَ وهنَ وضياعَ وفقرَ وجهلَ رعيتك ورعاة كنيسنك، فصليّت إلى الرب الإله أن يطلق كنيستك من أسرها. [إينوس سحر خدمة القديس يوسف الدمشقي]

القديس يوسفنعملكن تأتي سنوات صعبة يحدث فيها اهتزاز عنيف ونواجه فيها محناً كبيرةعلينا أن نأخذ الأمور على محمل الجد ونعيش روحياًوخير لنا أن نقوم بهذه الأعمال بفرح ومن تلقاء أنفسنا وليس بحزن وبشكل إلزامي. [بمحبة وألم، ص. 33]

القديس باييسيوسلكنك يا كاهن العلي يوسف، إنك مع وعظك وعلمك نسخت الكثير من المخطوطات لتعلّم بالحرف المكتوب ما علّمته بوعظك، وتترك لمحبّي الكلمة كلمة الله محفوظة بأمانة [من الأبوستيخن خدمة القديس يوسف الدمشقي]

القديس يوسفامتلأ العالم من الخطيئة، وهو بحاجة إلى صلاة وليس إلى كتابات كثيرة تكون بمثابة أوراق نقدية معدنية قيمتها مرهونة بضماناتها [بمحبة وألم، ص. 181]

تفكّر القديس باييسيوس قليلاً ثم قالبارك أيها الأبأنا منطلق.

القديس يوسفأشكر زيارتكوأعايدك أيضاًإلى أعوام عديدةلا تنسَ أنطاكية في صلواتك.

وامتشق كل منهما مسبحته وعاد إلى صلاته.

الناسك المغبوط باييسيوس الآثوسيإلى الإنسان المعاصر، بمحبة مع ألمسلسلة ياروندا – 1. ترجمة وإصدار دير الشفيعة الحارة، بدبا، الكورة. 2012 .

** القديس الشهيد يوسف الدمشقيوضعت الخدمة الأم مريم زكاناشر غير محددتشرين الأول 1993.

*** ‫‫خدمة أبينا البار باييسيوس ‫الآثوسي‬ ‫نظمتها راهبات دير القديس يوحنا اللاهوتي – السوروتي، عربها الأرشمندريت بندلايمون الحماطوري.

(اﻷب أنطوان ملكي- التراث الارثوذكسي)

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *