صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…

صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني

صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني

تمهبد

الجميع يتجاهل ماجرى…والتاريخ يسكت عن هذه المجازر…!!!!!!!!!!

إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.” (رو ١٤ : ٨)

أشارت الإحصاءات، إلى أن الروم الارثوذكس هم الذين دفعوا الفاتورة الأكبر للإجرام التركي، فقد بلغ عدد الشهداء 2100000 من الروم الأرثوذكس،في المجازرالتي اجريت فيهم  في فترة من اواخر القرن 19 مروراً بالحرب العالمية الاولى وتطهير ارضروم وديار بكر وكيليكية وكل اسيا الصغرى من الوجود الرومي بشقيه السوري واليوناني وحتى 1923 ويتبعون لأبرشيات ماردين وأرضروم وكيليكيا (وكانوا في وقتٍ ما يُشكلون معظم سكان غرب آسية الصغرى وشمالها وبعض الشرق في ماردين وديار بكر) وادلب وجسر الشغور وحلب ومنطقتها، ومنطقة لواء الاسكندرون (أنطاكية والاسكندرون والقرى التابعة لها (وتسالونيكي قبل أن تستعيدها دولة اليونان إليها) ما بين عامي 1897و1923 تمّ قتلهُم بأبشع الوسائل.للتذكير فإن عدد شهداء الروم الارثوذكس بلغ أربعة ملايين ومائتي الف شهيد وهو اكبر عدداً من كل شهداء الكنائس الشقيقة الأخرى مجتمعة…إذ ليس اكبر من العدو عند الأتراك واشد كرهاً من اليونانيين ومن هم على المذهب الرومي/ من ابناء الكنيسة الارثوذكسية لوحدة اللغة الطقسية وهي الرومية وذات العقيدة الخلقيدونية، فالروم هم روم  لافرق بينهما سواء كانوا  من اليونانيين او السكان المحليين من ابناء الشام وآسيا الصغرى/ ابتداء من عهد اسرة سلجوق الطورانية الآتية من تركمانستان لخدمة خلفاء بني العباس الضعفاء كمرتزقة…، وكيف بدأ قضم الأراضي التي تقطنها الأغلبية المسيحية بكل مكوناتها وكنائسها، وبخاصة من حدود ديار بكر والجزيرة العليا نحو الغرب حيث الغالبية العظمى يونانية وهي من التابعية الأنطاكية بأبرشيات ديار بكر وارضروم وكيليكيا بمدنها الرئيسة طرسوس وازمير ومرسين… وقد بادت رعايا هذه الابرشيات تدريجيا في العهد السلجوقي والعهد العثماني ابناء عمومته (عثمان ابن عم سلجوق) وقد كانت قمة الغبطة لدى الطورانيين الأتراك بأسرهم المختلفة، اسقاط صاحبة الارض، الدولة الرومية  اي اليونانية، بسقوط القسطنطينية بيد محمد الثاني السنة 1453م وماتم بعد ذلك بفتح اليونان الحالية والبلقان…ورومانيا وصربيا…الخ وجميعهم ارثوذكساً مع الروم الانطاكيين على مذهب واحد هو المذهب الأرثوذكسي، لذا لحقت المجازر بالجميع ممن يعدون ابناء الكنائس الأرثوذكسية والواضح في هذه المجازر وخاصة من اواخر القرن 19 هم يونان البنطس بينما يُسكت عن الروم الأنطاكيين وكتب التاريخ تتحدث بشكل مستور.. لكنه لا يخفي على الباحثين…

إبتداءً من نهاية القرن التاسع عشر وصولاً الى سنة 1923 وهي سنة مبادلة /وفق لوزان/ من بقي من الروم مع اتراك يقيمون في مناطق اليونان، إرتكبت الدولة العثمانية ثم الدولة التركية مجازر كبيرة بحقِّ الشعوب المسيحية المقيمة في بلاد الأناضول. ومن بين تلك المجموعات، الروم الذين كانوا منتشرين في كافة المناطق الأناضولية، من البنطس والبلاد الكرجية شرقاً الى ساحل بحر إيجيه وثراقيا غرباً.
إبتدأت الحملات الكبرى ضد الروم في سنة 1908، وجرت على فتراتٍ متلاحقة، في ظلِّ الحكم السلطاني ثم في عهدِ حزب الإتحاد والترقي وأخيراً بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى على يد الحزب القومي التركي الذي كان يقوده مصطفى كمال (أتاتورك). شملت المجازرُ جميع المجموعات السكانية الرومية، في كافة المناطق الأناضولية، وإنتهت بإفراغ الدولة التركية التي نشأت على أنقاض السلطنة العثمانية من جميع المواطنين الروم، بالتواطؤ مع المانيا ثم  الدول الغربية الكبرى وخاصة بيرطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
إستعمل الذين إرتكبوا المجازر كافةَ الوسائل الإجرامية من قتلٍ وإضطهادٍ وتعذيبٍ وتهجير، مما رفعَ عدد الضحايا الذين  ارتقوا شهداء الى أكثر من مليون ومئة ألف شخص، وتذهبُ بعض التقديرات الى رقم مليونين ونصف المليون من الشهداء. وكان الروم يُخيَّرون بين اما  الموت أوالهجرة وهي بحد ذاتها بمثابة اعدامات جوعا وعطشاً وعرياً واغتصاباً، أو الأسلمة، ومن بقيّ منهم دخلَ الإسلامَ وحُمِّلَ كنيةً تركية ولكن حنينهم بقي وخاصة المعاصرين الى اصلهم الرومي واحفادهم يبطنون ذلك طالما بقوا في تركيا، فان هاجروا الى المغترب كأوربة واميركا…يعلنون اصلهم ويعودون الى عقيدتهم الرومية….
جرى التعتيم طويلاً على هذه المجازر لعدةٍ أسبابٍ: منها الضغوط الغربية على الدولة اليونانية والكنيسة الأرثوذكسية، بسبب حاجة الغرب وتحالفِه مع الدولة التركية في وجه الشيوعية، ومنها الثورة الشيوعية في روسيا التي تلهت بذاتِها وأهملت إرتباطات روسيا التقليدية بأهلها الروم في المشرق، ومنها أيضاً التنكيلُ بالبطريركية المسكونية في القسطنطينية وخضوعها للتهديدات والإضطهادات التركية، ومنها أيضاً إحتدام الصراعات القومية الدخيلة على الروم بين دول البلقان التي أهملت ما يجمعُها من حضارةٍ روميةٍ عريقة مشتركة.

لا ننسى أنَّ الروم الأناضوليين هم متحدّرون من السكان الأصليين لكافة المناطق الأناضولية (كيليكيا، البنطس، ليكيا، فريجية، غلاطية، بثينيا…) الذين إلتحقوا بالحضارة الرومية منذ عهد قسطنطين الكبير، وصاروا ينطقون بمعظمهم باليونانية، وآمنوا بالمسيحية الأرثوذكسية الخلقيدونية الجامعة. هم سكان الأناضول وأصحابُ الأرض، أما قتلهم وتهجيرهم وإفناؤهم وأتركتهم فمجزرةٌ موصوفة لا يجوز السكوتُ عنها مهما طال الزمن، ومن واجب الروم في العالم كله الإضاءة عليه

 ان المجازر  العثمانية الحميدية- الاتحادية التركية- الكمالية بحقِّ الروم،  فهي شبيهةٌ بمجازر الأرمن والأشوريين والسريان وفاقتها في القسوة والنتيجة،. وقعَت المجازرُ في منطقة ثراقيا الشرقية (تركيا الأوروبية حالياً)، وفي القسطنطينية والساحل الشرقيّ لبحر إيجيه وكباذوكيا والبنطس وكيليكيا وفي قرى متفرقة في داخل الأناضول.
إرتُكِبَت هذه المجازرُ في الفترةِ الممتدّةِ بين 1908 و1923، على ثلاث مراحل: قبل الحرب العالمية الأولى، أثناء الحرب، وعند نشوء دولة تركيا الحديثة.
يجبُ التذكيرُ بأنَّ الرومَ  الذين هم سكانُ هذه البلادِ الأصليين  صمدوا في وجهِ التتريك الطويلِ الأمد منذ القرن الحادي عشر، وفي وجهِ الأسلمةِ التي فرضَها  الغزاة السلاجقةُ والعثمانيون. على سكانُ هذه البلاد الأناضوليين المسيحيينالروم الارثوذكسيين ابناء الحضارة الروميّة، وليسوا عرقيّاً من اليونانيين، لكنهم يتكلمون ثلاث لهجاتٍ يونانية مختلفة تطوَّرت مع الزمن وحافظَت على فرادتِها. كانوا يسكنون مختلفَ المناطق الأناضولية، مع كثافةٍ مميزّة في القسطنطينية وثراقيا الشرقية.

 الخلفيات  السابقة والمرافقة لهذه المجازر

صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…
صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…
1. الحركات القومية التي بدأت في الغربِ الأوروبي وإنتقلت الى شعوبِ أوربة الشرقية وروسيا في القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر، وأدَّت الى نشوءِ دولٍ مسيحيةٍ قوميةٍ متعددة، سُلِخَت عن الدولة العثمانية، وولَّدَت روحاً عدائيةً عند الأتراك
2. ردّةُ فعلٍ قومية عند الأتراكِ الذين إعتبروا قوميات الشعوب المسيحية الساكنة في الإمبراطورية العثمانية مسؤولةً عن تقهقرِ الدولةِ والشعب التركي
3. تأزم العلاقات الدولية بين الدولة العثمانية والدول الكبرى كروسيا وبريطانيا وفرنسا، وإنضمام الدولة العثمانية الى حلفٍ مع ألمانيا، وبدء الحرب العالمية الأولى.

مراحل المجازر

تُقسمُ الى ثلاث مراحل
في المرحلة الأولى التي سبقت الحربَ، قام العثمانيون بالتضييقِ على الروم في منطقتَي ثراقيا الشرقية وساحل بحر إيجيه، مقاطعين أعمالَهم وإنتاجَهم وأحياءَهم، وطاردين العديدَ منهم سيراً على الأقدام الى داخل الأناضول الصحراوي والقارّي. وفي المرحلة الثانية، أي أثناء الحربِ العالمية الأولى، وبتأثيرٍ من جمعية الإتحاد والترقي التركية، طردَت الدولةُ المسيحيين من المدن والقرى الساحلية، خوفاً من تعاونِهم مع الجيوش الحليفة. وكان هذا الطردُ جماعياً وبإتجاه الداخل الأناضولي، فمات الآلافُ من الروم عطشاً وجوعاً ومرضاً. أخِذَ آخرون أسرى في الجيش التركي وشُغِّلوا في بناء الجسور والطرق والمباني. خطِفَ أطفالٌ من عائلاتِهم وختِنوا قسراً وأدخلوا في الإسلام. وفي المرحلة الثالثة، وبقيادةِ مصطفى كمال أتاتورك، أقدمَ الأتراكُ على التطهير العرقي في سائر المناطق التي بقيَت تحت سلطةِ الدولة التركية، ونشبَت، في الوقتِ نفسِه، حربٌ بين تركيا واليونان إنتهت بهزيمةِ اليونان عسكرياً. كان التطهيرُ العرقي عنيفاً جدّاً، فحرقَت قرى بأكملِها، وقُتِل الروم جماعاتٍ جماعات، وشنقَ ونُكِّلَ بكثيرين، ورُميَ بالعشرات في البحر. وإنتهت الحربُ التركية اليونانية بمعاهدةٍ قضَت بتبادلِ السكان، وهي، في الحقيقة، طردٌ للروم من بلادِهم.
ارتكبت هذه المجازر بتخطيط وبتنفيذ وبأوامر مباشرة من الوزراء والقادةَ العسكريين الكبار، وهم ينتمون في معظمِهم لجمعية الإتحاد والترقي التي وصلَت الى الحكمِ في نهاية الدولة العثمانية. وبعد الحربِ، برز مصطفى كمال، المدعو أتاتورك، في هذا الدور البغيض، رافداً من القوميين الألمان الذين كانوا متواطئين معه في هذه الجرائم. ويسجّلُ التاريخُ دوراً فعلياً للقادةِ العسكريين الألمان وللنازيين في هذه المجازر.
تتضاربُ أعدادُ الضحايا من الروم بين 500 ألف ومليون ونصف، بينهم بالتأكيد 775 ألفاً أحصَتْهم البطريركية المسكونية في مطلع الحرب العالمية الأولى. يضافُ الى الشهداء ملايينُ المهجرين الى خارج البلاد، وقد إنتقلوا بمعظمِهم، بادئ ذي بدءٍ، الى اليونان حيث ذُكِرَ بأن ثلثَ سكان البلاد بعد الحرب كانوا من المهاجرين اللاجئين من الدولة التركية. ومن شهداء هذه المجازر، يُذكرُ النائبُ الرومي ماتيوس كوفيدس والأساقفة أفتيميوس (زيلون) وبروكوبيوس (إيقونيا) وخريسستوموس (سميرنا) وغريغوريوس (كيدونيا)، وعشرات رجال الإكليروس الذين كانوا يُقتلون ويُحرقون مع رعاياهم داخلَ كنائسِهم. وقد أحصَت الدراساتُ 163 مجزرة موثَّقة، مع التذكير بأن المجزرة تُعرَّفُ بأنها قتلٌ جماعي لأكثر من عشرين إنسان.
وكل رومي كان وغير رومي باحث في التاريخ يأسف لعدمِ الإضاءة على مجازر الروم في الأناضول، ويهنِّئُ الأرمنَ  بالتالي على الطريقة التي إعتمدوها في التعريفِ بالمجازرِ التي طالتْهم.

أسبابَ إهمال هذه المجازر من قبَلِ العالم الروميّ والكنيسة كانت

صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…
صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…
• إنضمام تركيا واليونان بعد الحرب العالمية الأولى الى حلفٍ غربي، أصبح لاحقاً هو الحلفَ الأطلسي، والذي فرضَ سلاماً  كاذبا بين الدولتَين وتعتيماً على الأحداثِ التي سبقت هذا الحلف كما شاءت اميركا وبقية الدول الغربية التي كررت المأساة ذاتها بحق يوغوسلافيا السابقة وحصرا بحق الصرب الارثوذكس.
• الثورة البولشيفية في روسيا التي قضَت على السندِ الخارجي الرئيس للروم في الدولة العثمانية، فأهملَ الإتحادُ السوفياتي شؤون الروم وقضايا الكنيسة، وإلتَهى بقضاياه الداخلية ومصالح الشيوعية، لا بل كان العكس بحيث ان السلطة الشيوعية قدمت الدعم العسكري لأتاتورك في حربه ضد اليونان مع ايطاليا كذلك قدم الشيوعيون خمسة اطنان من الذهب له كونه كان يمثل العلمانية بخلاف ماكانت عليه تركيا زمن الخلافة العثمانية.

في صيف عام 1914، قامت العمليات الخاصة (بالتركية:Teşkilat-ı Mahsusa)، وبمساعدة من الحكومة والجيش الرسمي، بتجنيد الرجال الروم الذين في عمر التجنيد من ثرانس إلى غرب الأناضول، وأجبروهم على الأعمال الشاقّة التي مات فيها الآلاف. وقد أُرسلوا لاستخدامهم في إصلاح الطرقات، تشييد المباني، التنقيب في الأنفاق وأعمال ميدانية أخرى، لكن أعدادهم انخفضت بشدّة، إمّا بالتجريد والمعاملة القاسية أو بالمذبحة الشاملة التي نظّمها حُرّاسُهم الأتراك. ومن ثم أصبح هذا البرنامج ذو توسّع في الإمبراطورية وشَمِلَ ذلك بونتوس (البُنطُس).

وسُرعان ما تجلّى ذلك في موجات الهجرة للروم، مع لجوئهم إلى الجبال، الواقعة في جيرسون، لهذا السبب تم إحراق 88 قرية للروم الأرثوذكس تماماً في غضون ثلاثة أشهر، حتى إنه اضطرّ حوالي 30,000 منهم للسفر على الأقدام إلى أنقرة خلال فصل الشتاء القارس، الذي أدّى الى موت رُبعهم في الطريق.

ذكرت العديد من الصحف الغربية تقارير عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوّات التُركية بحقّ المدنيين المسيحيين الروم والأرمن بشكلٍ رئيس. فقد ذكر المؤرّخ البريطاني توينبي أن القوات التركية تَعمّدَت إحراق العديد من منازل الروم وصَبّ البنزين عليها والتأكد من دمارها كلياً. وظهرت المذابح على طول الفترة الممتدة بين سنة 1920 وسنة 1923، خلال ماسمي” حرب الاستقلال التركية”، وخاصّة من الأرمن في الشرق والجنوب، والروم في منطقة البحر الأسود. كما لوحظت استمرارية كبيرة بين مُنظّمي المذابح بين سنة 1915 وسنة 1917 وسنتيّ 1919 و1921 في شرقيّ الأناضول.

صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…
صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…

قال الحاكم التركي أبو بكر حازم تيبيران، في مقاطعة سيواس في عام 1919، انّ المجازر كانت رهيبة حتى إنه لم يستطع تحمّل الإبلاغ عنها. وكان يُشير إلى الفظائع التي ارتُكبَت ضدّ الروم في منطقة البحر الأسود. ووفقاً للإحصاءات الرسمية فقد قُتل 11,181 من الروم في عام 1921 من قبل الجيش المركزي تحت قيادة نور الدين باشا (الذي اشتُهر بأنه أعدم المطران خريسوستوموس). طالب بعض نواب البرلمان بإعدام نور الدين باشا وتقرّر تقديمه للمحاكمة على الرغم من أنها أُلغيت لاحقاً لتدخّل مصطفى كمال أتاتورك. كتب تانر أكام أنه وفقاً لإحدى الصحف، أن نور الدين باشا اقترح قتل جميع السكان الروم والأرمن المُتبقّين في الأناضول، وهو اقتراح رفضهُ مصطفى كمال.

اضطرّ عددٌ كبير من السكان الروم لمغادرة أوطان أجدادهم في إيونيا والبُنطس وثراقيا الشرقية بين سنتيّ 1914 و1922. ولم يُسمَح لهؤلاء اللاجئين، فضلاً عن الأمريكيين الروم ذوي الجذور الأناضولية، أن يعودوا بعد عام 1923 عندما وُقعت اتفاقية تبادل السكان بين تركيا واليونان، وفقًا لمعاهدة لوزان، فانتقل المواطنون الأرثوذكس الروم في تركيا إلى اليونان، وعاد المواطنون المسلمون من اليونان إلى تركيا.

صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…
صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…

(معاهدة لوزان في مدينة لوزان السويسريّة في الثلاثين من كانون الأول 1923 وقّعت الحكومتان التركيّة واليونانيّة اتفاقية التبادل السكاني، وهي اتفاقية مرتكزة على أساس الهويّة الدينية. وتتضمّن نقل المسيحيين اليونانيين الذين يعيشون في تركيا إلى اليونان، ونقل المواطنين المسلمين الذي يعيشون في اليونان إلى تركيا. وقد نُقل حوالي مليونا شخص، مليون ونصف منهم مسيحيين كانوا يعيشون في تركيا، ونصف مليون مسلم كانوا يعيشون في اليونان. أغلبهم هُجّر بالقوّة وبشكل قانونيّ من أوطانهم. كان هذا التبادل السكانيّ الإلزامي الأول الواسع النطاق في القرن العشرين.

ورغم تأكيدات المصادر التاريخية القتل المُتعمّد والمنهجيّ للسكان الأرمن والروم والسريان والأشوريين من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، من خلال المجازر وعمليات الترحيل والترحيل القسري، وهى عبارة عن مَسيرات في ظلّ ظروف قاسية مُصمّمة لتؤدّي إلى وفاة المُبعَدين من قُراهم ومساكنهم، إلاّ أن تركيا من جانبها ترفض الاعتراف بهذه الجريمة وتتهم آخرين من المشاركين فى تلك الحرب بارتكاب المجازر.

صورة عن برقية رئيس اساقفة اثينا الى البطريرك الأنطاكي الكسندروس

صورة عن برقية رئيس اساقفة اثينا الى البطريرك الأنطاكي الكسندروس

في منتصف القرن 20

بين ايدينا وثيقة هي عبارة عن برقية صادرة من اثينا من رئيس الاساقفة اسبريدون بتاريخ 14 ايلول 1955 موجهة الى البطريرك الأنطاكي الكسندروس الثالث (1931-1958نقل له فيها ماحصل من اعتداءات صارخة طالت الكنائس الرومية والرعايا الارثوذكسية في القسطنطينية وازمير بمعونة او بسكوت الانكليز، وهذه ليست حادثة فريدة اذ سبق ان ترك الحلفاء ومنهم الانكليز عام 1921- 1922 الجيش اليوناني لمصيره الأسود وهو جيش فتي بمواجهة قوات اتاتورك، وانسحب الجميع من فرنسيين وانكليز وايطاليين من المعركة والاشد ايلاما ان الايطاليين اعطوا سلاحهم الثقيل ومدفعيتهم ودباباتهم عام 1922 للأتراك، وقد كانت الكارثة على الجيش اليوناني الذي غرر به الحلفاء في البداية ليقاتل معهم، ثم غدروا به وتركوه وحيدا بعد ان انسحبوا من الحرب، فكانت النتيجة كارثية على الجيش اليوناني الذي أُبيد برمته…ودخل الاتراك المدن والقرى اليونانية وابادوا شعبها وهرب البعض منهم الى حلب وبيروت ودمشق وكان منهم الطفل بندلايمون كوتسوذنتوس الشهير بالرومي في دمشق ( انظره في موقعنا اعلام ارثوذكسيون وفيه عن المجازر التي نتحدث عنها هنا)

البرقية التالية

صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…
صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…

” الى حضرة صاحب الغبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكسندروس – دمشق – سورية

– إن همجية رجال الشارع الأتراك في استانبول وازمير الذين أضرموا النار وهدموا الكنائس المقدسة وانتهكوا حرمتها عمل لم يسبق له مثيل في العالم. وقد أنزلت هذه الحوادث الحزن والاشمئزاز في نفوس ابناء الكنيسة الأرثوذكسية جمعاء لهذا فقد اجتمع مطارنة الكنيسة اليونانية بصورة مستعجلة وبعد المذاكرة في الاعتداء الأثيم المذكور اعتبر أعضاء المؤتمر ان بريطانيا تشارك تركيا معنوياً في المسؤولية واستنكروا الأساليب السياسية البريطانية واعتبروا ان هذه الأساليب هي خيانة المبادىء المسيحية اذ انها تجرح الشعور الديني العميق.

والمؤتمر يعبر عن أسفه العميق وخيبة أمله ببريطانيا التي أظهرت عجزها عن وضع المصلحة الدولية العامة فوق مصالحها الاستعارية الأمبراطورية خارقة بذلك تعهداتها الدولية وذلك بالاعتداء على العدالة ومبادىء تقرير المصير وحرية الشعوب.

هذه المبادىء التي نالتها الشعوب بعد أن دفعت ثمنها تضحيات بالغة.

– ان المؤتمر الأرثوذكسي يستنكر هذه الأعمال الهمجية أمام العالم المسيحي ويطلب من جميع الكنائس الشقيقة المساعدة والحماية. وتنفيذاً لقرار مؤتمر مطارنة الكنيسة اليونانية.

الرئيس

رئيس اساقفة أثينا

اسبريدون

– وقد اوضحت رئاسة اساقفة أثينا عن هذه الفظائع بالقول

وضيح رئاسة اساقفة أثينا حول اعتداءات 1955 التركية في القسطنطينية وازمير

توضيح رئاسة اساقفة أثينا حول اعتداءات 1955 التركية في القسطنطينية وازمير

 

-” ان الفظائع التي تمثلت في استانبول وازمير ضد الكنائس الأرثوذكسية عن طريق حرقها وتدمير معالمها الشريفة ودوس علامة الصليب، وتدنيس الأواني المقدسة بصورة وحشية أمور لم يسبق لها نظير في التاريخ، كان من الطبيعي ان تلقى الروع والاشمئزاز في نفوس الشعوب المتمدنة كافة.

إن هذه الاعتداءات الدالة على وحشية غريبة الشكل، ولا سيما في زمن سلم، قام فيه حليف ضد حليفه على حين غفلة منه، لا تصدر إلا عن شعب تخَّلَّقَّ بالهمجية الجامعة التي تشكل خطراً ظاهراً في كل مجتمع يخلد الى السلام، وعليه نرى من الواجب على حكام العالم المتمدن الذين بأيديهم زمام الأمور العائدة للسلم العام، والمحافظة على قواعد العدالة الاجتماعية، والضمانة المتبادلة، أن يُنزلوا العقوبة الصارمة بالمسببين لهذه المآسي والمحرضين على اقترافها، وان يبادروا الى تعمير الكنائس المدمرة مجدداً، والى إعادة الأواني المقدسة المسلوبة والمعطلة. وبناء على كل ما ذُكِر، نحتج بشدة على ما اقدم عليه الشعب التركي من انتهاك حرمة المقدسات دون أي مبرر، وذلك لتهدئة ضمير الانسانية المضطرب، آملين توزيع الحقوق المشروعة على أربابها في اول فرصة.”

صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…
صفحة من المجازر التركية بحق الروم الأرثوذكس يوناً وعرباً من ابناء الكرسيين الانطاكي والقسطنطيني…

وإليكم قائمة بمذابح ومجازر السلاجقة الأتراك بحق الروم الأرثوذكس مرتّبة حسب السنوات:

سنة 1515
استباحة حلب ومعرّة النعمان أسبوعاً كاملاً، ممّا أدّى إلى استشهاد 40 ألف في حلب و 15 ألف في معرّة النعمان.

سنة 1516
استباحة دمشق ثلاثة أيام ممّا أدى لاستشهاد 10 آلاف شخص، كما تمّ استباحة ريف ادلب وحماة وحمص والحسكة واستشهاد عشرات الألاف من السكان الروم الأرثوذكس.

سنة 1847
مذابح بدر خان حيث استُشهد أكثر من 10 آلاف في منطقة حكاري التركية.

سنة 1841-1860
مذابح لبنان في منطقة حاصبيا والشوف والمتن وزحلة، حيث أُستشهد أكثر من 12 ألف لبناني، وفي دمشق قُتلَ نصف سكان دمشق من المسيحيين وكانوا في معظمهم من الروم الأرثوذكس، وبلغ عددهم ما يقارب 12000 مسيحي منهم حوالي 10000 رومي أرثوذكسي.

سنة 1914-1923
مذابح الروم البونتيك (روم منطقة البُنطُس)، حيث أُستشهد أكثر من 350 ألف رومي يوناني ووفقا لثبوتيات يونانية في البطريركية المسكونية اكثر من 500000 ارثوذكسي رومي وتشرّد عشرات الآلاف الآخرين.

في الحرب الكارثية بين تركيا واليونان بين 1918-1923 أباد الأتراك بمعونة الايطاليين والفرنسيين والإنكليز كل الجيش اليوناني، وقد جاءت المعونة المحكي عنها بتقديم كل السلاح التي كانت لتلك الجيوش، والتي كانت السبب في دخول اليونان بتلك الحرب، وانسحاب هذه الجيوش من الحرب وترك اليونان بمفردهم فقضى أكثر من مليون يوناني ما بين الجيش والمدنيين… وسُلخت منطقة كيليكيا عن سورية.

خلال مذابح عام 1915 قام الجنود الأتراك ومرتزقة جمعية الاتحاد التركي المعروفين باسم (التشكيلات المخصوصة) بقطع رؤوس الرجال والأطفال، وبَقر بطون الحوامل واغتصاب النساء وتشويه الأجساد…

1917-1920 وبعد انتصار الشيوعية في روسيا قدم الشيوعيون كل سلاح ثقيل الى تركيا الكمالية اضافة الى خمسة اطنان من الذهب مكافأة لأتاتورك وليستمر في نهجه الغلماني المماثل للشيوعية لديهم فاستخدم اتاتورك السلاح ضد الجيش اليوناني في كيليكية وابيد كله.

وعند سلخ لواء الاسكندرون عن سورية1938-1939، قضى الكثيرون من المسيحيين الروم الأرثوذكس والأرمن الذين وقفوا الى جانب البقاء مع سورية… ما أدّى إلى خروج عشرات الالوف منهم من اللواء السليب وتشرّدهم في سورية ولبنان، ومن المعروف أن أنطاكية هي المركز التاريخي والأساسي للكرسي الأنطاكي الأرثوذكسي المقدس.

وماذا يسعنا أن نقول عن مذابح اليونانيين عام 1974 في جزيرة قبرص، واحتلال قبرص الشمالية واقامة جمهورية تركية شمال قبرص، وماذا نقول عمّا فعلوه باليونانيين من حَرسٍ وطنيّ ومدنيين، وتدمير وتدنيس للكنائس والأديرة وغير ذلك بحقّ قبرص وشعبها، وكل الشعوب المحيطة من يونان وصرب وبلغار ورومان… لابل انه تم قلبه رأساً على عقب متهمين يونانيي الجزيرة بفعل المجازر بحق الاتراك وكذلك وبعد اعتراف تركيا في الفترة من 1918 الى 1921 بارتكاب المجازر بحق المسيحيين كلهم تعود الى الانكار ولا زالت وتم تغيير الكثير من الوقائع بعكسها على الروم والارمن…والمضحك ان صور الضحايا الارمن التي كانت على وسائل التواصل الاجتماعي جيرت على ان من فيها من الضحايا هم اتراك وجندت الماكينة الاعلامية والاسلامية المتعصبة في بعض الدول العربية والاسلامية للدفاع باطلاً عن الاتراك…

الدور التركي في المؤامرة الكونية على سورية منذ 2011_…

واخيرا تبدى دور تركيا /اردوغان القذر/ في الازمة السورية ولازلنا نعيشه بتجنيد المرتزقة والارهابيين واحتلالهم محافظة ادلب مع سهول من حلب الى منتصف الغاب في محافظة حماة مرتكبة المجازر بح المسيحيين في ادلب وجسر الشغور وقراها ثم احتل الجيش التركي كل تلك المناطق مع الارهابيين…

خاتمة
الصور الموثّقة، وهي من أصل مئات الصور لأكبر المجازر الدموية الفظيعة في التاريخ التي ارتكبها الأتراك بحقّ المسيحيين من الروم والأرمن والسريان والآشوريين، امتلأت بها متاحف التاريخ، والوثائق موجودة في معظم دول أوروبا وخاصة اليونان وقبرص وألمانيا، وفي مركز البطريركية المسكونية (القسطنطينية) ورئاسة أساقفة اليونان، ورئاسة أساقفة قبرص وبطريركية موسكو، وفي أرمينيا وغيرها…هذا هو تاريخ العثمانيين الأتراك الحاقد ، منذ سلجوق وعثمان الى أردوغان… تاريخ دموي حافل بالمجازر، وملطّخ بالهمجية والعار، وانتهاك حقوق الانسان وكرامته.

 

 

 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *