دخائر شهداء ساموثراكي في صرح الشرق في كنيسة الحواش

شهداء ساموثراكي

شهداء ساموثراكي

في مذبح كنيسة سيدة الشرق في الحواش في وادي النضارة تم زرع ذخائر شهداء ساموثراكي …

من هم هؤلاء الشهداء ؟

هم خمسة قديسين من روم اليونان كانوا يعيشون في جزيرة ساموثراكي و أستشهدوا سنة 1835 م … وهم:
مانوئيل بالوغودا وثيودوروس ديميتريو وجاورجيوس كورونيس الكبير وجاورجيوس كالاكيكوس الأصغر وميخائيل من قبرص.

الثورة التحررية اليونانية

في 25 آذار 1821 م ، في عيد البشارة … أنطلقت ثورة روم اليونان لتحرير كامل الأمبراطورية والهدف تحرير العاصمة “القسطنطينية”
في أيلول 1821 قام الأتراك من المناطق المحيطة بغزو الجزيرة وذبحوا معظم السكان و جعلوا الجزيرة مهجورة فقتلوا جميع الرجال تقريباً وتم بيع النساء والأطفال كعبيد في أماكن مختلفة وكان من بين هؤلاء الأطفال و الشباب الصغار الشهداء القديسون الذين استعبدوا واجبروا على إنكار المسيح بالقوة وأصبحوا مسلمين حتى أن مانوئيل الذي بيع في مصر تعلم أيضاً اللغة العربية وتفرغ لدراسة القرآن وكتب العرب الأخرى .
قُتل حوالي 10000 رجل وصبي من روم الجزيرة وبيعت النساء والأطفال في أسواق القسطنطينية وسميرنا وأحرقت منازلهم و بقي حوالي 200 شخص في الجزيرة و استغرق الأمر حوالي 10 سنوات حتى تجد الجزيرة الشهيدة السلام.
وعندما هدأ الوضع لاحقًا، وجد العديد من المهجرين الروم في اليونان طرقًا للعودة إلى وطنهم وكذلك فعل الشهداء القديسون لقد عادوا إلى جزيرة ساموثراكي وتركوا الأسلام بعد أن اجبروا عليه ، وعاشوا كمسيحيين من خلال التوبة الصادقة وعندما تم إبلاغ السلطات التركية عنهم بأنهم تحولوا إلى المسيحية ، وقامت السلطات العثمانية بالقبض عليهم ثم يتم تركهم بدفع الأموال .
نصحهم السكان المسيحيون في الجزيرة عدة مرات بالمغادرة والذهاب والاستقرار في الأراضي اليونانية الحرة حتى لا تكون حياتهم في خطر ولكنهم رفضوا ذلك وظلوا بلا خوف واثقين بإيمانهم .
ولكن ذات يوم جاء على الجزيرة قاضي متعصب للإسلام، وكان رجلاً قاسيًا وفظًا للغاية وملتزم بالقوانين فأمر بالقبض على القديسين الخمسة ونقلوهم إلى سجن مظلم ومعزول وعندما تم إحضارهم أمام القاضي العثماني بدأ يسألهم عن أصولهم وحياتهم:
أجابه القديسون بهدوء نحن مسيحيون وأجدادنا مسيحيون وأيضا ولدنا ونشأتنا كانت في ساموثراكي وعندما حدثت تلك الغارة قُتل آباؤنا والعديد من الآخرين وتم بيعنا كعبيد وهناك ضايقونا و بالتهديد قبلنا إيمانكم الإسلامي ولكن عندما كبرنا فهمنا الخطأ ورجعنا إلى إيمان أجدادنا الحقيقي الذي نحن مستعدون له حتى للموت لكي نحيا الحياة الأبدية .
فلما سمع القاضي العثماني ذلك غضب وقال لهم: بأي جرأة أيها الحمقى تركتم دين محمد وأنتم في خطر القتل مثل أسلافكم …( ويعدكم ؟ متع عظيمة في المستقبل ) …
أجاب القديسون، لا نقبل بأي حال من الأحوال الخضوع للمعصية مرة أخرى المسيح هو حياتنا الذي نعيشه وسنحياه والذي من أجله سنموت بكل سرور وليس لنا في الملذات الخاطئة الزمنية التي تكون نتيجتها الجحيم الأبدي … احتفظ لنفسك بالسلع التي توصينا بها والتي تبلى …
نحن مسيحيون وسنبقى و لقد خدعنا ذات مرة بسبب عدم النضج وأنكرنا المسيح الذي هو الحياة الأبدية الذي نعترف به الآن ونبشر به بكل شجاعة أمام الجميع نحن نؤمن بالمسيح وسنموت كمسيحيين ولن تنجحوا في إبعادنا عن الحقيقة.
غاضباً أمر القاضي التركي بحبسهم في السجن مع وضع أقدامهم على المشنقة وتقييد أيديهم وعنقهم بسلاسل مشدودة حتى تبقى الجثث في الهواء و القديسون، رغم معاناتهم كانوا فرحين يشكرون الرب ويعزون بعضهم بعضاً ” فلا نخاف أيها الإخوة من الموت المؤقت ولا نخاف من العذابات فإنهم يزولون” …
ولأن القديسين أرادوا تناول القربان وبطريقة ما دخل كاهن أرثوذكسي إلى السجن بحجة أنه مدين بالضرائب ..
فتقوى القديسون بحضور الكاهن وبكلماته المعزية وبتناول القربان المقدس .. وبعد ثلاثة أيام تم تقديم الشهداء أمام القاضي واحداً تلو الآخر :
مانوئيل رفض حجج القاضي واعترف بالمسيح …
ومن ثم ميخائيل وحدث الشيء نفسه مع الثلاثة الآخرين وتم سجنهم مرة أخرى لمدة ثلاثة وعشرين يوماً دون طعام مع تعرضهم للتعذيب بطرق مختلفة وبعدها حُكم عليهم بالإعدام وبأمر من القائد العثماني تم ربطهم بألواح حديدية ملتوية مثل الخطافات حتى يمكن رميهم وضربهم ..
أخذوا القديس ميخائيل أولاً واقتادوه إلى السوق حيث ضغطوا عليه لكي يسلم ولأن الشهيد لم ينكر المسيح فقد قطع إلى قطع صغيرة .
ثم قادوا الأربعة الآخرين إلى السوق حيث رأوا أعضاء ميخائيل مطروحة هنا وهناك فمجدوا الله.
وتم شنق كل من جاورجيوس و ثيودوروس.
و مانوئيل لم يسمحوا له بالصلاة، قادوه إلى الخطافات ثم دفعوه بقوة فوقع على تلك الخطافات على وجهه وأسلم روحه من العذاب .
جاورجيوس الأصغر أُلقي أيضاً على خطافات الموت التي انحنت بأعجوبة وانكسرت . ثم تم رفعه، وبعد أن أحضروا الحدادين لإصلاحها و ألقوه مرة أخرى بينما يدوسون عليه الجلادون و بقوة وبقي القديس معذباً أربعاً وعشرين ساعة وفي الليل ذهب المسيحيون وعزوه وأخذوا معهم قطع قماش من دم الشهيد وقد شفي كثير من المسيحيين والأتراك من أمراض مختلفة، وخاصة من الطاعون الذي كان موجوداً آنذاك في تلك المناطق .
يتم الإحتفال بذكرى الشهداء الخمسة كل عام في يوم أحد توما في جزيرة ساموثراكي ” حيث يتم حفظ رفاتهم في كنيسة باناجيا في خورا ” …
إنهم القديسون الذين، مثل العديد من الشهداء الآخرين، جمعوا بين الإيمان بالأرثوذكسية والنضال من أجل الحرية وهما العنصران الأساسيان للثورة ونجاحها النهائي …

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *