عبد المسيح حداد

عبد المسيح حـدّاد وشقيقه ندرة حداد

اولاً عبد المسيح حـدّاد

1888 ـ 1963

هو عبد المسيح بن رشيد حدّاد ، وُلِدَ في حمص سنة 1888وهو شقيق ندرة حداد وتلقّى علومـه الإبتدائيــة في المدرسة الأرثوذكسية الغسانية ، ثم انتقل إلى دار المعلّمين الروسية  التابعة للجمعية الفلسطينية الارثوذكسية الروسية في الناصرة عام 1904 وتخرّج منها ثم عاد إلى حمص وتابع دراسته في المدرسة الإنجيلية ودرس اللغةالإنكليزية على يد الأستاذ خليل الخوري شقيق  فارس الخوري ثم عمل في تدريس اللغة الإنكليزية في مدارس حمص .

عبد المسيح حداد
عبد المسيح حداد
هاجر إلى الولايات المتحدة سنة 1907 والتحق بشقيقه ندرة حداد. وفي عام 1912 أصدر جريدة ( السّائح ) باللغةالعربية التي أصبحت لسان ( الرابطة القلمية ) التي أسّســها عام 1920 في نيويورك واستمرّ في إصدارها حتى عام 1959 مــع زملائه أعضاء الرابطة القلمية مثل : جبران خليل جبران ، إيليا أبو ماضي ، عبد المسيح حداد ، ندرة حداد ، رشيد أيوب ، ميخائيل نعيمة ، أمين الريحاني ،نسيب عريضة ،وليم كاتسفليس ، فيليب حتّي ، المطران أنطونيوس بشير وحبيب كاتبــة وأمثالهم .
وتبارت أقلام هؤلاء الأدباء على صفحات جريدته ( السّائح لسان حال ابرشية نيويورك وسائر اميركا الشمالية التي اصدرها القديس روفائيل هواويني مؤسس الابرشية الانطاكية الارثوذكسية واول مطارنتها ) وبرز كل واحد منهم فــي ناحية من نواحي العبقرية : عبد المسيح حداد في حكاياته المهجرية ،جبران في روحانيّاتــه عريضة في حنينه وعاطفيّاته ،نعيمة في فلسفيّاته وأبوماضي في شعره التأمّلي وهكذا…
وكانت الجريدة في كل عام تُصدر عدداً أدبياً خاصاً يحمل إنتاج المهجريين .زار البرازيل والأرجنتين وتشيلي في أواسط عام 1948 القى خلالها سلسلة من المحاضرات في محافلها ونواديها عاش عبــد المسيح حداد في ديار الغربة أكثر من نصف قرن لم ترَ عيناه أرض الوطن حتى عام 1960 حيث دعته الجكومة السورية لزيارة وطنه الجبيب وحلّ في مهبط رأسه حمص عزيزاً مكرَّماً ، عاد بعدها لأميركا وقلبه فرح بما رأى في وطنه من نهضة وتطور في كافة المجالات فأصدر كتاب أسماه ( إنطباعات مغترب )استعرض فيه تفاصيل رحلته إلى الوطن. وكان قد وطّد العزم على نشر ماانطوى من آثار الرابطة القلمية وأن يكتب ذكرياته عن زملائه فيهـــا.
لكن لم تتحقّق أمنياته فتوفي مساء الخميس في 17 كانون الثاني سنة 1963 ودفن فـــي نيويورك .وأقامت له الجالية العربية هناك في 20/1/1963 حفلة تأبين حضرها الدكتور جورج طعمة القنصل العام لسورية وممثل الجامعة العربية بنيويورك ( اول رئيس لجامعة البلمند) وأدباء المهجـــر
لعبد المسيح حداد مؤلفات أدبية واجتماعية متعدّدة منها : ( حكايات المهجر )(1) وكــتاب (إنطباعات مغترب) بالإضافة الى افتتاحيّاته الرائعة لجريدة السائح طيلة 47 عاماً في مختلف شؤون الأدب والنقد والسياسـة والإجتماع .و45 مجلّداً من جريدة السائح التي تمثِّل هرماً أدبياً بناه عبد المسيح حــداد . فحقاً هو شاعر ناقد وأديب مبدع وصحافي بارز ووطني عربي أصــــيل .

من قصائده : السكينة الأبدية

عبد المسيح حداد احد افراد الرابطة القلمية
عبد المسيح حداد احد افراد الرابطة القلمية

اسمعيني سكينة الليل لحناً …………………………………………………………………..من نشيد السكينة الأبديه

وافتحي يا نجوم عيني علّي……………………………………………………………………أرى بينك الطريق الخفي

واجعلي يا ريح منك بساطاً ……………………………………………………………………. واحمليني إلى الرياض العليه

واخطفي يا نسائم الليل روحي………………………………………………………………. وخذيها مني إليك هديه

ودعيني هناك أسرح حراً ……………………………………………………………………… إنما العبد يشتهي الحريه

طال سجني وطال في الأسر يأسي ……………………………………………………….. واحتمالي لحالتي البشريه

أنا ما لي وللورى فارفعيني……………………………………………………………………. ودعيهم في بؤسهم والرزيه

مل قلبي بغضاءهم وهواهم …………………………………………………………………. مل قلبي سبابهم والتحيه

ولساني قد صار يخشى لساني ……………………………………………………………. وجناني أضحى عليّ بليه

وفراشي شوكاً ونومي ارتعاشاً ……………………………………………………………… ويقيني شكاً وبري خطيه

وشرابي تعللاً وأواماً…………………………………………………………………………… وطعامي مجاعة روحيه

ولباسي رماد فكري تذريــه ………………………………………………………………….. رياح تثيرها الأمنيه

تلك حالي – حربٌ عوان فإن …………………………………………………………………. أظفر فنفسي قتيلة أو سبيه

شعراء حمص في المهجر نَـــدْرة حَــــدّاد

1881 ـ 1950

ندرة حداد
ندرة حداد

هو ندرة بن رشيد حدّاد وُلِدَ في حمص عام 1881 وتلقّى علومه في مدارسها ثم هاجـــر إلى نيويورك عام 1897 وكان هو وشقيقه عبد المسيح من مؤسّسي الرابطة القلمية (جبران خليل جبران ، إيليا أبو ماضي ، ندرة حداد ، عبد المسيح حداد ، رشيد أيوب ، ميخائيل نعيمة ، أمين الريحاني ،نسيب عريضة ،وليم كاتسفليس ، فيليب حتّي ، المطران أنطونيوس بشير وحبيب كاتبــة وأمثالهم والعاملين في حقلـها ، ولهما أثر مرموق في أدب المهجر الذي غَذّاه بشِعره الرقيق بينما كان يعمل موظّفاً في بنك لبنان الوطني . كان عفيف القلب واليد واللّسان وقدوة تُحْتذى في نظافة الوجدان . كان شعره مرآة نفسه عذوبة وبساطة ونعومة وصفاء . وقال عنه حنا خباز في كتابه ( حول الكـــرة الأرضية ) حين قابله في نيويورك عام 1919 أثناء تجواله حول العالم : انه شاعر هادىء الروح بعيد جداً عن الفضول . كان يميل إلى الإيجاز في القول . متعبِّد صوفي النزعة بعيد عن التعصّب المذهبي ، ويُبشِّر برسالة الحب الإنساني . وكان يتّسم بطابع المحافظين لغـة وبطابع المُجدّدين تلاعباُ بالأوزان ، كما أُولعَ بالبحور القصيرة المُجَزّأة .

اعتلَّت صحّته وصحة جيبه في السنين الأخيرة من حياته ولكنها لم تؤثّر على بشـــــاشته ولا

على إبائه وكان القلق يرتسم على ملامحه ويهمس في حديثه . وكانت وفاته عام 1950 فجأة في حفلة عرس بعد أن أنشد فيها شعر التهاني . له ديوان ( أوراق الخريف ) وكان يكتب في جريدة ( السائح ) التي أسّسها شقيقه عبد المسيح عام 1912 في نيويورك .

ونورد أدناه مقتطفات من شِعره 

1 ـ من قصيدته الحنين الى الوطن 

أيّها الآتي من الأوطــــــــان ……………………………………………………………..والأوطــان حلــوة

لم أجد عنها وإن طال زمان……………………………………………………………… البعــــــد سلــــوى

وطن أصبـح مــذ فارقتــــه ……………………………………………………………… في القلب جـــــذوة

2 ـ من قصيدة يصف فيها النَفْس

هي ســر غامض أو مبـتدا …………………………………………………………….. جهل الإنسان منه خبـــــــــره

ظنّـــها بعضـهم مــــــعرفة ……………………………………………………………..أخطأوا. لم تك إلاّ فــــــــكره

ليس يدري غير من أبدعها…………………………………………………………….. ما مصير النفْس بعد المقبــره

قوة تحمل ذا الكـــــون كما…………………………………………………………….. يحمل اللاّعب في الكفّ الكره

ضلّ من يُنشدها في جامـع ………………………………………………………….. ضلّ من يُنشدها في أديِــــــره

إنّ نفْساً حاربت أهواءهـــا …………………………………………………………… هي نفْس خلقت منتصــــــــره

3 ـ من قصيدته ( أنا إن مُتّ )

أنا إن مُتّ بأرض ماتت الأحرار فيهــــا

وقضى في الذود عنها كل شهم من بنيها

ـــــ

وإذا متّ بأرض تخـــرج القوم أُســـــودا

تدفع الأبنـاء في المجد إلى الحرب جنودا

وإذا ما مات منهم بطــــل كان شــــــهيدا

4 ـ من قصيدة يصف فيها ليلة ساهرة

ونجومها في الأفق ترقبنا…………………………………………………………… سهرانة ، تبدو كــــحرّاس

يا ليتــها تبقى ، ويتــركنا…………………………………………………………… وجه الصّباح وأوجه الناس

 

 

المفردات 

(1) ـ حكايات المهجر : يسرد حياة المهاجرين السوريين في المهجر ( حي واشنطن في نيويوك المعروف بحي السوريين ) ويترصد مشهدا من حياتهم الحقيقية بقالب حكاية صغيرة بأسلوب سلس فتشعر كأنك بينهم . عدد صفحات الكتاب 288 صفحة طبع في نيويوك عام 1921

“>

 


by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *